logo
إيران والضربات الإسرائيلية .. حسابات الرد أم تسليم "شرطي المنطقة"

إيران والضربات الإسرائيلية .. حسابات الرد أم تسليم "شرطي المنطقة"

عمونمنذ 10 ساعات

عند التمعّن في حجم الضربات التي تتلقاها إيران من الكيان الصهيوني، تتبادر إلى الذهن تساؤلات منطقية ومثيرة للحيرة لدى أي متابع للمشهد الإقليمي المضطرب:
كيف لدولة ذات تصنيع عسكري متقدم وقدرة على تخصيب اليورانيوم أن تكون بهذا الضعف الدفاعي؟
كيف لدولة بحجم إيران، تملك شبكة نفوذ إقليمية واسعة، أن تكون بهذا القدر من القابلية للاختراق والتجسس؟
ولماذا تظهر طهران، في كل مرة، وكأنها تتردد أو تحتاج إلى "موافقة ضمنية" قبل أن ترد على ضربات الكيان الصهيوني؟
هذه الأسئلة لا تصدر من موقف معادٍ لإيران، بل من ملاحظة التناقض بين حجم الخطاب السياسي لحلفائها ومكانتها العسكرية المفترضة، وبين واقع ميداني يكشف خللاً أمنياً وسياسياً يستحق الوقوف عنده.
هشاشة دفاعية رغم الإمكانيات
لطالما تحدثت إيران عن تطور قدراتها الدفاعية، من الطائرات المسيّرة والصواريخ الدقيقة، إلى الدفاعات الجوية ومنظومات الردع. ومع ذلك، أثبتت التجربة أن هذه القدرات لم تكن كافية لردع ضربات إسرائيلية دقيقة وصلت إلى قلب المنشآت النووية والعسكرية الحساسة، بل وحتى العاصمة طهران.
لا يعود ذلك بالضرورة إلى فشل كامل في المنظومة العسكرية، بل إلى واقع استراتيجي أعقد، إذ تواجه إيران عدواً يمتلك تفوقاً تكنولوجياً واستخبارياً هائلاً، وغطاءً سياسياً دولياً يجعله يتحرك بحرية شبه تامة.
اختراقات أمنية عميقة
بات مؤكداً أن الأمن الداخلي الإيراني يعاني من اختراقات متكررة، لا تقتصر على التكنولوجيا فحسب، بل تمتد إلى اختراق بشري وخلايا نائمة داخل المؤسسات الحساسة. اغتيال العلماء، وتفجيرات المنشآت، وتسريبات دقيقة من قلب الأجهزة الإيرانية، كلها مؤشرات على اختراق ممنهج يصعب على أي دولة التستر عليه.
هذه الاختراقات تُضعف الثقة بالمنظومة الأمنية وتؤكد أن الصراع بين إيران والكيان الصهيوني لم يعد مجرد "صراع بالوكالة"، بل بات مواجهة مباشرة بأساليب غير تقليدية.
ردود محسوبة وليست غائبة
كثيرون يرون تأخر الرد الإيراني أو ضبابيته دليلاً على الخضوع أو الضعف، لكن الواقع قد يشير إلى "حسابات عقلانية" لا يستطيع النظام الإيراني تجاوزها بسهولة. الرد السريع والمباشر قد يُشعل حرباً شاملة لا ترغب طهران في خوضها الآن، خاصة في ظل أزمات داخلية، وعقوبات اقتصادية، وتوتر إقليمي متصاعد.
لكن في الوقت نفسه، هذا التباطؤ يُفقد إيران مكانتها الردعية، ويمنح الكيان الغاشم مزيداً من الثقة للتوسع في عملياته العسكرية والسيبرانية.
إيران.. لاعب أم أداة؟
ما يعمق من مأساوية المشهد أن البعض بدأ ينظر إلى إيران بوصفها مجرد "حجر شطرنج" يُحرك لخدمة أهداف كبرى، تتجاوز حتى طموحاتها الإقليمية.
كلما ازداد حضورها الطائفي في المنطقة، زادت الحاجة الإقليمية للتحالف مع "العدو الظاهر" – أي الكيان الصهيوني – ما يجعل العدو الحقيقي يربح دون أن يخوض معركة مباشرة.
إن التوظيف السياسي للطائفية، من أي طرف كان، لا يخدم سوى المشروع الصهيوني الذي يراهن على تفتيت الصف الإسلامي والعربي، وتحويل الأنظار عن فلسطين والقدس، إلى صراعات جانبية داخل الأمة الواحدة.
العدو الحقيقي لا يزال واضحًا
في خضم هذا المشهد، يجب ألا نغفل عن العدو الحقيقي: الكيان الصهيوني. هذا الكيان الذي لا يلتزم بقانون دولي، ويتحرك بقوة السلاح والدعم الدولي، ولا يمكن ردعه إلا بقوة موازية تُجمع فيها الكلمة قبل السلاح.
ما يجري اليوم، من ضربات متبادلة وحسابات دقيقة، يُشبه إلى حد كبير عملية تسليم تدريجي لدور "شرطي المنطقة" من إيران إلى الكيان الصهيوني، بعد أن بلغ الأخير مستوى غير مسبوق من "العلو" والتغوّل، سياسيًا وعسكريًا.
لكن ذلك لا يعني نهاية المعركة، فالوعي الشعبي، ووحدة الكلمة، وتجاوز الاستقطاب الطائفي، قد تكون بوابة استعادة التوازن، وإعادة بوصلة العداء إلى مكانها الصحيح.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل بدء العد النازلي نحو "القنبلة النووية الإيرانية".. من يصل إليها أولا؟
هل بدء العد النازلي نحو "القنبلة النووية الإيرانية".. من يصل إليها أولا؟

جو 24

timeمنذ 16 دقائق

  • جو 24

هل بدء العد النازلي نحو "القنبلة النووية الإيرانية".. من يصل إليها أولا؟

جو 24 : في سياق الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على إيران منذ فجر 13 يونيو وضربات الرد الإيرانية تحدث خبراء عن إمكانية مسارعة طهران لإنتاج رؤوس نووية، ومدى قدرتها على تحميلها على الصواريخ. يعتقد عدد من الخبراء المتخصصين أن إيران في الوقت الحالي قادرة تماما على إنتاج عدة رؤوس حربية نووية. من بين هؤلاء الباحث في مركز الأمن الدولي التابع لأكاديمية العلوم الروسية دميتري ستيفانوفيتش الذي يلفت إلى أن إيران "لم تتخذ حتى الآن قرارا سياسيا بشأن صنع أسلحة نووية من عدمه". ستيفانوفيتش يقول في هذا الشأن أيضا: "من الناحية الفنية، هذه المشكلة قابلة للحل تماما بالنسبة لهم. كيفية تحقيق ذلك ليس سرا بالنسبة للإيرانيين. شيء آخر هو أنه من الضروري العمل على المشكلات المعقدة ذات الصلة وسيكون من الضروري إجراء اختبارات". خبير آخر متخصص في مجال الانتشار النووي هو فلاديمير خروستاليف يفترض أن إيران لن تكون قادرة على صنع قنبلة نووية في غضون ما بين 4 إلى 8 أسابيع إلا إذا كانت قامت، في انتهاك لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، بتحضير وإخفاء كل ما هو ضروري لتصنيع الشحنة، باستثناء اليورانيوم المخصب. خروستاليف يوضح هذه المسألة أكثر بالإشارة إلى أنه وفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن إيران حتى منتصف مايو، راكمت 408.6 كيلو غرام من اليورانيوم 235 المخصب بنسبة 60 بالمئة، ويمكن من خلال هذه الكمية إنتاج يورانيوم صالح للاستخدام في الأسلحة بنسبة تخصيب 93% بسهولة وسرعة. إيران بإمكانها إنتاج 260 كيلو غراما من اليورانيوم الصالح للاستخدام في الأسلحة من مخزوناتها الحالية من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة. الخبير ضرب في هذا السياق مثلا للمقارنة، مشيرا إلى أن وزن أول رأس نووي صيني لصاروخ باليستي كان 16 كيلو غراما، وقد انفجر بقوة 12 كيلوطن عام 1966. خبراء آخرون يعتقدون أن إيران لديها مخزون من اليورانيوم عالي التخصيب يكفي لصنع حوالي 10 رؤوس نووية، فيما كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أكدت إمكانية تحويل هذا المخزون إلى مواد صالحة للاستخدام في الأسلحة النووية في غضون "أسبوع واحد فقط". خبراء يتطرقون إلى بنية التخصيب التحتية الإيرانية ويشيرون إلى أن طهران قبل الضربات الإسرائيلية كانت شغلت أجهزة طرد مركزي متطورة في منشآتي نطنز وفوردو، وانها قامت في عام 2023 بتخصيب اليورانيوم في فوردو إلى درجة نقاء 83.7 بالمئة، وهي درجة قريبة من متطلبات صنع الأسلحة النووية. مع ذلك، ألحقت الهجمات الإسرائيلية أضرارا بالغة بأنظمة الطاقة في نطنز، مما قد يعطل أجهزة الطرد المركزي الموجودة تحت الأرض، خاصة أن آخر تصريح للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل ‏غروسي أفاد بأن أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز النووية الإيرانية، "ربما تضررت بشدة إن لم تكن قد دمرت بالكامل". الخبراء في شؤون الأسلحة النووية بالمقابل يرصدون عدة مشكلات قد تعيق أو تؤخر إنتاج إيران بسرعة رؤوسا نووية منها، عدم وجود دليل يؤكد أنها أتقنت تقنية تصميم الرؤوس الحربية النووية. مثل هذا الأمر يتطلب هندسة دقيقة ومعقدة للنوى الانشطارية ومحفزات التفجير. العقبة الثانية تتمثل في وسائل إيصال الرؤوس النووية. على الرغم من أن إيران تمتلك صواريخ باليستية عديدة إلا أن دمج رأس حربي نووي يتطلب اختبارات صارمة لضمان الموثوقية والدقة، وخبرة الإيرانيين الحالية منحصرة في الحمولات المتفجرة التقليدية. يضاف إلى ذلك أن إيران قد تواجه مشكلات في مجال التجميع النهائي للسلاح النووي، بعد أن تم اغتيال عدد كبير من صفوة العلماء الإيرانيين، أصحاب الخبرة في هذا الجانب. يوجد رأي مخالف تماما يعتقد أصحابه مثل أليكسي زورافليف، النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي أن "القنبلة النووية الإيرانية هي شبح من صنع إسرائيل. في المستقبل القريب، لن يكون لدى الدولة الإسلامية ذلك". ماذا لو تبادلت إسرائيل وإيران الهجمات النووية: يفترض الخبير الروسي في الشؤون العسكرية ألكسندر سوبيانين أن هجوما نوويا إيرانيا على إسرائيل بذخيرة مماثلة في القوى لتلك التي أسقطتها الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما اليابانية نهاية الحرب العالمية الثانية، سيؤدي إذا حدث، إلى دمار كبير ومقتل عشرات الآلاف من الأشخاص. الخبير يعتقد في نفس الوقت، أن الضربة المحتملة للدولة العبرية على إيران بذخيرة نووية أكثر حداثة ستكون أقوى بكثير، وربما تتسبب في مقتل أكثر من مائة ألف شخص. هذا الخبير العسكري يشدد في النهاية على أن "استخدام الأسلحة النووية لن يكون كافيا لهزيمة أي من البلدين. هناك حاجة إلى غزو بري، وتقع سوريا والأردن والعراق بين الدولتين. سيكون الأمريكيون في الوقت نفسه سعداء للغاية بهذا التطور. إنهم بحاجة إلى سابقة لـ(تقنين) الأسلحة النووية. بعد كل شيء، سيكون من الممكن استخدامها (بهدوء) في مجموعة متنوعة من النزاعات" . المصدر: RT تابعو الأردن 24 على

الذهب يرتفع مع نمو الطلب وسط التصعيد بين إسرائيل وإيران
الذهب يرتفع مع نمو الطلب وسط التصعيد بين إسرائيل وإيران

عمون

timeمنذ 23 دقائق

  • عمون

الذهب يرتفع مع نمو الطلب وسط التصعيد بين إسرائيل وإيران

عمون - انتعش الذهب يوم الثلاثاء، إذ تسبب تنامي الضبابية الجيوسياسية الناجمة عن القتال بين إسرائيل وإيران ودعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإخلاء طهران، إلى إقبال المستثمرين على أصول الملاذ الآمن. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.4% إلى 3396.67 دولارا للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 02:39 بتوقيت غرينتش بعد انخفاضه بأكثر من 1% يوم الاثنين. واستقرت العقود الأميركية الآجلة للذهب عند 3416.30 دولارا. وقال تيم واترر كبير محللي الأسواق لدى كيه.سي.إم تريد "لا تزال معنويات السوق تتأرجح بين التصعيد والتهدئة فيما يتعلق بالأحداث في الشرق الأوسط، وهذه التحولات في المعنويات ذهابا وإيابا هي ما يقود تحركات سعر الذهب على جانبي مستوى 3400 دولار". ضربت إسرائيل هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية يوم الاثنين، في حين أفاد مير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بوقوع أضرار جسيمة بأكبر منشأة إيرانية لتخصيب اليورانيوم. وحثّ ترامب، الذي قرر العودة مبكرا من قمة مجموعة السبع في كندا مساء الاثنين، الإيرانيين على إخلاء طهران، مشيرا إلى رفض البلاد لاتفاق كبح تطوير الأسلحة النووية. كما أشارت تقارير إلى أن ترامب طلب من مجلس الأمن القومي البقاء على أهبة الاستعداد في غرفة العمليات. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.3% إلى 36.41 دولارا للأوقية، وتقدم البلاتين 0.6% إلى 1251.20 دولارا، في حين زاد البلاديوم 0.2% إلى 1031.68 دولارا.

إسرائيل تلوّح بعمليات غير مسبوقة بإيران ليلة الخميس والجمعة
إسرائيل تلوّح بعمليات غير مسبوقة بإيران ليلة الخميس والجمعة

السوسنة

timeمنذ 23 دقائق

  • السوسنة

إسرائيل تلوّح بعمليات غير مسبوقة بإيران ليلة الخميس والجمعة

السوسنةقال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، يحيئيل ليتر، إن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك قنبلة قادرة على تدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية المحصنة تحت الأرض.جاء ذلك خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة "ميريت" الإسرائيلية بثّت مساء الاثنين، بحسب شبكة CNN.وأشار ليتر إلى أن منشأة فوردو تقع تحت جبال قرب مدينة قم الإيرانية، وتحتوي على أجهزة طرد مركزي متقدمة تُستخدم لتخصيب اليورانيوم بدرجات نقاء عالية، ورغم أن العمق الدقيق للمنشأة غير معروف للعامة، فإن بعض التقديرات تشير إلى أنها تمتد على عمق يتراوح بين 80 و90 مترًا تحت الأرض.وأكد السفير الإسرائيلي: "لكي تُدمر منشأة فوردو بقنبلة جوية، فإن الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك تلك القنبلة هي الولايات المتحدة. وهذا قرارٌ على الولايات المتحدة اتخاذه، سواءٌ اختارت اتباع هذا المسار أم لا".لكنه أوضح في الوقت ذاته أن الخيار العسكري الجوي ليس هو السبيل الوحيد للتعامل مع التهديد النووي الإيراني، مضيفًا: "هناك طرق أخرى للتعامل مع فوردو".وفي تصريح بدا وكأنه يلمّح إلى تصعيد عسكري وشيك، قال ليتر: "عندما تهدأ الأمور، سترون مفاجآت ليلة الخميس والجمعة ستجعل عملية أجهزة النداء تبدو سهلة"، في إشارة إلى العملية الإسرائيلية في لبنان في سبتمبر الماضي، والتي استهدفت أجهزة الاتصال التابعة لحزب الله وأدّت إلى مقتل 37 شخصًا على الأقل وإصابة نحو 3000، معظمهم من المدنيين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store