logo
وزارة التخطيط: تخريج 100 شركة ناشئة من برنامج «أورانج كورنرز» في دلتا مصر

وزارة التخطيط: تخريج 100 شركة ناشئة من برنامج «أورانج كورنرز» في دلتا مصر

بوابة الأهراممنذ 6 أيام

محمود عبدالله
أعلن برنامج «أورانج كورنرز مصر» عن تخريج 100 شركة ناشئة في الدفعة الأولى من البرنامج لعام 2025 في دلتا مصر، وذلك خلال الاحتفالية التي تم تنظيمها تحت رعاية الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والسفير بيتر مولّيما، سفير هولندا بالقاهرة؛ وذلك بمقر السفارة الهولندية بالقاهرة.
موضوعات مقترحة
وبالشراكة مع عدد من شركات القطاع الخاص. وذلك في إطار الاهتمام بنشر مفهوم الابتكار وريادة الأعمال بين الشباب المصري. حضر الحفل نخبة من ممثلي الحكومة وشركاء التنمية والقطاع الخاص.
التنمية الاقتصادية
وفي هذا الإطار، أوضحت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن تمكين رواد الأعمال من خلال تعزيز الابتكار وخلق فرص العمل الجديدة، يُعد أحد الركائز الأساسية لنموذج التنمية الاقتصادية في مصر، والذي يقوم على زيادة مشاركة القطاع الخاص في التنمية، وما نشهده اليوم من تخريج 100 شركة ناشئة ضمن برنامج «أورانج كورنرز» الذي يعد مثالًا واقعيًا على كيف يمكن للتعاون الدولي والشراكة مع القطاع الخاص أن تخلق فرصًا على المستوى المحلي وتسهم في تحقيق نمو شامل في قطاعات حيوية مثل التكنولوجيا الزراعية، والتعليم، والحلول الذكية للمناخ.
ومن بين الشركات التي تخرجت في الدفعة الأولى من البرنامج، تتواجد 52 شركة تقودها سيدات، مما يعكس التزام البرنامج القوي بتمكين المرأة وتعزيز النمو الاقتصادي الشامل، حيث يحرص البرنامج على ضمان مشاركة النساء بنسبة تتجاوز 50% من إجمالي المشاركين، تأكيدًا على إيمانها بأهمية إدماج المرأة في عجلة التنمية الاقتصادية وتمكينها من بناء مستقبل مهني مزدهر.
الزراعة الذكية
وتميّزت دفعة دلتا 2025 بالتركيز على قطاعات حيوية تمس مستقبل الاقتصاد الوطني، منها الزراعة الذكية، الابتكار في الصناعات الغذائية، الحلول التكنولوجية المستدامة، ريادة الأعمال الخضراء، والتعليم، والصحة، إلى جانب الصناعات الإبداعية.
ويُعد البرنامج منصة شاملة تدعم رواد الأعمال الشباب من خلال تقديم تدريبات متخصصة في تطوير الأعمال، والتوجيه والإرشاد المهني، وإتاحة الوصول إلى شبكات وفرص استثمارية، وتوفير الدعم اللازم لتأسيس مشروعات قابلة للنمو والاستدامة.
أورنج كورنرز
ومن المتوقع أن يدعم البرنامج خلال عام 2025 ما يقرب من 130 شركة ناشئة، تشمل 100 شركة في منطقة الدلتا بمحافظات الإسكندرية، البحيرة، كفر الشيخ، الدقهلية، والمنوفية، بالإضافة إلى 30 شركة في صعيد مصر بكل من أسيوط والأقصر. ويُقدر أن يساهم كل مشروع متخرج في خلق ما بين وظيفتين إلى خمس وظائف جديدة، مما يعني إمكانية توفير أكثر من 3000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
جدير بالذكر أن برنامج «أورنج كورنرز» تم إطلاقه عام 2021، كجزء من مبادرة عالمية من قبل مملكة هولندا، وينفذ محليًا بواسطة مؤسسة 'أوتريتش مصر'، بدعم من شركاء بارزين في القطا. ويستهدف البرنامج تمكين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا في المناطق المهمشة، وتحويل أفكارهم إلى مشروعات مبتكرة قابلة للتوسع، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 وخمسة أهداف رئيسية من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (الأهداف 4، 5، 8، 9، و13). ويساهم البرنامج بشكل مباشر في دعم النمو الشامل، وترسيخ ثقافة الابتكار، وتعزيز مبدأ الاستدامة، انطلاقًا من إيمان راسخ بأن الشباب هم المحرك الرئيسي لمستقبل مصر.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سعر الذهب اليوم السبت 7 يونيو 2025 في مصر صباحًا
سعر الذهب اليوم السبت 7 يونيو 2025 في مصر صباحًا

بوابة الأهرام

timeمنذ يوم واحد

  • بوابة الأهرام

سعر الذهب اليوم السبت 7 يونيو 2025 في مصر صباحًا

محمود عبدالله شهدت أسعار الذهب في مصر، صباح اليوم السبت 7 يونيو 2025، استقرارًا ملحوظًا مع عطلة السوق العالمية وترقب افتتاح سوق الصاغة في مصر. موضوعات مقترحة سعر الذهب عيار 24 اليوم بلغ سعر جرام الذهب من عيار 24 وهو الأعلى من حيث النقاء نحو 5394.25 جنيه. سعر الذهب عيار 22 اليوم سجل جرام الذهب من عيار 22 سعر 4944.75 جنيه، ويتميز هذا العيار بنسبة نقاء عالية ويُستخدم في بعض المشغولات الذهبية، خاصة في الأسواق الخليجية. سعر الذهب عيار 21 اليوم استقر سعر جرام الذهب من عيار 21 عند 4720 جنيهًا للبيع. سعر الذهب عيار 18 اليوم وصل سعر جرام الذهب من عيار 18 إلى 4045.75 جنيه، ويتميز هذا العيار باستخدامه الواسع في الحُلي العصرية والمجوهرات ذات التصميمات الحديثة. سعر الذهب عيار 14 اليوم بلغ سعر جرام الذهب عيار 14 نحو 3146.75 جنيه، ويُستخدم غالبًا في المجوهرات الخفيفة والأشكال البسيطة، ويُعد خيارًا اقتصاديًا للكثير من الفئات. سعر الجنيه الذهب اليوم بلغ سعر الجنيه الذهب (والذي يزن 8 جرامات من عيار 21) نحو 37760 جنيهًا، دون احتساب المصنعية والدمغة. سعر الأوقية عالميًا على الصعيد العالمي، سجلت أوقية الذهب (الأونصة) خلال تعاملات أمس سعر 3363.52 دولار، وسط حالة من الترقب في الأسواق نتيجة تقلبات الدولار وتوقعات قرارات الفيدرالي الأمريكي المقبلة.

تفاصيل المفاوضات بين مصر والاتحاد الأوروبي بشأن آلية مساندة الاقتصاد الكلي ودعم الموازنة
تفاصيل المفاوضات بين مصر والاتحاد الأوروبي بشأن آلية مساندة الاقتصاد الكلي ودعم الموازنة

بوابة الأهرام

timeمنذ 2 أيام

  • بوابة الأهرام

تفاصيل المفاوضات بين مصر والاتحاد الأوروبي بشأن آلية مساندة الاقتصاد الكلي ودعم الموازنة

محمود عبدالله أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، على أهمية التنسيق المستمر بين مختلف الجهات الوطنية في مصر، مشيرة إلى انعقاد اجتماع وزاري تنسيقي ضم العديد من الجهات المعنية، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى تنفيذ الإصلاحات الهيكلية المطلوبة ضمن آلية مساندة الاقتصاد الكلي ودعم الموازنة (MFA) المقدّمة من الاتحاد الأوروبي بقيمة 4 مليارات يورو. موضوعات مقترحة وأوضحت "المشاط" أن المفاوضات الحالية تتناول الإجراءات الخاصة بالإصلاح الهيكلي المرتبط بالشأن الاقتصادي، والتي من المقرر تنفيذها من قِبل عدد من المؤسسات والهيئات المصرية المعنية، ضمن إطار البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية. التحول الأخضر وتهدف هذه الإصلاحات إلى تعزيز الاستقرار الكلي للاقتصاد المصري، وزيادة قدرته على الصمود أمام التحديات الخارجية والداخلية، فضلًا عن دعم تنافسية السوق المحلية، وتحسين مناخ الأعمال، وتسريع وتيرة التحول الأخضر، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة وأولويات الدولة. وأضافت الوزيرة أن هذه الإصلاحات ليست مجرد استجابة لمتطلبات تمويلية، وإنما تأتي في إطار السردية الوطنية المتكاملة للتنمية الاقتصادية في مصر، والتي تسعى إلى تحقيق نمو اقتصادي مستدام وشامل، يعتمد على الابتكار وتحفيز دور القطاع الخاص وتعزيز الإنتاجية. وفي سياق متصل، أشارت "المشاط" إلى عمق الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي، مؤكدة أنها تلعب دورًا محوريًا في دعم جهود التنمية الوطنية، خاصة عبر آلية ضمانات الاستثمار، التي من المقرر إطلاقها خلال شهر يونيو المقبل. وتُعد هذه الآلية من الأدوات التمويلية المبتكرة، حيث تتيح ضمانات استثمارية بقيمة 1.8 مليار يورو موجهة للقطاع الخاص، ما يسهم في جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى السوق المصرية، ويُعزز مناخ الاستثمار ويزيد من مشاركة القطاع الخاص في عملية التنمية. الاتحاد الأوروبي وفيما يتعلق بـ "ميثاق البحر المتوسط"، اعتبرت وزيرة التعاون الدولي أن هذا الميثاق يُمثّل تطورًا استراتيجيًا في الرؤية الأوروبية تجاه دول جنوب البحر المتوسط، حيث ينتقل الاتحاد الأوروبي من الاعتماد على الأطر الإقليمية الواسعة، مثل "الاتحاد من أجل المتوسط"، إلى التركيز على بناء شراكات ثنائية متخصصة وموجهة وفقًا لاحتياجات وأولويات كل دولة. وأوضحت أن هذا التحول في منهج الاتحاد الأوروبي يتماشى مع الأولويات الاستراتيجية لمصر، ويتيح فرصًا أكبر لتوسيع آفاق التعاون في مجالات حيوية، تشمل التنمية الاقتصادية، والاستثمار، والطاقة، والنقل، وخلق فرص العمل، بالإضافة إلى دعم الأمن والاستقرار الإقليمي. كما تناولت الوزيرة محاور ميثاق البحر المتوسط، مشيرة إلى أن الركيزة الأولى تتمثل في تعزيز الشراكات الثنائية الاستراتيجية، التي تركز على تحقيق الاستقرار الاقتصادي، وجذب الاستثمارات، وتوسيع نطاق التعاون في مجالات الطاقة والنقل والأمن والتوظيف. وأضافت أن هذه المجالات تُعد من الركائز الأساسية في أجندة التنمية الوطنية لمصر. أما الركيزة الثانية للميثاق، فتتعلق بتحفيز الشركات الأوروبية على توسيع نشاطها واستثماراتها في دول الجوار الجنوبي، بما في ذلك مصر، وهو ما يعزز من فرص نقل التكنولوجيا، وتوسيع التجارة، ودفع عجلة التنمية في المنطقة.

المناخ يهدد المواشي.. فهل يصبح الأضحى بلا أضحية؟
المناخ يهدد المواشي.. فهل يصبح الأضحى بلا أضحية؟

مصراوي

timeمنذ 2 أيام

  • مصراوي

المناخ يهدد المواشي.. فهل يصبح الأضحى بلا أضحية؟

إلى الشرق من العاصمة الرباط، وسط المغرب، قرر المجلس الجماعي لقرية أجلموس، قبل أسبوع من عيد الأضحى، منع دخول الأغنام والماعز إلى السوق الأسبوعي، الذي اعتادت القرية إقامته كل سبت، ويعتبر أحد أهم الأسواق لتجارة الماشية في كامل البلاد. وعلى الرغم من عدم وجود قرار رسمي بمنع تجارة وذبح الأضحية في المغرب بحسب تصريحات رئيس الفيدرالية المغربية للفاعلين بقطاع المواشي محمد جبلي، إلا أن المجلس الجماعي لأجلموس وعدد من المناطق الأخرى في المغرب، قرروا الالتزام بتوجيهات ملكية دعت المغربيين إلى عدم ذبح الأضاحي هذا العام. ففي 26 فبراير 2025، أصدر الملك المغربي محمد السادس توجيهات تدعو المواطنين إلى عدم ذبح أضحية العيد لهذه السنة، بسبب "تحديات مناخية واقتصادية أدت إلى تسجيل تراجع كبير في أعداد الماشية"، وأشارت الدعوة الملكية إلى أن "عيد الأضحى هو سنة مؤكدة مع الاستطاعة، والقيام بها في هذه الظروف الصعبة سيلحق ضررًا محققًا بفئات كبيرة من أبناء شعبنا، لا سيما ذوي الدخل المحدود". من الصدارة إلى منطقة الخطر المغرب قبل عام، كان في قائمة الدول العربية الأكثر امتلاكًا للأغنام لعام 2024 بحسب تقرير صادر عن موقع world population review إذ حلّ في المرتبة الثالثة بعد السودان والجزائر، بإجمالي 25.3 مليون رأس غنم، ومع ذلك يشهد البلد ارتفاعًا حادًا في أسعار اللحوم الحمراء، بسبب تراجع وفرة المواشي بنسبة 38 في المئة خلال العام الجاري مقارنة بعام 2016، وهو ما عزاه وزير الفلاحة المغربي، أحمد البواري، إلى الجفاف الذي يضرب البلاد منذ ست سنوات. تأثُر القطعان بموجات الجفاف لم يقتصر على المغرب فحسب، إذ أعلنت الجزائر التي تعتبر ثاني أكثر الدول العربية امتلاكًا للأغنام في عام 2024 بحسب موقع population review world، أنها ستستورد مليون رأس غنم لتغطية الطلب على الأضاحي ودعم القطيع المحلي هذا العام. وبحسب آخر إحصائية رسمية أعلنت عنها الجزائر، قدّر وزير الفلاحة والتنمية الريفية آنذاك، عبد الحفيظ هني، خلال مؤتمر صحفي عام 2023، عدد رؤوس الأغنام في البلاد بنحو 17 مليون رأس، نافيًا التقارير التي تحدثت عن امتلاك البلاد قرابة 36 مليون رأس. وتعزو السلطات الجزائرية أيضًا أسباب تراجع الثروة الحيوانية في البلاد إلى موجات الجفاف غير المسبوقة التي تضرب البلاد منذ سنوات. وفي تونس وليبيا لا يختلف الوضع كثيرًا، إذ تسجل أسعار اللحوم الحمراء ارتفاعًا مستمرًا منذ سنوات مع وجود تقارير تتحدث عن تراجع في أعداد المواشي في البلدين الساحليين. وتظهر بيانات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، في تقرير صدر مطلع شهر سبتمبر 2024، أن درجات الحرارة ارتفعت في أفريقيا بشكل سريع ومقلق مقارنة بالمتوسط العالمي، ما أدى إلى خسائر قُدّرت بما بين 2 و5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للدول بسبب موجات الحر القاتلة والأمطار الغزيرة والفيضانات والأعاصير والجفاف لفترات طويلة. ويوضح الدكتور محمد عبد المنعم، المستشار الدولي في مجال تغير المناخ والتنمية الريفية، والمستشار السابق لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، لبي بي سي، أن منطقة شمال أفريقيا على وجه الخصوص، أصبحت من المناطق الساخنة فيما يخص تغيرات المناخ، إذ بدا ذلك واضحًا من كميات الأمطار المتدنية، وارتفاع درجات الحرارة والجفاف الذي لم يحدث منذ عشرات السنوات، وقلة المياه والمساحات الخضراء، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى سطح البحر. ويعتبر الدكتور محمد أن هذه العوامل تؤثر مباشرة على الحيوانات والمراعي بالإضافة لصحة وغذاء القطيع، مستشهدًا باضطرار العديد من المزارعين في منطقة الشاوية في المغرب - وهي إحدى المناطق المعروفة بتربية المواشي - إلى التخلص من قطعانهم وبيعها بأقل الأسعار خلال السنوات الماضية، لعدم استطاعتهم توفير الغذاء، على حد قوله. الامتناع عن التضحية أم الاستيراد! وليس الجفاف وحده ما يهدد الثروة الحيوانية في دول شمال أفريقيا، إذ يقول مدير مكتب التعاون الدولي بالمكتب الوطني للصحة الحيوانية في ليبيا، إسماعيل أبو غرارة، إن الفيضانات التي ضربت مدينة درنة ومدنًا أخرى في شرق ليبيا عام 2023، أدت إلى نفوق عدد كبير من المواشي ما أثّر في الثروة الحيوانية في البلاد. ويوضح أبو غرارة، لبي بي سي، أن أشكال الطقس المتطرف التي تضرب البلاد من هطول الأمطار في غير مواعيدها والفيضانات في عدد من المناطق، إلى جانب الجفاف في مناطق أخرى أدى إلى انتشار الأمراض غير الموسمية بين القطعان، مشيرًا إلى أن هذه الأمراض تنتشر أيضًا بسبب هجرة المواشي عبر الحدود، ما يعني تأثر البلاد بشكل غير مباشر بالتغيرات المناخية التي تحدث في دول الجوار كتونس والجزائر. وخلال إعداد هذا التقرير وجدنا أرقامًا متضاربة بين المؤسسات المعنية برصد وإحصاء المواشي في الدول، وهو ما عزاه أبو غرارة إلى عدم وجود آليات إحصاء محددة، إضافة إلى التوترات التي تشهدها بعض الدول. ومع ذلك، اتفقت جميع الإحصائيات على وجود تراجع في أعداد المواشي لا سيما في دول أفريقيا وشمالها تحديدًا، ما اضطر عددًا من الدول إلى استيراد كميات من المواشي لسد الطلب خلال عيد الأضحى، بينما دعا المغرب إلى الامتناع عن ذبح الأضاحي هذا العام. يقول الأستاذ في المعهد العالي للتجارة والإدارة في الدار البيضاء، المهدي الفقير، إن التضحية بقرابة 6 ملايين رأس من الماشية في المغرب هذا العام، سيفاقم "الوضع الهش" الذي تتحدث عنه الحكومة. ويوضح الفقير لبي بي سي أن الإجراءات التي تم اتخاذها هي "إجراءات هيكلية ذات طابع نوعي وكمي بهدف ضمان ديمومة تكاثر القطيع وسد الاستهلاك المحلي"، مبينًا أن "الإجراءات الظرفية التي اتخذتها الحكومة في وقت سابق من خلال استيراد المواشي لم تكن مجدية، إذ استمرت أسعار اللحوم بالارتفاع إلى مستويات غير مسبوقة في البلاد". وهذه ليست المرة الأولى التي يمنع فيها المغرب ذبح الأضاحي بحسب الفقير، ففي عام 1963، أعلن العاهل المغربي الراحل إلغاء ذبح الأضاحي بسبب ما يعرف بـ "حرب الرمال" بين المغرب والجزائر والتي أثرت على الوضع الاقتصادي للبلاد. ثمّ في عام 1981، ألغى المغرب أيضًا ذبح الأضاحي بسبب موجة جفاف شديد أصابت البلاد وأدت إلى نفوق أعداد كبيرة من المواشي. وفي عام 1995 وصل الجفاف إلى مستويات غير مسبوقة وأعلن المغرب تلك السنة، عام كارثة وطنية، ما اضطر السلطات إلى منع ذبح الأضاحي في عام 1996، لإعادة التوازن للقطيع الوطني. ويرى الفقير أن تلك الإجراءات في حينها نجحت في إعادة توازن الثروة الحيوانية في البلاد، إذ ركزت على منع ذبح الإناث من المواشي، بالإضافة إلى أنها تضمنت برامج دعم المُرَبّين، وهو ما يشبه السياسة الحالية للمملكة المغربية - على حد قوله. هل يصبح عيد الأضحى بلا أضحية؟ ومع ازدياد التحذيرات الدولية من تفاقم أزمة المناخ والجفاف، يتخوف مواطنو بعض الدول من فرض إجراءات مشابهة لتلك التي اتخذتها المملكة المغربية، إذ انتشرت شائعات على نطاق واسع في تونس تفيد بعزم السلطات حظر ذبح الأضاحي في العيد، وهو ما نفاه ديوان الإفتاء التونسي في مارس الماضي. وفي استفسار من الغرفة التونسية للقصابين حول إمكانية حظر ذبح الأضاحي حفاظًا على الثروة الحيوانية خلال موسم الجفاف الذي يضرب البلاد، "أكد ديوان الإفتاء على أن الأضحية هي سُنَّة مؤكدة ومن شعائر الله، ودعا إلى تعظيمها"، بحسب منشور له على فيسبوك. وفي ذلك يقول الدكتور محمد عبد المنعم، المستشار الدولي في مجال تغير المناخ والتنمية الريفية، إن لكل دولة وضعًا خاصًا فيما يخص تغيرات المناخ، موضحًا أن كل دولة لها تدابير تتماشى مع ظروفها المحلية بما يتوافق مع تقييمها للوضع الحالي. كما استبعدت ليبيا والجزائر اتخاذ إجراءات مشابهة للإجراءات المغربية، إذ قلل إسماعيل أبو غرارة من احتمالية استنزاف المواشي خلال مواسم عيد الأضحى، موضحًا أن المربّين يعملون على مدار العام لتلبية الطلب خلال هذا الموسم، ومشيرًا إلى البرامج التي تتخذها السلطات المحلية والمنظمات الدولية مثل منظمة الفاو، لدعم المزارعين والمربّين في كل دولة على حسب احتياجاتها. أما في المغرب، فلا يستبعد الفقير أن تستمر السلطات المحلية في منع ذبح الأضاحي خلال الأعوام القادمة إذا اقتضت الحاجة، ويرى أن ذلك سيساهم على المدى المتوسط والبعيد في حماية المربّين وإعادة التوازن للثروة الحيوانية في البلاد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store