
ميرنا مشنتف وصغار التوحُّد... ما يُهمَل يستحقّ فرصة أخرى
جمعت ميرنا مشنتف مع صغار التوحّد ما يُرمَى لمَنْحه فرصة جديدة (الشرق الأوسط)
في معرض استضافته منطقة الجمّيزة البيروتية، اصطفَّت أعمال فنّية صاغها ما هو مَنسيٌّ في الطبيعة: قِطَعٌ تحوَّلت من حالة إلى أخرى بأيدي 4 صغار مُصابين بالتوحُّد، استقبلتهم الفنانة في مُحترفها؛ وهناك، أطلقوا من دواخلهم ألواناً كانت تبحث عن مَخْرج. هو تعاون جمع بين ميرنا مشنتف، ومبادرة «كرياتيف كول»، و«بنك بيمو»، لإعادة تشكيل بقايا جِرار الغاز الفارغة التي انتهت وظيفتها، وتحويلها إلى أعمال فنّية تمتلئ بالحياة.
A post shared by Revive Art Hub (@bymirnamchantaf)
الصغار الـ4؛ آدم خطيب، وجواد مطر، وشربل خوري، وليون كارابوياجيان، حوَّلوا، تحت إشراف الفنانة واستضافتها طوال شهر، الصدأ الذي كان يلفّ جرّة الغاز، ولونها الباهت، وصورتها بكونها مادة انتهى زمنها، إلى شيء يستحقّ التأمل والاحتفاظ به. فبلمسة من اللون والخيال، حصلت هذه الأجسام المعدنية على حياة أخرى، لتنتقل من الهامش إلى المركز، من اللاجدوى إلى المعنى، ومن اللاعودة إلى البداية الثانية.
تُحوّل ميرنا مشنتف النفايات إلى أدوات تعبير (الشرق الأوسط)
ميرنا مشنتف لا ترى في النفايات نهاية، فهي «كنزٌ» ينتظر مَن يعي قيمته. تقول: «نحن والطبيعة والمحيط جسدٌ واحد. وجودنا موصول. أزرع في الأطفال حسَّ المسؤولية ليُتابعوا الطريق بأنفسهم. بالنسبة إليّ، لا إنجاز بلا قولٍ عميق. بدأنا من الصفر، جلبنا الجِرار القديمة، نظفّناها معاً، أزلنا صدأها، وطليناها بالأمل. حوَّلنا الحديد إلى رسم. هذه ليست نفايات، إنها نفاياتنا».
قِطَعٌ تحوَّلت من حالة إلى حالة بأيدي 4 صغار مُصابين بالتوحُّد (الشرق الأوسط)
وتُضيف أنَّ الرسالة كانت إنسانية أيضاً. فاختيار جِرار «مشوَّهة» هو دعوة لرؤية ما وراء الشكل، وتخطّي النظرة السريعة والأحكام الجاهزة. من خلال الرسم فوق أجسام غير «مثالية»، يفهم الأطفال أنَّ الجمال لا يُختزل بالمظهر، وأنَّ حقيقة الإنسان لا تصوغها القوالب الجاهزة؛ فهي تتجلّى فيما يُبديه من رحمة وعدالة وانفتاح على الآخر. أرادت القول إنَّ الكمال ليس شرط الجمال، والنقصان يمكن أن يكون نافذتنا إلى المعنى.
تتحدَّث عن «ذاكرة النفايات». فالأشياء التي نرميها كانت يوماً جزءاً من حياة شخص ما. صُمِّمت بيدٍ، وسكنت بيتاً، وانتقلت إلى آخرين. «الناس يرمون أشياءهم من دون وعي. لكن حين نمنحها فرصة ثانية، قد تُفاجئنا تماماً كما يفعل البشر. نُخطئ، نُخذَل، نُترَك... ثم تأتي فرصة أخرى تُغيّر كل شيء».
أعادت ميرنا مشنتف تشكيل بقايا جِرار الغاز الفارغة التي انتهت وظيفتها (الشرق الأوسط)
هكذا تعاملت مع المواد المُعاد تدويرها: هي احتمالات لم تكتمل وليست عبئاً. وهذه كانت المرّة الأولى التي تتعاون فيها مع صغار من طيف التوحّد، وقد استعدَّت لذلك بكلّ تفاصيله: بحثت، قرأت، وحرصت على أن يشعر كلّ صبي بالأمان والانتماء في محترفها الذي تحوّل إلى بيت لهم على مدى شهر كامل، يزورونه مرّتين أسبوعياً كأنهم يعودون إلى مكان يعرفونه ويحتضنهم.
تُفضّل مشنتف تجنُّب استعمال مصطلح «توحّد» لوصف الصغار الأربعة، وتقول بلغة أخرى: «طريقتهم في التفكير مختلفة، ومستواهم أعلى في الحسّ والشعور. نحن عالقون في أبعادنا الأرضية المحدودة، أما هم فأرواحهم ترفعهم إلى أعلى».
أطلق صغار التوحّد من دواخلهم ألواناً كانت تبحث عن مَخْرج (الشرق الأوسط)
عُرضت هذه الأعمال ضمن مهرجان «أيام بيروت الفنية»، ولاقت صدىً طيّباً لدى الزوّار. فميرنا مشنتف تحمل في داخلها هَمّ إنقاذ الحضارة من التآكل. منذ أن تفتَّح شغفها بالرسم، قرَّرت أن تمنحه بُعداً بيئياً، وأن تربطه بالقصص التي تُهمَل، لكنها تستحق محاولة أخرى.
A post shared by Banque BEMO (@banquebemolb)
تستعيد مشروعها السابق «نبض»، حيث تبنَّت براميل النفايات في بيروت، لتُذكّر الناس بأنّ النفايات، مهما كانت قاسية الرائحة أو الشكل، هي ثروة. «البرميل يستحقّ الشكر»، تقول. «فهو يحتفظ بنفاياتنا. علينا أن نُقدّر ذلك». سمَّت المشروع «نبض»؛ لأننا نتعامل مع المكبّات كأنها كيانات ميتة، لا نراها ولا نشعر بها، لكنها في الحقيقة تنبُض وتدعونا إلى التصرُّف بمسؤولية.
«بوغارنيا» تنمو فقط في منطقة الجزع كأنها رحم أنثى تحمل الحياة (ميرنا مشنتف)
وفي مشاريع أخرى، زرعت شجرة باسم «بوغارنيا»، تنمو فقط في منطقة الجزع، كأنها رحم أنثى تحمل الحياة. تقول إنّ التعامل الحسن مع النفايات قد يُثمر ولادة جديدة، تماماً كما تفعل الأنثى حين تحتضن جنينها.
أما مشروع «أوشون»، المُستوحى من إلهة المياه في الميثولوجيا الأفريقية، فكان عن خزّانات المياه على أسطح بيروت. أطلقت الاسم على أحد الخزّانات، وتخيّلته بلا عيون، كما تخيّلت بيروت امرأة. من هنا، جعلت «أوشون» تطلّ برمزها على المدينة من الأعالي، تُوزّع الماء بعدالة على الجميع. أرادت أن تقول إنَّ الماء حقٌّ مقدّس، ومَن يملكه يجب أن يوزّعه، لا أن يُحوّله إلى سلاح. فأنْ نَهِبَ الحياة أهمّ بكثير من انتزاعها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ 6 ساعات
- مجلة سيدتي
في يوم ميلادها.. وردة الجزائرية الأيقونة التي صنعت تاريخًا بالأغنية العربية ورثه الأجيال
بـ 35 ألبومًا و6 أفلام سينمائية ومئات الأغاني التي تنوعت بين الرومانسية والوطنية والدينية، صاغت وردة الجزائرية مشروعًا غنائيًّا أسطوريًّا يجسّد الرومانسية والأصالة في آنٍ واحد. بدأت رحلتها من أغنية "اسأل دموع عنيا" (1962) التي قدّمتها في فيلمها الأول "ألمظ وعبده الحامولي"، وصولًا إلى "بتونس بيك" التي أحدثت نقلةً نوعيةً في الغناء الحديث بجماليّة لحنها وقوة كلماتها بصوت يجمع جمال النبرة وشجن المشاعر، خلّدت تراثًا فنّيًّا لا يزال حيًّا في وجدان العرب، حتى بعد رحيلها عام 2012. الميلاد والبدايات الفنية ولدت " وردة محمد فتوكي" في 22 يوليو 1939في فرنسا لأب جزائري وأم لبنانية، فجسّدت بجذورها المزدوجة تناغمًا ثقافيًّا انعكس على فنها. تفتحت موهبتها في طفولتها بين الأغاني الفرنسية والموسيقى العربية التي غرسها والدها العاشق لصوت أم كلثوم. هذا المزيج الفريد مهد الطريق لانطلاقتها التاريخية عام 1962 بفيلم "ألمظ وعبده الحامولي"، حيث قدّمت تحت إشراف الموسيقار القدير محمد عبد الوهاب تحفتها الخالدة "أسأل دموع عنيا" والتي جاءت من كلمات صالح جودت، لتبدأ رحلةً غنائيةً حوّلت التنوع إلى إرث إنساني عابرٍ للحدود. ابتعاد ثم عودة الانطلاقة في عام 1972، وبعد اعتزال دام 10 سنوات إثر ظروف أسرية، تلقت وردة طلبًا شخصيًا من الرئيس الجزائري لإحياء احتفالات الذكرى العاشرة لاستقلال الجزائر لتلبّي النداء بأغنية من ألحان بليغ حمدي، ومن هنا التقت بليغ حمدي الذي حوّل عودتها إلى ثورة فنية وتزوّجا في نفس العام، وبدأ مشوارهما الإبداعي بأغنية "العيون السود" التي كتب بليغ مطلعَها بنفسه: "وعملت إيه فينا السنين؟.. فرقتنا لا"، مقدّمًا لها ألحانًا جسّدت تحوّلاً جذريًا من الكلاسيكية إلى حداثة موسيقية. أبرز أعمال وردة الجزائرية الغنائية صنعت وردة الجزائرية إرثًا غنائيًا استثنائيًا بعد الانطلاقة والعودة من الاعتزال حيث توالت أغنياتها الرومانسية مثل "لولا الملامة" و"حرّمت أحبك"، العيون السود"، "بتونس بيك" و"أكذب عليك"، " على قد ما يومها فرحنا سوا"، " آه لو قابلتك من زمان"، " حنين"، وغيرها من الأعمال, أما في مجال الأغاني الوطنية، فبرزت من خلال أغنية "عدنا إليك يا جزائرنا" ، وأغنية "حلوة بلادي السمرا" لمصر. خلّفت وردة الجزائرية وراءها 35 ألبومًا تضم أكثر من 300 أغنية، منها آخر إصداراتها "زمن ما هو زماني" (2012) مع عبادي الجوهر، لتظل أعمالها تُذاع اليوم بملايين المرات، كشاهد على صوت خالد يعانق الأجيال. الرحيل ونهاية الإرث الخالد رحلت وردة في 17 مايو 2012 إثر أزمة قلبية بالقاهرة، ونُقل جثمانها إلى الجزائر في جنازةٍ رسمية وبعد 13 عامًا على رحيلها، لا تزال أغنياتها "تُذاع كأنها ولدت اليوم". لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي ». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن ».


مجلة سيدتي
منذ 8 ساعات
- مجلة سيدتي
نقابة محترفي الموسيقى في لبنان تبرأ راغب علامة: الخطأ على الجهة المنظمة
طالبت نقابة محترفي الموسيقى والغناء في لبنان ، برئاسة فريد بو سعيد، نقابة المهن الموسيقية في مصر، برئاسة الفنان مصطفى كامل ، بضرورة إعادة النظر في أزمة وقف الفنان راغب علامة عن الغناء في مصر، وإحالته للتحقيق، مؤكدة أنّ الخطأ يقع على الجهة المنظمة فقط. راغب علامة ممثلًا لبلاده وللموسيقى العربية في المحافل الدولية وأصدرت نقابة محترفي الموسيقى والغناء في لبنان، بيانًا صحفيًا، جاء فيه: "بالإشارة إلى الحادثة التي وقعت خلال حفل الفنان راغب علامة في مصر، نود التأكيد أن ما حدث لم يكن له علاقة بتصرفات الفنان المحترم، الذي لطالما قدم مسيرة حافلة بالعطاء الفني، ممثلاً لبلده وللموسيقى العربية في مختلف المحافل الدولية". وتابعت: "الفنان راغب علامة، الذي طالما كان سفيراً للفن اللبناني والثقافة وطنه، يلتزم دائما بقيم الاحترام والمهنية تجاه الجمهور والمناسبة، وقد سطر لنفسه سمعة طيبة طوال سنوات من العمل في مصر الحبيبة. هو فنان ذو تاريخ طويل في إقامة الحفلات والمهرجانات في مصر، وقد أثبت نفسه مراراً كأحد أبرز الأسماء في مجال الفن العربي. وأشار البيان إلى أن "العلاقة بين نقابة محترفي الموسيقى والغناء في لبنان و نقابة المهن الموسيقية في مصر هي علاقة تاريخية راسخة تجمع بيننا المحبة والاحترام المتبادل. كما أن العلاقة الشخصية التي تجمع رئيس النقابة النقيب فريد أبو سعيد، مع النقيب مصطفى كامل هي علاقة صداقة وأخوة عميقة. لذلك، نؤكد على احترامنا الكامل للنقابة المصرية وحرصنا على الحفاظ على هذه الروابط الطيبة التي تجمعنا". يمكنك قراءة.. راغب علامة يُعلق على الشائعات الحاقدة والسخيفة التفاعل بين الجمهور والفنان أمر طبيعي وشدد البيان على أن: "التفاعل بين الجمهور والفنان أمر طبيعي ومحبب، خاصة في ظل العلاقة القوية التي تجمعهم. فالحادثة التي وقعت، وهي قبلة على خد الفنان، كانت تعبيراً عن محبة واحترام وليست كما أشيع في بعض وسائل الإعلام. كما تؤكد أن المسؤولية عن الحادثة تتحملها الجهة التنظيمية، والتي كان من المفترض أن تضع إجراءات أكثر صرامة لضمان سلاسة الحفل، نؤكد أن الفنان راغب علامة كان يحرص دوماً على أن تكون مشاركاته في مصر، وفي أي مكان آخر، نموذجاً للذوق الرفيع والتفاعل الإيجابي مع الجمهور، ومن المؤسف أن يقع مثل هذا الموقف نتيجة لتقصير من الجهة المنظمة. نأمل أن يتم النظر في هذا الموضوع بعين الاعتبار، وأن تحظى الحادثة بتفهمكم الكامل". سبب وقف راغب علامة عن الغناء في مصر وكان الفنان مصطفى كامل نقيب المهن الموسيقية، قد أصدر أمس الاثنين 21 يوليو بياناً صحفياً، قرر فيه إيقاف الفنان راغب علامة عن الغناء في مصر، واستدعاءه للتحقيق؛ لما حدث منه مؤخراً في إحدى حفلاته. وقال مصطفى كامل في بيان صحفي: "تابعتُ على مدار يومين سلوكاً مشيناً يخالف كلّ العادات والتقاليد والقيم المجتمعية المصرية، ولم نعتَد عليه داخل وطننا سابقاً، ولن نسمح بأن يتكرر على أرض أم كلثوم وعبدالوهاب وحليم وعظماء الفن العربي. مسارح مصر اعتلاها كبار فناني مصر والعالم العربي العظماء فناً وقيمة، ولم تكن يوماً ولن تكون مرتعاً للقبلات والإيحاءات غير المنضبطة والأحضان التي تثير الاشمئزاز". وأضاف نقيب المهن الموسيقية في بيانه: "مع تقديم خالص احترامي وتقديري للصديق فريد بو سعيد نقيب الموسيقيين بدولة لبنان الشقيقة، ولكلّ الإخوة الأشقاء من الشعب اللبناني الحبيب؛ فقد قررنا نحن نقابة المهن الموسيقية نقيباً ومجلس إدارة، الآتي: استدعاء الفنان راغب علامة لمقر نقابة المهن الموسيقيه بمصر والتحقيق معه، فيما بدر منه عمداً بمخالفة الأعراف والعادات والتقاليد المصرية. وإيقاف التصريح له بالعمل داخل مصر لحين مثوله للتحقيق بمقر النقابة". مخاطبة غرفة المنشآت السياحية للاجتماع بسيادتهم أو من ينوب عن سيادتهم لاتخاذ قرارنا سوياً، باستدعاء صاحب المنشأة السياحية التي احتضنت هذا الحفل الذي يعَد إسقاطاً واضحاً ومُتعمداً لكلّ القيم والأعراف والعادات والتقاليد المصرية. لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي ». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن ».


الشرق الأوسط
منذ 8 ساعات
- الشرق الأوسط
مشاعر المعجبات «الفائرة» تجدد أزمات مطربين في مصر
جدت مشاعر المعجبات «الفائرة» بحفل الفنان اللبناني راغب علامة بالساحل الشمالي المصري الجدل بشأن أزمات مماثلة تعرض لها مطربون مصريون وعرب بمصر، وذلك بعد تصدر اسم الفنان اللبناني قائمة الأكثر بحثاً بموقع «غوغل» وتداول صور وفيديو من حفله تظهر فتيات يصعدن إليه للمسرح لتبادل الرقصات معه واحتضانه وتقبيله. وإثر انتشار مقاطع فيديو فتيات حفل راغب علامة على نطاق واسع، قررت نقابة الموسيقيين المصرية منع المطرب اللبناني من الغناء في مصر لحين التحقيق معه في فيديوهات احتضانه وتقبيله من قبل الفتيات ووصف الواقعة بـ«المسيئة لقيم المجتمع المصري» بحسب نقابة المهن الموسيقية. قبل أن يتواصل علامة سريعاً مع النقيب المصري مصطفى كامل ليوضح له طبيعة ما حدث، ما يمهد لتجاوز الأزمة. ويحمّل نقاد ومتابعون الجهات المنظمة للحفلات الغنائية المسؤولية عن تكرار مثل هذه الوقائع. وأعادت واقعة علامة الجدل مجدداً بشأن هذه الوقائع التي سبق أن تعرض لها عدد من المطربين من بينهم كاظم الساهر، وتامر حسني، وماجد المهندس، وعمرو دياب، ومحمد منير. وقبل عامين تعرض الساهر لموقف غريب بعد مباغتته من قبل فتاة جرت نحوه لتعانقه وأثارت الواقعة جدلاً كبيراً، لا سيما بعد ردة فعل الساهر الذي أبدى انزعاجه من الأمر. وخلال حفلها في بيروت عام 2024، صعد أحد المعجبين إلى المسرح لاحتضان إليسا والتقاط صورة معها. الفنان كاظم الساهر- حسابه على «فيسبوك» وفي شهر مايو (أيار) الماضي، تعرض تامر حسني لموقف محرج من إحدى المعجبات بعد أن طلبت منه التقاط صورة تذكارية معه، لتفاجئه بعدها بقُبلة على خده وأثار ذلك الفيديو جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي. ويرى الكاتب والناقد الفني المصري طارق الشناوي أن «إلقاء اللوم على المطرب أو الجمهور لا يصح، لأن الجهة المنظمة هي المنوطة بالأمر»، لافتاً إلى أن «ما يحدث في الحفلات الغنائية في مصر أمر متعارف عليه في العالم كله وبأشكال مختلفة، وأن التسلل يحدث رغم الترتيبات الأمنية المسبقة». وذكر الشناوي في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن أم كلثوم سقطت أرضاً بسبب معجب قبّل قدمها، وعبد الحليم حافظ قبلته «غنوة الموجي»، بحفل شهير، وعندما استشعر رد فعل الجمهور عقب تصفيقهم، خاطبهم بالقول إنها ابنة الملحن محمد الموجي. وأكد الشناوي «أن ما نراه بالحفلات لا يستحق التوقف عنده، ولا الضجة الكبيرة التي تحدث عقب انتهائه، فالتعبير عن المشاعر الفياضة مسؤولية المعجب وليس الفنان». الفنان تامر حسني وسط الجمهور- حسابه على «فيسبوك» وتتفاوت أشكال التعبير عن إعجاب الفتيات بالمطربين في الحفلات، فبينما كان يتم الاكتفاء بإرسال الورود والدمى في كثير من الحفلات القديمة في مصر، فإن الأمر تطور إلى الصعود إلى المسرح واحتضان المطربين وتقبيلهم وسط ردود فعل متباينة من المطربين الذي يسعى بعضهم لصد المعجبات فيما يجاري آخرون الأمر لعدم التأثير على الحفل. ولعل الفنان العراقي كاظم الساهر من بين أشهر المطربين الذين كانوا يتعرضون لوقائع «الإعجاب» في حفلاته بأوائل الألفية الجديدة بمصر، لدرجة أن هتاف الفتيات «بحبك يا كاظم» بات أمراً اعتيادياً في كل حفلاته بمصر. بجانب إلقاء الكثير من الدمى والورود. الكاتب والناقد الفني اللبناني جمال فياض، «يرى أن الفنان لا يمكن أن يؤدي حفلاً جميلاً ومميزاً إلا إذا لاحظ انفعالات الجمهور، وكبار فنانينا تعرضوا لهجوم المعجبين والمعجبات على المسرح من أجل حضن أو قبلة». وأضاف فياض لـ«الشرق الأوسط»: «شاهدنا في حفلات عمرو دياب، وراغب علامة، وتامر حسني، وكاظم الساهر، أمثلة كثيرة، لمشاعر المعجبات الفائرة ليس فقط بالأحضان والقبلات، ولكن بالبكاء أحياناً لتأثرهم الشديد برؤية نجومهم المحبوبين». ويؤكد فياض أن «كل ما يجري على المسرح طبيعي، لأن الفنان عادة لا يقدم أفضل ما عنده إلا إذا سمع كلام الاستحسان والثناء من الجمهور، وخصوصاً من جيل الشباب»، لافتاً إلى أن «مسؤولية الحفل تقع على عاتق الأمن، ومتعهد الحفل، ويجب ألا نعطي الأمور أكثر من حجمها الطبيعي. وكشف فياض عن أنه فوجئ بوجود «مثالية» أكثر من اللازم في هذا الجدل، موضحاً أن تعبير المعجبات عن مشاعرهن الفياضة يكون في حفلة ترفيهية، رغم التعبير المبالغ فيه أحياناً. وفق قوله. الكاتب والناقد الفني المصري أحمد السماحي أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن ما يحدث للمطربين على خشبة المسرح، وفي الفعاليات العامة موجود من قديم الأزل، لافتاً إلى أن «موسيقار الأجيال»، محمد عبد الوهاب كان «معشوق النساء»، وعندما كان يظهر في مكان ما كُن يلتففن حوله بكثافة. حفل راغب علامة بالساحل الشمالي المصري أثار الجدل - حسابه على «فيسبوك» ونوّه السماحي بـ«أن الفنان الذي يتمتع بالوسامة والكاريزما، يكون محط أنظار المعجبات والجميلات، وما حدث في حفل راغب، ويحدث مع غيره من المطربين شيء طبيعي، موضحاً أن المشاعر (الفائرة) لبعض المعجبات ومهاويس المطربين تضعهم في أزمة لا ذنب لهم فيها». ووفق السماحي فإن مشاعر المعجبات التي وصفها بـ«الطائشة»، تختلف باختلاف الزمن، فقد قربت «السوشيال ميديا» الناس من الفنانين، عكس العقود الماضية التي كان يهاب فيها المعجب الاقتراب من نجمه المفضل، ولو اقترب يكن بحرص وحذر، إلا ما ندر.