محمد يونس العبادي يكتب: عرار .. سيرة أردنية
بقلم : محمد يونس العبادي
مرّت قبل أيام ذكرى رحيل شاعر الأردن مصطفى وهبي التل (عرار) والذي وافته المنية في إربد يوم الرابع والعشرين من أيار عام 1949م.
عرار، هو صاحب تجربةٍ ما زالت شاهدةً على ملامح هامةٍ ليس من تاريخنا الوطني، وحسب، بل كان له بصماتٍ امتدت في ميادين الشعر والأدب والسياسية، وحتى الإدارة العامة، وكان كثيراً ما يعبر عن الناس بوجدانهم، لذا ما زال لليوم رمزاً أردنياً مهما، يروي بعضا من أسلوب الناس في بلادنا وحكايتهم، فهو الغاضب حينا، والمساير للبسطاء في أحايين أخرى، وهو الرمز الذي يستحضره من آمنوا برموز هذا البلد.
وتأمل حياة عرار، تشير إلى العديد من هذه السمات، بينها، أن الرجل ربطته علاقة قوية بالملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، طيب الله ثراه، وكان دوماً حاضراً في مجالسه الأدبية، وله مساجلات شعرية، تعبر عن عمق العلاقة بينهما.
ولم يكن عرار صوتاً شعرياً، وحسب، بل كان سياسيا، يشارك في المؤتمرات الوطنية، وسخر كلماته لأجل نقد الانتداب، ووعد بلفور، كما لعب دوراً هاماً على الساحة الوطنية، إذ تشير العديد من الوثائق، إلى أنه كان همزة وصلٍ مع عدد من المعارضين الأردنيين ممن أقاموا في الخارج خلال عهد الإمارة، فقد كان له سمات شخصية جعلت منه ذا حظوة وقبول، عند الجميع.
عرار، وعلى مدار سنواتٍ من عمره، وتجربته، وسجالاته، كان يعاند الزمن الصعب، ويعبر عن أصوات الفقراء، والأحرار والمناضلين، أيضا،ً وحصل على مساحة كبيرةٍ من وجدان الناس.
ولم يحصل عرار، على منصبٍ رسميٍ رفيعٍ في الدولة، إذ عمل في عدة وظائف رسميةٍ، بينها: معلماً في مدرسة الكرك، ثم حاكماً إدارياً في وادي السير، والشوبك، ثم عين رئيساً للتشريفات الملكية في الديوان العالي (المقر) ثم متصرفاً للبلقاء، ثم حبس لفترة وتفرغ لمهنة المحاماة.
والمتتبع لسيرة عرار وحياته، يلحظ أنّ الرجل تقلب في الوظيفة، ولكنه لم يحصل على وظيفة كبيرة، وكان يبحث في كل مرةٍ عن تجربةٍ جديدةٍ، أو قل كأنما هو يبحث عن ذاته، ولكنها ذات بقيت من الناس ولها.
وصاحبناعرار، كان حالةً تفوق حجم الشاعر، في كثير من التأملات، فكثيراً ما كان يهم باعتزال كل متاعب الحياة، ويبحث عن رحابة فكره وراحته، أو كما يقول:
بين الخرابيش لا عمري يضيع سدىً، ولا يضيق الهدى ذرعا بأطواري
بين الخرابيش لا عبد ولا أمة، ولا أرقاء في أزياء أحرار
ولا هيام بألقابٍ وأوسمةٍ، ولا ارتفاع ولا خفض بأقدار
الكل زط مسادة محققة، تنفي الفوارق بين الجار والجار.
ولربما، تعبر هذه الأبيات، عن حالةٍ من الهدوء، خاصة بعدما تقلب في الوظائف، واشتبك في ميدان السياسة، وحتى الصحافة التي كان كثيراً ما يكتب بها بأسماء مستعارة، يحمل هم البلد ويكتب سطورا عن أماني الناس وآلامهم.
إننا اليوم، ونحن نتأمل سيرة عرار، ندرك بأنه بقي محافظاً على مكانته في الوجدان الأردني، وما زال الكثير منهم يردد شعره، وينظر إليه كأحد أهم من قدم ونظّر للحالة الوطنية بصفائها، وإيمانها بقيم الوطن الحقة المؤمنة بتحرره من الانتداب في فترة الاستعمار.
حمل عرار في تجربته الشعرية، واكتنز أهم القيم الوطنية، من ولاءٍ للعرش الهاشمي، وانتماءٍ لثرى الأردن، حيث حملت أشعاره أسماء معظم القرى والبلدات والمدن الأردنية، فكان يؤصل لها، ويرى فيها بأنها شاهدة على تجربته، وكأنه (رحمه الله) يدرك بأنّ أجيالاً ستأتي وتجمع شعره وتجربته، كما تنبأ في إحدى أبياته الشعرية: "قالوا سيجمع اشعاري جهابذة، من الشباب، هواهم طبع ديواني.. ".
واليوم، ونحن نستذكر عرار، وتجربته بجوانبها كافة، فإننا نرى بأنّ الكثير بقي من إرثه وتراثه، حاضراً وحياً، وبينها شعره الذي يقول فيه، ونردده دوماً:
ليت الوقوف بوادي السير إجباري
وليت جارك ياوادي الشتا جاري
بين الخرابــيش لا عبد ولا أمـــــة
ولا أرقــــاء في أزيــــاء أحــرار
بنت وادي الشتـــا هشـــت خمائلـه
لعــارض هـل من وســمي مبدار
خــــداك يابنت من دحنون ديرتنـا
سبحـانه بارئ الأردن من باري

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جو 24
منذ 2 ساعات
- جو 24
برعاية سمو الأميرة صالحة بنت عاصم جامعة عمان العربية تحتفل بعيد الاستقلال ويوم الجاليات
جو 24 : تجسيداً للفخر الوطني والاعتزاز بالإنجازات الهاشمية، ووسط أجواء مهيبة تعبق بروح الانتماء وتحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرةصالحة بنت عاصم حفظها الله ورعاها ، أقامت جامعة عمان العربية احتفالاً مهيباً بمناسبة عيد الاستقلال التاسع والسبعين للمملكة الأردنية الهاشمية، ويوم الجاليات، بتنظيم من عمادة شؤون الطلبة في الجامعة وبحضور الدكتور عمر مشهور الجازي رئيس مجلس أمناء الجامعة، والأستاذ الدكتور محمد الوديان رئيس جامعة عمان العربية، وعدد من أصحاب العطوفة والسعادة، وممثلي الهيئات الدبلوماسية في الأردن، ومساعدي الرئيس، وعمداء الكليات، ومدراء الوحدات الإدارية وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية ، وجمع غفير من طلبة الجامعة. وفي كلمته الافتتاحيةعبّر الدكتور الجازي عن بالغ اعتزازه بهذه المناسبة الوطنية العزيزة، ووجه التحية والشكر لصاحبة السمو الملكي الأميرة صالحة بنت عاصم على رعايتها الكريمة لهذا الاحتفال، مؤكداً أن وجود سموها يضفي بُعداً وطنياً وشرفاً كبيراً لهذا الصرح الأكاديمي ، وبين بأنه في مثل هذا اليوم المجيد من عام 1946، أعلن المجلس التشريعي استقلال المملكة الأردنية الهاشمية، وبُويع المغفور له الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين طيب الله ثراه ملكاً على الأردن، لتنطلق بذلك مسيرة مجد وكرامة، حملها الهاشميون جيلاً بعد جيل، وصولاً إلى عهد القائد المعزز جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين - حفظه الله ورعاه - الذي يواصل السير بثبات نحو بناء الدولة الحديثة القائمة على العدالة والكرامة وسيادة القانون ، وأشار الجازي إلى أن هذه المناسبة لا تمثل مجرد ذكرى، بل هي تجسيد لكفاح الأردنيين عبر العقود، وصورة مشرقة للإنجازات التي تحققت في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة، مؤكداً أن الأردن تمكن رغم التحديات من ترسيخ مكانته إقليمياً ودولياً، محافظاً على ثوابته الراسخة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس الشريف ، كما شدد على أن جامعة عمان العربية وهي تحتفل بيوم الاستقلال ويوم الجاليات، تجدد عهدها للقيادة والوطن بالبذل والعطاء، وتؤكد دورها في ترسيخ قيم الانتماء والتنوع الثقافي بين طلبتها، مشيراً إلى أن هذا التعدد يعكس جوهر الرسالة الأردنية في جامعتنا جامعة الريادة والتميز. بدوره أكد الدكتور الوديان على أن احتفال جامعة عمان العربية بهذه المناسبة الوطنية العزيزة يأتي تجسيداً لقيم الانتماء والولاء التي يحملها أبناء هذا الوطن الغالي، وإن الاستقلال ليس مناسبة عابرة بل هو محطة مشرقة في تاريخ الأردن، نستذكر فيها تضحيات الآباء والأجداد ونُجدّد فيها العهد للقيادة الهاشمية بأن تبقى جامعة عمان العربية منبراً للعلم والمعرفة، وواحةً للفكر والحوار والانفتاح الثقافي ، وأشار إلى أن جامعة عمان العربية وهي تحتفل بيوم الجاليات، تؤكد فخرها بالتنوّع الثقافي لطلبتها القادمين من دول شقيقة وصديقة وهو ما يُعزز من بيئة التعليم الجامعي ويُثري التجربة الأكاديمية والإنسانية ويجسد رسالة الجامعة في تعزيز التعددية والانفتاح وتأكيد أن الأردن هو الحضن الدافئ لكل العرب . وفي ختام الحفل كرّمت الجامعة صاحبة السمو الملكي الأميرة صالحة بنت عاصم تقديراً لرعايتها الكريمة، وتخلل الاحتفال قصائد شعرية وعرض لفرقة كورال الجامعة وافتتاح معرض للصور جسد معاني ودلالات وتاريخ معركة الكرامة الخالدة وبطولات وتضحيات بواسل الجيش العربي في هذه المعركة بالتعاون مع مديرية التوجيه المعنوي، كما شهد الحفل إقامة معرض للجاليات، عرَضت خلاله الدول المشاركة تراثها الشعبي وتاريخها الثقافي، بالإضافة إلى فقرة استعراضية قدمتها موسيقات القوات المسلحة الأردنية، وفقرتين فنيتين لكل من فرقة أمانة عمان الكبرى وفرقة الرمثا للفنون الشعبية. تابعو الأردن 24 على

عمون
منذ 2 ساعات
- عمون
الماجستير لـ ملاك عبد الفتاح الحديد
عمون - يتقدّم المهندس عبد الفتاح راشد الحديد، وعموم أفراد العائلة الكريمة، بأصدق آيات التهاني والتبريكات إلى ابنتهم الغالية، ملاك عبد الفتاح الحديد، بمناسبة حصولها على درجة الماجستير بتقدير امتياز من جامعة الزيتونة، بعد مناقشة رسالتها العلمية الموسومة بـ: 'المسؤولية الدولية عن استهداف المدنيين في ظل النزاعات المسلحة (حرب غزة 2023 أنموذجاً)' ألف مبارك هذا الإنجاز المشرّف، سائلين الله تعالى لها دوام التوفيق والسداد، ومزيداً من التقدّم والنجاح في مسيرتها العلمية والعملية، وعقبال الدكتوراه بإذن الله تعالى

السوسنة
منذ 2 ساعات
- السوسنة
أسيد العبداللات .. خطوة مشرّفة نحو المستقبل
السوسنة - يتقدم ضافي العبداللات بأسمى آيات الفخر والتهنئة إلى ابنه الغالي أسيد، بمناسبة تخرجه من الجامعة الأردنية بتخصص العلوم السياسية، معبّرًا عن مشاعر الفرح والاعتزاز بهذه المحطة الهامة في حياته الأكاديمية.وأكد العبداللات ثقته الكبيرة في مستقبل أسيد، متمنيًا له دوام التوفيق والسداد، داعيًا الله أن يحميه وينير دربه في مسيرته القادمة.ألف مبارك، وإلى مزيد من النجاحات والإنجازات.