
المسيحيّون والجيش: مَن يحمي مَن؟ التلاقي ركيزة أساسية لهويّة وكيان لبنان في أحلك الظروف...!
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
لطالما آمن المسيحيون بالجيش اللبناني كقوة قادرة على الدفاع عنهم في احلك الظروف، فوقفوا الى جانب الدولة مدافعين عن حقوقها وعن رئيسها الذي يحتل مكانة خاصة، فهو المسيحي الاول في دول الشرق، الامر الذي يعطي ثقة كبيرة للمسيحيين المتواجدين في الدول العربية، الذين ذاقوا في بعض الاحيان بعض المضايقات الطائفية، فكان لبنان محطتهم في تلك الظروف الصعبة، حيث وجدوا الملاذ الآمن، وهذه الصفة رافقت المسيحيين في لبنان وزادت في طمأنتهم.
الى ذلك، إنطلقت من هذه التوجهات أحزاب مسيحية وقفت الى جانب الجيش، فكانت المدافع عنه منذ نشأته الاولى خلال الانتداب الفرنسي، أي البيئة التي غلب عليها الطابع المسيحي، لتصبح فرنسا الام الحنون والمدافعة بدورها عن لبنان وجيشه، الذي تولت قيادته شخصيات مسيحية بارزة، ومن ثم خاضت مهام الرئاسة الاولى، امثال السادة فؤاد شهاب، اميل لحود، ميشال سليمان، ميشال عون وجوزاف عون، ليشكلوا ضمانة للجيش واللبنانيين عموماً وليس للمسيحيين فقط.
وإنطلاقاً من هنا كانت الطائفة المارونية الابرز في مهمة الدفاع عن لبنان بالكلمة والفعل، فحيث يتواجد الموارنة يتواجد لبنان وفق ما يردّد اغلبية المسؤولين في هذه الطائفة، التي لطالما شكلّت ضمانة للكيان اللبناني، فكانت الركيزة إنطلاقاً من الصرح البطريركي في بكركي، الذي يبقى الحارس الاول للبنان والمدافع عنه بالصولجان ومواقف سيّدها منذ عقود وعقود من الزمن.
في السياق ووسط كل المتغيرات التي تكاد تقلب وضع لبنان، تبقى الانظار شاخصة بالموقع المسيحي الاول، وبقيادة الجيش كأخر معقلين فاعلين للمسيحيين في الدولة، بعد تراجع صلاحيات رئاسة الجمهورية لتصّب في خانة رئيس الحكومة ومجلس الوزراء، أي المركز الثالث في الدولة، ما جعل رئيس الجمهورية لا يملك أي رأي بمفرده، وهذا يعني انّ صلاحياته إستبيحت في الطائف، وبقي التطرّق الى هذا الموضوع بمثابة الحديث المرفوض، لانّه يؤدي الى خلافات وتناحرات، وفق ما يشير البعض مع "لطشات" تظهر كل فترة، بأنّ تعديل الطائف ممنوع، لانّ سحب أي صلاحية من رئيس الحكومة وإعادتها الى رئيس الجمهورية غير وارد، فيما المطلوب إستعادة التوازن في لبنان واعادة الاستقرار الى السلطة، لتمكين السلطات بما فيها رئاسة الجمهورية من ممارسة دورها بصورة فاعلة، الامر الذي ساعد على تغيّر التوازن الديموغرافي، فجعل المسيحيين أقلية في دوائر الدولة، ما سبب تراجع ثقتهم بها نتيجة تضاؤل دورهم ونفوذهم السياسي، بإستثناء قيادة الجيش التي تبقى القلاع القادرة على الدفاع عن كل اللبنانيين.
وعلى خط متوازن تبدو بكركي متقاربة جداً في هذا الاطار، من خلال الصرخات التي يطلقها البطريرك الماروني بشارة الراعي دفاعاً عن موقعي الرئاسة وقيادة الجيش، من خلال الدعوة المتكرّرة للوقوف الى جانب رئيس للجمهورية لتنفيذ ما وعد به في خطاب القسم، وبالتالي لإعادة إحياء دور الرئاسة، لانه خائف على مصير لبنان بشكل عام، وعلى المسيحيين بشكل خاص، الذين يهاجرون بأعداد هائلة منذ ان تفاقمت الازمة في العام 2019، كما تبدي بكركي هواجسها من دعوة البعض كل فترة الى تغيير النظام، لِما يمكن أن يحمله من مخاطر على الدور المسيحي المقبل.
كل هذا يحسّ على التقارب المسيحي مع الدولة والدخول في اسلاكها، والاتجاه نحو وضع خطط تسير بقوة على السكة الصحيحة، لدخول الفئة الشابة في الدولة بعد إستشعار المسيحيين انهم باتوا خارجها، وبالتالي بعيدين عن مراكز القرار، لكن تعاون بكركي مع قيادة الجيش افسح المجال امام إنقلاب المشهد، مع دخول الكنيسة على الخط وتشديدها على ضرورة ملء الشغور انطلاقاً من ضرورة تقوية مؤسسات الدولة، واجهزتها الامنية والعسكرية مناصفة بين المسيحيين والمسلمين، من خلال حملة "معك يا وطن لأبعد الحدود" التي هدفت الى تشجيع التطوّع في الجيش وقوى الأمن الداخلي، مع المساعدات المدرسية والجامعية والطبابة والنقل وحوافز تعمل مؤسسة "لابورا" على تقديمها لعدم هجرة الشباب المسيحي، والانخراط في الدولة كي لا يصبح لبنان بجانح واحد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
نقل مركز أمن عام بيروت من السوديكو الى الكرنتينا
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أعلنت المديرية العامة للأمن العام في بيان لها أمس أنه سيتم "نقل دائرة ومركز أمن عام بيروت من مقرّها الحالي في منطقة السوديكو، إلى مقرّها الجديد في منطقة الكرنتينا - الطريق العام - قبل فوج إطفاء بيروت، وذلك خلال الفترة الممتدة من يوم الخميس الموافق 26 حزيران 2025 وحتى يوم الاثنين الموافق 30 حزيران 2025. يرجى العلم بأنه سيتم تعليق استقبال المواطنين في المركز القديم خلال فترة الانتقال هذه، على أن يستأنف الاستقبال في المقر الجديد ابتداءً من يوم الاثنين الواقع في 30 حزيران 2025".


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
"الحريّة الإعلاميّة لا تمسّ بالثوابت الوطنيّة" الموسوي عن "ستارلينك": هناك نوع من الاستعجال لدى وزارة الاتصالات في بعض الأمور... ومن الضروري التروّي
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أشار رئيس لجنة الإعلام والاتصالات النائب إبراهيم الموسوي، بعد جلسة للجنة في البرلمان، إلى أنّ الجلسة ركّزت على "الخطاب الاعلامي، واؤكد ان اللجنة والجهات المعنية ليست بصدد ضبط الخطاب الاعلامي أو كم الأفواه والتعرض للحريات، ولبنان كان وما يزال وسيبقى بلد حرية الرأي والتعبير، وعندما نتحدث عن حرية الرأي والتعبير فإننا نتحدث عن الحرية المسؤولة، الحرية التي لا تمس بالثوابت الوطنية والتي لا تؤدي إلى تعكير صفو السلم الأهلي او الاستقرار الاجتماعي". ولفت إلى أنّ "من هنا كان النقاش مستفيضا حول التفلت الذي حصل في الآونة الأخيرة، ما أثار حفيظة العديد من المسؤولين ومنهم وزير الإعلام بول مرقص، الذي اصدر تعميما حث فيه كل الجهات المسؤولة على تولي مسؤوليتها، لان ذلك يمكن ان يؤدي إلى كثير من الشحن والتوتير الطائفي ونحن بغنى عنه، لا سيما اننا في مرحلة حساسة وخطرة من عمر هذه البلاد ووصل الحد بالبعض إلى حد التواصل مع العدو ووصل الحد إلى حد استدعاء العدوان الاسرائيلي". وشدد الموسوي على أنّه "يجب ان تتضافر الجهود من جهات عديدة، من وزارة الاعلام ومن نقابتي الصحافة والمحررين ومن وزارة التربية ومن وزارة الثقافة، والاهم من جانب القضاء وجانب النيابات العامة". وذكر أنّ "في شأن آخر جرى التطرّق إلى قانون الإعلام الجديد، الذي لم يصدر بعد وجرى نقاشه في لجان عديدة وأريد القول إننا لم نصل إلى قانون إعلام عادل ومتقن، وليس هناك امكان حقيقي للوصول إلى هكذا قانون، والقانون الحالي تعتريه الكثير من الثغر والكثير من الشوائب قبل ان يقر، ونحن سنقوم بدورنا وطلبنا من نقابتي المحررين والصحافة ان يأتوا بكل ملاحظاتهم، وكان لوزير الاعلام ايضا ملاحظاته، وسوف نتابع هذا الموضوع من اجل ان نضمن قانون إعلام جديد وعصري، ويستطيع ان يساعد اللبنانيين والمؤسسات الإعلامية على الإدلاء بآرائهم والتعبير عن رأيهم". وأوضح أنّ "في موضوع ستارلينك، أقول موضوع الاتصالات هو موضوع خطر على مستوى السيادة الوطنية، وهو اساسي على مستوى الامن الاجتماعي والأمن الوطني والأمن القومي والاقتصادي"، مضيفًا "هناك نوع من الاستعجال لدى وزارة الاتصالات في انجاز بعض الامور التي اعتقد انه من الضروري التروي قبل اقرارها، وان اعطاء اي رخصة لأي شركة اتصالات يحتاج إلى قانون في مجلس النواب".


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
واشنطن أوقفت مجموعة عمل للضغط على موسكو
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب قال مسؤولون أمريكيون إنه تم إيقاف مجموعة عمل مشتركة بين الوكالات، كانت قد أنشأتها لصياغة استراتيجيات تهدف إلى الضغط على روسيا من أجل تسريع وتيرة محادثات السلام مع أوكرانيا. وذكر المسؤولون أن هذا الجهد، الذي أطلق في الربيع، بدأ يتلاشى في شهر مايو، بعدما أصبح واضحا للمشاركين أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يرغب في تبني موقف أكثر تشددا تجاه موسكو. وعلى الرغم من أن ترامب تعهد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب في أوكرانيا في اليوم الأول من رئاسته، إلا أنه عبر في الأشهر الماضية عن إحباطه من عدم إحراز أي تقدم ملموس، وبدأ يلمح إلى إمكانية انسحاب الولايات المتحدة من جهود الوساطة بشكل كامل. وأضاف المسؤولون أن هذا التوجه جعل مهمة مجموعة العمل تبدو بلا جدوى على نحو متزايد. وقال أحدهم: "فقدت المجموعة زخمها في النهاية لأن الرئيس لم يكن حاضرا. وربما بدلا من أن يفعل المزيد، كان يريد أن يفعل أقل". وأشار المسؤولون إلى أن إنهاء عمل مجموعة العمل التي لم يكشف عن وجودها سابقا، قد يزيد من قلق الحلفاء الأوروبيين حيال لهجة ترامب التصالحية أحيانا تجاه روسيا، وتردده في إبداء دعم واضح لأوكرانيا، وذلك قبل انعقاد قمة حاسمة لحلف شمال الأطلسي في وقت لاحق من هذا الشهر. وتم توجيه الضربة القاضية لمجموعة العمل قبل نحو ثلاثة أسابيع، حين أقيل معظم أعضاء مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، بما في ذلك الفريق الكامل المعني بالحرب في أوكرانيا، في إطار عملية تطهير واسعة النطاق، بحسب ما أفاد به المسؤولون. وأوضحوا أن مجموعة العمل أنشأها كبار موظفي مجلس الأمن القومي (NSC) وقاموا بتنسيق أعمالها، وشارك فيها ممثلون عن وزارة الخارجية، ووزارة الخزانة، ووزارة الدفاع (البنتاغون)، وأجهزة الاستخبارات. وضمت المجموعة أندرو بيك، كبير مسؤولي مجلس الأمن القومي لشؤون أوروبا وروسيا، والذي تمّت إقالته في شهر أيار. ولم يتضح على وجه التحديد من الذي أصدر قرار حل المجموعة، إلا أن المسؤولين رجحوا أن تخفيض عدد موظفي مجلس الأمن القومي بهذا الشكل جعل استمرارها أمرا غير ممكن فعليا. ومنذ تفكيك المجموعة، واجهت جهود ترامب الأوسع نطاقا لتحقيق السلام — والتي كانت من أبرز وعوده الانتخابية — مرحلة شديدة الصعوبة. فعلى الرغم من تحقيق بعض النجاحات، مثل وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان بوساطة أمريكية، إلا أن ترامب لم يحقق أي تقدم ملموس في ملف غزة، بينما تسارعت وتيرة التصعيد الإقليمي في الشرق الأوسط مع تصاعد المواجهة بين "إسرائيل" وإيران. كما جاء حل مجموعة العمل بعد أن علقت بعض الوكالات الأمنية الأمريكية، في مارس الماضي، مشاركتها في جهد منسّق لمواجهة عمليات التخريب الروسية وحملات التضليل الإعلامي، بحسب ما ذكرته وكالة "رويترز" في حينه.