
د. عصام محمد عبد القادر يكتب: وجدان المصريين
التاريخ مصدر رئيس؛ لتكوين الوجدان بما يحمله، وما يسطره من أحداث متوالية، بعيدًا عن مقولة أن التاريخ يعيد نفسه؛ لكنه يصقل الخبرات لمن يمتلكون الفطنة، والحكمة، ومن لديهم قراءة متأنية لمجريات الأحداث، وهذا يعني أن الإنسان منا يعتمد على ماضية؛ كي يتعايش مع حاضره؛ ليحقق أهدافًا آنية، ويستشرف مستقبله؛ ليضع لبنات من شأنها أن تصل به لغايات طويلة الأمد في مهد من الزمن، ليس بالقريب؛ لذا إدراك العلاقة بين ماضينا، وحاضرنا، ومستقبلنا يجعل وجدانياتنا مستقرة مطمئنة، لا تعاني من ضبابية المشهد، أو أن تخشى على مقدراتها من تداعيات متواترة، سواءً أكان مخططًا لها، أم صناعة الأقدار.
الوجدان المصري له إرث حضاري، أدهش البشرية على مر التاريخ؛ فبلادنا تزخر بصنّاع المعرفة بمختلف دروبها، الذين يمتلكون عقولًا مستنيرة، وذوي الفن الراقي من مبدعين، يحوزون عاطفة نقية، جياشة، تستطيع أن تعبر عما يجول في الخاطر في مشاهد مؤثرة، ومالكي فنون العمارة ممن لديهم عطاءات، يقف لها القاصي، والداني؛ احترامًا، وتقديرًا، أمام تفاصيل تبهر النظر، وتسعد القلوب، وتشرح الأفئدة، والعلماء أصحاب الميراث المستدام، والأثر الباقي في مجالاتهم النوعية، الذين أخذ منه كمرجعية، لا يقابلها نظير على وجه البسيطة، ناهيك عن المهن المتفردة، ومن يمارسها عن حب غائر في النفس؛ يشاهد ملامح، وبصمات، تؤكد على الابتكار بتفاصيله مهاراته المتنوعة.
ما لدينا من وجدان دومًا يعيدنا سريعًا على الطريق القويم، مهما تعرض المجتمع إلى نوازل، أو واجه من تحديات، أو عانى من أزمات، أو واجه من إخفاقات، أو تعثر أمام صعوبات معقدة في كليتها؛ حيث يدفعنا بكل قوة أن خرج من بوتقة المحن، ونهرول إلى ساحة المنح، التي تجعلنا نتقبل، واقعنا، ونقدر مواقفنا، ونعيد ترتيب أولوياتنا، ونبحث عن مقومات تأمين النفس، والدار؛ لنعيش في أمن، وأمان، واستقرار، وطمأنينة، تعزز مقدرتنا على بذل أقصى الجهود؛ لنبني صروحا، تحمل عزتنا وتصون كرامتنا وتقوي شوكتنا؛ فلا يستطيع العدو أن يقدم خطوة في سبيل إيقاف مسيرتنا المفعمة بطاقة متجددة، جراء وجدان يفيض منه السماحة، التي تنسدل من قوة، واقتدار، لا من ضعف، أو استكانة.
تشكيل الهوية الوطنية مفصلها الوجدان، وركنها الأصيل، ووعاؤها، الذي لا ينضب من قيم نبيلة، يحوي الولاء، والانتماء، وكل صفات المواطنة الصالحة، التي نعززها، ونعمل على تنميتها بصورة تلقائية، عبر مؤسسات، تتضافر في الغاية؛ لتصبح الأسرة رأس الحربة، والمؤسسة التعليمية الوقود، الذي لا ينفذ، والإعلام الوطني شريك البناء، ومنابر العقيدة ضابطة السلوك، ومضيئة الطريق تجاه دروب الخير، والمثوبة، وهنا نضمن بأن تكون هيئات الدولة داعمة للقومية المصرية، التي تنبري عن ثوابت راسخة في الأذهان.
النفوس القوية، التي لا تقبل الانكسار، والخضوع، والخنوع، تستلهم طاقتها من وجدان راق، وفكر واع، يحض على الاصطفاف، والالتفاف، حول مصالح الوطن العليا؛ لذا تجد المصريين، يقهرون عدوهم بتماسكهم، ويبددون محاولات بائسة من جماعات الظلام، الذين يبثون شائعات مغرضة؛ بغية النيل من نسيج، لا يقبل أهله المساس به، ويثبتون للعالم كله أن مصر لها تاريخ، وجغرافيا، لا نظير لهما؛ ومن ثم فهي صاحبة سيادة، وريادة، دون مواربة.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


IM Lebanon
منذ 4 ساعات
- IM Lebanon
بالفيديو: السفن تطلق صافراتها في الذكرى الخامسة لـ4 آب
أطلقت السفن صافراتها وارتفعت الرافعات في مرفأ بيروت في لحظة صمت إجلالاً لأرواح ضحايا 4 آب عند تمام الساعة السادسة من مساء اليوم الإثنين في الذكرى الخامسة لانفجار المرفأ. View this post on Instagram A post shared by IMLebanon (@imlebanonnews) القسم: لبنان August 4, 2025 07:05 PM


صدى البلد
منذ 6 ساعات
- صدى البلد
تكليف محمد بسيوني مديرا للعلاقات العامة والإعلام بجامعة كفر الشيخ
أصدر رئيس جامعة كفر الشيخ، قرارًا بتكليف محمد بسيوني دسوقي، مديرًا للعلاقات العامة والإعلام، في إطار حرص الجامعة على استمرارية الأداء المؤسسي، وتقديرًا للكفاءات الإدارية التي أثبتت جدارتها خلال الفترة الماضية. يأتي هذا القرار في إطار دعم وتعزيز منظومة الإعلام والعلاقات العامة بجامعة كفر الشيخ، نظرًا لدورها المحوري في تعزيز التواصل الفعال بين الجامعة والمجتمع، وتسهيل نقل المعلومات والأخبار الأكاديمية والبحثية، إضافةً إلى تعزيز التعاون مع مختلف وسائل الإعلام، والارتقاء بالصورة المؤسسية للجامعة على المستويين المحلي والدولي. ومن جهته، أعرب محمد بسيوني دسوقي، عن سعادته بتوليه مهام منصبه الجديد، مشيرًا إلى أن سيعمل على إحداث نقلة نوعية في مجال العلاقات العامة والإعلام، بما يخدم أهداف جامعة كفر الشيخ ورسالتها التعليمية والمجتمعية. ويُعد محمد بسيوني من الكفاءات الإدارية والإعلامية البارزة داخل الجامعة، حيث يتمتع بخبرة طويلة في مجال العلاقات العامة، وسبق له أن شغل عددًا من المواقع داخل الجامعة والتي أظهرت قدرته على التنظيم والتنسيق والمتابعة الإعلامية للأحداث والفعاليات المختلفة، فضلًا عن تمتعه بمهارات الاتصال والعمل الجماعي.


صدى البلد
منذ 7 ساعات
- صدى البلد
حكم نسيان سجود السهو.. أمين الإفتاء: سُنة وليس فرضًا
أكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن زيادة ركعة عن النية في صلاة السنة القبلية أو النافلة تُعد زيادة في أركان الصلاة، ولا يجوز إكمالها. وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الاثنين، في ردّه على سؤال حول نسيان المصلي لعدد ركعات السنة القبلية للظهر ثم قيامه بركعة ثالثة وبعدها تذكر أنه زاد عليها بالخطأ، أنه إذا تيقّن المصلي من زيادة ركعة عليه أن يجلس فورًا للتشهد ويسلم ثم يسجد للسهو، مع توضيحه أن سجود السهو سنة وليس فرضًا، وإن تركه لا يبطل الصلاة. أمين الإفتاء: لا يجوز للمصلي تغيير نيته في أثناء الصلاة وأشار أمين الإفتاء إلى أنه لا يجوز للمصلي أن يغيّر نيته في أثناء الصلاة ليكمل عدد ركعات أكبر من التي نوى أن يصليها، مثل أن ينوي ركعتين ثم يقرر أثناء الصلاة أن يصلي أربع ركعات، لأن ذلك يبطل الصلاة النافلة. وأكّد أمين الإفتاء أن الطريقة الصحيحة في هذه الحالة هي الجلوس بعد التيقن من الزيادة، ثم التسليم، ثم سجود السهو، ليصحّت الصلاة شرعًا. هل ترك سجود السهو في الصلاة يُبطلها ؟ وكان الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أكد أن السهو في الصلاة ينقسم إلى أنواع، منها ما يكفي فيه سجود السهو، ومنها ما لا يجبره السجود وحده. وتابع أمين الفتوى في دار الإفتاء "مثلًا نسيان ركعة لا يعوّضه سجود السهو فقط، بل يجب الإتيان بالركعة الناقصة، ثم يُسجد للسهو قبل التسليم أو بعده، أما ترك التشهد الأوسط، فيكفي فيه سجود السهو فقط، دون حاجة لزيادة ركعات". وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء أن مَن نسي سجود السهو فصلاته تظل صحيحة لأنه سنة.