logo
المغاربة يستعدون لموجة حارقة..توقعات الاسبوع المقبل !

المغاربة يستعدون لموجة حارقة..توقعات الاسبوع المقبل !

أريفينو.نتمنذ 3 ساعات

أريفينو.نت/خاص
تتأهب المملكة المغربية لاستقبال موجة حر استثنائية تسبق أوانها، حيث تشير البيانات الجوية إلى بدء تأثيرها الفعلي مع نهاية الأسبوع الجاري، مع توقعات بامتدادها حتى منتصف الأسبوع الذي يليه. ويُتوقع أن تسجل مؤشرات الحرارة مستويات تفوق معدلاتها الموسمية المعهودة، نتيجة لتضافر عوامل جوية معقدة، أبرزها تمركز مرتفع جوي في الطبقات الجوية العليا وتوسع نطاق المرتفع الآزوري، الأمر الذي يمهد الطريق لتدفق كتل هوائية شديدة الحرارة والجفاف قادمة من الجنوب باتجاه عموم التراب الوطني.
ما سر هذا الانقلاب الحراري المفاجئ الذي يتربص بالمملكة؟
ويفسر الخبراء هذا التصاعد اللافت في درجات الحرارة بسيطرة مرتفع جوي مداري قادم من الجنوب، يترافق مع تأثير منخفض صحراوي سطحي يمتد من المناطق الشرقية صوب وسط وجنوب المملكة. هذه التركيبة الجوية تدفع بكتل هوائية ساخنة مصدرها المناطق الصحراوية، مما يتسبب في ارتفاع تدريجي للحرارة، يطال بشكل خاص مناطق الجنوب الشرقي، والأقاليم الجنوبية، بالإضافة إلى السهول الداخلية. ويؤكد المختصون أن مثل هذه التقلبات تعد جزءاً من الدينامية الجوية المعتادة خلال المرحلة الانتقالية الفاصلة بين فصلي الربيع والصيف، والتي تتميز بتفاعل المرتفعات المدارية مع المنخفضات الصحراوية، فضلاً عن تأثير فترات السطوع الشمسي الطويلة تحت سماء قليلة السحب.
تفاصيل الأيام القادمة: متى تشتد وطأة الحرارة وأين؟
مع حلول يوم السبت، يُرتقب أن تبدأ الموجة الحارة فعلياً، ليصبح الطقس حاراً نسبياً. ومن المتوقع أن تتأرجح درجات الحرارة ما بين 36 و40 درجة مئوية في أقصى جنوب البلاد، فيما ستسجل مناطق مثل تادلة، والرحامنة، والجنوب الشرقي، وسوس، درجات حرارة تتراوح بين 30 و36 درجة. وستكون الأجواء قليلة السحب إلى غائمة جزئياً فوق مرتفعات الأطلسين المتوسط والكبير، مع احتمال تشكل ضباب محلي خلال ساعات الليل على السواحل الأطلسية والشريط الساحلي المتوسطي. أما الرياح، فستكون معتدلة إلى قوية نسبياً بمنطقة طنجة، والسايس، ومرتفعات الأطلس، والجنوب الشرقي، وكذلك على السواحل الجنوبية.
أما يوم الأحد، فسيشهد تصاعداً إضافياً في درجات الحرارة، حيث يسود طقس حار محلياً بالسهول الشمالية والوسطى والمناطق الجنوبية الشرقية. وتتوقع النماذج الجوية هطول زخات رعدية متفرقة فوق مرتفعات الأطلسين الكبير والمتوسط. كما يبقى احتمال تساقط أمطار ذات منشأ استوائي وارداً في أقصى جنوب المملكة، قد تكون مصحوبة بعواصف رعدية. وستتراوح درجات الحرارة الدنيا خلال هذا اليوم بين 06 درجات و25 درجة مئوية، تبعاً للمناطق.
ذروة اللهيب: هل تحمل الأيام المقبلة مزيداً من المفاجآت؟
يُتوقع أن يبلغ الارتفاع الحراري ذروته يوم الاثنين، مع استمرار الطقس ذي الطابع غير المستقر. وعليه، سيكون الطقس حاراً نسبياً إلى حار في المناطق الداخلية والجنوب الشرقي. ومن المرتقب تشكل سحب رعدية قد تكون ممطرة فوق مرتفعات الأطلسين الكبير والمتوسط، وكذلك جنوب المنطقة الشرقية. كما ستكون السماء غائمة جزئياً مع احتمال تسجيل زخات رعدية فوق الأطلس الصغير وشرق الأقاليم الجنوبية، مصحوبة بارتفاع ملموس في درجات الحرارة خلال ساعات النهار.
وابتداءً من يوم الثلاثاء وحتى نهاية الأسبوع المقبل، ستستمر الأجواء الحارة نسبياً إلى حارة مهيمنة على السهول، والمناطق الجنوبية الشرقية، وداخل الأقاليم الجنوبية للمملكة. وخلال هذه الفترة، يُتوقع تشكل سحب غير مستقرة مصحوبة بزخات رعدية فوق المرتفعات والمناطق الشرقية. ومع اقتراب نهاية الأسبوع، تلوح في الأفق بوادر انخفاض طفيف في درجات الحرارة، على الرغم من أن الطقس سيظل حاراً نسبياً بشكل عام.
إقرأ ايضاً

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إنذار أخير للمليارديرات المغاربة؟
إنذار أخير للمليارديرات المغاربة؟

أريفينو.نت

timeمنذ 3 ساعات

  • أريفينو.نت

إنذار أخير للمليارديرات المغاربة؟

أريفينو.نت/خاص في لقاء مشترك رفيع المستوى بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والاتحاد العام لمقاولات المغرب، وُجه نداء عاجل للفاعلين الاقتصاديين المغاربة للانخراط الكامل في الأوراش الضخمة المتعلقة بتنظيم نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025 وبطولة كأس العالم 2030. وأمام الاحتياجات الهائلة في مجال البنية التحتية، تمارس الدولة ضغوطاً كبيرة لضمان أن يكون الاستثمار والإنتاج الوطني في مستوى الحدث. `سباق مع الزمن: 'نحسب المهل بالساعات ونعمل 24/24″` ويتساءل الكثيرون عن الأثر الحقيقي لأوراش كأس أفريقيا 2025 وكأس العالم 2030 على المغرب وتنميته، وعن حجم مساهمة الفاعلين الاقتصاديين المغاربة في هذه الديناميكية. وقد جاء الاجتماع، بين جامعة الكرة وباطرونا المغرب، لتقديم المشاريع القائمة والمستقبلية، وتسليط الضوء على الفرص المتاحة، وحشد طاقات القطاع الخاص حول هذه الأوراش العملاقة. يشهد المغرب تحولاً شاملاً مدفوعاً بموجة استثمارات ذات حجم غير مسبوق. ولخصت زينب بنموسى، المديرة العامة للوكالة الوطنية للتجهيزات العامة (ANEP)، كثافة اللحظة الراهنة بعبارة معبرة: 'نحن نحسب المهل بالساعات. ونعمل على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع'. وهذا يوضح حجم التحدي. وتشمل هذه الأوراش كل شيء: التنقل، والربط، والبنى التحتية التكنولوجية، والطرق السيارة، والمطارات، والملاعب، وشبكة السكك الحديدية، وتكنولوجيا الجيل الخامس (5G)… لا يبدو أن أي جانب قد تُرك للمصادفة. إنها عملية تحديث شاملة للبلاد، تندرج ضمن مسار موازٍ لأوراش الدولة الاجتماعية الكبرى. الكرة الآن في ملعب الفاعلين الاقتصاديين المغاربة، وكانت هذه هي الرسالة الرئيسية التي تم إيصالها خلال افتتاح اللقاء، قبل الخوض في التفاصيل التقنية. `الأولوية للمنتوج الوطني… وإرث يتجاوز المنافسات` أكد هذا اللقاء المنتظر الخيار الاستراتيجي المتمثل في إسناد غالبية المشاريع للشركات المغربية. وبعد ذلك، سيتم أيضاً إشراك الشركات الأفريقية، باعتبار أن المغرب يمثل القارة الأفريقية في تنظيم هذا المونديال. وترددت كلمة 'الإرث' بإصرار في مداخلات المسؤولين، وهي تحيل إلى ما بعد الأحداث الرياضية، وإلى استدامة البنى التحتية والارتدادات التنموية. ولخص فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، هذا المفهوم قائلاً: 'إرث كأس العالم عنصر أساسي في تقييم هذا النوع من الأحداث – وسيكون، في حالتنا، نجاحاً باهراً. هذا يعني أنه، سواء بكأس العالم أو بدونها، فإن المملكة المغربية منخرطة في ديناميكية تنموية واضحة، محددة ومرسومة من قبل جلالة الملك'. إقرأ ايضاً `تحذير حكومي: 'المشاريع ستنجز بكم أو بدونكم!'` ووجه رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، نداءً قوياً للقطاع الخاص قائلاً: 'استثمروا! انطلقوا! هذا هو الوقت المناسب. لن نمنح الجزء الأكبر من هذه الإنجازات للأجانب مرة أخرى… لأننا سنقوم بها… أعرف السيد لقجع، سينجح في تنظيم كأس العالم، بكم أو بدونكم! أفضل أن يكون ذلك بمشاركتكم. لذا استثمروا، قدموا منتجات تنافسية ولا تسعوا لاستغلال الوضع: وإلا، سنجد بدائل!'. واعترف الوزير بأنه لم يمنح قط هذا العدد من الاستثناءات للاستيراد كما فعل في الأشهر الستة الماضية. وعزا ذلك إلى 'وصول بعض الشركات إلى مرحلة التشبع، أو لأن بعض دفاتر التحملات صُممت بطريقة تجعل مستوى الجودة المطلوب ليس بالضرورة ما يمكننا إنتاجه محلياً'. كما كشف الوزير أن التشبع في بعض المشاريع تم بلوغه بسرعة لأن 'نا لم نستثمر بما فيه الكفاية. نحن مضطرون للجوء إلى منتجات أجنبية لأن قدرتنا الإنتاجية مشبعة'. وانتهز الفرصة لمناشدة الفاعلين العموميين قائلاً: 'أعلم أن هناك حالة استعجال، ولكن هناك أيضاً عادات… وراحة معينة في التعامل مع شركاء لديهم خبرة ومراجع. أدعوكم إلى إبداء التفهم والحرص على أن تدمج دفاتر التحملات النسيج الصناعي المغربي بشكل أفضل'. `ألف مليار درهم من الاستثمارات وأثر يناهز نقطة أساس واحدة سنوياً على الناتج الداخلي` ويكتسب نداء الوزير معناه الكامل بالنظر إلى حجم الرهانات، كما أكد شكيب لعلج، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، الذي صرح: 'هذه المشاريع تشكل البنية التحتية للغد وسيكون لها تأثيرات كبرى وإيجابية على اقتصادنا'. وأضاف رئيس 'الباطرونا': 'بعض المحللين يتحدثون عن أكثر من 1000 مليار درهم – أي ما يعادل ناتجنا الداخلي الإجمالي السنوي – سيتم ضخها كاستثمارات عمومية بحلول عام 2030. (…) هذا التسارع غير المسبوق سيوفر علينا سنوات عديدة من التنمية وسينشط نسيجنا من المقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة'. وتابع: 'ما يمكننا إنجازه من خلال استضافة هذين الحدثين، يتجاوز التأثير على الناتج الداخلي الإجمالي المقدر بحوالي نقطة أساس واحدة سنوياً، ليشمل تعزيزاً غير مسبوق لجاذبيتنا وقوتنا الناعمة على المدى الطويل، وهو أمر يصعب قياسه كمياً'. وختم لعلج بالقول: 'أمامنا خمس سنوات لبناء إرث اقتصادي وبشري مستدام. إن التنظيم المشترك لكأس العالم 2030 هو بالتأكيد احتفال، ولكنه أيضاً سلسلة من الأوراش التي يجب إعدادها. ليس لدي أي شك في قدرتنا على إنجازها بنجاح: فلدينا كل الأوراق الرابحة في أيدينا'.

المغرب يعثر على كنز أبيض في قلب جبال الأطلس!
المغرب يعثر على كنز أبيض في قلب جبال الأطلس!

أريفينو.نت

timeمنذ 3 ساعات

  • أريفينو.نت

المغرب يعثر على كنز أبيض في قلب جبال الأطلس!

أريفينو.نت/خاص في إعلان أحدث دوياً في أسواق المال، شهد سهم شركة 'آيا جولد آند سيلفر' (Aya Gold & Silver) الكندية، المدرجة في بورصة تورونتو، قفزة نوعية بنسبة 7.1% ليصل إلى 11.08 دولار كندي. وجاء هذا الارتفاع مدفوعاً بنتائج استكشاف استثنائية ومثيرة للغاية تم تحقيقها في منجم زكوندر للفضة، الكائن في قلب جبال الأطلس الكبير المغربية. `زكوندر يُبهر العالم: تركيزات فضة تتحدى المعايير الدولية!` تكمن الأهمية الكبرى وراء هذا الصعود اللافت في أسعار الأسهم، في مستويات تركيز الفضة التي كشفت عنها حملات الحفر الأخيرة، والتي ترقى إلى مصاف الأحداث الكبرى في عالم التعدين. فقد أظهر قلب الموقع المعدني تركيزاً هائلاً بلغ 3,279 جراماً من الفضة في الطن الواحد على امتداد مقطع يبلغ طوله ثمانية أمتار، وهو مستوى يتجاوز بكثير المعايير العالمية المتعارف عليها، حتى بالنسبة للمكامن التي توصف بأنها 'غنية جداً'. وإضافة إلى ذلك، تم اكتشاف تقاطعات معدنية بتركيز 1,123 جراماً للطن على مدى ستة أمتار في المنطقة السطحية للمنجم، وتركيز 1,640 جراماً للطن على امتداد 12.6 متر في الأعماق. هذه الأرقام المذهلة تؤكد وجود ممر فضة ذي جودة عالية جداً واستمرارية جيولوجية كثيفة بشكل لافت. `استراتيجية حفر دقيقة تفتح آفاقاً توسعية واعدة` إقرأ ايضاً منذ شهر يناير الماضي، تم إنجاز ما يزيد عن 7,100 متر من عمليات الحفر في إطار حملة استكشاف منهجية تركزت على المنطقة الشرقية من المحيط التعديني للمنجم. وتسمح هذه الاستراتيجية الاستكشافية الموجهة اليوم بالتفكير جدياً في إمكانية توسيع المكمن الرئيسي، ليشمل هياكل صخرية لم تكن مستغلة بشكل كبير في السابق. ويساهم التقاطع بين البيانات الجيوفيزيائية والنتائج الميدانية في تشكيل ملامح مرحلة جديدة من النمو، مما يعزز الآفاق المتوسطة الأجل للمشغل الكندي. ويتجاوز تأثير هذه النتائج الجيولوجية البحتة، ليشمل بيئة استثمارية متكاملة تدعم الصعود القوي لشركة 'آيا جولد آند سيلفر'. فالمغرب يرسخ مكانته تدريجياً كوجهة تعدينية استراتيجية على مستوى القارة، جامعاً بين الاستقرار التنظيمي، والانفتاح على رؤوس الأموال الدولية، والتحسين المستمر للبنيات التحتية الاستخراجية. ويجسد منجم زكوندر، الذي تم الاستحواذ عليه في عام 2019، هذه الديناميكية، حيث يمثل نقطة التقاء بين الطموحات الصناعية لأمريكا الشمالية والمقومات الهيكلية للمملكة. `المغرب: ملاذ آمن للاستثمارات التعدينية في عالم مضطرب` في سياق عالمي يتسم بإعادة توجيه الاستثمارات التعدينية بعيداً عن المناطق غير المستقرة جيوسياسياً، يعتبر الاختراق الذي حققته 'آيا' بمثابة دراسة حالة نموذجية. ويفسر الاهتمام المتزايد للصناديق الاستثمارية المتخصصة بالأصول المغربية، وخاصة مناجم الفضة، بندرة المكامن ذات المحتوى العالي المتوفرة على الصعيد الدولي، وبالرغبة في تأمين سلاسل توريد المعادن الثمينة. وتعزز هذه النتائج الموطدة مكانة 'آيا' كلاعب رئيسي في قطاع الفضة بشمال أفريقيا. فالشركة، المعروفة أصلاً بدقة حملات التنقيب التي تقوم بها وقدرتها على تحويل مواردها بسرعة إلى احتياطيات قابلة للاستغلال، تبدو الآن مهيأة لاجتياز مرحلة جديدة من التطور. وفي سوق يشهد توترات هيكلية بسبب ندرة الفضة الصناعية، يظهر منجم زكوندر كأحد الأصول الواعدة في القارة الأفريقية. وفي الوقت الذي يعيد فيه قطاع الصناعات الاستخراجية تشكيل نفسه تحت ضغط التحول الطاقي ومتطلبات التتبع، توضح حالة 'آيا جولد آند سيلفر' كيف يمكن لاستراتيجية استكشاف منضبطة وترسيخ قوي للعلاقات مع المحيط المحلي أن تحول مشروعاً إقليمياً إلى رافعة ذات تأثير عالمي.

حرب الصين و أمريكا تمنح فرصة عمر جديدة للمغرب؟
حرب الصين و أمريكا تمنح فرصة عمر جديدة للمغرب؟

أريفينو.نت

timeمنذ 3 ساعات

  • أريفينو.نت

حرب الصين و أمريكا تمنح فرصة عمر جديدة للمغرب؟

أريفينو.نت/خاص في خضم الاضطرابات التي تعصف بخريطة التجارة البحرية العالمية بفعل التوترات التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، يبرز المغرب كلاعب محوري يقتنص فرصة ثمينة لتعزيز موقعه. فمع الازدهار الملحوظ الذي يشهده ميناء طنجة المتوسط وميناء الدار البيضاء، تزداد أهمية المملكة على الساحة الدولية، غير أن هذا النجاح المتسارع يفرض تحديات جسيمة، أبرزها ضرورة تعزيز البنيات التحتية بشكل عاجل لمواصلة مسيرة التنمية. `توترات واشنطن وبكين: إعادة رسم خريطة الملاحة العالمية` لقد أدى احتدام التجاذب التجاري بين القوتين الاقتصاديتين العظميين، والذي اتخذ مؤخراً منحى جديداً بفرض واشنطن رسوماً جمركية إضافية، إلى إحداث تغييرات جذرية في مسارات التجارة البحرية العالمية. وكان الرد الفوري على هذا التصعيد الحمائي هو انخفاض حاد في الطلب، مما أسفر عن إلغاء ما يزيد عن مئة رحلة بحرية، خاصة على الخطوط الرابطة بينهما. وفي هذا السياق المضطرب، وجد العديد من مالكي السفن أنفسهم مضطرين إلى إعادة توجيه خطوطهم الملاحية نحو مناطق أخرى للتخفيف من وطأة التكاليف الجمركية الإضافية. وقد صبت هذه إعادة التوجيه الاستراتيجية في صالح بعض الدول، من بينها المغرب، الذي يفرض نفسه اليوم بقوة كفاعل لوجستي رئيسي على الساحة البحرية الدولية. `الموانئ المغربية: نشاط قياسي وتحديات متزايدة` تسجل الموانئ المغربية، وبشكل خاص طنجة المتوسط والدار البيضاء، حالياً نشاطاً مكثفاً. إذ يعمل ميناء طنجة المتوسط بكامل طاقته الاستيعابية، بينما يشهد ميناء الدار البيضاء نمواً ملموساً في حجم حركة المرور لتلبية الطلب المتزايد. وتُعزى هذه الديناميكية الإيجابية إلى عدة عوامل. فمنذ أزمة 'كوفيد-19″، عزز المغرب مكانته في المبادلات البحرية مستفيداً من موقعه الجغرافي الاستراتيجي وتنافسية تكاليفه اللوجستية. وأصبح يُنظر إلى المملكة اليوم كمركز إقليمي لإعادة الشحن والتصدير، لا سيما باتجاه غرب أفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية. كما دفعت الاضطرابات التجارية والجيوسياسية العالمية، بما في ذلك الوضع المتوتر في البحر الأحمر، العديد من شركات الشحن إلى إعادة تقييم مساراتها، مما صب في صالح الموانئ المغربية. إضافة إلى ذلك، يساهم تشكيل تحالفات استراتيجية جديدة، مثل تحالف 'جيميني' (Gemini) بين شركتي 'ميرسك' (Maersk) و'هاباج لويد' (Hapag-Lloyd)، في إعادة تحديد الدوائر اللوجستية لصالح المغرب. إقرأ ايضاً `الاختناق يلوح في الأفق: البنية التحتية تحت الضغط` بيد أن هذا النمو السريع لا يخلو من تحديات. فرغم أداء ميناء طنجة المتوسط المعترف به عالمياً، فقد وصل إلى حدوده القصوى من حيث القدرة الاستيعابية. وأمام هذا التشبع، يتجه المشغلون بشكل متزايد نحو ميناء الدار البيضاء، الذي لم يُصمم في الأصل لاستقبال هذا الحجم الهائل من عمليات إعادة الشحن، مما يولد ضغطاً كبيراً على بنياته التحتية. وتؤكد جمعية وكلاء ووسطاء الشحن البحري بالمغرب (ARMA) أن هذا الاكتظاظ يؤثر بشكل خاص على التدفقات المتجهة إلى غرب أفريقيا والولايات المتحدة. كما يتفاقم الوضع بسبب الزيادة في حركة المرور المحلية، المدفوعة بتنامي المشاريع الصناعية والتجارية الكبرى في البلاد. وتزيد عدة عوامل من حدة هذا الاختناق، من بينها انخفاض الإنتاجية المسجل خلال شهر رمضان، والإغلاقات المطولة للموانئ بسبب سوء الأحوال الجوية (قرابة 18 يوماً)، فضلاً عن ارتفاع حجم الواردات الموجهة لتزويد الأوراش الوطنية الكبرى. `التأخير يكلف الملايين: نداء استغاثة من المهنيين` إن عواقب هذا الوضع وخيمة، حيث تتراكم حالات التأخير وترتفع التكاليف اللوجستية بشكل صاروخي. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي توقف سفينة محملة بـ 50 ألف طن من القمح لمدة 20 يوماً إلى خسائر تقدر بنحو 800 ألف دولار، وفقاً لجمعية وكلاء ووسطاء الشحن البحري. وعلى المدى القصير، تبدو هوامش المناورة ضيقة، فالبنيات التحتية الحالية تقترب من التشبع والحلول الفورية غير متوفرة. ولهذا السبب، يطالب مهنيو القطاع باستثمارات عاجلة، لا سيما في معدات المناولة، ورقمنة الإجراءات، وتحسين تنسيق عمليات المراقبة الجمركية والصحية. أما على المدى المتوسط، فيُنتظر أن يوفر الافتتاح المبرمج لميناء الداخلة، في جنوب البلاد، متنفساً للنظام اللوجستي الوطني. كما تجري دراسة مسارات أخرى، من بينها إعادة تهيئة ميناء المحمدية، بهدف تنويع قدرات الاستقبال وتوزيع التدفقات بشكل أفضل. وفي مواجهة إعادة تشكيل التوازنات الجيوسياسية العالمية، يجد المغرب نفسه على مفترق طرق. لقد نجح في الاستفادة من الأزمات لتعزيز مكانته في السلاسل اللوجستية الدولية، لكن هذا الصعود لن يستمر إلا بثمن جهد متواصل من التحديث والتكيف.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store