logo
كيف تستطيع أوروبا الدفاع عن نفسها دون مساعدة أميركا؟.. تقرير لـ"Financial Times" يُجيب

كيف تستطيع أوروبا الدفاع عن نفسها دون مساعدة أميركا؟.. تقرير لـ"Financial Times" يُجيب

ليبانون 24٢٠-٠٢-٢٠٢٥

ذكرت صحيفة "Financial Times" البريطانية أن "المسؤولين الأوروبيين باتوا أقرب إلى حقيقة سبق للرئيس الأميركي دونالد ترامب أن أكد عليها منذ فترة طويلة، وهي أن الولايات المتحدة لم تعد تريد أن تكون الضامن الأساسي للأمن سواء لأوكرانيا أو القارة ككل. وعاد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث وأكد على الأمر الأسبوع الماضي في خطاب ترك العديد من الأوروبيين في حالة من الذهول، حيث حذر الشركاء من افتراض أن الوجود العسكري الأميركي في أوروبا سيكون "إلى الأبد". وقال جاك واتلينغ، زميل بارز في مؤسسة رويال يونايتد سيرفيسز البحثية في لندن: "ما قاله هيغسيث غير مريح للغاية. ولكن إذا أجبرت الولايات المتحدة أوروبا على تنظيم أمورها، فقد يكون هذا بمثابة الدفعة التي نحتاج إليها"."
وبحسب الصحيفة، "فإنه على رغم أن ترامب ليس الرئيس الأميركي الوحيد الذي ينتقد حلفاءه في الناتو، إلا أنه أول من أجبر أوروبا على التفكير بجدية في ما يجب عليها فعله إذا سحبت الولايات المتحدة درعها الدفاعي. وتشعر دول الجناح الشرقي لحلف الناتو بقلق خاص من نجاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تأمين انسحاب القوات الأميركية من أراضيها. وعلى رأس قائمة "المهام" الأوروبية كيفية زيادة الإنفاق الدفاعي، وتحسين الدفاع الجوي، واستبدال المعدات اللوجستية وغيرها من المعدات التمكينية التي يوفرها الجيش الأميركي، وكذلك كيفية تحسين جاهزية القوات الأوروبية والحفاظ على رادع نووي فعال. كما وإن أكثر مظاهر الإلحاح الأوروبي علنية هي المناقشات حول إعادة تسليح الدفاع، والتي تسارعت بشكل كبير في الأيام الأخيرة، مع تركيز المحادثات على كيفية زيادة الميزانيات العسكرية الوطنية وإيجاد آليات مالية جديدة لتجميع الأموال للمشاريع المشتركة".
معاناة أوروبا
وتابعت الصحيفة: "قال مسؤولون في حلف شمال الأطلسي إن أوروبا تعاني أيضاً من نقص حاد في الذخائر البعيدة المدى ومنصات اللوجستيات العسكرية الجماعية. ووفقاً لكاميل غراند، المسؤول الكبير السابق في حلف شمال الأطلسي والذي يعمل الآن في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، فإن حصول أوروبا على هذه الأصول الاستراتيجية سيكون "أعظم عامل تغيير"، حيث ستتمكن أوروبا من القيام بكامل المهام العسكرية تقريباً، دون مساعدة الولايات المتحدة. وقال ثيو فرانكن وزير الدفاع البلجيكي للصحيفة إن غالبية أنظمة الدفاع الرئيسية في أوروبا من إنتاج الولايات المتحدة. وأضاف: "عندما نتحدث عن طائرات إف-35... وعندما نتحدث عن أنظمة صواريخ أرض-جو، فهي أميركية بالكامل تقريبًا". وقال الوزير إنه عندما يتعلق الأمر بطائرات الهليكوبتر الثقيلة، فإن طائرات شينوك المصنوعة في الولايات المتحدة هي الخيار الأفضل، مضيفًا أن طائرة مماثلة طورها الاتحاد الأوروبي، وهي NH90، كانت "مروعة"."
وأضافت الصحيفة، "ثم هناك الحرب في أوكرانيا. لقد خلص الزعماء الأوروبيون الذين اجتمعوا في باريس يوم الاثنين لمناقشة كيفية الاستجابة لمحادثات السلام بين الولايات المتحدة وروسيا إلى أن الدعم الأميركي ضروري لأي نشر لقوة حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا. وقال جون هيلي وزير الدفاع البريطاني يوم الثلاثاء: "يتعين على الدول الأوروبية أن تلعب دوراً قيادياً... لكنها تحتاج إلى دعم من الولايات المتحدة". أما التحدي فهو أنه ولمدة 80 عامًا تم تجميع الجيوش الأوروبية وتدريبها على الاعتماد على الدعم الأميركي، واستبدال ذلك سيستغرق وقتًا بالإضافة إلى مليارات اليورو. ويبقى السؤال الأكثر إلحاحًا هو ما الذي يجب فعله إذا سحبت الولايات المتحدة فجأة بعضًا أو كل قواتها البالغ عددها 90 ألف جندي والمتمركزة في أوروبا".
وبحسب الصحيفة، "قال المسؤولون والمحللون إن الخطر الأكثر إلحاحًا هو إذا سحب ترامب 20 ألف جندي أميركي أرسلهم سلفه جو بايدن إلى بولندا ورومانيا ودول البلطيق فورًا بعد الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا في أوائل عام 2022. أما ترامب فقد قال يوم الثلاثاء إنه لا يريد سحب كل القوات الأميركية من أوروبا كجزء من اتفاق سلام. وقال الرئيس الأميركي أيضًا إنه سيدعم قوات حفظ السلام الأوروبية في أوكرانيا في سيناريو ما بعد الحرب".
حماية الحدود الأوروبية
وتابعت الصحيفة: "من الناحية النظرية، ينبغي أن يكون من السهل على أوروبا توفير قوات كافية لحماية حدودها من الهجوم. ولكن في الممارسة العملية، فإن العديد من هذه القوات غير صالحة للانتشار. وقال بن باري، العميد السابق في الجيش البريطاني وزميل بارز في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن: "غالبًا ما تكون هناك فجوة كبيرة بين القدرات وجاهزية القوات. ومن غير الواضح أيضًا ما إذا كانت القوات الأوروبية لديها مخزونات كافية من الذخيرة والإمدادات وقطع الغيار"."
وبحسب الصحيفة، "لعل القضية الاستراتيجية الأكبر التي تواجه أوروبا هي مستقبل المظلة النووية الأميركية، وخاصة الأسلحة النووية التكتيكية التي تفتقر إليها الدول الأوروبية. وإذا أعلنت الولايات المتحدة رسمياً أنها لن تحمي أوروبا بعد الآن، فإن الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي ستفقد القدرة على الوصول إلى الأسلحة النووية التكتيكية الأميركية المصممة لتدمير أهداف في منطقة محددة، على عكس الرؤوس النووية الاستراتيجية المصممة لتدمير مدن بأكملها. إن افتقار أوروبا إلى الأسلحة النووية التكتيكية يخلق "فجوة ردع"، وهي الفجوة التي قد تستغلها روسيا بترسانتها الخاصة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد قراره منع هارفرد من قبول طلاب أجانب.. هذا ما قاله ترامب
بعد قراره منع هارفرد من قبول طلاب أجانب.. هذا ما قاله ترامب

بيروت نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • بيروت نيوز

بعد قراره منع هارفرد من قبول طلاب أجانب.. هذا ما قاله ترامب

دافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، عن قرار إدارته القاضي بمنع الطلاب الأجانب من التسجيل في جامعة هارفرد، وهي خطوة اعتبرتها الجامعة غير دستورية، وأوقفت قاضية تنفيذها مؤقتا. وكتب ترامب على منصته 'تروث سوشال': 'لماذا لا تعلن جامعة هارفرد أن نحو 31 في المئة من طلابها يأتون من دول أجنبية، بينما هذه الدول، وبعضها لا يعتبر صديقا للولايات المتحدة، لا تدفع شيئا مقابل تعليم طلابها، ولا تنوي أن تفعل ذلك'. وأضاف: 'نريد أن نعرف من هم هؤلاء الطلاب الدوليون، وهو طلب منطقي، خصوصا أننا نقدم لهارفرد مليارات الدولارات، لكن الجامعة لا تتسم بالشفافية'، داعيا المؤسسة التعليمية إلى التوقف عن طلب الدعم من الحكومة الفدرالية. وكانت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم قد أعلنت، الخميس، إبطال الترخيص الممنوح لبرنامج الطلاب وتبادل الزوار الأجانب في جامعة هارفرد. لكن القاضية أليسون باروز في ولاية ماساتشوستس علقت القرار، الجمعة، بعد أن تقدمت الجامعة بدعوى قضائية ضده صباح اليوم نفسه. ويأتي قرار ترامب ضمن سلسلة من الإجراءات التي اتخذها ضد هارفرد، الجامعة التي تخرج منها 162 من الحائزين على جائزة نوبل، والتي يتهمها بأنها معقل لما يسميه 'أيديولوجيا اليقظة' ومعاداة السامية، على حد وصفه. وكانت الحكومة الأميركية قد أوقفت منحا مالية مخصصة لهارفرد تزيد قيمتها على ملياري دولار، ما أدى إلى تجميد عدد من برامج البحوث العلمية. وتستقبل جامعة هارفرد، بحسب موقعها الإلكتروني، نحو 6700 طالب دولي هذا العام، أي ما يعادل 27 في المئة من إجمالي عدد طلابها، وتفرض رسوما دراسية سنوية تُقدّر بعشرات آلاف الدولارات.

رئيس الأركان الألماني يوجّه بتجهيز الجيش بالكامل بحلول 2029.. لماذا؟
رئيس الأركان الألماني يوجّه بتجهيز الجيش بالكامل بحلول 2029.. لماذا؟

الميادين

timeمنذ 3 ساعات

  • الميادين

رئيس الأركان الألماني يوجّه بتجهيز الجيش بالكامل بحلول 2029.. لماذا؟

أظهرت وثيقة رسمية اطّلعت عليها وكالة "رويترز" أنّ رئيس هيئة الأركان الألمانية، كارستن بروير، أصدر توجيهاً مباشراً يقضي بضرورة تجهيز الجيش الألماني تجهيزاً كاملاً بالأسلحة والعتاد بحلول عام 2029. ويأتي توجيه بروير بالتزامن مع تقديرات مسؤولين عسكريين كبار آخرين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى أنّ روسيا ربما تكون بحلول 2029 قد أعادت تشكيل قواتها. ووفق الوثيقة المعنونة بـ"أولويات توجيهية لتعزيز الاستعداد"، والتي وُقّعت يوم 19 أيار/مايو الجاري، فإنّ بروير أكّد أنّ تحقيق هذا الهدف ممكن عبر استخدام التمويل المتاح نتيجة خطة تخفيف أعباء الديون التي أقرّتها الحكومة الألمانية في آذار/مارس الماضي. ولم تصدر وزارة الدفاع الألمانية أي تعليق رسمي على الوثيقة حتى الآن. اليوم 17:22 اليوم 13:01 وحدّد بروير أولويات واضحة، تتضمّن: تعزيز الدفاعات الجوية الألمانية ولا سيما في ظلّ استنزاف الأنظمة الحالية، مع تركيز خاصّ على اعتراض الطائرات المسيّرة، وتطوير منظومات دفاعية متعدّدة تتراوح بين أنظمة طويلة المدى مثل "باتريوت"، إلى أنظمة قصيرة المدى. وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أنّ "الناتو" طلب من برلين مضاعفة قدراتها الدفاعية الجوية 4 مرات على الأقل. وتشمل أولويات بروير أيضاً، زيادة القدرة على تنفيذ ضربات دقيقة للغاية، واستهداف مواقع على مسافة تتجاوز 500 كيلومتر من "خطوط العدو". كذلك، تشمل الخطة: رفع أهداف تخزين الذخيرة بجميع أنواعها، والتوسّع السريع في قدرات الحرب الإلكترونية، وإنشاء نظام "مرن ومتكامل" للقدرات الهجومية والدفاعية في الفضاء. وتستند خطّة رئيس الأركان إلى الموارد المالية التي أتاحها خفض الديون الألمانية، وهو ما يوفّر فرصة نادرة لتحديث عميق في البنية العسكرية. وترى القيادة الألمانية أنّ هذا الاستثمار ضروري في ظلّ التحدّيات المتزايدة في أوروبا الشرقية، وتصاعد المخاوف بشأن الأمن الجماعي لحلف "الناتو". يذكر أنّ ألمانيا تعدّ من الداعمين الأساسيين لأوكرانيا مالياً وعسكرياً منذ بدء الأزمة الأوكرانية في شباط/فبراير 2022.

"نيويورك تايمز": خطط "إسرائيل" في سوريا تجمدت بعد لقاء ترامب والشرع في الرياض
"نيويورك تايمز": خطط "إسرائيل" في سوريا تجمدت بعد لقاء ترامب والشرع في الرياض

الديار

timeمنذ 3 ساعات

  • الديار

"نيويورك تايمز": خطط "إسرائيل" في سوريا تجمدت بعد لقاء ترامب والشرع في الرياض

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن "خطط إسرائيل في سوريا تجمدت بعد لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض". وكان قد وصف نائب السفير السوري في الأمم المتحدة، رياض خضور، أمام مجلس الأمن اجتماع الرئيس السوري أحمد الشرع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، في الرياض مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بأنه "أسس لإعادة الإعمار في البلاد". وأكد رياض خضور، أن قرار "دونالد ترامب برفع العقوبات الذي تحقق في الرياض يعد قراراً شجاعاً وإيجابياً، إذ يعد رفع العقوبات تحولا نوعيا ويسرع عملية التعافي والإعمار". في حين أشاد مبعوث الرئيس الأميركي إلى سوريا توماس باراك بـ"الخطوات الجادة التي اتخذتها الإدارة السورية فيما يتعلق بالمقاتلين الأجانب، وكذلك العلاقات مع إسرائيل، ما يشير إلى تطورات لافتة بدأت ملامحها تتضح شيئاً فشيئاً عقب لقاء دونالد ترامب ونظيره السوري أحمد الشرع في الرياض خلال جولة خليجية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store