
عدد المساء اليوم الخميس 12 يونية 2025
★ أكد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي علي أهمية رفع كفاءة محطات تحلية مياة البحر لتحقيق أقصى استفادة ممكنة .
★السيد الرئيس يستعراض مستجدات المرحلة العاشرة من مبادرة "بيت الوطن" للمصريين العاملين بالخارج.. ويؤكد أهمية تأمين احتياجات المواطنين الغذائية وضبط الأسواق.
توجيهات رئاسية بتوفير السلع بالمنافذ والشوادر بأسعار مخفضة .. وتكثيف الحملات التموينية.. وضبط لحوم وسلع فاسدة قبل بيعها وعقوبات رادعة تنتظر المخالفين.
**الخارجية تعلن الضوابط التنظيمية لزيارة المنطقة الحدودية لقطاع غزة.
** و تقرأ مقال "فى حب مصر " لرئيس التحرير الكاتب الصحفي أحمد سليمان ..يؤكد فيه أن مصر ستظل في حفظ الله وأمنه رغم كل المخاطر .. وأن قناعتنا لا تتزحزح بأن لدينا أسباب القوة التي تكمن في رئيس وطني مخلص يخشي الله ويحب المصريين.. وأن المصريين على وعي بحجم التحديات وألاعيب إخوان الشياطين.
أكد علي أن جيش مصر قادر على حماية الوطن وأبنائه ضد كل المخاطر.. وأن الشرطة تقوم بدورها بكل أمانة لحماية الناس وممتلكاتهم وإفشال أي محاولات تهديد الأمن الاجتماعي .
** الحكومة تضع اللمسات الأخيرة لافتتاح المتحف المصري الكبير.
** إنطلاقة حاسمة للموجة 26 لإزالة التعديات.. الدولة تفرض هيبتها وتستعيد أراضيها.
★ المحافظون في الميدان.. وتطبيق القانون دون استثناء.
لا تهاون مع المخالفين.. محاسبة المقصرين ومكافأة المتميزين.
** صدر ب 3 لغات في طبعة فاخرة.. كتاب الجمهورية "مصر والصين.. يرصد إنجازات عشر سنوات من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين".
د. بدر عبدالعاطي وزير الخارجية في مقدمة الكتاب: الإصدار قيم وفرصة مهمة لتسليط الضوء علي التعاون المشترك والمتنامي بين الدولتين.
** وعلي صفحات المساء الرياضي تقرأ:
★ ريبيرو : الأهلي جاهز لمباراة تاريخية أمام ميسي .
★ الزمالك" خايف " على نجومه.
★ريال مدريد يتفوق على الجميع بلامنافس في مونديال الاندية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 17 دقائق
- الدستور
سفير السويد: ننظر بعين التقدير لما يتحقق على أرض مصر من إنجازات
أشاد سفير السويد بالقاهرة داج يولين دنفيلت بمستوى العلاقات المتعاظم بين السويد ومصر، مشيرًا إلى أن "الشراكة الاستراتيجية بين مصر والاتحاد الأوروبي إنما هي بالنسبة لي شراكة مصرية سويدية لأن السويد عضو فاعل في الاتحاد الأوروبي". تعزيز التعاون أكد سفير السويد بالقاهرة- في مقابلة مع الإذاعة المصرية- أن السويد تعتز بصداقة مصر وبقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، واهتمامه بتعزيز التعاون المشترك ودعم العلاقات بين الحكومتين بما يخدم مصالح البلدين، مشيدًا بما تشهده مصر من إنجازات على صعيد التنمية ودعم الاقتصاد ومشروعات الزراعة والنقل والتصنيع بما يشكل معجزة استخدام أمثل للموارد وهذا ما ندركه في بلداننا الأوروبية. وأوضح أنه توجد استثمارات سويدية عديدة في مصر في المجال الصحي مثل مشروع الجاما نايف في معهد ناصر ومشروعات تطوير المستشفيات، كما يوجد تعاون كبير في مجال الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر ونقل الكهرباء عبر البحر المتوسط مع السعودية، لافتا إلى أن شركة فولفو السويدية العريقة تستثمر في صناعه الأوتوبيسات المصرية وتصدرها لأوروبا وبريطانيا. مشروعات الطرق في مصر إنجاز كبير عن السياحة السويدية في مصر؛ قال السفير دنفيلت إنها شهدت تقدما كبيرا خاصة مع شبكه الطرق الحديثة التي تمكن السياحة من سرعه التنقل بين ساحل البحر الأحمر والقاهرة والصعيد، مشيرا إلى أنه استمتع برحلة في الأسبوع الماضي بالسيارة حتي أسوان "في طرق حريرية". وبالنسبة للاستثمارات السويدية في مصر، أوضح أن هناك تواجد لبعض الشركات السويدية في مصر مثل شركة ايركسون الموجودة منذ عام 1897 وشركة ABB. وعن العلاقات المصرية السويدية، قال سفير السويد في القاهرة إنها علاقات صداقة وشراكة منذ سنوات عديدة، فمن القرن التاسع عشر يوجد قنصلية سويدية في الإسكندرية، وأنشئت سفارة في القاهرة منذ 1922. وتاريخيا، حكى سفير السويد في مصر قصة طريفة أن الملك جوستاف والد الملك الحالي قابل زوجته المستقبلية الأميرة فيكتوريا في حفل استقبال في قصر عابدين، وكان في هذا الوقت وليا للعهد وعالم أثريات مصرية يقود بعثه استكشافية في مصر. ننتظر افتتاح المتحف المصري الكبير أكد السفير السويدي أن من أعرق كليات الأثآر المصرية ذات الشهرة العالمية تقع في جامعة اوبسالا في السويد ولا يزال هذا التعاون موجودا حتي الآن مع الجامعات والمراكز البحثية المصرية المتخصصة، مضيفا أن العالم كله ومن بينه شعب السويد ينتظر افتتاح المتحف المصري الكبير في الثالث من الشهر القادم. والسفير السويدي فى القاهرة داج يولين دنفيلت هو دبلوماسي متميز حاصل علي درجتي ماجستير واحدة في القانون وأخرى في القانون الأوروبي، وعمل كسفير للسويد في ماليزيا والسعودية وخدم بلاده في سفاراتها في أفغانستان باكستان وإيران وإسرائيل. كما تحدث خلال المقابلة عن تجربة بلاده الاقتصادية وكيف عوضت نقص الثروات الطبيعية بالتركيز علي بناء الإنسان صحيا وتعليميا وتتبني سياسة حكيمة في الحفاظ على البيئة، وتلبية طلبات الشعب وترعي المواطن وتحقق المساواة بين الرجل والمرأة في كل مناحي الحياة مع إتاحة الفرصة لتولي المرأة أعلى المناصب.


24 القاهرة
منذ 26 دقائق
- 24 القاهرة
الأوطان ليست حفنة من تراب.. موضوعًا لخطبة الجمعة اليوم
حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم بعنوان: الأوطان ليست حفنة من تراب، وقالت وزارة الأوقاف: إن الهدف من هذه الخطبة هو بيان أهمية العقل والوطن، والتحذير من الفكر المتطرف الذي يفسد العقل ويدمر الأوطان، مع التأكيد على أن حب الوطن جزء من التدين الحقيقي، وأن الحفاظ على ممتلكاته وهويته، واقتصاده، من أعظم صور البر بالوطن. نص الخطبة اليوم الحمد لله رب العالمين، هدى العقول ببدائع حكمه، ووسع الخلائق بجلائل نعمه، أقام الكون بعظمة تجليه، وأنزل الهدى على أنبيائه ومرسليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلها أحدا فردا صمدا، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، وختاما للأنبياء والمرسلين، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فإن الوطن قصة تروى على ألسنة الأجيال، وروح تسكن في كل زاوية ودرب، الوطن شعب عريق، وحضارة سامقة، ومؤسسات تقوم بسواعد البناء، وانتصارات تسطر بدماء الأبطال، ورجال عباقرة نسجوا مجده، وعلماء ومخترعون ومبدعون وقفوا على ثغور العلم وأبهروا العقول، ومناضلون صنعوا المجد، فالوطن يعيش فينا كما نعيش فيه. أيها الناس، إن من يختزل هذه الكلية الأبدية الساحرة في "حفنة تراب" إنما ارتكب عقوقا وطنيا، وشوه مفهوما عظيما، قال سيد الزهاد إبراهيم بن أدهم –رحمه الله - معبرا عن قيمة وطنه: "ما قاسيت فيما تركت شيئا أشد علي من مفارقة الأوطان". أيها الكرام، هذه رسالة إلى من قست قلوبهم تجاه أوطانهم، ألم يأت القرآن والسنة بالآيات والأحاديث التي تدل على الأهمية العظمى للوطن؟، ألم يشر القرآن في عشرات الآيات إلى قيمة الوطن؟ ألم يقرن الله تعالى مفارقة الأوطان بقتل النفس في قوله: {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم}؟، ألم يجعل الله سبحانه وتعالى الجلاء عن الوطن عذابا للمخالفين، فقال: {ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا}؟ أيها الكرام، هل تدركون أن الوطن ليس جمادا لا إحساس له، بل هو كائن يتنفس؟ ألم يخبرنا الحبيب المصطفى ﷺ أن الحجر سلم عليه قبل البعثة؟، ألم يحن إليه الجذع ويبك شوقا حتى سكن بين يديه الشريفتين، ألم يسبح الحصى في كفه الشريف، ألم تشك إليه الحيوانات والدواب، كل هذا ينبئنا أن الكائنات تعي وتشعر. عباد الله تدبروا، إن الوطن يحزن ويفرح، يرضى ويغضب، فهو قيم وأخلاق، وعادات وتقاليد، وولاء وانتماء، وإخلاص ووفاء، وحضارة وثقافة، وجمال يأسر الألباب، إنه حنين إلى البقاع، وشوق إلى المراقد، وإحساس بكل ذرة فيه، وتأملوا قوله ﷺ عن جبل أحد: "أحد جبل يحبنا ونحبه"، فكيف بوطن بأسره؟ أيها المكرمون، لقد ضرب لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في حب الوطن، فقال سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر، فنظر إلى جدرات المدينة، أوضع راحلته، وإن كان على دابة حركها؛ من حبها"، ويعقب الإمام الحافظ ابن حجر رحمه الله على هذا الحديث في "فتح الباري" فيقول: (وفي الحديث دلالة على مشروعية حب الوطن والحنين إليه)، وقال الإمام ابن الجوزي رحمه الله معبرا عن هذا الحب الفطري: "وكانت العرب إذا سافرت، حملت معها من تربة بلدها تستشفي به عند مرض يعرض". أيها النبلاء... اقدروا للوطن قدره، فإن حب الوطن ليس مجرد شعارات ترفع، بل هو عمل جاد وإتقان في كل موقع، فالموظف الأمين، والعامل المتقن، والطالب المجتهد، والمعلم المربي، والطبيب الحريص، والتاجر الصدوق، كل هؤلاء يبنون وطنهم بإخلاصهم، وحفاظهم على هويته الثقافية والدينية، ولغته المبدعة العلية، ومرافقه العامة. دامت لنا نعمة مصر محفوظة مرعية مجبورة منصورة، ببركة دعوة صالحة من آل بيت الجناب المعظم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فيا أيها الناس، إن الحب الحقيقي للوطن يتجلى في أفعالنا، في مدى حرصنا على كل ما يخص هذا الوطن، وأولى هذه المظاهر وأوضحها، الحفاظ على الممتلكات العامة التي هي ملك لنا جميعا، هذه الممتلكات، أيها الإخوة، هي ملك لنا جميعا، ومن صور ذلك الحفاظ على وسائل النقل العام، ومنها القطارات، فإنها شرايين حياة تربط أرجاء الوطن، فهل يعقل أن تلقى الحجارة عليها؟، كيف لإنسان أن يخرب قطارا ويعبث بمرافقه التي تنفع الركاب؟ هل يقبل أن تؤذي إنسانا، أو تكون سببا في هلاكه؟ إن من يقوم بذلك لا يدرك أنه يعيق تقدم بلده، ويؤخر مسيرة التنمية، ويؤثر سلبا على آلاف المواطنين الذين يعتمدون على هذه الوسيلة الحيوية. أيها الكرام، واعلموا أن من أهم دلالات حب الوطن الحفاظ على هويتنا الثقافية الأصيلة، ولغتنا العربية الشريفة، هويتنا الثقافية هي مرآة تعكس تاريخنا وحضارتنا وقيمنا، وعمود هذه الهوية لغتنا العربية، لغة القرآن الكريم، لغة الضاد، التي بها نفكر، وبها نتواصل، وبها نعبر عن ذواتنا، فهل يرضى محب لوطنه أن يرى لغته تضعف، وأن تهجر كلماتها، وأن يستولي عليها الأجنبي؟ إن الاعتزاز بلغتنا واستخدامها الصحيح، وتشجيع أبنائنا على تعلمها وإتقانها، هو جزء لا يتجزأ من حب الوطن، إن الحفاظ على ثقافتنا ولغتنا هو صون لتراث الأجداد، وبناء لمستقبل الأبناء. واعلموا أن من صور حب الوطن العملية المساهمة في بناء اقتصادنا الوطني، فاقتصاد الوطن هو عصب الحياة، وقاطرة التنمية، فكل جهد يبذله الواحد منا في عمله، كل إخلاص في وظيفته، كل إتقان لمهنته، يصب في مصلحة الاقتصاد الوطني، شراء المنتجات المحلية، دعم الصناعات الوطنية، تشجيع الاستثمار، محاربة الفساد، كلها خطوات عملية تعزز من قوة اقتصادنا، وتوفر فرص العمل لأبنائنا، وتمكن بلدنا من تحقيق الاكتفاء الذاتي والتقدم، إن الجندي الذي يدافع عن وطنه، والعامل الذي يخلص في صنعته، والتاجر الذي يتحرى الأمانة في بيعه، كلهم جنود في سبيل بناء هذا الوطن ورفعته، ولقد قال الله تعالى: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}، فهي دعوة إلهية للعمل والإتقان، وما أعظم أن يكون عملنا في خدمة الوطن وصالح الناس. فلنتق الله أيها الأحبة، ولنجعل من حب الوطن دافعا لنا للعمل الصالح، وللحفاظ على كل ما يخصه، ليكن كل واحد منا حصنا منيعا يحافظ على ممتلكات وطنه، ولسانا فصيحا يدافع عن لغته، ويدا عاملة تسهم في بناء اقتصاده. اللهم انثر في بلادنا مصر بساط الرزق والعافية واهدنا سبل السلام والأمان والإكرام


نافذة على العالم
منذ 31 دقائق
- نافذة على العالم
أخبار العالم : "الأوطان ليست حفنة من تراب".. موضوع خطبة الجمعة اليوم 13 يونيو 2025
الجمعة 13 يونيو 2025 08:30 صباحاً نافذة على العالم - حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم 13 يونيو 2025 الموافق 17 من ذي الحجة 1446 بعنوان: "الأوطان ليست حفنة من تراب". وقالت وزارة الأوقاف: 'إن الهدف من هذه الخطبة هو بيان أهمية العقل والوطن، والتحذير من الفكر المتطرف الذي يفسد العقل ويدمر الأوطان، مع التأكيد على أن حب الوطن جزء من التدين الحقيقي، وأن الحفاظ على ممتلكاته وهويته، واقتصاده، من أعظم صور البر بالوطن'. نص خطبة الجمعة اليوم 13 مايو 2025 "الأوطان ليست حفنة من تراب" الحمد لله رب العالمين، هدى العقول ببدائع حكمه، ووسع الخلائق بجلائل نعمه، أقام الكون بعظمة تجليه، وأنزل الهدى على أنبيائه ومرسليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلها أحدا فردا صمدا، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، وختاما للأنبياء والمرسلين، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فإن الوطن قصة تروى على ألسنة الأجيال، وروح تسكن في كل زاوية ودرب، الوطن شعب عريق، وحضارة سامقة، ومؤسسات تقوم بسواعد البناء، وانتصارات تسطر بدماء الأبطال، ورجال عباقرة نسجوا مجده، وعلماء ومخترعون ومبدعون وقفوا على ثغور العلم وأبهروا العقول، ومناضلون صنعوا المجد، فالوطن يعيش فينا كما نعيش فيه. أيها الناس، إن من يختزل هذه الكلية الأبدية الساحرة في "حفنة تراب" إنما ارتكب عقوقا وطنيا، وشوه مفهوما عظيما، قال سيد الزهاد إبراهيم بن أدهم –رحمه الله - معبرا عن قيمة وطنه: "ما قاسيت فيما تركت شيئا أشد علي من مفارقة الأوطان". أيها الكرام، هذه رسالة إلى من قست قلوبهم تجاه أوطانهم، ألم يأت القرآن والسنة بالآيات والأحاديث التي تدل على الأهمية العظمى للوطن؟، ألم يشر القرآن في عشرات الآيات إلى قيمة الوطن؟ ألم يقرن الله تعالى مفارقة الأوطان بقتل النفس في قوله: {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم}؟، ألم يجعل الله سبحانه وتعالى الجلاء عن الوطن عذابا للمخالفين، فقال: {ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا}؟ أيها الكرام، هل تدركون أن الوطن ليس جمادا لا إحساس له، بل هو كائن يتنفس؟ ألم يخبرنا الحبيب المصطفى ﷺ أن الحجر سلم عليه قبل البعثة؟، ألم يحن إليه الجذع ويبك شوقا حتى سكن بين يديه الشريفتين، ألم يسبح الحصى في كفه الشريف، ألم تشك إليه الحيوانات والدواب، كل هذا ينبئنا أن الكائنات تعي وتشعر. عباد الله تدبروا، إن الوطن يحزن ويفرح، يرضى ويغضب، فهو قيم وأخلاق، وعادات وتقاليد، وولاء وانتماء، وإخلاص ووفاء، وحضارة وثقافة، وجمال يأسر الألباب، إنه حنين إلى البقاع، وشوق إلى المراقد، وإحساس بكل ذرة فيه، وتأملوا قوله ﷺ عن جبل أحد: "أحد جبل يحبنا ونحبه"، فكيف بوطن بأسره؟ أيها المكرمون، لقد ضرب لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في حب الوطن، فقال سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر، فنظر إلى جدرات المدينة، أوضع راحلته، وإن كان على دابة حركها؛ من حبها"، ويعقب الإمام الحافظ ابن حجر رحمه الله على هذا الحديث في "فتح الباري" فيقول: (وفي الحديث دلالة على مشروعية حب الوطن والحنين إليه)، وقال الإمام ابن الجوزي رحمه الله معبرا عن هذا الحب الفطري: "وكانت العرب إذا سافرت، حملت معها من تربة بلدها تستشفي به عند مرض يعرض". أيها النبلاء... اقدروا للوطن قدره، فإن حب الوطن ليس مجرد شعارات ترفع، بل هو عمل جاد وإتقان في كل موقع، فالموظف الأمين، والعامل المتقن، والطالب المجتهد، والمعلم المربي، والطبيب الحريص، والتاجر الصدوق، كل هؤلاء يبنون وطنهم بإخلاصهم، وحفاظهم على هويته الثقافية والدينية، ولغته المبدعة العلية، ومرافقه العامة. دامت لنا نعمة مصر محفوظة مرعية مجبورة منصورة، ببركة دعوة صالحة من آل بيت الجناب المعظم. *** الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فيا أيها الناس، إن الحب الحقيقي للوطن يتجلى في أفعالنا، في مدى حرصنا على كل ما يخص هذا الوطن، وأولى هذه المظاهر وأوضحها، الحفاظ على الممتلكات العامة التي هي ملك لنا جميعا، هذه الممتلكات، أيها الإخوة، هي ملك لنا جميعا، ومن صور ذلك الحفاظ على وسائل النقل العام، ومنها القطارات، فإنها شرايين حياة تربط أرجاء الوطن، فهل يعقل أن تلقى الحجارة عليها؟، كيف لإنسان أن يخرب قطارا ويعبث بمرافقه التي تنفع الركاب؟ هل يقبل أن تؤذي إنسانا، أو تكون سببا في هلاكه؟ إن من يقوم بذلك لا يدرك أنه يعيق تقدم بلده، ويؤخر مسيرة التنمية، ويؤثر سلبا على آلاف المواطنين الذين يعتمدون على هذه الوسيلة الحيوية. أيها الكرام، واعلموا أن من أهم دلالات حب الوطن الحفاظ على هويتنا الثقافية الأصيلة، ولغتنا العربية الشريفة، هويتنا الثقافية هي مرآة تعكس تاريخنا وحضارتنا وقيمنا، وعمود هذه الهوية لغتنا العربية، لغة القرآن الكريم، لغة الضاد، التي بها نفكر، وبها نتواصل، وبها نعبر عن ذواتنا، فهل يرضى محب لوطنه أن يرى لغته تضعف، وأن تهجر كلماتها، وأن يستولي عليها الأجنبي؟ إن الاعتزاز بلغتنا واستخدامها الصحيح، وتشجيع أبنائنا على تعلمها وإتقانها، هو جزء لا يتجزأ من حب الوطن، إن الحفاظ على ثقافتنا ولغتنا هو صون لتراث الأجداد، وبناء لمستقبل الأبناء. واعلموا أن من صور حب الوطن العملية المساهمة في بناء اقتصادنا الوطني، فاقتصاد الوطن هو عصب الحياة، وقاطرة التنمية، فكل جهد يبذله الواحد منا في عمله، كل إخلاص في وظيفته، كل إتقان لمهنته، يصب في مصلحة الاقتصاد الوطني، شراء المنتجات المحلية، دعم الصناعات الوطنية، تشجيع الاستثمار، محاربة الفساد، كلها خطوات عملية تعزز من قوة اقتصادنا، وتوفر فرص العمل لأبنائنا، وتمكن بلدنا من تحقيق الاكتفاء الذاتي والتقدم، إن الجندي الذي يدافع عن وطنه، والعامل الذي يخلص في صنعته، والتاجر الذي يتحرى الأمانة في بيعه، كلهم جنود في سبيل بناء هذا الوطن ورفعته، ولقد قال الله تعالى: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}، فهي دعوة إلهية للعمل والإتقان، وما أعظم أن يكون عملنا في خدمة الوطن وصالح الناس. فلنتق الله أيها الأحبة، ولنجعل من حب الوطن دافعا لنا للعمل الصالح، وللحفاظ على كل ما يخصه، ليكن كل واحد منا حصنا منيعا يحافظ على ممتلكات وطنه، ولسانا فصيحا يدافع عن لغته، ويدا عاملة تسهم في بناء اقتصاده. اللهم انثر في بلادنا مصر بساط الرزق والعافية. وأهدنا سبل السلام والأمان والإكرام.