
مادلين.. هذا ما بقي من ضمير الإنسانية!
اقتربت السفينة مادلين -التي انطلقت ضمن أسطول الحرية وعلى متنها 12 ناشطا دوليا- من الوصول إلى غزة في محاولة محفوفة بالخطر لكسر الحصار الإسرائيلي على القطاع، ولعل الساعات القادمة شديدة الأهمية، والأكثر خطورة منذ انطلاق رحلتها من إيطاليا.
الاحتلال الإسرائيلي أعلن عن نيته اعتراض سفينة أسطول الحرية مادلين وربما يقدم على اعتقال هؤلاء النشطاء، كما فعل من قبل، والأكيد أنه سيحول بين هؤلاء النشطاء وبين إغاثة أهلنا المحاصرين تحت آلة القتل والإبادة والتجويع غير المسبوق بدعم أمريكي فج وصريح!
قد لا تصل مادلين إلى غزة. قد تُعترض، تُحتجز، ويُرحّل طاقمها أو يعتقل لفترة قصيرة قبل الترحيل، لتفادي ضجة إعلامية كبيرة. لكن رمزية تحرك السفينة مادلين ستبقى أقوى من حواجز الاحتلال. في عالم خرس فيه الكبار، أو عجزوا في ظل نظام دولي بات رهينة فيتو أمريكي في مجلس الأمن الذي بات عبئا بتركيبه الحالية على الأمن والسلم الدوليين..
فكيف توافق 14 دولة على وقف الحرب في غزة وإنفاذ المساعدات إليها بينما تعترض واشنطن وحدها لتغل يد هذا المجلس برمته!
لقد نجحت سفينة صغيرة فيما فشل فيه 57 دولة عربية وإسلامية.. لقد تحركت على الأرض وقالت "لا" بصوت مسموع، ففتحت بذلك طريقًا جديدًا للكرامة.. عبر البحر، في ظل عجز عربي مخز لأمة تمتلك مقومات القوة بكل صنوفها لكنها أخفقت في توظيفها لوقف جنون عدوها، الذي يتربص بها ولا يخفي أطماعه في السيطرة عليها، بينما يغط أهلها في سبات عميق رغم أن الخطر على مرمى البصر وهم في غفلة معرضون.
12 ناشطا دوليا تكبدوا تجشموا أهوال السفر وركبوا بساط الخطر بوازع إنساني بينما أمة الملياري نسمة تعجز أن تحرك ساكنا.. وسط صمت دولي وعجز عربي مدوٍ، تبحر السفينة مادلين ضمن ما تبقى من أسطول الحرية، محاولة شق الأمواج الثقيلة التي تحاصر غزة منذ سنوات.
لكن مادلين ليست مجرد سفينة، بل أصبحت رمزًا أخلاقيًا ومعنويًا في مواجهة آلة الاحتلال، تمثل الضمير الإنساني في زمن تحكمه المصالح والتحالفات الباردة.
سفينة مادلين لا تحمل فقط مساعدات إنسانية، بل تحمل رمزية ثلاثية الأبعاد، تحمل ضمير الإنسانية الذي بات على المحك، لتأتي مادلين صارخة بما تبقى من ضمير للإنسانية، جاءت مادلين كمبادرة من نشطاء سلام دوليين، مدنيين، لا ينتمون لحكومات ولا جيوش، بل لأخلاق الإنسانية التي رفضت الصمت أمام مشاهد المجازر في غزة.
مادلين تمثل صرخة في وجه الصمت العربي، في وقتٍ غابت فيه معظم الدول العربية عن دورها الإنساني والسياسي، جاءت مادلين لتُحرج العواصم وتذكّرهم أن تحريك السفن ممكن، كما تحريك الضمير.
مادلين جاءت لتعلن تحديها المباشر للحصار لتدخل على خط المواجهة البحرية لتقدم ولو كسرا رمزيا لهذا الحصار الظالم المفروض على غزة، وهذا في ذاته عمل سياسي مقاوم لا يقل عن أي معركة برية أو خطاب دبلوماسي.
ربما تتعامل إسرائيل مع مادلين كما تعاملت مع سفن أسطول الحرية في السابق، خاصة سفينة مرمرة عام 2010، والتي اقتحمتها وحدة "شييطت 13" البحرية الإسرائيلية وقتلت عشرة نشطاء أتراك. لكن ظروف اليوم تختلف، فإسرائيل في موقف إعلامي هش بعد المجازر المتكررة في غزة، واقتحام سفينة إنسانية أخرى قد يحرجها أمام الرأي العام العالمي.
أما تنامي الحراك الشعبي في أوروبا والولايات المتحدة فإنه يضع إسرائيل في موقف صعب، ويحملها عواقب دبلوماسية أكبر لو لجأت للعنف ضد نشطاء مدنيين على متن السفينة.. فهل ينجح العرب في استثمار رحلة السفينة مادلين ليوقفوا هذه المأساة ويحقنوا دماء أهل غزة؟!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فيتو
منذ ساعة واحدة
- فيتو
إعلام عبري: الاحتلال يهدد بالاستيلاء على سفينة كسر حصار غزة
أفادت وسائل إعلام عبرية، اليوم الأحد، بأن بحرية الاحتلال أجرت تدريبا على كيفية الاستيلاء على سفينة مادلين. وهدد وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، النشطاء المشاركين في قارب "مادلين" المتجه إلى قطاع غزة ضمن حملة كسر الحصار، مطالبًا إياهم بالعودة من حيث أتوا. وأشار كاتس إلى أنه أوعز لجيش الاحتلال الإسرائيلي باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع القارب من الوصول إلى شواطئ غزة. وأفادت الناشطة ياسمين آجار، من على متن سفينة "مادلين" المتجهة نحو قطاع غزة، بأن القارب بات على بُعد 160 ميلا بحريا (نحو 300 كيلومتر) من شواطئ القطاع. على بعد 160 ميلا بحريا من غزة وقالت آجار: "نحن على بعد 160 ميلا بحريا (نحو 300 كلم) عن قطاع غزة. لا نعرف متى سنصل إلى غزة بشكل دقيق". وأضافت: "على دول العالم أن تخجل ولا بد من وقف تسليح إسرائيل"، و"رسالتنا للعالم ألا يصمت ويتحرك لنصرة أهالي غزة". وتابعت: "نحن في مياه دولية والاحتلال سيرتكب جريمة حرب إن قمعنا"، مشيرة إلى أن "إسرائيل أرسلت 3 سفن بحرية نحونا وسنرى مآل الأمور"، مضيفة: "على نتنياهو أن يوقف حربه في غزة بدلا من محاولة قمعنا، وإسرائيل لن تردعنا ولن تمنعنا من كسر الحصار عن غزة". وقالت أيضًا: "استهدفنا منذ 4 أسابيع في المياه الأوروبية ولم يتحرك أحد"، مضيفة أن "حصار غزة استمر طيلة الفترة الماضية لأن العالم يتفرج". وختمت بالقول: "نقول للعالم لا تقلقوا علينا بل على أهالي غزة". ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


مصراوي
منذ 2 ساعات
- مصراوي
السفينة "مادلين": نتعرض لتشويش كبير على "جي بي إس"
وكالات قالت مصادر من السفينة "مادلين" المتجهة إلى ساحل قطاع غزة، إنها تتعرض لتشويش كبير على نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس" وشبكة الهاتف. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الأحد، أن تل أبيب لن تسمح لأي جهة "باختراق" الحصار البحري المفروض على قطاع غزة، متعهدًا بمنع وصول سفينة المساعدات التي تحمل اسم "مادلين" إلى شواطئ قطاع غزة. وأبحرت السفينة التي تُقل ناشطة المناخ السويدية الشهيرة جريتا تونبرج وعددًا من النشطاء الأوروبيين، قبل نحو 7 أيام، من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وفي بيانه، قال كاتس، إن الحصار البحري المفروض على غزة "إجراء أمني ضروري" لمنع ما وصفه بـ"تسلح حركة حماس"، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي سيتعامل مع أي محاولة لاختراق هذا الحصار باعتبارها "تهديدًا أمنيًا".


بلدنا اليوم
منذ 2 ساعات
- بلدنا اليوم
السفينة ‘مادلين' تقترب من غزة وسط تهديدات إسرائيلية ودعوات دولية لحمايتها
تقترب السفينة ' مادلين '، إحدى سفن 'أسطول الحرية'، من الوصول إلى قطاع غزة في مهمة إنسانية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ عام 2007. وانطلقت السفينة مادلين من السواحل الإيطالية في الأول من يونيو الجاري، وعلى متنها 12 ناشطاً حقوقياً من جنسيات مختلفة، بينهم ناشطة المناخ السويدية غريتا تونبرغ، والممثل الأيرلندي ليام كانينغهام، وعضوة البرلمان الأوروبي الفرنسية ريما حسن. وبحسب اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة ، فإن السفينة مادلين أصبحت مساء الجمعة قبالة سواحل مدينة مرسى مطروح المصرية، وتواصل تقدمها نحو القطاع. وقالت اللجنة في منشور عبر منصة 'إكس' إن 'الساعات القادمة حاسمة وحرجة'، معربة عن مخاوفها من تعرض السفينة لهجوم إسرائيلي، كما حدث مع محاولات سابقة. تحمل 'مادلين' شحنة رمزية لكنها مهمة من المساعدات الإنسانية، تشمل حليب أطفال، مستلزمات طبية، أغذية وفلاتر مياه، في محاولة لتسليط الضوء على الوضع الإنساني المتفاقم في غزة، التي ترزح تحت وطأة مجاعة غير مسبوقة وإبادة جماعية مستمرة منذ أكثر من 20 شهراً. مخاوف من اعتراض إسرائيلي هيئة البث الإسرائيلية أفادت الأربعاء بأن المؤسسة الأمنية قررت منع السفينة من الاقتراب من سواحل غزة. وبينما كان هناك توجّه مبدئي للسماح بمرورها إذا لم تُشكل تهديداً أمنياً، فإن القرار النهائي جاء برفض السماح لها بالوصول، 'خشية من خلق سابقة يمكن أن تتكرر'، بحسب المصادر الإسرائيلية. في السياق ذاته، أعلنت إذاعة جيش الاحتلال أن البحرية الإسرائيلية تستعد لمجموعة سيناريوهات للتعامل مع السفينة، في إطار تطبيق ما تسميه 'الحصار البحري الأمني المفروض على غزة'. دعوات دولية لحماية السفينة مادلين في كندا، دعت منظمة 'كنديون من أجل العدالة والسلام في الشرق الأوسط' رئيس الوزراء مارك كارني إلى التدخل الفوري وضمان سلامة السفينة وطاقمها. وقال مايكل بوكيرت، القائم بأعمال رئيس المنظمة، إن 'مادلين لا تشكل تهديدًا، بل تمثل شريان حياة لشعب محاصر يواجه خطر المجاعة والإبادة الجماعية'، محذرًا من أن أي اعتراض لها سيعد جريمة حرب وانتهاكًا للقانون الدولي. وفي الولايات المتحدة، طالبت النائبة في الكونغرس الأميركي رشيدة طليب، إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، بتأمين ممر آمن للسفينة، مؤكدة أن 'أي هجوم على طاقمها يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي'. من جهتها، دعت حملة 'برايتون وهوف للتضامن مع فلسطين' في المملكة المتحدة جميع نواب المدينة إلى الضغط على الحكومة البريطانية لتأمين مرور آمن للسفينة، معتبرة أن المهمة إنسانية بامتياز. غريتا تونبرغ: لا نحمل أسلحة بل مساعدات وفي رسالة نشرتها على 'إنستغرام'، أكدت غريتا تونبرغ أن المهمة ليست مجرد نقل مساعدات بل 'تحدٍ مباشر للحصار الإسرائيلي والإبادة الجماعية بحق سكان غزة، في ظل تقاعس الحكومات الغربية المتواطئة'. وأضافت: 'نحمل الغذاء والدواء، وليس السلاح. إن الحرمان الممنهج من الأساسيات جزء من الحرب التي تُمارس على الفلسطينيين'.