
مرور مجزرة الجوعى!
يمني برس – بقلم – وديع العبسي
الفعل الدنيء الذي ارتكبه الكيان الصهيوني في ما بات يعرف بـ«مجزرة الجوعى»، لم يضف لنا شيئا جديدا لجهة دموية هذا الكيان ووحشيته وتجرده من كل القيم الإنسانية، لكنه ربما يعزز أو يزرع بذرة المعرفة في نفوس كثير من الغرب والأوروبيين عن حقيقة هذا الكيان.
عشرات الشهداء سقطوا ليشهدوا على ما صارت عليه الإنسانية اليوم من تآكل، وما صارت عليه الضمائر من انسلاخ مؤسف عن القيم والأخلاق والانتماء للنوع الإنساني.
لم يكونوا يتهيأوا لجولة مواجهة مع العدو الصهيوني، ولم يكونوا يحملون أي نوع من أنواع السلاح.. كانوا جوعى عصفت بهم نذالة المجتمع الدولي وهو يشاهد الكيان الصهيوني يمنع عنهم الغذاء والدواء بقوة السلاح الأمريكي والأوروبي، كانوا ينتظرون الحصول على ما يسدون به رمقهم.. وجبة واحدة تعينهم على الوقوف والسعي من جديد بحثا عن فرصة في الحصول على وجبة أخرى.
وفي أماكن بعيدة عنهم أو قريبة، كانت عائلات تنتظر عودة عائلهم بشيء مما قيل أنه مساعدات غذائية، وهُم يتضورون جوعا، وليس في الأمر إنشاء أو مبالغة فالقطاع تحت حصار خانق، وهؤلاء إن كانوا سعداء حظ فإنهم قد يلقون شبه وجبة في كامل يومهم. إلا أن ما كان للأسف، هو مواجهة القادمين بحثاً عن طعام بالموت، وكأن المحظوظ هو من لم يأت للحصول على حظه من هذه المساعدات.
لم ينكر العدو الصهيوني الجريمة الشنعاء، لكنه تحجج بوجود حركات مشبوهة كانت تستهدف قواته، وهو المبرر الأقبح من الذنب، فالمدنيون أمام العالم أجمع كانوا متجمعين من أجل الحصول على قليل من الطحين، وفي هذه الحالة يُمنع ويُجرَّم – حسب القانون الإنساني – أي استهداف لهم حتى لو كانت هناك شبهة وجود عناصر مسلحة.
فما الذي استند عليه العدو ليرتكب هذا الانتهاك للحياة وأمام العالم المنافق؟
الأمر الآخر الذي يتوجب الاستناد عليه عند مساءلة هذا الكيان على جريمته التي لا تُعد الأولى من نوعها، هو حساب مسألة التناسب الموضوعي، فإذا وُجِدت عناصر خطر على العدو، حسب زعمه، فإن الموقف بطبيعته لا يحتمل اللجوء إلى استهداف المدنيين. مع ذلك ظهرت النتائج مؤكدة هذا القول، إذ ذهب في المجزرة عشرات المدنيين الفلسطينيين ولم يكن بينهم أحد من عناصر المقاومة.
بكل تأكيد ستمر هذه الجريمة كباقي الجرائم وسيتمادى العدو أكثر في القتل لمجرد القتل وإشباع نهمه للدماء العربية، وإذلال العرب والمسلمين أكثر وأكثر من خلال تعرية جُبنهم بهذا الإجرام المفتوح والمتواصل ضد الفلسطينيين.
صحيح أن الكيان يبدو اليوم دوليا في وضع مزر.. كائن متوحش لا يجيد إلا لغة القتل الجبان للأطفال والنساء والجوعى، لكنه مع ذلك يستمر، مستندا إلى القوة الخفية التي تدعمه وتتخذ من العمق الأمريكي موقعا لها.
مع ذلك سيبقى العدو الإسرائيلي مجرد مُحصلة غير متينة لمؤامرة خططت بأن يكون لها كيان في قلب الأمة العربية، ويدعم ذلك، انه منذ (77) عاما ظل محل جدل غير معترف به من كل الدول، كما ظل بؤرة قلق وإقلاق للعالم، وشاهد «مُحرج» على جُبن المجتمع الدولي في كثير من الأحيان، حين يدوس على ما أجمعوا عليه من القوانين والمبادئ الإنسانية في السلم والحرب.
ولأنه كذلك فإن المنطق والقاعدة تؤكد أن خطأ المُدخلات لا بد وأن يقود إلى كارثة في النتائج والمخرجات، فالكيان هو بذاته عبارة عن مؤامرة، ثم قام لتثبيت وجوده على مؤامرات، لم تستثن أحداً، بدأها بأمريكا ثم أوروبا والغرب بشكل عام، قبل أن يتحول إلى سلب العرب والمسلمين من إرادتهم وقرارهم، فصار الأمر بهذا الشكل المخزي من السلبية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليوم السابع
منذ 23 دقائق
- اليوم السابع
وزارة الوحدة بسول تعبر عن أسفها إزاء إرسال منشورات إلى كوريا الشمالية
عبرت وزارة الوحدة في سول اليوم الاثنين، عن أسفها إزاء قيام مجموعة لعائلات المختطفين من قبل كوريا الشمالية بإرسال المنشورات المناهضة لبيونج يانج إلى الشمال مؤخرا، ودعت إلى وقف إرسال المنشورات لأنها يمكن أن تؤدي إلى تفاقم التوترات في الوضع الأمني في شبه الجزيرة الكورية. وذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب" أن المجموعة التي تمثل عائلات المختطفين من قبل كوريا الشمالية أطلقت بالونات لاتكس كبيرة تحمل منشورات من موقع غير محدد في مدينة باجو الحدودية، على بعد حوالي 30 كيلومترا شمال غرب سول مساء يوم 2 يونيو الجاري في الخطوة الثالثة من نوعها للمجموعة خلال عام 2025 الجاري. وتضمنت المنشورات رسائل تطالب بمعلومات عن الأشخاص السبعة الذين اختطفهم الشمال وإعادتهم، إلى جانب رسائل تحذيرية. ومن جانبه، قال المتحدث باسم الوزارة كو بيونج-سام إن الوزارة ستعمل على ضمان الالتزام بلوائح منع المنشورات بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تدعو فيها الوزارة إلى وقف إرسال المنشورات منذ أن قضت المحكمة الدستورية في سبتمبر 2023 بأن البند الذي يحظر إطلاق المنشورات في القانون، غير دستوري.. قائلة "إنه يقيد بشكل مفرط الحق في حرية التعبير". وجاء هذا التحول المفاجئ في الموقف بعد وقت قصير من أداء الرئيس الكوري الجنوبي لي جيه-ميونغ اليمين الدستورية الأسبوع الماضي متعهدا بتخفيف التوترات والسعي للحوار مع كوريا الشمالية التي طالما نددت بإرسال المنشورات ضدها. وتعهد لي بوقف إرسال المنشورات المناهضة لكوريا الشمالية والبث الإذاعي المناهض لها على طول الحدود كجزء من تعهداته الانتخابية بشأن العلاقات بين الكوريتين.


أخبار اليوم المصرية
منذ 24 دقائق
- أخبار اليوم المصرية
برلماني: ثورة 30 يونيو ملحمة شعبية واعية للدفاع عن هوية الدولة
أكد النائب فرج فتحي فرج، عضو مجلس الشيوخ ، أن جماعة الإخوان الإرهابية ارتكبت خلال عام واحد من حكمها لمصر سلسلة من الجرائم السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي هددت كيان الدولة، وسعت بشكل ممنهج إلى الهيمنة على مؤسسات الحكم وتقويض أركان الدولة الوطنية، وهو ما دفع الشعب المصري للخروج في ثورة تاريخية في 30 يونيو 2013 لإنقاذ البلاد من مصير مجهول. وقال "فرج"، إن الجماعة حاولت منذ اليوم الأول لوصولها إلى سدة الحكم فرض مشروعها الإقصائي الذي لا يعترف بالتعددية أو المواطنة، بل يقوم على الولاء للتنظيم فقط، مشيرًا إلى أن مؤسسات الدولة وعلى رأسها القضاء والإعلام والأمن والاقتصاد، كانت هدفا مباشرا لمخطط الأخونة، من خلال تعيين كوادر تنظيمية لا تملك الكفاءة، وإنما تدين بالولاء للتنظيم الدولي للجماعة. وأضاف عضو مجلس الشيوخ ، أن الجماعة مارست الإقصاء بحق المعارضين، وفتحت المجال أمام التنظيمات المتطرفة، خاصة في سيناء، وهو ما تسبب في انفلات أمني خطير وظهور بؤر إرهابية تحولت لاحقا إلى تهديد مباشر لحياة المدنيين والعسكريين على حد سواء، لافتا إلى دعم الجماعة علنا للجماعات المسلحة والميليشيات التي حاولت فرض سيطرتها على الشارع المصري، بالإضافة إلى استخدام الخطاب الديني لتبرير ممارساتها السياسية الفاشلة، ولتخويف المواطنين من المعارضين، وهو ما ساهم في زيادة الاستقطاب المجتمعي وتفكك النسيج الوطني، في وقت كانت مصر فيه بحاجة ماسة إلى التكاتف والاستقرار. اقرأ أيضًا | الاستحقاق يقترب| موعد انتخابات مجلس الشيوخ 2025 وأضاف "فرج"، أن الإخوان حاولوا هدم مؤسسات الدولة من الداخل، من خلال التحريض المستمر على أجهزة الأمن، ومحاولات إسقاط القضاء، والتدخل في الإعلام، فضلا عن فشلهم في إدارة الاقتصاد، ما أدى إلى أزمة غير مسبوقة في الوقود والكهرباء والسلع الأساسية، وانتشار العنف والانفلات في الشوارع، مؤكدا أن الشعب المصري بحسه الوطني العميق، أدرك خطورة بقاء هذه الجماعة في الحكم، خاصة مع انكشاف مخططاتها لبيع مقدرات الدولة والتواصل مع قوى خارجية بشكل يهدد السيادة الوطنية، وهو ما دفع الملايين للنزول في مشهد استثنائي يوم 30 يونيو، مطالبين الجيش والشرطة بحماية الوطن من الانهيار. وأكد النائب فرج فتحي فرج، أن ثورة 30 يونيو كانت ملحمة شعبية واعية للدفاع عن هوية الدولة المصرية، واستعادة مسارها الوطني بعد عام من الظلام، مشيرا إلى أن ما تحقق بعد إسقاط الجماعة هو ثمرة إرادة شعبية صلبة، ووعي جماهيري رفض التلاعب بمقدراته أو المتاجرة بالدين من أجل أهداف سياسية مشبوهة، مشددا على ضرورة الحفاظ على الوعي الوطني وتعزيز الذاكرة الجمعية للشعب المصري بما جرى في ذلك العام الأسود، حتى لا تتكرر تلك التجربة، فضلا عن توثيق جرائم الإخوان وتاريخهم الدموي من أجل الأجيال القادمة، ولحماية الدولة من أي محاولات لاختراقها مستقبلا.


الدستور
منذ 25 دقائق
- الدستور
"فرج فودة.. مفكر واجه الظلام".. على "الوثائقية" قريبًا
أعلن قطاع الإنتاج الوثائقي بشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عن إنتاج الفيلم الوثائقي "فرج فودة.. مفكر واجه الظلام"، وعرضه على شاشة قناة "الوثائقية" قريبًا. يوثق الفيلم رحلة المفكر المصري "فرج فودة" بدايةً من نشأته في مسقط رأسه بمدينة الزرقا بمحافظة دمياط، وصولًا إلى لحظة استشهاده في يونيو من عام 1992، بعد استهدافه على يد اثنين من العناصر الإرهابية بطلقات نارية، كانا يخططان في البداية لحرقه حيًّا، حسب نص اعترافاتهما. ويعرض الفيلم شهادات تظهر تليفزيونيًّا لأول مرة، منها شهادة السائق الخاص لسيارة فرج فودة، أحد شهود العيان على عملية الاغتيال، إضافة إلى الشهادة الأخيرة للدكتور حمدي السيد، الذي باشر عملية الجراحة وأجرى محاولات لإنقاذه داخل مستشفى الميرغني بحي مصر الجديدة، وكذلك الشهادة الحصرية لمحقق القضية، بعد أكثر من 33 عامًا من تحقيقه في تلك الجريمة. ويكشف الفيلم عن الملف الكامل لأوراق تحقيقات القضية، ونصوص اعترافات المتهمين، وتفاصيل المحاكمة. كما يناقش الفيلم أفكار فرج فودة وآراءه في مواجهة ادعاءات جماعات التأسلم السياسي والمتطرفين، ودوره في تفكيك الخطاب الظلامي لتلك الجماعات، والتحذير مبكرًا من خطورتها على حياة الناس، واستقرار أوطانهم.