logo
الراعي: نعمة القلب الأقدس مطلوبة اليوم لقادة الوطن

الراعي: نعمة القلب الأقدس مطلوبة اليوم لقادة الوطن

الديارمنذ 6 ساعات

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
رأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد "قلب يسوع" ولمناسبة مرور ٤٠ سنة على تأسيس عائلة قلب يسوع في لبنان على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي " كابيلا القيامة " عاونه فيه لفيف من الكهنة، في حضور "عائلة قلب يسوع" برئاسة سلوى اسطفان والاخويات من مختلف المناطق. بعد الإنجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة بعنوان "تعلموا منّي: إني وديع ومتواضع القلب" (متى 11: 29). قال فيها: "تحتفل الكنيسة اليوم بعيد قلب يسوع الأقدس، وهو عيد الحب الإلهي، الذي نزل من السماء ليلتقي قلب الإنسان، كل انسان. هو الحب الذي بذل نفسه على الصليب، لكي نحيا نحن. وهو الحب الذي ينبض كل يوم على مذبح الكنيسة، وفي حياة المؤمنين، داعيًا إيانا جميعًا "لنتعلّم منه الوداعة والتواضع، فنجد راحة لنفوسنا" (متى 11: 29)".
اضاف: "يطيب لي ان احييكم جميعًا، مع تحية خاصة لعائلة قلب يسوع التي تنظم هذا الإحتفال. فقد جاءت الأخويات من حوالي ثمانين رعية من مختلف المناطق اللبنانية. وقد أصبح عدد المنتسبين اليها، في غضون أربعين سنة على تأسيسها، ثلاثة آلاف. فأحيي رئيستها السيدة سلوى اسطفان، وجميع معاونيها في مركزها الإجتماعي الخيري في انطلياس حيث يتم توزيع مواد غذائية وألبسة لأكثر من أربعمائة عائلة محتاجة، هذا بالإضافة الى زيارة المستشفيات ودور العجزة والسجون حيث يتم الاهتمام بهم بالصلاة والمشاركة في القداس الإلهي، وتوزيع صور قلب يسوع وما يحتاجون اليه من ألبسة ومواد غذائية. انتشرت عبادة قلب يسوع في القرن السابع عشر بعد ظهورات الرب يسوع للقديسة مارغريت ماري الاكوك من راهبات الزيارة سنة 1647. تأسست عائلة قلب يسوع في لبنان سنة 1985، على يد الأب اغوسطين مارديني الكبوشي، والسيدات سلوى اسطفان وجويس الصايغ وارليت بو خاطر، في دير الآباء الكبوشيين في البيّاضة. لقد فتح لنا القلب الأقدس باب المحبة والسلام، حاملًا همومنا واحزاننا وجراحنا، لكي يحوّلها الى نعمة ومحبة وحياة. هذا العيد هو تتويج للزمن الليتورجي الذي نعيش فيه محبة الله عبر سرّ الفداء. ففي القداس نعيش تذكار الحب الأكبر، الحب الذي تجسّد وافتدانا بموته على الصليب، وقام من بين الأموات، ويبقى هذا الحب حيًّا على مذابحنا. انه القلب المفتوح على الصليب، وباب الدخول الى حياة الله بالحب. هذا القلب ينبض ليحمل همّ كل مؤمن، وهمّ كل عائلته، وهمّ كل مجتمع، وهمّ كل وطن. في القداس نستقي هذا الحب، ونحمله الى بيوتنا والى مؤسساتنا ووطننا. قلب يسوع المفتوح على الصليب هو نموذج الحب الذي نحتاجه لوطننا لبنان، ولكل وطن. فالقلب يعني التضحية والعطاء ونكران الذات من اجل خلاص الجميع. اننا نلتمس من القلب الأقدس نعمة لقادة وطننا، نعمة المحبة، نعمة القلب الكبير الذي يتّسع لجميع المواطنين، نعمة القلب المفتوح على الحوار والخدمة، وعلى حفظ كرامة المواطن وحماية الوطن. على من يحمل مسؤولية في الوطن، ان يحمل قلبًا يشمل الجميع، يسمع، يحمي، يوحّد. قلبًا يسعى لكي يعيش الجميع بكرامة، بسلام، بفرح".
تابع: "نحن نعاني اليوم، على ارض لبنان قلوبًا تقسو، قلوبًا تتغلّف بالمصلحة الشخصية على حساب الوطن، على حساب الشعب، على حساب القيم. القلب الأقدس نموذج القلب الوطني الذي يرى الوطن عائلة كبيرة، والشعب اخوة، والوطن رسالة محبة. نعمة القلب الأقدس مطلوبة اليوم لقادة الوطن لكي يحملوا همّ الشعب، همّ كل عائلة، همّ كل شاب، همّ كل فقير، همّ كل مظلوم، همّ كل محروم، همّ كل أسرة".
ختم: "فلنصلِ، ايها الإخوة والأخوات: من اجل عائلاتنا، لكي تبقى القلب الدافئ، الذي منه يشع الحب والغفران والتفاني على المجتمع والكنيسة.من اجل عائلة قلب يسوع، لكي تبقى نموذج الحب، ومدرسة الإخلاص والشهادة والعطاء.من اجل وطننا، لكي يشهد للحب، والعدالة، والحق والحوار. للقلب الأقدس كل مجد وشكر وتسبيح الآن والى الأبد، آمين".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عوده رعى تخريج طلاب جامعة القديس جاورجيوس: بلدنا بحاجة إلى مواطنين حقيقيين ويخدمون بأمانة
عوده رعى تخريج طلاب جامعة القديس جاورجيوس: بلدنا بحاجة إلى مواطنين حقيقيين ويخدمون بأمانة

النشرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • النشرة

عوده رعى تخريج طلاب جامعة القديس جاورجيوس: بلدنا بحاجة إلى مواطنين حقيقيين ويخدمون بأمانة

احتفلت ​ جامعة القديس جاورجيوس ​ في ​ بيروت ​، بتخريج الدفعة الثانية لطلابها في اختصاصي علم الأحياء وتكنولوجيا المعلومات في كلية الآداب والعلوم، برعاية رئيس مجلس أمناء الجامعة متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس الياس عوده وحضوره. وقال عوده "نحتفل اليوم بثمرة جهد طويل وسنوات من التعب والدراسة. نحتفل، ليس فقط بالحصول على شهادة، بل بنضوج فكري وروحي، وببداية جديدة نحو حياة مليئة بالمسؤولية والعطاء". واضاف: "اليوم، فيما تتخرجون متوجين سنوات من الجد والمثابرة، ومفتتحين حقبة جديدة ومسؤوليات أعظم، تختلط المشاعر بين الفرح والرجاء، بين الشكر على ما تحقق والتطلع لما هو آت. أيها الأحبة، العلم الذي حصلتم عليه ليس غاية في ذاته، بل هو وسيلة لصقل الذات وانفتاح العقل وتنمية الشخصية وتثمير المواهب". وتابع عوده: "أنتم مدعوون اليوم لا لتعيشوا لأنفسكم بل لتكونوا نورا في عالم مظلم بالخطايا والمصالح وحب الذات ورفض الآخر واستغلاله، ولتكونوا ملحا في زمن فقد الكثير من القيم والأخلاق. هذا العيش من أجل الآخر يجعلكم قريبين من ملكوت السماوات، لأنكم تشابهون في أعمالكم عمل الرب الذي بذل نفسه من أجل خلاص العالم. لتكن شهاداتكم وإنجازاتكم ومراكزكم المستقبلية منصات لخدمة الخير والحق والعدل، وليس للكبرياء أو التفاخر والحسد. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: "ليكن تعليمك سببا في خلاصك وخلاص من حولك". المعرفة الحقيقية لا تنفصل عن المحبة، والعلم من دون محبة ينفخ، أما العلم المغموس بمحبة الله وخليقته فيبني ويثمر ويدفع نحو التواضع". وتوجه الى المتخرجات والمتخرجين قائلا: "لا تخشوا المستقبل حتى ولو بدا مظلما أو غامضا أو مبهما وصعبا في بلد تهزه أمواج الأزمات. لقد وعدنا الرب قائلا: "ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (مت 28: 20). سلموه طرقكم وهو يقوم سبلكم. لا تدعوا الخوف يشلكم، بل ضعوا كامل ثقتكم في من أعطاكم الحكمة والقوة والصبر، طيلة السنوات المنصرمة، من أجل إتمام دراستكم في المدرسة ثم الجامعة، وهو نفسه سيقودكم في دروب الحياة المستقبلية التي ستختارونها. لقد منح الله كلا منكم موهبة ورسالة، فلا تستهينوا بدوركم. أنتم لستم مجرد خريجين من جامعة، بل أبناء الله، سفراؤه في هذا العالم الذي هجرته الإنسانية والمحبة. أنتم مدعوون لتكونوا شهودا للحق في وسط الزيف، وأن تسيروا في النور ولو عم الظلام حولكم. قد تواجهون صعوبات وتجارب، وقد تصادفون من يحاول أن يثني عزيمتكم أو يشكك في قيمكم. تذكروا قول الرب: "في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا، أنا قد غلبت العالم" (يو 16: 33)". وتابع: "عالمنا يضج بالنزاعات والحروب والتسابق إلى تصنيع الأسلحة الفتاكة. نحن نشهد مدنا تقصف بلا رحمة، أطفالا يقتلون أو يموتون جوعا أو مرضا، بشرا عزلا يستهدفون في منطقتنا وفي العالم، في الكنائس والشوارع وحتى المدارس والبيوت دون إنسانية أو رادع أخلاقي. إنسان عصرنا يكره ويظلم ويقتل ويبيد من أجل إشباع جشعه إلى المال والسلطة والمجد، متناسيا أن الأعمار والمصائر في يد الله وقد تنتزع روحه منه في طرفة عين، ويسمع ما قاله الله لمن هدم أهراءه ليبني أكبر منها: "يا جاهل، في هذه الليلة تطلب نفسك منك، فهذا الذي أعددته لمن يكون؟" (لو12 : 20 ). لو شارك الإنسان أخاه بما وهبه الله من عطايا، لو أحب وأعطى، لو ثمر الأموال الطائلة في عمل الخير ومنع الجوع والفقر ومحاربة الجهل والتطرف ونشر السلام وتشجيع الأبحاث ومكافحة الأوبئة هل كنا نعاني من الحروب وتدهور الأخلاق وانحسار القيم وتراجع الحضارات؟ هل كان الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله يموت رخيصا، وحيدا، ولا تهتز الأرض لموته، فيما الأقوياء يتقاسمون العالم؟. أنتم أملنا. المستقبل لكم، وفي يدكم مصير بلدكم". وختم قائلا: "وصيتي لكم أن تكونوا أمناء لما تسلمتموه. لا تجعلوا شهاداتكم مجرد وسيلة للترقي والمجد الشخصي، بل اجعلوها منبرا للمسؤولية والعطاء. بلدنا بحاجة إلى مواطنين حقيقيين، رحماء، شجعان، مستقيمين، يخدمون بأمانة ويقودون بمحبة". بدوره، قال نائب رئيس الحكومة رئيس الجامعة طارق متري في كلمة توجه فيها الى المتخرجات والمتخرجين، إنكم "تعرفون كلكم أن جامعتنا ما زالت فتية، وان اشتد عودها وحظيت بسمعة طيبة ترتب علينا مضاعفة الجهد لتعزيزها. وهو ما يشعرنا جميعا في الأسرة الكبيرة التي صرناها بقيمة المشاركة في عملية البناء ومعنى الانفتاح على استقبال الأفكار الخلاقة، ما يساعدنا في العمل على رفع العوائق امامنا وفي التكيف مع الضرورات التي فرضت علينا بفعل الإنهيار الاقتصادي والمالي في لبنان. ولا يخفى عليكم ان الروح الخلاقة حفزت سعينا إلى التميز ومراجعة الذات والتعلم المستمر لا من النجاح والتقدم فحسب، بل من التردد والتعثر أيضا". وأشار إلى "الأهمية التي أوليناها وأوليتموها، في تكنولوجيا المعلومات كما في علوم الأحياء والكيمياء، لتعزيز القدرة على التعامل مع المكتسبات المعرفية الحديثة بحس نقدي وإمتلاك الأدوات التي تيسر ذلك من خلال دراسة اللغة والثقافيات والإنسانيات. ويحدونا الأمل أن تبينوا جدارتكم إذا ما اختار عدد منكم الإنخراط السريع في ميادين العمل، قديمها وجديدها، في بلادنا أو في الخارج. فتسهمون في صناعة سمعة الجامعة الطيبة كما أسهمتم في بنائها والتعريف بها".

خطبة الجمعة للشيخ علي دعموش 27-6-2025
خطبة الجمعة للشيخ علي دعموش 27-6-2025

المنار

timeمنذ ساعة واحدة

  • المنار

خطبة الجمعة للشيخ علي دعموش 27-6-2025

هذا اليوم هو اول ايام محرم وهو اول ايام السنة الهجرية الجديدة هي سنة 1447 ومحرم هو اسم للشهر الأول من السنة الهجرية، وسمّي هذا الشهر محرماً لأن أهل الجاهلية كانوا يحرمون الحرب فيه أيام الجاهلية، لكن بني أمية لم يحفظوا لهذا الشهر حرمته، فسفكوا فيه دم سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين(ع) وأهل بيته وأصحابه ، وقد أشار الامام الرضا(ع) الى ذلك بقوله: ' إِنَّ الْمُحَرَّمَ شَهْرٌ كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يُحَرِّمُونَ فِيهِ الْقِتَالَ ! فَاسْتُحِلَّتْ فِيهِ دِمَاؤُنَا ، وَانتهكَتْ فِيهِ حُرْمَتُنَا ، وَسُبِيَ فِيهِ ذَرَارِيُّنَا وَنِسَاؤُنَا ، وَأُضْرِمَتِ النِّيرَانُ فِي مَضَارِبِنَا ، وَانْتُهِبَ مَا فِيهَا مِنْ ثِقْلِنَا ، وَلَمْ تُرْعَ لِرَسُولِ اللَّهِ حُرْمَةٌ فِي أَمْرِنَا '.ولذلك كان أئمتنا(ع) إذا دخل المحرم دخل الحزن إلى بيوتهم. فقد ورد عن الامام الرضا(ع): كَانَ أَبِي إِذَا دَخَلَ شَهْرُ الْمُحَرَّمِ لَا يُرَى ضَاحِكاً ، وَ كَانَتِ الْكَآبَةُ تَغْلِبُ عَلَيْهِ حَتَّى يَمْضِيَ مِنْهُ عَشَرَةُ أَيَّامٍ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْعَاشِرِ كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمَ مُصِيبَتِهِ وَ حُزْنِهِ وَ بُكَائِهِ ، وَ يَقُولُ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ الْحُسَيْنُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ' 3 .لقد أسس اهل البيت(ع) لمجالس أبي عبدالله وأقاموا المآتم لمصابه, وتذكر كتب التاريخ أنّ أوّل مجلس أقيم بعد واقعة كربلاء مباشرةً هو المجلس الذي اقامته السيّدات العلويّات، زوجات وأخوات وبنات الإمام الحسين عليه السلام والهاشميين الذين استشهدوا معه، وقد وقد اقيم ذلك المجلس في العراء فوق ساحة المعركة، على مشارف غروب شمس اليوم العاشر من المحرّم، ثم أقيم مجلس أخَر في وسط الطريق عندما سيقت النساء أسارى إلى الشام، وعلى طول الطريق كانت النساء يندبن قتلاهنّ وينشرن مظلومية أهل البيت، عليهم السلام، والمبادئ التي قتل من أجلها الإمام الحسين وأصحابه. ثم أقامت العقيلة زينب عليها السلام وبقية الهاشميات بيتاً للعزاء على الإمام الحسين الشهيد في دمشق بالذات، فلم تبق هاشمية ولا قرشية إلّا ولبست السواد حزناً على الإمام الحسين عليه السلام وندبته.ثم انتقلت المآتم الحسينية إلى المدينة المنوّرة، «وكانت أوّل من اقام العزاء في المدينة على الحسين، عليه السلام، أمّ سلمة زوج النبي، صلّى الله عليه وآله، حتى ضجت المدينة بصرَخَاتِ النِّساءُ حَتّى سُمِعَ في المَدينَةِ رَجَّةٌ ما سُمِعَ مِثْلُها قَط».ثم توسعت دائرة المجالس واقامها ائمة اهل البيت جميعا وأمروا شيعتهم باقامتها وإقامة العزاء وانشاد الشعر الحسيني واستماعه والبكاء بل التباكي على الحسين(ع) وزيارته.ورد عن الامام الباقر(ع) انه قال لمالك الجهني: . ثم ليندب الحسين عليه السلام ويبكيه ويأمر من في داره بالبكاء عليه،ويقيم في داره مصيبته بإظهار الجزع عليه، ويتلاقون بالبكاء بعضهم بعضاً بمصاب الحسين (عليه السلام)..وفي وصيّة أبي جعفر الباقر عليه السلام للشيعة: « .. رَحِمَ اللهُ عبداً اجتمع مع آخر وتَذاكَرَ في أمرنا؛ فإنّ ثالثهما مَلَك يستغفر لهما، وما اجتمعتُم فاشتَغلِوا بالذِّكر؛ فإنّ في اجتماعكم ومذاكرتكم إحياءَ أمرنا، وخيرُ الناس مِن بَعدِنا مَن ذاكَرَ بأمرنا ودعا إلى ذِكرنا » وعن الرضا(عليه السلام): من تذكر مصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم يموت القلوب الحديث. وقد استجاب الشيعة ومحبوا الحسين لهذا التوجيه فكانوا على طول التاريخ ولا يزالون يحرصون على احياء هذه الذكرى ويتفاعلون معها وقد تحملوا في بعض المراحل الاضطهاد والقمع والخوف والقلق بل والقتل نتيجة اصرارهم على احياء هذه الذكرى .إن اهتمام أئمة أهل البيت (ع) باحياء هذه الذكرى وتوجيه وحث شيعتهم وعموم المسلمين على إحيائها واقامة المآتم والعزاء بعاشوراء يعود لعدة اسباب ابرزها:أولا: التأسي والإقتداء برسول الله (ص) فرسول الله (ص) اول من اظهر الحزن و الألم وأول من بكى لهذه الفاجعة قبل وقوعها بنصف قرن. فمنذ ولادة الحسين (ع) كان رسول الله بين الحين والآخر يتحدث للأمة عن هذه المأساة لان جبرائيل كان قد اخبره عن الله أنه يقتل في ارض يقال لها كربلاء وناولها تربة حمراء من تربته.. وكان النبي(ص) كلما رأى الحسبن يدخل الحزن الى قلبه ويتألم ويبكي.اذن نحن تأسيا برسول الله(ص) واتباعا لاهل البيت (ع) نحي مناسبة عاشوراء ويجب ان نحافظ على هذا الاحياء بصورته التقليدية وان نقيم المجالس بالشكل الذي اعتدنا عليه منذ زمن طويل.ثانيا: إحياء هذه المناسبة فيه الكثير من الأثار و النتائج والفوائد والعطاءات والبركات: لماذا يلومنا البعض على إحياء مناسبة فيها منافع روحية وثقافية واجتماعية وسياسية؟نحن نحي مناسبة فيها الكثير من المكاسب دينية وأخلاقية وسلوكية؟مناسبة عاشوراء هي موسم ثقافي تربوي توجيهي لا يوجد في كل المجتمعات البشرية مايشبه هذا الموسم.عاشوراء هي مدرسة ثقافية واجتماعية وسياسية لها تأثير كبير في قلوب الناس وعقولهم.وأئمة أهل البيت(ع) هم الذين دفعوا بهذه المناسبة الى أن تأخذ هذا الشكل فتقام في كل سنة وتتحول الى مدرسة ذات أعراف وتقاليد وعادات.توجد في العالم مناسبات كثيرة: مهرجانات ثقافية, مؤتمرات ندوات معارض كتب , انشطة ثقافية تصرف عليها ميزانيات ضخمة وتسلط عليها الأضواء الإعلامية ويتم دعوة الناس إليها لكن لا يوجد مثل موسم عاشوراء.إحياء عاشوراء في الغالب هو جهد شعبي وإندفاع ذاتي يشارك فيه الجميع حيث تعم المجالس كل أنحاء العالم.. و ليس منطقة خاصة.عاشوراء موسم ثقافي ديني يشد الناس الى دينهم ويعمق إرتباطهم بالله وبرسول الله(ص) وبأهل البيت (ع).ليس هناك من ثورة في التاريخ ولا في الحاضر احتشضدت فيها قيم كثورة ابي عبدالله ايمان ووعي وتضحية وفداء واثار وكرم واخلاص وصدق واباء وشجاعة وصبر وثبات واستعداد للتضحية والخإحياء عاشوراء إحياء لهذه القيم الايمانية والرسالية والاخلاقية والانسانية.عاشوراء مناسبة تدعو الناس الى التمسك بهذه القيم والاخلاق لأنها تختزن كل القيم الاخلاقية والانسانية من الصدق الى الوفاء والايثار والصبر والثبات والإباء والبصيرة والشجاعة والتضحية والعطاء في سبيل الله بلا حدود, هي نعمة لها انعكاسات كبيرة جدا.اول واهم رسالة لعاشوراء هي الإلتزام بهذه القيم الالتزام بالإسلام بأحكامه وتشريعاته, بحلاله وحرامه محبة الحسين (ع) والتشبه بأهل البيت (ع) في جوهره وحقيقته ما هو الالتزام بقيم الدين واخلاقه.الجميع في ايام عاشوراء يتركون أعمالهم وارتباطهم ويشاركون في المجالس, ولا شك ان هذا له ثواب كبير واجر عظيم, ولكن هذه المشاركة يجب ان تكون مرافقة للالتزام بالدين واحكامه.الحسين (ع) ضحى بنفسه وقدّم اهل بيته واصحابه من اجل الدين.إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذينيالعباس (ع) يقول : والله إن قطعتموا يميني إني أحامي أبدا عن دينيالدين الذي ضحى من اجله الحسين والعباس أمانة بأيدينا جميعا يجب ان نخرج من هذه المجالس أكثر تمسكا والتزاما باحكام الدين وقيم الدين واخلاق الدين وضوابط الدين.الدين الذي ضحى من اجله الحسين يستحق أن نضحي من أجله بشهواتنا وأهوائنا وغرائزنا ومصالحنا وأطماعنا.الشهوات والمغريات والتحديات كثيرة خاصة على الشباب والفتيات وما يساعد على المواجهة والوعي والصبر و الثبات والتمسك بالدين هذه المجالس.. لذلك المطلوب في عاشوراء اذا اردنا إحياء أمر أهل البيت(ع)ان نلتزم بما التزموا به. اليوم تأتي هذه الذكرى، ذكرى عاشوراء الخالدة ونحن لا زلنا في قلب الصراع الذي خاضه الإمام الحسين عليه السلام في مواجهة الطواغيت، وفي امتداد كربلاء. نصنع كربلاءنا مع عدو صهيونيٍ مجرم وقاتل يتنقل بعدوانه وإجرامه من مكان إلى مكان ومن دولة إلى دولة، وآخر محطات عدوانه كانت إيران التي شنّ عليها عدواناً وحشياً غادراً بمشاركة أمريكية مباشرة، بهدف تدمير المشروع النووي، وتعطيل القدرة الصاروخية، وزعزعة النظام، وصولاً إلى جرّ إيران للاستسلام غير المشروط.لقد استخدموا في هذه الحرب أساليب المكر والخداع والتضليل وكل امكاناتهم العسكرية ووسائل التكنولوجيا، واستعانوا بالحلفاء وعملاء الداخل لتحقيق أهدافهم، ولكنهم فشلوا، ولم يستطيعوا إنهاء المشروع النووي ولا تعطيل القوة الصاروخية، ولا زعزعة النظام ولا جرّ إيران إلى الخضوع والاستسلام. بل خرجت إيران أكثر تماسكاً وأشد عزيمة ومنتصرة بصمودها وثباتها وقدراتها الصاروخية.وكل المحاولات الأميركية والاسرائيلية لإخفاء الحقائق وتضخيم الانجازات والتعتيم على التقييم الحقيقي لنتائج العدوان لن يحجم انتصار ايران ولن يغطي الفشل الأمريكي والاسرائيلي في هذه الحرب.لقد أثبتت إيران أنها قوة إقليمية أكبر من أن تكسر وأعظم من أن تستسلم، لأن الاستسلام من شيم الجبناء والمتخاذلين وعديمي الكرامة، وليس من شيم الشرفاء والشجعان، وإيران بقيادة الامام القائد اية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي دام ظله هي بلد الشرفاء والأقويا والشجعان ولا يمكن أن تخضع لإرادة الطغاة والمستكبرين مهما كانت التضحيات.إيران التي لديها كل هذا التاريخ والعزم والصلابة والتماسك والكرامة الوطنية لا يمكن أن تستسلم.اليوم، انتصار إيران في هذه المعركة هو انتصار للقضية الفلسطينية ولكل حركات المقاومة في المنطقة، ويجب أن يفهم الاسرائيلي والأمريكي وحلفاؤهما الغربيون أن غرورهم واستعلائهم وعدوانهم لن ينتهي بانتصار مشروعهم بل سيؤجج روح المقاومة لدى شعوب المنطقة اكثر، كما ان مشروعهم لإخضاع إيران والقضاء على حركات المقاومة في المنطقة هو حلم غير قابل للتحقق ومجرد أماني وأوهام وتخيلات.البعض في لبنان ممن يفتقد للحس الوطني والأخلاقي والانساني وضع نفسه في خانة الأعداء وفي صفوف المعتدين وكان يراهن على أن يؤدي العدوان الصهيوني الامريكي على الجمهورية الاسلامية إلى كسر إيران وإخضاعها وإلى ترتيب نتائج ذلك في لبنان، إلا أنه صدم بعدم تحقيق ذلك، وخابت كل حساباته ورهاناته، تماما كما خابت رهاناته على أن تؤدي الحرب الاسرائيلية على حزب الله إلى سحقه والقضاء عليه، وصدم بعدم تحقيق ذلك وخابت آماله. هؤلاء يجب أن يتعلموا من دروس الماضي وأن لا يبنوا رهاناتهم على أوهام خائبة وخاسرة لأنهم إن بقيوا كذلك سيكتشفون عاجلاً أم آجلاً أنهم خارج الواقع وخارج التاريخ. المصدر: موقع المنار

دعاء المساء في الجمعة الأولى من السنة الهجرية 1447.. اغتنم فضله
دعاء المساء في الجمعة الأولى من السنة الهجرية 1447.. اغتنم فضله

صدى البلد

timeمنذ ساعة واحدة

  • صدى البلد

دعاء المساء في الجمعة الأولى من السنة الهجرية 1447.. اغتنم فضله

دعاء وأذكار المساء في الجمعة الأولى من العام الهجري 1447 من أهم الأعمال التي يجب أن يداوم عليها المسلم في حياته، فالمحافظة على ذكر الله تعالى من فوائدها اطمئنان القلب وانشراح الصدر ويكون العبد حينها في معية الله ومما يدل على ذلك هو قول الله تعالى "الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"، وفي السطور التالية نتعرف على دعاء وأذكار المساء مكتوبة بأكثر من صيغة في أول يوم جمعة من السنة الهجرية 2025. دعاء الجمعة الأولى من العام الهجري 1447 دعاء الجمعة الأولى في السنة الهجرية 1447 من أهم ما يستعين به المؤمن في حياته لقضاء حوائجه وطلب ما يتمنى فالدعاء من أهم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه ونحن مأمورون بالدعء في كل وقت امتثالا لأمر الله تعالى "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم". نسألك يا الله في أول جمعة من شهر الله المحرم، أن تكتب لنا الخير، وأن ترزقنا شفاعة رسول الله صلى عليه وسلم. اللهم إننا في الجمعة الأولى من شهر الله المحرم، نسألك أن تجعل القرآن ربيع قلوبنا، وشفاءٍ لتعبنا برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم ارزقني الرزق الحلال الطيب المبارك، واجعلني في طريقك طاعتك يا أرحم الراحمين.. يا رب بك نستعيد بك من الشيطان الرجيم، الذي يضلنا عن سبيل العمل الصالح يا الله، وارزقنا بالرزق الحلال الطيب المبارك في هذه الأيام العظيمة. يا رب في هذا اليوم العظيم المبارك، اكتب لنا رحمتك، وارزقنا كل الخير ببركات هذا اليوم العظيم المبارك. اللهم في أول جمعة من شهر الله المحرم، نسألك أن تبارك لنا في أهلنا وأحبائنا، ورزقنا يا رب العالمين. يا رب في أول جمعة من محرم، اكتب لنا المحبة والمغفرة، وارزقنا يالله كل الخير وابعد عنا كل شر. نسألك يا الله أن تكتب لنا المحبة والمغفرة، وابعد عنا أي مكروه وسوء، يا رب بك آمنا، وعليك توكلنا، فارزقنا كل المحبة والخير، وابعد عننا كل شر، يا رب نسألك أن ترحمنا، وترحم أهلنا وذوينا، يا رب اجعلنا في طريق طاعتك، وابعدنا عن طريق المعصية، الذي يؤدي إلى طريق جهنم. وقت أذكار المساء كاملة تأتي أذكار المساء بعد صلاة العصر كاملة كأهم الوسائل التي تربط القلب بالله وتجدد الإيمان في النفوس وتزيد من الحسنات، ولكل ذكر يقوله العبد المؤمن أثره العميق في حياته خاصة أن الأذكار أحد أبرز أسباب زيادة الرزق ومنها ما يلي: يجب على كل مسلم ترديد أذكار المساء وجعلها وردا يوميا يستقبل به الليل في حالة من الخشوع إلى الله، ويجب على مؤمن أن يرددها بعد صلاة العصر واغتنام فضلها ومن أفضل صيغ أذكار السماء مكتوبة ما يأتي : أَمْسَيْـنا وَأَمْسى الملكُ لله وَالحَمدُ لله، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُلكُ ولهُ الحَمْد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير، رَبِّ أسْأَلُكَ خَـيرَ ما في هـذهِ اللَّـيْلَةِ وَخَـيرَ ما بَعْـدَها، وَأَعوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ ما في هـذهِ اللَّيْلةِ وَشَرِّ ما بَعْدَها، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسوءِ الْكِـبَر، رَبِّ أَعـوذُ بِكَ مِنْ عَذابٍ في النّارِ وَعَذابٍ في القَبْر. (مرة واحدة). اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت، أَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَعْت، أَبـوءُ لَكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنوبَ إِلاّ أَنْتَ. (مرة واحدة).من قالها موقنًا بها حين يمسي ومات من ليلته دخل الجنّة وكذلك حين يصبح. رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـًا وَبِالإسْلامِ ديـنًا وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـًا. (3 مرات)،من قالها حين يصبح وحين يمسي كان حقًا على الله أن يرضيه يوم القيامة. اللّهُـمَّ إِنِّـي أَمسيتُ أُشْـهِدُك، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك، وَمَلَائِكَتَكَ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك، وَأَنَّ ُ مُحَمّـدًا عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك. (4 مرات). من قالها أعتقه الله من النار. اللّهُـمَّ ما أَمسى بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر. (مرة واحدة)،من قالها حين يمسي أدّى شكر يومه. حَسبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم. (7 مرات)،من قالها كفاه الله ما أهمّه من أمر الدنيا والآخرة. بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ إسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم. (3 مرات)،لم يضرّه من الله شيء. أفضل وقت لـ قراءة أذكار المساء هناك اختلاف بين الفقهاء حول تحديد وقت أذكار المساء وكذلك وقت أذكار الصباح، ولكن ما اتفق عليه جمهور العلماء أن ترديد الأذكار أمر مستحب لكل مسلم ويجب أن يجعل من يومه وردا يخصصه في ذكر الله. من جانبها، يبّنت دار الإفتاء المصرية، وقت أذكار المساء بأن من العلماء من يرى أن وقت أذكار المساء يبدأ من وقت العصر وينتهي بغروب الشمس، ومنهم من يرى أن وقت أذكار المساء يمتد إلى ثلث الليل، وذهب بعضهم إلى أن بداية أذكار المساء تكون بعد الغروب. أذكار المساء كاملة تأتي أذكار المساء بعد صلاة العصر كاملة كأهم الوسائل التي تربط القلب بالله وتجدد الإيمان في النفوس وتزيد من الحسنات، ولكل ذكر يقوله العبد المؤمن أثره العميق في حياته خاصة أن الأذكار أحد أبرز أسباب زيادة الرزق ومنها ما يلي: يجب على كل مسلم ترديد أذكار المساء وجعلها وردا يوميا يستقبل به الليل في حالة من الخشوع إلى الله، ويجب على مؤمن أن يرددها بعد صلاة العصر واغتنام فضلها ومن أفضل صيغ أذكار السماء مكتوبة ما يأتي :

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store