
الخطر مازال يحلق فى الأفق
تسكن نار جماعة الإخوان الإرهابية تحت الرماد.. تنتظر لحظة مناسبة تستطيع خلالها العودة لصدر المشهد مجددا.. فتسترد مساحة وجود وتحيى أفكارها التى توارت فى العمق وكأن شيئا لم يحدث.. فيمسحون أحداث العنف من عقول الناس وأيام الرعب الساكنة قلوبهم ومجهولا جعلوه بانتظار وطن يتخطفه صوب مصير مظلم ويغسلون أياديهم الملطخة بدماء الشهداء الأبرياء وكأنهم ما مروا من هنا يوما.. يعزفون على أوتار تخرج ألحان النشاز.. يحاولون الترويج لأفكار كاذبة وهم لا يملكون شيئا غير فكر مكذوب وما عرفوا الصدق يوما.. فربما يجدون عقولا على شاكلتهم تنصت إليهم ونفوسا تصفو لجرائهم.
خرجت جماعة الإخوان من مصر صاغرة ولت فرارا وتشتت شملها وذهبت ريحها بقرار شعبى لم يعد لها موطئ قدم صدق.. نزع عن جسد أفكارها الكذب والتضليل واستبان التنظيم على طبيعته وأثبت قدرته على صناعة الفشل والإيمان بالعنف وإراقة الدماء والتضحية بكل ما فى الوطن من أجل بقاء الجماعة.. فالجماعة هى الوطن وليذهب الوطن إلى الجحيم.. مضت على درب تهدم فيه قيم الوطن لتعلى شأن الجماعة وترسخ أقدام الجماعة على أمل أن تبقى الجماعة قادرة على طمس الهوية المصرية وفرض هوية الجماعة. حاولت قيادات تنظيم مكتب الإرشاد اختطاف مصر وإدخال أهلها فى غيابات الجب وإرادة الله حالت دون ذلك.. خطر جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية مازال قائما.. يتربص بمصر ريب المنون.. قد يسود اعتقاد البعض أنه انتهى وزالت آثاره ولم يعد له وجود بين جدران المجتمع والحقيقة بازغة على الشاطئ الآخر تبوح أن الجماعة فكرة والفكرة لا تموت وفكر الجماعة يسكن تحت الرماد.. يرتب أوراقه المبعثرة ويطور أدواته وينمى مهارات عناصره.. يعيد تدريبهم على فنون الكذب والتضليل بمراكز هدم الأوطان واحتلال العقول وهم يعتبرون تلك الفترة من الكمون استراحة محارب.. لكنهم لم ولن يرحموا مصر من شر مخططات تحاك.. فمصر تظل بعقولهم الشاردة هدفا وحيدا لتقويض ما تحقق فيها من استقرار ونماء.
كل الشواهد تقضى بأن الجماعة فعليا يحتويها الارتباك الفكرى والتخبط التنظيمى وتعيش حالة (التوهان) المصاحب للانهيار التام فى صورة دفعتها للتقوقع والتأقلم مع ظاهرة الكمون التنظيمى معتمدة على استراتيجية ما يطلق عليها التربية والدعوة السرية فى محاولة لصياغة تكوينات فكرية جديدة تعيد من خلالها الوقوف على الإشكاليات والعثرات التى منيت بها على المستوى السياسى والاجتماعى والتنظيمى وسعيا باتجاه ضبط خطاب تنظيمى ينتقل من المحلية إلى العالمية وتقوم عليه مجموعة من المؤسسات والأكاديميات المعنية بالتأهيل الفكرى ويتركز دورها بمسئولية محددة تجاه بث خطاب تعتنقه روافدها وقواعدها التنظيمية. دفعت حالة (التوهان) المسيطرة على مقدرات الجماعة إلى التفكير فى تمرير إستراتيجية الانتقال من إطار الهيكل التنظيمى الذى صاغ مراحله حسن البنا والعمل خروجا من أسره إلى ما يعرف بساحة التيار الفكرى الجارف والتخلص نهائيا من عبء التنظيم وسمعته السيئة كونه- باعتقاد أصبح سائدا- يقف حائلا أمام التماهى مع قضايا وإشكاليات المجتمع والتفاعل خارج الجدار التنظيمى العازل المعتاد على إصدار أحكام مسبقة تجاه الأمور وتغييب الاعتراف بطبيعة الواقع وهى تسعى لتحذو مسيرة ما أرسته نهجا التيارات السلفية التى تتحرك بحرية تامة دون خسائر بشرية أو مادية أو تترك صورا ذهنية للعداء المجتمعي. ربما تأتى تلك الخطوة فى محاولة لتفادى الانهيار التام أو الهروب من جحيم النسيان عن طريق تمرير سيناريو الإغراق الدينى المتطرف فى عمق المجتمع عبر الأكاديميات والمنصات المؤدلجة وعلى أساس مشروع إحياء تيار (الصحويون الجدد) القائم على منهج التمدد الفكرى دون الاتشاح بالغطاء التنظيمى وأتصور أن هذه الخطوة لن تفلح أيضا بعودة الجماعة أو مشروعها مرة ثانية بظل اتقاد الوعى المجتمعى واعتمادها تاريخيا على فكرة الاستقطاب والتجنيد التنظيمى واتباع نظام الإدارة بضوء ثوابت هرمية تعينها بالتحكم المطلق فى قواعدها التنظيمية للإحسان بفضل التوجيه على النحو الفكرى والعقائدى بما يجعلها تبلغ الأثر المنشود.
تدرك الجماعة الإرهابية وحلفاؤها حتما أّن الدولة المصرية باتت قوية وجبهتها الداخلية متماسكة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ولن تنزلق لتقف على شفا طور من التفكك والفوضى مهما حلت بها الأزمات وتعد الحملات الممنهجة ودعوات التظاهر الداعية إليها بين حين وآخر.. مجرد بالونات اختبار يطلقونها ليس قصدا من ورائها إسقاط النظام السياسى خلال تلك المرحلة على وجه التحديد وإنما هدفها استنزاف مؤسسات الدولة وأجهزتها وترسيخ ثقافة التمرد والعصيان داخل العقل الجمعى ونشر مناخ الإحباط والطاقة السلبية والإيحاء بفشل يصاحب الدولة بمشروعاتها ومسيرة التنمية الاقتصادية وإحداث تفكيك وانقسام بدوائرها الشعبية والجماهيرية.. كخطوات تمهيدية لتنفيذ سيناريوهات تصاغ بعناية داخل الغرف المظلمة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
رسائل ايرانية: التماسك الإقليمى ضرورة لردع العدوان الإسرائيلى
خلال اتصال هاتفي مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قال الرئيس الايراني محمود بزشكيان إن استمرار الجرائم الإسرائيلية يهدد الاستقرار الإقليمي بأسره، موضحًا أن تل أبيب تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وتستفيد من دعم غير مشروط من بعض القوى الكبرى. وأشار إلى أن إيران كانت وما زالت تسعى لحل النزاعات عبر الحوار والمفاوضات، إلا أن الكيان الإسرائيلي يُمعن في العدوان واغتيال الشخصيات، في إشارة إلى حادثة استهداف الشهيد إسماعيل هنية، وعرقلة الجهود السلمية في المنطقة. ردود فعل إقليمية داعمة من جهته، عبّر الشيخ محمد بن زايد عن تضامن بلاده مع إيران، مؤكدًا أن "قلوبنا معكم، ونسأل الله أن يحفظ الشعب الإيراني"، مضيفًا أن الإمارات بدأت مشاورات مكثفة مع أطراف إقليمية لخفض التوترات وضمان الأمن الجماعي. وأكد بن زايد في ختام الاتصال أن الإمارات تأمل بتحقيق نتائج بنّاءة تعود بالخير والاستقرار على شعوب المنطقة، بما في ذلك الشعب الإيراني. واختتم بزشكيان كلمته بالإشادة بالقوات المسلحة الإيرانية بفئتيها العسكرية والاستخباراتية، مثمنًا ما وصفه بـ"اليقظة والجهوزية الكاملة في التصدي لأي عدوان"، مؤكدًا أن إيران ستبقى صامدة ولن تنكسر أمام أي تهديد. وفي سياق متصل، أدان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الهجوم الصهيوني على مبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني، واصفًا إياه بـ"جريمة بشعة" تمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية، ومثالاً آخر على الوحشية التي ينتهجها الكيان الإسرائيلي، على حد تعبيره. وفي تدوينة له، شدد بزشكيان على أن المذيعة الإيرانية سحر إمامي، التي واصلت بث الأخبار بهدوء وثبات خلال القصف، جسدت صورة ناصعة لصمود المرأة الإيرانية، وكتب بذلك فصلاً جديدًا في سجل المقاومة الوطنية للشعب الإيراني. وأضاف الرئيس أن استهداف وسائل الإعلام الإيرانية أثناء البث المباشر يكشف طبيعة العدو الذي "لا يتورع عن انتهاك كل الأعراف والمواثيق"، مؤكدًا أن هذا العدوان لن يُرهب الإيرانيين، بل سيزيدهم عزيمة على الثبات والرد المناسب.


مصراوي
منذ ساعة واحدة
- مصراوي
خامنئي: لن نساوم الصهاينة أبدا ويجب التعامل بقوة في مواجهة الكيان
وكالات شدد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في تدوينة فجر الأربعاء، على أن الجمهورية الإسلامية لن تساوم الصهاينة أبدا. وقال المرشد الأعلى الإيراني في تدوينة على منصة "X": "يجب التعامل بقوة في مواجهة الكيان الصهيوني الإرهابي". وأضاف علي خامنئي: "لن نساوم الصهاينة أبدا"، وفقا لروسيا اليوم. والاثنين، نشر خامنئي تدوينة على منصة "X" أكد من خلالها أن النصر على إسرائيل قريب. وقال علي خامنئي في التدوينة: "نصر من الله وفتح قريب". وأضاف: "ستنتصر الجمهورية الإسلامية بإذن الله على الكيان الصهيوني". وفي وقت سابق، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه لا يستبعد إمكانية اغتيال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي. وأشار إلى أن استهداف المرشد الأعلى الإيراني سينهي الصراع المستمر بين إسرائيل وإيران الذي اندلع أواخر الأسبوع الماضي ولن يؤدي إلى تصعيده.


الدولة الاخبارية
منذ 2 ساعات
- الدولة الاخبارية
الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : أنا والتاريخ .. إطلاله على شرفاء الوطن .
الأربعاء، 18 يونيو 2025 01:36 صـ بتوقيت القاهرة دائما ماأتذكر زمنا جميلا مضى ، وأطرح مواقف رائعه نستلهم منها العبر وندرك بها أن مجتمعنا بخير ، والمصريين بخير ، يضاف إلى ذلك أن تناول الماضى وأحداثه يستهوينى لعلنى أستطيع من خلاله إحداث حاله من الإنصاف ، وترسيخ اليقين حقيقة بعظمة المصريين ، وذلك من خلال إنصاف الكرام من القاده والرواد ، وتوضيح المفاهيم التى كثيرا ماظلم بها كثيرا من الذين أعطوا لهذا الوطن الغالى الكثير والكثير ، وهى إطلالة صدق ، أقول بها حسبة لله تعالى ثم الوطن ، ولكم وددت أن تخلد أسمائهم إنصافا لجيل من هؤلاء المسئولين يكفى أنهم كانوا أصحاب قرار ، ولديهم رؤيه ، وعندهم إستعداد لتحقيق النجاح ، يكفى أن أطرحهم تباعا على الرأى العام من خلال مواقف رصدتها لهم هى لاشك تدعو للإكبار ، والإعتزاز ، والفخر ، وأحمد الله أن لكل ماأطرحه شهود عيان مازال البعض منهم أحياء ، فتتبدد أى شبهة لنفاق رغم أن تاريخى بفضل الله لم يسجل فيه نفاقا لمسئول ، يتعاظم ذلك لأنه بالمنطق والعقل ليس هناك نفاقا لميت ، لكنها الحقيقه التى إن لم أقل بها أكون قد خنت القسم الذى أقسمته يوم تشرفت بعضوية نقابة الصحفيين قبل أربعين عاما مضت ، وعضوية البرلمان قبل سنوات هى وبحق تجسد فيها الزمن الجميل أشخاصا ، وكيانا ، ووقائع . يبقى أن أقول أن الموروث البغيض القائم على تشويه الشرطه جيلا بعد جيل إستخداما لبعض الوقائع أمر لايمت للحقيقه بصله ، بل إننى من معايشة تلك الفئه عن قرب بحكم تخصصى الصحفى رئيسا للقسم القضائى بجريدة الوفد ، ومحررا متخصصا فى شئون وزارة الداخليه فى عهد شيخ العرب الوزير المحترم محمد عبدالحليم موسى التقى الورع ، وكنائب بالبرلمان عن المعارضه الوطنيه الشريفه والنظيفه حيث الوفد فى زمن الشموخ أدركت ذلك على مستوى الرتب ، والمواقع الشرطيه ، وحتى على مستوى العلاقات الشخصيه تجلى كل ذلك فى هذا الموقف العظيم الذى كنت فيه مرافقا لأستاذى الحبيب مصطفى شردى أثناء زيارة إبن محافظتى الغربيه وإبن الكرام الوزير حسن أبوباشا وزير الداخليه السابق بمستشفى النيل بدراوى بعد الحادث الذى تعرض له كشف عن وطنيه صادقه كان يتمتع بها هذا الرجل تعظيما لمصرنا الحبيبه ورفضا لإستغلالها منطلقا لأى تجاوز فى حق أى أحد أشخاص أو كيانات ، وكذلك عندما تقدمت بالعديد من طلبات الإحاطه لوزير الداخليه اللواء حبيب العادلى متصديا لبعض الوقائع وكانت الإستجابات مع ماطرحت سريعه وقويه . أشهد الله تعالى أن فى هذا الجهاز فيما مضى ، والبعض الآن قاده ، وأفراد ، صوامين قوامين أكثر من أشخاص كثر كنا نظنهم أسوياء بل ملائكه ، وفيهم منصفين نالوا الدعوات الطيبات من الذين رفعوا عنهم ظلما وأنصفوهم ، يعيشون وأسرهم وأهليهم الآن ببركتها وفى ذلك يكتب مجلدات ، فما أعظم دعوات الطيبين أو المظلومين ، منهم الأكارم الفضلاء الأحباب الوزير اللواء جميل أبوالدهب محافظ بورسعيد السابق ، واللواء عادل فوزى شبل ، واللواء أحمد شامه الحبيب والغالى إبن بلدتى بسيون رحمهم الله ، والقامات الأصدقاء الأعزاء الفضلاء اللواء عزالدين الأحمدى ، واللواء محمد الشامى ، واللواء كمال الدالى محافظ الجيزه السابق ، واللواء عادل الهرميل ، واللواء وجدى بيومى ، واللواء صالح المصرى ، واللواء عطيه محمود ، واللواء محمد العباسى ، واللواء محمد عبداللطيف خضر ، واللواء طارق عطيه ، واللواء رشدى القمرى ، واللواء سيد زمزم ، واللواء سيد غنيم ، واللواء سليمان نصار ، والنائب اللواء سعيد طعيمه ، واللواء محمد جاد ، واللواء هشام خطاب ، وزميل الدراسه ورفيق العمر اللواء جمال الرشيدى ، واللواء محمود الفيشاوى ، واللواء عبدالمنعم معوض ، واللواء محمد أبوسمره ، واللواء عادل رشاد ، واللواء أحمد زكى ، واللواء يوسف عبدالغنى . أطرح ذلك في تلك الأيام الطيبه التي أخلد فيها مع النفس شهادة للتاريخ بعد إفتقاد كثر منا للمنطق والعقل والإنصاف ، خاصة أصحاب الأقلام ، ومن يطل علينا عبر الإعلام ، وكل صاحب منصب ، أو لديه جاه ، الذين لايدركون أننا جميعا فى معية الله تعالى رب العالمين ، سيحاسبنا فى يوم لاينفع فيه مال ولابنون ، وجميعا سنعيش تلك المراحل التى رصدتها ، وسيأتى من يطرحها من الذين يرصدونها ، ويقتربون من فعالياتها ، لذا تدون فى الذاكره يتناقلها الأجيال ، وتسجل فى صفحات التاريخ شهادات تكون ضياءا ينير الطريق لأبناء الوطن ، أو مثار تندر وإستهجان ، لذا مؤلم عدم الإنصاف ، والأكثر إيلاما هذا الموروث البغيض عاش الملك مات الملك ، حيث رأيت بعينى رأسى من كانوا يعددون الخصال الحميده لمسئولين سابقين وقت شغلهم المنصب ، بالقطع زملاء بالصحافه والإعلام ، وحملة مباخر من الحواريين المنتفعين ، بل كانوا يعتبرونهم منزهين لاأخطاء لهم ، ثم فجأه عندما تبدلت الأحوال ، يطرحونهم إنطلاقا من تقصير دون وازع من ضمير . حفظ الله من بقى منهم على قيد الحياه تاجا على رؤوسنا ، وفخرا لشعبنا ، ونماذج مشرفه يستحق أن يفخر بهم أولادهم وأحفادهم جيلا بعد جيل ، وحفظ الله من بقى منهم على قيد الحياه فخرا وعزه وشرف ، يسعد بهم أبناء الوطن . وللحديث بقيه تابعونى . الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس الشعب السابق .