logo
ترويقة لبنانية؟

ترويقة لبنانية؟

عمونمنذ 5 ساعات

حاولت جاهدًا أن أمسك قلمي عن الكتابة حول الزيارة الوزارية الأخيرة إلى مدينة السلط، لا تهيّبًا ولا ضعفًا، بل لأنني منذ بدأت مشواري في الكتابة، قطعت عهدًا على نفسي ألّا أهاجم أحدًا، وأن أمارس النقد بروح حضارية، تعي حساسية اللحظة وتزن الكلمة بميزان المسؤولية.
لكن ما جرى بالأمس في السلط لم يكن زيارة عمل، بل أقرب ما يكون إلى جلسة علاقات عامة، تخلّى فيها الحضور الرسمي عن جوهر المهمة، وانشغلوا بالتقاط الصور وتبادل المجاملات، وكأنما الرسالة المراد إيصالها هي: 'شوفوني… تصورت مع الرئيس'.
ما شاهدناه كان مشهدًا مخيّبًا للآمال. السلط ليست محطة للعبور ولا مجرد خلفية لصورة، السلط مدينة الرجالات، وصاحبة المواقف الصلبة التي ما زلنا نرويها لأبنائنا ونتباهى بها أمام التاريخ. لكن الأمس، للأسف، لم يكن من أيامها.
تحوّلت الزيارة إلى مهرجان مدائح، واستعراض إعجابات، وسيلٍ من الصور التي بدا هدفها واضحًا: التباهي، لا الإنجاز. بينما انتظر الناس من الوزراء أن يصغوا إليهم، لا أن يصغوا لبعضهم البعض. غابت القضايا، وتلاشت الهموم، وحضر 'الفوتوشوب السياسي' بامتياز.
وما زاد الطين بلّة، أن بعض وسائل الإعلام – التي يُفترض أن تكون صوت الناس – تحوّلت إلى أداة تجميل، بل وتزوير. بل قرأنا على صفحات البعض كلمات منمقة ومطالبات مدّعاة، نُسبت إلى أصحابها وكأنهم خاطبوا الوزراء بها، رغم أن اللقاء كان حيًا ومباشرًا، والجميع رأى من تكلم ومن التزم الصمت، ومن اكتفى بالتربيت على الأكتاف.
وفي لحظة ضيق، عدت أستذكر ما كان يقوله والدي – أطال الله في عمره – كلما سمع كذبةً لا تحتمل:
'الكاذبون اثنان… شايب ماتت أجياله، ومغترب ما حدا يعرف تاريخه'.
مؤلمٌ أن تُفرغ الزيارات من معناها، أن تأتي الوفود ولا يحملون في جعبتهم شيئًا سوى العدسات والابتسامات.
مؤلمٌ أكثر، أن نُطلب للزينة لا للمشاركة، وللمشهد لا للموقف.
وإذا كانت الزيارات على هذا النحو، فما الحاجة لتكرارها؟ السلط، بتاريخها ومكانتها، أكبر من صورة، وأكبر من كل من يأتيها خفيفًا ويرحل دون أثر.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأردن يدين اعتداءات المستوطنين الإرهابية ضد الفلسطينيين
الأردن يدين اعتداءات المستوطنين الإرهابية ضد الفلسطينيين

الغد

timeمنذ ساعة واحدة

  • الغد

الأردن يدين اعتداءات المستوطنين الإرهابية ضد الفلسطينيين

دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بأشدّ العبارات، اعتداءات المستوطنين الإرهابية ضد الفلسطينيين، وآخرها العدوان على قرية كفر مالك شرق رام الله، والذي أسفر عن ارتقاء ٣ فلسطينيين وإصابة آخرين، مُحمِّلة إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، مسؤولية هذه الهجمات. اضافة اعلان ‏وأكّد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير الدكتور سفيان القضاة، رفض المملكة المطلق لهذه الاعتداءات، ولتصاعد إرهاب المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني، في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي الخطير ضد الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ بداية العدوان على قطاع غزة. كما أكّد أن الاعتداءات التي يرتكبها المستوطنون بحقّ الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة هي نتيجة مباشرة لسياسات الحكومة الإسرائيلية التي تُغذّي العنف، مُشدّدًا على أن الإفلات من العقاب يشجّع المستوطنين على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني. وشدّد القضاة على ضرورة وقف العدوان على غزة فوريًّا، والتوصل لاتفاق يفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري إلى القطاع الذي يعاني كارثة إنسانية غير مسبوقة عبر منظمات الأمم المتحدة المختصة. ‏-(بترا)

"إرادة والوطني الإسلامي" تهنئ بحلول رأس السنة الهجرية
"إرادة والوطني الإسلامي" تهنئ بحلول رأس السنة الهجرية

الانباط اليومية

timeمنذ 2 ساعات

  • الانباط اليومية

"إرادة والوطني الإسلامي" تهنئ بحلول رأس السنة الهجرية

تتقدم كتلة "إرادة والوطني الإسلامي" بأصدق آيات التهنئة والتبريك إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وإلى سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، حفظهما الله، وإلى أبناء الشعب الأردني الأبي، والأمتين العربية والإسلامية، بمناسبة حلول رأس السنة الهجرية المباركة. وتسأل الكتلة المولى عز وجل أن يجعلها سنة خير وبركة، وأن يعيدها على وطننا الغالي بالأمن والإيمان، والسلامة والاطمئنان، وعلى الأمتين العربية والإسلامية بالعزة والوحدة والنصر. كما تبتهل إلى الله أن يفرّج الكرب عن أهلنا في قطاع غزة، وأن يزيل الاحتلال الصهيوني عن تراب فلسطين الطهور.

كي لا تصبح الأكاذيب حقائق
كي لا تصبح الأكاذيب حقائق

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ 3 ساعات

  • سواليف احمد الزعبي

كي لا تصبح الأكاذيب حقائق

كي لا تصبح #الأكاذيب #حقائق المهندس : عبدالكريم أبو زنيمه لطالما تمنيت أن أتفاخر وأكتب شيئا عن عالمي العربي ، لكني وكأيِّ مواطنٍ عربي أُفجع يوميا بمذلة ومهانة تسببها أنظمة حكمنا التي تجاوزت ما كان يتم بالأمس سراً وخفية إلى الاصطفاف علناً مع الكيان الصهيوني والدفاع عنه بل وذهب البعض منهم إلى المشاركة في إبادة أخوتنا في غزة ، هذا التظهير العلني الفجّ لجوهر وحقيقة ارتباط النخب العربية الحاكمة مع المشروع الصهيوأمريكي جاء بعد عقود من الضخ الإعلامي الكاذب والمزيف والدسائس لغسل أدمغة الأجيال لتحسين صورة هذا الكيان اللقيط وإيجاد عدو وهمي بديل له ، هذه الأنظمة التي كانت بالأمس صديقة وحليفة ومطيعة لشاه إيران الحليف الاستراتيجي والصديق لدويلة الكيان سرعان ما انقلبوا على الثورة الإسلامية الايرانية التي اعلنت مباشرة وبأجراءات عملية عدائها للكيان ومناصرتها للقضية الفلسطينية . لبلوغ هدف إيجاد العدو الوهمي للكيان أنفقت المليارات ، ولغايات تحقيقه كان لا بد من أن تكون أهم ادواته وأنجحها أقلام ووجوه عربية إسلامية ، ومن عايش حقبة العقود الأربعة الماضية شاهد وعايش كيف أُججت النعرات والفتن المذهبية والطائفية التي لم تكن موجودة أصلاً ، وكيف نشطت الحركات والأحزاب الإسلامية المتطرفة في بث سموم الفرقة والعداء بين جناحي العالم الإسلامي وضلّلت وتضلّل بخطابها الديني وسلوكها المتطرف أجيالاً من الشباب العربي والإسلامي ، وهي ذاتها من قاتلت في الخنادق الأمريكية شرقاً وغرباً ولم تُطلق رصاصة واحدة ضد الكيان الصه..يوني . رافق ذلك شراء أقلام وكتبة وإعلاميين مأجورين وُظِّفوا لسوق أكاذيب وتصنيع فبركات إعلامية ودسائس لتشويه الصورة الحقيقة لإيران على مدار تلك العقود ومنها وجود مؤامرة وتحالف بين إسرائيل وإيران ، المواجهة الأخيرة بين إيران والكيان واعتراف كل قادة الكيان ورعاتهم الغربيين بأنَّ إيران تشكل خطراً وجودياً حقيقياً على الكيان الصه..يوني ، هذه المواجهة فضحت زيف ودسائس وارتهان وارتزاق أصحاب ودور تلك الأقلام ومدى ارتباطهم وخدمتهم للمشروع الصهيوأمريكي ، اليوم لم يعد بمقدورهم أن يتحدثوا عن المؤامرة وتحولوا للحديث عن النوايا العدائية الإيرانية لعالمنا العربي ، والمفارقة أنَّهم لا يتحدثون مطلقاً عن مخاطر احتلال الغرب وانتشار قواعده العسكرية على كامل جغرافيا وطننا العربي ولا عن التوسع الصهيو..ني ولا عن مخاطر التطبيع . الحقيقة أن هناك ثلاثة مشاريع تتصارع في عالمنا العربي ، المشروع الصهيوأمريكي والتركي والإيراني ، للأسف أنّه ليس لنا نحن العرب أيّ مشروع سوى التآمر على بعضنا ، والمؤسف أكثر بل والمخزي أنَّ غالبية أنظمة حكمنا تصطف مع المشروع الصهوأمريكي ' معاهدات ، اتفاقيات وتعاون أمني ، تطبيع ، ناتو عربي إسرائيلي ، مشاريع إستراتيجية مشتركة ' ، المشروع التركي عضو الناتو المتحالف مع الكيان بعلاقات إستراتيجية وأهمها الامنية والعسكرية وهو من هبَّ لتقديم كل أشكال الدعم للكيان العنصري حين حوصر في البحر الأحمر يصفق له ويتغنى به ! إيران التي سلَّحت وموَّلت حركات المقاومة العربية في فلسطين ولبنان واليمن والعراق نلعنها ونسبها ونتكهن بسوء نواياها بل وننعت حركات المقاومة بأذرع إيران ! حزب الله الذي قدم من التضحيات ما لم تقدمه الكثير من الدول العربية مجتمعة ننعته بحزب اللات ! رمز المقاومة وبطل التضحيات والشهيد ووالد الشهيد ننعته بأوصاف ومسميات يخجل من ذكرها حتى الصهاينة أنفسهم ، أنصار الله العرب الأقحاح الذين حاصروا الكيان في البحر الأحمر ويقصفونه شبه يومي وواجهوا امبراطورية الشر الأمريكية ننعتهم بالحوثيين ! أي مأجورين أنتم ؟! لا أحد ينكر بأن من مصلحة إيران إيجاد حلفاء لها لتحصين أمنها القومي ومواجهة المخاطر ، فهي لم تجد أنظمة عربية تكنُّ العداء وتقاوم وتتصدى للتوسع الصهيوأمريكي ، وكلنا يعرف أنَّ غالبيتها تابعة أمريكيا ، إيران لم تجد إلّا بعض الأحزاب وحركات المقاومة المصنفة عربياً بأنَّها منظمات إرهابية لتتحالف معهم وتسلِّحهم وتموِّلهم ، ولولا هذا المحور المقاوم وتضحياته الجسام وفي مقدمتها غزة لنُفِّذتْ صفقة القرن ولما بقيت هناك قضية فلسطينية ولكننا نعيش اليوم في الشرق الأوسط الجديد الذي بشَّرت به كوندا ليزا رايس وتبناه نتن ياهو وسعى لتحقيقه . المقال يطول ويطول ، فكفاكم تضليلاً ، أكاذيبكم لن تصمد طويلاً أمام الحقائق ، ففي عالمنا العربي والإسلامي لم يعد هناك من يتصدَّى للمطامع الاستيطانية التوسعية للمشروع الصهيوأمريكي إلّا إيران وحلفائها ، ومن يعتقد أنَّ الكيان العنصري وصل إلى هذا الحد من الديمومة والبطش والبلطجة والتوحش والإبادة في فلسطين بفضل عوامل داخلية ودعم غربي مخطيء تماماً ، فالفضل أولاً وأخيراً للرعاية العربية له وليس لإيران .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store