logo
السطوة الناعمة لهوليود.. كيف غيّرت أميركا شكل السينما العالمية؟

السطوة الناعمة لهوليود.. كيف غيّرت أميركا شكل السينما العالمية؟

الجزيرة٢٥-٠٧-٢٠٢٥
على مدى قرن من الزمن، تحوّلت هوليود من مجرد منتج للأفلام إلى قوة ناعمة ومنظومة تأثير عالميّة، تعيد تشكيل نظرة الجمهور للعالم، وطريقة تفاعله معه. ولم يعد تأثيرها مقتصرا على الترفيه فقط، بل امتد إلى القيم الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. من خلال الأعمال الفنية اتسع تأثيرها أيضا ليشمل الذوق العام والهوية واللغة، حتى تحولت السينما الأميركية إلى أداة تأثير عالمي في عصر يتسم بالتدفق الثقافي المتبادل الذي يصل أحيانا إلى مفهوم السيولة.
التأثير الثقافي واللغوي
امتد التأثير الثقافي لهوليود بفضل قوتها التسويقية العالمية وشبكات التوزيع الواسعة، حتى أصبحت معيارا عالميا للجودة السينمائية والنجاح التجاري. فقد فرضت أسلوبها السردي والجمالي على صناعة السينما في مختلف أنحاء العالم، وأسهمت في ترسيخ القوة الناعمة الأميركية من خلال تصدير نمط الحياة والقيم الاجتماعية الأميركية عبر أفلامها المنتشرة في دور العرض الدولية.
هذا النفوذ جعل كثيرا من صناع السينما في بوليود وكوريا الجنوبية وأميركا اللاتينية يتبنون، بشكل مباشر أو غير مباشر، المعايير البصرية والسردية الأميركية، خصوصا في بناء الحبكة وصياغة السيناريو. ولم يتوقف التأثير عند المحتوى فقط، بل طال أيضا أساليب التسويق والترويج للأفلام.
وقد وصف البعض هذا التأثير بأنه شكل من أشكال "الاستعمار الثقافي"، إذ تقوم هوليود بإعادة إنتاج القصص المحلية من مختلف الثقافات وفق رؤيتها الخاصة، ما يؤدي تدريجيا إلى تآكل السرديات الأصلية لحساب سردية سينمائية أميركية تسعى للهيمنة على الخيال الجمعي العالمي.
النمر الأسود يكافح من أجل البقاء
إلى جانب التأثير الثقافي، لعبت هوليود دورا محوريا في إعادة تشكيل مفهوم الهوية عالميا، من خلال ما تفرضه من معايير سردية عابرة للحدود تحدد معنى الهوية، فأفلام هوليود لا تكتفي بعرض القصص بصورة فردية، لكنها تقدم الشخصيات كنماذج للنجاح والبطولة والكفاح من أجل تحقيق الأحلام رغم الصعوبات.
وتتسلل هذه النماذج إلى الوعي الجمعي العالمي، لتعيد تشكيل مفاهيم البطولة والنجاح وفق رؤية موحدة تنبع من المنظور الأميركي، وهذا يفرض تصورا نمطيا للذات والطموح يتكرر في مختلف أنحاء العالم. هذا النمط الموحد يُنتج ما يُعرف بـ"الهوية الهجينة"، التي تنشأ من تفاعل النموذج المحلي مع النموذج الثقافي العالمي المهيمن.
ورغم سيطرة النموذج الأميركي على السينما العالمية، برزت محاولات لمقاومة هذا التوجه عبر تقديم أبطال من خلفيات عرقية وثقافية متنوعة، في سعي لتحدي القوالب التقليدية. ومن أبرز هذه المحاولات فيلم "النمر الأسود" (Black Panther) (2018)، الذي حقق نجاحا عالميا كأول عمل من إنتاج مارفل يقدم بطلا أسود البشرة، مستلهِما أزياءه وأسماء شخصياته من الثقافة الأفريقية. ورغم قوة هذه التجربة، تبقى مثل هذه النماذج الاستثنائية محدودة، تجهد لتقديم هويات بديلة في مواجهة النموذج السائد.
التقنيات والمؤثرات السينمائية
لا يقتصر تأثير هوليود على الجانب الثقافي فقط، بل يمتد إلى المجال التقني، إذ أصبحت معيارا عالميا في تقنيات الإنتاج السينمائي والبصري. وقد كانت أفلام مثل "الماتريكس" (The Matrix) (1999) و"الحديقة الجوراسية" (Jurassic Park) (1993) من أوائل الأعمال التي وظّفت المؤثرات الرقمية بشكل متقدم، وأسهمت في إعادة تشكيل الشكل البصري للسينما العالمية، حتى أصبحت مرجعا تقنيا لكثير من صناع الأفلام.
وقد أعادت هوليود تعريف مفهوم التصوير السينمائي من خلال اعتماد تقنيات التصوير الافتراضي، التي تتيح للمخرجين والممثلين العمل في بيئات رقمية تنقلهم إلى أماكن متعددة دون مغادرة موقع التصوير. ولم يقتصر تأثيرها على تطوير أدوات جديدة، بل أثّر أيضا على توجهات صناعة السينما في دول كبرى مثل بريطانيا وفرنسا وكوريا الجنوبية، إذ باتت أستوديوهاتها تتبنى نفس الأساليب البصرية والتقنية الهوليودية.
ومن الأمثلة البارزة على دمج الفيزياء كعنصر سردي أساسي في السينما، لا كمجرد دعم بصري، أفلام مثل "بين النجوم" (Interstellar) (2014) و"بداية" (Inception) (2010)، إذ تُستخدم القوانين العلمية كجزء جوهري في بناء القصة والمعنى، وليس فقط لإبهار المشاهد بالتأثيرات الخاصة.
ورغم ما تفرضه هوليود من هيمنة وسطوة ثقافية وتقنية، ربما تقوض التنوع المحلي إبداعيا وتقنيا، لكنها في الوقت نفسه تنتج مساحات واسعة لتأثير ثقافي متبادل، إذ تتحول إلى ما يشبه نقطة تتقاطع فيها الأفكار، لتصاغ مجددا بطريقة تناسب الجمهور العالمي. ويمكن النظر بأكثر من منظور إلى هذا التبادل الذي يمكن أن يعزز انتشار بعض الثقافات المحلية وفي الوقت نفسه قد يعيد إنتاجها بصيغ سطحية بعيدا عن سياقها الأصلي، وهنا يظهر التراوح بين السيطرة والانفتاح والتنوع كجزء من التأثير المعقد لهوليود.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قناة برشلونة تسخر من مودريتش وجماهير ريال مدريد تطالب بالاعتذار
قناة برشلونة تسخر من مودريتش وجماهير ريال مدريد تطالب بالاعتذار

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

قناة برشلونة تسخر من مودريتش وجماهير ريال مدريد تطالب بالاعتذار

أثارت القناة التلفزيونية الرسمية لنادي برشلونة موجة من الانتقادات بعد بث تعليقات ساخرة استهدفت أيقونة ريال مدريد السابق لوكا مودريتش الذي انضم أخيرًا إلى ميلان بعد رحيله عن لوس بلانكوس. اندلع الجدل عند فوز برشلونة 7-3 ودياً على إف سي سول من كوريا الجنوبية -الخميس- في إطار جولته الآسيوية قبل انطلاق الموسم الجديد. وقال المعلق الرسمي لنادي برشلونة بلهجة ساخرة "من هنا، لم نُقدّم التكريم المستحق للوكا مودريتش. كانت آخر خدماته العظيمة تمريرته لكوندي في نهائي الكأس ومنحنا اللقب". وتابع المذيع: "هكذا نُظهر نحن، كمشجعين لبرشلونة، تقديرنا العميق لمودريتش". ووفقا لموقع ديفانسا سنترال الإسباني، لم يرق هذا التهكم لجماهير ريال مدريد، ولا لوسائل الإعلام الرياضية الإسبانية، ولجأ توماس رونسيرو، الصحفي البارز المقيم في مدريد، إلى منصة إكس لانتقاد هذه التصريحات بشدة: "ريال مدريد رمزٌ للنبل. برشلونة يُظهر مرةً أخرى قلة ذوق، وغيابًا للنضج العاطفي، وانعدامًا عميقًا للثقة". وأضاف "مودريتش يمتلك 6 ألقاب دوري أبطال أوروبا أكثر مما فاز به برشلونة في تاريخه بأكمله". لوكا مودريتش يرد ولم يتردد الدولي الكرواتي في الرد على بعض المتابعين والأصدقاء شاركوا معه تصريحات المعلق البرشلوني عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وكتب "لقد فزت بألقاب دوري أبطال أوروبا أكثر من برشلونة.. لا يهمني ما يقولونه"، ويمتلك مودريتش ستة ألقاب بدوري أبطال أوروبا، بينما يمتلك الفريق الكتالوني تاريخيا مدة 125 عامًا، خمسة فقط. إعلان من جهة أخرى طالبت جماهير ريال مدريد باعتذار فوري من برشلونة بعد سماع كلمات المعلق عن مودريتش خلال البث المباشر. "تصرف غير لائق على الإطلاق من فريق برشلونة الإعلامي. نطالب باعتذار فوري"، هذا ما كتبه أحد مشجعي ريال مدريد على تويتر. وغرد آخر: "الشيء المحترم من برشلونة هو الاعتذار للاعب أسطوري ما أساء إليهم أبدا". وقال مشجع ثالث: "لا يمكن التسامح مع عدم احترام أسطورة اللعبة".

تشريح جثة المصارع هالك هوجان يكشف الأسباب الحقيقية لوفاته
تشريح جثة المصارع هالك هوجان يكشف الأسباب الحقيقية لوفاته

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

تشريح جثة المصارع هالك هوجان يكشف الأسباب الحقيقية لوفاته

كشفت تقارير إعلامية أميركية عن السبب الرسمي لوفاة المصارع الأسطوري هالك هوجان، بعد أن رحل عن عمر ناهز 71 عامًا في 24 يوليو/تموز الجاري. وبحسب ما نشره موقع "الصفحة السادسة" (Page Six) -استندًا إلى تقرير رسمي صادر عن مكتب الفحص الطبي في مقاطعة "بينيلاس" بولاية فلوريدا – فقد كانت الوفاة نتيجة احتشاء حاد في عضلة القلب، وهي حالة تؤدي إلى توقف تدفق الدم إلى القلب وتُعرف عادة بالنوبة القلبية. كما أوضح التقرير أن هوجان، واسمه الحقيقي تيري بوليا، كان يعاني أيضًا من الرجفان الأذيني، وهو اضطراب في نظم القلب، إضافة إلى تاريخ من الإصابة بسرطان الدم، رغم أنه لم يكن معلنًا سابقًا على الملأ. وقد صُنّفت الوفاة بأنها "طبيعية" رغم تعدد العوامل الطبية المؤثرة. ووفقًا لما ورد، فإن هوجان نُقل إلى مستشفى "مورتون بلانت" في فلوريدا بعد استدعاء خدمات الطوارئ إلى منزله بمدينة كليرووتر، حيث باءت محاولات الإنعاش بالفشل، وتم إعلان وفاته في المستشفى. الوداع الأخير لهوجان وفي جانب إنساني مؤثر، نشرت بروك هوجان (ابنة المصارع الراحل) رسالة عبر حسابها في " إنستغرام" شاركت فيها متابعيها بعضًا من اللحظات الأخيرة التي جمعتها بوالدها. وكتبت بروك "في النهاية، كنتُ متعبة. ورغم محاولتي البقاء قريبة، تغير شيء ما. كان عليّ أن أحمي قلبي. ومع ذلك، لم أتوقف عن حبه". وأضافت أن زوجها حاول إعادة بناء الجسور بينهما بهدوء، إدراكًا لأهمية العلاقة بين الأب وابنته، وأشارت إلى أن والدها اختار "طريقًا أنهك روحه". وأوضحت بروك أن علاقتها بوالدها لم تكن قائمة على الصراعات أو الدراما، بل كانت هناك أحاديث خاصة و"مشاعر دفينة لن يعرفها العالم" مضيفة "عرضتُ عليه الدعم. توسلتُ إليه أن يرتاح.. لكنه اختار طريقًا آخر". إعلان ورحل هوجان، أحد رموز المصارعة الحرة في العالم، بعد مسيرة طويلة امتدت لعقود، كان خلالها أحد أبرز وجوه "دبليو دبليو إي" (WWE) وأكثرهم شهرة وشعبية في الثمانينيات والتسعينيات. ومع وفاته، طويت صفحة من تاريخ الرياضة الاستعراضية، تاركًا وراءه إرثًا لا يُنسى في ذاكرة الجماهير حول العالم.

"الشاطر" فيلم أكشن مصري بهوية أميركية
"الشاطر" فيلم أكشن مصري بهوية أميركية

الجزيرة

timeمنذ 2 أيام

  • الجزيرة

"الشاطر" فيلم أكشن مصري بهوية أميركية

شكل فيلم "الشاطر" دخولا مفاجئا في موسم الصيف، ذلك الموسم الذي كان شبه محسوم، وتعرّفنا فيه على أبرز الأفلام المعروضة. وفجأة، صدر فيلم "الشاطر" ليحرك بعض المياه الراكدة في هذا الموسم الخامل. فيلم "الشاطر" من بطولة أمير كرارة، هنا الزاهد، مصطفى غريب، عادل كرم، وأحمد عصام السيد. أخرجه وكتبه أحمد الجندي، وشارك في التأليف كريم يوسف. الشاطر والأكشن المستورد ينتمي فيلم "الشاطر" إلى فئة الأكشن الكوميدي، وتبدأ أحداثه بسلسلة مشاهد قصيرة تعرّف الجمهور على شخصية البطل أدهم الشاطر (أمير كرارة)، وهو دوبلير محترف يؤدي مشاهد خطرة في أفلام الأكشن، قبل أن ينقلب مسار حياته بسبب ورطة يقع فيها نتيجة تصرفات شقيقه، ما يزج به في سلسلة مغامرات متلاحقة. تكشف هذه المشاهد التمهيدية عن تأثر واضح بالفيلم الغربي، إذ يظهر الشاطر وهو يشارك في أفلام ذات طابع أجنبي مبالغ فيه: من مشاهد تدور في أجواء الحرب العالمية الثانية، إلى فيلم من نوع "الويسترن" (الغرب الأميركي)، وصولا إلى مطاردة في شوارع باريس. وهي جميعها أنماط سينمائية غير مألوفة على الشاشة المصرية، ما يجعل هذه البداية بمثابة محاكاة ساخرة أو تحية بصرية لأفلام الأكشن العالمية. تأثُّر أفلام الأكشن المصرية بهوليوود ليس أمرا مستجدا، إذ تُعد السينما الأميركية المرجع الأشهر عالميا في هذا النوع، سواء على مستوى الصورة أو تصميم المشاهد. لكن ما قام به "الشاطر" يتجاوز حدود التأثر، إلى درجة تخرج عن المنطق؛ ففكرة عمل دوبلير مصري في هذا النوع من الأفلام تُغفل تماما رصيد السينما المصرية في الأكشن، سواء القديم أو الحديث. وكما هو معتاد في كثير من أفلام الأكشن الحديثة، سواء الأميركية أو المصرية، تبتعد الأحداث عن المحلية، وتتنقل عالميا. وقد اختار صناع "الشاطر" تركيا كمحطة أولى لحبكته، إذ يسافر أدهم مع صديقه فتوح (مصطفى غريب) في رحلة سريعة بحثا عن شقيقه المختطف "عصفورة" (أحمد عصام السيد). وهناك يتورطان في مواجهة مع عصابة عصام الأناضولي (عادل كرم)، وتنضم إليهما فتاة السيرك "كراميلا" (هنا الزاهد). تستمر الحبكة بشكل تقليدي، متنقلة من مغامرة إلى أخرى، حيث يحاول أدهم النجاة وإنقاذ حلفائه من الموت مرة تلو الأخرى، بينما يسعى لاستغلال معلومات حصل عليها بالصدفة لتحقيق ثروة طائلة تؤمن له حياة رغدة. View this post on Instagram A post shared by Go Media (@gomediatv) موسم من الأكشن كوميدي نعيش موسما سينمائيا يضم أكثر من فيلم مصري من نفس النوع، لذا لا يمكن تجاهل المقارنة بين "الشاطر" وفيلم آخر يُعرض في التوقيت ذاته ومن الفئة نفسها، هو "أحمد وأحمد". كلا الفيلمين يشتركان في عناصر عديدة: فهما من بطولة اثنين من نجوم الأكشن المصريين المعروفين -أحمد السقا وأمير كرارة- وفي كل منهما تتوزع مسؤولية الكوميديا على ممثل آخر: أحمد فهمي في الأول، ومصطفى غريب في الثاني. لكن الكفة تميل بوضوح إلى صالح "الشاطر"، وأول ما يميزه هو تعقيد الحبكة. فبينما بدا "أحمد وأحمد" سلسا وخفيفا، فإنه كان خاليا من العقبات الحقيقية، دون تطور درامي أو مفاجآت تُذكر، أو وجود خطر فعلي. أما في "الشاطر"، ورغم أن حبكته قد لا تكون مقنعة تماما، فإنها على الأقل تظهر جهدا على مستوى التأليف، وتحتوي على مغامرات، والتواءات في السرد (بلوت تويست) منطقية، وأشرار مرسومين بطابع أميركي واضح جدا، لكنهم يظلون أكثر حضورا من أشرار "أحمد وأحمد"، الذين لم يشكلوا تهديدا حقيقيا. حتى مشاهد الأكشن كانت أكثر تنوعا وتعقيدا في "الشاطر"، لا من حيث الإبهار فقط، بل من حيث التصميم البصري وتعدد البيئات التي دارت فيها هذه المشاهد القتالية، مقارنة بمشاهد الشجار التقليدية لأحمد السقا في "أحمد وأحمد". أما من حيث الكوميديا، فهي أقوى في "الشاطر" لسببين: أولهما، أنها لا تعتمد على ممثل واحد يكرر نفسه بلا توقف، كما فعل أحمد فهمي في دور المنبهر الدائم بخاله. ثانيا، لأن مصطفى غريب وأحمد عصام السيد، المسؤولَين عن الجانب الكوميدي، يقدمان أداء لطيفا، ويستخرجان من السيناريو المتواضع أفضل ما فيه. من جهة أخرى، عانى "أحمد وأحمد" من ضعف في كتابة الشخصية النسائية الوحيدة، وهي "ضحى" (جيهان الشماشرجي)، التي يمكن إزالتها من السيناريو دون أي تأثير. أما في "الشاطر"، فتلعب هنا الزاهد دورا محوريا، وتحرك الحبكة في أكثر من موضع، وشخصيتها مكتوبة بشكل أكثر جدية. لكن هذا الدور الفعال كان فرصة مهدرة، إذ تعيد الزاهد تقديم نفس النمط المعتاد منها، أي التركيز على التناقض بين مظهرها الرقيق وسلوكها السوقي والعنيف، وهو أداء نمطي بات مكررا منها. في المقابل، قدم مصطفى غريب وأحمد عصام السيد أداء متزنا في إطار أدوار نمطية كمساعدي البطل، وتمكّنا من استغلال هذه المساحة ببساطة وفعالية. أما أمير كرارة، فقدم أداء جيدا في مشاهد الأكشن، مع بعض المحاولات الكوميدية التي، وإن لم تكن موفقة دائما، فإنها لم تضعف كثيرا من حضوره. View this post on Instagram A post shared by Go Media (@gomediatv) في النهاية، فيلم الشاطر محاولة طموحة للجمع بين الأكشن والكوميديا بطابع مصري، لكنه يسقط في فخ التكرار والتقليد. تأثره الشديد بالأفلام الغربية واضح، دون أن يطور هوية مستقلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store