
جائزة الشيخ زايد للكتاب: استقبال طلبات المشاركة حتى أول سبتمبر
وتواصل الجائزة، التي تُعد من أبرز الجوائز الأدبية الدولية من حيث القيمة والمكانة، رسالتها في تحفيز الإبداع الثقافي والفكري، وترسيخ مكانة إمارة أبوظبي مركزاً عالمياً للفكر والمعرفة، وجسراً للتواصل الثقافي والحضاري بين الأمم.
وتُمنح الجائزة في عشرة فروع رئيسية تشمل: الآداب، وأدب الطفل والناشئة، والترجمة، والفنون والدراسات النقدية، والتنمية وبناء الدولة، والثقافة العربية في اللغات الأخرى، وشخصية العام الثقافية، والنشر والتقنيات الثقافية، وتحقيق المخطوطات، والمؤلف الشاب، كما وسّعت نطاق المشاركة من خلال قبول الأعمال المنشورة بعدة لغات عالمية، من بينها الإنجليزية، والفرنسية، والإيطالية، والإسبانية، والألمانية.
ومنذ انطلاقتها في عام 2007، استقبلت الجائزة أكثر من 33 ألف ترشيح من أكثر من 80 دولة، وكرمت 136 فائزاً في مختلف فروعها، ما يعكس مكانتها الدولية ومصداقيتها العالية.
وتحمل الجائزة اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتُجسد رؤية دولة الإمارات في بناء مستقبل ثقافي مستدام، بفضل جهود مركز أبوظبي للغة العربية ودعم القيادة الرشيدة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


زهرة الخليج
منذ 6 ساعات
- زهرة الخليج
دنيا خليل: الفن جعلني أرى كل فراغ لوحة تنبض بالحياة
#منوعات في عالم التصميم الداخلي، هناك من يخطط للفراغ كمساحة وظيفية، وهناك من يحوّله إلى قصة تُروى بتفاصيلها؛ فتنبض بالدفء والهوية.. الإماراتية دنيا خليل، مدير إدارة التصميم الداخلي في شركة الدار العقارية، من تلك الشخصيات التي لا تكتفي بإعادة تشكيل المساحات، بل تعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والمكان. بحسّها الفني المرهف، ورحلتها التعليمية التي بدأت مبكرًا؛ حين نالت درجة الماجستير من ميلانو وهي في الـ22، نجحت دنيا في أن تبني مسيرة امتدت لأكثر من 15 عاماً، بين القطاعَيْن الحكومي والخاص؛ لتصبح من الأسماء البارزة في التصميم على مستوى المنطقة.. في حوار خاص بمناسبة يوم المرأة الإماراتية، تحدثنا معها عن رحلتها، وفلسفتها التصميمية، وتمكين المرأة في الصناعات الإبداعية: حصلتِ على درجة الماجستير من ميلانو بعمر 22 عامًا، كيف شكّلت هذه التجربة ملامحكِ كمصمّمة، وقائدة؟ كانت هذه التجربة محطة مبكرة ولافتة في مسيرتي، وهي منحة حصلت عليها بمكرمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتعد نقطة تحوّل كبيرة في حياتي. لم تكن إيطاليا ضمن الخيارات المطروحة، لكن كانت لديَّ الشجاعة لأقدّم فكرتي، وأقنع اللجنة؛ لأنني كنت على يقين أن هذه التجربة ستفتح أمامي أفقًا مختلفًا. وما زلت ممتنة لهذه الفرصة، التي جعلتني أدرك أن الحلم الكبير سر كل إنجاز. أيضاً، هذه التجربة كوّنتني إنسانيًا ومهنيًا، وصقلت رؤيتي كمصممة وقائدة، ومنحتني منظورًا أوسع؛ لفهم التصميم كوسيلة تلامس تفاصيل حياة الناس. رؤية خاصة كيف ساهم شغفك بالفنون البصرية في بناء رؤيتك الخاصة للتصميم الداخلي؟ الفن - بالنسبة لي - تعبير، ومصدر إلهام دائم، وطريقة لنقل فكرة أو شعور. هذا الشغف جعلني أتعامل مع كل مساحة كأنها لوحة تحمل فكرة معينة، وروحًا خاصة. وقد تعلّمت كيف أصنع توازنًا بين التفاصيل والعمق، وأتجرأ على مزج الخامات والطبقات؛ لأمنح كل فراغ هويته، وصوته. بعد 15 عامًا من العمل في القطاعَيْن الحكومي والخاص.. ما المبدأ الذي ظل ثابتًا معكِ؟ التقدير: (تقدير المجتمع الناس، والوقت، والتفاصيل، والالتزامات)، ويرافقه الإصرار على أن أتمم ما أبدأه مهما كان التحدي، والسعي إلى تحقيق أفضل النتائج.. بإصرار، وثبات! دنيا خليل: الفن جعلني أرى كل فراغ لوحة تنبض بالحياة بالنسبة لك.. ما المساحة الفاخرة التي تُشعر الناس بالراحة، والانتماء؟ المساحة الفاخرة هي التي تحكي قصة، وتُشعر من يدخلها بأنه جزء منها؛ لذلك يجب أن يحمل التصميم روحًا خاصة، تدعو إلى الانتماء، وتُبرز جمال التفاصيل، التي تمنح المكان شخصيته. ما التفاصيل، التي تمنح الفراغ روحه الخاصة؟ التفاصيل الصغيرة هي السر، مثل: الإضاءة المدروسة، والملمس، وتدرجات الألوان، وحتى الصوت والرائحة. كل هذه العناصر تمنح الفراغ بصمته، وتجعله حيًا. هل تظهر الهوية الإماراتية في تصاميمك، وكيف تترجمينها بصريًا؟ الإمارات مصدر إلهام حيّ، بتفاصيلها، وتنوعها الثقافي. ألتقط هذه العناصر، فأمزجها برؤية حديثة، تعيد تقديم الأصالة بروح معاصرة، تُعبّر عن هذا المكان بكل فخر. تصميم عصري ما الذي يجعل تصميماً ما عصريًا، وعابرًا للزمن؟ البساطة المدروسة، والجرأة المتوازنة، هما الأساس. إن التصميم الذي يدوم، هو الذي يحترم الزمان والمكان، دون الانجراف خلف الصيحات العابرة. ما أبرز الاتجاهات، التي تعيد تشكيل مشهد التصميم الداخلي في المنطقة اليوم؟ الاستدامة أصبحت محورًا رئيسيًا، إلى جانب الاستخدام الذكي للمواد الطبيعية، وتخصيص المساحات؛ لتعكس هوية الأفراد. كذلك، عناصر الطبيعة، وتدرجات ألوانها، باتت أكثر حضورًا؛ لما تمنحه من هدوء، وانسجام. كما بدأت أدوات الذكاء الاصطناعي تلعب دوراً متنامياً في تسريع عمليات التصميم وتقديم حلول مبتكرة وأكثر تخصيصاً، مما يعزز من تجربة المستخدم النهائية. كيف تعملين على تمكين فريقك، وتحفيزه للإبداع في كل مشروع؟ أوفر له بيئة تُوازن بين التعلم المستمر، والتحديات الجديدة، واكتساب الثقة. كما أشجّعه على الاطلاع، والسفر، وحضور المعارض، والبحث عن الإلهام. هذا كله يجعل كل فرد في الفريق قادرًا على التقدّم بثقة، وتجاوز التحديات بإبداع. ما أكبر تحدٍّ واجهك كامرأة في هذا المجال، وكيف تجاوزته؟ أكبر تحدٍّ كان إثبات جدارتي في بيئة شديدة التنافسية، وتخطيت ذلك بالصبر، وجودة العمل، وبناء سمعة مهنية تفرض احترامها، دون الحاجة إلى الألقاب. ما الذي يميز القائدة الناجحة في الصناعات الإبداعية؟ النزاهة والصدق، مع الاستماع إلى حدسها الإبداعي، ومواكبة كل جديد. إن القائدة الناجحة تمنح بيئة تحترم الأفكار، وتحتضنها، وتعزز الشفافية وروح الفريق. مَن المرأة الإماراتية، التي كانت مصدر إلهام لكِ؟ والدتي بلا شك، بحكمتها وقوتها وعطائها. وأجد الإلهام، أيضًا، في كل امرأة إماراتية ألتقيها، سواء من زميلاتي، أو القياديات، أو الشابات المبدعات. ماذا يعني لكِ يوم المرأة الإماراتية، وما رسالتك إلى الفتيات الإماراتيات؟ هذا اليوم يذكّرنا بأن المرأة يمكن أن تكون كل ما تريد: (قوية، وقائدة، وملهمة، وأمًا)، دون أن تتنازل عن شغفها. رسالتي لكل فتاة: ليكن حلمكِ كبيرًا، وعيشي شغفك بشجاعة، وثقي بأن لا شيء مستحيلاً أمام الإصرار.


صحيفة الخليج
منذ 6 ساعات
- صحيفة الخليج
«دبي الدولية للقرآن الكريم» تختار 525 حافظاً وحافظة بختام المرحلة الأولى
12 مليون درهم إجمالي المكافآت.. ومليون دولار للفائز الأول في كل فئة اختتمت جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم التي تقام برعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مرحلة التحكيم المبدئية بين حفظة كتاب الله وحافظاته المتقدمين للمسابقة في دورتها الـ 28 لعام 2026، حيث كانت الجائزة قد تلقت 5618 طلب مشاركة من 105 دول في مختلف قارات العالم، 30% منها في فرع جائزة الإناث. وأعلنت الجائزة اختيار 525 من الحفظة، بينهم 373 حافظاً، و152 حافظة، للانتقال إلى مرحلة التحكيم الثانية، بعد أن خضعت جميع طلبات المتقدمين والمتقدمات للمشاركة في الجائزة وتلاواتهم المسجلة للتقييم الأولي الذي استمر من 1 إلى 31 يوليو الماضي، بناءً على أحكام التجويد وحسن الأداء، ووفق آليات وضوابط ومعايير دقيقة وعادلة. وكشفت الجائزة، عن أن أغلبية الحفظة المتقدمين للجائزة، أظهروا تميزاً في الأداء والتلاوة وإتقان أحكام التجويد. وقد اختارت أفضل الأصوات والأكثر تميزاً، للانتقال إلى المرحلة الثانية، عبر الاتصال المرئي المباشر بين لجنة التحكيم والحفظة. مؤكدة أن القفزة الكبيرة في أعداد حفظة القرآن الكريم المشاركين والتميز الذي أظهروه في الأداء والتلاوة، يعكس نجاح الجائزة في تحقيق أهداف رؤيتها التطويرية الجديدة «نبحث عن أجمل صوت قرآني في العالم»، وبما يرسخ مكانتها بوصفها أكبر الجوائز لتكريم حفظة القرآن وأهمها. نتائج استثنائية وأكد أحمد درويش المهيري، المدير العام لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، رئيس مجلس أمناء الجائزة، أن ما تعكسه نتائج مرحلة التحكيم الأولى يشير إلى أن الجائزة في دورتها الـ 28 تمضي بتميز استثنائي نحو مرحلة جديدة من ترسيخ دورها في خدمة كتاب الله، وتعزيز مكانة إمارة دبي الرائدة مركزاً عالمياً للاحتفاء بحفظة القرآن الكريم والقائمين على خدمته. حيث تعمل وفق استراتيجيات واضحة انطلاقاً من الرؤية التطويرية التي وجه بها راعي الجائزة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله، لتوسيع المشاركة الدولية، ومضاعفة دور وتأثير الجائزة في حفظ كتاب الله وحسن تلاوته. رؤية تطويرية وقال إن الرؤية التطويرية للجائزة في دورتها الـ 28، حملت إضافات نوعية مؤثرة انعكست على ما نراه اليوم من نتائج مهمة، حيث رفعت قيمة مكافآت الجائزة لتصل القيمة الاجمالية إلى 12 مليون درهم، والفائز بالمركز الأول يحصل على مليون دولار في كل من فئتي الذكور والإناث. كما تم فتح باب المشاركة للإناث للمرة الأولى عبر فئة خاصة بهنّ، وإتاحة الفرصة للمشاركة عبر الترشح الشخصي المباشر، إلى جانب الترشيح المعتاد من دولة المشارك نفسها أو من مركز إسلامي معتمد. تقييم دقيق وقال إبراهيم جاسم المنصوري، مدير الجائزة بالإنابة إن لجنة التحكيم حرصت خلال المرحلة الأولى على اختيار المشاركين الأكثر تميزاً. وقد خضعت جميع الطلبات المشاركة لتقييم دقيق لمدى إتقان أحكام التجويد وحسن الأداء، حيث طبّق الضوابط والمعايير المعلنة والدقيقة والمتساوية على جميع المشاركات لتحقيق العدالة. وأضاف إن الحفظة والحافظات أظهروا تميزاً غير مسبوق، فيما جاءت جمهورية بنغلاديش في صدارة الدول التي انتقل منها متسابقون 'إلى المرحلة الثانية من التحكيم بـ 81 متسابقاً، تلتها باكستان بـ 48، وإندونيسيا بـ 45، ومصر بـ 35، والهند بـ 27، وليبيا بـ 24، والولايات المتحدة بـ 20، وموريتانيا واليمن بـ 12 لكل منهما. مرحلة مهمة وأكد المنصوري أن مرحلة التحكيم الثانية ستكون مهمة للتنافس، حيث سيكون التحكيم عبر الاتصال المرئي المباشر بين المتسابقين واللجنة، ليتم التقييم وفق الحفظ لكتاب الله، وإتقان أحكام التجويد، وحسن الأداء، وبحسب ضوابط ومعايير دقيقة ومتساوية لهذه الأمور الأساسية من لجنة تحكيم تضم نخبة من العلماء المتقنين والمجازين ويحملون خبرات واسعة. وكانت الجائزة دبي تلقت خلال مرحلة التسجيل للمشاركة التي استمرت من 21 مايو الماضي لغاية 20 يوليو الجاري، 5618 طلباً 30% منها في فرع الإناث. دور واسع التأثير وكانت الجائزة أعلنت رؤية تطويرية جديدة ضمن الدورة الثامنة والعشرين، لتكون أكثر تميزاً وأوسع تأثيراً، لتأكيدا مكانة إمارة دبي الرائدة في خدمة كتاب الله الكريم، وترسيخ دورها مركزاً عالمياً للاحتفاء بحفظة القرآن.


الاتحاد
منذ 17 ساعات
- الاتحاد
فنون العمارة بالسعديات.. حوار بين الأرض والإنسان
فاطمة عطفة «في جزيرة السعديات، لا تشيد المتاحف فحسب، بل تُبْنَى سرديات حضارية تتقاطع فيها العمارة بالثقافة، والهوية بالكونية. بين اللوفر أبوظبي، ومتحف التاريخ الطبيعي، ومتحف زايد الوطني، وجوجنهايم، تتشكّل خريطة ثقافية طموحة»، هذه الكلمات التي جاءت على لسان المهندسة هنادي الصلح، تكثّف المعنى وتضيء على ما تمثله المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات بأبوظبي، باعتبارها مركزاً ثقافياً عالمياً؛ وحسب ما يشير إليه موقعها الإلكتروني الرسمي، فإنها «من موقعها المتميز في قلب جزيرة السعديات، الذي يبعد دقائق قليلة عن المدينة، تتيح المنطقة الثقافية في السعديات لزوّارها تجربة رحلة منظمة للتاريخ العالمي والثقافة الجماعية من خلال سرد متنوع ومبتكر». على جانب آخر تجسد عمارة المتاحف في المنطقة الثقافية إبداعاً يجمع بين الأصالة والحداثة، وتعكس في تنوعها وبنائها مدارس هندسية وخبرات عالمية بارزة استطاعت أن تستلهم التراث المحلي وتقدم مفاهيم هندسية استثنائية ترتبط بالمكان وتاريخه وتراثه. وتضيف المهندسة هنادي الصلح: «في جزيرة السعديات، لا تشيد المتاحف فحسب، بل تبنى سرديات حضارية تتقاطع فيها العمارة بالثقافة، والهوية بالكونية، حيث المعمار يخاطب الروح، ويستدعي جوهر اللقاء الإنساني الشامل والمتنوع. ومتحف الشيخ زايد يلامس أعماقي، حيث يتماهى مع الصحراء ككائن حي، يحاكيها بأجنحة صقر ترمز إلى العلو والرؤية، وترمز إلى الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه»، مشيرة إلى أن الضوء، الظل، الامتداد، هذه كلها عناصر تتآلف مع الذاكرة والهوية، فتولد عمارة لا تستعرض، بل تنصت وتحتضن. من هنا، تبدو السعديات بالنسبة لي أكثر من مشروع عمراني. إنها بيان حضاري عن دور الإمارات في بناء بيئة حاضنة للفكر والثقافة، لا تقصي المجتمع بل تشركه. هي مساحة تشكّلت لتنتج الثقافة لا لتستهلكها، ومتاحف بُنيت لتنبت الحوار لا لتحنطه، فالمتاحف مشاريع تشرك الناس، وتلك هي القيمة الحقيقية: أن تصبح العمارة حواراً حيّاً بين الأرض والإنسان، بين الرؤية والإرث، بين الذاكرة والمستقبل، وبين الفن والثقافة. حضور عالمي من جانبه يقول المهندس المعماري والشاعر الإماراتي أحمد بالحمر: «وجود أسماء عالمية وراء هذه الصروح هو بحد ذاته حضور عالمي، وترسيخ لمدينة أبوظبي كجهة ثقافية ومحط أنظار المعماريين حول العالم: جيري وفوستر ونوفيل وسير ديفيد، هؤلاء الذين وضعوا تصاميم هذه الصروح في أرض السعديات، وها نحن نستظل بظل هذه المباني التي صنعت الظلال وغطت أشعة الشمس الساطعة». ويرى المهندس بالحمر أن السعديات ستكون محط أنظار العالم من جميع الأصعدة السياحية والثقافية والمعمارية بكل تأكيد، مبيناً أن هذه الصروح وضعت أبوظبي كمدينة حاضنة للمعمار الحديث وللأفكار الإبداعية الخارجة عن المألوف، ووجود أسماء عالمية كآباء روحيين لهذه الصروح، هو بحد ذاته حضور عالمي وترسيخ لمدينة أبوظبي كجهة ومحط أنظار كبار المعماريين حول العالم، مؤكداً أن السعديات ستكون محط أنظار العالم من جميع الأصعدة السياحية والثقافية والمعمارية بكل تأكيد. ويتابع المهندس أحمد بالحمر حديثه مؤكداً أن هذه الصروح وضعت أبوظبي كمدينة حاضنة للمعمار الحديث وللأفكار الإبداعية الخارجة عن المألوف، إنها قمة فنية عائمة في متحف اللوفر على سطح البحر، تتخللها أشعة الشمس وتحتضن أمواج الخليج العربي، وهي ميناء للفن تستقبل كل الفنون من كل أنحاء العالم، وقبة تستقبل النور من كل اتجاه وتستغل كل لحظة من شروق شمسها في أبوظبي حتى المغيب. ويضيف: «أما أجنحة الصقور في متحف زايد الوطني، فكأنها تحمل المتحف ليحلّق إلى السماء ويراه العالم، وكذلك التصميم المتسامح في «البيت الإبراهيمي» الذي يعكس البساطة والوضوح والتآلف مع جميع الأديان، كما يعكس التسامح الإنساني السامي بين جميع البشر والأديان. أما متحف جوجنهايم فهو تصميم فريد من نوعه»، مؤكداً أن جميع المتاحف والمباني الثقافية تحف وصروح رائعة ترسم خط الأفق في مدينة أبوظبي والإمارات. نبض حي من جهتها تقول المهندسة رنيم معمار، مديرة مشاريع وبنى تحتية في دبي ونيوزيلاندا: «في أبوظبي، حيث يلتقي الرمل بالضوء والنخيل، تنبثق السعديات كجزيرة لا تشبه سواها لأن العمارة فيها تتكلم لغة الثقافة، حيث تشيَّد المباني لتروي حكايات وتفتح نوافذ على ثقافاتٍ تتعانق، كما تتعانق أمواج الخليج العربي. في السعديات، لا ينظر إلى العمارة كمادة صلبة، بل كنبضٍ حيّ، وكائن ثقافيّ يروي سيرة شعبٍ يصنع مستقبله بيد، ويحفظ ذاكرته باليد الأخرى». وتضيف المهندسة رنيم أن فن العمارة في السعديات هوية تتنفس، وفي قلب هذه الجزيرة، ترتفع المتاحف كمنارات شامخة، وكأن كل حجرٍ فيها يعرف موقعه من الرواية. فالعمارة هنا ليست زخرفاً ولا مجرد تجريب في الشكل، بل هي حالة ثقافية، تقف شاهدة على طموح حضاري يراد له أن يتجاوز الجغرافيا. فقبة اللوفر أبوظبي، على سبيل المثال، ليست قبة فحسب، بل سماء ثانية ترسل عبر ثقوبها ضوءاً» يتساقط كقطرات معرفة. أما أجنحة متحف زايد الوطني فتمتد كأذرع صقرٍ يعلو بالأحلام، شاهدة على إرث قائد أسس وطناً، وحلم بمستقبل يعانق السحاب. وترى رنيم أن التصاميم المعمارية في السعديات ليست معزولة عن مضمونها، بل ترتبط به كما يرتبط الشعر بإيقاعه. كل شكل فيها يعبّر عن رسالة، يحمل دلالة، ويسهِم في بناء التجربة الذهنية والحسيّة للزائر. أما متحف جوجنهايم في أبوظبي الذي لا يزال قيد الإنشاء، فهو لا يقدم فقط شكلاً معمارياً متفرداً، بل يجسّد الفكرة ذاتها التي يقوم عليها المتحف وهي التحرر من القوالب، والانفتاح على الممكن الفني اللامحدود، مبينة أن البيئة شريك خفي في فن البناء. وفي أبوظبي، هذه المدينة الساحرة، حيث الشمس سيدة السماء، كان لابد للعمارة أن تصغي إلى الطبيعة، لا أن تعاندها، فجاءت التصاميم في السعديات متصالحة مع المناخ، تحتمي بالظل، وتستثمر الضوء، وتستخدم الهواء لا كمجرد عنصر، بل كصوتٍ في سيمفونية المكان، مشيرة إلى أن قبة اللوفر مثلاً، تلطف حرارة الشمس وتحولها إلى نورٍ طري، كأنها تنسج من القسوة جمالاً، ومن الطبيعة حليفاً معمارياً. وهكذا، يتبدى أن احترام البيئة هنا ليس خياراً هندسياً، بل قيمة جمالية وأخلاقية. وتؤكد المهندسة رنيم معمار أن السعديات منارة الحاضر وأفق المستقبل، وهي اليوم تقف شامخةً، ليس فقط بما تملكه من متاحف ومراكز ثقافية، بل بما تقدمه من رؤية مختلفة للعالم. إنها دعوة للحوار، وجسر بين الثقافات، ومساحة للالتقاء بين الشرق والغرب. ومستقبلاً، تطل السعديات كمركزٍ لا يكتفي بعرض الفن، بل ينتجه، يناقشه، ويحتضنه، لتغدو بذلك منصة فكرية وإنسانية، تنافس المدن العالمية الكبرى، لا بعدد الأبراج، بل بعمق الفكرة وصدق الرؤية. وتختم المهندسة رنيم معمار أن فن العمارة في السعديات ليس صمتاً من حجر، بل حديث من نورٍ وظلال، يحمل بين طياته رسائل عن الهوية، والبيئة، والتاريخ، والمستقبل. إنها أرض تُبنى فيها الثقافة كما تُبنى البيوت: أساس من حلم، وجدران من فكر، وسقف من أمل. وهكذا، تظل السعديات شاهدة على كيف يمكن للمعمار أن يتحول إلى نص سردي مفتوح، تقرؤه العيون، وتحفظه الذاكرة. الباحث الرئيسي سلطان الربيعي، رئيس معهد تريندز الدولي للتدريب، يشير إلى روعة التصميم في عمارة المتاحف قائلاً: «تشكّل المنطقة الثقافية السعديات في أبوظبي نموذجاً فريداً لحضور العمارة كحالة ثقافية تتجاوز الجانب الجمالي، لتعبّر عن هوية حضارية ورؤية استشرافية؛ فتصاميم المتاحف كمتحف اللوفر أبوظبي تجسّد اندماجاً بين الحداثة وروح المكان، حيث تعكس اللغة المعمارية قيما إنسانية وتاريخية تنسجم مع رسالة المتحف الثقافية». وحول علاقة الشكل المعماري بالمضمون، يبين أن الشكل المعماري للمتاحف في السعديات ليس مجرد غلاف جمالي، بل يحمل دلالات وظيفية وثقافية. فتصميم قبة اللوفر بأشعتها المتناثرة يرمز إلى التسامح والانفتاح، بينما يخدم في الوقت ذاته وظيفة التحكم بالضوء الطبيعي، ما يعزّز من تجربة الزائر. ويرى الربيعي أن التصاميم المعمارية في السعديات تراعي الجوانب البيئية من خلال استخدام المواد المستدامة، وتقنيات التهوية الطبيعية، والإضاءة الذكية، وتوازن بذلك بين الاستدامة والمتطلبات الوظيفية والثقافية للمتحف. يؤكد أن السعديات اليوم تشكل محوراً عالميا للثقافة والفن، وستستمر في لعب هذا الدور مستقبلاً، بفضل استراتيجياتها الثقافية التي توازن بين المحلية والعالمية، ما يجعلها منبراً للحوار الحضاري ومركز إشعاع ثقافي.