
عاطف الطيب هنا والآن
تحلّ هذه الأيام الذكرى الثلاثون لرحيل المخرج المصري عاطف الطيب (1947 - 1995)، أحد أبرز وجوه
السينما الواقعية
، والذي قدّم خلال مسيرته القصيرة، التي امتدت على مدار 12 عاماً، 21 فيلماً، من بينها "سواق الأتوبيس"، و"البريء"، و"إعدام ميت"، و"الليلة الساخنة"، و"الحب فوق هضبة الهرم"، وغيرها من الأعمال التي تركت أثراً واضحاً في تاريخ السينما المصرية.
بمناسبة هذه الذكرى، أعلنت قناة "الوثائقية" عن قرب عرض فيلم يتناول مسيرة الطيب، منذ نشأته في بيئة بسيطة، مروراً بدراسته في المعهد العالي للسينما في الستينيات، ثم عمله في السينما التسجيلية، ومشاركته في توثيق مشاهد من حرب أكتوبر 1973، وعمله مساعد مخرج مع يوسف شاهين وشادي عبد السلام، وصولاً إلى أول أفلامه الروائية "الغيرة القاتلة" (1982)، ثم عدد من أبرز أعماله التي اختتمها بـ"جبر الخواطر"، الذي رحل قبل مشاهدته في دور العرض.
مثل كثيرين من أبناء جيله، لم تعبّر
نكسة حزيران عام 1967
عن كارثة وطنية فحسب، إنما تعامل معها باعتبارها هزيمة شخصية كذلك، ولأن أقداره قادته إلى الخدمة العسكرية بعد أن أنهى دراسته في المعهد العالي للتمثيل عام 1970، فإن سنواته الخمس التي قضاها في الجيش كشفت له حقيقة حرب أكتوبر التي فصّلها السادات ليغيّر وجه "أم الدنيا" بتوقيع اتفاقية السلام مع الاحتلال، وبدْء أبشع خصخصة قادت إلى ارتهان عيش المواطن المصري للخارج حتى اليوم. وقد اعتبره نقاد كُثر صوتاً سينمائياً صادقاً عبر عن هموم المواطن المصري بطريقة مباشرة وعميقة من دون شعارات.
في هذا السياق، تحدثت الفنانة لبلبة لـ"العربي الجديد" عن تجربتها مع الطيب في فيلمي "ضد الحكومة" و"ليلة ساخنة"، وقالت إنّه منحها فرصة الخروج من إطار الأدوار الخفيفة، وقدّمها في دور المحامية الجادة سامية. وأكدت أنه كان دقيقاً في توجيهاته، يطلب تغييرات في طريقة السير والحركة، ويهتم بأدق التفاصيل، حتى لو لم تُلحظ على الشاشة. كما طلب منها التوقف عن الغناء والاستعراض فترة طويلة قبل التصوير، لضمان تفرغها للشخصية.
وأضافت أن الطيب اختارها رغم اعتراض بعضهم، ومنهم بطل الفيلم الممثل الراحل أحمد زكي، الذي غيّر رأيه لاحقاً وشكره على اختياره. واعتبرت لبلبة أن الطيب لو استمر، لكان أحد أبرز مخرجي العالم العربي.
من جانبه، أشار الممثل محمد نجاتي، الذي شارك مع الطيب في "قلب الليل" و"ضد الحكومة"، إلى أن المخرج كان بمثابة أب له، وليس مجرّد فنان. وقال إنّه كان يلجأ إليه للنصيحة قبل قبول الأدوار، ومنها مشاركته في فيلم "الجراج"، الذي عرض عام 1995، وهو العام نفسه الذي رحل فيه الطيب. وأكد نجاتي أن أفلام الطيب قريبة من الناس، وتُعبّر عن واقعهم بلغة صادقة.
الناقد السينمائي حسن حداد تناول تجربة الطيب في كتابه "ثنائية القهر والتمرد"، مشيراً إلى أن أعماله لا تزال حاضرة، لأنها عبّرت عن قضايا اجتماعية وسياسية تمس المواطن العادي، بلغة تعكس مشاعره وتجاربه.
سينما ودراما
التحديثات الحية
"جائزة علي معاشي" لجزائريين واعدين أفلام معقولة تُبشِّر بمستقبل جيّد
مدير التصوير سعيد الشيمي، الذي تعاون مع الطيب في عدد من الأفلام، وصفه بأنه من أكثر المخرجين التزاماً، وقال إنّه استمر في تصوير "ملف في الآداب" رغم معاناته الصحية، من دون أن يُطلع أحداً على حالته. وأضاف أن السينما المصرية تفتقد اليوم روحه، واهتمامه بالتفاصيل الإنسانية في حياة الناس.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 28 دقائق
- العربي الجديد
لماذا لا يصل كتّاب سورية إلى العالمية؟
لا تخلو فضاءات الثقافة السورية في الداخل والخارج من أخبارٍ متكررة عن صدور ترجماتٍ لبعض الأدباء والأديبات إلى اللغات الأساسية التي تستحوذ على أسواق النشر في العالم، لكن ذلك لم يجعل من هؤلاء نجوماً خارج الفضاء المحلي والعربي. فما العطب الذي تعانيه هذه النتاجات وأصحابها، وما الذي يمنعهم من الوصول إلى "فاترينات" العرض في المكتبات حول العالم؟ ينطلق هذا السؤال من واقعٍ معقّد، تحتاج الإجابة عنه إلى حفرٍ في ماضي الثقافة السورية، إذ لم تعرف سورية في تاريخها دوراً ثقافياً مهماً للدولة، لا في مرحلة الخمسينيات، ولا بعد تولّي البعثيين السلطة عام 1963. وإذا ذُكرت بعض اللمحات المهمة في عالم النشر في وزارة الثقافة، فهذا لم يأتِ من خلال دور يُحسب للمؤسسة الرسمية، بل من خلال أدوارٍ فردية قام بها أشخاص تولّوا مناصب وساهموا في دفع الأمور إلى الأمام قليلاً، وأبرز هؤلاء المفكر الراحل أنطون مقدسي (1914 ـ 2005م) الذي حمل أعباء منشورات وزارة الثقافة لفترة طويلة. غير أن هذا لا يُلغي حقيقة أن عهد البعث لم يُؤسس لحياة ثقافية حرّة ومستقلة، بل كانت الثقافة أداة للدعاية، وهي فوق هذا تعاني من بيروقراطية خانقة. كما أن تأثير توجّهات السلطة على الحياة العامة، والثقافية على وجه الخصوص، جعل النتاج الأدبي ذا تكوينٍ نقدي ضعيف، حيث لم تنشأ حركة نقدية سورية تساعد على تطوير الأدب أو غربلته، وإبراز التجارب الناضجة ومساءلة المتهافت منها. وهذا الأمر وضع المراقب الخارجي، الذي لا يريد الاستغراق في الحالة المحلية، أمام غياب آلية لترشيح "الأفضل"، فيلجأ إلى ترجمة ما ترشّحه له أوساطٌ محددة. تأثير الرقابة والشتات والمنظور السياسي في تهميش أصوات سورية وفي ظلّ غياب الصحافة الحرة والمستقلة، وحضور الصحافة الأيديولوجية ذات التأثير الكبير في أزمنة المدّ اليساري، وُضعت على الواجهة أسماء محددة، وغُيّبت أخرى، ما أضعف إمكانية مراكمة حضورٍ عالمي، لأن النشر المرموق بحاجة دائماً إلى تغطية صحافية نقدية وصدى جماهيري. لم يكن هناك مشروع ثقافي متكامل يعزز صورة الأدب السوري عالمياً. ولعل المقارنة مع دول عربية أخرى توضّح كيف كرّست مصر، مثلاً، في الستينيات، أسماء مبدعيها، فنقلت حضورهم من المستوى المحلي والعربي إلى العالمي. بينما لم تظهر أسماء محلية ذات وزن كبير تحمل أدبها إلى الخارج، كما فعل نجيب محفوظ للعرب، أو أورهان باموق للأتراك. لقد ظل الأدباء السوريون مهمّين في الداخل أو ضمن النخبة، وحتى الآن، لكن لم يظهر بعد كاتبٌ بموهبة وسيرة تسمح له بالتحوّل إلى رمزٍ عالمي. وبالإضافة إلى الأثر الغائب للإدارة الثقافية، فإن تأثيرات الواقع القمعي الذي عاشه المثقفون السوريون انعكس على نتاجاتهم الأدبية، ففرض عليهم الدوران حول الرقابة، وكذلك الخوف من المخبرين الذين يترصّدون الأديب إن تجاوز الخطوط الحمراء، مما أدى إلى تلوث الكتابة بعوالق مرضية، مثل الرقابة الذاتية، حيث يتراءى للكاتب أنه يحتال على القامع، لكن هذا جعل التجربة الأدبية مشوّهة أو مقموعة. ولعل المفارقة الكارثية أن بعض هذه الأعمال تُرجمت على أنها نماذج عن الكتابة المقاومة للقمع، لكنها لا تمثّل بالضرورة أهم النماذج إبداعياً على المستوى الوطني. يرى البعض أن الأدب السوري في المنفى لا يزال فتِيّاً ثمة ملاحظاتٌ تُسجَّل حول إشكاليات جوهرية في طبيعة الأدب السوري المعروف أو المُكرّس؛ فهناك محدودية في الاشتغال الإشكالي على النوع الأدبي، ولا يزال كثيرٌ من الأدب السوري يعاني من الشكل الكلاسيكي في السرد، ولم يخُض مغامرات كبرى في النوع، والأسلوب، والتجريب. بينما يتميز الأدب العالمي غالباً بخصوصية لغوية أو بنائية لافتة، وهذا ما تفتقده كثيرٌ من النصوص السورية المعاصرة، التي تراهن فقط على موضوعها، لا على لغتها أو بنائها الفني. كما أن الأدب السوري الذي يُترجم عادة هو الرواية، حيث تظهر قائمة الترجمات وجود أسماء حاضرة كالراحل خالد خليفة، والروائية سمر يزبك، وكثيرٌ منها يُكتب من أجل الترجمة، بينما لم يُقدَّم المسرح أو الشعر أو القصة القصيرة كما يجب، على الرغم من وجود تقاليد سورية مهمة في هذه الأجناس، لكنها لم تجد طريقها إلى العالمية. وبالمقارنة مع رواياتٍ عربية وصلت إلى العالمية، ورغم انتشار روايات للسوري الألماني رفيق شامي، فقد حاول الذهاب إلى هذا الفضاء، يرى البعض أن الأدب السوري يعاني من انقطاعٍ عن الجذور الأدبية المحلية العميقة، مثل الحكاية الشامية، أو الموروث الصوفي، أو السيرة الشعبية، وينطلق بدلاً من ذلك من قوالب حديثة غربية. وهذا يُضعف فرادته في نظر القارئ الأجنبي الذي يبحث في الأدب العربي عن طابع محلي ضمن كتابة عالمية. وإذا اعتُبر تاريخ انطلاق الثورة السورية مفصلاً لتحوّل في مسار الأدباء المعارضين، خاصة من جيل الشباب، فإن تبعثرهم في المنافي لم يسمح بجهدٍ جماعي يدعم حضورهم. كما أن الخلافات الشخصية أثّرت سلباً في تجاربهم، ولم تنشأ عصبة حقيقية لدعم بعضهم البعض. كذلك، قلّة منهم استطاعت كسر حاجز اللغة والكتابة بلغة البلد المضيف دون الحاجة إلى وسيط. المبضع النقدي يشير إلى أن جزءاً كبيراً من النتاجات الأدبية السورية في المنفى يُقدَّم باعتباره نوعاً من ردة الفعل المباشرة على الحدث السياسي، لا باعتباره أعمالاً فنية متأملة أو ذات عمق جمالي طويل الأمد، ما أضعف من فرصها في اختراق السوق العالمية التي تبحث عن الأدب ذي القيمة الإنسانية والفنية العالية. وفوق ذلك، فإن بعض الجهات التي ساهمت في إبراز بعض الكتّاب، نظرت إلى سورية بوصفها قضية سياسية لا بيئة أدبية، فجرت قراءة بعض النصوص فقط من منظور سياسي، مما أرهق المتلقي العالمي وخلق حالة تشبع من "قصص اللاجئين" و"الحرب"، وأثّر سلباً حتى على استقبال النصوص الجادة. ولعل المثال الحاضر في هذا الإطار ذلك النهج الذي مضى فيه الشاعر السوري الشاب عمر يوسف سليمان، حيث صار، وعبر تصريحاته المؤيدة لسياسات اليمين تجاه قضية المهاجرين محلياً، وأحداث السابع من أكتوبر في غزة، حاضراً في المشهد الإعلامي الفرنسي. ويشير بعض الدارسين إلى أن الأدب السوري في المنفى لا يزال فتِيّاً، ولم ينضج زمنياً كفاية، بخلاف الأدب الفلسطيني أو العراقي، ولذلك لم يظهر بعد "جيل منفي" يمكن أن تخرج منه أسماء بحجم محمود درويش، أو غسان كنفاني، أو إلياس خوري. كما أن الأسئلة الوجودية حول الهوية لم تُطرح بعمق بعد في هذه التجارب، إذ لا يزال التفكير بالكينونة مؤجلاً أو ممزقاً، بسبب التنوع الطائفي والقومي، والتشكيك في السرديات التاريخية السورية التي صاغها النظام لعقود. إن إيصال هذا الإبداع إلى السوق الأجنبية لا يزال مرهوناً بعوامل عدة، أهمها غياب منصات بديلة قادرة على إنجاز المهمة، وفقدان الترجمة لجدواها بوصفها فعلاً من أفعال التثاقف. فمعظم الترجمات جاءت من مبادرات فردية أو مؤسسات غير فاعلة، دون وجود مشروع ترجمة منظم ومدروس يُبرز المزاج السوري الحقيقي. كثير من المترجمين ترجموا لكتّاب "متاحين"، لا "مهمّين". كما أن دور النشر لا تهتم إلا عندما تتكفّل جهة وازنة بدعم الكاتب، أو حين يتخذ موقفاً يُرضي جماعة ثقافية أو أيديولوجية معينة، وهي ظاهرة تستحق التوقف عندها، بعد أن باتت منتشرة بشكل لافت في الأوساط الثقافية الغربية. يظل الأدب السوري، رغم غناه وتعدد تجاربه، في حاجة إلى مشروع ثقافي متكامل، يخرجه من عزلته، ويمنحه الأدوات اللازمة للعبور إلى العالم. فبدون دعم مؤسسي حقيقي، واستراتيجية ترجمة وترويج مدروسة، ستبقى الأصوات السورية، مهما بلغت من الجودة، رهينة السياقات المحلية أو القراءات السياسية العابرة. * كاتب وناقد سوري مقيم في فرنسا آداب التحديثات الحية احتفالية ليوبولد بلوم: طيف جيمس جويس في دبلن


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
دوني فيلنوف مخرجاً لأفلام "جيمس بوند"
بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلما "دون" (Dune) في شباك التذاكر، أعلنت استوديوهات "أمازون إم جي إم" الأربعاء عن اختيار مخرج العملين، دوني فيلنوف، لإخراج الأفلام المقبلة ضمن سلسلة "جيمس بوند" الشهيرة. واختارت المجموعة العملاقة في مجال التجارة الإلكترونية مخرجاً هوليووديّاً ناجحاً ليتولى أولى تجاربه في عالم الجاسوس البريطاني الذي ابتكره الكاتب إيان فليمنغ. وقال فيلنوف في بيان: "أنا من أشد المعجبين بجيمس بوند، إنه بالنسبة إليّ شخصية عظيمة"، مضيفاً: "نشأتُ وأنا أشاهد أفلام جيمس بوند مع والدي. أعتزم تكريم هذا التقليد، وفتح المجال أمام مهام جديدة مقبلة. إنها مسؤولية كبيرة، لكنها أيضاً مثيرة للغاية بالنسبة إليّ، وشرف عظيم". ولم يُعرف بعد من سيؤدي دور العميل السري جيمس بوند في النسخة الجديدة تحت مظلة " أمازون ". وكان دانيال كريغ قد تخلّى عن أداء شخصية بوند عام 2021، بعد طرح فيلم "نو تايم تو داي" (No Time to Die). ومنذ ذلك الحين، شهد مصير مغامرات العميل 007 تحولات عدّة. سينما ودراما التحديثات الحية سيف صائد الشياطين: 170 عاماً من العبور بين العوالم دفعت "أمازون" نحو 8.45 مليارات دولار للاستحواذ على استوديو "إم جي إم" الشهير عام 2022، والذي يملك حقوق أفلام "جيمس بوند" السابقة. لكن المجموعة واجهت مقاومة استمرت ثلاث سنوات من منتجَي السلسلة السابقين، باربرا بروكلي ومايكل ويلسون، اللذين حافظا على السيطرة الإبداعية على الشخصية لعقود. وتوصّلت "أمازون"، في فبراير/شباط الماضي، إلى اتفاق مالي معهما لتولي الإشراف الإبداعي على السلسلة، مقابل مبلغ لم يُكشف عنه، ما يتيح للشركة المملوكة ل جيف بيزوس إنتاج مغامرات بوند المقبلة. وصرح رئيس استوديوهات "أمازون إم جي إم" و"أمازون برايم"، مايك هوبكنز، قائلاً: "يشرفنا أن يوافق دوني فيلنوف على إخراج الجزء الجديد من سلسلة أفلام جيمس بوند. إنه معلّم في مجال السينما، وأفلامه تتحدث عن نفسها". أخرج فيلنوف جزئي ملحمة الخيال العلمي "دون" (Dune)، اللذين رُشّحا ل جائزة أوسكار لأفضل فيلم. وطُرح الجزء الثاني العام الماضي، وحقق إيرادات بلغت 700 مليون دولار في شباك التذاكر العالمي، وفاز بجائزتي أوسكار في فئتي أفضل صوت وأفضل مؤثرات بصرية. اشتهر المخرج الكندي أيضاً بإخراجه فيلمي "بليد رانر 2049" (Blade Runner 2049) و"أرايفال" (Arrival). (فرانس برس)


العربي الجديد
منذ 4 ساعات
- العربي الجديد
أساطيرٌ حصلوا على لقب "سير" قبل بيكهام
تلقى النجم الإنكليزي ديفيد بيكهام وسام الفارس ضمن قائمة تكريمات عيد ميلاد الملك تشارلز لعام 2025، وذلك بسبب مساهماته في الرياضة والعمل الخيري، ليتفاعل نجم مانشستر يونايتد خلال الأيام الماضية منذ الإعلان الرسمي يوم 13 يونيو/ حزيران مع هذا الأمر في أكثر من مناسبة، إذ قال، بحسب صحيفة ديلي ميل، إنّه لم يتخيل قط حصوله على هذا الشرف، بعدما أفلت لقب "سير" من قائد الأسود الثلاثة سابقاً لأكثر من عقدٍ من الزمن، كان من بينها عام 2014 بسبب مشاكل على مستوى الضرائب. ومع حصول السير بيكهام على لقب الفارس، وهو من أعلى أوسمة الإمبراطورية البريطانية، انضمّ لاعب الوسط الإنكليزي إلى مجموعة من الأسماء التي حملت هذا الشرف أيضاً، إذ ستكون البداية بطبيعة الحال مع السير أليكس فيرغسون، المدرب الاسكتلندي الشهير، بعدما نال هذا الشرف في عام 1999 نظراً لإنجازه بقيادة مانشستر يونايتد إلى أول ثلاثية قارية في تاريخ كرة القدم الإنكليزية، ويُعتبر على نطاق واسع من أعظم مدربي اللعبة على مرّ العصور، بعدما قضى 27 عاماً حافلة مع الإنجازات قبل اعتزاله في عام 2013 تاركاً مسرح الأحلام مع 38 نجمة، بينها لقبان في دوري أبطال أوروبا و13 في الدوري الإنكليزي الممتاز. واقترنت كلمة سير في عالم كرة القدم باسم كروي قديم للغاية، عُرف حتى عند الأجيال التي لم تشاهده، والحديث يدور عن بوبي تشارلتون، أحد عمالقة الكرة البريطانية، بعدما نال لقب فارس في عام 1994 رغم تأخره في الحصول على هذا التكريم، فهو الناجي من كارثة ميونخ الجوية التي ضربت نادي مانشستر يونايتد، الذي لعب له 758 مباراة، وكان أول نادٍ من البلاد يتوج بلقب دوري الأبطال، لكن إنجازه الأبرز يبقى تسجيل 49 هدفاً لمنتخب بلاده وجائزة الكرة الذهبية في عام 1966 بعد مساهمته في تحقيق لقب كأس العالم. ننتقل بعدها للحديث عن السير جيف هورست، حيث نال هذا الشرف عام 1998 قبل انطلاق رحلة إنكلترا في كأس العالم بفرنسا، إذ تقلّد وسام الفارس تقديراً لمساهمته في حصد لقب مونديال 1966 بعدما سجل "هاتريك" أمام ألمانيا الغربية في ويمبلي خلال المواجهة التي انتهت 4-2، مع العلم أنّه مثل العديد من الأندية إضافة لويستهام، الذي دافع عن ألوانه في 500 مباراة وسجل 242 هدفاً. ميركاتو التحديثات الحية بيكهام... الصفقة الضائعة التي جعلت لابورتا الرابح الأكبر ونتابع رحلة نيل هذا الشرف قبل بيكهام مع السير بوبي روبسون في عام 2002، وذلك تقديراً لخدماته في عالم كرة القدم بعدما قاد منتخب بلاده إنكلترا مدرباً في عام 1990، وكان على بُعد خطوة واحدة من بلوغ النهائي، ليسير على خطا السير ألف رامزي (1967)، الرجل الوحيد الذي قاد منتخب الأسود الثلاثة مدرباً للقب بطولة العالم، إذ كرّم الأخير على هذا الإنجاز مباشرة، مع العلم أنّه احتل المركز الثالث في بطولة أوروبا عام 1968 وربع نهائي المونديال في 1970. وبحال أردنا العودة إلى الماضي البعيد، يُعتبر تشارلز كليغ أول من نال وسام فارس من الملك جورج الخامس عام 1927، تقديراً لما فعله للعبة كرة القدم، إذ كان لاعباً في بداية الأمر ثم أصبح رئيساً للاتحاد الإنكليزي، ويُنسب إليه الفضل في كونه أحد مؤسسي نادي شيفيلد يونايتد، وكان ضمن أفراد المباراة الدولية الأولى في التاريخ بين إنكلترا واسكتلندا عام 1872. ونختم بعدها مع عدّة أسماء، وأوّلها السير ستانلي ماثيوز عام 1965، وهو الذي عُرف بلقب "ساحر المراوغة"، وكان أول شخص يحصل على لقب فارس وهو لا يزال يلعب كرة القدم، إذ تحوّل لاحقاً لأيقونة، خاصة أنّه أكبر لاعب سناً يشارك في الدوري الإنكليزي بعمر 50 عاماً، وأكبر لاعب مثّل منتخب الأسود الثلاثة (42 عاماً و104 أيام)، كما لدينا في القائمة أيضاً السير ألف رامزي، وهو واحد من أبطال مونديال 1966، وكذلك مات باسبي بعد قيادته مانشستر يونايتد بلقب بطولة أوروبا عام 1968، بعدما أعاد بناء الفريق إثر كارثة ميونخ الجوية، وأيضاً أسطورة ليفربول كيني داغليش عام 2018 من قبل أمير ويلز، وغاريث ساوثغيت في عام 2025 بسبب وصوله إلى نهائي يورو 2020 والمربع الذهبي في مونديال 2018.