
مسؤول في الصليب الأحمر للجزيرة نت: الإمدادات الطبية ستنفد خلال أسابيع قليلة بغزة
غزة- وصف أدريان زيمرمان رئيس البعثة الفرعية ل لجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة الأوضاع المعيشية بالجحيم على الأرض، محذرا من نفاد الإمدادات الطبية في غضون أسابيع قليلة بسبب تعليق دخول الدعم الإنساني الذي يمثل شريان الحياة الرئيسي لسكان القطاع.
وقال إن إغلاق المعابر قوّض قدرة المنظمات الإنسانية على أداء مهمتها بشكل متزايد في الوقت الذي يحتاج فيه عشرات الآلاف إلى علاج طبي أو خدمات غير متوفرة حاليا في غزة.
وفي حوار مع الجزيرة نت، طالب زيمرمان إسرائيل بضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المدنيين بصفتها قوة احتلال.
كيف تصفون الأوضاع المعيشية والإنسانية في غزة بعد أكثر من 18 شهرا من الحرب؟
إنه الجحيم على الأرض، حيث أصبحت الحياة اليومية في غزة بمنزلة مهمة بقاء على قيد الحياة لا تنتهي، تشتتت العائلات واختفى أحباؤها، وتعيش في نزوح مستمر، محرومة من الوصول إلى الاحتياجات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية والمأوى، وتفتقر إلى أي شعور بالأمان والأمل، ويعاني المدنيون يوميا من إهانات لا تُحصى.
شهدت فرقنا عديدا من حوادث الإصابات الجماعية خلال هذا الصراع، وهو دليل على الثمن الباهظ الذي يدفعه المدنيون. أوامر الإخلاء المتكررة تعني أن عديدا منهم اضطروا إلى حزم أمتعتهم والانتقال عدة مرات، غالبا في الظلام، وسط حالة من الذعر والخوف.
إن انخفاض توفر المواد الأساسية وارتفاع أسعارها منذ بداية مارس/آذار الماضي، والتأثير النفسي الشديد لاستئناف الأعمال العدائية، وجّهوا ضربة موجعة للمدنيين في غزة، فهم لا يشعرون بالأمان، ولا يستطيعون أن يعيشوا حياتهم بالكرامة التي يستحقونها.
ماذا عن أثر إغلاق المعابر منذ بداية مارس/آذار الماضي على أكثر من 2 مليون فلسطيني؟
منذ بداية مارس/آذار 2025، تم تعليق دخول الدعم الإنساني، شريان الحياة الرئيسي لسكان غزة، مما أثر سلبا على المدنيين، وقد قوّض الإغلاق قدرة المنظمات الإنسانية على أداء مهمتها بشكل متزايد.
أدى التذبذب في توافر المواد الغذائية على مدى الأشهر الـ18 الماضية إلى عدم حصول الناس على ما يكفي من الغذاء، وارتفاع الأسعار بشكل يفوق قدرة الأغلبية منهم، والآن أصبح الوضع أكثر خطورة. تتناقص إمدادات الغذاء في غزة ولا يزال وضع الأمن الغذائي هشا، كما أن هناك نقصا في إمكانية الوصول لإجراء التقييمات الأساسية.
من دون إعادة فتح المعابر لن تستمر برامج مثل مطابخ اللجنة الدولية المجتمعية إلا لبضعة أسابيع أخرى، ويواصل مستشفى الصليب الأحمر الميداني عمله، لكن الإمدادات الطبية المتاحة سوف تنفد في غضون أسابيع قليلة. وقد أكدت اللجنة دائما أن وصول المساعدات الإنسانية بسرعة ودون عوائق أمر بالغ الأهمية لتحقيق هذه المهمة.
هناك آلاف الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي من غزة، هل لديكم دور في الاطمئنان على أوضاعهم؟ هل هناك زيارات قامت بها طواقمكم لهم؟ وما ظروف احتجازهم؟
في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ، اتخذت السلطات الإسرائيلية قرارا بتعليق زيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر لأماكن الاحتجاز حتى إشعار آخر، ومنذ ذلك الحين، لم تتمكن اللجنة من زيارة أي معتقلين فلسطينيين في أماكن الاحتجاز الإسرائيلية.
يُعتبر المعتقلون من الأراضي المحتلة أشخاصا محميين بموجب اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، وتشمل الأشخاص المقيمين في غزة و الضفة الغربية و القدس الشرقية.
وقد دعت اللجنة، سرا وعلنا، إسرائيل إلى إبلاغها بجميع الأشخاص المحميين المحرومين من حريتهم، وضمان وصول مندوبيها إليهم أينما كانوا محتجزين، بما في ذلك في مراكز الاستجواب والسجون والمستشفيات والمواقع العسكرية.
كما أعربت دائما عن قلقها البالغ إزاء اللقطات التي تُظهر سوء معاملة المعتقلين الفلسطينيين، قبل وقف إطلاق النار الأخير وفي أثنائها. وقد مكّن "برنامج الزيارات العائلية" الذي تنظمه اللجنة أكثر من 49 ألف شخص سنويا من زيارة أقاربهم.
ومع ذلك، تبقى اللجنة على أتم الاستعداد لاستئناف زياراتها المنتظمة لمراكز الاحتجاز في أقرب فرصة ممكنة لمواصلة رصد معاملة المعتقلين وظروف الاحتجاز في جميع المراكز ذات الصلة، ويظل هذا الأمر أولوية لها في إسرائيل والأراضي المحتلة، والحلول السياسية فقط هي التي يمكن أن تؤدي إلى اتفاق يسمح بذلك.
تم إبلاغنا عن أكثر من 14 ألفا و400 حالة اختفاء لفلسطينيين من غزة والضفة الغربية، ولم يتمكن كثير منهم من الحصول على معلومات عن مكان وجود أحبائهم المفقودين، وقد أغلقت اللجنة الدولية ملفات أكثر من 4 آلاف حالة، وللأسف لا تزال آلاف الملفات دون إغلاق.
تجمع اللجنة معلومات مفصلة عن المفقودين وتتحقق من هذه المعلومات مع مصادر مختلفة من أطراف النزاع أو مصادر أخرى، مثل قوائم المرضى في المستشفيات التي يمكننا الوصول إليها، أو مع أي محتجزين عائدين إلى غزة.
خلال اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، سهلت فرق اللجنة إطلاق سراح ونقل 38 أسيرا من غزة، و1777 أسيرا فلسطينيا، من بينهم 1510 نقلتهم اللجنة من أماكن الاحتجاز الإسرائيلية إلى عائلاتهم في الضفة والقطاع.
هناك انتقادات وُجهت للصليب الأحمر بتقصيره من خلال عدم التنسيق لإخراج محاصرين داخل المناطق التي يتوغل فيها الجيش الإسرائيلي، لماذا هذا الضعف في الاستجابة لمناشدات المواطنين؟
عندما اندلعت الأعمال العدائية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أنشأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر خطا ساخنا للاتصال بمن تقطعت أواصرهم العائلية بأحبتهم، ويستقبل العاملون حتى اللحظة هذه الخطوط المباشرة، وتلقينا أكثر من 100 ألف مكالمة هاتفية منذ ذلك الحين.
نسعى جاهدين للضغط لدى الجهات المختصة من أجل إجلائهم الآمن، ولكن للأسف، فإن الاستجابة الإيجابية أو الفورية خارجة عن سيطرتنا، ومع ذلك، فإن القانون الدولي الإنساني يكفل حماية جميع المدنيين، سواء غادروا أو اختاروا البقاء في بيوتهم، ويبقى من واجب الأطراف ضمان حمايتهم وحصولهم على الرعاية الطبية إذا لزمت.
كثير من سكان غزة الآن مصابون أو مرضى أو من ذوي الإعاقة، وغالبا لا يتمكنون من الامتثال لأوامر الإخلاء وخاصة في حالات الإخطار القصير، لذا يجب الحرص الدائم على سلامتهم، وضمان الوصول الآمن للمسعفين في الوقت المناسب لتحقيق أهدافهم النبيلة في إنقاذ الأرواح.
تُولي اللجنة الدولية حماية واحترام الطواقم الطبية والعاملين في مجال الرعاية الصحية أهمية قصوى، فهم يتمتعون بحماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني.
منذ بداية الأزمة، قُتل أو جُرح أو اعتُقِل منهم عدد هائل، ومؤخرا في 23 مارس/آذار الماضي، كان ضباط إسعاف جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني يسعفون المصابين في رفح عندما انقطع الاتصال بهم، بدأ رد فعلنا فور وقوع هذا الحادث المأساوي.
ومنذ ذلك اليوم وحتى 30 مارس/آذار الماضي، كانت اللجنة على اتصال منتظم مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وأطراف النزاع، طالبة الوصول والتنسيق لتحديد أماكن ومصير هؤلاء العاملين والمتطوعين، وعندما تكشفت هذه المأساة، كان موقف اللجنة واضحا في بيان علني.
كل مسعف يُقتل في غزة هو شريان حياة يخسره المدنيون الذين لا يستطيعون تحمل خسارة المزيد، ولا نزال نشعر بالألم والغضب الشديدين لمقتل 14 من مسعفي الهلال ومستجيبين أوائل من الدفاع المدني.
إن مقتلهم يُذكرنا بشدة بمدى خطورة واقع غزة على المدنيين، وعلى العاملين في المجال الإنساني الذين يخاطرون بكل شيء لإنقاذ الأرواح، ويجب أن تُمثل هذه الحادثة نقطة تحول.
القانون الإنساني الدولي واضح: يجب احترام وحماية الطواقم الطبية، وسيارات الإسعاف، وموظفي الإغاثة الإنسانية، ومنظمات الدفاع المدني، ويُحظر تماما مهاجمتهم أو عرقلة مرورهم، ويجب اتخاذ جميع الخطوات الممكنة لضمان سلامتهم. إن جميع الهجمات على العاملين في مجال الرعاية الصحية والإنسانية مُدانة من قبلنا.
لو تُطلعنا على دوركم في إيصال الإمدادات الطبية للمستشفيات والأشخاص ذوي الإعاقة، وما أبرز تدخلاتكم في هذا المجال؟
امتد دعمنا لقطاع الرعاية الصحية في غزة لأكثر من عقد، ومنذ اندلاع الحرب بدأنا على الفور بتقديم دعمنا للمستشفيات التي تستجيب لسيل المصابين، ونقلنا آلاف الأطنان من الإمدادات الطبية، بما في ذلك أجهزة تقويم العظام، ومعدات التعامل مع الإصابات الحرجة، ومجموعات تضميد الجروح، والأدوية، وأسرة المستشفيات، وغيرها إلى المرافق الصحية المحلية، ومقدمي خدمات الطوارئ الطبية، ووزارة الصحة في غزة.
وكان جرّاحو اللجنة وممرضوها من بين أوائل الواصلين إلى غزة من الخارج، وقد نشرنا فريقين جراحيين متخصصين في جراحة الحروب، ومتخصصين يقدمون حزمة رعاية شاملة.
إعلان
في مايو/أيار 2024، تضافرت الجهود لافتتاح مستشفى ميداني في رفح للمساعدة في تلبية الاحتياجات الطبية الهائلة، ومنذ أوائل أبريل/نيسان 2025 يُعد مستشفى الصليب الأحمر المشفى الميداني الوحيد الذي يعمل بكامل طاقته في جميع أنحاء رفح، ويستجيب لآلاف حالات الإصابات الجماعية.
وشاركت اللجنة في وضع بروتوكول وطني موحد لرعاية الجروح لوزارة الصحة، ليتم اعتماده من قبل جميع المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية في جميع أنحاء غزة.
يُمثل الحصول على الأطراف الاصطناعية أو الأجهزة المساعدة لآلاف الأشخاص تحديا متزايدا، وللأسف لا يوجد جدول زمني واضح لموعد حصولهم عليها.
منذ أكتوبر/تشرين الأول 2024، سجّل أكثر من 3 آلاف شخص (نحو 20% منهم أطفال) لتلقي خدمات برنامج إعادة التأهيل البدني الذي تشرف عليه اللجنة بالشراكة مع منظمات الرعاية الصحية بغزة، منهم 1867 يعانون من بتر الأطراف، و1118 يعانون من إصابات في النخاع الشوكي أو الرأس أدت إلى شلل دائم، وتابعنا حالات 95 طفلا مصابا بحنف القدم (خلل خلقي يحدث عند الولادة وتكون فيه إحدى القدمين أو كلتاهما ملتوية نحو الداخل ومتّجهة للأسفل).
دعمنا مركز الأطراف الصناعية وشلل الأطفال في مدينة غزة لاستئناف عملياته الجزئية في منتصف يوليو/تموز الماضي، حيث يخدم نحو 1687 شخصا.
هل كان لديكم نشاط في تقديم مساعدات غذائية؟
مجرد مناقشتنا لقضايا انعدام الأمن الغذائي ينبغي أن يحفز العمل ويضمن عدم تدهور الأوضاع الصحية والتغذوية أكثر، يجب ألا نصل إلى إعلان مرحلة المجاعة في غزة حتى يتم اتخاذ الخطوات اللازمة الآن.
دعمنا الفئات الأكثر ضعفا في تلبية احتياجاتهم الأساسية والحفاظ على سبل عيشهم خلال هذا النزاع، واستفاد ما يزيد على 300 ألف شخص من الدعم الغذائي. نحن ملتزمون بتقديم المساعدة للمدنيين والدعوة إلى تلبية الاحتياجات العاجلة للمتضررين، ومع ذلك يرتبط هذا ارتباطا مباشرا بتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.
هناك حاجة إلى اتفاق سياسي للسماح بوصول المساعدات التي تشتد حاجة المدنيين لها في جميع أنحاء القطاع، ويجب على إسرائيل، بصفتها قوة احتلال، ضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المدنيين، ونكرر دعوتنا العاجلة للسلطات المعنية لتسهيل تدفق المساعدات دون عوائق وتهيئة الظروف الأمنية لتوزيع هذه الإمدادات بأمان.
كانت هناك انتقادات للجنة الدولية خلال فترة تبادل الأسرى، إذ بدا لديها اهتمام واضح بالأسرى والجثامين الإسرائيلية، في حين نقلت جثامين الفلسطينيين بشاحنات من دون حتى معرفة أسماء الضحايا، ما تعليقكم؟
لقد أوضحنا بشكل لا لبس فيه أننا لم نكن جزءا من أي عملية أدت إلى نقل جثث فلسطينيين في عامي 2023 أو 2024، لقد أعدنا رفات فلسطيني إلى غزة من إسرائيل في فبراير/شباط 2025 فقط ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مع تطبيق معايير الكرامة والرعاية نفسها المطبقة في أي مكان آخر.
نجدد موقفنا في هذا الشأن، تجب استعادة رفات الأفراد وإدارتها بشكل صحيح وتحديد هويتها للمساعدة في منع وحل مأساة الأشخاص مجهولي المصير نتيجة للنزاع المسلح، ويجب التعامل مع جثثهم باحترام وكرامة.
تقف اللجنة على أتم الاستعداد لتسهيل نقل المتوفين، بما في ذلك نقل المعلومات، ضمن دورها بوصفها وسيطا إنسانيا محايدا، وهي مستعدة للقيام بهذا الدور إذا توصلت أطراف النزاع إلى اتفاق مسبق، لضمان صون كرامة الإنسان.
كان لكم دور سابق في دعم مشاريع الزراعة والبنية التحتية والأطراف الصناعية، لو تُطلعنا على جهودكم في هذه المجالات خلال الحرب؟
لطالما واجه المزارعون الفلسطينيون في غزة، وخاصة أولئك الذين تقع أراضيهم في المناطق الحدودية، عديدا من التحديات لعقود من الزمن نتيجة عواقب الصراع الذي طال أمده، ولطالما مثلت هذه المنطقة السلة الغذائية الإستراتيجية لأهالي القطاع.
وقد دعمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر هؤلاء المزارعين لزراعة أراضيهم بعد سنوات من حرمانهم من الوصول إليها، لكن الواقع الآن هو أن معظم هذه المناطق تم تدميرها وتحويلها إلى مناطق عسكرية، وهذا يحرم المزارعين في غزة من سبل عيشهم ويفاقم مستوى انعدام الأمن الغذائي لجميع سكان القطاع.
تتردد بين المواطنين في غزة أهمية دور الصليب الأحمر أوقات الأزمات والحروب، لكنهم لم يلمسوا ذلك بالشكل المطلوب خلال هذه الحرب الصعبة، فلماذا لم يرتق دوركم للمستوى المطلوب؟
على مدى قرابة 6 عقود من العمل الإنساني الجلي في الأراضي المحتلة وإسرائيل، لم نشهد قط هذا المستوى من التجريد من الإنسانية، والاحتياجات الإنسانية المتراكمة، والدمار الهائل.
نشعر بالإحباط الذي يمكن أن يولده هذا الوضع المفزع، وندرك أن تبعات القتال المستمر قد يصعب استيعابها أو قبولها.
لقد واجهنا تحديات هائلة، بما في ذلك تعرض موظفينا ومقراتنا للهجوم بالقذائف المتفجرة، ولطالما كانت فرقنا في غزة عرضة لما عانى منه المدنيون طوال فترة هذه الحرب.
سنواصل العمل والنشاط الميداني في غزة بقدر ما يسمح به الوضع الأمني، ونحن على استعداد كامل لاستئناف أنشطتنا على نطاق أوسع عندما يسمح الوضع بذلك. نحن نعمل حتى لو كان ذلك غير مرئي؛ أولويتنا ليست الشهرة، بل بذل كل ما في وسعنا، حتى في أحلك الظروف الصعبة، لمساعدة المتضررين من النزاع.
ومهما كانت الظروف، لا توجد دولة أو أي طرف معفى من التزاماته القانونية بموجب القانون الإنساني الدولي، وفي هذه المرحلة من هذا الصراع المروع قد يبدو هذا غير واقعي، ومع ذلك فإن قواعد الحرب باقية وهي الضمان الوحيد للحفاظ على الأرواح البشرية في أثناء النزاعات المسلحة.
هل للصليب الأحمر دور في تنسيق إخراج المرضى والجرحى للعلاج في الخارج؟
إعلان
هناك عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج طبي منتظم أو خدمات غير متوفرة حاليا في غزة، بما في ذلك علاج السرطان، وأمراض نقص المناعة الأخرى، وحالات جراحة القلب، والإصابات المعقدة، وغيرها، وعمليات الإجلاء الطبي التي كانت تتم عبر معبر رفح في وقت سابق من النزاع، لم تعد ممكنة الآن.
هناك جهات فاعلة أخرى تسهل عمليات الإجلاء الطبي إلى الخارج ونواصل التركيز على دعم وتعزيز قدرات الرعاية الصحية في غزة التي تتعرض لضغوط متزايدة، والمستشفيات والمرافق الطبية بالكاد تعمل.
لا نزال نتلقى نداءات عاجلة من أشخاص مروَّعين يطلبون المساعدة العاجلة، وتقع على عاتق جميع الأطراف مسؤولية الحرص الدائم على تجنيب المدنيين آثار الأعمال العدائية وحمايتهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 2 أيام
- الجزيرة
مجازر جديدة والاحتلال يعترض صاروخا بغلاف غزة
قالت وزارة الصحة في غزة إن عدد الشهداء في ارتفع إلى 53 في غارات إسرائيلية على القطاع منذ فجر اليوم الجمعة، في حين قال جيش الاحتلال إنه اعترض صاروخا أطلق من غزة باتجاه مستوطنات الغلاف. وقد أفادت وزارة الصحة بغزة في وقت سابق اليوم أن مستشفيات القطاع استقبلت 60 شهيدا و185 مصابا خلال 24 ساعة. وكشفت الوزارة أن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي ارتفع إلى 53 ألفا و822 شهيدا، بالإضافة إلى 122 ألفا و382 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأفاد الدفاع المدني في غزة باستشهاد 8، بينهم 7 أطفال، إلى جانب إصابة آخرين بقصف إسرائيلي على منزل في قيزان النجار جنوبي خان يونس جنوب القطاع. وأضاف الدفاع المدني أن نحو 50 شخصا، بين شهيد ومفقود، لا يزالون تحت أنقاض مبنى قصفته اسرائيل في جباليا البلد الليلة الماضية. كما أكد مراسل الجزيرة استشهاد 3 شهداء ووقع إصابات في غارة بمسيرة إسرائيلية على منطقة الصفطاوي شمالي مدينة غزة. في الأُثناء، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة، استهدفت مقار تابعة لوزارة الداخلية الفلسطينية في منطقة أنصار، غربي مدينة غزة. وقال مراسل الجزيرة إن القصف تسبب بإصابة عدد من النازحين الذين كانوا قد نصبوا خيامهم في محيط المنطقة، وقد نقلوا إلى "مجمع الشفاء الطبي" لتلقي العلاج؛ كما أحدث القصف دمارا واسعا في المكان. كما أفاد مراسل الجزيرة بتعرض محيط مستشفى العودة شمالي قطاع غزة لقصف مدفعي وغارات إسرائيلية، مشيرا إلى أن النيران ما زالت مشتعلة في مرافق مستشفى العودة بعد استهدافها. وأضاف المراسل أن قوات الاحتلال تمنع وصول طواقم الدفاع المدني للسيطرة على الحريق، قائلا إن أهالي الجرحى المحاصرين في المستشفى يطلقون نداءات مناشدة لإنقاذ المحاصرين. وقد قالت إدارة المستشفى إن قوات الاحتلال فجرت روبوتا مفخخا في محيط المستشفى، مما تسبب بأضرار جسيمة، في حين قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن قصف الاحتلال مستودع الأدوية في مستشفى العودة إمعان في استهداف القطاع الصحي. وأضافت حماس أن الاحتلال يواصل انتهاك القوانين الدولية والأعراف الإنسانية باستهدافه المباشر للمستشفيات والمنازل المأهولة. وأشارت الحركة إلى أن "مجازر جيش الاحتلال بحق المدنيين الأبرياء في قطاع غزة جريمة حرب وحشية متجددة ومحاولة فرض تهجير قسري". وطالبت حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتحرك فورا بخطوات تضمن وقف المجزرة المروعة في القطاع، ووجهت نداء إلى "الأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم للخروج والتضامن مع شعبنا في قطاع غزة". ومنذ بدء حرب الإبادة على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عمد الجيش الإسرائيلي إلى استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية، وأخرج معظمها عن الخدمة، ما عرّض حياة المرضى والجرحى للخطر، حسب بيانات فلسطينية وأممية. من جهتها، حذرت منظمة الصحة العالمية من انهيار وشيك للنظام الصحي في قطاع غزة، قائلة إن 94% من جميع مستشفيات قطاع غزة دُمرت أو تضررت، مؤكدة أن 4 مستشفيات رئيسية بغزة اضطرت لتعليق خدماتها الأسبوع الماضي بسبب تعرضها لهجمات. وأضافت المنظمة أن مستشفيات غزة تعاني نقصا حادا في الإمدادات، وارتفاعا في عدد المصابين وانعداما للأمن، وشددت على أن الأعمال العدائية وأوامر الإخلاء تهدد بتوقف مزيد من المرافق الصحية في غزة عن العمل. بدوره، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني إن سكان قطاع غزة عانوا من الجوع والحرمان من أساسيات الحياة لأكثر من 11 أسبوعا. وأضاف أن إمدادات الطعام لأطفال غزة نفدت ومات كبار السن بسبب نقص الأدوية، لافتا إلى أن المساعدات التي تصل الآن إلى قطاع غزة أشبه بإبرة في كومة قش. وأكد لازاريني أن تدفق المساعدات بشكل هادف ومتواصل هو السبيل الوحيد لمنع تفاقم الكارثة الحالية، قائلا إن "أقل ما نحتاجه هو 500 أو 600 شاحنة يوميا تدار من خلال هيئات أممية بينها الأونروا، ويجب تغليب إنقاذ الأرواح على الأجندات العسكرية والسياسية". وتتوالى التحذيرات من منظمات أممية أخرى، حيث أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن أكثر من 9 آلاف طفل عولجوا من سوء التغذية في قطاع غزة هذا العام وإن مزيدا من الأطفال في القطاع سيكونون في خطر مميت إذا لم يحصلوا على الغذاء. وتشير وكالات تابعة للأمم المتحدة إلى أن شاحنات المساعدات التي أدخلتها إسرائيل غير كافية على الإطلاق، مقارنة بحوالي ستمائة شاحنة يوميًا دخلت خلال وقف إطلاق النار الأخير، وهي ضرورية لتلبية الاحتياجات الأساسية.


الجزيرة
منذ 3 أيام
- الجزيرة
47 شهيدا منذ الفجر والاحتلال يقصف ويحاصر مستشفى العودة
استشهد 47 فلسطينيا جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ فجر اليوم الخميس، ما يرفع حصيلة الشهداء خلال الـ24 ساعة الماضية إلى نحو 100، في حين قصفت قوات الاحتلال مستشفى العودة شمالي القطاع وفرضت عليه حصارا. وأوضح مراسل الجزيرة أن 25 شهيدا سقطوا في مدينة غزة شمالي القطاع، جراء سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت منازل مأهولة بالسكان. وذكرت مصادر فلسطينية أن 12 فلسطينيا استشهدوا، بينهم 9 من عائلة واحدة، وأُصيب آخرون بجروح جراء قصف الاحتلال مستودعا يؤوي نازحين قرب حاووز المياه في منطقة البركة بدير البلح وسط القطاع. كما استشهد فلسطينيان في قصف استهدف خيمة بمخيم الصداقة جنوب دير البلح. وذكر مراسل الجزيرة أن الشهداء الذين نُقلوا إلى مستشفى "شهداء الأقصى" من المدنيين، بينهم أطفال ونساء. كما استهدفت طائرات الاحتلال منزلين في منطقة الزرقا شمال القطاع، أحدهما يعود لعائلة مقاط والآخر لعائلة القانوع، ما أسفر عن استشهاد جميع من كانوا بداخلهما. كذلك استشهد 5 مواطنين وأصيب آخرون إثر قصف الاحتلال منزلا لعائلة "بخيت" في منطقة الصفطاوي شمال غرب غزة. وشرقي مدينة غزة، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة عدد آخرين جراء قصف إسرائيلي استهدف منطقة الشعف بحي التفاح وسط القطاع. وفي خان يونس، قال مراسل الجزيرة إن فلسطينيين اثنين استشهدا بنيران مسيّرات إسرائيلية استهدفتهما في منطقة شرقي المدينة جنوبي قطاع غزة. ونفذ جيش الاحتلال عمليات نسف لعدد من المباني السكنية شرق بلدة القرارة شمال شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة. وقال مدير عام وزارة الصحة بغزة منير البرش إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل 98 فلسطينيا بقصف متفرق على مناطق مختلفة بالقطاع خلال الـ24 ساعة الماضية. اقتحام مستشفى العودة بالتزامن مع ذلك، اقتحمت آليات الاحتلال ساحة مستشفى العودة بتل الزعتر شمال غزة، وأطلقت الرصاص بشكل كثيف في المكان، كما أشعل الاحتلال النيران في خيام النازحين داخل ساحة المستشفى. وذكر مدير مستشفى العودة الدكتور محمد صالحة أن الطواقم عاجزة عن السيطرة على الحريق الذي اندلع في مستودع الأدوية جراء استهداف المستشفى من قبل الاحتلال، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال يواصل إطلاق النار باتجاه المبنى. وقال مراسل الجزيرة إن النيران لا تزال تشتعل في المستودعات التي استهدفها الاحتلال داخل المستشفى، في حين تخشى إدارة المستشفى من امتداد الحريق إلى أقسام أخرى. ويواجه عشرات الفلسطينيين، بينهم أطباء، أوضاعا إنسانية صعبة جراء انقطاع المياه والغذاء، نتيجة قصف الاحتلال لمستشفى العودة والحصار المفروض عليه. حريق هائل في الوقت ذاته، تمكنت طواقم الدفاع المدني، من إخماد حريق هائل اندلع في برج الراغب الواقع بمنطقة الكرامة شمال غرب غزة، وذلك بعد استهدافه المباشر من قبل قوات الاحتلال. وأشارت مصادر محلية إلى أن طواقم الإطفاء واجهت صعوبات كبيرة في الوصول إلى موقع الحريق، بسبب الدمار الواسع في الطرقات والبنية التحتية الناجم عن القصف المتواصل، ما اضطرها إلى الوصول إلى المكان سيرا على الأقدام، مستخدمة أدوات يدوية بدائية في ظل غياب المعدات الثقيلة. وارتفعت حصيلة الإبادة الإسرائيلية في غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى أكثر من 53 ألفا و655 شهيدا و121 ألفا و950 مصابا.


الجزيرة
منذ 3 أيام
- الجزيرة
44 شهيدا منذ الفجر والاحتلال يقصف ويحاصر مستشفى العودة
استشهد 44 فلسطينيا جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ فجر اليوم الخميس، ما يرفع حصيلة الشهداء خلال الـ24 ساعة الماضية إلى نحو 100، في حين قصفت قوات الاحتلال مستشفى العودة شمالي القطاع وفرضت عليه حصارا. وأوضح مراسل الجزيرة أن 21 شهيدا سقطوا في مدينة غزة شمالي القطاع، جراء سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت منازل مأهولة بالسكان. وذكرت مصادر فلسطينية أن 12 فلسطينيا استشهدوا، بينهم 9 من عائلة واحدة، وأُصيب آخرون بجروح جراء قصف الاحتلال مستودعا يؤوي نازحين قرب حاووز المياه في منطقة البركة بدير البلح وسط القطاع. كما استشهد فلسطينيان في قصف استهدف خيمة بمخيم الصداقة جنوب دير البلح. وذكر مراسل الجزيرة أن الشهداء الذين نُقلوا إلى مستشفى "شهداء الأقصى" من المدنيين، بينهم أطفال ونساء. كما استهدفت طائرات الاحتلال منزلين في منطقة الزرقا شمال القطاع، أحدهما يعود لعائلة مقاط والآخر لعائلة القانوع، ما أسفر عن استشهاد جميع من كانوا بداخلهما. كذلك استشهد 5 مواطنين وأصيب آخرون إثر قصف الاحتلال منزلا لعائلة "بخيت" في منطقة الصفطاوي شمال غرب غزة. وشرقي مدينة غزة، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة عدد آخرين جراء قصف إسرائيلي استهدف منطقة الشعف بحي التفاح وسط القطاع. وفي خان يونس، قال مراسل الجزيرة إن فلسطينيين اثنين استشهدا بنيران مسيّرات إسرائيلية استهدفتهما في منطقة شرقي المدينة جنوبي قطاع غزة. ونفذ جيش الاحتلال عمليات نسف لعدد من المباني السكنية شرق بلدة القرارة شمال شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة. وقال مدير عام وزارة الصحة بغزة منير البرش إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل 98 فلسطينيا بقصف متفرق على مناطق مختلفة بالقطاع خلال الـ24 ساعة الماضية. اقتحام مستشفى العودة بالتزامن مع ذلك، اقتحمت آليات الاحتلال ساحة مستشفى العودة بتل الزعتر شمال غزة، وأطلقت الرصاص بشكل كثيف في المكان، كما أشعل الاحتلال النيران في خيام النازحين داخل ساحة المستشفى. وذكر مدير مستشفى العودة الدكتور محمد صالحة أن الطواقم عاجزة عن السيطرة على الحريق الذي اندلع في مستودع الأدوية جراء استهداف المستشفى من قبل الاحتلال، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال يواصل إطلاق النار باتجاه المبنى. وقال مراسل الجزيرة إن النيران لا تزال تشتعل في المستودعات التي استهدفها الاحتلال داخل المستشفى، في حين تخشى إدارة المستشفى من امتداد الحريق إلى أقسام أخرى. ويواجه عشرات الفلسطينيين، بينهم أطباء، أوضاعا إنسانية صعبة جراء انقطاع المياه والغذاء، نتيجة قصف الاحتلال لمستشفى العودة والحصار المفروض عليه. حريق هائل في الوقت ذاته، تمكنت طواقم الدفاع المدني، من إخماد حريق هائل اندلع في برج الراغب الواقع بمنطقة الكرامة شمال غرب غزة، وذلك بعد استهدافه المباشر من قبل قوات الاحتلال. وأشارت مصادر محلية إلى أن طواقم الإطفاء واجهت صعوبات كبيرة في الوصول إلى موقع الحريق، بسبب الدمار الواسع في الطرقات والبنية التحتية الناجم عن القصف المتواصل، ما اضطرها إلى الوصول إلى المكان سيرا على الأقدام، مستخدمة أدوات يدوية بدائية في ظل غياب المعدات الثقيلة. وارتفعت حصيلة الإبادة الإسرائيلية في غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى أكثر من 53 ألفا و655 شهيدا و121 ألفا و950 مصابا.