
رقميةعندما تصبح ساحات القتال فضاءً للإعلام الرقمي
لم تعد الحرب تبدأ بإطلاق صاروخ أو اجتياح بري، بل كثيرًا ما تسبقها عاصفة إعلامية في الفضاء الإلكتروني، تُشكّل الرأي العام، وتُربك الخصوم، وتُحدّد ملامح المعركة، ففي العقود الماضية، كان الإعلام يُستخدم كأداة مرافقة للعمليات العسكرية، أما في عصر الرقمنة، فقد أصبح منصة انطلاق مستقلة، وربما أكثر تأثيرًا من السلاح ذاته.
ومن أبرز الأمثلة على ذلك، ما شهده العالم مؤخرًا من تصعيد إعلامي بين إيران وإسرائيل، حيث لم تكن الهجمات الأخيرة متبادلة فقط عبر الطائرات والصواريخ، بل أيضًا عبر موجات مكثفة من الحملات الإعلامية الرقمية، فمع كل تصعيد عسكري، يُطلق الطرفان جيشًا آخر من الحسابات، والمقاطع المصورة، والمحتوى الموجّه، في محاولة لإقناع الداخل، والتأثير على الخصم، وتحريك المواقف الإقليمية والدولية.
في هذا الصراع، لم تعد المنصات الرقمية مجرد وسائط ناقلة، بل تحولت إلى ساحات قتال فعلية، وتُغمر مواقع التواصل بآلاف التغريدات والمقاطع التي تسوّق لـ"رواية النصر" من كل طرف، ما بين محتوى مفبرك، أو معلومات استخباراتية مسرّبة، أو مشاهد درامية تُنشر خصيصًا لإحداث تأثير عاطفي قوي.
حتى الحسابات الرسمية لكل جهة باتت تعكس وعيًا استراتيجيًا بأهمية الإعلام الرقمي في خوض هذا النوع من الصراعات، فالمضامين الإعلامية لم تعد تُصاغ بلغة تقليدية، بل بلغة الجمهور، وتُنشر لحظة بلحظة، مرفقة بصور، ورسوم، وخرائط مصممة خصيصًا لإحداث وقع نفسي مباشر.
وفي دراسة أجرتها منصة Statista عام 2023، تبين أن 78 % من شباب الشرق الأوسط يكوّنون آراءهم السياسية استنادًا إلى ما يشاهدونه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وليس من خلال الإعلام التقليدي، ما يجعل هذه المنصات أهدافًا استراتيجية في كل حرب معلوماتية.
ولم تتوقف الحرب الإعلامية عند بث الرسائل، بل امتدت إلى أنشطة الاختراق والتخريب التي تستهدف منصات الخصم، فقد كشف المركز الوطني للأمن السيبراني في السعودية أن المملكة تصدت لأكثر من 54 مليون محاولة اختراق خلال النصف الأول من عام 2024، ارتبط كثير منها بأنشطة تحريضية أو محاولات لبث رسائل موجهة تتعلق بقضايا إقليمية حساسة.
وفي موازاة انطلاق الطائرات المسيّرة لتنفيذ مهماتها، تُفعّل أدوات الذكاء الاصطناعي لرصد الرأي العام وتوجيهه. إذ تستخدم بعض الحكومات برامج مثل Brandwatch وPsyOps AI لتحليل سلوك المستخدمين، وتوقّع ردود أفعالهم، وحتى ابتكار حملات إعلامية مضادة، وقد أشار تقرير 'رويترز ديجيتال نيوز' لعام 2024 إلى أن 42 % من الحكومات التي خاضت نزاعات مسلحة في العام نفسه، اعتمدت على أدوات تحليل البيانات الضخمة لتوجيه حملاتها الإعلامية.
في هذا النمط الجديد من الحروب، يصبح كل مستخدم وسيلة نشر محتملة، وكل هاتف ذكي منصة قتال، لقد تغيّر مفهوم 'الجبهة'، فلم يعد يتطلب وجود جندي على الخط الأول؛ بل قد يكون المؤثر الاجتماعي، أو حتى الفرد العادي، هو من يغيّر المزاج العام بتغريدة واحدة أو صورة مؤثرة.
لقد بات الإعلام الحربي في الفضاء الرقمي أكثر ضراوة من أي وقت مضى؛ فالفبركة، والتضليل، والعواطف الموجّهة، تحولت إلى أدوات قاتلة تُستخدم بفعالية، وغالبًا ما تكون آثارها النفسية أشد من انفجار قنبلة. فالحرب الحديثة لا تكتفي بتحطيم الجدران، بل تسعى إلى تهشيم القناعات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
رقابة عسكرية صارمة في إسرائيل تحول دون معرفة حجم خسائر الحرب مع إيران
أقرّت إسرائيل بوقوع ما لا يقل عن 50 ضربة صاروخية في كل أنحاء البلاد خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إيران، لكن الحجم الفعلي للأضرار غير معلن بسبب القيود العسكرية الصارمة المفروضة على التغطية الإعلامية. ولطالما مارست إسرائيل رقابة على المواد المكتوبة أو المرئية المنشورة تحت بند «الأمن القومي»، وهو مصطلح فضفاض وفق القانون. ووفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية، تعود جذور الرقابة إلى ما قبل قيام إسرائيل عام 1948 عندما كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني. لكن الهجمات الصاروخية الأخيرة من إيران، التي لم تنجح منظومة الدفاعات الجوية في اعتراضها، وتسببت بمقتل 28 شخصاً، دفعت إلى تشديد القيود أكثر. وبحسب مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي المسؤول عن شؤون الإعلام والاعتماد الصحافي، فإن أي بثّ من «منطقة قتال أو موقع سقوط صاروخ» يتطلب إذناً مكتوباً من الرقابة العسكرية. وتزداد صرامة هذه القيود، خصوصاً عندما تسقط الصواريخ قرب قواعد عسكرية أو مصافي نفط أو منشآت استراتيجية. ويقول أستاذ علم الاجتماع المتخصص في قضايا الإعلام في جامعة تل أبيب، جيروم بوردون: «هناك بالطبع بُعد حقيقي للأمن القومي، فلا تريد (إسرائيل) أن تُطلع العدو على المواقع الدقيقة التي سقطت فيها صواريخه، أو تساعده على تحسين دقته في الاستهداف». ويضيف: «لكن هذا أيضاً يُبقي الغموض قائماً حول مدى ضعف الدولة أمام التهديدات الخارجية. ومن المحتمل أننا لن نعرف أبداً حجم الضرر الحقيقي». إسرائيلي يعاين الأضرار التي لحقت بممتلكاته بعد أن أشعل هجوم صاروخي إيراني النار فيها (رويترز) وخلال الحرب، ركّزت الحكومة على ما وصفته بالنجاحات العسكرية، وأشاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، بـ«نصر تاريخي» على إيران. لكن بالنسبة لبوردون، فإن تشديد الرقابة الإعلامية يعكس أيضاً رغبة في «فرض رواية مضادة»، في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل انتقادات دولية شديدة بسبب حربها في غزة، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 56 ألف شخص، وتسببت في أوضاع إنسانية كارثية. وفي 19 يونيو (حزيران)، اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إيران بـ«استهداف المستشفيات والمباني السكنية بشكل متعمد»، بعد إصابة مستشفى في مدينة بئر السبع، جنوب إسرائيل، ما أدى إلى إصابة نحو 40 شخصاً. واتهم كاتس إيران بارتكاب «أخطر جرائم الحرب»، في حين نفت طهران استهداف المستشفى عمداً. من ناحية ثانية، تواجه إسرائيل انتقادات من قبل المدافعين عن حقوق الإنسان، الذين يتهمونها بتدمير البنية التحتية للمرافق الصحية في قطاع غزة، من خلال استهداف المستشفيات، بحجة استخدامها من قبل المقاتلين الفلسطينيين. وخلال حربها مع إيران، أعاقت الرقابة العسكرية أحياناً تغطية المواقع المدنية التي سقطت فيها صواريخ، بحيث مُنع الصحافيون الأجانب من تصوير لقطات واسعة أو تحديد مواقع سقوط الصواريخ بدقة. وفي مدينة رامات غان وسط إسرائيل، أوقفت الشرطة الإسرائيلية بثاً مباشراً لوكالتين إعلاميتين أجنبيتين كانتا تصوران مبنى مدمراً. مزرعة محترقة في شمال إسرائيل نتيجة القصف الإيراني (رويترز) وقالت الشرطة الإسرائيلية، في بيان، إنها عملت على منع بثّ «محتوى غير قانوني»، وفقاً لـ«سياسة» وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير. ويعرف عن بن غفير خطابه الناري ضد المنتقدين، وقد تعهد في 16 يونيو اتخاذ إجراءات صارمة ضد من «يُقوّض أمن الدولة». أما وزير الاتصالات شلومو كرعي فتبنى اللهجة نفسها قائلاً: «لا تسامح مع من يساعد العدو». وبالنسبة للباحثة في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، تيهيلا شوارتز ألتشولر، فإن «الوزيرين يُرددان مزاعم تتجاوز الصلاحيات القانونية الممنوحة لهما، وهي أيضاً تصريحات متطرفة للغاية». وتضيف: «عادة ما يُحدثان ضجة كبيرة بهدف تحقيق مكاسب سياسية من وراء هذه الدعاية». وترى شوارتز ألتشولر أن الأمر لا يقتصر على الحسابات السياسية فقط، بل يتعداها إلى كون «هؤلاء المسؤولين يُظهرون انعدام ثقة عميقاً وعداء حقيقياً تجاه وسائل الإعلام الإسرائيلية الليبرالية، وخصوصاً الإعلام الأجنبي». ويبدو أن «طلبات التوضيح» التي تلقاها مكتب الصحافة الإسرائيلي كثيرة، إذ ردّ، الخميس، ببيان أكّد فيه التزامه بـ«حرية الصحافة... كحقّ أساسي». وأكّد المكتب أنه لا يميز «بين الصحافيين الإسرائيليين وغير الإسرائيليين».


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
دعوة ترمب لتبرئة نتنياهو تثير سجالاً إسرائيلياً
وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، شكره للرئيس الأميركي دونالد ترمب على «دعمه القوي» بعد دعوته إلى إلغاء محاكمة الدولة العبرية له بتهم فساد، لكن ذلك الدعم أثار سجالاً بين وزراء الحكومة الإسرائيلية، والمعارضة. وقال نتنياهو عبر منصة «إكس»: «تأثرت بعمق بدعمك القوي والكبير لإسرائيل والشعب اليهودي». وشارك رئيس الوزراء متابعيه بنسخة من منشور ترمب على منصة «تروث سوشيال» الذي وصف فيه محاكمة نتنياهو بأنها «حملة اضطهاد». كان ترمب قد وصف، الأربعاء، القضية ضد نتنياهو بأنها «مطاردة سياسية»، وقال، عبر منصته «تروث سوشيال»، إن المحاكمة «يجب أن تُلغى فوراً، أو يُمنح هذا البطل العظيم عفواً»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». Thank you @realDonaldTrump. I was deeply moved by your heartfelt support for me and your incredible support for Israel and the Jewish people.I look forward to continue working with you to defeat our common enemies, liberate our hostages and quickly expand the circle of peace. — Benjamin Netanyahu - בנימין נתניהו (@netanyahu) June 26, 2025 وتشمل إحدى القضايا المرفوعة ضد نتنياهو وزوجته سارة، اتهامهما بتلقّي هدايا فاخرة تزيد قيمتها على 260 ألف دولار، تشمل السيجار والمجوهرات والشمبانيا، من رجال أعمال أثرياء مقابل خدمات سياسية. ونفى نتنياهو ارتكاب أي مخالفات. ومنذ بدء المحاكمة، في مايو (أيار) 2020، أُجلت عدة مرات، بطلبٍ من رئيس الوزراء، بسبب الحرب في غزة، ولاحقاً على خلفية التصعيد مع لبنان. دعوة ترمب لقيت ترحيب حلفاء لنتنياهو؛ ومِن بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي وصف المحاكمة بأنها ذات دوافع سياسية، وقال: «إسرائيل دولة مستقلة وذات سيادة، لكن الرئيس ترمب محق تماماً. حان الوقت لإلغاء المحاكمة العبثية التي فبركتها الدولة العميقة في محاولة لتنفيذ انقلاب ضد الديمقراطية». وتابع: «نحن بحاجة إلى إصلاح عاجل في الجهاز القضائي». ورأى وزير الخارجية جدعون ساعر أنها محاكمة «مشوَّهة وغير منطقية ومخالِفة لأبسط معايير العدالة»، مؤيداً دعوة الرئيس الأميركي للعفو عن نتنياهو. معارض لنتنياهو يضع قناعاً يمثله ويلبس زي سجين ويداه مكبلتان خارج مقر المحكمة بتل أبيب ديسمبر الماضي (إ.ب.أ) وأضاف ساعر أن نتنياهو كان منشغلاً في التحضير لـ«المعركة التاريخية لإسرائيل ضد إيران، بينما كان الادعاء يعمل على إعداد الاستجواب المضاد». أما وزير الاتصالات، شلومو كرعي، فكتب أن استمرار محاكمة نتنياهو «بات يهدد أمن الدولة»، وكذلك اعتبر الوزير زئيف إلكين أن «ترمب محق في انتقاده، فاستمرار المحاكمة خلال الحرب يفتقر إلى المنطق». ورأت وزيرة المساواة الاجتماعية، ماي غولان، أن رئيس حكومتها يواجه ما وصفتها بـ«حملة اضطهاد سياسي». من جهته، دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية، اليوم الخميس، الرئيس الأميركي إلى عدم «التدخل» في الشؤون الداخلية لإسرائيل. وردّاً على تصريحات ترمب، دافع زعيم المعارضة يائير لابيد، من حزب «يش عتيد»، عن استقلال القضاء الإسرائيلي، وقال، في مقابلة مع موقع «واي نت» الإخباري الإسرائيلي: «نحن ممتنّون للرئيس ترمب، لكن ينبغي للرئيس ألا يتدخل في محاكمة قضائية في دولة مستقلة». زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد من حزب «يش عتيد» (أ.ف.ب) وأيّد لابيد تصريحاً صدر عن أحد حلفاء نتنياهو في الائتلاف؛ وهو سِمحا روتمان، من حزب «الصهيونية الدينية» اليميني المتطرف، الذي دعا ترمب، بدوره، إلى عدم التدخل في القضية. وقال روتمان، رئيس لجنة الشؤون القضائية بالكنيست: «لا يعود إلى الولايات المتحدة التدخل في الإجراءات القانونية بدولة إسرائيل»، لكنه عَدَّ أن «طريقة إدارة قضايا نتنياهو تُحوّل صورة إسرائيل من قوة إقليمية وعالمية إلى جمهورية موز». واعتبرت عضو الكنيست عن حزب «الديمقراطيين»، نعما لزيمي، أن «نتنياهو ليس بريئاً لدرجة أنه يحتاج إلى تجنيد ترمب لإلغاء محاكمته»، واعتبرت أن «ما نشره ترمب يُظهر بوضوح كيف تُؤخذ دولة بأكملها رهينة لمتهم جنائي». وكتب المعلق السياسي البارز في صحيفة «معاريف»، بن كسبيت، أن «تصريحات ترمب هي حبة حلوى يقدمها الرئيس الأميركي حتى يبتلع نتنياهو الحبة المرة القادمة في موضوع وقف الحرب على غزة».


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
البيت الأبيض: تصريحات خامنئي غايتها «حفظ ماء الوجه»
اتهم البيت الأبيض، الخميس، المرشد الإيراني علي خامنئي بمحاولة «حفظ ماء وجهه»، بعد أن قلل «صاحب كلمة الفصل في إيران» من تأثير الضربات الأميركية على منشآت إيران النووية. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، خلال إحاطة صحافية بعد أول ظهور لخامنئي منذ الضربات العسكرية الأميركية: «شاهدنا فيديو آية الله، وعندما يكون لديك نظام شمولي، عليك أن تحافظ على ماء الوجه». وأكدت ليفيت، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب نفّذ ضربات أدت إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني، مستهدفة منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، وشددت على عدم وجود أي مؤشرات تدل على نقل يورانيوم مخصب من تلك المواقع. وأشارت خلال مؤتمر، عقد صباح الخميس، إلى أن تقييمات أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية والأمم المتحدة، إضافة إلى التصريحات الإيرانية نفسها، تتفق على أن المنشآت النووية الإيرانية قد دمرت بالكامل. وقالت إن «العالم أصبح أكثر أماناً بعد الضربات الأميركية»، مؤكدة أن «الشراكة بين الولايات المتحدة وإسرائيل أقوى من أي وقت مضى». وأضافت: «نتطلع إلى سلام طويل الأمد، ومرحلة جديدة قد تنضم فيها دول إضافية إلى اتفاقيات إبراهيم»، مشيرة إلى أن الرئيس يسعى لتحقيق ذلك عبر الحلول الدبلوماسية، لكنه «لا يخشى استخدام القوة إذا لزم الأمر». ووصفت ليفيت العملية الأميركية ضد المواقع النووية الإيرانية بأنها «من أنجح وأسرّ العمليات في تاريخ الولايات المتحدة»، مؤكدة أنه لم ترصد أي مؤشرات على نقل يورانيوم مخصب قبل تنفيذ الضربة. وحول تلميح الرئيس ترمب بإمكانية التفاوض مع إيران، قالت ليفيت: «ليس لدينا جدول أعمال محدد حالياً، لكننا نواصل التواصل مع الإيرانيين عبر وسطاء، وخصوصاً القطريين، الذين كانوا شريكاً رائعاً». وأضافت: «الإدارة تركز على الدبلوماسية والسلام، ونأمل بالتوصل إلى اتفاق تلتزم فيه إيران ببرنامج نووي مدني غير مخصب، إلى جانب مطالب أخرى قدمتها الولايات المتحدة». رداً على سؤال حول ما إذا كانت إدارة ترمب تواجه مقاومة من الجانب الإيراني للانخراط في مفاوضات، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، أن التواصل مع الإيرانيين مستمر، وقالت: «هدف هذا التواصل هو المضي نحو سلام دائم في الشرق الأوسط». وأضافت: «نجاح الرئيس ترمب في التفاوض على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران كان مفاجئاً للجميع، لكنه أثبت قدرته على تحقيق السلام دون جرّ الولايات المتحدة إلى صراعات جديدة، وهو لا يخشى استخدام القوة إذا لزم الأمر». كما قللت ليفيت من أهمية التقرير الاستخباراتي المسرب بشأن الضربات على إيران، مؤكدة أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يجري تحقيقاً لمعرفة الجهة المسؤولة عن التسريب. وأكدت ليفيت، انفتاح ترمب على لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد أن أبدى الأخير اهتمامه بزيارة البيت الأبيض، لكنها أوضحت أنه لم يحدد موعداً رسمياً حتى الآن. وأعربت ليفيت عن تفاؤل الرئيس ترمب بإمكانية انضمام المزيد من الدول إلى اتفاقيات إبراهيم، وقالت: «نريد أن نرى سلاماً دائماً وطويلاً في الشرق الأوسط، وهذه هي الطريقة لتحقيقه، وعلى شركائنا في المنطقة أن يدركوا ذلك». في السياق ذاته، أفاد موقع «أكسيوس» بأن نتنياهو يسعى للقاء ترمب خلال الأسابيع المقبلة للاحتفال بالضربات المشتركة على البرنامج النووي الإيراني، مشيراً إلى مباحثات أولية بين الجانبين، مع احتمال عقد الزيارة في الأسبوع الثاني من يوليو (تموز). وأضاف الموقع أن ترمب يركّز حالياً على إنهاء حرب غزة، وتعزيز اتفاقيات السلام، والتوصل إلى وقف إطلاق نار وتبادل أسرى.