النهار: 'إنجاز' انتخابات الجبل بمشاركة متفاوتة… 'هدية عاجلة' تعيد الإماراتيين إلى لبنان
وطنية – كتبت صحيفة 'النهار': شكلت الجولة الأولى من استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية التي لم تجر في لبنان منذ تسعة أعوام، إنجازاً ناجحاً للعهد والحكومة الجديدين بمعايير الإجراءات الأمنية والإدراية واللوجستية التي واكبت هذه الجولة في محافظة جبل لبنان. ذلك أن مرور اليوم الانتخابي الأول من هذا الاستحقاق، الذي سيمتد على ثلاث جولات بعد خلال شهر أيار وسط مناخات هادئة للغاية ومن دون تسجيل مشكلات أو شكاوى تتجاوز الأطر العادية للغاية بدا بمثابة اختبار إيجابي يسجل للسلطات الرسمية والأمنية والإدراية بدفع ومواكبة قويين من رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، بما عكس إدراكهما أن أعين الداخل والخارج ستتسلط على هذا الاستحقاق كنموذج أولي لاختيار نزاهة وقدرات وشفافية السلطة في ظل العهد والحكومة الجديدين.
وعلى رغم غلبة الطابع العائلي عادة في هذه الانتخابات، فإن نسبة المشاركة في الأقضية الستة لمحافظة جبل لبنان رسمت 'تلوينة' أو مزيجاً من العوامل العائلية والسياسية والحزبية ساهمت في نهاية اليوم الانتخابي في رفع نسبة المشاركة إلى معدل عام بلغ 44 في المئة في أقضية المتن وبعبدا وكسروان وجبيل والشوف وعاليه، ولكنها نسبة متراجعة عما كانت عليه في انتخابات 2016 البلدية والاختيارية. وشكلت المعارك والتنافسات في المناطق ذات الغالبية المسيحية العنصر الأكثر سخونة وحرارة، إذ تقدمت منطقة كسروان بنسبة مشاركة هي الأعلى في المحافظة تجاوزت الـ56 في المئة وسط معركة كبيرة شهدتها جونية وتلتها منطقة جبيل، الأمر الذي عكس سقفاً مرتفعاً من الحيوية التنافسية بسبب انخراط الأحزاب والقوى المسيحية الكبيرة والأساسية إلى جانب العامل العائلي في التنافس. كما أن تنافساً مماثلاً دارت رحاه في قضاء المتن حيث تمحورت مبارزة أساسية على خلفية رئاسة اتحاد بلديات المتن بين رئيسته الحالية ميرنا ميشال المر التي تشغل هذا المنصب منذ العام 1998 ورئيسة بلدية بكفيا- المحيدثة نيكول أمين الجميل، علما أن السيدة ميرنا المر كما شقيقها نائب رئيس الوزراء السابق الياس المر رجحا لدى إدلائهما بصوتيهما في بتغرين فوز ميرنا المر سلفاً.
وانطلقت الجولة الأولى من الانتخابات في جبل لبنان بعدما فازت بالتزكية 68 بلدية.
وفي آخر تحديث، ارتفعت نسبة الاقتراع الاجمالي في محافظة جبل لبنان لتصل
بحسب أرقام وزارة الداخلية إلى 44%، وتوزّعت على الشكل التالي: 59% في كسروان، 41% في عاليه، 56% في جبيل، 38% في بعبدا، 37% في المتن الشمالي، و44% في الشوف.
المعركة الاساسية في المتن كانت على بلدية الجديدة – البوشرية – السد وتنافست فيها لائحتان، الأولى برئاسة أوغست قيصر باخوس المدعومة من حزبي الكتائب و'القوات اللبنانية' والنائب ابراهيم كنعان، والثانية برئاسة جان أبو جودة مدعومة من 'التيار الوطني الحر' والنائب ميشال المر والعائلات.
وبالانتقال إلى بتغرين، ترأست رئيسة اتحاد بلديات المتن ميرنا ميشال المر لائحة 'بتغرين بتجمعنا' مكتملة من 15 عضواً ضد لائحة ثانية غير مكتملة معارضة لنهج المر. كما تنافس 7 مرشحين على 3 مقاعد.
في كسروان كانت أم المعارك في جونية حيث تنافست لائحتان: لائحة 'نهضة جونية' برئاسة فيصل افرام، مدعومة من تحالف قوي عريض مؤلف من النائب نعمة افرام والنائب فريد الخازن والنائب السابق منصور البون وحزبي 'القوات اللبنانية' والكتائب اللبنانية، ولائحة 'جونيتنا' التي تشكل فئة الشباب عمودها الفقري، برئاسة سيلفيو شيحا، مدعومة من رئيس البلدية جوان حبيش و'التيار الوطني الحر'. ورجحت النتائج الاولية فوز اللائحة الاولى.
في الضاحية الجنوبية لبيروت، جرت الانتخابات البلدية والاختيارية في الغبيري وحارة حريك حيث خاضت في كل منهما لائحتان المعركة، وأما باقي بلديات الضاحية الجنوبية، ففازت بالتزكية.
وواكب رئيس الجمهورية جوزف عون ميدانياً الاستحقاق الانتخابي منذ ساعة مبكرة حتى قبل فتح صناديق الاقتراع فتوجه قبيل انطلاق العملية الانتخابية، إلى وزارة الداخلية والبلديات، حيث كان في استقباله لدى وصوله، وزير الداخلية والبلديات احمد الحجار ووزير العدل عادل نصار، وحرص الرئيس عون خلال وجوده في غرفة العمليات المركزية، على أن يتلقى شخصياً مكالمات وشكاوى المواطنين ويستمع اليهم مباشرة. وهو أكد أن 'لا دور للدولة في هذه الانتخابات إلا تأمين أمنها وسلامتها وحمايتها، ونبارك لمن يفوز فيها، وندعو بالتوفيق في الاستحقاق المقبل لمن لم ينجح. واتوجه بكلمة أساسية الى المواطن اللبناني، وهي أن الانتخابات اليوم تشكل فرصة لك، وصندوق الاقتراع هو حقك الطبيعي والشرعي'. وانتقل الرئيس عون يرافقه الوزيران الحجار ونصار، إلى سرايا بعبدا الحكومي، وكان في استقباله محافظ جبل لبنان محمد مكاوي، وكانت جولة في اقسام السرايا. وشكر عون الضباط والعسكريين والعاملين في غرفة عمليات جبل لبنان على جهودهم، وعلى الإنجاز الكبير الذي يقومون به بالامكانات المتوافرة، فـ'الارادة موجودة والقدرة على الإنجاز ايضاً، ومن لا يريد أن يعمل فلا ذريعة لديه ولا مكان له بينكم. وما رأيته في وزارة الداخلية وهنا في السرايا، يفرح القلب على الرغم من الإمكانات المادية والتكنولوجية المتواضعة، ولديّ ملء الثقة أن العملية الانتخابية ستنعكس إيجاباً على كل المناطق في المراحل اللاحقة'.
ومن سرايا بعبدا، توجه الرئيس عون يرافقه الوزير نصار الى وزارة الدفاع، واستقبله وزير الدفاع ميشال منسى، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، ومدير المخابرات العميد طوني قهوجي، وكبار الضباط. ودخل الجميع الى غرفة العمليات،
ثم انتقل رئيس الجمهورية يرافقه الوزير نصار، إلى مبنى 'تلفزيون لبنان' في تلة الخياط، في زيارة أرادها أن تؤكد دور هذه المحطة الرسمية واعطائها الدفع المعنوي اللازم لعودتها إلى مسارها التاريخي. وكان في استقباله في مقر التلفزيون، وزير الإعلام بول مرقص.
ولوحظ أن مكتب وزير الداخلية والبلديات حرص على إصدار بيانات حول ورود الشكاوى إلى غرفة العمليات المركزية الخاصة بالانتخابات البلدية والاختيارية، فيما أعلن وزير الداخلية احمد الحجار بعد اقفال صناديق الاقتراع أن الوزارة تلقت 479 شكوى.
كما أن رئيس الحكومة نواف سلام حضر إلى الداخلية مساء وتابع تفصيلياً مجريات عمليات الفرز، وأكد أن العملية الانتخابية حصلت بسلاسة ولم يحصل ما يعطلها، وأشاد بكل الجهود التي واكبتها.
وسط الاجواء الانتخابية هذه تلقى لبنان هدية كبيرة تمثلت في الاستجابة السريعة من جانب دولة الإمارات العربية المتحدة للسماح بسفر المواطنين الإماراتيين إلى لبنان، إذ أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية السماح لمواطنيها بالسفر إلى لبنان اعتباراً من 7 أيار.
ويأتي ذلك عقب زيارة العمل التي قام بها رئيس الجمهورية جوزف عون الاسبوع الماضي إلى دولة الإمارات، ولقائه رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حيث اتفق الجانبان على السماح بسفر المواطنين بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل حركة التنقل بين البلدين ووضع الآليات المناسبة التي تكفل ذلك.
وتعقيبا على هذا القرار الإماراتي، قال رئيس مجلس الوزراء نواف سلام 'إن خطوة دولة الإمارات العربية المتحدة في إلغاء قرار منع سفر المواطنين الإماراتيين إلى لبنان هي دليل على عمق العلاقة الأخوية بين البلدين، وهي خطوة تستحق كل الشكر والتقدير، لدولة الإمارات ولرئيسها سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله'. وأشار سلام إلى 'أن لبنان واللبنانيين ينتظرون بشوق رؤية أشقائهم الإماراتيين كما كل الأخوة في الخليج وسائر العرب في الربوع اللبنانية'.
بدورها، رحبت وزارتا الخارجية والمغتربين والسياحة اللبنانيتان بالقرار الإماراتي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة المال
منذ 6 ساعات
- جريدة المال
رئيس لجنة الإدارة المحلية بـ"النواب" يوجه عددًا من الأسئلة للحكومة بخصوص قانون الإيجار القديم .. تعرف عليها
وجّه المهندس أحمد السجيني، رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، خلال حواره مع الإعلامي خالد أبو بكر، في برنامج 'آخر النهار' المذاع على قناة 'النهار'، عددًا من الأسئلة المهمة للحكومة بشأن مشروع قانون الإيجار القديم. وقال السجيني: 'أسأل الحكومة فيما يتعلق بالمادة الخامسة: هل أُجريت دراسة للأثر الاجتماعي المتعلق بمدة الخمس سنوات؟ والسؤال الثاني: هل هناك دراسة اقتصادية بشأن المادة السابعة وما يترتب عليها من التزام الدولة بتوفير وحدات سكنية للفئات ذات الأولوية؟ هذا التشريع يحتاج إلى إعادة نظر'. وأضاف: 'هل تم تقييم الأثر المحتمل لهذا القانون على التوزيع الديموغرافي؟ وهل أُعدّت دراسة قانونية لتطبيق نص المادة الثامنة، خصوصًا في ضوء أحكام المحكمة الدستورية؟ هذه الأسئلة كاشفة، وتحتاج إلى إجابات دقيقة'. وأوضح السجيني أن رد الحكومة جاء صريحًا، حيث أفادت بأنه لا توجد دراسات مرفقة بالمذكرة الإيضاحية للمشروع، وبناءً على ذلك، تم التوجيه من قِبل النواب بعقد جلسات استماع موسعة لمناقشة كافة الأبعاد. كما أشاد السجيني بموقف رئيس مجلس الوزراء، قائلًا: 'أحيي رئيس الوزراء الذي أكد أن مشروع القانون المتعلق بالإيجار القديم هو اجتهاد من الحكومة، وأنها منفتحة تمامًا على الحوار والنقاش حوله'.


النهار المصرية
منذ 12 ساعات
- النهار المصرية
مساعد وزير الخارجية للسودان سابقاً يكشف سيناريوهات الحرب الدائرة وتبعياتها «حوار»
شاهد مُجريات الأمور وتغيرات الأوضاع التي تمت بوتيرة سريعة، منذ 2016 حتى عام 2025، فلديه معرفة كاملة بخيوط الأمور من الخرطوم لأم درمان للجزيرة وغيرها المُتعلقة بجغرافية السودان، وتشكلت في ذهنه كل تفاصيل الحياة السياسية بدولة الجنوب، إذ عُين السفير حسام عيسى، مُساعداً لوزير الخارجية للسودان منذ عام 2016 حتى 2018، بعدها سفير مصر في السودان منذ 2018 حتى 2022، وأخيراً مساعداً لوزير الخارجية للسودان منذ 2022 حتى أُحيل على المعاش مطلع العام الجاري. أجرت «النهار» حواراً صحفياً مع السفير حُسام عيسى، والذي قدم الرؤية الشاملة والكاملة حول الأوضاع في السودان، وما وصلت إليه الحرب الدائرة حالياً بين ميليشيا الدعم السريع والقوات العسكرية السودانية، موضحاً ما آلت إليه الحرب وسيناريوهات الأزمة خلال الفترة المُقبلة، والتي أثبتت جميعها صحة الرواية المصرية التي أكدت ولا تزال أن الجيش هو صمام الأمان لحماية أي شعب ومقدراته وبُناه التحتية وليس أي ميليشيا عسكرية. في البداية كيف تُحلل المرحلة الحالية للصراع يف السودان؟ يُمكننا القول إن الصراع في السودان وصل إلى مرحلة أثبتت أن الجيش السوداني هو العمود الفقري لأمن ووحدة واستقرار السودان، فهذه المرحلة أثبتت أن الطرف الآخر أي ميليشيا الدعم السريع يسعى حالياً إلى تدمير وتخريب المنشآت الوطنية السودانية والبنية التحتية التي يستفيد منها السودانيون ولا تُستخدم لأي أغراض عسكرية مثل محطات الكهرباء والسدود والقصر الجمهوري الذي تم قصفه، وأيضاً مدينة بورتسودان التي كانت آمنة منذ بداية الحرب أي منذ عامين. فيما تمثلت مناطق الحرب الدائرة؟ وجهت ميليشيا الدعم السريع الضربات إلى منشآت مدينة حتى مطار بورتسودان وهو مطار مدني، ويُعتبر الشريان الرئيسي بالنسبة للأخوة السودانيين الذي يريدون العودة إلى السودان بعد أن استطاع الجيش تحرير الوسط النيلي والمدن ذات الكثافة السكانية الكبيرة مثل الخرطوم، ويُعد شريان الحياة بالنسبة للسودان فيما يتعلق من الصادرات التي تأتي لهذا البلد الشقيق. وكيف ترى تحوّل الصراع حالياً؟ الصراع تحول إلى محاولة للتفجير والتخريب بعد هزيمة «الدعم السريع» في الوسط النيلي وولاية سنار والجزيرة وأم درمان والخرطوم، في محاولة منها للانتقام. وفيما تظهر خطورة الحرب الدائرة؟ تظهر خطورة هذه الحرب في أن السودان كان قبل الحرب يعاني اقتصادياً، وهذه المعاناة هي التي تسببت في اندلاع الثورة في 2018، والتي قامت ليست لأسباب سياسية فقط بل اقتصادية حيث نزل المواطنون السودانيون إلى الشارع لعدم قدرة الدولة على توفير احتياجاتهم الأساسية من البنزين والخبز وخلافه، وجاءت الحرب التي استهدفت المواقع المدينة والمنشآت الاقتصادية ومنشآت البنية التحتية التي تُقدم الخدمات للسودان كالكهرباء ومستودعات الغاز والمطارات المدنية والقصر الجمهوري لما له من قيمة تاريخية، كل ذلك جعل فاتورة الإعمار أكثر ضخامة من الأول. بما تفسر قوة ميليشيا الدعم السريع في بعض الأحيان؟ من الواضح أن «الدعم السريع» حصل على مجموعة جديدة من المسيرات ذات الإمكانيات الحديثة التي ترتب عليها قصف مدينة بورتسودان لأول مرة، حيث حاولت مُسيرة اغتيال الرئيس البرهان أثناء احتفالية تخريج دفعة جديدة من الكليات العسكرية العام الماضي، لكن غير ذلك لم تكن هناك أي هجمات على منطقة شرق وشمال السودان وبورتسوان - العاصمة المؤقتة والبديلة - منذ بداية الحرب، فواضح أن هناك محاولة يائسة لتعويض الهزائم عن طريق الإضرار بالبنية التحتية السودانية ومؤسسات السودانية. وفيما تتمثل أبرز سيناريوهات المرحلة المُقبلة؟ هناك أكثر من سيناريو، الأول هو انتصار الجيش السوداني بشكل كامل وبسط نفوذه على جميع الأراضي السودانية، وفي هذه المرحلة تنتهي الحرب تماماً ويبدأ السودان إعادة الإعمار، ولكن دعني أقول لك، إن مسار الحرب في السودان لا يمكن توقعه فعلى سبيل المثال في بداية الحرب، حققت ميليشا الدعم السريع انتصارات متتالية على الجيش السوداني وهو الأمر الذي لم يكن متوقعاً، ولكن بعدها استجمع الجيش قواه وحقق انتصارات مدوية وسيطر على الخرطوم وأكثر من ولاية، وبالتالي فهناك تغيرات على كل المستويات وقد تحدث بصورة مفاجأة فيمكن أن يحدث أي تطور عسكري نتيجة الحصول على سلاح جديد، الأمر الذي يحسم المسألة لطرف على حساب آخر. أما السيناريو الثاني، فيتمثل في استمرار الحرب لفترة طويلة، وهنا يتحول السودان إلى دولة غير ناجحة بلا حكومة قوية، وتتناحر فيما بينها جراء عدم وجود قنوات اتصال مباشرة بين أجهزتها، هذا الأمر سيؤثر تأثيراً سلبياً على الشعب ومقدراته والأمن والاستقرار الإقليمي. حدثنا عن الموقف المصري تجاه هذه الحرب. الموقع المصري كان واضحاً من البداية، إذ شددت مصر على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة وأن القوات المسلحة هي العمود الفقري لوحدة الدولة واستقرارها وأن وجود الميليشيات هو السبب الأساسي في تهتك الكثير من الدول، خاصة وأن الميليشيات تُعتبر أكبر تهديد لوحدة واستقرار الدولة، فالجيش هو المؤسسة الوحيدة التي لها أهداف وطنية وانتمائه الأساسي للوطن، لكن الميليشيات إما طائفية أو تابعة لأسرة أو الدول التي تمولها أو حركة متمردة ولا تمثل الوطن بل تقسّمه خاصة تمسكها باعتبارات قبلية طائفية لا تمثل المجتمع. كيف أثرت الحرب على تركيبة السكان؟ ترتب على الحرب، نزوح ولجوء 15 مليون سوداني، 95% منهم من مناطق سيطرت عليها ميليشيا الدعم السريع، وذهبوا إلى مناطق سيطر عليها الجيش، وهنا تُشير التقديرات إلى لجوء مليوني سوداني في مصر ونظيرهم في دول أخرى و11 مليون نازح داخل السودان. وما الذي تقرأه من هذه الأرقام؟ نتوصل من هذه الأرقام إلى أنها تُعبر عن مدى ثقة الشعب في الجيش، فنزوح ولجوء 15 مليون سوداني، 95% منهم من مناطق سيطرت عليها ميليشيا الدعم السريع، دليل قوي على الثقة في الجيش، فهناك فارق كبير بين سلوك الجيش في الأماكن التي يسيطر عليها وسلوك الميلشيا المتمردة، ودعني أقول لك إن الأرقام توضح استقبال مصر لـ 50% من لاجئ السودان. وكيف ثبتت الرؤية المصرية؟ كل هذه الأرقام والأحداث، تؤكد صحة وجهة النظر المصرية منذ عام 2018 والتي نادت بضرورة الحفاظ على القوات المسلحة السودانية وأن القوات السملحة في أي دولة هي صمام الأمان والميليشيا في أي دولة هي السبب في الحرب الأهلية وتحويلها لدولة غير ناجحة وبالتالي وجهة النظر المصرية لم تتغير حتى الآن. دعني أتحدث معك حول خلفيتكم الثقافية والمعرفية السياسية عن السودان. لقد عُينت مُساعداً لوزير الخارجية للسودان منذ عام 2016 حتى 2018، بعدها سفير مصر في السودان منذ 2018 حتى 2022، وأخيراً مساعداً لوزير الخارجية للسودان منذ 2022 حتى أُحيل على المعاش مطلع العام الجاري، فكنت شاهداً على الكثير من الأحداث في السودان. وما الرسالة التي تُريد إيصالها في نهاية الحديث؟ أريد أن أؤكد أن الحرب الدائرة في السودان أثببت مَن هو الصديق الحقيقي للسودان ومَن هي الدولة التي وقفت مع السودان وساعدته سياسيا على كل المستويات واستقبلت السودانين على مدار عامين ولم تُغلق الأبواب رغم الظروف الاقتصادية، دعني أقول لك إن مصر هي العمق الاستراتيجي للسودان والسودان هو العمق الاستراتيجي لمصر.

وكالة نيوز
منذ 13 ساعات
- وكالة نيوز
النهار: أمن الجولة الجنوبية بين الاستعدادات والاعتداءات… أورتاغوس تكراراً: لا يزال أمام لبنان الكثير
وطنية – كتبت صحيفة 'النهار': ما إن طويت صفحة نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع، حتى اتجهت الاهتمامات نحو الجولة الرابعة والأخيرة للانتخابات في محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية التي ستجري السبت المقبل. وتختلف ظروف هذه الجولة عن سابقاتها بأن العامل الأمني يطغى عليها أكثر من العامل الانتخابي، نظراً إلى المخاوف القائمة رسمياً وسياسياً وشعبياً من أن تحصل تطورات ميدانية إسرائيلية تؤدي إلى تعطيلها كلياً أو جزئياً. وما يبقي هذه المخاوف قائمة، على رغم استبعاد أوساط معنية تطورات بحجم تعطيلي كامل للعمليات الانتخابية، أن المسؤولين اللبنانيين لا يزالون قبل أيام قليلة من موعد الجولة الرابعة يتحدثون عن السعي إلى ضمانات أميركية وفرنسية وأممية، أي الجهات التي رعت اتفاق وقف النار في تشرين الثاني الماضي، توفّر المرور الآمن للانتخابات وتحول دون تعطيلها. ولذا تتكثف الاتصالات الديبلوماسية في هذا السياق من دون إغفال عامل سلبي آخر يثير الاستغراب والشبهة إلى حدود واسعة. ويتمثل هذا العامل في تكثيف لافت للتعرّض للقوة الدولية في الجنوب 'اليونيفيل'، إذ يكاد لا يمر يوم إلا وتتعرض دوريات اليونيفيل في بلدات وقرى جنوب الليطاني للتقييد والواجهات بحجج وذرائع باتت تكشف تباعاً نهجاً ثابتاً لدى 'حزب الله' بالتحريض على اليونيفيل والتخفي وراء 'الأهالي'. وتترقّب الأوساط المعنية بحذر شديد مسار هذا النهج السلبي من دون أن تمتلك تفسيرات كافية حيال أهداف 'الحزب'، في حين يتشبث لبنان الرسمي أكثر من أي وقت سابق باليونيفيل وانتشارها إلى جانب الجيش اللبناني لضمان تنفيذ كامل للقرار 1701، علماً أن الاستعدادات بدأت للتمديد لليونيفيل في آب المقبل. وإذ سادت انطباعات غير مثبتة بعد حيال زيارة جديدة ستقوم بها نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس لبيروت، ولو لم يحدد أي موعد رسمي لها بعد، أطلقت أورتاغوس أمس مواقف جديدة من الوضع في لبنان، فاعتبرت أن لبنان لا يزال أمامه 'الكثير' ليفعله من أجل نزع سلاح 'حزب الله' في أعقاب اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحزب وإسرائيل. وأشارت أورتاغوس في ردّها على سؤال بشأن نزع سلاح 'حزب الله' خلال منتدى قطر الاقتصادي في الدوحة، إلى أن المسؤولين في لبنان 'أنجزوا في الأشهر الستة الماضية أكثر مما فعلوا على الأرجح طيلة السنوات الخمس عشرة الماضية'. وأضافت، 'لكن لا يزال أمامهم الكثير'. وشدّدت على أن الولايات المتحدة الأميركية دعت إلى نزع السلاح الكامل لحزب الله وأن هذا لا يعني في جنوب الليطاني فقط بل في أنحاء البلاد كافة، داعية القيادة اللبنانية إلى اتخاذ قرار في هذا الشان. وفي إطار الاستعدادات لانتخابات الجنوب، رأس وزير الداخلية اجتماع مجلس الأمن الفرعي في سرايا صيدا، وبعد انتهاء الاجتماع تفقّد الوزير الحجار سير التحضيرات في قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري لا سيما استمرار الموظفين باستقبال طلبات انسحاب المرشحين حتى يوم الجمعة. وأعلن الحجار 'أننا استفدنا من المراحل الانتخابية السابقة وحاولنا تدارك كل الثغرات والنواقص التي حصلت فيها، ونأمل في المرحلة الأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية أن تعيد الدولة حضورها وتأكيد سيادتها في الجنوب'. ورداً على سؤال عن التخوّف من أي اعتداء إسرائيلي اثناء العملية الانتخابية يوم السبت، قال: 'أعيد وأؤكد ما قلته مراراً وتكراراً، الدولة اللبنانية قرارها واضح بأن لا مجال للمساومة على سيادتها على أرض الجنوب الطاهر بدءاً من القرى الحدودية وكل بلدات الجنوب وصولاً إلى نهر الأولي، ومن جهة أخرى بالطبع ما زال هناك جزء محتل من الجنوب وما زالت الاعتداءات والخروق الإسرائيلية مستمرة، لكن الدولة اللبنانية والحكومة بدءاً من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الداخلية نقوم بكل الاتصالات اللازمة لوقف الخروق عموماً وتحديداً خلال فترة الانتخابات في الجنوب ومواكبة لعملية الفرز وإصدار النتائج'، أملاً في أن 'تثمر الاتصالات مع الدول الأعضاء في لجنة وقف إطلاق النار يوماً هادئاً انتخابياً السبت'. واعتبر أنه 'في كل الأحوال نحن لا ننتظر ضمانات ولكننا مصممون على إجراء الانتخابات وممارسة سيادتنا وحضورنا في هذا الجزء الغالي من أرضنا'. ولفت إلى 'أننا بالتنسيق مع المحافظ ضو نعمل منذ أسابيع تحسباً و تحضيراً لليوم الانتخابي الطويل، وعلى أمل أن تثمر اتصالاتنا الدبلوماسية، وإذا حصل أي خرق أو اعتداء، القرار واضح، الإكمال بالعملية الانتخابية والتعامل مع الواقع على الأرض في حينها وبالطبع لدينا رؤيتنا في كيفية توزيع مراكز الاقتراع وكيفية التعامل مع حركة المواطنين الناخبين وتوزع القوى الأمنية. وانطلاقاً من هذه المعطيات نتمنى أن تكون الخطة الأمنية لها مفاعيل إيجابية'. أما في الوضع الميداني، فاستهدفت مسيّرة اسرائيلية دراجة نارية على طريق المنصوري – مجدل زون في قضاء صور. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو اغتال عنصراً في 'حزب الله' في قرية المنصوري جنوب لبنان. وأعلنت وزارة الصحة أن الغارة الإسرائيلية، أدت الى سقوط 9 جرحى بينهم طفلان و3 من الجرحى في حال حرجة. ولاحقاً القت مُسيّرة إسرائيلية قنبلتين على الصيادين عند ساحل رأس الناقورة. وأفيد عن قذيفة مدفعية إسرائيلية استهدفت أطراف بلدة كفرشوبا، كما ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة صوتية باتجاه بلدة كفركلا. وفي جديد مسلسل اعتراض 'الاهالي' جنوباً لدوريات اليونيفيل، فسُجل أمس اعتراض عدد من أهالي شقرا، دورية للقوات الدولية. وقد منع الأهالي الدورية من دخول البلدة من دون مواكبة الجيش اللبناني. في المقابل، أكدت بلدية شقرا – دوبيه بأن لا صحة لما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي عن إطلاق نار أثناء اعتراض دورية لليونيفيل في بلدة شقرا. إلى ذلك، يبدأ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس زيارة اليوم إلى بيروت على مدى ثلاثة أيام يلتقي خلالها رؤساء، الجمهورية جوزف عون ومجلس النواب نبيه بري والحكومة نواف سلام، ويبحث معهم الملفات ذات الاهتمام المشترك، لا سيما تداعيات الحرب على غزة والضفة ولبنان، وطبيعة المرحلة المقبلة في المنطقة بعد زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونتائجها وتداعياتها، إلى جانب البت في ملف السلاح في داخل المخيمات ووجوب إيجاد حل سريع لضبطه، خصوصاً في ظل القرار المتخذ بتسليم كل السلاح غير الشرعي للقوى الشرعية، ما يوجب حتماً إنهاء السلاح الفلسطيني، بطريقة سلمية بعيداً من أي مواجهات مع الجيش اللبناني، إنما بالتنسيق مع الجهات الفلسطينية المختصة وتحديداً سفارة فلسطين في لبنان وفصائل 'منظمة التحرير الفلسطينية' و'تحالف القوى الفلسطينية' والقوى الإسلامية. في سياق آخر، أفادت معلومات أن رئيس الحكومة نواف سلام سيلتقي ومعه وزيرا الإعلام والثقافة، وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في 27 أيار على هامش منتدى الإعلام العربي في الإمارات، ويأتي اللقاء بمساعٍ عربية لمناقشة ملفات مشتركة أساسية بعد رفع العقوبات عن سوريا.