
الدرجة الثالثة – باسم عادل الذي "لا يستطيع طلاق الكرة" ويأمل "بتكرار سيناريو أبو تريكة"
بعيدا عن الدوري الممتاز والأضواء حوله هناك قصص مثيرة للاهتمام في الدرجات الأخرى من كرة القدم المصرية وتلك المرة سنكشف عن حكاية في الدرجة الثالثة. من لعب الكرة لعامل في المعمار وسائق توكتوك هذه هي قصة باسم عادل لاعب البدرشين. تحدث باسم عادل لـFilGoal.com قائلا: "بدأت مسيرتي في نادي ميت رهينة ثم ذهبت لاختبارات الزمالك في عمر الـ14 ولعبت في فريق مواليد عام 1993 لمدة عام وبعدها رحلت لنادي النصر في الفيوم". وواصل "شاركت مع النصر الفيومي في الفريق الأول وكنا نواجه نادي مصر "زد حاليا" وكانوا في الدرجة الرابعة وأعجبوا بقدراتي وانتقلت لهم ولعبت معهم لثلاث سنوات وصعدنا للدرجة الثالثة والثانية". وأكمل باسم عادل حديثه "انضممت لمنتخب مصر مواليد 1993 مع تريزيجيه ورامي ربيعة وحدث ذلك الأمر لمعسكرين وبعد ذلك انتقلت للإنتاج الحربي تحت قيادة إسماعيل يوسف". واستدرك "هذا الانتقال رغم حدوثه وأنا في سن الـ20 على أمل المشاركة في الفريق الأول لكنه كان قرار خاطئ". وأوضح "كان يجب أن أستمر في نادي مصر وقتها لكنني ضغطت على الإدارة للموافقة على انتقالي ولكن الإنتاج هبط بنهاية موسم 2013-2014 وتم إلغاء فريق الشباب". وواصل "انتقلت بعد ذلك لنادي إسكو لثلاث سنوات وكان معي محمد عادل لاعب الإسماعيلي الحالي وعلاء سلامة لاعب الإنتاج الحربي ولكنني تركت الكرة بسبب استدعائي للتجنيد لمدة عام". وأردف "وزني زاد بشكل كبير وبعد التجنيد انتقلت لنادي البدرشين في الدرجة الرابعة وصعدت معهم للقسم الثالث وفي لقاء الصعود سجلت هاتريك رغم كوني مدافع وانتقلت لكاسكادا وصعدت معهم للقسم الثالث ثم انتقلت لأبو النمرس ثم انتقلت حاليا للبدرشين وأشارك بصفة رسمية في مجموعة يتصدرها نادي النجوم ومستقبل وطن". وانتقل باسم عادل للحديث عن عمله خارج مجال الكرة وقال: "بدأت في العمل في عمر سبع سنوات مع والدي في المعمار إذ أنني أعمل في حمل الطوب وعامل خراسانة ومع النجارين". وأردف "نستيقظ في الخامسة صباحا لبداية عملي ويكون العمل شاق نظرا إذا كان هناك يوم حمل طوب تقوم بحملها لأربع أدوار حوالي 30 أو 40 مرة إذا لم يكن هناك ونش لرفع الطوب". وتابع "الأجر يكون يوميا ومتوسط من 150 لـ200 جنيه وإن كان لدي تدريب يكون من الصعب حضوري ولكنني أحضر قبل المران الأخير للقاء وأحاول الحصول على فترة راحة يوم اللقاء وبعض المدربين يحاولون تعويضي ماديا". وأكمل "مع ضعف العمل في المعمار اشتريت توكتوك بعدما بعت ذهب زوجتي الخاص لأستطيع إعالة أسرتي لأنني متزوج ولدي فتاة". وعن هل فكر يوما ما في ترك الكرة أجاب باسم بحسم "الكرة بالنسبة لي عشق فهي زوجتي الجميلة التي لا أستطيع طلاقها". وشدد صاحب الـ28 عاما "لدي حلم بتكرار ما حدث مع محمد أبو تريكة الذي عمل في المعمار وكافئه الله في النهاية، أحلم بهذا الأمر وواثق من تحقيق طموحي واللعب لفريق كبير يوما ما". وأتم "وزني زائد حاليا نظرا لعملي وقلة التدرب لكنني أتدرب بقوة للوصول لوزن جيد وأحاول التألق ريثما يشاهدني وكيل أو مدرب ويكون سببا في انتقالي لناد كبير".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فيتو
منذ 33 دقائق
- فيتو
تشكيل مباراة البنك الأهلي ومودرن سبورت في كاس عاصمة مصر
كأس عاصمة مصر، يلتقى فريق البنك الأهلى نظيره مودرن سبورت في الثامنة مساء اليوم الثلاثاء على استاد السلام الدولى، فى إطار منافسات إياب دور ربع نهائى كأس عاصمة مصر. وأعلن المديران الفنيان لفريقي البنك الأهلي ومودرن سبورت عن تشكيل فريقيهما والذي جاء كالتالي: تشكيل البنك الأهلي ضد مودرن سبورت حراسة المرمى: محمد أبو جبل خط الدفاع: محمد عبد الغني، أمير مدحت، داو سيريل، أبوبكر كيتا خط الوسط: سيرجي آكا، أحمد النادري، محمد بسيوني، أحمد مدبولي خط الهجوم: أسامة فيصل، أحمد ياسر ريان تشكيل مودرن سبورت ضد البنك الأهلي مباراة البنك الأهلى ومودرن سبورت وحقق فريق البنك الأهلى فوزا مهما على مودرن سبورت بهدفين نظيفين فى مباراة الذهاب التى جمعتهما على استاد القاهرة الدولى. ويسعي طارق مصطفى المدير الفنى لفريق البنك الأهلى إلى مواصلة عروضه القوية هذا الموسم فى المقابل، يسعى الجزائري عبد الحق بن شيخة المدير الفنى لفريق مودرن سبورت، لمواصلة صحوته مع الفريق بعد تحقيق الانتصارات فى آخر المباريات والابتعاد عن مراكز الهبوط بالدوري. نتائج مباريات ذهاب ربع نهائي كأس الرابطة المصرية سيراميكا كليوباترا 4-1 بتروجيت. مودرن سبورت 0-2 البنك الأهلي. الإسماعيلي 0-0 طلائع الجيش. إنبي 2-0 حرس الحدود. وشهدت مباريات دور مجموعات كأس الرابطة المصرية خروج فرق المربع الذهبي لبطولة الدوري المصري الممتاز، وهي الأهلي والزمالك وبيراميدز والمصري. كأس عاصمة مصر، ويشهد يومي اليوم وغدا الأربعاء، مواجهات الإياب بمسابقة ربع نهائي كأس عاصمة مصر. وتقام مباريات دور ربع نهائي كأس الرابطة "كأس عاصمة مصر" بنظام الذهاب والإياب لأول مرة في تاريخ المسابقة. وتقام بطولة كأس رابطة الأندية المحترفة للمرة الرابعة في تاريخها، بعدما شهدت النسخ الثلاث السابقة تتويج فيوتشر"موردن سبورت حاليا" باللقب في النسخة الأولى، بينما حصد سيراميكا كليوباترا البطولة في المرتين التاليتين. وقسمت الرابطة الأندية الـ18 على 4 مجموعات بواقع مجموعتان تضمان 5 فرق لكل واحدة ومجموعتان تضمان 4 فرق. وتعتمد البطولة في مرحلتها الأولى على نظام المجموعات، قبل أن تبدأ مرحلة الأدوار الإقصائية اعتبارًا من دور ربع النهائي، على أن تختتم المنافسات في14 يونيو 2025. وتعد بطولة كأس رابطة الأندية مؤهلة إلى بطولة كأس السوبر المصري بنظامه الجديد الذي يشارك فيه 4 أندية (بطل الدوري وبطل كأس مصر وبطل كأس الرابطة والفريق الذي يحصل على الكارت الذهبي من اللجنة المنظمة). جوائز كأس الرابطة وتصل جوائز بطولة الرابطة لـ ٢٥ مليون جنيه، في الوقت الذي يحصل فيه أي ناد يشارك في البطولة على ٤٠٠ ألف جنيه نظير المشاركة فقط، على أن تكون الجوائز كالتالي: البطل 10 ملايين جنيه الوصيف 4 ملايين الثالث 2 مليون جنيه الرابع 1.5 مليون جنيه ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


فيتو
منذ 34 دقائق
- فيتو
إعلان نتائج مسابقة جائزة مكتبة الإسكندرية للقراءة
أعلنت مكتبة الإسكندرية اليوم أسماء الفائزين المئة بمسابقة "جائزة القراءة" في نسختها الأولى. فازت بالمركز الأول (جائزة 50 ألف جنيه مصري) آية مرسي بدوي بدر، وجاء في المركز الثاني (جائزة 40 ألف جنيه مصري) أيمن عاطف يحيى محمد، وحصلت على المركز الثالث (جائزة 30 ألف جنيه مصري) إنچى فوزى موريس، وفاز بالمركز الرابع (جائزة 20 ألف جنيه مصري) عبد القادر يحيى، وجاء في المركز الخامس (جائزة 10 آلاف جنيه مصري) شريف أحمد إمام.ويحصل بقية الفائزين من المركز السادس وحتى المئة على جوائز مالية متدرجة. و توجه الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية بالتهنئة للذين فازوا وقال "نشكر جميع المشاركين على تفاعلهم المميز ومشاركاتهم الرائعة..مبروك للفائزين وحظ أوفر للجميع المرة القادمة". جدير بالذكر أن "جائزة مكتبة الإسكندرية للقراءة" هي جائزة سنوية تطلقها مكتبة الإسكندرية، لكل أطياف الشعب المصري ومحافظاته، وتختص بالفئة الشابة من (18-40 سنة)، وتستخدم فيها مكتبة الإسكندرية آليات العصر الرقمي بكل الوسائل، لدعم المجتمع الثقافي المصري. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


بوابة ماسبيرو
منذ 37 دقائق
- بوابة ماسبيرو
هاجس الإنسان الدائم الموت.. إجابة النهاية
ضع نفسك فكريا فى أرض الموت.. ظهرك للجدار وعليك أن تواجه مصيرك المجهول القادم.. هذه المرة بلا قدرة على المقاومة أو المغامرة أو المقامرة فجميع الاحتمالات مفتوحة. لا شك أن الموت هو هاجس الإنسان طويل الأجل، فهو الذى سكنه و خيم على حقيقة وجوده فى الحياة، فكانت حياة مفعمة بالصراع والجدل وإثارة التساؤلات، وكان السؤال الأساسى هو هل يمكن التغلب على فكرة الموت وهل حتميته تعنى الفناء الكامل؟ يقول جان بول سارتر: لعل من فكرة الموت هذه قد نشأت بالضد الحياة، لذا وقع الإنسان حائرا بين نقيضين فسأل كيف سيعيش وإلى متى؟ و من هنا أصبح مشهد الزوال عالقًا فى الأذهان الحية كنبوءة يجب أن تتحقق مهما حاول أى كائن التهرب منها ومن كونها سنة الحياة. قضية الموت كم من أسئلة فلسفية قادت بشكل أو بآخر إلى التفكير اللا منطقى فى الأشياء، ولعل البحث وراء فكرة الموت أهمها و أطولها، ليبدو الأمر كأنه تحقق من الوجود ذاته عبر التفكير فى نهايته، و يكون الموت بهذا جزء لا يتجزأ من الحياة نفسها. فى قراءة بكتاب "الوجيز فى تاريخ الموت" نتلمس مناقشة واضحة حول فكرة الموت من خلال إحدى الملاحم الشهيرة، وهى ملحمة جلجاميش حيث يجد جلجاميش نفسه واقفا أمام الفناء من خلال موت صديقه الذى يرفض أن يسلم جسده للدفن ليأكل الدود جسمه ويخرج من أنفه.. هنا يشعر بطل الملحمة لأول مرة بأنه فان رغم أسطورته المشهورة، و آيل للسقوط رغم قوته وعظمته، وبالتالى أحس الخوف والرهبة من هذا القادم لا محالة فقرر أن يترك أى شىء و يهيم فى الأرض لاكتشاف سر الخلود، وهو ما سيؤدى به إلى خوض المغامرات الكثيرة والعجيبة برفقة العقرب الذى من المفترض سيتولى حمايته أثناء المرور الحتمى على مياه الموت نحو اللا فناء المزعوم. و تبعا لهذا المنطلق تبدو ملحمة جلجاميش وكأنها تتحدث عن هذه العلاقة الجدلية الأزلية للحياة و الموت ليكتشف الجميع الحقيقة الوحيدة وراء هذه الثنائية الخالدة بأن سر الخلود يكمن فى الأعمال و المعانى الإنسانية ومجموعة القيم التى عاش بها الإنسان فتلك التى ستتبعه إلى الحياة الثانية فإما إلى نعيم أو جحيم. أما عن تتبع أصل الموت فنجد القصة قد بدأت مع نزول آدم وحواء إلى الأرض بعد استبعادهما من جنة الله الأبدية ليكون الموت هو نهاية البداية لأى كائن فتتجلى كلمات الله "أن كلكم لآدم و آدم من تراب"، ولذا يبدو الموت كفرض أو كورث أو إن جاز التعبير كعقاب إلهى جزاء عصيان أمر الله و طاعته بعدم أكل التفاحة المحرمة، وهو ما يأتى جليا بهذه الصورة فى سفر التكوين بالإنجيل المقدس، وفى القرآن الكريم الذى يوضح كون الموت أقصى و أقسى نهاية و خاصة للإنسان العاقل فشبهه بالمصيبة فى قوله "أينما كنتم تدرككم مصيبة الموت" وقوله "كل من عليها فان"، ولكن الإنسان عدو ما يجهل، لذا فالخوف هنا من هذا المجهول المصيرى و الإجبارى و هو ما جعل الموت مادة خصبة للمناقشة حتى مع الذات، حيث تتملك الحواس الهواجس فتكون قضية الموت قدرا لا يمكن تفهمه بسهولة. يقدم الأستاذ الجامعى أندرو دويج فى كتابه "تاريخ الموت" صورة مذهلة عن الموت عبر التاريخ، حيث أكد أن أسباب الوفاة نفسها قد تغيرت عبر الزمن.. ففى غضون عدة قرون انتقل العالم من معرفة أن الموت كان نتيجة مواجهة قوى الطبيعة أو الحيوانات الضارية إلى كونه نتيجة كبر العمر أو الأمراض المعدية إلى أن أصبح مع الوقت نتاج هجرات و مجاعات حتى وصل إلى الوقت الذى يموت فيه الإنسان نتيجة الاكتئاب و كأن للموت أشكال مع حركة الزمن وتغير الأجيال حتى جاء اليوم الذى أسس فيه القائم على الكنيسة الإنجليزية برنامجا على الهاتف ليساند أولئك المقدمين على الموت نتيجة الصدمات العاطفية، و تتبع الأمر هنا يثير التعجب فقد بدأ الموت من خلال حادثة قتل فيها قتل ابنى آدم أحدهما الآخر ليكون أول إنسان يوارى جسده التراب هو جسد ابن من أبناء عدم الطاعة. وربما من يومها ظهرت هذه الضبابية الميتافيزيقية المترنحة بين الحقيقة و الخوف منها، وسلك الإنسان طريق الأسئلة اللا متناهية عن جدلية الموت والحياة والتى لم تبلغ أبدا منتهاها و لا حدها الأقصى.. ما دفع الإنسان حيالها لاتخاذ ردات فعل مختلفة تراوحت بين التوق الجامح للخلود أو الغوص فى فلسفة الفناء حيث التعالى على مشاعر الخوف من الموت بل البحث السريع عنه دون انتظاره. الموت العبادة الغائبة فى وصف للمؤلف الأمريكى وول ديورانت بكتابه "الموت فى الحضارات القديمة" يقول: إن الموت كان بمثابة عبادة غائبة حين عبد الإنسان القديم القوى الكائنة آنذاك قاصدا تحدى الموت والظروف المؤدية إليه، وقد عبر عن هذا المعنى فى الأسطورة الإغريقية مثلا حين أنقذ أورفيوس حبيبته من عالم الأموات للأبد مخالفا بذلك رغبة الإله زيوس. وكما تعددت أسباب الموت وطرق التعامل معه تعددت صوره التى صورتها الأساطير فى الحضارات المختلفة، ففى مصر القديمة مثلا كان الموت الأول هو طريق للحياة الأخرى بعد البعث، لذا أخذ المصرى القديم معه كل ما يعينه فى هذه الرحلة الطويلة من زاد و أثاث بل و خدم و صور وتماثيل تصور له منحوته ومنقوشة ومرسومة صورا واضحة لحياته الأولى حتى يستطيع تذكرها بعد رحلة الرجوع، بل وذهب إلى الرضوخ إلى عمليات التحنيط حفاظا على جسده من التحلل وواستعان على عودة الروح له ثانيا بالتعاويذ وحبه للآلهة وبخاصة إله الحساب والبعث أوزوريس، وقد جاء هذا مخالفا مثلا لتصور الموت فى الأساطير الفينيقية وغيرها من الحضارات القديمة، ولكن كان القاسم المشترك دائما وسط الاختلاف هو فى ضرورة مواجهة الموت. ميثولوجيا الموت صدر عن المركز العربى للأبحاث و الدراسات السياسية كتاب "الموت بين المجتمع و الثقافة" من تأليف الباحث أحمد زين الدين الذى شرح فى ثلاثة أقسام و أربعة وعشرين فصلا تيمة الموت ومعناها المختلف بين الأمم والشعوب والمجتمعات، وذلك بناء على مساهمة الأديان والمعتقدات فى هذا الشأن فيقول الباحث: إن الموت فكرة ينفر منها الجمع الأعظم من الناس لما تسببه من اضطرابات و هواجس ووانطباعات سلبية قادمة من هذا المجهول المتجاوز لأى مفهوم يمكن الإمساك به فى محاولة لاستيعابه عقلا، و يؤكد على أن بالرغم من أن الأحياء يواجهون موت الأقرباء منهم أو حتى غير القريبين كل لحظة.. ذلك حين يدق الباب فيخطف أحدهم فلا يرى مرة أخرى إلا أن مشاعر الحزن و الفقد و الحرمان تزيد من مشاعر الرهبة و الخوف منه، و مع هذا فإن فترة الحداد و الحسرة تفصل الأحياء عن البحث فيما وراء السؤال الصعب، و هو ماذا إن زارنا نحن هذا الزائر المخيف؟ وبالطبع بخلاف الإنسان فجميع المخلوقات التى ستموت هى الأخرى حتما لا تخشى الموت وإن ذهب البعض منهم إلى إظهار بعض التأثر عبر إصدار حركات وأصوات تنم عن الحزن ليبقى بنى آدم وحده فى هذه المفردة وهى الموت، لذا فقد عمل على مواجهتها باختراع القصص أو الاستماع إلى معانى طيبة تستحضر الصفات الحميدة فى شخص الميت التى ستشفع له بالتأكيد فور ملاقاة ربه، و لهذا ربما لعبت المعتقدات و الأديان دورا بارزا فى لعبة الموت، فكانت الممارسات الشعائرية و الطقوس الجنازية التى بلورت من ناحية قدسية الموت ومن ناحية رسمت هالة حول بهاء الحياة مهما كانت صعبة ومأساوية. ومما لا شك فيه أن الموت يجبر البشر من الأحياء على آلا يديروا له ظهورهم أو يحاولوا نزع فتيل الهيبة عنه، و لهذا خضعوا لأن يخوضوا معه أثناء الحياة معركة لا تضع أوزارها إلا بانتصار الموت فى كل مرة، وبخاصة أن الحياة نفسها بعيدا عن الموت الحقيقى متشبعة أصلا و لأقصى درجه بصور منه ولا مفر منها إلا بهذا الموت الحقيقى. هذا و يرى أحمد زين الدين فى كتابه أن الثقافات المختلفة كانت و لا تزال أدوات عبقرية لإخفاء وجه الموت و حقيقته أو علها تزينه أحيانا باحتمالات التعايش مع فكرته بما يضمن على الأقل التخفيف من أثر الخوف منه، لذا كان الموت طوال الوقت مشهدا يخص الأحياء أكثر ما يخص الأموات، و بقى فى الذاكرة الحاضرة أكثر الظواهر الميتافيزيقية تساؤلا فكر ست الثقافات من أجل هذا أرثى لقصة التكيف مع حتميته فكانت التقاليد و العادات الاجتماعية، وكذا السرديات التى حاولت بمعناها استيعاب الانفعالات الناجمة عن فكرة انتزاع أحد أفراد الجماعة بلا رجعة تحت أى سبب مهما كان متوقعا. و هكذا ظلت إشكالية الموت إشكالية متوارثة طرحت وستطرح فى جميع الأزمنة والأمكنة الأسئلة غير المجاب عنها، و قد حاول المفكرون والفلاسفة و الأدباء و الشعراء بل و اختصاصى علم النفس و الاجتماع ملامستها، فكان الاستنتاج المتفق عليه رغم اختلاف الرؤى أن الجسد بالموت الطبيعى فان أما الروح فبشكل أو بآخر باقية، و فى هذا كانت التصورات الثقافية التى تقر هذا المفهوم بما لا يمكن إنكاره و الذى يطرح موجودا مكملا لدورة الحياة. الموت فى الضوء يقول المفكر لويس لافال إن من المستحيل الفصل بين التأمل فى الموت دون التأمل فى الحياة، حيث إن الموت علامة دالة على قيمة الحياة و هو نفس ما ذهب به أفلاطون مثلا من أن مادام الموت و الحياة زوجا له سمة التضاد فإن التأمل فى أحدهما يعنى بالضرورة التأمل فى الآخر، و ذلك بأن و بمجرد استبعاد فكرة الموت عن الحياة تبدو الحياة كمزحة أو مجرد تسلية أو زمن مهدر مهما كان حجم الإنجاز فيه، فالموت يجبرنا على النظر للحياة بأنها دار فناء محتم و الموت دار بقاء طويل و أن نسيان ذلك ينتهى بنسيان كلاهما معا. وعليه فإن الحياة و الموت قدر لا فرق بينهما إلا أننا بلحظة الميلاد نكون حاضرين فقط بأجساد ضئيلة بينما قبل الموت فنحن موجودون بذواتنا وأفكارنا و أعمالنا بجانب جسد أصبح ضعيفا، و لذا فالموت لحظة ضوء حيث حياتنا قد تشكلت بالفعل بفعل ماض، أما الحياة فمحدودة مؤقتة بفعل حاضر و مستقبل ممكن. وبنظرة خاصة كان الموت مؤرقا للفلاسفة فاعتبره سقراط مثلا نهاية المعرفة و غياب الوعى بينما رآه سارتر إقصاء للحرية و لدى الفلاسفة الرواقيون، فكان التعبير بأنه ليس شرا بل عودة عبر التحلل من العناصر الأربعة المكونة للحياة إلى الصورة الطبيعية فى الأرض أى إلى الحالة الأولى، أما عند فرويد فهو نهاية العلاقات الإنسانية و العواطف مثل الحقد و الأنانية و الحب والمصلحة... الخ، و لكن بنظرة عامة كان الموت فلسفيا عادلا يطل على الجميع بسواء ولم يفرق بين وطن أو عرق و هو ما يذكره مفكر مثل جاك شورون مؤلف كتاب "الموت فى الفكر" فيقول بأنه حالة لا تفرق بين غنى وفقير و لا غبى وذكى هذا و إن اختلفت الأسباب والأساليب ليبقى الفرق الأكيد هو بين ميت مؤمن وميت غير مؤمن، وذلك فى ظل وجود رب يحاسب مبدئيا على هذا الأساس وبالطبع لا فرق هنا أيضا بين أن تكون الحياة كانت قصيرة أم طويلة و هذا وفقا لتفسيرات الأديان لهذه المسألة الكبرى.