logo
«ملمس الضوء»… رواية أهدت للأعمى عينين!

«ملمس الضوء»… رواية أهدت للأعمى عينين!

إيطاليا تلغراف١٧-٠٣-٢٠٢٥

نشر في 17 مارس 2025 الساعة 7 و 51 دقيقة
إيطاليا تلغراف
بروين حبيب
شاعرة وإعلامية من البحرين
هل ممكن أن يتعرف شخص أعمى على تاريخ عائلته من خلال الاطلاع على صور أفرادها؟ قبل سنوات عديدة كان الجمع بين كلمتيْ أعمى ورؤية الصور في جملة واحدة ضربا من الخيال العلمي، أما مع التطور التكنولوجي الذي أصبح يسير بسرعة الضوء، فقد أصبح هذا المستحيل ممكنا، يكفي أن يمتلك الأعمى جوالا وينزل عليه تطبيقا ينقل المرئيات بالصوت ليصبح عينه التي يرى بها. وهكذا وضعت الروائية الإماراتية نادية النجار هذا التطبيق بين يدي نورة بطلة روايتها «ملمس الضوء»، الصادرة عن دار المتوسط والواصلة إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية هذا العام. هذه الحيلة التقنية الفنية مكّنت الروائية من تصوير قرابة قرن كامل (1922-2020) من تاريخ دبي والبحرين، من خلال قصة عائلة تناسلت عبر أجيال ثلاثة، أورثت حفيدتها الصغيرة حكايات الطموح والخيبة والمأساة أحيانا، كما أورثتها نوعا نادرا من العمى، يسمى فقد البصر الوراثي نقله إليها جينيا والدان مبصران.
بتقنية سرد اشترك فيها ثلاثة: راوية متكلمة هي نورة الفتاة الثلاثينية المصابة بالعمى، وراوٍ عليم (وقد يكون أحيانا بلسان سالم جد نورة) يروي لنا قصة والد جدها «علي» من خلال استنطاق الصور، وجعلها منطلقا للحكاية. والسارد الثالث ليس سوى يوميات «ماري» جدة جد نورة التي ورثت عنها نورة العمى، وكذلك حبَّ الكتابة لتدوين أحاسيسها. هذه المراوحة بين الرواة الثلاثة كسرت رتابة الرواية وعدّدت الأصوات التي شاركت في معمارها. وعلى عكس ما يبدو للقارئ للوهلة الأولى، أن ثيمة الرواية الأساسية هي العمى وما يصاحبه من مشاكل يلاقيها الأعمى للتأقلم وانعكاس ذلك على نفسيته، إلا أن هذا الانطباع مراوغ فأكثر من نصف الرواية استحوذ عليه والد جد نورة «علي» في رحلته، لتحقيق ذاته من دبي إلى البحرين. وهذا لا ينفى أن فكرة العمى وما يتعلق بها هي المدماك الذي يقوم عليه معمار هذه الرواية، وهذا ما صرحت به الروائية نفسها في أحد لقاءاتها «شغلَتني فكرة العمى، وكيف يعيش الكفيف في عالم المُبصرين. كانت رحلة طويلة من البحث عن ماهية العمى وأنواعه وأسبابه الطبية». وقد تجلى هذا الانشغال ابتداء من عنوان الرواية «ملمس الضوء» حيث تنزاح فيه حاسة النظر تاركة مكانها لحاسة أخرى هي اللمس، في ما يعرف طبيا بالمرونة العصبية (Neuroplasticity) وهي حين يقوم الدماغ بتعزيز وظائف الحواس الأخرى مثل اللمس، السمع، أو الشم لتعويض فقدان حاسة البصر، وإن كانت الروائية أرجأت تفسيرها للعنوان إلى آخر صفحة من روايتها حين سألت ماري الكفيفة أختها عن شكل الضوء، وهما في مغارة يتسرب من ثقوب سقفها النور في شكل حبال ممتدة، فأجابت الأخت بأنها لا تعرف كيف تصفه، بل لا يمكنها لمسه ولكنه ينير المكان، ففهمت ماري الضوءَ على طريقتها ولمسته بأسلوبها «اكتشفتُ أخيراً الضوء، وإن كان مختلفاً عما تراه. ربّما شيء يخصنا.. تصوّرتُه شيئاً يأخذ بيدي.. يرشدني.. يدلّني على الطريق.. هذا هو ضوؤنا نحن.. نحن العميان».
وتقسيم أبواب الكتاب أيضا مبني على الحواس التي يعوّض بها الأعمى عدم قدرته على النظر، فنجد في الرواية أربعة أبواب هي: باب الصوت، باب الرائحة، باب المذاق، باب اللمس. تحت كل باب فصول متعلقة به، وكأنها شرح مفصّل لمتن مجمل، وهذه الأبواب الأربعة التعويضية تختصرها الجملة التي وردت على لسان البطلة حين لا ترى النار، ولكن تدركها بحواسها «عرفت أن للاحتراق رائحة تشبه سجائر جدي، وصوتا يشبه صياح أمي، وألما يظل لأيام على الزنود».
فكل شيء يُرى له مقاربته المختلفة عند العميان كالمسافة بين شيئين التي يقدرها المبصرون بأعينهم بينما يقدرها العميان بشكل مختلف، إذ هي عندهم تساوي شدة الصوت وكثافة الرائحة، فكلما كان الصوت قريبا، والرائحة أقوى، عرفوا أن المسافة أقرب. وكذلك الأمر بالنسبة للألوان التي تشكل تحديا لنورة، حين تقول «لا أدرك مفهوم الألوان ولكن الأشياء ترتبط عندي بلون معين، وارتباط شيء بلونين متغيرين يربكني»، وإذا كانت هذه التفاصيل تبدو عادية للمبصرين حتى أنهم لا ينتبهون لها، هي للعميان عوائق يسعون لتجاوزها ولا يسهّل لهم كثير من المبصرين ذلك، حين يتنمرون عليهم أو يؤذونهم بألفاظ جارحة، وهذا حال نورة مع أمها مثلا، التي صرخت عليها حين رفضت وضع مساحيق التجميل قائلة «عمياء عنيدة»، أو معلمتها حين أهدتها نورة ورودا فعلّقت وراء ظهرها «ما لي حظ في الدنيا حتى الفل الذي تعطيني إياه الطالبة العمياء ذابل». هذه المعاناة المزدوجة خففت منها التكنولوجيا التي وظفتها الروائية، من خلال الكتابة عن برامج خاصة بالعميان يجهلها كثير من المبصرين، مثل تطبيق «كن عينيّ» (Be my eyes) الذي يمكّن العميان من معرفة ما يريدون شراءه، من خلال الاتصال بشخص مبصر يتطوع لمساعدتهم ويصف لهم ما تصوره كامراتهم، لذلك حين امتلكت نورة جوالا لمست ضوءا آخر انداحت معه مساحة حريتها، فوصفت ذلك «شغل الآيفون مساحة من حياتي وأعطاني فسحة من الاستقلالية وصار يلازمني في كل وقت.. لم يعد الصمت يرعبني».
غير أن تطبيق سيينغ آي (Seeing AI) الذي يصف ما يرى أمامه بالكلمات، فتح لنورة نافذة على تاريخ عائلتها عادت بها قرابة القرن للوراء، وفتح لنا نحن القراء أيضا، نافذة أخرى على تاريخ منطقة الخليج والبحرين تحديدا، في فترة ما بين الحربين العالميتين، والتحول الذي شهدته المنطقة من مجتمع يعتمد رجاله على صيد اللؤلؤ، مع المخاطر المصاحبة لهذه المهنة الصعبة، إلى مجتمع بدأ الانفتاح على العالم الخارجي من خلال شركات التنقيب على النفط، وما أحدثه ظهور الذهب الأسود من تحول في بنية المجتمعات الخليجية. فهذا التطبيق على هاتف نورة الذكي، الذي بدأ استعماله بغاية تصوير الصور العائلية بطلب من قريبها سيف، جعل ذاكرة جدها المفجوع بموت زوجته وابنه بجرعة مخدرات زائدة، يفتح مغارة علي بابا ويستخرج منها كنوز ذكرياته، فكل صورة تنثال معها قصة، وهكذا نتعرف على عبود البسيط وقصة موته في حريق حي الراس في دبي، كما نتابع بالتفصيل رحلة علي والد سالم جد نورة إلى البحرين عاملا بسيطا في شركة نفط البحرين بابكو وتعرفه إلى يوسف الأمريكي المولع بالتصوير فيتعلم منه علي استعمال «العكاسة» (الكاميرا) ليعتقل عبرها لحظات هاربة من الزمن: يومَ قادته الصدف إلى العمل مع الوجيه ناصر بن سالم المحرّقي وتغيرت حياته إثر ذلك، وحكايات أخرى توسعت رقعتها إلى البصرة ولبنان، يتجلى من خلالها الجهد المبذول من نادية النجار في التوثيق الروائي لتاريخ وتقاليد المنطقة، أخبرت أنه استغرق منها «ما يقارب الأربع سنوات من حيث البحث والكتابة والمراجعة». وقد أجادت فيه الروائية تصوير أثر الحروب على المجتمعات، من خوف ومن ندرة المواد الغذائية ومن جشع بعض التجار برفع الأسعار والاحتكار، ولكن يقابل ذلك أيضا طيبة المجتمع وتكافل أفراده وشهامة تجار آخرين.
لغة «ملمس الضوء» في مجملها سلسة، وإن كنت لم أستسغ كثيرا تنقيط الجمل التي بررها الناشر في غلاف الرواية الخلفي بقوله «عندما تصف نورة حركاتها وتنقلاتها كعمياء، فإنها تصفها خطوة خطوة، ما يعني في الكتابة جملة جملة، مع ما يترتب على ذلك من وضع نقطة بعد كل جملة/حركة» فلا أرى دورا وظيفيا للنقاط المتكررة في مقطع مثل: «أنتفض. أقوم. أرفع أعلى جذعي. عرق ينز من أنحاء جسمي كلها. أرمي اللحاف. أنفاسي سريعة ومضطربة. أسمعُ ضربات قلبي بوضوح. أحرّك أطرافي. أسمع صرير السرير. أمسح وجهي بطرف كُمّ منامتي. برودة تلامس وجهي. أستلَّ نَفَسَاً عميقاً. تهدأ ضربات قلبي شيئاً فشيئاً».
استطاعت الروائية نادية النجار في روايتها «ملمس الضوء» أن ترينا الصورة وما وراء الصورة، من خلال بناء روائي محكم فكرة وأسلوبا وحكايات، كل واحدة منها تمسك بيد الأخرى، تنوِّر بصائرنا عن تاريخ منطقة وتقاليدها، لا تزال أرضا بكرا لمن يحفر فيها، مستهدين بحكمة الجد سالم وهو يشرح لحفيدته الكفيفة بأنّ «صاحب البصر يشوف الصورة وصاحب البصيرة يشوف وراء الصورة».
السابق
السعودية وسوريا بين الأمس واليوم

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بالمر يحيي تراث الكاريبي بعد فك صيامه عن التسجيل
بالمر يحيي تراث الكاريبي بعد فك صيامه عن التسجيل

بلد نيوز

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • بلد نيوز

بالمر يحيي تراث الكاريبي بعد فك صيامه عن التسجيل

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: بالمر يحيي تراث الكاريبي بعد فك صيامه عن التسجيل - بلد نيوز, اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025 11:18 صباحاً احتفل نجم تشيلسي الإنجليزي كول بالمر مع شقيقته هالي بفك صيام طال 3 أشهر عن التسجيل، بهدف في شباك البطل ليفربول مؤخراً من خلال إحياء تراث عائلة والده المتحدر من جزر الكاريبي. ونشر صانع الألعاب شريط فيديو على تيك توك وهو يرتدي قبعة راستا التقليدية ويرقص على أنغام أغنية جامايكية وكتبت هالي تحت الشريط: «عندما يشككون في شقيقي الصغير». وولد بالمر في حي ويذنشو في مدينة مانشستر عام 2002 لماري وجيرمين وهو الأصغر بعد شقيقتيه لكن جده لأبيه، ستيري كول، كشف عن تحدر العائلة من سينت كيتس ونيفيس، وهما قريتان صغيرتان في جزر الكاريبي وانتقل للعيش في إنجلترا عام 1955 بعد بقائه في عهدة الخالات والأجداد عقب سفر والديه لإنجلترا قبله وقبل شقيقه بـ5 سنوات.

"البطل بتاعنا".. أحمد العوضي يدعم الطفل ياسين بعد الحكم على المتهم (صورة)
"البطل بتاعنا".. أحمد العوضي يدعم الطفل ياسين بعد الحكم على المتهم (صورة)

بلد نيوز

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • بلد نيوز

"البطل بتاعنا".. أحمد العوضي يدعم الطفل ياسين بعد الحكم على المتهم (صورة)

حرص الفنان أحمد العوضي علي دعم طفل البحيرة "ياسين"، الذي تعرض للتحرش من قِبل أحد العاملين في المدرسة، وذلك بعد الحكم علي المتهم بالمؤبد. أحمد العوضي يدعم الطفل ياسين ونشر أحمد العوضي صورة لـ طفل صغير يرتدي ملابس إسبايدر مان مشيرًا إلي أنه ياسين، وذلك من خلال حسابه الرسمي عبر موقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك"، وكتب:"ياسين البطل.. البطل بتاعنا". الصفحة الرسمية لـ أحمد العوضي أخر اعمال أحمد العوضي في رمضان 2025 قدم الفنان أحمد العوضي في موسم دراما رمضان 2025 مسلسل فهد البطل، العمل الذي حقق نجاح كبير بتصدره المركز الأول في قائمة الأكثر مشاهدة علي المنصات المختلفة، خاصة المنصة الإلكترونية Watch it. يشارك في بطولة مسلسل فهد البطل عدد كبير من النجوم بجانب أحمد العوضي منهم: ميرنا نور الدين، أحمد عبدالعزيز، محمود البزاوى، لوسى، كارولين عزمى، يارا السكرى، عصام السقا، صفاء الطوخي، حجاج عبدالعظيم، محسن منصور، حمزة العيلى، أحمد ماجد، عايدة رياض، صفوة، مصطفى حشيش، عايدة فهمى، مجدى بدر، محمد مهران، محمد أبو داود، ومراد فكرى صادق، من تأليف محمود حمدان وإخراج محمد عبدالسلام وإنتاج شركة سينرجى. تدور أحداث مسلسل فهد البطل في إحدى قرى الصعيد حيث يعيش 'فهد البطل'، الذي يعمل في مصنع رخام، وتربطه علاقة حب بإحدى الفتيات التي تلعب دورها الفنانة ميرنا نور الدين، ويدخل في مشاكل كثيرة وينزل للقاهرة باحثًا عن لقمة العيش، ويدخل السجن في الحلقات الأولى من المسلسل.

متخصصات: طفل اليوم مختلف في الاهتمامات والقراءة
متخصصات: طفل اليوم مختلف في الاهتمامات والقراءة

بلد نيوز

time٢٧-٠٤-٢٠٢٥

  • بلد نيوز

متخصصات: طفل اليوم مختلف في الاهتمامات والقراءة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: متخصصات: طفل اليوم مختلف في الاهتمامات والقراءة - بلد نيوز, اليوم الأحد 27 أبريل 2025 07:08 مساءً أكدت متخصصات في شؤون أدب الطفل وثقافته أن صغير اليوم يختلف عنه بالأمس في العديد من الاهتمامات، لاسيما موضوع القراءة، في ظل التغيير الكبير والمتسارع الذي يشهده العالم في مختلف المجالات بعد ثورة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي. جاء ذلك خلال ندوة «اختيار الكتاب المناسب لطفلك الصغير» التي أقيمت ضمن الفعاليات الثقافية لمهرجان الشارقة القرائي للطفل، وتحدث خلالها كولين نيلسن من كندا، وسامينا ميشرا من الهند، ود.أحلام نويوار من المغرب، ونادية النجار من الإمارات، وأدارتها د.لمياء توفيق. استهلت كولين نيلسون حديثها بالقول: «اهتمامات القراءة لدى الأطفال تتغير مع تقدّمهم في السن، وهذا ناتج من خبرتي أمينة مكتبة، كما درّست الطلبة من سن 4 إلى 14 عاماً، وهو ما ساعدني في معرفة اهتماماتهم، وبالتالي مكّنني من إرشادهم للكتاب المناسب لميولهم واهتماماتهم». من جهتها، قالت الأديبة الهندية سامينا ميشرا:«بحكم أن الأطفال يعيشون مراحل عدة في حياتهم، تفرض عليهم أنواعاً مختلفة من التفكير والتصرفات، يجب منح الطفل حق اختيار ما يقرؤه، وراعيت ذلك من خلال عدد من مؤلفاتي، وأعتقد أنه قادر على فرض نفسه، وتحديد خياراته، ويتمتع بقدر من الذكاء الذي يتيح له اختيار ما يشاء». الحكايات الخرافية وروح العصر قالت د.أحلام نويوار: «إتاحة الحرية للطفل فيما يقرأ سيقوده نحو الشغف بالقراءة، وهذا ما يجب أن نهتم به، ومن أجل دعمنا لهذا الأمر يجب فسح المجال واسعاً أمام الحكايات الشعبية والخرافية، التي يتعين إعادة تكييفها مع المتغيرات العصرية، لتعطي نتائج إيجابية ومذهلة». واختتمت نادية النجار الندوة مؤكدة ضرورة إعادة كتابة الحكايات الشعبية بطريقة حديثة. وقالت: «بينما قد نساعد الأطفال الصغار على القراءة، يتعين على دور النشر أن تتحمل أيضاً مسؤولية كبيرة في جعل الكتب جذابة ومغرية لهم، ولا يتم ذلك إلا من خلال متابعة ما يصدر عن الطفولة من دراسات وأبحاث».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store