
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم المسجد الأقصى وتعتقل 4 من حراسه
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منتصف الليلة الماضية، المصلى القديم في المسجد الأقصى، وعبثت بمحتوياته بعد كسر الخزائن وتفتيش المكان.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية 'وفا' بأن قوات الاحتلال اعتقلت خلال الاقتحام أربعة من حراس المسجد الأقصى، كما أجرت تحقيقات ميدانية مع عدد من الحراس وأحد رجال الإطفاء.
وفي سياق متصل، تواصل سلطات الاحتلال فرض قيود مشددة على دخول المصلين لليوم التاسع على التوالي، بذريعة 'الطوارئ' بسبب التصعيد العسكري مع إيران..
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليوم الثامن
منذ 9 ساعات
- اليوم الثامن
بين ضربات إسرائيل واحتضار النظام.. إيران تبحث عن بديل حقيقي
في اللحظة التي تشتد فيها الضغوط الدولية والإقليمية على النظام الإيراني، تتكاثر المبادرات والأصوات التي تزعم امتلاك مفاتيح المستقبل، وفي حين تتعرض مراكز الحرس الثوري لهجمات إسرائيلة غير مسبوقة، وتقف طهران على عتبة مرحلة مفصلية من تاريخها، يطل علينا من جديد رضا بهلوي -نجل آخر شاه لإيران- ليعيد إحياء سردية ماضٍ لفظه الإيرانيون بوعي وتجربة ودماء. زيارة رضا بهلوي إلى إسرائيل عام 2023 لم تكن مفاجأة لأولئك الذين راقبوا مساره السياسي المتذبذب، لكنها كانت لحظة كاشفة، ففي وقتٍ يحاول فيه الإيرانيون تحرير بلادهم من نظام قمعي جرّ البلاد إلى الفقر والعزلة والدمار، يقدّم بهلوي الابن نفسه كمنقذ مستورد، لا من ضمير الناس ولا من نبض الشارع، بل من صالونات تل أبيب ودوائر المخابرات الغربية. لقد جاءت الزيارة كذروة رمزية لانفصال رضا بهلوي عن الواقع الإيراني، فهي ليست فقط خرقاً للأعراف الشعبية والسياسية في بلدٍ لم ينسَ بعد دعم والده التاريخي لإسرائيل في ذروة صراعها مع الشعوب العربية، بل أيضاً انكشافاً حاداً عن نوايا سياسية لا تختلف كثيراً عن المشروع الذي مهّد لقيام الجمهورية الإسلامية نفسها. إنّ رضا بهلوي، تماماً كما كان والده، يراهن على الخارج، لكنه لا يراهن على العالم الحر بقدر ما يراهن على محور يميني متطرف يرى في إسقاط الملالي فرصة لاستبدالهم بنظام أكثر تبعية، أكثر عزلة عن عمق إيران الإسلامي والعربي، وأقل شرعية شعبية. على مستوى السياسة الإقليمية، فإنّ زيارة بهلوي إلى إسرائيل شكلت استفزازاً للشارع العربي والإسلامي، لا لأنه ذهب إلى هناك فقط، بل لأنه لم يظهر أي حسّ بالتوازن أو الاحترام للمقدسات أو الرموز الدينية، لم يزر المسجد الأقصى، لم يتحدث عن فلسطين.. في لحظة كهذه، تصبح محاولات بهلوي لاستعادة الماضي أكثر خطراً من مجرد مغامرة سياسية، إنها ببساطة تمنح النظام الإيراني ما هو بأمسّ الحاجة إليه الآن: ذريعة لإعادة رسم الانتفاضة الشعبية على أنها مشروع صهيوني، وخطاب تعبئة مضاد يخلط بين المطالب الحقيقية للإيرانيين ومحاولات رموز الماضي ركوب الموجة. لقد اختبر الشعب الإيراني نظام الشاه، وعرف كيف حكم جهاز "السافاك" البلاد بالنار والحديد، وكيف سُحقت الحركة الوطنية الإيرانية لصالح قصر طهران، والواقع أن رضا بهلوي لم يتبرأ يوماً من هذا الإرث، بل ما يزال يعتبر نفسه وريثاً شرعياً له، إنه لا ينتمي إلى معارضة وطنية حقيقية، بل إلى مشروع استعلائي مشبوه لا يحظى بأي احتضان شعبي داخل إيران. بلغة الأرقام، فإن حملته الشهيرة السابقة لجمع "التوكيل" الشعبي عبر الفضاء الإلكتروني فشلت في جمع حتى 0.5% من السكان، رغم كل التضخيم الإعلامي والدعم المخابراتي غير الخفي من أطراف معادية لمصالح الشعوب.. في المقابل، لم نرَ ولو مظاهرة واحدة داخل إيران تطالب بعودة الملكية أو ترفع صور الشاه، هذا الصمت الشعبي الصارخ هو أبلغ رد على المشروع البهلوي. والأخطر من ذلك، أن جهاز القمع الإيراني نفسه -كما كشفت شهادات لسجناء سياسيين- يروّج في الزنازين لرقم هاتف رضا بهلوي، ويحث المعتقلين على التواصل معه، وكأن النظام يريد أن يصنع بديلاً مزيفاً يمكن التحكم به بسهولة، إنها معارضة مصنوعة في المعمل الأمني، لا في شوارع طهران وتبريز وشيراز. وعلى مستوى السياسة الإقليمية، فإنّ زيارة بهلوي إلى إسرائيل شكلت استفزازاً للشارع العربي والإسلامي، لا لأنه ذهب إلى هناك فقط، بل لأنه لم يظهر أي حسّ بالتوازن أو الاحترام للمقدسات أو الرموز الدينية، لم يزر المسجد الأقصى، لم يتحدث عن فلسطين، لم يُبدِ أي تعاطف مع معاناة شعب يعيش تحت الاحتلال، بل تصرف كما لو كان أحد أعضاء اليمين الإسرائيلي الحاكم. هل هذه هي صورة إيران ما بعد الملالي؟ بلد يتحالف مع اليمين الصهيوني، ويعادي محيطه العربي، ويعيد إنتاج نفس الديكتاتورية القديمة بزيّ ديمقراطي كاذب؟ في المقابل، هناك بديل جاد، حقيقي، ومنظم، لم يُفرض من الخارج، ولم يأتِ عبر جولات دعائية، بل تشكّل في قلب المواجهة مع النظام على مدى أربعة عقود: مجاهدو خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. هذا التيار ليس وليد اللحظة، بل أحد أقدم حركات المعارضة المنظمة في إيران، ويضم في صفوفه طيفاً واسعاً من الشخصيات الأكاديمية والثقافية والعسكرية التي دفعت ثمناً باهظاً من الدم والتضحية في مواجهة نظام الشاه أولًا، ثم نظام الملالي لاحقاً. مجاهدو خلق لا ينطلقون من حنين إلى قصر الشاه، ولا من أجندة استخبارات أجنبية، بل من مشروع جمهوري تعددي يقوم على احترام حقوق الإنسان، وإقامة علاقات متوازنة مع الجوار العربي، لا على أساس الطائفية أو التوسع، بل على أساس المصالح المشتركة، والأهم من ذلك هم يؤمنون بإيران غير نووية. الخيار الواقعي لإيران ليس في العودة إلى الماضي، بل في صناعة مستقبل جديد، مستقبل لا يبدأ من القصور ولا من المعابد السياسية الغربية، بل من إرادة الإيرانيين الذين خرجوا للشوارع بحثاً عن الحرية والعدالة والمساواة.. ومن المثير للانتباه أن مجاهدي خلق هم من بين قلة قليلة من الحركات الإيرانية المعارضة التي حافظت الارتباط بالعالم الإسلامي المعتدل، ولم تنخرط في دعايات التفوق العرقي أو الكراهية ضد العرب، في حين أن أنصار الشاه، للأسف، يجاهرون بعدائهم للعرب، ويعتبرونهم أدنى شأناً، ويتفاخرون بتأييدهم الكامل لليمين الإسرائيلي، ظناً منهم أن التحالف مع نتنياهو سيكون تذكرتهم للعودة إلى الحكم. لكن إسرائيل نفسها، رغم ترحيب بعض رموزها بزيارة بهلوي السابقة، تدرك تماماً أن لا حاضنة داخل إيران لهذا المشروع، هي، كعادتها، تستثمر في التفكيك وليس في البناء، وما كان بالأمس زيارة بروتوكولية من الشاه إلى تل أبيب، بات اليوم طموحاً مفضوحاً من ابنه لبيع ما تبقى من شرعية وهمية في مزاد تل أبيب السياسي. في النهاية، فإن الخيار الواقعي لإيران ليس في العودة إلى الماضي، بل في صناعة مستقبل جديد، مستقبل لا يبدأ من القصور ولا من المعابد السياسية الغربية، بل من إرادة الإيرانيين الذين خرجوا للشوارع بحثاً عن الحرية والعدالة والمساواة، هذا المستقبل لا يحمله من حملوا لقب "بهلوي"، بل من واجهوا النظام في قمته، ورفضوا الدكتاتورية الملالية والعسكرية على حد سواء. تشكل حركة "مجاهدي خلق" والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية البديل الأكثر تنظيماً ومبدئية وواقعية، وفي الحقيقة لا يمكن تخيل وجود جسم معارض يمكنه قيادة المرحلة الانتقالية بعد سقوط النظام وإدارة شؤون بلاد مترامية الأطراف تنحدر نحو الفوضى كما يمكن لـ"مجاهدي خلق" أن تفعل، والأهم من ذلك هم الأقرب إلى العقل العربي والإسلامي المعتدل في زمن تتقاطع فيه المصالح وتتشابك فيه التحديات.


الخبر
منذ 17 ساعات
- الخبر
الكيان الصهيوني يخطط لهدم الأقصى!
بعد أن كانت أعداد المصلين أيام الجمعة تتجاوز الـ40 و50 ألفا، لم يسمح الاحتلال، الجمعة الفائتة، سوى لبضع مئات من المرابطين من دخوله ضمن إجراءات مشددة وتضييقات غير مسبوقة واعتداءات على الأهالي عند الأبواب، فيما حذّر خبراء ومختصون بالشأن المقدسي، في تصريحات رصدها المركز الفلسطيني للإعلام، مما يرمي الاحتلال له من وراء هذه السياسات الخطيرة بحق المسجد الأقصى، داعين في الوقت ذاته لاستنهاض الهمم وتحرك الهبّة الشعبية لكسر الحصار عن المسجد. وقال الباحث المختص في الشأن المقدسي، زياد ابحيص، في منشور، إن الاحتلال منع، اليوم، آلاف المصلين من دخول المسجد الأقصى أو من دخول البلدة القديمة في القدس، وسمح فقط لنحو 500 من المصلين بدخوله لصلاة الجمعة، فانحصرت الجمعة بصفوف غير مكتملة في السطور القليلة الأولى من الجامع القبلي. وحذّر زياد من أن الهدف الفعلي واضح ومعلن ولا يخفى على أحد، وهو حصار الأقصى وتكريس عزله، واستعراض 'السيادة الصهيونية' بفرض القيود عليه، بينما ترفع عن معظم ما سواه في محيطه. بدوره، حذر الخبير المختص بالشأن المقدسي، د. عبد الله معروف، من السيناريو الأخطر الذي بدأ يروّج له الحاخامات المتطرفون لاستغلال الحرب مع إيران للاعتداء على الأقصى أو هدمه، قائلا إن ما يحصل الآن يجعلنا نتساءل: ما هو الواقع الجديد الذي يخطط الاحتلال أن نصحو عليه في المسجد الأقصى مع انتهاء هذه الجولة من القتال ورفع الحصار عن بوابات المسجد؟ وشدد معروف على أنه لا بديل في هذه الأوضاع عن التحرك الشعبي لحماية المسجد وتحقيق الكابوس الذي يخشاه الاحتلال، وهو التصعيد الشعبي العارم وتأزيم الأوضاع الداخلية في وجه نتنياهو وحكومته، وإلا فسيكون ثمن الصمت والانتظار مرتفعا جدا. يشار إلى أن الحاخام الحريدي يوسيف مزراحي الذي يعيش في نيويورك، نشر، قبل أيام، فيديو دعا فيه صراحة لاستغلال هذه الأوضاع لإيذاء المسجد الأقصى، وادّعى في الفيديو أنه لو كان الأمر بيده لأرسل على المسجد الأقصى صاروخا، ثم ادّعى أنه صاروخ إيراني سقط بالخطأ على المسجد الأقصى.


موقع كتابات
منذ يوم واحد
- موقع كتابات
تداعيات ولادة منتصف ليل 'جنين الشرق الأوسط الجديد'عندما تفشل مناورات الدبلوماسية الإشعال الصراع الإقليمي؟
الساعة الثانية وعشر دقائق من فجر يوم الأحد 22 حزيران 2025 نفذت عملية 'مطرقة منتصف الليل' هذه الضربة التي غيرت وجه الشرق الأوسط برمته وسواء أكان الآخر في انتظار تداعيات ومستوى الرد الإيراني على قصف منشآتها النووية (فوردو، نطنز، وأصفهان) هي رمزها التاريخي وصورة سيادتها وتفوقها ليس فقط لشعبها ولكن لشعوب المنطقة وللعالم وفي صياغة سردية تفوقها النووي وترسيخها في العقل الجمعي الشيعي بالتحديد؟ وعلى الرغم من أن الساعات والأيام القادمة التي ينتظرها الجميع لغرض الاستيفاق من هذه الضربة الموجعة كفيلة بان سوف يرى كيف سيكون الشكل الحقيقي لرسم ملامح شرق اوسطها وفق نظرتها وجميع السيناريوهات الآن مطروحة على طاولة النقاش مع ولي الفقيه الخامنئي. ووقف وزير الدفاع الأمريكي 'هيغسيث' ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال 'كين' في البنتاغون ليعلنا عن تنفيذ ضربات جوية مدمرة، التي وُصفت بأنها 'نجاح باهر للتفوق العسكري الأمريكي على أي دولة بالعالم '، لم تكن مجرد عرض العضلات العسكرية ، بل كان إعلان صريح عن بشائر ولادة 'جنين' الشرق الاوسط الجديد، الذي رسم صورته قبل ولادته 'بريشة' أمريكية-إسرائيلية، وبدماء الشعب طموحات إيران لاعادة مجد إمبراطوريتها . لكن، وسط هذا العرض المتغطرس للقوة، يبقى السؤال المبهم الذي يهرب منه معظمهم إذا لم نقل الجميع ؟: هل كانت إيران حقًا المهدد الأكبر لإسرائيل، أم أن الهدف الحقيقي كان دائمًا المملكة العربية السعودية ودول الخليج، التي طالما وقفت في مرمى طموحات طهران؟. ان غطرسة إيران بتصدير ثورتها العقائدية الدينية وجذور الصراع التاريخ مع العالم السني كانت ذريعة لإعادة التشكيل ابعاد سياستها ؟ولعقود، أنفقت إيران ما يقارب 50 مليار دولار لبناء جيش من الميليشيات والفصائل والاحزاب الولائية، من حزب الله إلى الحوثيين، ليس فقط كحائط صد اولي لبرنامجها النووي، بل كأداة لإعادة إحياء أحلام الإمبراطورية الفارسية. شعارات 'تحرير القدس' و'الصلاة في المسجد الأقصى'، التي رددتها طهران منذ ثورة 1979، لم تكن سوى قناع يقف خلفه الوجه الحقيقي لاستهداف السعودية ودول الخليج، عبر إثارة النعرات الطائفية بين أبناء شعوب المنطقة وخلخلة استقرارها السياسي والاقتصادي . لكن، وما يزال البعض لا يصدق أو يتغاضى عنه، بأن برنامج قنبلة ايران النووية لم يكن موجهًا مباشرة لإسرائيل، بل كان تهديدًا استراتيجيًا للرياض، التي تقود محورًا خليجيًا مناهضًا للهلال الشيعي ولأنها تمثل العالم السني. إيران، بغطرسة دبلوماسيتها، رفضت كل محاولات الحوار حول برنامجها النووي، متمسكة بتخصيب اليورانيوم بنسبة 90%، ومراهنة على وكلائها كدرع حماية يصعب اختراقه . هكذا كانت تنظر اليه . ولكن التمسك بمراوغة الثعلب الدبلوماسية والنفس الطويل التي تميزت بها طوال العقود الماضية ونجحت في كثير من الأحيان مستغلا الخلافات الدول الغربية وانشغالهم بصراعات الاقتصاد والحروب ، والتي تجلت الان في تهديدات إغلاق 'مضيق هرمز 'ودعم الفوضى في المنطقة، أشعلت شرارة الصراع الذي أدى إلى أن تصل الى يوم عملية 'مطرقة منتصف الليل' وبعد أن دُمرت منشآتها النووية، تجد طهران نفسها في مأزق: هل تُراهن على هجمات انتحارية بزوارق الحوثيين أو طوربيدات بشرية انتحارية، كما يبشر قادة فصائلها الولائية؟ أم تُسلّم بالهزيمة، كما يريدها الرئيس 'ترامب' ، لتصبح دولة عادية، بلا نفوذ استراتيجي، على غرار العراق بعد 2003؟ ولكن، دعونا لا ننخدع ونحن نراقب الان ما سوف يجري خلال الساعات القادمة . إسرائيل، التي بدأت التصعيد في 13 حزيران 2025 لم تكن مجرد شريك في هذه الضربات، بل هي مهندسة المخطط الطويل الأمد لإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط وفق رؤيتها والتي من اهمها تفوقها العسكري على جميع دول المنطقة ودون أن يكون لها هناك اي منازع . أحداث 7 أكتوبر 2023، التي أشعلت شرارة فتيل الصراع الحالي، لم تكن سوى ذريعة وجائزة تلقفتها وعملت على ادامتها . حتى لو لم تحدث، كانت إسرائيل ستخلق '7 أكتوبر' خاصة بها، وكما تكشف قبل اشهر الأرشيفات الإسرائيلية المفتوحة بعد 50 عامًا وحقائق وخفايا كانت غير منشورة من قبل عن حرب 1973. لقد خططت تل أبيب منذ الحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988) لإضعاف أقوى دولتين في المنطقة، إيران والعراق، لضمان هيمنتها الإقليمية وتأخير تنمية المنطقة. اليوم، مع سقوط نظام 'بشار الأسد' وإنهاء وجود حزب الله عسكريًا وسياسيًا، وأخيرًا تدمير البرنامج النووي الإيراني، تُرسم اللبنات الأولى لـ'جنين الشرق الأوسط الجديد'، كما تخيلته الأبحاث الإسرائيلية منذ عقود. هذا الشرق الأوسط، الذي يخدم مصالح إسرائيل والولايات المتحدة، يعتمد على تحجيم إيران وإضعاف وكلائها، بينما تُمسك السعودية وقطر والإمارات بزمام التنمية الاقتصادية عبر استثمارات بـ5.1 تريليون دولار، في ضربة استراتيجية استباقية بقيادة الأمير محمد بن سلمان، الذي فهم أبعاد اللعبة وأزاح حجر العثرة الإيراني. في المؤتمر الصحفي اليوم ، أطلق الجنرال كين تحذيرًا شديد اللهجة: أي تحرك من فصائل إيران الولائية لاستهداف المصالح الأمريكية سيُقابل برد 'حازم ومدمر' هذا التحذير يكشف زيف دبلوماسية إيران، التي طالما تميزت بمراوغة الثعلب ونفسٍ الطويل. لكن اغتيال قادتها العسكريين وعلمائها النوويين، إلى جانب تدمير منشآتها النووية ، أدى إلى تخبط واضح و عشوائية وارتجالية في كيفية صياغة الرد ليحفظ لها ما تبقى من ماء الوجه ليس فقط أمام وكلائها وانما امام شعبها الذي طالما استنفذت موارده الاقتصادية وأخرت تنميته بحياة حرة كريمة ومستقبل زاهر الى استفاذ عشرات مليارات الدولارات في بناء برامجها النووي والصرف على وكلائها , واليوم كلها ذهبت أدراج الرياح وكأنما شيئ لم يكن في الأساس او كان حلما وسرابا وقد استفاق الجميع منه على كارثة يصعب اعادة بناءه. إيران، التي راهنت على قوتها غير التقليدية وتفوقها ، تجد نفسها اليوم عاجزة عن الرد بما يليق بها وبما كانت تنظر اليه من خلال أن لديها القوة العسكرية والبشرية للتأثير المباشر على المنطقة ، سواء بزوارق الحوثيين أو هجمات حزب الله اللبناني. مقولة 'الضربة التي لا تقتلك تقويك' لم تعد صالحة للاستخدام في هذا الوقت ؛ فالضربة الأمريكية كانت قاتلة ومدمرة ورصاصة الرحمة التي أطلقتها على انهاء حياة برنامجها النووي وحتى وان كان ما يزال في الانعاش و بموت سريري ، والخيارات أمام طهران تنحصر بين التصعيد غير المحسوب عواقبه أو الاستسلام كما في السيناريوا اليباباني . عملية 'مطرقة منتصف الليل' التي سوف تدرس حتمآ في الأكاديميات العسكرية ومراكز ومكاتب الأبحاث الاستراتيجية لكي يستفاد من الدروس والعبر للأجيال القادمة والتي ستكون مفاتيح ومحاور في عمل أطروحات الماجستير والدكتوراه في فنون وأقسام العلوم السياسية والدراسات الاستراتيجية مستقبلآ؟ لم تكن وليست مجرد عملية عسكرية عابرة ، بل كان إعلان صريح وواضح عن بداية نهاية إيران كقوة استراتيجية. لكن، بينما يحتفل البعض بـ'الشرق الأوسط الجديد'، يبقى الخطر قائمًا. رد إيران المحتمل، سواء عبر هجمات انتحارية أو إغلاق مضيق هرمز، قد يشعل أزمة اقتصادية عالمية. والمجتمع الدولي، المنقسم بين دعم غربي وإدانة روسية-صينية، عاجز عن احتواء التصعيد. إسرائيل، التي استغلت غرور ترامب وقوته وجبروته، نجحت في تمرير رؤيتها بعيدا عن أعين المعارضة و المتخوفين ، بينما السعودية وقطر والامارات ودول الخليج تتقدمان اقتصاديًا والتنمية والاعمار في كافة المجالات . ولكن، هل كان كل هذا الذي نراه الآن ضروريًا؟ ويجب ان يحدث حتى ولو تأخر عقود لحين تهيئة الظروف السياسية أم أن الغطرسة الحقيقية وتضخيم الذات لدرجة الانفجار هي تلك التي تقودنا إلى حرب لا نهاية لها؟ الساعات والأيام القادمة ستكشف مصير إيران لأنها تعرف جيدا بانها سوف لا تنتصر بهذه الحرب : هل سوف تذهب الى سيناريو قصف قاعدة 'عين الاسد' كما كشفها قبل اشهر الرئيس 'ترامب' لحفظ ما تبقى لها من ماء الوجه وكرامتها العسكرية التي دمرت شبه الكامل ؟ أم هل تختار 'اللون الأبيض' للسلام، أم 'الأسود' للدمار، كما يضعها 'ترامب'؟ وفي عقليته، لا توجد لديه منطقة رمادية، وإسرائيل تعرف كيف تلعب جيدا على هذا الوتر. لكن، ما لا يصدقه البعض او حتى يهرب منه ويتغاضى عنه لقصور في فكره السياسي ! هو أن هذا الصراع الدموي المستعر ، منذ 7 أكتوبر وحتى اليوم، كان مخططًا بعناية، كما سوف تكشفه لنا الأرشيفات لاحقًا بعد مرور خمسين سنة إذا كنا ما نزال على قيد الحياة . بأن الشرق الأوسط الجديد وُلد في حينها ، ولكن ولادته كانت بأي ثمن؟ دفعته شعوب المنطقة وما تزال تدفعه ؟