logo
ابن نجريج يداعب الكرة الذهبية

ابن نجريج يداعب الكرة الذهبية

صوت الأمةمنذ 2 أيام

"مو صلاح" يتربع على عرش الكرة العالمية ويكتب المجد والتاريخ في البريميرليج
في رحلة استثنائية بدأت من قرية بسيطة في دلتا مصر، وتحديدًا من "نجريج" التابعة لمحافظة الغربية، استطاع محمد صلاح أن يكتب اسمه بحروف من ذهب في سجل كرة القدم العالمية، لم يكن مجرد لاعبًا موهوبًا، بل أصبح أيقونة رياضية عالمية، ونموذجًا ملهمًا لكل من يحلم بالنجاح رغم الصعاب.
نشأ "الفرعون المصري" في بيئة متواضعة، لكن حلمه الكبير تجاوز حدود القرية الصغيرة، فقد كان عاشقًا لكرة القدم، يراقب نجوم اللعبة على شاشة التليفزيون، ويرسم لنفسه طريقًا إلى العالمية، لم تكن الظروف سهلة، لكنه تمسك بشغفه، فكان يقطع يوميًا ساعات طويلة بين خمس أتوبيسات مختلفة للوصول إلى تدريبات ناشئي نادي المقاولون العرب في القاهرة.
عانى صلاح في بداياته من الإرهاق البدني والإحباط النفسي، لكنه لم يعرف يومًا طعم الاستسلام، كان يبكي حين يضيع فرصة في مباراة، لكنه يعود في اليوم التالي أكثر إصرارًا وعزيمة، بهذه الروح القتالية، بدأ في صناعة أسطورته الخاصة.
من المقاولون إلى الملاعب الأوروبية
بدأ صلاح مسيرته في الدوري المصري الممتاز مع نادي المقاولون العرب، وهناك ظهرت موهبته مبكرًا، حتى لفت أنظار كشافي نادي بازل السويسري، حيث انطلق إلى أوروبا في أولى خطواته الاحترافية، وهناك لمع نجمه سريعًا في الدوري السويسري، قبل أن يحقق حلمًا تاريخيًا بالانضمام إلى نادي تشيلسي الإنجليزي في يناير 2014، ليكون أول لاعب مصري يرتدي قميص "البلوز".
رغم الإنجاز، لم تكن التجربة في تشيلسي سهلة، وواجه صعوبات في إثبات نفسه وسط أسماء كبيرة، فانتقل إلى فيورنتينا، ومن بعدها إلى روما، حيث انفجرت موهبته الحقيقية، وبدأ يكتب فصولًا جديدة في كتاب المجد.
ليفربول.. مرحلة التوهج والتتويج
في يونيو 2017، انتقل محمد صلاح إلى نادي ليفربول الإنجليزي في صفقة قياسية آنذاك، وهناك كانت الانطلاقة الكبرى، فمنذ أول مباراة، جذب قلوب جماهير "الريدز"، وبدأ في تحطيم الأرقام القياسية، حتى أصبح الهداف التاريخي للنادي في دوري الأبطال والدوري الإنجليزي.
مع ليفربول، توج محمد صلاح بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2019، والدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2019–2020، إلى جانب ألقاب أخرى، كما حصل على عدد كبير من الجوائز الفردية، وتصدر قوائم الأفضل في أوروبا وأفريقيا.
لم يكتف محمد صلاح بالتألق الكروي، بل أصبح رمزًا للأمل، ومصدر إلهام لملايين الشباب، وأثبت "الملك المصري" أن طريق النجاح لا يشترط الثراء أو الظروف المثالية، بل يحتاج إلى إرادة لا تلين، وشغف لا ينطفئ.
كيف واجه محمد صلاح انتقادات المدربين في بداية مشواره الاحترافي؟
لم تكن رحلة محمد صلاح في أوروبا مفروشة بالورود، خاصة في محطته الأولى مع نادي تشيلسي الإنجليزي، فقد تعرض لانتقادات شديدة من المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي رأى أن صلاح يحتاج إلى تطوير لياقته البدنية واكتساب خبرة أكبر للتأقلم مع الدوري الإنجليزي الممتاز.
لكن صلاح اختار الرد بطريقته الخاصة، دون أن يدخل في صدامات أو يطلق تصريحات نارية، ووافق على الخروج للإعارة، وبدأ من جديد في الدوري الإيطالي مع نادي فيورنتينا، ومنه إلى روما، حيث أثبت نفسه بمهاراته وسرعته وقدرته على التسجيل وصناعة الفرص.
خلال تلك الفترة، عمل بجد على تحسين لياقته البدنية، وطور من مستواه الذهني والمهاري، حتى أصبح أحد نجوم الكالتشيو، ولفت الأنظار مجددًا من بوابة روما إلى ليفربول.
دائمًا ما أكد صلاح في حواراته أن "أفضل رد على الانتقادات هو الأداء في الملعب"، وقد برهن على صحة هذه العبارة في كل مرة.
وفي زمن يبحث فيه العالم العربي عن رموز جامعة ونماذج ملهمة، يبرز اسم محمد صلاح كأكثر من مجرد نجم في ملاعب كرة القدم. إنه حالة إنسانية وثقافية فريدة، بدأت من قرية "نجريج" الصغيرة بمحافظة الغربية، لتصل إلى مصاف النجومية العالمية في ملاعب أوروبا، وتحديدًا في ملعب "أنفيلد"، معقل نادي ليفربول الإنجليزي.
ما يميز قصة محمد صلاح أنها ليست فقط مسيرة احترافية مبهرة، بل حكاية كفاح تروي تفاصيلها الإرادة والجهد والانضباط، فمن صبي يقطع يوميًا مسافات طويلة بالحافلات بين قريته والقاهرة من أجل التدريبات، إلى نجم عالمي تتغنى باسمه جماهير القارات الخمس، استطاع صلاح أن يثبت أن الحلم ليس مستحيلًا، بل ممكن مع الصبر والإيمان بالنفس.
مع ليفربول، كتب صلاح اسمه بحروف من ذهب، محققًا ألقابًا، إلى جانب عدد كبير من الجوائز الفردية، لكنه لم يتوقف عند الإنجازات الرياضية فقط، بل تجاوزها ليصبح سفيرًا غير رسمي لمصر والعالم العربي، بقيمه وسلوكه.
لم يعتمد على الأضواء أو التصريحات النارية، بل قدّم نفسه للعالم من خلال التواضع، والاحترام، والتفاني في العمل، صلاته في الملعب، صيامه في رمضان، مساعدته للفقراء، ومشاركته في حملات إنسانية داخل وخارج مصر، كلها جعلت منه وجهًا مشرقًا للإسلام والمسلمين في الغرب، في وقت تمتلئ فيه الصورة النمطية بالتشويه والريبة.
نجح محمد صلاح في أن يكون قاسمًا مشتركًا نادرًا بين الشعوب العربية، واستطاع أن يوحّد الجماهير على حبه، وأصبح اسمه جزءًا من الثقافة اليومية، وصورته رمزًا يُرفع في المقاهي، المدارس، وحتى في شوارع أوروبا.
الفرعون المصري لم يصنع مجده فقط بأقدامه، بل بأخلاقه، وصبره، ووعيه، فهو لاعب يزرع الأمل قبل أن يسجل الأهداف، ويعيد تعريف معنى "النجومية" في زمن يبحث فيه الشباب عن قدوة تُشبههم، وتُلهمهم، حيث اصبح صلاح هو تلك القدوة التي تستحق أن تُروى وتُحتذى.
أبرز ألقاب محمد صلاح الفردية بعد جائزة لاعب العام في الدوري الإنجليزي
يُعتبر محمد صلاح من أكثر اللاعبين العرب والأفارقة حصدًا للجوائز الفردية في تاريخ كرة القدم الحديثة، ويأتي هذا التتويج تتويجًا لمسيرة استثنائية في الملاعب الأوروبية. ومن أبرز الجوائز التي حصل عليها:
جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز: 2017–2018، 2024–2025.
جائزة أفضل لاعب في إنجلترا من اتحاد كتاب كرة القدم: 2017–2018، 2020–2021، 2021–2022، 2024–2025.
جائزة الحذاء الذهبي في الدوري الإنجليزي الممتاز: 2017–2018، 2018–2019، 2021–2022، 2024–2025.
جائزة أفضل صانع أهداف "مستر أسيست": 2021–2022، 2024–2025.
جائزة لاعب العام من اتحاد مشجعي كرة القدم: 2018، 2021، 2023.
أفضل لاعب في نادي ليفربول: 2022.
جائزة أفضل لاعب المقدمة من رابطة اللاعبين المحترفين الإنجليزية، بتصويت الجماهير: 2018–2022.
جائزة بوشكاش لأفضل هدف في العالم: 2018.
جائزة لوريوس العالمية للإلهام الرياضي: 2021.
جائزة أفضل لاعب صاعد في أفريقيا: 2012.
جائزة أفضل لاعب في دوري السوبر السويسري: 2013.
جائزة أفضل لاعب عربي من جلوب سوكر: 2016.
جائزة الأسد الذهبي لأفضل لاعب أفريقي (جريدة المنتخب المغربية): 2017.
جائزة بي بي سي لأفضل لاعب كرة قدم أفريقي: 2017–2018.
جائزة أفضل لاعب أفريقي في العام: 2017، 2018.
جائزة القدم الذهبية: 2021.
جائزة أفضل لاعب في قارة أفريقيا (الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء): 2021.
جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي (بي بي سي): 2021.
حصل على الحذاء الذهبي الثالث بالتشارك مع سون هيونغ-مين من توتنهام هوتسبير، بعد تسجيل 23 هدفًا في 35 مباراة بالدوري الإنجليزي.
نال أيضًا جائزة صانع الألعاب في الدوري الإنجليزي بعد تقديم 13 تمريرة حاسمة، متفوقًا على زميله ترينت ألكسندر-أرنولد.
محمد صلاح والكرة الذهبية.. موسم ذهبي وفرصة تاريخية
بعد موسم استثنائي على كافة المستويات، يعود اسم محمد صلاح بقوة إلى دائرة المرشحين الأبرز للفوز بالكرة الذهبية، النجم المصري قاد ليفربول لتحقيق بطولات كبرى، وتصدر قوائم الهدافين وصانعي الأهداف، مسجلاً أرقامًا شخصية مذهلة جعلت من هذا الموسم الأفضل في مسيرته على الإطلاق.
محلل "سكاي سبورتس" الإنجليزي، مارتن كيون، علّق قائلًا: "صلاح لم يعد مجرد جناح هجومي، إنه الآن أحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في العالم، داخل وخارج المستطيل الأخضر، إن لم يفز بالكرة الذهبية هذا العام، فمتى؟"
صلاح، الذي دائمًا ما يتحلى بالتواضع، رد على الأسئلة المتعلقة بالجائزة قائلًا: "أنا أؤمن بأن العمل الجاد لا يضيع، وإذا كانت الجائزة من نصيبي، فستكون لكل شاب عربي حلم مثلي، هذا التصريح يعكس شخصية اللاعب الذي تجاوز حدود الأرقام ليصبح رمزًا عالميًا، ليس فقط لمهارته، بل لأخلاقه والتزامه وإنسانيته.
في ظل توجه الكرة الذهبية مؤخرًا نحو تقييم التأثير الشخصي والشعبية العالمية، باتت حظوظ صلاح أكبر من أي وقت مضى، فقد جمعت مسيرته هذا الموسم بين الأداء الفني الساحر والتأثير المجتمعي الواسع، ما جعل منه لاعبًا لا تُقاس قيمته بالأهداف فقط، بل بالرسائل التي يحملها، حيث كتبت صحيفة ليكيب الفرنسية: "صلاح هو اللاعب الذي يصلي بعد التهديف، ويصوم في المباريات، ويبتسم وهو يواجه أعتى المدافعين.. إنه نموذج يحتذى به عالميًا."
ولم يخفِ عدد من الصحفيين الأوروبيين دعمهم لترشيحه، حيث قالت الصحفية الإسبانية مارتا دي بيدرو: "صلاح كسر الصورة النمطية، وجعل الجماهير الأوروبية ترى في اللاعب العربي بطلًا عالميًا، الكرة الذهبية هذا العام ستكون رسالة أكثر من مجرد جائزة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

يوفنتوس يعلن تعيين كومولي مديرا عاما
يوفنتوس يعلن تعيين كومولي مديرا عاما

الجمهورية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجمهورية

يوفنتوس يعلن تعيين كومولي مديرا عاما

وأوضح النادي في بيان رسمي أن كومولي سيتولى الإشراف الكامل على قطاع كرة القدم، إضافة إلى قسمي التجارة والتسويق، في خطوة تهدف إلى إعادة الاستقرار الإداري وتعزيز الرؤية المستقبلية للنادي. ومن جانبه، عبّر كومولي عن سعادته بالانضمام إلى "السيدة العجوز"، قائلًا: "أنا سعيد وممتن للانضمام إلى نادٍ بتاريخ عريق وطموحات واضحة. منذ اليوم الأول سأضع خبرتي في خدمة يوفنتوس ، والهدف سيكون دائمًا تحقيق الانتصارات وإرضاء الجماهير." ويملك كومولي، البالغ من العمر 53 عامًا، سيرة إدارية غنية، إذ سبق له العمل كمدير رياضي في أندية ليفربول الإنجليزي، فنربخشة التركي، و سانت إيتيان وتولوز الفرنسيين. يأتي تعيينه في وقت عقب موسم صعب مرّ به يوفنتوس ، أنهى خلاله الدوري الإيطالي في المركز الرابع المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا، كما شهد إقالة المدرب تياجو موتا وتعيين الكرواتي إيجور تودور خلفًا له.

لتعويض رحيل رونالدو المحتمل: تقارير: النصر يرغب في التعاقد مع لويس دياز
لتعويض رحيل رونالدو المحتمل: تقارير: النصر يرغب في التعاقد مع لويس دياز

مصرس

timeمنذ ساعة واحدة

  • مصرس

لتعويض رحيل رونالدو المحتمل: تقارير: النصر يرغب في التعاقد مع لويس دياز

أفادت تقارير صحفية، اليوم الخميس، أن نادي النصر السعودي، يرغب في التعاقد مع لويس دياز لاعب ليفربول، خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة. وبدأ نادي النصر في البحث عن بديل كريستيانو رونالدو، المتوقع رحيله بنهاية الموسم الجاري.وزعمت شبكة Talk SPORTS، أن نادي النصر السعودي، مستعد لتقديم عرض بقيمة 85 مليون يورو لشراء لويس دياز لاعب ليفربول.وأوضح التقرير، أن نادي النصر سوف يقدم عرضًا لنادي ليفربول، في حال عدم تجديد عقد رونالدو مع الفريق.ويرى مسؤولو نادي النصر، أن اللاعب الكولومبي قادر على تعويض رحيل رونالدو المحتمل.ويرتبط لويس دياز، بالرحيل عن ليفربول بنهاية الموسم، في ظل اهتمام العديد من الأندية بخدمات اللاعب وعلى رأسهم برشلونة الإسباني.وتحدث المدير الرياضي للنادي، فرناندو هييرو، دون تقديم تأكيدات أو نفي قاطع حول مصير اللاعب البالغ من العمر 40 عامًا، الذي ينتهي عقده مع النادي في 30 يونيو 2025.وقال هييرو: "كريستيانو مرتبط بعقد مع النصر حتى نهاية يونيو، ونحن نجري مفاوضات مستمرة معه على كافة المستويات، بهدف التوصل إلى اتفاق يتيح استمراره معنا، خاصة مع اهتمام عدة أندية بضمه".

ليفركوزن يحدد ثنائي ليفربول من أجل حسم صفقة فيرتز
ليفركوزن يحدد ثنائي ليفربول من أجل حسم صفقة فيرتز

مصرس

timeمنذ ساعة واحدة

  • مصرس

ليفركوزن يحدد ثنائي ليفربول من أجل حسم صفقة فيرتز

حدد نادي باير ليفركوزن لاعبين من صفوف ليفربول كجزء من شروطه لإتمام صفقة انتقال النجم الألماني فلوريان فيرتز خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية. ووفقًا لتقارير صحفية عالمية، فقد قدّم ليفربول عرضين حتى الآن للتعاقد مع فيرتز، البالغ من العمر 22 عامًا، دون التوصل إلى اتفاق نهائي.وكشفت صحيفة كيكر الألمانية أن ليفركوزن رفض العرض المالي المقدم من ليفربول، حيث يتمسك بالحصول على 150 مليون يورو مقابل الاستغناء عن اللاعب.من جانبها، أفادت شبكة سكاي سبورتس أن ليفركوزن اشترط إدراج أحد لاعبي ليفربول، إما هارفي إليوت أو جاريل كوانساه، ضمن الصفقة لتقريب وجهات النظر.وأضافت الشبكة أن القرار النهائي لم يُتخذ بعد، إلا أن المفاوضات لا تزال جارية بين الطرفين.وكان فيرتز قد جذب اهتمام أندية كبرى مثل مانشستر سيتي وبايرن ميونيخ، غير أنه أبدى رغبة في الانضمام إلى ليفربول، اقتناعًا بمشروع النادي الرياضي.وقدم اللاعب موسمًا استثنائيًا مع ليفركوزن، حيث شارك في جميع المسابقات وسجل 16 هدفًا، إلى جانب صناعته 15 هدفًا آخر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store