logo
هذا هو سر ارتفاع اسعار التمور المغربية في رمضان؟

هذا هو سر ارتفاع اسعار التمور المغربية في رمضان؟

أريفينو.نت٢٧-٠٢-٢٠٢٥

مع حلول شهر رمضان المبارك، تتزين موائد المغاربة بأشهى أنواع التمور، تلك الثمرة المباركة التي تعد جزءا لا يتجزأ من طقوس الشهر الفضيل، وفي هذا الموسم، يصبح الطلب على هذه الفاكهة المباركة في أوجه، مما يضع المنتج المحلي في منافسة قوية مع التمور المستوردة، التي تشهد الأسواق إقبالا عليها بدورها.
وفي ظل الظروف الاقتصادية الحالية، التي تشمل ارتفاع الأسعار وتأثيرات الجفاف على الإنتاج المحلي، تطرح أسئلة جوهرية حول مدى توفر المنتوج المغربي من التمور، وإلى أي مدى أسعاره متناسبة مع القدرة الشرائية للمواطن المغربي؟
في حديثه عن وضع سوق التمور خلال الفترة التي تسبق شهر رمضان، أكد الحسنواي أن الطلب على التمور يرتفع بشكل ملحوظ خلال هذه الأيام التي تسبق الشهر الكريم، مشيرا إلى أن الإقبال يكون أكبر على التمور المغربية رغم ارتفاع الأسعار، وقال الحسنواي: 'إن الطلب على التمور المغربية يتزايد بشكل لافت، حيث يفضل العديد من المغاربة شراء التمور المحلية على الأنواع المستوردة، بالرغم من الزيادة الكبيرة في الأسعار'.
وربط الحسناوي هذا الارتفاع في الأسعار بعدد من العوامل، أبرزها الجفاف الذي تعرضت له الواحات في تفيلالات، بالإضافة إلى الحرائق التي طالت مناطق زراعة النخيل، مسجلا أن السنتين الأخيرتين عرفتا زيادة طفيفة في سعر التمور المغربية بسبب هذه الظروف المناخية الصعبة، حيث أصبح الإنتاج المحلي غير قادر على تلبية الطلب المعتاد، وهذا ما أثر بشكل مباشر على الأسعار.
وأضاف الحسنواي أن التمور التي كانت تعرف برخص ثمنها لم تعد متوافرة بنفس الكميات في السوق المغربية، قائلا: 'اليوم، يتواجد في السوق بشكل رئيسي صنفا الفقوس والمجهول، حيث يتم إنتاجهما في الضيعات الكبرى التي استثمرت في هذا المجال، مما ساهم في زيادة إنتاجهما'.
وأوضح المتحدث أن الأسعار تبدأ من 45 درهما للكيلوغرام، وتصل إلى 140 درهما للتمور من نوع 'المجهول الملكي'، وهو ما يجعلها غير متاحة لعدد كبير من الأسر المغربية.
وعن الأنواع الأخرى من التمور، كشف الحسنواي أن بعض الأنواع الرخيصة، مثل 'الخلط' و'بوسردون'، أصبحت شبه معدومة في السوق، وذلك بسبب تراجع الإنتاج مشيرا إلى أن سعر الكيلوغرام الواحد من بوسردون يتراوح بين 45 و50 درهما، في حين أن الخلط لا يكاد يتواجد تقريبا.
إقرأ ايضاً
وفيما يخص القدرة التنافسية للتمور المغربية، أوضح الحسنواي أن الفارق الكبير في الأسعار بين التمور المحلية والمستوردة يشكل تحديا كبيرا، خصوصا مع تزايد الطلب خلال شهر رمضان، معتبرا أن الطلب خلال شهر رمضان يتجاوز قدرة الإنتاج الوطني، ما يضطر العديد من المستهلكين إلى اللجوء إلى التمور المستوردة، التي تبدأ أسعارها من 18 درهما للكيلوغرام، مما يجعلها خيارا متاحا للكثيرين خاصة وأن شراء التمور المغربية أمر مرتبطة بالقدرة الشرائية للمواطن المغربي.
وأشار الحسنواي إلى أن الإنتاج المغربي لا يلبي الطلب المتزايد على هذا المنتوج خلال هذه الفترة من السنة عكس دول أخرى مثل مصر والسعودية والجزائر حيث تنتج كميات كبيرة جدا وتعمل على تخزينها وتصديرها وبالتالي فإن التمور المستوردة ليست لهذه السنة بل تعود للسنة الماضية، عكس المنتوج الوطني الذي ينتج ويباع في نفس السنة.
جدير بالذكر أن المغرب استورد خلال الفترة الممتدة من أكتوبر 2023 إلى مارس 2024، ما مجموعه 103,000 طن من التمور وهو رقم يقارب تقريبا نفس الرقم المسجل خلال الموسم السابق، كما يتجاوز حجم الاستيراد هذا، متوسط الواردات على مدى المواسم الثلاثة التي سبقت الموسم الماضي.
ووفقا لمعطيات 'EastFruit'، فإن المغرب يظل من كبار مستوردي التمور، حيث احتل المرتبة الثانية بعد الهند، إلا أنه من المحتمل أن تظل النتائج النهائية للموسم الحالي أقل بقليل من الموسم السابق بسبب زيادة الإنتاج المحلي.
ويعزى هذا الأمر بشكل رئيسي إلى سببين، أولهما ارتفاع إنتاج التمور المحلي في المغرب بنسبة 7 في المائة في عام 2023 ليصل إلى 115,000 طن وفقًا لتقديرات وزارة الزراعة، وثانيا لأن ذروة استيراد التمور إلى البلاد تتزامن مع احتفالات شهر رمضان، حيث تصل أحجام الاستيراد عادة إلى ذروتها قبل وأثناء شهر رمضان مباشرة.
وحسب المصدر ذاته فإن حوالي 90٪ من واردات التمور تأتي من أربعة بلدان: الإمارات العربية المتحدة ومصر وتونس والجزائر، ومن بين هذه الدول، تتصدر الإمارات العربية المتحدة قائمة الموردين. ومع ذلك، في الموسم الحالي، وبدعم من النمو النشط في إجمالي الصادرات، قد تتجاوز مصر الإمارات العربية المتحدة في السوق المغربية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خبير اقتصادي لـكشـ24: تفاوت أسعار اللحوم يعكس ضغطا اقتصاديا قبيل العيد رغم تدخلات الدولة
خبير اقتصادي لـكشـ24: تفاوت أسعار اللحوم يعكس ضغطا اقتصاديا قبيل العيد رغم تدخلات الدولة

كش 24

timeمنذ 4 ساعات

  • كش 24

خبير اقتصادي لـكشـ24: تفاوت أسعار اللحوم يعكس ضغطا اقتصاديا قبيل العيد رغم تدخلات الدولة

أوضح المحلل الاقتصادي زكرياء فيرانو، في تصريح لموقع كشـ24، أن ارتفاع أسعار لحوم الأغنام في بعض المناطق الحضرية، رغم التراجع النسبي الذي شهدته السوق الوطنية، يعكس تباينا في القدرة الشرائية للمواطنين واستمرار الضغط الاقتصادي قبيل عيد الأضحى. وقال فيرانو إن المغاربة كانوا يتوقعون انخفاضا عاما في أسعار اللحوم، وقد تحقق ذلك نسبيا، لكن الانخفاض لم يكن شاملا أو متوازنا، خاصة في المدن الكبرى مثل الرباط ومراكش، حيث ما تزال أسعار لحوم الغنم تراوح 90 إلى 100 درهم للكيلوغرام في بعض الأسواق، وهو ما يشكل عبئا على القدرة الشرائية للأسر. وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن بعض المواطنين يحاولون كسر سلسلة الوسطاء وتفادي تضخم الأسعار من خلال التوجه مباشرة إلى الأسواق الأسبوعية لاقتناء اللحوم بأسعار أقل نسبيا، مستغلين التراجع الطفيف في بعض المناطق، في ظل معطيات تفيد بأن هامش الأسعار ما بين المنتج والمستهلك لا يزال مرتفعا، ويتراوح ما بين 80 و85 درهما للكيلوغرام في هذه الأسواق. وأضاف فيرانو أن من بين العوامل التي قد تفسر سلوكيات المستهلكين أيضا، إلى جانب الشق الاقتصادي، هو البعد الاجتماعي المرتبط بطقوس عيد الأضحى، حيث أصبح جزء من المواطنين يسعى إلى إحياء الشعيرة بأقل كلفة ممكنة، في ظل تراجع جزئي في القطيع الوطني بنسبة يقدر بـ38%، ما يطرح إشكالية في تحقيق الاكتفاء الذاتي على المدى القريب والمتوسط. وأكد مصرحنا أن المغرب خسر جزءا كبيرا من طاقته الإنتاجية الحيوانية، وهو ما يستدعي خططا استراتيجية على مدى سنتين إلى ثلاث سنوات لإعادة التوازن للقطيع الوطني، وتحقيق الاستقرار في سوق اللحوم. وختم فيرانو تصريحه، بالتشديد على أن التحليل الدقيق لهذه الظاهرة يتطلب متابعة رسمية وموضوعية من الجهات المختصة، لتحديد الأسباب الحقيقية وراء تفاوت الأسعار، سواء كانت اقتصادية، اجتماعية، أو مرتبطة ببنية السوق، خاصة أن الخطوة التي اتخذها صاحب الجلالة بإعفاء المواطنات والمواطنين من شعيرة الذبح في عيد الاضحى، ساهمت بشكل مباشر في تخفيف حدة الأزمة خلال الأشهر الأخيرة، لكنها لم تلغ الفوارق الحاصلة بشكل كامل.

عودة 'الشناقة'..أسعار ملتهبة في أسعار اللحوم الحمراء
عودة 'الشناقة'..أسعار ملتهبة في أسعار اللحوم الحمراء

كش 24

timeمنذ يوم واحد

  • كش 24

عودة 'الشناقة'..أسعار ملتهبة في أسعار اللحوم الحمراء

ارتفعت بشكل مهول أسعار "الدوارة" في مدينة فاس، حيث وصلت إلى 500 درهم، وذلك في خضم إقبال الأسر على اقتنائها في سياق الاستعدادات للاحتفال بعيد الأضحى المبارك. ووصلت "الكبدة" إلى حوالي 150 درهما. وسجل ارتفاع مهول في أسعار اللحوم الحمراء في الأيام الأخيرة. وأشارت مصادر مهنية إلى أن للارتفاع علاقة بما تعيشه أسواق المواشي والتي سجلت زيادة في الأثمان تقدر بحوالي 1000 درهم. وأعاد هذا الارتفاع الصاروخي للأسعار غياب المراقبة، وهو ما يستغله المضاربون، في أسواق المواشي، لجني الأرباح. وتشهد محلات الجزارة تعرف إقبالا واضحا لاقتناء كميات من اللحوم الحمراء، في إطار استعدادات للاحتفال بمناسبة عيد الأضحى. وقررت السلطات المحلية منع كل الأنشطة المرتبطة بنحر أضحية عيد الأضحى، بما فيها تخصيص محلات لبيع المواشي بهذه المناسبة. كما تقرر منع جميع الأنشطة المرتبطة بهذه المناسبة، وذلك في إطار توجيهات ملكية لمنع نحر أضاحي العيد، وذلك في إطار توجه لإعادة تشكيل القطيع الوطني، ومراعاة للظروف الصعبة لفئات واسعة من الأسر المغربية.

وجدة .. سعر 'الدوارة' يصل إلى 400 درهما قبيل عيد الأضحى
وجدة .. سعر 'الدوارة' يصل إلى 400 درهما قبيل عيد الأضحى

هبة بريس

timeمنذ يوم واحد

  • هبة بريس

وجدة .. سعر 'الدوارة' يصل إلى 400 درهما قبيل عيد الأضحى

هبة بريس – أحمد المساعد شهدت محلات بيع اللحوم بمدينة وجدة، خلال الأيام الأخيرة، إقبالًا كثيفًا من المواطنين على اقتناء لحوم وأحشاء الأغنام، في ظل اقتراب عيد الأضحى، ما أدى إلى تسجيل ارتفاع قياسي في الأسعار، خاصة بالنسبة لـ'الدوارة' التي تراوحت أثمانها بين 400 و500 درهم، و100 درهما لكيلوغرام من لحم الغنمي. وخلال جولة ميدانية قامت بها 'هبة بريس' في عدد من محلات الجزارة وسط المدينة، أكد مهنيون أن هذا الارتفاع يرجع إلى تزايد الطلب مقارنة مع العرض المحدود، وهو ما دفع العديد من المواطنين إلى شراء اللحوم بشكل استباقي. و في السياق ذاته، حذر المهنيون من تداعيات هذا التزايد في استهلاك اللحوم الحمراء، خاصة لحوم الأغنام، مؤكدين أن الاستمرار في هذه الوتيرة قد يُعيق جهود إعادة تكوين القطيع الوطني، ويُهدد التوازن الحيواني. وتتواصل الاستعدادات لعيد الأضحى رغم القرار الملكي بمنع اقامة شعيرة اضحية العيد، وسط ترقب من المواطنين وتخوف من ارتفاعات إضافية في الأسعار، في وقت تُطالب فيه فعاليات مهنية بتدخل الجهات الوصية لضمان استقرار السوق وحماية القدرة الشرائية للمستهلك.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store