logo
إسرائيل واجهة للشر

إسرائيل واجهة للشر

عكاظمنذ 3 أيام

على الرغم من اختلاف بعض الرؤى والأهداف بين السياسة الإسرائيلية ومثيلتها لدى حلفائها من الدول الغربية، إلا أن هناك دلائل واضحة يسهل استنتاجها بأن إسرائيل هي شوكة مزروعة في خاصرة دول الشرق الأوسط، وهي الأداة التي يمكن من خلالها تحقيق أهداف الأجندة الغربية وتحويلها لواقع سياسي معين وفرضه على دول المنطقة، وقد تقاطعت مصالح الدول الغربية مع مصالح إسرائيل ورغبتها الجامحة في التوسع خارج حدودها، من خلال الاستيلاء على المزيد من الأراضي المحتلة وتهجير الفلسطينيين، وما الانتقادات التي تطلقها بعض الدول الغربية على بعض السياسات الإسرائيلية (وخاصة بعد أحداث غزة الأخيرة) إلا لذر الرماد في العيون، وللادعاء بأنها ليست راضية -بعض الشيء- عن الممارسات الإسرائيلية أمام حلفائها من دول الشرق الأوسط.
كثيرة هي الأحداث التي استُخدمت فيها إسرائيل كرأس حربة لضرب بعض دول الشرق الأوسط، أو لتحقيق أهداف غربية لممارسة نوع من الضغوط السياسية على دول المنطقة، ولو عدنا للصراع الأخير بين إيران وإسرائيل فسنجد أن الإدارة الأمريكية أعربت -بشكل غير مباشر- عن تأييدها للهجمات التي قامت بها إسرائيل ضد إيران، ولعل تصريحات المسؤولين بالإدارة الأمريكية أن إسرائيل استخدمت الطائرات والذخائر الأمريكية الصنع لأبلغ دليل على أن الهجمات الإسرائيلية تحظى بدعم أمريكي من خلف الستار.
كما أن تصريحات بعض رؤساء الدول الغربية وتلميحهم بعد قيام إسرائيل بضرباتها بأن امتلاك إيران للسلاح النووي غير مقبول يعد إشارة لإلقاء اللوم على الجانب الإيراني، ويمثل في نفس الوقت دعماً غير مباشر للعملية الإسرائيلية، وهو ما شجع حكومة نتنياهو للتصريح بأن أمامها الكثير لإنجاز مهمتها في إيران وأن القادم أسوأ من كل ما سبق، ولعل خوض إسرائيل للحروب على عدة جبهات في سوريا وإيران واليمن ولبنان وغزة يستنزف يومياً آلاف الذخائر الإسرائيلية الأمريكية الصنع، ومن الصعب تصور عدم قيام الإدارة الأمريكية بتعويض النقص الناتج عن استخدام إسرائيل لهذه الذخائر.
لعل إسرائيل من خلال ضرباتها للمنشآت النووية الإيرانية أرادت تكرار تجربة مناحم بيجن عام 1981 عندما قام بتدمير المفاعل النووي العراقي، ولكن المتغيرات التي أحاطت بالعراق تختلف الآن عن الظروف المحيطة بإيران، فالعراق كان وقتذاك في حرب شاملة مع النظام الإيراني، وفتح جبهات إضافية مع إسرائيل يعني تلقيه المزيد من الضربات العسكرية التي قد تدمر بعض قدرات الجيش العراقي الذي كان في أمسّ الحاجة إليها في مواجهة إيران، لكن إيران الآن ليست في حالة حرب ولديها القدرة على استنزاف إسرائيل أو أي قوى أخرى تشتبك معها بشكل مباشر، كما أن الخبرة المتراكمة لدي إيران لمدة عقود في المجال النووي قد تدفعها لإعادة بناء ما تم تدميره حتى لو استغرق الأمر بعض الوقت.
من المؤكد أن امتلاك إيران للسلاح النووي هو مصدر قلق للكثير من الدول ومنها بعض دول المنطقة، فالسلاح النووي إضافة إلى القدرات في مجال الصواريخ الباليستية بعيدة المدى يحوّل المنطقة إلى صفيح ساخن، وخطورة الحرب بين إسرائيل وإيران تتمثل في البعد الجغرافي بينهما، فلكي تصل الطائرات الحربية الإسرائيلية إلى العمق الإيراني عليها اختراق المجال الجوي لدول أخرى في المنطقة، وكذلك الوضع بالنسبة للصواريخ الباليستية الإيرانية؛ حيث يتعين عليها اختراق المجال الجوي لهذه الدول، وهو ما يمثل انتهاكاً لسيادة تلك الدول ويجعلها دوماً في حالة تأهب.
على الرغم من الجهود الدولية لتخفيف حدة الصراع وإنهاء الحرب بين إيران وإسرائيل إلا أن إسرائيل تصر على أن لديها قائمة من الأهداف يجب أن تنتهي منها قبل أن تعلن نهاية الحرب، وهو ما يمثل تحدياً للمجتمع الدولي ويزيد من احتمال دخول دول أخرى في خط المواجهة؛ حيث أعلنت الولايات المتحدة أنها ستدافع عن إسرائيل إذا تعرضت للخطر، وكأنها تعطي الضوء الأخضر لها لتستمر في الحرب، كما يتزايد القلق الدولي من التحذيرات التي تطلقها إيران بأنها ستغلق مضيق هرمز، وهو أمر -إن حدث- سيعني أن دولاً غربية ستدخل في خط المواجهة.
يخطئ من يعتقد أن الحروب في المنطقة بدأت منذ السابع من أكتوبر، فمنذ نشأة إسرائيل عام 1948 والمنطقة غدت مسرحاً للصراع، فحروب إسرائيل مع جيرانها لا تنتهي بسبب استفزازاتها وتدخلها الجائر في شؤون دول المنطقة انطلاقاً من رغبتها الجامحة في تحجيم القدرات العسكرية لدول المنطقة لتكون لها القوة المطلقة، وستظل المنطقة مسرحاً للصراعات طالما أن إسرائيل تحظى بتشجيع من الدول الغربية.
أخبار ذات صلة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الكرملين: لا خطط لدى بوتين للتحدث إلى ترامب ولكن يمكن ترتيب مكالمة سريعا
الكرملين: لا خطط لدى بوتين للتحدث إلى ترامب ولكن يمكن ترتيب مكالمة سريعا

أرقام

timeمنذ 5 دقائق

  • أرقام

الكرملين: لا خطط لدى بوتين للتحدث إلى ترامب ولكن يمكن ترتيب مكالمة سريعا

نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن الكرملين قوله اليوم الأحد إنه لا خطط لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتحدث إلى نظيره الأمريكي دونالد ترامب في أعقاب الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية. وأضافت الوكالة أن الرئاسة الروسية أوضحت أنه يمكن ترتيب مكالمة سريعا.

شاهد .. قوات أمن الطرق تُسهّل مغادرة الحجاج الإيرانيين عبر منفذ جديدة عرعر
شاهد .. قوات أمن الطرق تُسهّل مغادرة الحجاج الإيرانيين عبر منفذ جديدة عرعر

صحيفة سبق

timeمنذ 9 دقائق

  • صحيفة سبق

شاهد .. قوات أمن الطرق تُسهّل مغادرة الحجاج الإيرانيين عبر منفذ جديدة عرعر

أظهرت مشاهد ميدانية بثها الأمن العام تسهيل القوات الخاصة لأمن الطرق مغادرة حجاج الجمهورية الإسلامية الإيرانية عبر منفذ جديدة عرعر، في ختام رحلة الحج لهذا العام، وسط إجراءات منظمة وخدمات ميدانية متكاملة تهدف إلى تأمين راحة الحجاج وضمان مغادرتهم بكل يُسر وطمأنينة. ويأتي ذلك إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبناءً على ما عرضه سمو ولي العهد – حفظهما الله – بشأن تسهيل جميع احتياجات الحجاج الإيرانيين وتوفير كافة الخدمات لهم حتى عودتهم إلى وطنهم سالمين. 📹 القوات الخاصة لأمن الطرق⁩ تسهّل مغادرة ضيوف الرحمن من الجمهورية الإيرانية الإسلامية عبر منفذ جديدة عرعر. ⁧ #يسر_وطمأنينة — الأمن العام (@security_gov) June 22, 2025 كما يأتي ضمن الجهود الأمنية والخدمية المتواصلة التي تبذلها مختلف القطاعات السعودية لتيسير تفويج ضيوف الرحمن بعد أداء مناسكهم، انطلاقًا من حرص المملكة على تقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام من مختلف الجنسيات، منذ لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم بسلام. وتعمل فرق أمن الطرق بكفاءة عالية لتسهيل حركة المرور وضمان سلامة الحجاج في أثناء مغادرتهم عبر المنافذ البرية، بالتنسيق مع الجهات المعنية كافة، تنفيذًا لتوجيهات القيادة الرامية إلى خدمة الحجاج بما يليق بمكانة المملكة في رعاية ضيوف الرحمن.

وزير الخارجية الإيراني: ننسق مع روسيا ولدي لقاء مرتقب مع بوتين غداً
وزير الخارجية الإيراني: ننسق مع روسيا ولدي لقاء مرتقب مع بوتين غداً

صحيفة سبق

timeمنذ 14 دقائق

  • صحيفة سبق

وزير الخارجية الإيراني: ننسق مع روسيا ولدي لقاء مرتقب مع بوتين غداً

أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أنه سيتوجه إلى العاصمة الروسية موسكو غداً الأحد، حيث من المقرر أن يعقد اجتماعاً وصفه بـ"الجاد والمهم" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في إطار ما سماه "الشراكة الاستراتيجية" بين طهران وموسكو، وسط تصعيد إقليمي متزايد وعودة التوتر إلى مسار المفاوضات النووية. وقال عراقجي، خلال مؤتمر صحفي في إسطنبول، إن الجانب الروسي كان ولا يزال جزءاً من مسار التفاوض النووي، مشيراً إلى أن إيران دأبت على إطلاع موسكو بانتظام على تفاصيل الحوار الذي أجرته مع الولايات المتحدة خلال الأشهر الماضية. وأضاف: "لطالما اعتبرنا روسيا شريكاً استراتيجياً، ونحن ننسق معهم بشكل مستمر"، مؤكداً أن اجتماع الغد سيبحث بشكل موسّع آخر تطورات الملف النووي والتصعيد العسكري القائم في المنطقة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store