
محاكمة دراما رمضان.. نقاد يحللون مسلسلات 2025
ماجدة خير الله: لم نشهد موسمًا بهذه القوة والتنوع منذ سنوات
موسم دراما رمضان ٢٠٢٥ جاء حافلًا بالأعمال المتميزة، التى نجحت فى جذب المشاهدين بفضل تنوعها وجودتها الفنية عبر شاشات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ومنصة «واتش إت» الرقمية.
النصف الأول من الشهر المعظم شهد إنتاجات قوية، لتبرز مسلسلات استطاعت أن تفرض نفسها على الساحة، سواء من حيث الحبكة الدرامية، أو الأداء التمثيلى أو المستوى الإخراجى، إلى جانب الإنتاج بطبيعة الحال، الذى وفر مساحة كبيرة لخروج إبداع الفنانين عبر شاشات التليفزيون.
من الطبيعى أن تتفاوت مستويات الأعمال، فهناك دائمًا مسلسلات تحقق نجاحًا أكبر من غيرها، لكن ما يميز هذا الموسم هو أن المنافسة لم تقتصر على عدد محدود من المسلسلات، بل وجدنا أنفسنا أمام قائمة واسعة من الأعمال القوية، ما جعل المشاهد أمام خيارات متعددة.
توقعت أن يشهد النصف الثانى من رمضان تراجعًا ملحوظًا فى مستوى الأعمال المقدمة، مقارنة بالبداية القوية التى انطلق بها الموسم، لكن الواقع كان مختلفًا تمامًا، إذ جاء النصف الثانى مليئًا بالمفاجآت، وشهد عروضًا درامية تفوقت فى مستواها على كثير من الأعمال التى بدأت فى النصف الأول، مثل مسلسلى «لام شمسية» و«حسبة عمرى».
موسم دراما ٢٠٢٥ يعد محطة بارزة فى صناعة الدراما المصرية، فقد أسهم فى تقديم وجوه جديدة، سواء فى مجال التمثيل أو الإخراج. كما برزت خلاله أعمال تحمل طابعًا مختلفًا، بعيدًا عن الأنماط التقليدية المعتادة، مثل مناقشة قضايا التحرش بالأطفال فى مسلسل «لام شمسية».
لم نشهد منذ سنوات موسمًا بهذه القوة والتنوع، وهو ما يعكس تطور صناعة الدراما المصرية، وقدرتها على تقديم محتوى متجدد ينافس بقوة.
طارق الشناوى: ليست كل الأعمال مُطالبة بأن تكون بمستوى «الأطلال»
الحديث عن واقع الدراما المصرية يجب أن يتم بموضوعية بعيدًا عن التهويل أو التعميم، فالإنتاج الدرامى بطبيعته متنوع ومتعدد الاتجاهات، ما بين أعمال جيدة وأخرى دون المستوى وثالثة رديئة، وهذا أمر طبيعى فى أى صناعة فنية.
وتقييم جودة الأعمال لا يُشترط أن يكون مرتبطًا بمدى تقديمها رسالة وطنية مباشرة أو مضمونًا دينيًا صريحًا، بل يمكن للعمل أن يكون جيدًا لمجرد أنه يحقق هدف الترفيه والمتعة للجمهور.
ليست كل الأعمال الدرامية مطالبة بأن تكون على مستوى قصيدة «الأطلال»، فالفن بطبيعته متنوع، وهناك أعمال خفيفة، مثل تلك التى قدمها محمود شكوكو وإسماعيل ياسين عبر «المونولوجات» الساخرة، لها جمهورها وقيمتها أيضًا، كما أن هناك أعمالًا جادة تسلط الضوء على قضايا مجتمعية، وهذا ما كان يقصده وتحدث عنه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى تصريحاته الأخيرة.
الفن المصرى يمتلك رصيدًا ضخمًا يمتد لآلاف السنين، منذ الحضارة الفرعونية ومرورًا بكل العصور، وهو ما يجعله قادرًا على التطور باستمرار. الدراما المصرية ليست فى خطر، والفن المصرى لن ينهار بسبب عمل أو اثنين.
فى كل موسم درامى هناك ٥ أو ٦ أو حتى ١٠ أعمال ذات مستوى جيد، وبعضها يناقش قضايا جادة مثل «ولاد الشمس» و«لام شمسية» و«قلبى ومفتاحه» و«إخواتى»، وهى أعمال متنوعة بين الكوميديا والدراما الاجتماعية والرسائل الهادفة.
مراجعة المحتوى الدرامى من حين إلى آخر أمر طبيعى ومشروع. لكن على مستوى «السوشيال ميديا» هناك هجوم ضارٍ واستغلال للموقف من قبل البعض ممن لديهم حسابات شخصية مع صُناع الدراما. وهناك من لم يُشارك فى موسم رمضان، أو تم رفض مشروعه، أو لم يجد فرصة فى الإنتاج الحالى، فيستغل هذه الأجواء للهجوم على الدراما عمومًا.
لذا، أدعو إلى أن يكون النقد مبنيًا على معايير فنية موضوعية وليس على دوافع شخصية، حتى لا يتحول الأمر إلى مجرد هجوم عام يفقد قيمته الحقيقية. أقدّر تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى بشأن أهمية الدراما ودورها فى تشكيل الوعى المجتمعى، وهى تصريحات تعكس حرص الدولة على دعم الفنون.
محمود قاسم: تجربة الأعمال المستوحاة من روايات تستحق الإشادة
هناك اتجاه ملحوظ نحو إنتاج المسلسلات القصيرة المكونة من ١٥ حلقة، مع تراجع تدريجى للمسلسلات التقليدية ذات الـ٣٠ حلقة، وهو اتجاه جديد يعكس تحولًا فى طريقة عرض الدراما، يتلاءم مع تفضيل المشاهد القصص المكثفة التى يمكن إنهاؤها فى وقت أقصر، ما يحافظ على الانتباه والتشويق بشكل أكبر، ويعكس حاجات العصر المتسارعة، وتزايد الطلب على المحتوى الذى يمكن استهلاكه بسرعة ودون حاجة للمتابعة الطويلة.
ومما يستحق الإشادة أيضًا الاتجاه السائد نحو تحويل الروايات والأعمال الأدبية إلى مسلسلات درامية، مثل مسلسل «النُص»، وهو اتجاه أصبح شائعًا فى السنوات الأخيرة، ويضمن نجاحًا نسبيًا لهذه الأعمال الدرامية، فى ظل وجود قاعدة جماهيرية واسعة للمادة الأدبية الأصلية، ما يسهل جذب المتابعين الذين يحبون رؤية أعمالهم المفضلة تتحول إلى محتوى بصرى.
المسلسلات المُقتبَسة من أعمال أدبية مشهورة تحقق تفاعلًا أكبر مع الجمهور، وتساعد فى جذب مشاهدين جُدد قد لا يكونون مُتابعين للأعمال الأدبية، لكنهم يجدون فى المسلسل المُقتبَس مادة فنية مثيرة.
رغم هذه النقاط الإيجابية، لدىّ قلق من تكرار الموضوعات التى يتم تناولها فى المسلسلات، فالعديد من القضايا الاجتماعية والإنسانية التى تُعالج فى المسلسلات تم تناولها من قبل فى أعمال سابقة، ما قد يؤدى إلى شعور المشاهد بالملل أو عدم التجديد.
وهناك ضرورة لوجود مساحات أكبر من الإبداع والابتكار فى اختيار الموضوعات المطروحة، لكى يتمكن صُناع الدراما من تقديم أعمال تلامس هموم المجتمع بشكل جديد ومختلف، وتواكب تطلعات الجمهور الباحث عن التجديد.
بصفة عامة، دراما رمضان ٢٠٢٥ تشهد تحولات مهمة يجب مراقبتها عن كثب، مع ضرورة الاهتمام بالتجديد والابتكار فى الموضوعات المطروحة خلال المواسم المقبلة.
مصطفى الكيلانى: الأعمال الـ١٥ حلقة الأكثر نجاحًا
الموسم الدرامى الرمضانى المنقضى من أقوى المواسم فى السنوات الأخيرة، خاصة أنه لم يواجه مشكلات إنتاجية كبيرة، سواء فى التصوير أو الإخراج، فضلًا عن حل الأزمات التى كانت موجودة فى الكتابة إلى حد كبير.
الموسم الحالى يفتقد لوجود نجوم الصف الأول، مثل كريم عبدالعزيز وأحمد عز، لكنه يعوض ذلك بتألق نجوم آخرين مثل فتحى عبدالوهاب ونشوى مصطفى، وريهام عبدالغفور التى عادت بقوة بعد غيابها بسبب وفاة والدها.
كما شهد الموسم عودة قوية للفنان بيومى فؤاد، فى دور بعيد عن الكوميديا، من خلال مسلسل «قهوة المحطة»، بالإضافة إلى ظهور عدد من النجوم الشباب مثل طه دسوقى وأحمد مالك وعصام عمر ودنيا سامى ومصطفى غريب وغيرهم.
ومن أبرز الأعمال التى لفتت انتباهى فى هذا الموسم: «ظلم المصطبة» و«لام شمسية»، فهما الأكثر تكاملًا من حيث الكتابة والإخراج والتصوير. كما أن النصف الأول من رمضان تميز بأعمال جيدة مثل «قلبى ومفتاحه» و«ولاد الشمس»، فرغم بعض التحفظات على السيناريو والحوار، لكن الأداء التمثيلى أنقذ العمل.
«لام شمسية» يتمتع بجرأة كبيرة فى الطرح، لكن مثل هذه النوعية من الأعمال قد تكون أنسب للعرض خارج الموسم الرمضانى، حتى يمكن للجمهور متابعتها بتركيز بعيدًا عن ازدحام الدراما الرمضانية. العمل مؤلم على المستويين النفسى والدرامى، ما جعل البعض يتجنب مشاهدته خوفًا من التأثر العاطفى الشديد.
وبصفة عامة، هناك تطور واضح فى جودة الإنتاج، لكن أبدى تحفظى على بعض الأعمال، خاصة تلك التى تعتمد على الضجيج والمبالغة فى الأداء. هناك خلط بين مفهوم «الدراما الشعبية» وما يسمى بـ«مسلسلات العشوائيات». لذا، بعض الأعمال لا يندرج تحت مسمى «الدراما الشعبية»، بل يمثل نوعًا آخر يعتمد على الصراخ والمبالغة، وليس على نقل واقع الأحياء الشعبية بأسلوب درامى حقيقى. فى المقابل، مسلسلات مثل «ولاد الشمس» قدمت دراما شعبية، لكنها لم تعتمد على الابتذال أو الألفاظ السوقية. الصراخ المتواصل لا يعنى بالضرورة أن العمل مؤثر أو ناجح.
محمد هنيدى بالغ بشكل كبير فى أدائه بمسلسل «شهادة معاملة أطفال»، ما يجعله غير مقنع للجمهور. «هنيدى» بحاجة للعودة إلى كاتب سيناريو يفهم أدواته بشكل جيد، مثل أحمد عبدالله، لأن الكاتب الحالى محمد سليمان عبدالمالك، رغم موهبته، لا يستطيع السيطرة على أداء «هنيدى».
لاحظت بعض المشكلات فى سيناريوهات بعض أعمال الدراما الاجتماعية، خاصة مسلسل «قهوة المحطة»، فشخصية الراوى لم تكن مكتوبة بشكل جيد، رغم قوة الإخراج وأداء الممثلين والتصميم المتميز لديكور المقهى.
وبالنسبة لمسلسل «فهد البطل»، فأرى أن أحمد العوضى وقع فى فخ التكرار والتنميط، فهو يعتمد على تقديم شخصية واحدة بنفس الأداء ونفس طريقة الكلام فى كل عمل. بينما الممثل الجيد يجب أن يكون لديه تنوع فى أدواره. «العوضى» كان يجب أن يستفيد ببدايته الفنية مع النجم الراحل نور الشريف، الذى قدم شخصيات متنوعة طوال مسيرته الفنية.
أما عن «حكيم باشا»، فأرى أن مصطفى شعبان يتحرك فى منطقة آمنة بالنسبة له، من خلال تجربة جديدة فى الدراما الصعيدية، لكن هذه النوعية من الدراما التى تعتمد على الصراعات حول السلاح والتجارة، تقدم الصعيد بصورة نمطية تبتعد كثيرًا عن الواقع، من خلال تصوير الصعايدة وكأنهم يعيشون فى بيئة مليئة بالصراعات الدموية، بينما توجد تفاصيل أكثر عمقًا وتنوعًا فى المجتمع الصعيدى الحقيقى.
ز ين العابدين خيرى: من أقوى المواسم خلال السنوات الأخيرة
مسلسل «ولاد الشمس» من أبرز الأعمال التى تميزت بالجودة العالية من الناحية الفنية والسردية فى موسم رمضان ٢٠٢٥، فمستواه الفنى رفيع، وتميز بدراما متماسكة، واستطاع طاقمه من ممثلين ومخرجين التعاون بشكل مميز لإيصال رسالتهم بطريقة مؤثرة، ليتفوق العمل فى تقديم علاقة الشخصيات ببعضها البعض، محققًا تطورًا دراميًا معقولًا، ما جعله من أقوى الأعمال فى الموسم الرمضانى.
وأرى أن مسلسل «جودر ٢» من الأعمال التى أضافت لمسة من البهجة للموسم الرمضانى هذا العام، فى ظل الأجواء المشرقة والإيجابية والأسطورية التى تبثها أحداثه، وجعلته إضافة مهمة للدراما الرمضانية هذا العام.
مسلسل «إخواتى» أعجبنى نجاحه الكبير فى جذب عدد ضخم من المشاهدين، من خلال قصته التى تتناول العلاقات الأسرية والصراعات الشخصية بين الإخوة، ما جعلها قريبة من واقع الكثير من المشاهدين. قدم هذا العمل تطورًا جيدًا لشخصياته وأحداثه، ما جعله أحد أكثر المسلسلات التى حققت نسب مشاهدة عالية فى رمضان ٢٠٢٥.
مسلسل «الغاوى»، إضافة مهمة، خاصة مع تميز «مكى» فى أداء الأدوار المتنوعة التى تلامس قلب المشاهد.
مسلسلات الـ١٥ حلقة تعتبر الخيار الأنسب هذا العام، وكانت أكثر قدرة على الحفاظ على التماسك الدرامى والتفاعل الجماهيرى، فى ظل تميزها بعدم الحشو الزائد، الذى غالبًا ما يتسلل إلى المسلسلات الطويلة ذات الـ٣٠ حلقة، لتحافظ بذلك على زخم الأحداث وتطور الشخصيات بشكل سريع ومؤثر.
الأعمال الـ١٥ حلقة الأكثر نجاحًا فى موسم رمضان ٢٠٢٥، ومنها: «قهوة المحطة» و«جودر» و«الغاوى» و«الكابتن» و«عايشة الدور» و«إخواتى» و«ولاد الشمس» و«النُص» و«ظلم المصطبة».
«ظلم المصطبة» تحديدًا مسلسل ذو طابع اجتماعى قوى، يتناول قضايا تتعلق بتقاليد الريف وتأثيراتها على حياة الأفراد، وهذا النوع من المسلسلات التى تلامس الواقع الاجتماعى مهم للغاية، ويحقق صلة قوية بين العمل الفنى والجمهور.
فى المقابل، تراجع بعض المسلسلات عن التركيز على القضايا الاجتماعية الحقيقية التى تمس الشارع، رغم أن الدراما المصرية على مدار تاريخها كانت أكثر ارتباطًا بالواقع والمشاكل اليومية للمواطنين، وهو ما بدأ يقل بشكل ملحوظ فى الأعمال الحالية، التى تركز على التوجهات الكوميدية والخيالية.
أندرو محسن: عودة الطبقة الوسطى بعد هيمنة «الكمبوند»
مسلسل «لام شمسية» واحد من أفضل الأعمال التى عُرضت فى موسم رمضان ٢٠٢٥، وأسلوب الكتابة يستحق الإشادة، ما انعكس فى عرض العلاقات بين الشخصيات بشكل مدروس، وأضاف عمقًا للعمل وجعل متابعته ممتعة، خاصة مع نجاحه فى تقديم محتوى درامى قوى، وتعامله مع قضايا اجتماعية بطريقة هادئة ومدروسة، ما ساعد فى جذب انتباه الجمهور إليه منذ الحلقة الأولى.
ومن المسلسلات الأخرى التى حازت إعجابى مسلسل «ظلم المصطبة»، وهو عمل مشغول بوعى درامى واضح، ويتميز بتقديم صراع قوى ومؤثر منذ الحلقة الأولى، ويعكس أجواء المحافظات الإقليمية بشكل مميز، ما أضفى عليه نكهة محلية تميزه عن الأعمال الأخرى.
المسلسل يقدم قصته بأسلوب واقعى وجذاب، مع تقديم شخصيات معقدة يعكس أداءها التمثيلى المشاهدون أنفسهم، خاصة الشخصيتين اللتين قدمهما كل من فتحى عبدالوهاب وإياد نصار.
«ظلم المصطبة» نجح فى تقديم حوار منضبط خالٍ من المبالغات الدرامية التى قد تؤثر على مصداقية العمل، وقدم نموذجًا جيدًا للدراما الاجتماعية التى تركز على العلاقات الإنسانية والتفاعلات بين الشخصيات فى سياق اجتماعى واقعى.
ومن أبرز مفاجآت موسم رمضان ٢٠٢٥ مسلسل «إخواتى»، الذى تمكّن من دمج الدراما الاجتماعية مع التشويق بشكل مميز، واستخدم تقنيات مميزة فى بناء القصة، مع تقديم قصص حياتية معقدة فى سياق من الإثارة والتشويق.
«إخواتى» تمتع بأداء استثنائى لعدد من النجوم المشاركين فى بطولته، مثل روبى التى قدمت أداءً رائعًا لشخصية معقدة، ومحمد ممدوح الذى نجح فى تجسيد شخصية مليئة بالتحديات النفسية.
كما أن المخرج محمد شاكر خضير نجح فى تقديم رؤية بصرية جذابة، مع تصوير العمل فى بيئة شعبية واقعية تعكس جوانب الحياة اليومية بتفاصيل دقيقة، لينجح المسلسل فى تقديم نوع من التوازن بين الجريمة والدراما الاجتماعية، ما جعله واحدًا من أكثر الأعمال جذبًا للمشاهدين فى هذا الموسم.
العودة إلى تصوير حياة الطبقات المتوسطة والأقل من متوسطة فى الدراما خطوة إيجابية، مقارنة بالفترات السابقة التى هيمنت فيها «دراما الكمبوند» التى تركز على حياة الطبقات الأعلى فى المدن الجديدة.
وهناك العديد من الأعمال التى صورت حياة هذه الطبقات المتوسطة فى وسط القاهرة، مثل «٨٠ باكو» و«قلبى ومفتاحه»، وهى أعمال قدمت تصويرًا أكثر واقعية، بعيدًا عن المبالغة والاستعراض البصرى.
الديكورات الداخلية فى هذه الأعمال كانت مناسبة مع الشوارع والأماكن الخارجية، ما ساعد فى خلق جو من الواقعية والصدق الفنى، لتنجح فى الاقتراب من نبض الشارع المصرى بشكل أكبر، ما جعلها أكثر جذبًا للمشاهدين، الذين وجدوا أنفسهم على الشاشة.
لكن بعض المسلسلات هذا العام اعتمد على «تيمات» مُكررة ومحبطة مثل الثأر والانتقام، دون تقديم معالجة جديدة أو ابتكار فى تقديم الشخصيات، وهى أعمال تفتقر إلى التجديد فى الحبكة والسيناريو، ما يجعل المشاهد يشعر بأنه أمام نفس القصة التى تم تقديمها فى العديد من الأعمال السابقة.
كذلك بعض الأعمال اعتمد على «النجم الواحد» دون اهتمام بالجودة الفنية للمحتوى، لذا أصبح عاجز عن تقديم محتوى مميز يليق بتوقعات الجمهور، خاصة مع افتقارها إلى جودة الكتابة والإخراج، ما ينعكس سلبًا على مستوى العمل ككل.
ناهد صلاح: نضج واضح فى المحتوى والموضوعات المطروحة
الموسم الدرامى الرمضانى لعام ٢٠٢٥ شهد تنوعًا ملحوظًا فى الأعمال المقدمة، فقد تناولصص العديد من المسلسلات قضايا مجتمعية مهمة بشكل عميق وجذاب، ما عكس نضجًا واضحًا فى المحتوى الدرامى والموضوعات المطروحة. والمستوى الإخراجى للعديد من الأعمال هذا العام كان متميزًا، خاصةً فيما يتعلق بالتصوير الخارجى الذى أضفى روحًا واقعية على المشاهد، فبعض المسلسلات خرج إلى شوارع القاهرة الحقيقية، مثل «المعز» و«طلعت حرب» و«قصر النيل»، ما جعل الجمهور يشعر وكأنه جزء من الأحداث. هذا التوجه أعطى للمشاهدين فرصة لرؤية معالم القاهرة بشكل حقيقى بعيدًا عن الديكورات المصطنعة، ما أضفى مصداقية على الأعمال الدرامية. مسلسل «ولاد الشمس» على سبيل المثال قدم طرحًا جادًا ومؤثرًا، وسلط الضوء على قضايا اجتماعية بجرأة، معتمدًا على سيناريو قوى وإخراج متقن، إلى جانب الأداء المتميز للفنانين محمود حميدة وطه دسوقى وأحمد مالك، مع تقديم العمل تشويقًا وإبداعًا فى معالجته الدرامية، ومناقشته قضايا واقعية دون مبالغة أو افتعال، ما جعله من أبرز الأعمال التى لاقت استحسان الجمهور.
مسلسل «إخواتى» تفرد بتقديم بطولة جماعية من ٤ نجمات كبيرات، إلى جانب مشاركة عدد من النجوم الشباب الذين تألقوا فى أدوارهم، مثل حاتم صلاح وعلى صبحى، مع الأداء المتميز لكندة علوش، الذى كان مغايرًا ومفاجئًا لجمهورها، بعد أن جسدت شخصية ذات أبعاد نفسية معقدة، ما أضفى على العمل مزيدًا من العمق.
أما «لام شمسية» فتناول قضية التحرش الجنسى بالأطفال بجرأة ومعالجة درامية إنسانية عميقة دون الوقوع فى فخ الابتذال. أداء فريق العمل كان متميزًا، وقدم شخصياته ببراعة. كما أن الموسيقى التصويرية لعبت دورًا رئيسيًا فى إيصال المشاعر، وتعزيز التفاعل مع الأحداث، والاهتمام بالتفاصيل البصرية والسمعية أسهم فى خلق أجواء درامية متكاملة أثرت فى المشاهدين.
الموسيقى التصويرية لمسلسل «شباب امرأة»، أيضًا، التى وضعها الموسيقار شادى مؤنس، كانت بارزة فى تعزيز الحالة الدرامية للعمل، ونجحت فى التعبير عن المشاعر المعقدة للشخصيات، أسهمت فى نقل أجواء التوتر والاشتياق والانكسار التى ميزت العديد من مشاهد المسلسل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 9 ساعات
- مصرس
كريم محمود عبدالعزيز: «قعدت يوم واحد مع أبويا وأحمد زكي.. ومش قادر أنسى اللحظة دي»
كشف الفنان كريم محمود عبدالعزيز عن ذكرى لا تُنسى جمعته باثنين من عمالقة الفن، هما والده النجم الراحل محمود عبدالعزيز والنجم الراحل الكبير أحمد زكي، مؤكدًا أن تلك الجلسة كانت الوحيدة التي جمعته بهما معًا وتركَت في نفسه أثرًا كبيرًا. وقال كريم محمود عبدالعزيز، خلال حواره في برنامج «فضفضت أوي» على منصة «واتش إت»: «اليوم ده محفور في ذاكرتي... قعدت مع أبويا وأحمد زكي سوا، وكنت أعرف الجانب الطفولي في شخصية والدي، لكن اندهشت من خفة دم وروح أحمد زكي اللي كانت بعيدة تمامًا عن الأدوار الجادة اللي قدمها».وأضاف: «قضينا يوم كله هزار وضحك، وأفتكر إن أحمد زكي فجأة قال لي: والنبي يا كريم خد مفتاح العربية وهاتلي حاجة منها... كنت مصدوم وفرحان في نفس الوقت، حسيت إننا بقينا أصحاب».وتابع: «ما قدرتش أمنع نفسي وسألته: إزاي بتعرف تمثل كده؟ ومن كتر انبهاري بالشخصية نمت يومها وحلمت إني باصور معاه مشهد في لوكيشن للأسف ما اتكررتش القعدة تاني، لكن شخصيته كانت بسيطة وطيبة بشكل خلاني أحبه أكتر كإنسان».


المصري اليوم
منذ 11 ساعات
- المصري اليوم
كريم محمود عبدالعزيز: «كنت باقدم الشاي علشان أسمع بروفات أبويا وأمثل معاه» (فيديو)
كشف الفنان كريم محمود عبدالعزيز عن أول تجربة تمثيلية له أمام والده النجم الراحل محمود عبدالعزيز، وكانت في فيلم« البحر بيضحك ليه؟ »، وحينها كان عمره 7 سنوات. وقال كريم محمود عبدالعزيز خلال لقائه في برنامج «فضفضت أوي» على منصة «واتش إت»: «كنت باطلع الشاي للناس علشان أقدر أسمع البروفات، ولما عرفت إن في دور لطفل قالوا لي ممكن أعمله بشرط لو غلطت حد تاني هيمثله، فوافقت». وأضاف: «لما جينا نصور مشهدي مع الفنان نجاح الموجي، شفت أبويا قاعد بعيد فحسيت إني لوحدي وركبي بترتعش، لكن قدرت أكمل المشهد». وتحدث «كريم» أيضًا عن مشاركته في مسلسل «محمود المصري» ، وقال إنه كان حريصًا على «حفظ مشاهده كويس في البيت علشان ميبانش إنه متدلع علشان ابنه»، وأشار لمشهد تأثر به بشكل خاص عندما دخل يعطي والده نقوده القديمة في لقطة إنسانية، وقال: «حاولت أعيش المشهد كأني يتيم وبجد متأثر، وبعد التصوير بابا قال لي: إنت بتمثل بقى، فقلت له بحاول أعمل مشهد حلو مش أكتر».


تحيا مصر
منذ 12 ساعات
- تحيا مصر
أبرزهم طه دسوقي وهبة مجدي .. انتصار السيسي تحتفي بفنانين خدمت الإنسانية
في احتفالية مؤثرة أقيمت تحت عنوان "أسرتي.. قوتي"، كرّمت السيدة انتصار السيسي، قرينة رئيس الجمهورية، مجموعة من الفنانين الشباب الذين قدموا أدوارًا درامية مميزة سلطت الضوء على قضايا ذوي الهمم، مساهمين في نشر التوعية وتعزيز الاندماج المجتمعي لأصحاب القدرات الخاصة. دور الفن في دعم ذوي الهمم الاحتفالية حملت بعدًا إنسانيًا وثقافيًا مهمًا، حيث جاء التكريم كتقدير رمزي لما يمكن أن تقدمه الدراما والفن من تأثير إيجابي في دعم قضايا اجتماعية ملهمة، وعلى رأسها حقوق واندماج ذوي الهمم. وقد أكدت السيدة انتصار السيسي في كلمتها أن دعم الدولة لأصحاب الهمم لا يقتصر على الجانب المؤسسي فقط، بل يمتد ليشمل الثقافة والإعلام والفن كركائز أساسية في بناء الوعي المجتمعي. الفنانون المُكرمون وأدوارهم المؤثرة مايان السيد، جاءت في طليعة المكرّمين عن دورها في مسلسل "حلم حياتي"، الذي تناول التحديات التي تواجه فتاة من أصحاب الهمم، وأبرز قدرتها على تحقيق أحلامها رغم كل الظروف. هبة مجدي، تم تكريمها عن مسلسل "عيشها بفرحة"، والذي حمل رسالة تفاؤل وأمل لكل من يعاني من تحديات جسدية أو ذهنية، مقدّمة نموذجًا للتمكين النفسي والاجتماعي. طه دسوقي، نال التكريم عن مسلسل "حالة خاصة"، الذي تناول جانبًا نفسيًا حساسًا من حياة ذوي الاحتياجات الخاصة، وقدّم رؤية درامية عميقة لاحتياجاتهم. مصطفى عماد، حاز على التقدير لدوره في "سيد الناس"، الذي أبرز التفاعل المجتمعي الإيجابي تجاه أصحاب الهمم، وسلّط الضوء على إمكاناتهم الكبيرة. مينا أبو الدهب، تم تكريمه عن مشاركته في مسلسل "ولاد الشمس"، أحد أبرز الأعمال الرمضانية التي أثرت في الجمهور، نظرًا لتناوله قضايا أصحاب الهمم بشفافية وإنسانية. الدراما من صناعة إلى رسالة وقد جاءت هذه الاحتفالية في سياق اهتمام واسع بالدور الاجتماعي للدراما، حيث علّق الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرًا بأن الدراما كانت في السابق صناعة ذات رسالة، لكنها تحوّلت في بعض الأحيان إلى مجرد تجارة، مشددًا على أهمية إعادة توجيه الفن لخدمة القيم المجتمعية. رسالة أمل تتجاوز الشاشة يُظهر هذا التكريم اهتمام الدولة المتزايد بتعزيز صورة ذوي الهمم في الإعلام، وضرورة خلق محتوى فني يحترم واقعهم، ويُبرز قدراتهم. وقد جاءت ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي مرحبة بهذا التوجه، مع دعوات لاستمرار مثل هذه المبادرات، لما لها من أثر نفسي واجتماعي عميق. احتفالية "أسرتي.. قوتي" لم تكن مجرد مناسبة رمزية، بل شكلت دعوة مفتوحة لكل صُنّاع الدراما إلى تبني القضايا الإنسانية كجزء من رسالتهم، وإعلاء قيم التفاهم والتعايش وقبول الآخر، خاصة لفئة طالما كانت بحاجة لصوت عادل يعبر عنها.