
سعد القرش.. يبحث عن فضاء إبداعي يتجاوز قيود الزمن
أحمد عاطف (القاهرة)
تمثل الكتابة للروائي المصري سعد القرش، حالة من الهروب واللجوء، إذ يصعب عليه تخيل الحياة دونها، ويقول إنه لا يكتب وفق مشروع محدد، بل ينطلق من شغف شخصي واستمتاع ذاتي، والكتابة عنده رحلة في التاريخ والخيال، بحثاً عن فضاء إبداعي يتجاوز قيود الزمن والحياة الواحدة.
أوضح القرش أن كل عمل جديد يستنزفه، حتى يشعر أنه لن يتمكن من الكتابة مجدداً، لكنه يجد نفسه يعود إليها بدافع غامض يشبه غواية السندباد البحري الذي يقسم بعد كل مغامرة أنه لن يعود، لكنه لا يقاوم النداء.
ويرى أن الكتابة لا يمكن التحكم فيها بقرار مسبق، لأن الاحترافية الزائدة تقتل الإبداع، وتحول النصوص إلى أعمال تقريرية بلا روح، وكل كتابة هي خيال، حتى لو كانت مستمدة من الواقع، والنصوص تخضع لمنطقها الخاص أثناء كتابتها.
«أول النهار»
وأشار القرش إلى روايته «أول النهار»، التي وصل فيها البطل إلى نهاية غير مخطط لها، وتوفي في الثلث الأول من الرواية، وهو ما اعتبره منطقاً فنياً أكثر صدقاً من التخطيط المسبق، ولا يرى القرش علاقة مباشرة بين الصحافة والأدب، وأن دراسته للصحافة لم تكن جسراً نحو الكتابة الأدبية، لكنها أفادته في جعل لغته أكثر دقة وتجرداً من الزوائد البلاغية.
وشدّد على أن القراءة بالنسبة له ليست مجرد متعة، بل وسيلة لإعادة اكتشاف الذات والتفاعل مع التراث الإنساني، ويستمد إلهامه من النصوص المصرية القديمة، والملاحم العربية والإغريقية، خصوصاً «ألف ليلة وليلة»، التي يراها النص الإنساني الأهم، والقراءة الجيدة تضع الكاتب أمام تحدٍ كبير، وتفرض عليه الابتكار بدلاً من التقليد.
الأدب الحقيقي
ولا ينصح القرش بالسعي وراء الجوائز، لأن الأدب الحقيقي هو الذي يمنح صاحبه عمراً متجدداً، بغض النظر عن التكريمات الرسمية، وبعض الكُتاب يجيدون التكيف مع معايير الجوائز لتحقيق الشهرة والنجاح المالي، لكن موجات التغيير المستمرة تجعلهم عُرضة للنسيان سريعاً، والكاتب يجب أن يخلص لعمله الإبداعي، وألا يكتب إلا ما يمنحه المتعة الشخصية، التي تنتقل بالضرورة إلى القارئ.
واعتبر الروائي المصري تجربته في كتابة «ثلاثية أوزير» شهادة خاصة على أن الكتابة مغامرة ذاتية، لا تخضع لقواعد أو كواليس مخطط لها مسبقاً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
٢٩-٠٣-٢٠٢٥
- الاتحاد
سعد القرش.. يبحث عن فضاء إبداعي يتجاوز قيود الزمن
أحمد عاطف (القاهرة) تمثل الكتابة للروائي المصري سعد القرش، حالة من الهروب واللجوء، إذ يصعب عليه تخيل الحياة دونها، ويقول إنه لا يكتب وفق مشروع محدد، بل ينطلق من شغف شخصي واستمتاع ذاتي، والكتابة عنده رحلة في التاريخ والخيال، بحثاً عن فضاء إبداعي يتجاوز قيود الزمن والحياة الواحدة. أوضح القرش أن كل عمل جديد يستنزفه، حتى يشعر أنه لن يتمكن من الكتابة مجدداً، لكنه يجد نفسه يعود إليها بدافع غامض يشبه غواية السندباد البحري الذي يقسم بعد كل مغامرة أنه لن يعود، لكنه لا يقاوم النداء. ويرى أن الكتابة لا يمكن التحكم فيها بقرار مسبق، لأن الاحترافية الزائدة تقتل الإبداع، وتحول النصوص إلى أعمال تقريرية بلا روح، وكل كتابة هي خيال، حتى لو كانت مستمدة من الواقع، والنصوص تخضع لمنطقها الخاص أثناء كتابتها. «أول النهار» وأشار القرش إلى روايته «أول النهار»، التي وصل فيها البطل إلى نهاية غير مخطط لها، وتوفي في الثلث الأول من الرواية، وهو ما اعتبره منطقاً فنياً أكثر صدقاً من التخطيط المسبق، ولا يرى القرش علاقة مباشرة بين الصحافة والأدب، وأن دراسته للصحافة لم تكن جسراً نحو الكتابة الأدبية، لكنها أفادته في جعل لغته أكثر دقة وتجرداً من الزوائد البلاغية. وشدّد على أن القراءة بالنسبة له ليست مجرد متعة، بل وسيلة لإعادة اكتشاف الذات والتفاعل مع التراث الإنساني، ويستمد إلهامه من النصوص المصرية القديمة، والملاحم العربية والإغريقية، خصوصاً «ألف ليلة وليلة»، التي يراها النص الإنساني الأهم، والقراءة الجيدة تضع الكاتب أمام تحدٍ كبير، وتفرض عليه الابتكار بدلاً من التقليد. الأدب الحقيقي ولا ينصح القرش بالسعي وراء الجوائز، لأن الأدب الحقيقي هو الذي يمنح صاحبه عمراً متجدداً، بغض النظر عن التكريمات الرسمية، وبعض الكُتاب يجيدون التكيف مع معايير الجوائز لتحقيق الشهرة والنجاح المالي، لكن موجات التغيير المستمرة تجعلهم عُرضة للنسيان سريعاً، والكاتب يجب أن يخلص لعمله الإبداعي، وألا يكتب إلا ما يمنحه المتعة الشخصية، التي تنتقل بالضرورة إلى القارئ. واعتبر الروائي المصري تجربته في كتابة «ثلاثية أوزير» شهادة خاصة على أن الكتابة مغامرة ذاتية، لا تخضع لقواعد أو كواليس مخطط لها مسبقاً.


الاتحاد
٢٧-٠٣-٢٠٢٥
- الاتحاد
فاطمة المعدول: أكتب للأطفال بأفكار تشبه الفراشات
أحمد عاطف (القاهرة) شدّدت الكاتبة والمخرجة المصرية فاطمة المعدول، على أنها تكتب للأطفال بحب وشغف، وتسعى دائماً لتقديم محتوى يناسب خيالهم وشغفهم بالحياة، وتكتب فقط الأفكار التي تُلح عليها بشدة، وأنها كمخرجة وصانعة محتوى، ساهمت في تربية أجيال من الأطفال وتعليمهم حتى أصبحوا شخصيات بارزة. وتم اختيار المعدول «شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب للطفل 2025»، وأكدت أن كتبها تحمل أفكاراً تشبه الفراشات، التي نقترب منها بلطف وإلهام، وتفضل أن تكون مُخرجة، لأنها مهنة تتسم بالموضوعية. وأوضحت فاطمة المعدول لـ«الاتحاد»، أن الكاتب لا بد أن يتّسم بشيء من الأنانية، لأن عمله يتطلب الجلوس على المكتب لفترات طويلة لكتابة ما يدور في خلده، والكتابة تحتاج إلى عزلة وتركيز تام، وأعربت عن سعادتها باختيارها شخصية معرض الكتاب للطفل، ليس فقط لأنها كاتبة للأطفال، بل لأنها عملت في «ثقافة الطفل»، وسعت إلى دفع هذا النوع من الكتابة إلى الأمام من خلال الورش والمبادرات التي فتحت الطريق أمام القطاع الخاص، وساهمت في مشروع مكتبة الأسرة، وعملت على تطوير كتب الأطفال. وترفض المعدول مصطلح «أدب الطفل»، وترى أن هذا المجال يتطلب منظومة متكاملة تشمل الكاتب، والرسام، والمخرج، والناشر، وأن أدب الأطفال لا يكتمل إلا بالرسوم، التي تتفوق أحياناً على الكتابة، وأدب الطفل يبدأ فعلياً بعد عمر 12 عاماً، عندما يصبح قادراً على القراءة والاختيار بشكل مستقل بعيداً عن الرسوم المصاحبة. وأشارت إلى أن زوجها الراحل، الكاتب المسرحي لينين الرملي، ساعدها في كتابة المسرح في بداية مشوارها، وأنها بدأت الكتابة للأطفال بعد 23 عاماً من عملها في المسرح، وتقرأ لكبار الكتّاب مثل نجيب محفوظ، بهاء طاهر، خيري شلبي، محمد المخزنجي، محمد المنسي قنديل، وإبراهيم عبد المجيد، والشاعر عماد أبو صالح وفاطمة قنديل. وقالت الكاتبة المصرية إنها تهتم بالمواهب الجديدة، وأبرز أعمالها المقربة لها، كتاب «وظيفة لماما»، وسلسلة «الله في كل مكان» التي تتميز بنزعة صوفية، وكتاب «الوطن» الذي تحوّل إلى مسرحية وفيلم كارتون.


الاتحاد
٠٩-٠٣-٢٠٢٥
- الاتحاد
«الحريرة».. عروس المائدة المغربية
أحمد عاطف (القاهرة) تزخر المائدة الرمضانية المغربية بتشكيلة من الأطباق التقليدية التي تعكس تاريخاً طويلاً من التفاعل بين الثقافات العربية، الأفريقية، والأندلسية، ويظهر هذا التراث الغني جلياً في شهر رمضان الكريم، حيث تستحضر العائلات وصفات الأجداد. اكتسب المطبخ المغربي شهرة واسعة بفضل تناغمه الفريد بين النكهات المالحة والحلوة، التي تتجسد في أطباق متميز. فإلى جانب «البطبوط»، وهو خبز محشو باللحم المفروم أو الدجاج، تأتي «الشباكية» الحلوى الأشهر التي تتكون من عجين مقلي، ويوضع في العسل ويُزين بالسمسم. وعلى اختلاف الطبقات الاجتماعية، يبقى حساء «الحريرة» القاسم المشترك على جميع الموائد المغربية، ويُعرف بلقب «سلطانة المائدة» أو «عروس الطاولة المغربية» ويتكون هذا الحساء التقليدي من العدس، الحمص، الطماطم، الكزبرة، الشعيرية واللحم، ورغم الجدل حول أصوله، سواء أكانت أندلسية أم مغربية خالصة يظل الطبق أساسياً في جميع المناسبات السعيدة. يرافق «الحريرة» غالباً «البريوات»، وهي رقائق عجين رقيقة تُحشى بمكونات متنوعة مثل اللحم، الدجاج، الخضراوات، أو الأسماك، وتُقلى لتُقدم إما مالحة أو بعد تغميسها في العسل لتجمع بين النكهتين. فيما، يُعد «الكسكس» من الأطباق الحاضرة أيضاً بقوة خلال الشهر الفضيل، ويُقدم غالباً مع طاجين اللحم والبرقوق، ويتم تحضيره أحياناً كطبق حلوى مزيّن بالمخمار، البغرير، حلوى التمر، أو الكيك بالفلو. ولا تخلو المائدة المغربية من المشروبات المنعشة حيث يتربع «الأتاي» أو الشاي المغربي بالنعناع على عرش المشروبات، إلى جانب عصائر مميزة، مثل حليب اللوز مع التمر، عصير البرتقال بالليمون أو الفراولة، وعصير البرتقال مع الخس والخيار، إضافة إلى المشروبات الرمضانية التقليدية، مثل الكركديه، التمر هندي، وقمر الدين. تظل المائدة الرمضانية المغربية تجسيداً حياً لتراث غذائي عريق يعكس تنوع هذا المطبخ، ويُشكل جسراً يربط بين الأجيال، حيث تُحافظ العائلات على عاداتها في إعداد هذه الأطباق التي تجمع بين الأصالة والحداثة على مائدة رمضان.