logo
غزة.. بين نار العدو وصمت العرب

غزة.. بين نار العدو وصمت العرب

يمني برسمنذ يوم واحد

يمني برس || مقالات رأي:
في زمنٍ تتسارع فيه الجرائم وتتهاوى فيه القيم الإنسانية، تتعرض غزة لجريمة إبادة جماعية مروّعة تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم، دون أن يتحرّك ضمير المؤسسات الدولية أو الأنظمة العربية التي التزمت الصمت حدّ التواطؤ. فالمجازر التي تُرتكب بحق المدنيين الأبرياء هناك، خاصة في مخيمات النزوح، لم تترك مجالًا للشك في أن العدو الصهيوني يرتكب فصولًا جديدة من جرائم الحرب والإبادة ضد شعبٍ أعزل، يقف صامدًا بوجه آلة القتل والتدمير.
ففي واحدة من أبشع مشاهد الحرب، أقدم العدو الصهيوني على إحراق مخيمات للنازحين بالذات في مدرسة الجرجاوي بشكل مباشر، متعمدًا إحراق المدنيين وهم في خيامهم، وقد وثقت المشاهد المتداولة مشاهد تقشعرّ لها الأبدان، مشاهد تذكر البشرية بأظلم فصول التاريخ.
إنّ ما يحدث في غزة ليس مجرد عدوان عسكري، بل جريمة إبادة مكتملة الأركان، تهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني واستئصال قضيته من جذورها. وإذا كان العالم قد قرر أن يغض الطرف عن هذه الجرائم، فإن مسؤولية الأمة الإسلامية والعربية تصبح مضاعفة، وهي مدعوة لتحمّل واجباتها الأخلاقية والدينية والإنسانية تجاه ما يحصل.
وفي مشهد آخر لا يقلّ خطورة، شهد المسجد الأقصى انتهاكًا سافرًا من قبل مئات المستوطنين الصهاينة الذين اقتحموا باحاته بقيادة الصهيوني المتطرفبن غفير، في إطار ما يسمى بـ'مسيرة الأعلام'، وهي مناسبة باتت تُستخدم كغطاء سياسي لتكريس التهويد والتدنيس المتعمد للمقدسات الإسلامية.
هذا الاقتحام لم يكن مجرد حدث عابر، بل هو خطوة عدوانية مدروسة ضمن مشروع استيطاني طويل الأمد يستهدف تفريغ القدس من سكانها الأصليين وفرض السيادة الصهيونية على أولى القبلتين وثالث الحرمين. إنّ صمت الأنظمة الرسمية على هذا الانتهاك الصارخ يعكس انحدارًا أخلاقيًا واستراتيجيًا، ويمنح العدو ضوءًا أخضرًا للاستمرار في انتهاكاته.
في ظل هذا الواقع القاتم، لم يعد الصمت مقبولًا، ولم يعد التعويل على المجتمع الدولي مجديًا. المطلوب اليوم هو موقف عربي وإسلامي فاعل يتجاوز حدود التنديد والإدانة. على الشعوب أن تتحرّك في الساحات، وعلى النخب أن ترفع الصوت عاليًا، وعلى كل فرد أن يمارس دوره في مقاطعة الكيان الصهيوني اقتصاديًا وثقافيًا وسياسيًا.
المقاطعة لم تعد خيارًا رمزيًا، بل ضرورة أخلاقية وأداة مقاومة سلمية فعالة، والمظاهرات الشعبية قادرة على إيصال رسالة الرفض والغضب، وقد أثبتت الشعوب الحرة مرارًا أنّها قادرة على صنع الفارق إذا خرجت من دائرة الصمت إلى ميدان الفعل.
وفي هذا المشهد الموحش من الصمت والتخاذل، يبرز الموقف اليمني كصوت استثنائي يعيد التوازن الأخلاقي للأمة، حيث توكد القيادة اليمنية ممثلةً بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن القضية الفلسطينية ستظل في صدارة الأولويات، وأن العدوان على غزة لن يمرّ دون ردّ.
لقد أثبتت اليمن – رغم الحصار والحرب – أنّها حاضرة في معركة الأمة، وأنها جزء أصيل من محور المقاومة، إذ تواصل إطلاق عملياتها العسكرية المساندة لغزة، معلنةً أنّ دماء الأطفال والنساء في فلسطين ليست رخيصة، وأن زمن الاستضعاف العربي قد ولّى.
فليكن صوت اليمن صرخة توقظ من بقي لديه ضمير. الأمة تملك من القدرة ما يكفي لتغيير المعادلة، فقط إن قررت أن تتحرك.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عادل حمودة يكشف كيف دعمت مصر القضية الفلسطينية
عادل حمودة يكشف كيف دعمت مصر القضية الفلسطينية

بوابة الفجر

timeمنذ ساعة واحدة

  • بوابة الفجر

عادل حمودة يكشف كيف دعمت مصر القضية الفلسطينية

قال الكاتب الصحفي عادل حمودة، رئيس تحرير جريدة الفجر، إن المفارقات التي تستحق التأمل أن كل ما قيل عن الوعد المقدس بفلسطين لليهود لم يثبت علميا. وأشار حمودة، خلال برنامج "واجه الحقيقة" المذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، مساء السبت، إلى أن وعد بلفور صدر في 2 نوفمبر 1917، لافتا إلى أن هذا الوعد صدر في وقت كانت مصر مشغولة بالتمهيد لثورة 19، ولكن انشغال مصر بقضيتها الأساسية لم يمنعها عن رعاية الأماكن المقدسة في فلسطين. وأضاف الكاتب الصحفي عادل حمودة، رئيس تحرير جريدة الفجر، أن الملك فؤاد تبرع بمبلغ 500 جنيه في مشروع عمارة المسجد الأقصى، وافتتح طلعت حرب فرعا لبنك مصر في فلسطين، وتبرع يوسف وهبي وفاطمة رشدي بإيراد ليلتين لصالح منكوبي فلسطين. وتابع أن الجرائد المصرية لم تتردد في الهجوم على وعد بلفور، وتفنيد الدعاية الصهيونية، كما ساندت مصر انتفاضة حائط البراق، وجمع التجار التبرعات لدعم ضحايا الانتفاضة. ولفت إلى أن مصر إتخذت قرارا عام 1947 بتقديم الدعم الكامل لفلسطين، وكان هدف مصر تمكين الفلسطينين من الدفاع عن أنفسهم من العصابات الصهيونية.

موجة غضب أردنية واسعة بعد ظهور نتنياهو داخل نفق أسفل المسجد الأقصى
موجة غضب أردنية واسعة بعد ظهور نتنياهو داخل نفق أسفل المسجد الأقصى

وضوح

timeمنذ 4 ساعات

  • وضوح

موجة غضب أردنية واسعة بعد ظهور نتنياهو داخل نفق أسفل المسجد الأقصى

كتب / محمد السيد راشد أثار ظهور رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو داخل نفق محفور أسفل المسجد الأقصى المبارك موجة غضب شعبية عارمة في الأردن، حيث خرجت مسيرات حاشدة في العاصمة عمّان، تنديدًا بما اعتبروه استفزازًا صارخًا لمشاعر المسلمين وتعديًا خطيرًا على مقدساتهم. وجاءت المسيرة تحت شعار 'غزة تُباد.. والأقصى في خطر'، وسط مشاركة شعبية واسعة من مختلف الأطياف السياسية والنقابية، ورفعت خلالها لافتات تطالب بـقطع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، وإلغاء اتفاقية وادي عربة وكافة أشكال التعاون. دعوات لمحاسبة قادة الاحتلال كمجرمي حرب المحتجون أكدوا أن ما يجري في غزة من مجازر مستمرة، بالتزامن مع الانتهاكات المتصاعدة في القدس، يمثل ذروة الإجرام الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، مطالبين بتحرك عربي وإسلامي حقيقي لوضع حد لهذه السياسات العدوانية. كما دعوا إلى محاسبة قادة الاحتلال كمجرمي حرب أمام المحاكم الدولية، مشددين على أن صمت المجتمع الدولي لم يعد مقبولًا في ظل ما يتعرض له الفلسطينيون من قتل وتهجير وانتهاك للمقدسات. رسالة تحدٍّ خطيرة من نتنياهو للعالم العربي والإسلامي ورأى محللون سياسيون أن ظهور نتنياهو داخل النفق الذي حفرته سلطات الاحتلال أسفل المسجد الأقصى، لا يحمل فقط دلالة سياسية بل يشكل رسالة تحدٍّ مباشرة للعالمين العربي والإسلامي، باعتبار هذا الظهور محاولة لترسيخ مزاعم السيادة الإسرائيلية على القدس، فوق الأرض وتحتها. ويأتي هذا التصعيد في ذكرى ما تسميه إسرائيل 'يوم توحيد القدس'، والذي يتزامن سنويًا مع إجراءات تصعيدية ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة، وسط تحذيرات من تفجير الأوضاع في المنطقة.

جهوزية قبلية وعسكرية في المحافظات اليمنية دعما لغزة واستعدادا لأي تصعيد
جهوزية قبلية وعسكرية في المحافظات اليمنية دعما لغزة واستعدادا لأي تصعيد

يمني برس

timeمنذ 8 ساعات

  • يمني برس

جهوزية قبلية وعسكرية في المحافظات اليمنية دعما لغزة واستعدادا لأي تصعيد

المقدمة: في مشهد يجسد التلاحم الشعبي والقبلي والعسكري مع القضية الفلسطينية، شهدت عدد من المحافظات اليمنية وقفات قبلية ومناورات عسكرية، عبرت خلالها عن الدعم الكامل للمقاومة في غزة، والجهوزية التامة لمواجهة أي تصعيد في الداخل أو الخارج. ميادين العزة: شهدت مديرية الحيمة الداخلية بمحافظة صنعاء وقفة قبلية مسلحة نظمها أبناء عزلة الجدعان، بحضور مدير المديرية كمال العسكري، أكدوا خلالها جهوزيتهم الكاملة لدعم غزة ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية، معلنين البراءة من الخونة والعملاء وموقعين على وثيقة الشرف القبلي. وفي مديرية أرحب بذات المحافظة، نظم أبناء عزلة الثلث وقفة مماثلة أعلنوا فيها النفير العام والجهوزية القتالية، وأكدوا استعدادهم لتنفيذ كافة خيارات القيادة الثورية لردع العدو الصهيوني وإيقاف جرائمه بحق الشعب الفلسطيني. كما نظمت قبائل الجدعان والأشراف في مديرية مجزر بمحافظة مأرب لقاء قبليا موسعا، جددوا فيه النفير العام والتعبئة الشاملة ورفع الجهوزية، مع الاستمرار في رفد مراكز التدريب، مشيدين في بيانهم بالعمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية التي استهدفت الملاحة الصهيونية لفرض فك الحصار عن غزة، ومجددين التفويض المطلق لقائد الثورة في اتخاذ ما يراه مناسبًا لنصرة فلسطين. وفي محافظة ذمار، نظمت قبائل منطقة 'الجمعة' في مديرية جبل الشرق وقفة قبلية مسلحة أكدت دعمها الكامل للقضية الفلسطينية واستعدادها لدعم الجبهات, كما نفذت قوات التعبئة مناورة عسكرية في مديرية ذمار –عاصمة المحافظة- لخريجي دورات 'طوفان الأقصى'، تضمنت تمارين ميدانية لتأكيد الجهوزية القتالية. وفي ذات السياق، نفذت الدفعة السادسة من خريجي 'طوفان الأقصى' في مديرية الزيدية بمحافظة الحديدة، مناورة قتالية شملت تدريبات هجومية ودفاعية وقنص ورماية، ضمن برنامج الإعداد والتأهيل لمواجهة أي تهديدات محتملة. وإلى في محافظة حجة، حيث نظمت الهيئة النسائية وقفات احتجاجية تضامنية في عدة مناطق منها علكمة وبني مجمل والقزعة وأبو دوار، تنديدا بجرائم الاحتلال الصهيوني في غزة وتدنيس المسجد الأقصى، مستنكرات الصمت العربي والإسلامي تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني. تأتي هذه التحركات القبلية والمناورات العسكرية في إطار الاستعداد الشعبي والرسمي لمساندة الشعب الفلسطيني، وتأكيدا على وحدة الموقف اليمني في مواجهة العدوان الصهيوني.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store