logo
ملحمة "صائد الدواعش" العراقي "باهتة" على الشاشة

ملحمة "صائد الدواعش" العراقي "باهتة" على الشاشة

Independent عربية٠٤-٠٤-٢٠٢٥

انقضى رمضان، وانتهت حفلات الاحتفاء بمسلسل "النقيب" الذي عرض أخيراً على شاشة قناة "العراقية" الرسمية وكان بمثابة انعطافة لها مغزاها، فأن يتم تكريم أحد منتسبي الأجهزة الأمنية عن دوره الاستثنائي في الحرب على "داعش" هو محاولة لتسليط الضوء درامياً على دور هذه الأجهزة في التصدي للإرهاب، بعد أعوام من تصدر روايات الإشادة المنفردة بمقاتلي "الحشد الشعبي" بدعوى أنهم كانوا في صدارة المواجهة.
هذه النقطة الأخيرة أثارت نقاشاً طويلاً في الماضي لأن النصر العراقي على التنظيم اشتركت فيه أجهزة أمنية عراقية عدة، تقدمها جهاز مكافحة الإرهاب والجيش العراقي، والشرطة الاتحادية، ومعهم مقاتلو "الحشد"، لكن المنصات الموالية لبعض الفصائل المسلحة العراقية أرادت تعزيز هذه السردية على حساب جهود وتضحيات لا غبار عليها.
حارث السوداني، ضابط عراقي منسوب لخلية "الصقور" الاستخباراتية التابعة لوزارة الداخلية العراقية، تمكن من التسلل إلى صفوف تنظيم "داعش" ليصبح معتمداً لديهم في نقل السيارات والعجلات المفخخة (تمكن من تفجير العشرات منها في عمليات مموهة ومسيطر عليها) لما يقارب من عام ونصف العام قبل أن يُكتشف ويُعدم من قبل التنظيم عام 2017.
وسبق المسلسل في تناول سيرة السوداني، مديرة مكتب صحيفة "نيويورك تايمز" السابقة في بغداد مارغريت كوكر في كتاب عنوانه "صائد الدواعش"، ترجمه الصحافي العراقي عمار كاظم محمد. وجاء المسلسل ليؤكد رغبة الجمهور وتوقه لتخليد واحدة من قصص كثيرة مر بها العراق أثناء سنوات العنف والإرهاب، وتكريم أبطال حقيقيين من الواقع القريب لبلاد الرافدين.
أنتج "النقيب" ضمن منحة رئاسة الوزراء للدراما العراقية، وكتب سيناريو العمل جعفر تايه وأخرجه وثاب صكر، وهو من تمثيل عواطف السلمان وإياد الطائي ومازن محمد مصطفى وحسن هادي وحيدر أبوالعباس وسمر قحطان وسامر دشر وتحرير الأسدي.
دراما غير مقنعة
لكن العمل فشل في خلق قصة موازية على الشاشة تصلح لأن تكون جزءاً من مادة وثائقية ناجزة يمكن العودة إليها، ولعل ذلك يعود تحديداً إلى الاختيار غير الموفق لبطل المسلسل حيدر أبوالعباس الذي أخفق في أداء دور حارث السوداني باحتراف، بل كان أداؤه بارداً ولم يجسد الشخصية مثلما يجب أن تكون عليه، وخصوصاً في إطار الاجتهاد بتقديم تباين نفسي وسلوكي بين شخصية الضابط الذي يعاود مقر مؤسسته الاستخباراتية ويزور أهله بشكل متقطع، وذلك المخترق للتنظيم الإرهابي (أبوصهيب) الذي يعيش بينه ويجتمع مع عناصره، إذ لم نلمس تمايزاً بين سلوك الممثل وهو يؤدي الشخصيتين، ويمكن ملاحظة ذلك من أول حلقة وحتى الحلقة الـ15 والأخيرة، بخلاف الفنان حسن هادي الذي كان موفقاً في أداء شخصية القيادي في التنظيم (أبومريم).
لم يكن هناك أيضاً شغل عميق في نطاق توليف عناصر القصة الدرامية وتقديم صورة أكثر إجادة ودقة لأجواء التنظيم ويومياته، وظهر أن قياداته وعناصره جميعهم من العراقيين عدا طيف من اللقطات التي نشاهد فيها دوراً لأحد الآسيويين (أكينو)، وهو ما يخالف الواقع بما ينبه إلى خلل في البناء الدرامي للمسلسل، لأن الحقائق تشير إلى أن مقاتلي التنظيم بينهم أجانب وعرب، مما يعرفه أي متابع.
اهتم العمل بالخلفية الاجتماعية للنقيب حارث وعائلته، ونجح في توجيه الأضواء نحو بيئة مدينة الثورة (الصدر حالياً)، التي كانت الإشارة إليها غائبة عن الدراما العراقية لناحية طريقة العيش والحياة اليومية.
مشاهد قنص الإرهابيين والعمليات الانتحارية كانت فقيرة فنياً، ولم تخضع للمعالجة الواجبة على المنحى الإخراجي في إظهار جانب من الأكشن والترقب الذي أحاط بعمليات المواجهة الحقيقية مع "داعش"، سواء على مستوى صناعة المشهد الواحد، أو على صعيد استخدام تقنيات غير تقليدية في تمثيل هذه الأحداث.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
المشاهد الافتتاحية للمسلسل أوضحت بساطة خيال الكاتب في خلق بداية مؤثرة تليق بقصة السوداني، كما أن التصاعد في الأحداث، بناءً على الوقائع التي حصلت، لم يتناغم معه بطل المسلسل وهو يتنقل بين شخصيتي ضابط الاستخبارات والعنصر المتعاون مع التنظيم.
أما الحلقة الأخيرة فغير مبرر فيها كل هذا التوديع المبالغ به أمام الكاميرا لحارث السوداني من قبل رفاقه في الاستخبارات، في مشاهد لم تكن مشغولة فنياً، وكان بالإمكان اختصارها بنظرات سريعة أو إيحاءات مدروسة تستعرض القلق على مصير صائد الدواعش، وانحسر التفكير كما يتبين في كيفية إثارة المشاهد بإطالة الحوارات.
جدل المقدس والفني
إن خط الأحداث الخاص بالمسلسل، كان في حاجة إلى حبكة أعلى إتقاناً تولد أثراً عاطفياً من دون أي تنازل عن الجوانب الفنية وطبيعة الصراع، نذكر على سبيل المثال طريقة تقديم (أبومصطفى) للتنظيم من قبل زميله في الاستخبارات (أبوصهيب) أو النقيب حارث، وكذلك مشهد القبض على (أبوبركات) الذي كان باهتاً وغير مقنع بالمرة.
فنانون وكتاب سيناريو ساقوا الانتقادات للعمل وما فيه من هفوات إخراجية، وتوجهت معظمها لأداء البطل ولكاتب السيناريو، إذ نصح المنتج مشتاق فاضل الكاتب بـ"الاستعانة بضباط استخبارات قبل الشروع بتأليف مثل هذا العمل مستقبلاً، وأن يكون معه في ورشة الكتاب لدراسة الشخصية وكيفية بناء العقدة والحل والتعامل مع الكاميرا وأجهزة الهاتف والأداء الشخصي للضابط نفسه، لأن قصة حارث السوداني ليست أقل من (رأفت الهجان)".
الكاتب ضياء سالم قال في منشور له على "فيسبوك"، إن "هذا الفنان (يقصد حيدر أبوالعباس الذي وضع صورته) قدم أسوأ ما في الدراما العراقية بتمثيل شخصية حارث البطل الذي على الدولة العراقية أن تضع له تمثالاً".
أما على المستوى الشعبي فقد حصد المسلسل إشادات كبيرة من الجمهور غير المتخصص الذي تلقف باستحسان هذا التكريم الدرامي لرجل أمن عراقي اخترق تنظيم "داعش"، رغم انكشاف أمره ونهايته في ما بعد.
يخفق كاتب العمل جعفر تايه في كل عمل تلفزيوني بتقديم نفسه كمشتغل في الحقل الفني، وذلك بإدخال متبنياته العقائدية كرافعة لتسويق أعماله وكتاباته في الدراما، ففي مسلسل "آمرلي" الذي عرض العام الماضي، ادعى تايه أن الإمام علي كان حاضراً في معارك تحرير مدينة آمرلي، عندما "روى له ذلك ضابط وجد الدواعش وقد قتلوا جميعاً في تلك المعركة إلا جريح واحد بقي منهم أبلغه بأن من تولاهم بسيفه هو فارس على حصانه". وقتها دافع تايه عن نفسه بأنه لم يستطع تجسيد ذلك درامياً، ثم عاد ليستخدم التبرير ذاته في حديثه قبل أيام عن عمله "النقيب"، قائلاً إنه "لم يتمكن من نقل حقيقة حضور السيدة فاطمة الزهراء في إحدى عمليات النقيب حارث السوداني، التي شاهدها أحد الضباط من زملاء حارث وهي بهيئة امرأة تجلس قرب المواجهات الحامية".
مثل هذه التصريحات، ربما تثير ما تثيره اجتماعياً، لكن لا قيمة فنية لها، بل تضع علامات استفهام حول مدى قدرة مثل هذه الأعمال الدرامية على أن تكون خاضعة لتقييمات تأخذ بنظر الاعتبار مستوى الإبداع المجرد في العملية الفنية، لا تمرير الإدخالات الخطابية واستدرار عواطف الجمهور باسم العقائد والغيبيات، لتطويق وإزاحة ما يطاول المسلسل من النقد والتفكيك اللاحقين، ناهيك بالتمهيد لخلق مجال تقديس جديد بوجه من يفكر بمناقشة عمل درامي يحضر في قصته الحقيقية نبي أو إمام أو ولي من أولياء الله.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نبيه بري... "مارادونا" السياسة اللبنانية
نبيه بري... "مارادونا" السياسة اللبنانية

Independent عربية

timeمنذ 4 أيام

  • Independent عربية

نبيه بري... "مارادونا" السياسة اللبنانية

اقترب مني جدي أبوعلي عام 1993 وهمس في أذني، "اذهب وتأنق، سترافقني لرؤية أقوى رجل في العالم". كان مارادونا بالنسبة إليّ الأقوى آنذاك، ولكن كيف وصل جدي إلى دييغو، وما يربطهما، وهل يتكلم جدي أصلاً لغة أجنبية؟ كل تلك الأسئلة لم تعكر فرحتي، فتأنقت ورافقت جدي إلى حافلة في موقف كان يضم عشرات الحافلات المزينة بأعلام خضراء. زاد ارتباكي، فعلم الأرجنتين ليس بأخضر، وما الحاجة إلى كل هذا التأنق لرؤية لاعب كرة قدم. كنت في الـ13 من عمري، ومعلوماتي السياسية بسيطة، ولم أكن متابعاً لأخبار البلد الخارج من حرب أهلية. في الطريق، استمعنا إلى أناشيد حماسية، لم أفهم كثيراً من كلماتها إلا كلمة القائد التي علقت في ذهني. كان مارادونا قائداً لفريقه ومنتخب بلاده، ومعرفتي بأن جدي يحب كرة القدم، طمأنتني قليلاً. في الحافلة، كنت الأصغر سناً، كلهم يغنون ويهتفون "يا قائد الله معك.. الله معك"، وكان جدي الأكثر سعادة. لم تكن المسافة بعيدة بين المنزل والقصر الذي وصلناه. نظم الوفد صفوفه، وألقى أبوقاسم (صديق جدي) بضع كلمات علينا، انتظرنا قليلاً ودخلنا قاعة كبيرة، فيها المئات. نظر إليّ جدي وابتسم "احفظ هذا التاريخ جيداً، اليوم ستصافح أقوى رجل في العالم. تذكر هذا اليوم لتخبر عنه أولادك وأحفادك. تعالَ لنلقي التحية على نبيه بري". ما هذا، ألست هنا لمقابلة مارادونا، ماذا فعلت بي يا جدي؟ بعثر أبوعلي كل أحلامي بمقابلة مارادونا، بطل العالم بالنسبة إليه، يختلف عن بطلي. كان رجلاً عادياً كأي رجل، لا عضلات له ولا طوله فارعاً. لكنه يتمتع بكاريزما مخيفة، وابتسامة آسرة ووجه بشوش، تشعر أنه سيد المكان، والأقوى فعلاً فيه. ينظر في كل الاتجاهات ويوزع التحايا. حين صافحته، ربت بيده اليسرى على كتفي قائلاً "كيفك يا قبضاي"، لم أعرف بما أجاوب، ومن كان خلفي دفعني لأفسح مجالاً له لإلقاء التحية. مشيت وأنا أنظر إليه، إلى أن أخفته الجموع. خرجنا من القصر، وجدي سعيد جداً، وأنا أتحسر على عدم رؤيتي مارادونا. رافقتني هذه الذكرى طويلاً. وارتبط اسم نبيه بري بكثير من مفاصل حياتي، وبحكم عملي، كثيراً ما كانت أخباره تلاحقني في المكتب والبيت والسيارة والنقاشات، نظراً إلى دوره المحوري في الحياة السياسية اللبنانية. وحين تزوجت وأنجبنا يوسف وتاليا. بات للولدين أيضاً قصة مع الرجل، فكلما قصدنا الجنوب من بيروت، يرون صوراً كثيرة للرجل في كل مكان. فيسألاني عنه، إلى أن حفظا اسمه وبات يرافقنا في كل رحلاتنا، ويصرخان كلما رأيا صورة له، كأنه صديقهما منذ زمن. حين كبرت، أدركت أن ثمة تشابهاً كبيراً بين مارادونا وبري. فالأول تفوق على كل المدافعين الذين واجهوه، وتخطاهم وسجل أهدافاً صعبة، وكان معروفاً بمراوغاته، فيما الثاني حريف في تدوير الزوايا السياسية وكسب الوقت والتعطيل لخدمة خطته وتكتيكاته. حضور قوي منذ ثمانينيات القرن الـ20 واسم الرجل حاضر بقوة في السياسة اللبنانية، تجده في السلم والحرب والمفاوضات والتعطيل والانتخاب والتشكيل. يخرج أرانبه في كل معضلة محلية. ثمة ثابت وحيد في هذا العالم لا يتغير هو نبيه بري. سقط بشار الأسد، وانتهت حقبة عائلة الأسد في سوريا وفاز ترمب بولاية أولى وثانية ويقود حرباً جمركية على الصين، وتقطعت أذرع إيران في المنطقة، واغتالت إسرائيل أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله، واندلعت حرب بين روسيا وأوكرانيا، واجتاحنا فيروس كورونا، وخرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وظهر تنظيم "داعش" وشبه اختفى، وقتل أسامة بن لادن، وشهدنا "الربيع العربي"، وانتخب باراك أوباما كأول رئيس أميركي من أصل أفريقي، والأزمة المالية العالمية الكبرى، وتوسع الاتحاد الأوروبي ليضم 10 دول جديدة من أوروبا الشرقية، والغزو الأميركي للعراق وسقوط نظام صدام حسين، وهجمات الـ11 من سبتمبر (أيلول)، ووفاة الأميرة ديانا، ومجازر رواندا، ونهاية نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وانتخاب نيلسون مانديلا رئيساً، ولا يزال نبيه بري حتى الآن، رئيساً لمجلس النواب اللبناني منذ عام 1992. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ كان له دور سياسي كبير في توقيع "اتفاق الطائف" في السعودية عام 1989، الذي نص على وقف إطلاق النار بين الأحزاب المتقاتلة في لبنان. كما كان أبرز وجوه اتفاق الدوحة عام 2008، بعد نشوب معارك مسلحة في شوارع بيروت بين "حزب الله" و"أمل" من جهة، ومناصري "تيار المستقبل" من جهة أخرى. مراحل لكم إذاً، أن تتخيلوا ما مر على الرجل الذي رافق أيضاً خمسة رؤساء للجمهورية اللبنانية (إلياس الهراوي وإميل لحود وميشال سليمان وميشال عون وجوزاف عون) وبقي نبيه بري الناخب الأول لهم في البرلمان. بات بري اليوم الرجل الأول لدى الطائفة الشيعية في لبنان، بعد اغتيال حسن نصرالله، بات "الأخ الأكبر" كما قال عنه الأمين العام الجديد نعيم قاسم. في كتابه "لعنة القصر" بمقدمة حواره مع نبيه بري، يقول غسان شربل، "أنصاره كثيرون وخصومه كثر. وهو في المعادلة اللبنانية الحالية رقم صعب يتعذر شطبه ويستحيل تجاهله". لكن الرجل ليس نبياً، كما يحلو لعشاقه توصيفه "لولا الهاء لكان نبياً". ثمة اتهامات له بتعطيل انتخاب رئيسي الجمهورية والحكومة أكثر من مرة، وقضايا فساد واعتداء على متظاهري حراك "تشرين الأول 2019". إذ اعتدت شرطة المجلس التي هي بإمرة رئيس المجلس خلال الانتفاضة اللبنانية على المتظاهرين السلميين بالضرب وتكسير السيارات، مما أسفر عن إصابات بالغة وسقوط عدد من الجرحى. ومعروف أن عناصر شرطة مجلس النواب بغالبيتهم هم عناصر حزبية من حركة "أمل" يتبعون مباشرة رئيس مجلس النواب ولا يخضعون للمحكمة العسكرية ولا لقرارات المدير العام لقوى الأمن الداخلي ولا لوزير الداخلية، ولا تتخذ إجراءات مسلكية بحقهم، وترقياتهم تتبع للرئيس بري ولا تتبع مباشرة لمديرية قوى الأمن الداخلي، علماً أن رواتبهم وتعويضاتهم تدفع من قبل الدولة اللبنانية. وكثيراً ما وجهت لبري اتهامات بتجميد الاستحقاقات الدستورية، مما أدى إلى شلل مؤسسات الدولة وتعطيل الحلول السياسية. ويَعُد المحلل السياسي المحامي أمين بشير في حديث صحافي، أن "بري يتسم بالقدرة على التكيف مع الظروف، متنقلاً بين أدوار متعددة، من رئيس المجلس النيابي، إلى زعيم الطائفة الشيعية، وصولاً إلى قائد حركة أمل". ويحمل بشير بري مسؤولية استمرار تعطيل تشكيل الحكومات، عبر استغلال مفهوم "الميثاقية" بشكل يتناقض مع جوهرها الدستوري. وزارة المال وبات احتكار الوزارات، لا سيما وزارة المالية، من قبل بري ظاهرة مألوفة، حيث يستخدم هذه الوزارة كأداة للوصاية على قرارات الحكومة ورئاسة الجمهورية، مما أسهم في تعميق الأزمة المالية وتدهور الثقة الدولية بلبنان. ولا بد من التذكير أن بري كان شريكاً أساسياً في حماية المنظومة الاقتصادية والمالية الفاسدة في البلد، كما لعب دوراً في حماية حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة حتى اللحظة الأخيرة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) علماً أنه سمح بإقرار قانون رفع السرية المصرفية والتعديلات اللاحقة التي دخلت عليه بعد محاولات منه ليكون هذا القانون خالياً من أي مضمون فاعل، وبعد تدخلات وضغوط أجنبية. وعلى رغم ذلك لا يزال القانون أقل مما هو مطلوب. وسبق أن عبر النائب ميشال معوض، في بيان صادر عن مكتبه عام 2023، عن نظرة المعارضين إلى بري. ووصف معوض يومها بري بأنه "أستاذ في الفساد العابر العهود والحكومات، والشريك الأكبر في المحاصصات منذ عام 1992 وحتى قبل اتفاق الطائف". ومعروف أيضاً داخل الطائفة الشيعية، أن وظائف الفئة الأولى الخاصة بها تعطى للأسماء التي يقدمها بري، وهذا ما يعرف في لبنان بـ"الواسطة"، ويمتد الأمر إلى الدخول للكلية الحربية، فمن دون بركات النبيه، لا يمكن أن تصبح ضابطاً أو تترقى لمراتب أعلى. مما جعل كثيراً من الكفاءات الشيعية تُحجم عن الدخول في القطاع الحكومي، ودفع البعض منها للهجرة بحثاً عن فرص أفضل تعتمد معايير الكفاءة والمهنية. الحس الفكاهي يعرف بري بحسه الفكاهي، وتعليقاته الساخرة في جلسات مجلس النواب، والطريقة التي يدير بها الحوار، وغالباً ما تنتظر وسائل الإعلام المحلية، الأمثلة الشعبية التي يمزجها بأحاديثه السياسية. يكتب كثيراً من خطاباته السياسية، ويتميز بلغة أدبية وصور شعرية لافتة. غنى له مرسيل خليفة قصيدة "يا طير الجنوب" التي كتبها بري في رثاء بلال فحص، قائد العملية الانتحارية ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي في منتصف الثمانينيات. كما يعرف بمهاراته التفاوضية، وحافظ على علاقات ودية مع السياسيين من مختلف الأطياف. واحتفظ برأي رئيس في تعيين الرؤساء وتشكيل الحكومات وإقرار التشريعات. وقد كان مقر إقامته في حي عين التينة الراقي في بيروت مقصداً منتظماً للدبلوماسيين الأجانب وكبار المسؤولين. له كثير من الألقاب فهو "الأخ" و"الأستاذ" و"القائد" و"دولة الرئيس" و"النبيه" و"الأخ الأكبر" و"أبومصطفى". حقبة سابعة عام 2022، أعيد انتخاب السياسي المخضرم رئيساً لمجلس النواب اللبناني للمرة السابعة على التوالي، محافظاً بذلك على رقمه القياسي كأطول رئيس لمجلس تشريعي في العالم. يحتفظ بري بمنصبه بفضل "اتفاق الطائف" عام 1989، الذي أرسى اتفاق تقاسم السلطة بين أكبر الطوائف الدينية في البلاد، المسيحيين والسنة والشيعة. يعرف بري بحسه الفكاهي، وتعليقاته الساخرة في جلسات مجلس النواب، والطريقة التي يدير بها الحوار، وغالباً ما تنتظر وسائل الإعلام المحلية، الأمثلة الشعبية التي يمزجها بأحاديثه السياسية. وبموجب الاتفاق، يتولى المسيحيون رئاسة البلاد، ويتولى السنة رئاسة الوزراء، بينما يحصل الشيعة على رئاسة البرلمان. وكثيراً ما كان بري (87 سنة)، رئيس حركة "أمل"، المرشح الوحيد لهذا المنصب. درس الحقوق في الجامعة اللبنانية التي تديرها الدولة، وتخرج فيها عام 1963 قبل أن يكمل تعليمه العالي في جامعة السوربون بباريس. في مرحلة ما، التقى بري الإمام موسى الصدر، وهو رجل دين شيعي لبناني أسس حركة "المحرومين" التي عرفت في ما بعد باسم حركة "أمل". على الصعيد السياسي حمل أفكاراً قومية، وفي أواسط الستينيات تعرف على الإمام موسى الصدر وتأثر بأفكاره، ونشأت بينهما علاقة قوية حتى بات واحداً من المقربين جداً إلى الصدر وأحد أبرز مساعديه. ارتقى في صفوف الحركة قبل أن يقودها في نهاية المطاف بعد اختفاء الصدر المفاجئ في ليبيا عام 1978، الذي ألقت الحركة باللوم فيه على الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. في عهد بري لعبت حركة "أمل" دوراً نشطاً في الحرب الأهلية في البلاد التي اندلعت عام 1975. وخلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)، انضم بري إلى القوات اليسارية في صد القوات الإسرائيلية. وهو حليف لـ"حزب الله" المدعوم من إيران، كما أنه كان مقرباً من نظام بشار الأسد السوري. خلال مسيرته السياسية الطويلة، تولى ست حقائب وزارية مختلفة في الحكومات اللبنانية المتعاقبة من عام 1984 إلى عام 1988. يحافظ أبومصطفى على علاقات جيدة مع جميع الأحزاب اللبنانية، ويحظى بدعم الشيعة لانتخابه رئيساً لمجلس النواب. كما أنه رئيس حركة "أمل" منذ عام 1980. وطوال الحرب الأهلية اللبنانية، قاد الحركة خلال المعارك مع كثير من الأطراف الرئيسة الأخرى في الصراع. دولياً برز نجم "الأستاذ" على الصعيد الدولي عام 1985 عندما ساعد في التفاوض على إطلاق سراح 39 أميركياً احتجزهم مسلحون شيعة في بيروت رهائن بعدما اختطفوا طائرة تابعة لشركة "TWA". وتعززت مكانته أكثر عندما وقع مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقاً وليد جنبلاط وزعيم ميليشيات القوات اللبنانية المسيحية آنذاك إيلي حبيقة اتفاقاً بوساطة سورية لإنهاء الحرب الأهلية في ديسمبر (كانون الأول) 1985. لكن الاتفاق الثلاثي أجهض عندما أطيح حبيقة بعد فترة وجيزة من ذلك بسبب تمرد في صفوف القوات اللبنانية في شرق بيروت. كانت علاقة بري وحركة "أمل" معقدة مع حلفائهما، فبعد سيطرة الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة "أمل" على بيروت الغربية في فبراير (شباط) 1984، وجه الحزب وحركة "أمل" بنادقهما ضد بعضهما بعضاً في صراع على هذا الجزء من العاصمة. خرج "الأستاذ" من الحرب واحداً من أقوى القادة اللبنانيين، حيث يرتكز نفوذه على علاقاته الوثيقة سابقاً مع دمشق التي هيمنت على بيروت من 1990 إلى 2005، ومع "حزب الله" المدجج بالسلاح والمدعوم من إيران. بعد انسحاب بشار الأسد من لبنان عام 2005، صار بري أحد أبرز صناع لعبة التوازنات اللبنانية، خصوصاً بعد اغتيال رفيق الحريري وما تلاه من توترات سياسية وأمنية في البلاد، إذ أسهم في اجتراح حلول لها. منذ تسلمه رئاسة السلطة التشريعية، نجح في الإمساك باللعبة السياسية داخل البلاد من جوانبها كافة، وصنفه بعضهم برجل المهام الصعبة للأزمات المتعاقبة. على الصعيد السياسي حمل أفكاراً قومية، وفي أواسط الستينيات تعرف على الإمام موسى الصدر وتأثر بأفكاره، ونشأت بينهما علاقة قوية حتى بات واحداً من المقربين جداً إلى الصدر وأحد أبرز مساعديه. ويتميز بري بقدرة على لعب دور الوسيط بين القوى المتصارعة. فمنذ نهاية الحرب، عُد نقطة التقاء بين الفرقاء اللبنانيين، وحتى في أشد الأزمات كان يعول على تدخله لحلحلة العقد. ويكمن سر قوته في أنه لا يقطع مع أي طرف، بل يبقي خطوط التواصل مفتوحة حتى مع خصومه، مما يمنحه مساحة واسعة للمناورة. واحدة من أبرز أدوات "أبومصطفى" في الحياة السياسية، قدرته على التحكم بتوقيت الاستحقاقات. من خلال موقعه في رئاسة البرلمان، يمارس سياسة التأجيل والمماطلة حين تقتضي الحاجة، ويفتح الأبواب حين تنضج الظروف. لعب هذا الدور بمهارة خصوصاً في أزمات تشكيل الحكومات وانتخابات رئاسة الجمهورية، حيث كان ينتظر اللحظة المناسبة لطرح حلول توافقية. من جهة ثانية، يتحرك بري في انسجام سياسي مع الحزب منذ أعوام ويدعم امتلاكه السلاح. وتهيمن حركة "أمل" و"حزب الله" على التمثيل الشيعي في النظام الطائفي بلبنان، حيث يتم تقسيم مناصب الدولة بين الجماعات الطائفية. مارس نفوذاً كبيراً على السياسات المالية للدولة التي تعاني أزمة اقتصادية منذ عام 2019، نتيجة عقود من فساد الدولة وسوء إدارتها. وكان ذراعه اليمنى علي حسن خليل وزيراً للمالية من عام 2014 حتى عام 2020، وكان لبري رأي حاسم في اختيار خلفاء خليل منذ ذلك الحين. وقد دعم بري قرار لبنان بالتخلف عن سداد ديونه السيادية عام 2020، كما دعم حاكم البنك المركزي المخضرم السابق رياض سلامة الذي تعرض لانتقادات شديدة بسبب الأزمة. كانت حركة "أمل" واحدة من عدة فصائل نسفت خطة التعافي المالي التي وضعتها الحكومة عام 2020. كما صوت وزراؤها ضد خريطة طريق التعافي التي وضعتها الحكومة في مايو 2022، على رغم إقرارها. ينسب إليه مؤيدوه في الطائفة الشيعية الفضل في المساعدة على تحسين مكانتهم في نظام كان يميل لمصلحة المجموعات الأخرى بعد الاستقلال عام 1943. ولكن إلى جانب زعماء لبنانيين آخرين، كان بري نقطة محورية لغضب المحتجين خلال تظاهرات غير مسبوقة في جميع أنحاء البلاد عام 2019، مما يعكس الغضب الواسع النطاق من الفساد والطائفية وسوء الحكم. العلاقة مع الثنائي الشيعي على رغم تحالفه الوثيق مع "حزب الله" ضمن ما يعرف بـ"الثنائي الشيعي"، فإنه نجح في الحفاظ على استقلالية نسبية. ففي حين يلتقي الطرفان في الأهداف الاستراتيجية الكبرى، يحتفظ بري بمسافة تكتيكية تتيح له لعب دور المعتدل بين "حزب الله" من جهة، والأطراف اللبنانية والدولية من جهة أخرى. المرفأ في المقابل، يتهم رئيس مجلس النواب من قبل بعض خصومه ومنتقديه بتعطيل التحقيق في انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في أغسطس (آب) 2020 وأودى بـ220 شخصاً. وقد رفض الوزيران السابقان علي حسن خليل وغازي زعيتر، وهما من الموالين لبري، استجوابهما من قبل القاضي طارق بيطار الذي لا يزال يحقق في ما حدث. حركة "أمل" و"حزب الله" وحلفاء آخرون اتهموا بدورهم بيطار بالانحياز وتجاوز صلاحياته. ويشير آخرون إلى مسؤولية حركة "أمل" عن الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي يعانيها لبنان منذ عام 2019، التي شهدت انهيار الليرة اللبنانية وتبدد مدخرات الناس. كان خليل وزيراً للمالية بين عامي 2014 و2020. لكن في خطاب ألقاه في مايو 2022، نفى بري أي فساد أو مخالفات وقال، إن حركة "أمل" مستعدة لقبول أي حكم ضدها. لكن كثيراً من اللبنانيين يشككون في صدقية القضاء في بلد معروف بإفلاته من العقاب. بري وشيعة لبنان على مدار عقود من مسيرته السياسية الحافلة بالأحداث، كان بري القوة الدافعة وراء التغييرات بعيدة المدى داخل الطائفة الشيعية في لبنان والتاريخ السياسي للبلاد. فمن خلال قيادته تمرداً مسلحاً ضد الرئيس السابق أمين الجميل عام 1983، رسم مسار السياسة الخارجية اللبنانية لعقود مقبلة. وبدعم من جنبلاط وحلفائه المحليين وسوريا والاتحاد السوفياتي، قضت معارضته العنيفة على معاهدة السلام بين لبنان وإسرائيل في 17 مايو، وقربت بيروت من دمشق. كما مهدت رعايته المقاومة المسلحة ضد إسرائيل وتحالفه الحديدي مع "حزب الله" بعد قتال داخلي الطريق لتحرير جنوب لبنان في مايو 2000. أما بالنسبة إلى الشيعة، فقد قضى على الإقطاعية الشيعية التي تعود إلى قرون من الزمن، مما أدى إلى إضعاف العائلات المتنفذة مثل عائلة رئيس مجلس النواب السابق كامل الأسعد. وناضل من أجل حقوق السكان الشيعة المهمشين في البلاد، وضمن لهم حصة أكبر من السلطة السياسية والوصول إلى الخدمات الأساسية التي كانوا يفتقرون إليها في السابق. وبصفته وزيراً في الحكومة ورئيساً للبرلمان وزعيماً للحزب، خفف من المصاعب الاجتماعية والاقتصادية ببناء المدارس والمستشفيات وخزانات المياه والطرق وغيرها من مشاريع البنية التحتية في الجنوب. لكن بالنسبة إلى لبنانيين آخرين، بدأ بري يشبه جزءاً من النخبة السياسية، من النوع الذي عارضته حركته ذاتها خلال الحرب الأهلية، الذي فشل في إقامة نظام سياسي فعال أو حكومة فعالة قادرة على توفير الخدمات الأساسية. من سيكون خليفة بري؟ لدى بري، وهو الآن في أواخر الثمانينيات من عمره، ست بنات وثلاثة أبناء من زيجتين. وقد أظهر ابنه الأصغر باسل اهتماماً بالسياسة، وغالباً ما يظهر في تجمعات واحتفالات حركة "أمل" في بلد تهيمن فيه السلالات السياسية على الحياة العامة، وقد أثار ذلك تكهنات حول ما إذا كان سيخلف والده. الاستمرارية السياسية يبقى السؤال الأكبر، كيف استطاع نبيه بري البقاء في هذا الموقع طوال كل هذه الأعوام؟ الجواب يكمن في براعة سياسية فريدة، وقدرة على تدوير الزوايا، وموهبة في استخدام الصمت أحياناً كأداة تأثير أقوى من أي خطاب. يعرف جيداً متى يتكلم، ومتى يصمت، ومتى يظهر كطرف، ومتى يقدم نفسه حَكماً. ديميس روسوس للمغني اليوناني الراحل ديميس روسوس قصة مع لبنان ومع رئيس مجلسه النيابي نبيه بري. ففي الـ14 من يونيو (حزيران) 1985، كان روسوس على متن الرحلة 847 التابعة لشركة "TWA"، المتجهة من أثينا إلى روما، عندما اختطفت الطائرة من قبل مسلحين لبنانيين. أجبرت الطائرة على الهبوط في بيروت، حيث بدأت واحدة من أطول وأعقد عمليات اختطاف الطائرات في التاريخ، واستمرت أكثر من أسبوعين. بعد أيام من بدء الأزمة، تدخل نبيه بري زعيم حركة "أمل" ووزير العدل اللبناني آنذاك، للوساطة مع الخاطفين. ولاحقاً في مؤتمر صحافي أعلن بري في عن إطلاق سراح ديميس روسوس إلى جانب خطيبته الأميركية باميلا سميث، ومواطن أميركي آخر، بعد مفاوضات مكثفة. اللافت أن روسوس الذي صادف عيد ميلاده الـ39 أثناء احتجازه، ذكر في المؤتمر الصحافي أن خاطفيه كانوا "لطيفين للغاية"، وأنهم قدموا له كعكة عيد ميلاد وسمحوا له بالعزف على الجيتار والغناء. وتلقى نبيه بري شكراً من الرئيس الأميركي آنذاك رونالد ريغان، على جهوده في الوساطة التي أسهمت في إطلاق سراح بعض الرهائن. سيرة والده مصطفى بري أحد وجهاء بلدة تبنين الشيعية جنوب لبنان، لكنه هاجر إلى أفريقيا وعمل في تجارة الماس في سيراليون. ولد نبيه في سيراليون في الـ28 من يناير (كانون الثاني) 1938. تلقى علومه الابتدائية بعد عودته إلى لبنان في مدرسة تبنين، والمتوسطة في مدرسة بنت جبيل، والكلية الجعفرية في صور، والثانوية في كلية المقاصد ومدرسة الحكمة في بيروت. انتسب إلى كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية، وتخرج فيها محامياً محتلاً المرتبة الأولى عام 1963. تابع دراساته العليا في الحقوق بجامعة السوربون في فرنسا. انتسب إلى نقابة المحامين في بيروت، وتدرج في مكتب الأستاذ عبدالله لحود. وبعد أن أنهى فترة التدريب في مجال المحاماة، بدأ حياته المهنية. ناضل منذ نشأته في الحركة الطلابية، وترأس الاتحاد الوطني للطلاب الجامعيين في لبنان، وشارك في كثير من المؤتمرات الطلابية والسياسية، وكان إلى جانب الإمام موسى الصدر في حركة المحرومين، حيث تولى مسؤوليات إعلامية وسياسية وتنسيقية مع الأحزاب السياسية، ملتزماً مقاومة الاعتداءات الإسرائيلية، والنضال ضد احتلال جنوب لبنان. انتخب عام 1980 رئيساً لحركة أفواج المقاومة اللبنانية "أمل" ولا يزال حتى اليوم. عين: وزير دولة للجنوب والإعمار، ووزيراً للموارد المائية والكهربائية، والعدل، في أبريل (نيسان) 1984، في حكومة الرئيس رشيد كرامي. وزيراً للموارد المائية والكهربائية، والإسكان والتعاونيات، في نوفمبر (تشرين الثاني) 1989، في حكومة الرئيس سليم الحص. وزير دولة، في ديسمبر 1990، في حكومة الرئيس عمر كرامي. وزير دولة، في مايو 1992، في حكومة الرئيس رشيد الصلح. انتخب بري رئيساً للبرلمان سبع مرات أولها عام 1992. وتنافس على المنصب نفسه في الانتخابات المتتالية في أعوام 1996 و2000 و2005 و2009 و2018 و2022، وفاز بها جميعاً. ترأس لائحة كتلة التحرير النيابية 1992، ثم لائحة التحرير والتنمية في 1996، ثم لائحة المقاومة والتنمية 2000. وفازت اللوائح التي كان يترأسها كاملة (22 عضواً) في جميع الانتخابات النيابية التي جرت منذ 1992 حتى 2005. ترأس منذ عام 1993 اتحاد البرلمانيين المتحدرين من أصل لبناني في 19 بلداً، كما يترأس منذ عام 1999 اللجنة البرلمانية العربية لكشف الجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين العرب. انتخب في يونيو 2003 رئيساً للاتحاد البرلماني العربي، وتسلم الرئاسة في دمشق في الأول من مارس (آذار) 2004. وانتخب رئيساً لمجلس اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي في دكار عاصمة السنغال بتاريخ التاسع من مارس 2004. إزاء تفاقم الأزمة اللبنانية بعد صدور القرار 1559 واستشهاد الرئيس رفيق الحريري، أسس بري هيئة الحوار الوطني عام 2006 وأدارها، فخففت جهوده حدة التشنج بين مختلف القوى السياسية. كما قام أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان في يوليو (تموز) 2006 بدور محوري من خلال الاتصالات المحلية والدبلوماسية التي أجريت، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإعادة النازحين إلى قراهم وديارهم وإطلاق ورشة البناء والإعمار. وقاد اعتصاماً مفتوحاً للنواب ابتداء من الثاني من سبتمبر داخل المجلس بهدف الضغط على إسرائيل لفك الحصار البحري والجوي عن الأراضي اللبنانية واستمر هذا الاعتصام إلى أن رفع الحصار بتاريخ 8 سبتمبر 2006.

معرض لبيكاسو من ابنته
معرض لبيكاسو من ابنته

الشرق الأوسط

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • الشرق الأوسط

معرض لبيكاسو من ابنته

تتذكر بالوما بيكاسو، أصغر أبناء بابلو بيكاسو الأربعة، بوضوح جلوسها على أرضية مرسم والدها وهي ترسم على الورق بينما كان يعمل على حامل لوحاته. وقالت في مقابلة أجريت معها مؤخراً: «لأنني كنت فتاة صغيرة هادئة جداً، كنت قادرة على البقاء معه. كان يسمح لي بالبقاء بجانبه في أثناء قيامه بالرسم لأنني كنت أقضي ساعات دون أن أنبس ببنت شفة». وأضافت تقول: «كنت أعلم أنه لم يكن من المفترض بنا أن نلمس أي شيء. وكان يقول دائماً: يمكنك أن تلمسي بعينيك، ولكن ليس بيديك». ساعدت بالوما بيكاسو الآن في تنظيم معرض لأعمال والدها في غاليري غاغوسيان بنيويورك. بعض القطع في المعرض كانت في حوزتها ولم يسبق أن شاهدها الجمهور من قبل. وقالت: «كانت الفكرة هي إقامة معرض لا يعتمد على التسلسل الزمني. وإنما ستكون الأعمال المختلفة وكأنها تتحدث إلى بعضها البعض». يضم المعرض 6 رسومات و24 منحوتة و38 لوحة فنية (نيويورك تايمز) يعدّ هذا المعرض «بيكاسو: وجهاً لوجه» دوراً غير معتاد لابنة بيكاسو، نظراً لأنها ركزت على مدى السنوات الـ45 الماضية على مجموعة مجوهراتها لدى شركة «تيفاني آند كو». وقد تولت منذ نحو عامين الإشراف على إدارة ممتلكات والدها بعد وفاة شقيقها كلود رويز بيكاسو. في ظهيرة أحد الأيام الأخيرة في 980 جادة ماديسون بنيويورك تجولت بالوما بيكاسو في المعرض بينما كان يتم تركيب أعمال والدها. ومن بين أبرز الأعمال التي أشارت إليها لوحة بعنوان «امرأة تحمل مزهرية من نبات الهولي» (ماري تيريز)، وهي لوحة زيتية وفحم على قماش من عام 1937، والتي كانت تحتفظ بها في نيويورك ثم في سويسرا، حيث تعيش الآن. توقفت أيضاً أمام لوحة «المتجردة الجالسة على الكرسي»، وهي لوحة زيتية تعود لعام 1923 لزوجة بيكاسو الأولى، راقصة الباليه الروسية «أولغا خوخلوفا»، وهي جالسة على كرسي بذراعين، تبدو للوهلة الأولى وكأنها رسم خطي بسيط، ولكن بالوما بيكاسو قالت إنها في الواقع ذات طبقات متعددة. وأضافت: «إنها لوحة مؤثرة وأخاذة للغاية. يمكنك أن ترى أنها شخصية حقيقية جالسة هناك». يضم المعرض ستة رسومات، و24 منحوتة، و38 لوحة فنية. ترجع هذه الأعمال في تاريخها إلى جميع مراحل مسيرة الفنان الممتدة من عام 1896 إلى عام 1972، وتُبرز النطاق الواسع لأعمال بيكاسو الفنية (تشير إلى والدها باسم «بابلو»). يقول لاري غاغوسيان: «بعض هذه اللوحات مميزة حقاً، وهي أمثلة جميلة من فترات مختلفة - من لوحة ذاتية رائعة إلى لوحة ماري تيريز في وقت لاحق»، في إشارة إلى ملهمة بيكاسو وعشيقته ماري تيريز والتر، عارضة الأزياء الفرنسية. وأضاف: «إنه لأمر مثير للغاية أن نعرض أعمالاً لأشهر فنان عاش على الإطلاق، لم يتم عرضها من قبل». غير معروض للبيع سوى عدد قليل من القطع الفنية، ولن يتم الكشف عن أسعارها علناً. بعض القطع في المعرض كانت في حوزة بالوما بيكاسو ولم يسبق أن شاهدها الجمهور من قبل (نيويورك تايمز) وقالت بالوما بيكاسو إنها تهدف إلى إبراز سمات والدها المتعددة من خلال الأعمال الفنية. وأضافت تقول: «يمكن أن تكون رقيقة وقوية في آن واحد. إنها كل الأمور التي تجعل من بيكاسو ما هو عليه. أعتقد أننا نوفّيه حقه هنا» تتألق بالوما بيكاسو، في السادسة والسبعين من عمرها، بأناقة وملكية، وتُشِعّ بمودة واحترام عميقين لوالدها، على الرغم من أنها قالت إنها تدرك تماماً العيوب التي أدت إلى تعقيد علاقته بوالدتها، فرنسواز جيلوت، الرسامة الفرنسية التي تصغره بـ40 عاماً، والتي توفيت في عام 2023. وقالت: «لقد كان صعب المراس في بعض الأحيان، وكنت أرى ذلك بأم عيني. أغلب الناس لا يتصرفون بصورة جيدة طوال الوقت. لماذا يجب أن نتوقع منه أن يكون مثالياً؟». كانت بالوما وشقيقها كلود ابنَيْ الزوجين، وتركت السيدة جيلوت الفنان في عام 1953، وأغضبته بمذكراتها التي ألفتها عام 1964 بعنوان «الحياة مع بيكاسو»، والتي وصفت فيها إساءته لها، بما في ذلك مناسبة قام فيها بوضع سيجارة مشتعلة على خدها. قطع بيكاسو اتصاله بكلود وبالوما بعد نشر المذكرات، ولم يتواصل معهما مرة أخرى، الأمر الذي وصفته بالوما بيكاسو بأنه مؤلم للغاية. كانت في الرابعة والعشرين من عمرها عندما توفي والدها في عام 1973، وشعرت بأنها مسؤولة جزئياً عن الحفاظ على إرثه وحمايته والترويج له. وقالت: «عندما تكونين ابنة شخصية شهيرة إلى هذا الحد - ولأسباب وجيهة - يكون لديك هذا الشعور بأنك يجب أن تشاركي أعماله مع بقية العالم». ودخلت هي وكلود في معركة قانونية أثبتت في عام 1974 أنهما الوريثان الشرعيان. في عام 1989، وبعد سنوات من الخلافات بين جميع ورثة بيكاسو - بمن فيهم أرملته جاكلين روكي - حول توزيع آلاف الأعمال الفنية التي تركها والحقوق التجارية لاسمه، نصّبت محكمة فرنسية كلود مديراً للتركة. وقالت بالوما إن شقيقها كلود، الذي وصفت نفسها بأنها كانت مقربة منه، قام «بعمل رائع في إدارة إرث بيكاسو». وبصفتها رئيسة الإدارة بنفسها الآن، قالت السيدة بيكاسو إنها تحاول دمج أفراد عائلتها. وأضافت: «لقد كبر أبناء وبنات إخوتي وأخواتي. وأرادوا أن يكون الأمر أكثر جماعية». ثم تابعت تقول: «أنا على رأس العمل، لكنني أرجع إليهم أكثر بكثير مما كان عليه كلود، وعندما أتخذ قراراً، آخذ وجهة نظرهم في الاعتبار بصورة أكبر». بعد أن أسست مسيرة مهنية ناجحة بصفة مستقلة بوصفها مصممة، قالت السيدة بيكاسو إنها تشعر بأنها مستعدة لتولي دور أكبر في الممتلكات. وقالت: «لقد بذلت قصارى جهدي لكيلا يكون عملي مرتبطاً بوالدي، ولهذا السبب يمكنني القيام بذلك الآن. لقد أثبتُ لنفسي أنني أستطيع أن أعيش باستقلالية. أعتقد أنه كان عليّ أن أثبت لنفسي أنني أستطيع أن أكون ذات قيمة بمفردي». - معرض «بيكاسو: وجهاً لوجه» حتى 3 يوليو (تموز)، غاغوسيان، 980 جادة ماديسون، مانهاتن. * خدمة نيويورك تايمز

قبل بدء المحاكمة.. وفاة متهم في سرقة مجوهرات كيم كارداشيان
قبل بدء المحاكمة.. وفاة متهم في سرقة مجوهرات كيم كارداشيان

عكاظ

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • عكاظ

قبل بدء المحاكمة.. وفاة متهم في سرقة مجوهرات كيم كارداشيان

تابعوا عكاظ على توفي أحد المتهمين في قضية سرقة مجوهرات كيم كارداشيان البالغة قيمتها 10 ملايين دولار، التي وقعت في العاصمة الفرنسية باريس عام 2016، قبل بدء المحاكمة في القضية. وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، أكدت المحكمة (الإثنين) وفاة أحد المتهمين في القضية، إضافة إلى غياب متّهم آخر كان مريضاً للغاية لدرجة أنه لم يتمكّن من المثول أمام المحكمة. ويواجه 10 مشتبه بهم آخرون، وهم جزء من المجموعة التي أطلقت عليها وسائل الإعلام الفرنسية اسم «عصابة الجد»، بسبب تقدمهم في السنّ، اتهامات بالسرقة والخطف في ما يتعلق بالحادثة. ومن المقرر أن تستمرّ المحاكمة حتى 23 مايو، إذ ستمثل كارداشيان أمام المحكمة في 13مايو للإدلاء بشهادتها حول الحادثة التي تمّ فيها تكميم فمها وتقييدها ووضعها في حمام غرفتها في الفندق تحت تهديد السلاح، بينما كان اللصوص يسرقون مجوهرات تقدر قيمتها بملايين الدولارات، وفقاً لشبكة «إن بي سي». وأكد محامي كارداشيان، مايكل رودس، لشبكة «إن بي سي»، أن موكلته (44 عاماً) تكنّ «تقديراً وإعجاباً كبيرين للنظام القضائي الفرنسي»، مضيفاً أنها «عوملت باحترام كبير من قبل السلطات الفرنسية». أخبار ذات صلة وكانت كارداشيان هدفاً لسرقة مجوهرات عام 2016، عندما اقتحم لصوص مسلّحون الشقة التي استأجرتها في باريس، خلال أسبوع الموضة، واحتجزوها رهينة، واستولوا على مجوهرات بقيمة 10 ملايين دولار، بما في ذلك خاتم ضخم بقيمة 4 ملايين دولار. وحقق المسؤولون الفرنسيون في القضية لمدة 5 سنوات قبل أن يأمروا بإحالة القضية إلى المحاكمة عام 2021. ومن المقرر أن تبدأ المحاكمة في مايو، بعد مرور نحو عقد من الزمان على الحادثة. كيم كارداشيان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store