logo
أحزاب لإدارة الدولة

أحزاب لإدارة الدولة

شبكة النبأ٢٥-٠٢-٢٠٢٥

العالم يتغير بسرعة من حولنا، والاستجابة لهذه المتغيرات، لم تعد خيارا يمكن قبوله أو رفضه، بل هي متطلبات عاجلة لإدارة الدولة عبر تشكيلات حزبية حديثة ذات أهداف تنموية قبل الأهداف الفكرية والأيديولوجية. الحزب الحديث شرط لدولة حديثة ديمقراطية. والحزب الناجح هو الحزب الذي يولد بمتطلبات مجتمعية محلية وليس صدى واستنساخاً لأفكار الخارج...
(تكمن الأزمة تحديداً في أن القديم يحتضر، والجديد لم يولد بعد. وفي ظل هذا الفراغ تظهر أعراض مرضية غاية في التنوع). تنتسب هذه المقولة إلى المفكر الماركسي الايطالي انطونيو غرامشي ( 1891 -1937)، الذي اشتهر بتحليلاته العميقة للأزمة التي عانت منها ايطاليا، بل كل أوروبا في مرحلة ما بين الحربين العالميتين. الأزمة في حينها كانت تتجسد في حالة الكساد الاقتصادي وصعود احزاب اليمين لاسيما، الفاشية الايطالية والنازية الالمانية، واتجاه الاحزاب الشيوعية إلى مزيد من التطرف اليساري للرد على تطرف اليمين القومي. وبين اليسار المتشدد واليمين المتطرف، ظهرت اعراض مرضية (والتسمية لغرامشي) في سياق التخبط والضياع الذي كان مهيمنا على سلوك السياسيين والناشطين، بسبب غلبة ردود الافعال والمساعي الرامية للخلاص من الاستقطاب الخطير.
حالة أوروبا ما قبل الحرب العالمية الثانية، وحالة البلدان العربية بعد تلك الحرب، تعيد تذكيرنا بما نعيشه هذه الأيام. فالأحزاب والأفكار القديمة صارت عقيمة، انفض عنها الجمهور وفقد ثقته بها، والدولة تعاني مشكلات وازمات مزمنة، تعيد الطبقة السياسية تدويرها وترحيلها، والأجيال الجديدة ضائعة. لا تأثير لفكر أو أيديولوجيا سياسية عليها، حيث يسهم الفضاء الالكتروني بتشكيل وعيها بكل ما يكتنف ذلك من اضطراب مفاهيمي وخلط تاريخي واختزال وتشويه وعدم دقة، لكن الأصعب من ذلك هو الخشية على الدولة ومجتمع هذه الدولة من الانكسارات والازمات، التي تثير المخاوف والقلق، وتقتضي تغيرا لتصحيح المسارات.
أحوال العراق الراهنة- رغم كل الجهود المبذولة لتحسين الاداء وتفكيك المشكلات - تشي بالحاجة إلى حراكات نخبوية، حسب مطالبات بيان المرجعية الدينية بعد لقاء المرجع السيستاني مع ممثل الأمم المتحدة محمد الحسان، لإنعاش الحياة السياسية وتجديد الطواقم الحكومية والادارية، ووضع البلاد على طريق التنمية الشاملة، التنمية الاقتصادية والسياسية والثقافية. القوى السياسية الراهنة، بشيوخها وشبابها، بأجيالها المتعددة، وأحزابها القديمة والجديدة، وزعاماتها التقليدية توقفت عن صناعة بدائل مقبولة للوضع القائم، الانتخابات التي تكرر نفسها ما أفقدها القدرة على اقناع الجمهور ببرامجها وشعاراتها وأفكارها.
ثمة حراكات صامتة تجري في احشاء المجتمع العراقي، تقوم بها نخب مختلفة، لبناء تصورات وتأسيس بنيات لعملية العبور من القديم السياسي القائم إلى الجديد الضروري، والحقيقة أن القديم يحتضر فعلا كما يقول غرامشي لكن حتى يولد الجديد لا بد من تجاوز العقل السياسي القديم، بالقطيعة مع متبنياته وخطوطه الحمر ومعاركه التاريخية وخصوماته السياسية. الحراكات الجديدة مطالبة بأن تكون متوافقة مع ما يحتاجه المجتمع من أفكار وقيم وأخلاقيات سياسية، وأن تستجيب لمتطلبات ادارة دولة حديثة ترتكن إلى القانون والمؤسسات، وقادرة على تنفيذ اصلاحات أو تغييرات جريئة، فالعراق في عين عاصفة التغييرات والاستحقاقات السياسية، والاستجابة لهذه التحديات منوطة بعقل جديد راكم فهما لما يجري في الاقليم والعالم من متغيرات، ويمتلك حدسا قويا بما ستحدثه الموجة الراهنة من الشعبوية واليمينية واللا متوقع من تفاعلات النظم السياسية والتحديات الاقتصادية.
العالم يتغير بسرعة من حولنا، والاستجابة لهذه المتغيرات، لم تعد خيارا يمكن قبوله أو رفضه، بل هي متطلبات عاجلة لإدارة الدولة عبر تشكيلات حزبية حديثة ذات أهداف تنموية قبل الأهداف الفكرية والأيديولوجية. الحزب الحديث شرط لدولة حديثة ديمقراطية. والحزب الناجح هو الحزب الذي يولد بمتطلبات مجتمعية محلية وليس صدى واستنساخاً لأفكار الخارج.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نائب أميركي جمهوري يدعو إلى قصف غزة نووياً!
نائب أميركي جمهوري يدعو إلى قصف غزة نووياً!

IM Lebanon

timeمنذ 42 دقائق

  • IM Lebanon

نائب أميركي جمهوري يدعو إلى قصف غزة نووياً!

دعا النائب الجمهوري في الكونغرس الأميركي راندي فاين إلى قصف قطاع غزة بالأسلحة النووية. وقال، في مقابلة مع قناة 'فوكس نيوز' بعد إطلاق النار على اثنين من موظّفي السفارة الإسرائيلية أمام المتحف اليهودي في واشنطن: 'الحقيقة أن القضية الفلسطينية قضية شريرة. هذا هو ما يبدو عليه تعميم الانتفاضة. (الفلسطينية) مبنية على العنف… علينا أن نبدأ بتسمية الشرّ باسمه الحقيقي، لا أن نبحث له عن أعذار'. وأضاف: 'النهاية الوحيدة للصراع (في غزة) هي الاستسلام التام والكامل لمن يدعمون الإرهاب الإسلامي'. وأردف: 'في الحرب العالمية الثانية، لم نتفاوض على الاستسلام مع النازيين. لم نتفاوض على الاستسلام مع اليابانيين. قصفنا اليابانيين مرّتين بالسلاح النووي للحصول على استسلام غير مشروط… يجب أن يكون الأمر نفسه هنا. هناك خطأٌ عميقٌ في هذه الثقافة، ويجب دحره'.

23 May 2025 13:35 PM قبلان: مقياس الوطنية سيادة لبنان لا العراضات السخيفة
23 May 2025 13:35 PM قبلان: مقياس الوطنية سيادة لبنان لا العراضات السخيفة

MTV

timeمنذ 2 ساعات

  • MTV

23 May 2025 13:35 PM قبلان: مقياس الوطنية سيادة لبنان لا العراضات السخيفة

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة، في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، توجه فيها إلى أهل الجنوب الأوفياء: "أنتم مدعوون لتأكيد اللحظة الانتخابية في الاستحقاق البلدي كإستفتاء وطني، وأنتم أهل الخيارات الوطنية، ورمز التضحيات السيادية، والثنائي الوطني خشبة الخلاص الوطني، وقوة التصويت رسالة حاسمة على أننا أهل الأرض وحراس القرى الامامية التي شهدت أكبر ملاحم القتال السيادي على أرض الجنوب الضامن لسيادة وطننا العزيز لبنان". وذكر المفتي قبلان، "انطلاقا من الضرورة الوطنية الماسة، "أن السيادة المستعارة لا قيمة لها، وتذكروا دائما أن الإسرائيلي وحش، ونحن لن نكون فريسة لهذا الوحش أبدا إن شاء الله، ولعبة بدائل القوة السيادية هي لعبة فارغة وخطيرة، وهي حتما لا تخدم لبنان". ولفت الى أنه "لا نريد قوة سيادية مشلولة، أو قوة بحكم "غير الموجودة"، وما يقوم به الإسرائيلي من غارات واستباحة وقتل في الجنوب والبقاع والضاحية يدوس كرامة هذا البلد، بل يدفعنا لمراكمة القوة لا التخلي عنها، وجماعة السيادية الجوفاء خونة للدماء اللبنانية والتضحيات الوطنية التاريخية". وتوجه للدولة بالقول: "مقياس الوطنية سيادة لبنان لا العراضات السخيفة، وهنا يجب أن نذكر البعض بأن ضمانات المبعوث الأميركي "فيليب حبيب" الشهيرة للبنان انتهت باحتلال إسرائيل للعاصمة بيروت وليس العكس، فالأميركي منحاز في المطلق لإسرائيل، والقضية عندنا هي قضية بلد وشعب وتضحيات كبيرة وهائلة ما زال شاهد ركامها وأشلائها على الأرض، ومع ذلك للأسف هناك إلى الآن من يتعامل مع الجنوب والضاحية والبقاع بنزعة انتقام وبنزعة الترك والتخلي والخنق". كما توجّه إلى أهل الجنوب والبقاع والضاحية قائلاً: "دولتكم تعاقبكم بسبب تضحياتكم الوطنية، وهذا الشكل من أدائها خطير للغاية، ولا ضمانة فيه أبدا، والخطورة الأشد هي في السياسات المستعارة، ومنها سياسة ترك كوارث هذا البلد ومشاريعه الإنقاذية لصالح أولويات خارجية تريد رأس لبنان، والغريب أن بعض الخارج يتعامل مع لبنان وكأنه بلده، فيما بعض أهل هذا البلد يتعاملون مع لبنان وكأنه بلد الآخرين، فالمواقف الرمادية عار، واللحظة لإنقاذ لبنان، وسياسات الهدف الأخير تدور مدار المصالح الوطنية للعائلة اللبنانية فقط، وإلا البلد سيقع في كارثة أكبر ليس لها نهاية". أما بخصوص مذبحة غزة وحرائق المنطقة ومخاطرها، توجّه المفتي قبلان للدول العربية والإسلامية: "الغرق في التبعية الأميركية كَشَفَ المنطقة عن إبادة وخراب هائل، والخراب الأسوأ بطريقه لكل الشرق الأوسط، وهذه غزة تلفظ أنفاسها، وبقية أهل غزة تُذبح من الوريد الى الوريد، وما يجري فيها إبادة وجرائم لا سابق لها في التاريخ، على يد جزّار تل أبيب نتنياهو. وتوجّه للعرب والمسلمين: ألا تخافون الله؟ ألا تخجلون من رسول الله؟ ألا يجب أن تبادروا؟ أو تكونوا أحرارا في دنياكم كما تزعمون". ولعواصم العالم، عواصم الحضارة والإنسانية والديموقراطية وحقوق الانسان، قال: "أين ضميركم؟ وأين وجدانكم؟ وأين وجع الإنسانية فيكم؟ أما تخشون لعنة السماء؟ أما والله لا تنقضي هذه الدنيا إلا عن لعنة تصيبكم كما أصابت قوم عاد وثمود، أين محافل الإنسانية التي تخفي وراءها ألف ألف ترسانة قتل وإبادة؟ كلها تتشارك ذبح أطفال ونساء وعجائز ومواطني قطاع غزة وبقية مظلومي العالم، فبئس العالم أنتم، وبئس الأمم المتحدة، وبئس الاتحاد الأوروبي، وبئس محافل واشنطن ومواثيقها، وبئس مؤسسات حقوق الانسان الغارقة في بحر مذابح غزة والشرق الأوسط، وجواب الله على هذا الطغيان ليس ببعيد إن شاء الله".

قبلان لأهل الجنوب: أنتم مدعوون لتأكيد اللحظة الانتخابية بالاستحقاق البلدي كاستفتاء وطني
قبلان لأهل الجنوب: أنتم مدعوون لتأكيد اللحظة الانتخابية بالاستحقاق البلدي كاستفتاء وطني

الديار

timeمنذ 2 ساعات

  • الديار

قبلان لأهل الجنوب: أنتم مدعوون لتأكيد اللحظة الانتخابية بالاستحقاق البلدي كاستفتاء وطني

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب توجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة لأهل الجنوب بالقول "أنتم مدعوون لتأكيد اللحظة الانتخابية بالاستحقاق البلدي كاستفتاء وطني، وأنتم أهل الخيارات الوطنية، ورمز التضحيات السيادية، والثنائي الوطني خشبة الخلاص الوطني، وقوة التصويت رسالة حاسمة على أننا اهل الأرض وحراس القرى الامامية التي شهدت أكبر ملاحم القتال السيادي على أرض الجنوب الضامن لسيادة وطننا العزيز لبنان". وذكّر أن "السيادة المستعارة لا قيمة لها، وتذكّروا دائماً أن الإسرائيلي وحش، ونحن لن نكون فريسةً لهذا الوحش أبداً إن شاء الله، ولعبة بدائل القوة السيادية هي لعبة فارغة وخطيرة، وهي حتماً لا تخدم لبنان". ولفت الى أننا "لا نريد قوة سيادية مشلولة، أو قوة بحكم "غير الموجودة"، وما يقوم به الإسرائيلي من غارات واستباحة وقتل في الجنوب والبقاع والضاحية يدوس كرامة هذا البلد، بل يدفعنا لمراكمة القوة لا التخلّي عنها، وجماعة السيادية الجوفاء خونة للدماء اللبنانية والتضحيات الوطنية التاريخية". وتوجّه للدولة بالقول "مقياس الوطنية سيادة لبنان لا العراضات السخيفة، وهنا يجب أن نذكّر البعض بأن ضمانات المبعوث الأميركي "فيليب حبيب" الشهيرة للبنان انتهت باحتلال إسرائيل للعاصمة بيروت وليس العكس، فالأميركي منحاز بالمطلق لإسرائيل، والقضية عندنا هي قضية بلد وشعب وتضحيات كبيرة وهائلة ما زال شاهدُ ركامِها واشلائها على الأرض، ومع ذلك للأسف هناك الى الآن من يتعامل مع الجنوب والضاحية والبقاع بنزعة انتقام وبنزعة الترك والتخلّي والخنق". وتوجّه لأهل الجنوب والبقاع والضاحية بالقول "دولتكم تعاقبكم بسبب تضحياتكم الوطنية، وهذا الشكل من أدائها خطير للغاية، ولا ضمانة فيه أبداً، والخطورة الأشدّ هي بالسياسات المستعارة، ومنها ​سياسة​ ترك كوارث هذا البلد ومشاريعه الإنقاذية لصالح أولويات خارجية تريد رأس لبنان، والغريب أن بعض الخارج يتعامل مع لبنان وكأنه بلده، فيما بعض أهل هذا البلد يتعاملون مع لبنان وكأنه بلد الآخرين، فالمواقف الرمادية عار، واللحظة لإنقاذ لبنان، وسياسات الهدف الأخير تدور مدار المصالح الوطنية للعائلة اللبنانية فقط، وإلا البلد سيقع في كارثة أكبر ليس لها نهاية". في سياق نفصل، توجّه قبلان للدول العربية والإسلامية قائلاً "الغرق بالتبعية الأميركية كَشَفَ المنطقة عن إبادة وخراب هائل، والخراب الأسوأ بطريقه لكل الشرق الأوسط، وهذه غزة تلفظ أنفاسها، وبقية أهل غزة تُذبح من الوريد الى الوريد، وما يجري فيها إبادة وجرائم لا سابق لها في التاريخ، على يد جزّار تل أبيب رئيس لوزراء لاسرائيلي بنيامين نتانياهو". وتوجّه للعرب والمسلمين بالقول "ألا تخافون الله؟ ألا تخجلون من رسول الله؟ ألا يجب أن تبادروا؟ أو تكونوا أحراراً في دنياكم كما تزعمون. ولعواصم العالم، عواصم الحضارة والإنسانية والديمقراطية وحقوق الانسان، قال: أين ضميركم؟ وأين وجدانكم؟ وأين وجع الإنسانية فيكم؟ أما تخشون لعنة السماء؟ أما والله لا تنقضي هذه الدنيا إلا عن لعنة تصيبكم كما أصابت قوم عاد وثمود، أين محافل الإنسانية التي تخفي وراءها ألف ألف ترسانة قتل وإبادة؟ كلها تتشارك ذبح أطفال ونساء وعجائز ومواطني قطاع غزة وبقية مظلومي العالم، فبئس العالم أنتم، وبئس الأمم المتحدة، وبئس الاتحاد الأوروبي، وبئس محافل واشنطن ومواثيقها، وبئس مؤسسات حقوق الانسان الغارقة في بحر مذابح غزة والشرق الأوسط، وجواب الله على هذا الطغيان ليس ببعيد".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store