logo
بلدية رمات غان الإسرائيلية: صواريخ إيران خلفت دمارا لا يمكن تصوره- (صور وفيديو)

بلدية رمات غان الإسرائيلية: صواريخ إيران خلفت دمارا لا يمكن تصوره- (صور وفيديو)

القدس العربي منذ يوم واحد

القدس: قالت بلدية 'رمات غان' وسط إسرائيل، السبت، إن الصواريخ التي أطلقتها إيران، مساء الجمعة، على المنطقة خلفت 'دمارا لا يمكن تصوره'، وسط تضرر عشرات المباني.
ويأتي ذلك بينما تفرض إسرائيل حالة من التعتيم على خسائرها عقب رشقات صاروخية أطلقتها إيران على منطقة تل أبيب الكبرى، وتحظر الرقابة العسكرية على وسائل الإعلام نشر أي تفاصيل بهذا الخصوص.
وفي تصريح لإذاعة الجيش الإسرائيلي، وصف كارميل شاما هكوهين، رئيس بلدية رمات غان، تداعيات الهجوم الصاروخي الإيراني على مدينته قائلا: 'هذه ساحة دمار لا يمكن تصورها'.
وأوضح أن 'العشرات من المباني تضررت، وفقدت مئات العائلات سقفها الذي يأويها في ثانية واحدة' جراء استهداف المدينة بالصواريخ الإيرانية.
'مشهد غير مسبوق في إسرائيل'.. لقطات توثق حجم الدمار في مدينة رمات غان قرب تل أبيب بعد تعرضها للقصف بصواريخ إيرانية pic.twitter.com/u8Z4OSo8Ot
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) June 14, 2025
ومنذ فجر الجمعة، بدأت إسرائيل، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، أسمته 'الأسد الصاعد'، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الهجوم 'استباقي' وجاء بتوجيهات من المستوى السياسي، فيما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن العملية 'غير المسبوقة' تهدف إلى 'ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية، ومصانع الصواريخ الباليستية، والعديد من القدرات العسكرية الأخرى'.
وفي مساء اليوم نفسه، بدأت إيران بعملية أسمتها 'الوعد الصادق 3″، للرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، بلغ عدد موجاتها 6، ما أدى – بحسب وسائل إعلام عبرية – إلى مقتل 3 إسرائيليين وإصابة 172 آخرين بجروح متفاوتة، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن 'حدث خطير جدا' في تل أبيب، عقب قصف إيراني استهدف موقعا استراتيجيا، دون الكشف عن تفاصيل إضافية بسبب الرقابة العسكرية الصارمة وتعليمات التعتيم المفروضة من قبل الجيش.
والهجوم الإسرائيلي الحالي على إيران يعد الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالا واضحا من 'حرب الظل' التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.
(الأناضول)

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إدانات دولية مستمرة واتصالات لاحتواء التصعيد
إدانات دولية مستمرة واتصالات لاحتواء التصعيد

العربي الجديد

timeمنذ 7 ساعات

  • العربي الجديد

إدانات دولية مستمرة واتصالات لاحتواء التصعيد

تتواصل الدعوات الدولية والاتصالات للتهدئة واحتواء الوضع وسط مواقف منددة بالهجوم الإسرائيلي على إيران بعدما دخلت الحرب بينهما مرحلة غير مسبوقة من التصعيد، مع تبادل واسع النطاق للضربات العسكرية التي شملت منشآت استراتيجية وأهدافاً حيوية على الجانبَين. وقال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا مستعدة لإجراء محادثات على الفور مع إيران بشأن برنامجها النووي في محاولة لتهدئة الوضع في الشرق الأوسط. وأضاف فاديفول، الذي يزور عُمان اليوم الأحد، أنه يحاول المساهمة في تهدئة الصراع بين إسرائيل وإيران، وأشار إلى أن طهران لم تغتنم الفرصة في السابق للدخول في محادثات بناءة. وقال لهيئة البث الألمانية (إيه.آر.دي) في وقت متأخر من أمس السبت "آمل أن يكون ذلك لا يزال ممكناً... ألمانيا، إلى جانب فرنسا وبريطانيا على استعداد. إننا نعرض على إيران إجراء مفاوضات على الفور حول البرنامج النووي، وآمل أن يتم قبول (العرض)". وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الأحد، خلال كلمة له في اجتماع مع السفراء الأجانب في طهران ، أن هجمات بلاده ستستمر على الكيان الإسرائيلي، مشيراً إلى أن هذا الكيان بدأ هجماته "من دون أي مقدمة أو تمهيد سابق، ويُعد ذلك عدواناً صارخاً على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية". بدورها، دعت كوريا الجنوبية وأستراليا طهران وتل أبيب إلى ضبط النفس عقب الهجمات المتبادلة بين الطرفين. وبدأت إسرائيل فجر الجمعة، بدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوماً واسعاً على إيران بعشرات المقاتلات، أسمته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين. وفي مساء اليوم نفسه، بدأت إيران الرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، بلغ عدد موجاتها 8، خلفت قتلى وجرحى، فضلاً عن أضرار مادية كبيرة طاولت مباني ومركبات. والهجوم الإسرائيلي الحالي على إيران يعد الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالاً واضحاً من "حرب الظل" التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات. "العربي الجديد" يتابع ردات الفعل الدولية على تطورات حرب إسرائيل وإيران أولاً بأول..

ترامب في مأزق... حرب إيران تهدّد أجندة "أميركا أولاً"
ترامب في مأزق... حرب إيران تهدّد أجندة "أميركا أولاً"

العربي الجديد

timeمنذ 13 ساعات

  • العربي الجديد

ترامب في مأزق... حرب إيران تهدّد أجندة "أميركا أولاً"

لم ينجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع أفضل تقدير ممكن لنيّات البيت الأبيض ، في منع إسرائيل من شنّ عدوان على إيران، وصفته بأنه إجراء لحماية وجودها، بعدما واظبت على مرّ أشهر، بإلحاح، على تحذيره من القدرات النووية الإيرانية، ومن أن طهران تقترب من امتلاك السلاح النووي، لكنّ ما يرشح منذ فجر أول من أمس الجمعة، مع بدء حرب إيران وموجات الهجمات الإسرائيلية الجوية، يشي بأن الهدف الإسرائيلي، أبعد من "ضربة وقائية" أو "استباقية" لإضعاف البرنامج النووي الإيراني، كما أعلنت تل أبيب، بل تشمل لائحة الأهداف، ضرب البرنامج الصاروخي الباليستي الإيراني، وهو مطلب تتوافق حوله مع إسرائيل، قوى عدة، ومنها غربية، لم تكن راضية عن الاتفاق النووي الموقع بين مجموعة الدول الكبرى وإيران في عام 2015. وحتى وفق تقديرات أميركية، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يرغب في إسقاط النظام الإيراني. وعلى الرغم من الترحيب الأميركي على المستوى السياسي، لدى أكثرية جمهورية وديمقراطية، بالضربات الإسرائيلية، إلّا أنه بعد يوم كامل من حرب إيران التي بدأت فجر أول من أمس الجمعة، بدت الحسابات تأخذ بعداً أكثر جديّة، يتخطى نشوة توجيه صفعة قوية أميركية بأيادٍ إسرائيلية، لإيران؛ إذ تعدّ الحرب الجارية، أول تحدٍّ حقيقي يواجه ترامب، الذي تسلم ولايته الثانية في يناير/كانون الثاني الماضي بعدما انتخبه الأميركيون أولاً على أنه من الممكن أن يكون "صانع سلام". ولكن بينما يسود اعتقاد بأن جولة التصعيد هذه غير المسبوقة، وهي أول مواجهة بهذا الحجم بين إيران وإسرائيل، قد تصبح مفتوحة، وتنزلق إلى حرب أوسع في المنطقة، يخشى مراقبون من أن يكون "الشرطي الأميركي" غير قادرٍ على وقفها هذه المرة. ولهذا السبب؛ ارتفعت سريعاً في واشنطن المخاوف، ومنها الجمهورية، من أن يكون هدف نتنياهو قد تحقّق، وهو جرّ الولايات المتحدة إلى مستقنع حرب جديدة، ما وراء البحار. حرب إيران... ضوء أخضر رغم التهديدات ونقل مسؤول إيراني مطلع، أمس السبت، لوكالة فارس الإيرانية للأنباء، عن قادة عسكريين كبار، أن حرب إيران "التي بدأت مع بدء اعتداءات الكيان الصهيوني ستتسع خلال الأيام المقبلة، لتشمل جميع المناطق الواقعة تحت احتلاله، إضافة إلى القواعد الأميركية في المنطقة، وستكون قوى العدوان هدفاً لردّ إيران الحاسم والشامل". وأضاف المصدر أن القادة العسكريين أكدوا أن "هذه المواجهة لن تقتصر على الإجراءات المحدودة التي شهدتها الليلة الماضية (ليل الجمعة ـ السبت، في إشارة إلى الضربات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت الأراضي المحتلة، وخصوصاً منطقة تل أبيب الكبرى)، بل ستتواصل الضربات الإيرانية، التي ستكون شديدة الإيلام وتجعل المعتدين يندمون على أفعالهم". وأشار المسؤول إلى أن "التجارب تظهر أن الكيان الصهيوني لطالما أشعل الحروب بجرائمه، إلّا أن المؤشرات تدل على أن الجمهورية الإسلامية تعتزم هذه المرة أن تدفع هذا الكيان الإجرامي وداعميه نحو مصير مظلم"، وأكد القادة العسكريون الإيرانيون، وفق المصدر، أن على إسرائيل والولايات المتحدة أن "تستعدّا خلال الساعات المقبلة لمواجهة عواقب أعمالهما الوحشية الهمجية". يصوّر ترامب العدوان بأنه مهمة مقدسة لإنقاذ البشرية وكان وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده، قد حذّر يوم الأربعاء الماضي، قبل الهجوم الإسرائيلي، من أنه إذا فشلت المفاوضات النووية واندلع صراع مع الولايات المتحدة، فإن إيران ستضرب القواعد الأميركية في المنطقة، مضيفاً خلال مؤتمر صحافي أن "بعض المسؤولين على الجانب الآخر يهدّدون بعمل عسكري إذا لم تؤتِ المفاوضات ثمارها"، وقال: "إذا فرض علينا الصراع، فجميع القواعد الأميركية في نطاقنا وسنستهدفها بقوة في الدول المضيفة". وكان ترامب قد استخدم خلال المفاوضات النووية التي بدأها فريقه مع إيران في 12 إبريل/نيسان الماضي، وأجريت منها إلى الآن خمس جولات، لغة التهديد باستخدام القوة إذا لم يتوصّل الطرفان إلى اتفاق تضغط واشنطن لتوقيعه بشروطها، وأولها منع طهران من تخصيب اليورانيوم، وهو ما ترى فيه القيادة الإيرانية محاولة إخضاع، وحرمان البلاد من قدراتها، فضلاً عن اعتبار المرشد علي خامنئي أن القدرات النووية لإيران مكتسب وطني يجب الحفاظ عليه. كما أكد مسؤول إيراني رفيع لشبكة سي أن أن الأميركية، أول من أمس الجمعة، بعد يوم طويل أول من العدوان الإسرائيلي، أن إيران التي استهدفت الأراضي المحتلة بهجمات صاروخية رداً على الضربات الإسرائيلية، ستكثّف هجماتها على إسرائيل، وستستهدف كذلك القواعد في المنطقة لأي دولة تحاول حماية دولة الاحتلال. تقارير دولية التحديثات الحية برنامج إيران النووي بصلب الهجمات.. الاغتيالات وأهم المنشآت المستهدفة وبينما كانت إيران تتحضر للرد على نقاط اقتراح أميركي عرضه فريق ترامب للوصول إلى صفقة، بمقترح مضاد، مع تحديد موعد لجولة سادسة من التفاوض اليوم الأحد في مسقط، جاء العدوان الإسرائيلي، والمباغت، لينسف أي محاولة لبناء الثقة الإيرانية تجاه واشنطن، خصوصاً أن ترامب، الذي كان روّج الإعلام الأميركي طوال الفترة الماضية، أنه كان يضغط على نتنياهو لمنعه من ضرب إيران وإفشال المفاوضات، لم يخفِ دعمه للضربات الإسرائيلية التي اعتبرها "ممتازة"، بل هدّد إيران وقيادتها بلغة اتّسمت بالشماتة والتشفي، بأنها إذا لم تقبل بالعرض الأميركي فإن "شيئاً لن يتبقى منها"، متوعداً بأن حرب إيران ستكون أكثر عنفاً. وفي ميزان القوة، ورغم عدم التكافؤ العسكري والتكنولوجي والاستخباري الواسع بين الطرفَين، فإن طهران لطالما لوّحت بأوراق لديها، ومنها إغلاق مضيق هرمز، وضرب القواعد الأميركية في المنطقة، إذ إنّ واشنطن في هذا التصعيد عالي المخاطر في المنطقة، تحاول أن تنأى بنفسها عن العدوان، رغم أن حرب إيران تجري بسلاح ودعم استخباري وتقني أميركي، وحظي من دون شكّ بضوء أخضر من ترامب، وأكد الرئيس الأميركي أن الجيش الأميركي "لا يشارك بأي شكل" في الحرب، وحذّر وزير خارجيته ماركو روبيو إيران، من مغبة استهداف المصالح الأميركية في المنطقة، أو الجنود الأميركيين. رغم ذلك، فإن الكثير من المراقبين يرون أن ترامب جعل نفسه اليوم، في مواجهة متغير كبير في أجندته للسياسة الخارجية التي وعد بها، وعنوانها "أميركا أولاً"، وتقوم على الانكفاء، فبين أن "تُمنح" إسرائيل "ما لم يمنحها إياه أي رئيس آخر"، كما ردّد أول من أمس، وأن تكون رئيساً أميركياً "صانع سلام"، فجوة هائلة تحول دون إمكانية صناعة سياسة خارجية "منكفئة"، خصوصاً مع القيادة الحالية في تل أبيب التواقة لفرض هيمنة إسرائيلية على المنطقة من بوابة تفوقها العسكري، وما ترى فيه انتصاراً لها في معركتها مع خصومها بالمنطقة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتريد إسرائيل "رأس" إيران، بعدما صحّحت وفق قراءات، تراجعاً للهيبة الأميركية، كان سببه الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، والتحدي الروسي في أوكرانيا، والصيني في المحيطَين الهادئ والهندي. ويتعامل ترامب مع حرب إيران كأنها فُرضت على إسرائيل التي تقوم بمهمة "إنقاذ البشرية" من خطر امتلاك إيران القنبلة النووية، فالمهمة كما يصوّرها "مقدسة"، لكن يقابلها في واشنطن، تصاعد المخاوف من خطوة "متهورة"، وليست "نزهة"، إذ ترتسم سيناريوهات عدّة للمشهد المقبل، منها أن تطول حرب إيران وتتحول إلى إقليمي أوسع، ومنها جرّ الجيش الأميركي إلى أرض المعركة. ونقلت صحيفة واشنطن بوست، أمس، عن مسؤولين إسرائيليين، أن ترامب لم يكن حريصاً على تنفيذ إسرائيل ضربة على إيران، ولم يوافق على المساعدة، ما يتوافق مع تقييمات إعلامية أخرى، بأنه منح نتنياهو ضوءاً بين الأخضر والأحمر، وقالت مصادر الصحيفة، إن نتنياهو أبلغ ترامب الاثنين الماضي أن إسرائيل وصلت إلى نقطة "حاسمة"، لكن ترامب "كان لا يزال متشكّكاً"، ونقلت الصحيفة أيضاً، عن عضو بالكنيست، أن إسرائيل تأمل بأن تتفق الولايات المتحدة معها بأن التخلص من برنامج إيران النووي يكون بإسقاط النظام الإيراني. ويتطابق ذلك، مع تحذيرات في واشنطن لترامب، من أن نتنياهو قد نجح في نسف المفاوضات، وإغراق أقدام الولايات المتحدة في حرب مع إيران. وتتصاعد هذه الأصوات من حزب ترامب الجمهوري. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، أول من أمس، فإن الجمهوريين منقسمون بشأن إيران، متسائلة عن الجانب الذي سيميل إليه الرئيس، وكتبت الصحيفة أنّ ترامب يواجه انقسامات داخل حزبه، حول ما إذا كان يجب على الولايات المتحدة أن تنخرط في الصراع؛ فمن جانب، وفق الصحيفة، هناك "المنعزلون الذين يخشون من أن تنجرّ البلاد إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط، ومن جانب آخر هناك الصقور المتشدّدون حيال إيران وداعمو إسرائيل الذين كانوا يدعون منذ سنوات لمثل هذه الحرب". وبحسب "نيويورك تايمز"، فإنّ ترامب "يبدو عالقاً بين الطرفَين، ويتحرك يمنة ويسرى، محاولاً إبعاد الولايات المتحدة عن الهجوم مع الاحتفال بنجاح الهجمات وتحذير إيران من الآتي"، وبحسب الناشط اليميني تشارلي كيرك، فإن هذا "سيحدث شرخاً داخل حركة ماغا (حركة ترامب، لنجعل أميركا عظيمة مجدداً). صقور واشنطن وداعمو إسرائيل دعوا منذ سنوات لهذه الحرب ورأى الباحث الكبير في "مجلس العلاقات الخارجية" البحثي، إليوت أبرامز، أن ترامب "بدّل موقفه حيال ما إذا كان على إسرائيل ضرب إيران"، معرباً عن اعتقاده بأن نتنياهو "قام برهان محسوب، فإن ترامب سيوافق على فكرة الضربة"، وأضاف: "لقد راهنوا (الإسرائيليون) على الرئيس". وبحسب السيناتور ليندسي غراهام، وهو من المتحمّسين للحرب، فإن "عدد الجمهوريين الذين لا يرون أن إيران نووية تشكل خطراً على إسرائيل، صغير جداً، ومعظم الجمهوريين يدعمون ضرب القدرات النووية الإيرانية". لكن مجلة فورين بوليسي، رأت في تحليلَين لها أمس، أنّ العدوان الإسرائيلي يتخطى هدف ضرب القدرات النووية الإيرانية، وبحسب ستيفن كوك، فإنّ إسرائيل تريد "أن توجه ضربة قاضية مميتة ونهائية لما يسمى محور المقاومة بعد أكثر من عام ونصف العام من الحرب"، واعتبر جيفري لويس، في تقرير آخر، أن الحرب "ليست حول منشأة نووية أو مفاعل نووي، إنها حول تغيير النظام (في إيران)"، ولذلك يرى المعارضون من قاعدة ترامب، أن الهجوم وموافقة ترامب عليه يتعارضان مع أجندته "أميركا أولاً"، وبحسب الناشط اليميني كيرك كما نقلت عنه "نيويورك تايمز"، فإنّ "رسائل البريد التي تصله وتعارض الضربة الإسرائيلية، هي بنسبة 99 مقابل رسالة واحدة موافقة". وفي مدونته الصوتية "غرفة الحرب"، رأى ستيف بانون، المستشار السابق لترامب، الجمعة، أن "آخر الكلام هو أنه لا يمكن أن نُجرّ بطريقة لا مفرّ منها إلى حرب على الأرض الأرواسية في الشرق الأوسط أو في شرق أوروبا (في إشارة أيضاً للحرب الروسية الأوكرانية)". بعد يومين على العدوان، كثيرون في واشنطن باتوا يعتقدون أن الأمور صارت في مكان آخر، يدور حديث المراقبين حول احتمالاته وآفاقه، فالمواجهة في معظم التقديرات "فيلم طويل" هذه المرة، وليس من المتوقع نهاية لها قبل "أيام عدّة" بحسب الجنرال الأميركي المتقاعد جوزف فوتيل، وربما أطول ومرهون مداها "بالغرض المراد تحقيقه منها". وبحسب ليون بانيتا، وزير الدفاع الأميركي الأسبق، فإن تدمير المنشآت النووية الايرانية "صعب" في غياب القدرات العسكرية المطلوبة مثل القنبلة الخارقة، وفي تعريف العسكريين والمؤرخين، هي "حرب وقائية" وتنطوي عموماً على مخاطر تعميق وإطالة النزاع، ومن الاحتمالات أن يتمدّد الصراع إلى "حرب إقليمية أو فوضى أمنية إقليمية". وللحيلولة دون ذلك، يدعو فريق من المحافظين الذين رحّبوا بالضربة و"شكروا" نتنياهو إلى ضرورة العمل على إسقاط النظام الإيراني، وإذا كان هذا الهدف "بعيد المنال"، لا يرى البراغماتيون (مثل بانيتا) سوى العودة إلى التفاوض مخرجاً من هذه المواجهة المفتوحة، ومثل هذا الخيار مرهون إلى حدّ بعيد بقرار ترامب الذي تشكّل هذه الحرب "اختباراً" له، إذ تلعب الإدارة على خيط رفيع بين التسوية والحرب الواسعة. تقارير دولية التحديثات الحية خريطة الهجوم الإسرائيلي على إيران: الاغتيالات والمواقع المستهدفة

ضرب إيران والحرب الإسلامية الباردة؟
ضرب إيران والحرب الإسلامية الباردة؟

العربي الجديد

timeمنذ يوم واحد

  • العربي الجديد

ضرب إيران والحرب الإسلامية الباردة؟

على الأرجح، فتحت الضربة الإسرائيلية (فجر أمس الجمعة) لإيران باب مرحلة جديدة من تاريخ المنطقة، وصولاً إلى صراع عالمي مفتوح على "تمثيل الإسلام"، صراع أشار إليه كاتب هذه السطور في مقال سابق بعنوان " دولة البكتاشية... حرب تلوح في الأفق " ("العربي الجديد"، 17/10/2024)، تناول المنشور في "نيويورك تايمز" و"بي بي سي" و"يورو نيوز" عن دولة للطائفة البكتاشية تعبّر عن إسلام ليبرالي "يعترف بإسرائيل". وبعدها قال بنيامين نتنياهو إن الضربة العسكرية لإيران "دفاع عن السّلام وعن حلفائنا الذين نريد توسيع اتفاقيات السّلام معهم". وما تشفّ عنه العبارة أن إسرائيل على قناعة بأنها أصبحت في حاجة ماسّة غير مسبوقة إلى "إسلام" يحمي وجودها، وهو متغيّر نضجت ثمرته اليوم، لكنّ بذرته غُرِسَت منذ سنوات وتتعهّدها بالرعاية (بسخاء شديد) دول أصبحت تربط وجود أنظمتها السياسية باقيةً في قيد الحياة بإحداث "تغيير جذري" في الإسلام، وثمّة قوس تمتدّ من باريس إلى نيودلهي (مروراً بعواصم عربية مؤثّرة) أصبحت مقتنعةً بأنّ اقتلاع جذور الإسلام السياسي (ضمنه حركة حماس) شرطٌ للبقاء، لا مجرّد شرط لحماية الأمن أو حماية المصالح. وبعض الأطراف الفاعلة في تحالف نيودلهي - باريس تدفع بسخاء في دول إسلامية كُبرى لشراء "الحقّ في احتواء مؤسّسات الخطاب الديني"، وهي الأكثر جموحاً في التوجّه نحو "تغيير الإسلام" ليتواءم مع "السردية الإسرائيلية" من ناحية، ومع عموم المسلمين، والقسم الأكبر من علماء المسلمين، من ناحية أخرى، وهو انقسام يتعمّق ويمهّد لـ"حرب باردة إسلامية - إسلامية"، ستكون لها عواقبها. والخريطة ليست جسداً ميّتاً يمكن انتهاك حرمته من دون ردّات فعل، فالمواقف المقابلة التي يمكن القول إنّها تتمحور حول تركيا، تبدي قدرةً على الصمود في مواجهة الموجة العاتية، وتقترب وتبتعد بعض الدول منها على نحوٍ متفاوت، وما سعت إليه لفترة دول مثل ماليزيا وباكستان وأفغانستان، يعني أن الاستقطاب مرشّح للاتساع، خاصّة أن عملية التغيير تترافق مع عملية إبادة جماعية في غزّة، يجري تبريرها بشعار "اقتلاع الإرهاب"، ويجري التواطؤ معها في العديد من العواصم العربية والإسلامية تحت شعار "الواقعية السياسية". بنية المعركة ستبقى من دون تغيير، ما لم تربح إسرائيل وحلفاؤها "الحرب الإسلامية - الإسلامية الباردة" وفي قلب المعركة ميدانان يبلغان الغاية: مناهج الدراسة والسيطرة الحكومية على الخطاب الديني وتأميمه وأمنَنَتُه و"صهينته". والمعركتان مستمرّتان في هذا السبيل بخطوات لا تنقصها القسوة. وفي مرحلة كانت فيها إسرائيل تطرح سيناريوهات عمّا بعد الحرب، كانت تؤكّد حتمية تغيير مناهج الدراسة في غزّة لتنتج جيلاً يقبل بوجود إسرائيل. وألاعيب "التفكيك" و"إعادة التعريف" و"إعادة التصنيف" لم تتوقّف منذ سنوات، تارّة بالاستخدام المُغرِض لـ"الرابطة الإبرهيمية"، وتارّة بالبحث عن نقاط التقاء بين الإسلام والسردية الصهيونية، وتارّة بتأكيد أن الواقعية السياسية تقتضي قبول الدور "المذلّ"، الذي تخطّط إسرائيل لجعله مصير شعوب المنطقة كلّها. وممّا ينبغي الوقوف أمامه بجدّية شديدة، ما لخصّ به المتحدّث العسكري الإسرائيلي موقف إسرائيل بعد ساعات من بدء الضربة (عبارة يراها كاتب هذه السطور صحيحةً ودقيقةً): "إسرائيل وصلت إلى نقطة اللاعودة"، ولا يعني أنه من الحتمي أن تنتصر، بل يعني أنها تحت تأثير غريزتَي الخوف والطمع. الخوف على الوجود، والطمع في تغيير المنطقة جذرياً، لكن ما يمكن أن يحقّق شروط الأمن الإسرائلية، ليس سوى تدمير القدرات العسكرية في جزءٍ واسع من خريطة المنطقة، وهو فخّ لن تدرك خطورته الآن. فقد كانت "القدرات العسكرية" لعدد من دول المنطقة الرئيسة ضماناً أساسياً لأمنها، بل لوجودها، فالشعوب عجزت خلال 70 عاماً عن دخول معترك الدفاع عن الشعب الفلسطيني، لأسباب في مقدّمتها الخوف من مواجهة جيوشها الوطنية، وما يحدث الآن قد يغيّر المعادلة، ويفتح الباب لاحتمال (مجرّد احتمال) أن تجد إسرائيل نفسها في مواجهة تحرّكات شعبية غير خاضعة لسيطرة أنظمة حليفة. والإحساس العميق بأن الدافع العقائدي (وبالتحديد الإسلامي) يشكّل المصدر الرئيس لتهديد وجودها، سيضفي مصداقيةً على موقف حركات الإسلام السياسي، وعلى الخطاب الديني الذي تُدفع الآن أموال مهولة لاقتلاعه من المجتمعات العربية والمسلمة، والحلول العسكرية قد تؤجّل المصير الإسرائيلي المحتوم، لكنّ بنية المعركة ستبقى من دون تغيير، ما لم تربح إسرائيل وحلفاؤها "الحرب الإسلامية - الإسلامية الباردة"، واحتمال أن يربح هذا التحالف هذه المعركة أقرب إلى المستحيل، وإسرائيل ليست وحدها التي وصلت نقطة اللاعودة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store