logo
نتنياهو في اختبار صعب.. حرب بلا أفق وغضب داخلي متصاعد

نتنياهو في اختبار صعب.. حرب بلا أفق وغضب داخلي متصاعد

سكاي نيوز عربيةمنذ 3 ساعات

فعلى وقع نيران الغارات والعمليات البرية، تتعالى أصوات الغضب داخل إسرائيل ، ويبرز سؤال محوري: إلى أين تتجه تل أبيب وسط هذا التصعيد؟ وهل تستطيع حكومة نتنياهو مقاومة التآكل الداخلي والضغط الدولي، أم أن منطق القوة ما زال يحكم قرار الحرب؟.
قراءة في خطاب نتنياهو
في قلب المشهد، يتمسك نتنياهو بخطابه الأمني الصارم، معلنا أن الجيش سيبسط سيطرته الكاملة على قطاع غزة. لكن هذا الإصرار يثير تساؤلات حقيقية حول أهداف الحرب، خاصة مع تأكيد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن العملية البرية ما زالت "في بدايتها".
وبينما تتكثف العمليات العسكرية تحت مسمى " عربات جدعون"، تتكشف أبعاد سياسية داخلية تدفع كثيرين للتشكيك في دوافع الحرب.
حرب تخدم الائتلاف وليس الدولة
أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، جهاد الحرازين، يرى خلال مداخلته مع غرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية أن ما يحدث في غزة هو تنفيذ حرفي لمخطط أعدته حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف مسبقا، بهدف تحقيق مكاسب سياسية داخلية، وليس حماية أمن الدولة.
وأكد الحرازين أن نتنياهو يستغل الحرب لتأمين تحالفاته مع شخصيات مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، مضيفا: "نتنياهو يتخذ من إسرائيل شعارا، لكنه في الحقيقة ينفذ أجندة خاصة لمصالحه الشخصية والحزبية".
وأشار الحرازين إلى أن أكثر من 67 بالمئة من الإسرائيليين، بحسب استطلاعات داخلية، يطالبون بوقف الحرب وإطلاق سراح الرهائن بأي ثمن.
واعتبر أن رفض نتنياهو لخيار التفاوض أو أي خطة سلام هو السبب الحقيقي وراء استمرار النزاع، مضيفا أن "نتنياهو قتل طريق السلام عمدا"، ومشيرا إلى تجاهل تام للمبادرة العربية للسلام منذ 2002.
الاتهامات المزدوجة.. حماس ونتنياهو في دائرة المسؤولية
الحرازين لم يوفر انتقاداته لحركة حماس، معتبرا أن استمرارها جزئيا نتاج مباشر لسياسات نتنياهو نفسه، الذي سهّل نقل الأموال إلى الحركة، بموافقة إسرائيلية وتنسيق أمني.
وفي المقابل، شدد على أن غالبية ضحايا الحرب من الأطفال والنساء، رافضا تبرير استهداف المدنيين بذريعة الحرب على الإرهاب.
وتابع: "الشعب الفلسطيني لا علاقة له بحماس، وحماس لا تمثل سوى نسبة ضئيلة لا تتجاوز 5 بالمئة من الفلسطينيين".
في الجهة المقابلة، المستشار السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية كوبي لافي دافع عن استمرار العمليات العسكرية، معتبرا أن أمن إسرائيل لا يمكن تحقيقه إلا عبر "تفكيك البنية التحتية لحماس بالكامل".
وأوضح أن المفاوضات الجارية في الدوحة لا تعني وقف العمليات، بل تسير بالتوازي معها.
وبحسب لافي، فإن ما يصفه بـ"التهديد الإيراني" والدعم الإقليمي لحماس يعزز الحاجة لعملية عسكرية طويلة المدى.
الضغط الداخلي: تململ شعبي وانقسام سياسي
تعيش إسرائيل اليوم أحد أكثر فصولها الداخلية توترا، مع استمرار الاحتجاجات على حكومة نتنياهو، خاصة بعد التعديلات القضائية المثيرة للجدل.
وتسود حالة من الغليان السياسي، في ظل اتهامات لرئيس الوزراء بإسكات المعارضين، وبتوزيع آلاف الأسلحة على المستوطنين عبر بن غفير، مما يهدد السلم الداخلي.
وحسبما يرى الحرازين فإن: "نتنياهو لا يسعى إلى النصر العسكري بقدر ما يسعى للبقاء السياسي. إنه يتاجر بالدم الفلسطيني والإسرائيلي معا، من أجل تمديد عمر حكومته حتى نوفمبر 2026"، معتبرا أن "منطق الاحتلال لا يستطيع أن يحقق الأمن، وطريق السلام لا يمر عبر المجنزرات".
الوجه الآخر للسلام
في خضم التصعيد، تبرز المبادرة العربية للسلام التي طرحت عام 2002 كفرصة حقيقية ضاعت.
الحرازين شدد على أن الدول العربية، قدمت مرارا مبادرات إنسانية وسياسية لحل النزاع، لكن إسرائيل قابلتها بالتجاهل.
ولفت إلى أن السلام لن يتحقق إلا عبر التفاوض والاعتراف بحقوق الفلسطينيين، محذرا من استمرار الاحتلال كأكبر مولد للعنف وعدم الاستقرار في المنطقة.
الواقع الميداني في غزة ينذر بكارثة إنسانية، والضغط الداخلي في إسرائيل يتصاعد، بينما يظل نتنياهو متمسكا بخيار الحرب تحت ذرائع أمنية لا تصمد أمام التحليل.
وبينما تزداد العزلة السياسية لتل أبيب، وتتعاظم المأساة في غزة، يبقى سؤال المرحلة: هل سيستمر منطق القوة في فرض أجندته، أم أن خيار التهدئة، ولو مؤقتا، سيكسر دائرة الدماء؟
الجواب لا يتوقف فقط على قرارات نتنياهو، بل على ما إذا كان المجتمع الدولي والإسرائيلي معا قادرين على تغيير المعادلة قبل أن تفلت الأمور من كل سيطرة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الكشف عن جنسية ثانية يحملها قتيل حادث المتحف اليهودي بواشنطن
الكشف عن جنسية ثانية يحملها قتيل حادث المتحف اليهودي بواشنطن

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

الكشف عن جنسية ثانية يحملها قتيل حادث المتحف اليهودي بواشنطن

وقالت المصادر إن المواطن الإسرائيلي يارون ليشينسكي "كان يحمل جواز سفر ألمانيا". ونقلت شبكة "سي إن إن" عن السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة الأميركية يحيئيل لايتر قوله إن الشخصين اللذين قتلا في الهجوم هما "شاب وشابة كانا على وشك الخطوبة". وأضاف لايتر: "اشترى الشاب خاتما هذا الأسبوع من أجل خطبة صديقته في الأسبوع القادم بالقدس". وأوضح أن القتيلين كانا يحضران فعالية في المتحف اليهودي بواشنطن. ونشرت السفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة صورة للقتيلين اللذين سقطا في حادث إطلاق النار بالقرب من المتحف اليهودي في واشنطن. وأرفقت السفارة الصورة بمنشور جاء فيه: "كان يارون وسارة صديقين وزميلين لنا. كانا في ريعان شبابهما". وأضافت: "هذا المساء، أطلق إرهابي النار عليهما وأرداهما قتيلين أثناء خروجهما من فعالية في متحف اليهود في العاصمة واشنطن، يشعر جميع موظفي السفارة بالحزن والأسى لمقتلهما. تعجز الكلمات عن وصف مدى حزننا إزاء هذه الخسارة الفادحة". وتابعت: "قلوبنا مع أسرتيهما، وستكون السفارة إلى جانبهما في هذا المصاب الجلل". وأعلنت الشرطة الأميركية أنها حددت هوية المشتبه به في تنفيذ الهجوم الذي أسفر عن مقتل موظفين اثنين بالسفارة الإسرائيلية في إطلاق نار قرب المتحف اليهودي في واشنطن. وقالت شرطة واشنطن إنها حددت هوية المشتبه به بأنه إلياس رودريغيز ويبلغ من العمر 30 عاما.

غولان يحمّل نتنياهو مسؤولية "تعريض اليهود للخطر"
غولان يحمّل نتنياهو مسؤولية "تعريض اليهود للخطر"

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

غولان يحمّل نتنياهو مسؤولية "تعريض اليهود للخطر"

وأضاف غولان أن "حكومة نتنياهو تقوم بتأجيج معاداة السامية، والكراهية تجاه إسرائيل ، ما ينتج عنه عزلة دبلوماسية غير مسبوقة وتعريض كل يهودي في العالم للخطر". وشدد قائلا: "سنستبدلهم ونعيد الأمن لجميع اليهود، في إسرائيل وفي أنحاء العالم". وتابع: "أشاطر العائلات حزنها، وأدعم جميع موظفي الخارجية الإسرائيلية". وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، عن صدمته من الهجوم الذي أسفر عن مقتل موظفين اثنين بالسفارة الإسرائيلية في إطلاق نار قرب المتحف اليهودي في واشنطن. وذكر نتنياهو أنه "مصدوم من جريمة القتل المروعة المعادية للسامية لاثنين من موظفي سفارة إسرائيل بواشنطن". وأكد أنه: "سيتم تعزيز الأمن في السفارات الإسرائيلية حول العالم". واعتبر أن: "إطلاق النار في واشنطن دليل على (التحريض العنيف) ضد إسرائيل". من جانبه، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إن "التحريض ضد إسرائيل والاتهامات الباطلة أمور يجب أن تتوقف". وعبّر وزير الخارجية الإسرائيلي عن "قلقه البالغ" بشأن إمكانية وقوع حوادث أمنية في إسرائيل مستقبلا. وأدان الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ الخميس هجوم إطلاق النار في واشنطن مؤكدا أن "الإرهاب والكراهية لن يكسرانا". وأفاد هرتسوغ في بيان "هذا عمل دنيء ينم عن كراهية ومعاداة للسامية... الإرهاب والكراهية لن يكسرانا". وأعلنت الشرطة الأميركية أنها حددت هوية المشتبه به في تنفيذ الهجوم الذي أسفر عن مقتل موظفين اثنين بالسفارة الإسرائيلية، قائلة إنه إلياس رودريغيز ويبلغ من العمر 30 عاما. ووفق شرطة واشنطن فإن المشتبه به "لم يكن معروفا لدى الشرطة". وأوضحت الشرطة أنها لم "تتلق أي معلومات استخباراتية عن تهديد إرهابي أو جريمة كراهية محتملة قبل إطلاق النار".

بعد هجوم واشنطن.. ساعر: التحريض ضد إسرائيل يجب أن يتوقف
بعد هجوم واشنطن.. ساعر: التحريض ضد إسرائيل يجب أن يتوقف

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

بعد هجوم واشنطن.. ساعر: التحريض ضد إسرائيل يجب أن يتوقف

وأوضح ساعر، خلال مؤتمر صحفي، أن هذه العملية "نتيجة مباشرة للتحريض ضد السامية منذ السابع من أكتوبر ضد إسرائيل واليهود حول العالم". وأضاف: "التحريض المعادي للسامية يتم من قبل قادة ومسؤولي العديد من الدول والمنظمات الدولية وخاصة في أوروبا". واعتبر الوزير أن "قادة العالم خضعوا للدعاية الفلسطينية، ودانوا إسرائيل بدلا من إدانة حماس التي تتحمل المسؤولية كاملة عن الضرر والمعاناة التي تلحق بالفلسطينيين والإسرائيليين معا". كما أشار إلى أن "معاداة السامية تنتشر في الجامعات ومنصات التواصل الاجتماعي". وبيّن ساعر أن "هناك خطا مباشرا بين التحريض على السامية وبين عملية القتل، حيث جرى التحريض من دبلوماسيين وناطقين رسميين باسم حكومات، هم يتحدثون عن الإبادة وقتل الأطفال، وهذا الحديث يمهد الطريق لهذه العمليات". وتابع قائلا: "نواجه موجة غير مسبوقة، من العمليات ومحاولات تنفيذ العمليات ضد السفارات الإسرائيلية في أوروبا، وممثلو إسرائيل هم أهداف لمعاداة السامية التي تخطت كل الخطوط الحمراء". وطالب ساعر "القادة بوقف التحريض والاتهامات الباطلة ضد إسرائيل، ودعمها في الحرب التي تخوضها في الشرق الأوسط". من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، عن صدمته من الهجوم الذي أسفر عن مقتل موظفين اثنين بالسفارة الإسرائيلية في إطلاق نار قرب المتحف اليهودي في واشنطن. وصرّح نتنياهو بأنه "مصدوم من جريمة القتل المروعة المعادية للسامية لاثنين من موظفي سفارة إسرائيل بواشنطن"، مضيفا: "سيتم تعزيز الأمن في السفارات الإسرائيلية حول العالم". واعتبر أن "إطلاق النار في واشنطن دليل على (التحريض العنيف) ضد إسرائيل"، حسبما نقلت "فرانس برس". وأعلنت الشرطة الأميركية أنها حددت هوية المشتبه به في تنفيذ الهجوم، قائلة إنه إلياس رودريغيز ويبلغ من العمر 30 عاما.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store