
بالفيديو عبر "سبق".. أبطال "آيسف 2025" للشباب: استثمروا في أفكاركم.. ومَثِّلوا وطنكم خير تمثيل
بقلوب نابضة بالفخر، عاد أبطال "آيسف 2025" إلى أرض الوطن، يحملون بين أيديهم جوائز عالمية، وبين ضلوعهم قصصًا لا تُنسى من التحدي والإصرار والانتصار.
وكان المشهد في مطار الملك خالد بالرياض مزيجًا فريدًا من المشاعر؛ إذ امتزجت صيحات الفرح بعناق الأهل ودموع الأمهات، في لحظة لن تمحوها ذاكرة المستقبل.
ففي كل زاوية من المطار حكاية تُروى، وبطل صغير يعود بحُلم تحقق، وعَلَم وطن خفق في محفل عالمي ضخم، نافس فيه أكثر من 1700 شاب وشابة من 70 دولة حول العالم.
ووقفت السعودية شامخة بعد أن انتزع أبناؤها المركز الثاني عالميًّا بعد الولايات المتحدة الأمريكية، الدولة المستضيفة، وحققوا 23 جائزة دولية في أكبر تظاهرة علمية عالمية لطلاب المدارس (معرض آيسف)، الذي أقيم هذا العام في لوس أنجلوس.
وعند بوابة الوصول تسارعت الخطى لتحتضن كل أم حلمها المتجسد في ابن أو ابنة، وكل أب رأى في وجه طفله تاجًا من نور، وكل مسؤول ومُربٍّ ومسؤول تعليمي استشعر أن الاستثمار في العقول هو الاستثمار الأصدق.
فاطمة مطبقاني لم تُخفِ دموعها وهي تتحدث عن الجائزة الكبرى التي حصلت عليها في مجال الهندسة البيئية، وقالت إن الفضل بعد الله يعود لأسرتها، مؤكدة أن دعم أمها وأبيها كان وقود الطريق؛ فقد سهرا معها، ووقفا في كل خطوة، وحملاها بأحلامهما، ورافقاها في ليالي العمل والبحث الطويلة.
وقالت لمياء النفعي من تعليم الطائف، بصوت مليء بالامتنان لأسرتها: أقول لهم شكرًا على كل لحظة، على كل تعب، على كل ريال دفعوه. أنا اليوم هنا بفضلهم، ومن الطائف إلى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن كانت رحلتي، رحلة إيمان وتحدٍّ.
أما عبدالرحمن الغنام من تعليم الشرقية فوقف شامخًا، وقال: إن شعور الفخر لا يوصف، وإن لحظة رفع اسم السعودية في منصة التتويج كان لحظة تاريخية، كنا نستحقها، وكان العمل يستحق هذا التتويج.
ريم طيري من تعليم الرياض شاركته الشعور نفسه، وقالت: نحن المركز الثاني على مستوى العالم. كنا نتمنى أن نرفع رأس الوطن، ولقد أثبتنا أن أبناء السعودية لا يقلون كفاءة عن أي شاب في أي مكان في هذا العالم.
وفي الزاوية الأخرى كانت سارة العباد من تعليم الأحساء، التي تحمل سجلاً حافلاً بالمشاركات الدولية، وأكدت أن "آيسف" كان محطة مختلفة، وأنه تجربة استثنائية. وقالت إنها شاركت في كوريا وماليزيا وسنغافورة وبريطانيا، لكنها شعرت هذه المرة بأن السعودية كلها تقف معها. وقالت إن هناك فرصًا وبرامج كثيرة ضمن مؤسسة "موهبة"، يجب على كل طالب وطالبة اغتنامها. وإن على كل شاب أن يبدأ رحلته البحثية، ويستثمر في وقته، ويؤمن بأن أفكاره تستحق أن تُقدم للعالم.
ومن تعليم الجوف تحدثت إيمان ثامر المزيد، وقالت: ما راح ننسى هذه التجربة، حلم وتحقق، وكان شرفًا كبيرًا لنا أن نُمثل وطننا، ونحقق له هذا الحضور المشرف.
وعبرت الطالبة فاطمة فيصل طبقاني عن مفاجأتها بلحظة الاستقبال، وقالت: "ما كنت أتوقع أشوف أمي. سألت بابا وأنا طالعة: ماما جاية؟ قال ما أدري.. لكن لحظة ما شفتها كانت أغلى من كل الجوائز".
جيوان شعبي من تعليم جازان أكدت أن المنافسة لم تكن سهلة، وكل دولة أرسلت نخبتها، والنخبة فقط هم من ينافسون في آيسف، لكنها قالت إن التعب كله اختفى لحظة الوصول، وإن الحماس والاستقبال والدعم جعلتها تنسى كل الإرهاق. وأكدت أن كل فرد في الوفد كان يستحق؛ لأن ما قدموه للعالم لا يقدر بثمن.
"سما بخمسين" من تعليم الشرقية عبّرت عن فخرها بحصولها على جائزة خاصة من مؤسسة قطر، وقالت إن هذا التقدير يعكس صورة السعودية الحقيقية، صورة الشباب الطموح، والمثقف، والمبتكر، الذي يستطيع أن يحلق عاليًا في أي محفل دولي. وإن ما تحقق لم يكن إلا البداية.
وفي لحظة امتنان نادرة تحدثت والدة الطالبة زينب المطوع، وقالت لـ"سبق": "ما في كلمة تصف شعور الأم.. نحن عشناه منذ سنة، لحظة بلحظة، حلمًا وحقيقة، مشوارًا كاملاً، بدأ من الفكرة حتى الوقوف على منصات التتويج".
وأضافت: "دعمتها بكل ما أستطيع، لكن السعودية دعمتها أكثر. المدرسة وقفت معها، والمجتمع احتواها، وهكذا تصنع العظمة".
هكذا عاد أبناء وبنات الوطن من آيسف، وهم يحملون في حقائبهم جوائز، لكن في قلوبهم رسائل، قالوها بصوت واحد: استثمروا في أفكاركم، استثمروا في وقتكم، وابدؤوا الآن، مَثِّلوا وطنكم خير تمثيل، وارفعوا رؤوسكم في المحافل الدولية؛ فأنتم قادرون على أن تصنعوا الفَرق، وأن تكتبوا أسماءكم بين المبدعين على مستوى العالم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 3 ساعات
- الرياض
طلاب المملكة في نيوكاسل يشاركون بـ«SUSE 2025»
عُقد في جامعة نيوكاسل البريطانية مؤتمر SUSE 2025 تحت إشراف الملحقية الثقافية السعودية في المملكة المتحدة، بمشاركة متميزة من الطلبة السعوديين المبتعثين في التخصصات العلمية، والهندسية، والحاسوبية من مختلف الجامعات البريطانية. وشهد المؤتمر جلسات علمية ونقاشات أكاديمية متخصصة، حيث عكست البحوث والأطروحات المعروضة ما يتمتع به الطلبة السعوديون من مستوى علمي متميز، وروح ابتكارية تنسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، في مجالات التعليم والبحث والتطوير. وتضمّنت فعاليات المؤتمر جلسةً حواريةً بعنوان: "البحث العلمي المدفوع بالتقنية: تكامل الذكاء الاصطناعي والبيانات والأنظمة الهندسية"، ناقش خلالها عددٌ من الأكاديميين والباحثين أدوار التقنيات الحديثة في تشكيل مستقبل البحث العلمي، إضافةً إلى جلسة الملصقات العلمية التي عرضت مشاريع بحثية مبتكرة في مجالات الذكاء الاصطناعي، وعلوم المواد، والطاقة المتجددة، والأمن السيبراني، وعدد من التخصصات الحيوية الأخرى. وأكّد رئيس المؤتمر أنس الثبيتي أنّ مؤتمر SUSE 2025 يُجسِّد صورة مشرّفة للطلبة السعوديين المبتعثين، ويعكس التزامهم العلمي وإسهامهم الفاعل في دفع عجلة الابتكار والمعرفة، مشيرًا إلى أنّ المؤتمر يشكّل منصة فاعلة؛ لتعزيز التواصل الأكاديمي، وتأهيل جيل متميز من الباحثين السعوديين القادرين على المنافسة عالميًا. ويأتي انعقاد المؤتمر في إطار دعم الكفاءات الوطنية المتميزة في الخارج، وتعزيز مشاركتها في بناء اقتصاد معرفي قائم على الابتكار والبحث والتطوير.


المدينة
منذ 4 ساعات
- المدينة
استقبال حافل لمنتخب العلوم والهندسة.. الفائز بـ32 جائزة عالمية
حظي المنتخب السعودي للعلوم والهندسة، باستقبال حافل في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، لدى عودته إلى أرض الوطن، بعد مشاركته المتميِّزة في معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة «آيسف 2025»، الذي أُقيم في مدينة كولومبوس بولاية أوهايو الأمريكيَّة.وحصد المنتخب، الذي ضم (40) طالبًا وطالبةً، قدَّموا مشروعات نوعيَّة في مجالات علميَّة واعدة، (23) جائزة عالميَّة، منها (14) جائزةً كُبْرى، و(9) جوائز خاصَّة، بعد منافسة قويَّة مع أكثر من (1700) طالبٍ وطالبةٍ من (70) دولةً، ضمن أكبر محفل علميٍّ دوليٍّ لطلاب المرحلة ما قبل الجامعيَّة في مجالات العلوم والهندسة.وكان في استقبال المنتخب -لحظة وصوله- رئيس مجلس إدارة مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع سليمان الزبن، ومساعد وزير التعليم محمد الغامدي.وهنَّأ رئيس الوفد السعودي أمين عام مؤسَّسة «موهبة» المكلَّف الدكتور خالد الشريف، الطلاب والطالبات الفائزين.


الرياض
منذ 4 ساعات
- الرياض
المملكة تتقدم خطوات كبرى في مجال «الفحص الذكي» لقطاعي النفط والغاز
حققت المملكة تقدماً وصف بـ"المهم جداً" في مجال التطوير ورفع الكفاءة في مجال الاختبارات اللاإتلافية، والفحوصات اللاإتلافية (NDT) هي مجموعة من التقنيات المتطورة التي تُستخدم لفحص المواد والمعدات والهياكل دون التسبب في أي ضرر لها، أي أنها تسمح بالكشف عن العيوب أو الشقوق أو التآكل دون الحاجة لتوقفها عن العمل بدون أن تسبب أي تلف في المادة، مما يجعلها ضرورية وحاسمة في القطاعات المشاريع والمعامل البتروكيماوية وأيضاً البنية التحتية لكثير من هذه الصناعات المختلفة مثل النفط والغاز الطيران، ومما يعزز من فتح المزيد من الوظائف في هذا القطاع النفطي المهم اقتصادياً. وأكد م. محمد أبوفور أحد أبرز الخبراء في مجال الاختبارات اللاإتلافية (NDT) وإدارة سلامة الأصول أن المملكة خطت خطوات كبرى في مجال الفحص الذكي في قطاع النفط والغاز، مشدداً لـ"الرياض" على أن لذلك عوائد اقتصادية وفرصاً استثمارية في عصر التحول الرقمي. وقال: "في ظل التحديات التقنية والاقتصادية التي يواجهها قطاع الطاقة العالمي، تتجه الأنظار نحو تقنيات الفحص اللاإتلافي الذكي (Smart NDT) كأحد الحلول الرائدة لتعزيز كفاءة التشغيل وتقليل المخاطر وضمان استدامة أصول المنشآت الحيوية، ويعد هذا التحول الرقمي في قطاع الفحوصات الصناعية خطوة استراتيجية تستند إلى العلم والابتكار، وتنعكس نتائجه على العوائد الاقتصادية، وجاذبية الاستثمارات، وتوسيع سوق العمل الهندسي والتقني". وعن العائد الاقتصادي لتقنيات الفحص الذكي مقارنة بالأساليب التقليدية قال: "أثبتت التجارب الميدانية في منشآت النفط والغاز أن استخدام تقنيات الفحص الذكي يؤدي إلى تحقيق وفورات مالية ملموسة من خلال تقليل الأعطال غير المخطط لها عبر التنبؤ المبكر بالمشكلات باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي، يمكن تفادي الخسائر المرتبطة بتوقف الإنتاج المفاجئ وتكاليف الصيانة الطارئة"، مضيفاً: "تُتيح أدوات الفحص الذكية تنفيذ المهام بسرعة ودقة، ما يقلل الحاجة لفرق بشرية كبيرة، ويقلل وقت التوقف الصناعي". وأبان بأن تحسين جودة القرار الفني من خلال تحليلات متقدمة للبيانات، يصبح بالإمكان اتخاذ قرارات أكثر دقة واستباقية، مما يقلل من الفاقد والهدر، ويعزز موثوقية التشغيل، مشيراً إلى أن بعض الدراسات تقدر أن اعتماد أنظمة الفحص الذكي يمكن أن يرفع الكفاءة التشغيلية بنسبة تصل إلى 25 %، ويخفض تكاليف الصيانة بنسبة تتجاوز 30 % في بعض المنشآت البترولية. وشدد على أن تعزيز موثوقية الأصول يسهم بجذب الاستثمارات، إذ يُعد الحفاظ على موثوقية الأصول في منشآت الطاقة أولوية قصوى لضمان استمرارية الإنتاج واستقطاب المستثمرين، وتساهم تقنيات ANDT (الاختبارات اللاإتلافية المتقدمة) في تحقيق ذلك من خلال رفع الجاهزية التشغيلية عبر المراقبة المستمرة لحالة المعدات (Condition Monitoring)، ومما يقلل من فرص الفشل المفاجئ، وتابع: "تمكّن الفحوصات الذكية من تقييم الحالة الهيكلية للأصول دون الحاجة للتفكيك أو التوقف، وهو أمر بالغ الأهمية في المصافي وخطوط الأنابيب القديمة، كذلك تساعد تقنيات NDT الحديثة في ضمان الامتثال للمعايير البيئية والصناعية، ما يعزز من الثقة الاستثمارية في القطاع ويجعل الأصول أكثر جاذبية للممولين العالميين". وعن سوق العمل والاقتصاد الرقمي في الفحوصات الصناعية شدد، م. أبو فور على أنه ومع تصاعد التحول الرقمي، ظهرت فرص مهنية جديدة في قطاع الفحوصات الصناعية ترتبط مباشرة بتكامل التقنية والهندسة، أبرزها محلل بيانات فحص NDT، مهندس خوارزميات للتفتيش الذكي، أخصائي أنظمة ذكية وتكامل البيانات الصناعية، بيد أن القطاع يواجه تحديات في التأهيل والتدريب، إذ تتطلب هذه الوظائف مهارات متعددة تشمل الفحص الهندسي، البرمجة، تحليل البيانات، وفهم تقنيات الذكاء الاصطناعي. وأبان بأن المملكة تبرز في هذا السياق كمثال رائد في الاستثمار في التعليم التقني، من خلال المعهد الوطني لتقنية الفحص وضمان الجودة (إتقان)، الذي يقدم برامج دبلوم متخصصة في الفحوصات اللاإتلافية والتفتيش الفني والسلامة الصناعية، بهدف تخريج كوادر وطنية قادرة على قيادة هذا التحول.