
"سينما الهوية" تتصدر مشهد اليوم الرابع من مهرجان أفلام السعودية
بقصص تُروى وتُرى، يواصل مهرجان أفلام السعودية، في دورته الحاديةعشرة، الاحتفاء بالصوت السينمائي حين يشتبك مع أسئلته الوجودية، ويتكشّف على الشاشة في صورةٍ تبحث عن معناها. وفي رابع أيام المهرجان، الذي تنظّمه جمعية السينما بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وبدعم من هيئة الأفلام، كانت "سينما الهوية" وهو المحور لهذه الدورة، الذي احتل الصدارة، وجذب الانتباه إلى أفلام تتقاطع فيها الذاكرة مع الموروث، وتعيد مساءلة الفرد في مرآة الجماعة.
هوية تُروى بعدّة لغات
من فلسطين وأيرلندا إلى بيروت وضواحي باريس، تواصل محور "سينماالهوية" في عروض اليوم الرابع، من خلال أربعة أفلام مثّلت طيفًا من التجارب والأساليب:
"برتقالة من يافا" (محمد المغني – فلسطين)
في عبور رمزي عبر الحواجز، يحمل طفل برتقالة إلى والدته، في سرديةتختزل الذاكرة الفلسطينية في جسد ثمرة.
"نرجو الاختلاف" (روري برادلي – أيرلندا)
مجتمع فرعي يعيد تعريف التمايز وسط واقع يرفض الانحراف عن المألوف. وثائقي لا يسائل الاختلاف، بل ينصت إليه.
"سلالة العنف" (محمد بورويسا – فرنسا)
وقفة بوليسية تتحوّل إلى فحص للتماهي بين السلطة والهوية، وتوتر يتسرّب من الكاميرا إلى الجمهور.
"إذا الشمس غرقت في بحر الغمام" (وسام شرف – لبنان)
مشهدية ليلية عند الكورنيش، حيث يتحوّل الحارس إلى شاعر، والمكان إلى مرآة تتبدّد فيها الحدود بين الرؤية والرؤيا.
ندوة: كاميرا تنصت للهوية
وتقاطع الحوار مع الصورة في ندوة "سينما الهوية بين الإبداع والواقع"،التي استضافها مسرح سوق الإنتاج، بمشاركة المخرجين محمد الهليل، محمد السلمان، أيوب اليوسفي، إلى جانب أندرو محسن، رئيس قسم البرمجة في مهرجان الجونة السينمائي، وأدارتها الإعلامية مها سلطان. ناقشت الجلسة محاولات صُنّاع السينما لترسيخ تعبيرهم الشخصي، دون الانفصال عن الخصوصية الثقافية أو التورط في محاكاة الأساليب الجاهزة.
مسابقة الأفلام الطويلة: عروض ونقاشات
ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، عُرض فيلم "سلمى وقمر" للمخرجة عهد كامل، الذي يواصل استكشاف العلاقات الإنسانية في سياقات اجتماعية حسّاسة، إلى جانب "ثقوب" للمخرج عبدالمحسن الضبعان، في تجربة بصرية تنقب في هشاشة الصمت وعمق المسكوت عنه. وشهدت العروض حضورًا لافتًا من الجمهور، وجلسات حوارية مع صُنّاع الفيلمين.
الروائية القصيرة والوثائقية… تأملات وتقاطعات
واصلت مسابقة الأفلام الروائية القصيرة حضورها بعروض لأفلام:
"ميرا ميرا ميرا" – خالد زيدان
"محض لقاء" – محسن أحمد
"شرشورة" – أحمد النصر
"وهم" – عيسى الصبحي
"نور" – ثابت سالم
"جوز" – محمود الشيخ
بينما ضمّت مسابقة الأفلام الوثائقية أعمالاً تعبّر عن رؤى متعددة تجاه المكان والواقع، من بينها:
"دينمو السوق" – علي باقر
"قرن المنازل" – مشعل الثبيتي
"عين السبعين" – محمد الغافري
"الجانب المظلم من اليابان" – عمر العوضي
العروض الموازية… مساحة للعبور الحر
خارج إطار المسابقات، واصلت البرامج الموازية تقديم مقترحات سردية ومشاهد تجريبية، عبر أفلام قصيرة تنوّعت في أساليبها واتجاهاتها، من بينها:
"مرت ولا حتى" – رناد بهادر
"جهير" – محمد الزهراني
"ترفة" – عبدالله الزويد
"الحافة" – أحمد القرني
"الشباك الأسود" – أحمد ذو الغنى
"الروشان" – محمد العمودي
"شوقر" – خالد الدوسري
"تشغيل" – فارس بيطار
"ابنة القلب البعيد" – تالا الحربي
"عفن" – نواف الزهراني
المعمل، الورش، والخبرات: حين تتحوّل الفكرة إلى نافذة على العالم
في امتدادٍ للبعد المهني الذي يوازي العروض الفنية، شهد اليوم الرابع من مهرجان أفلام السعودية نشاطًا مكثفًا في البرامج الموجهة لتطوير صنّاع الأفلام، وفتح المسارات أمام النصوص، من الفكرة الأولى إلى شاشة العالم.
فقد اختُتمت أعمال معمل تطوير السيناريو بجلسة جمعت المخرج والمنتج علي كريم، والمخرجة والمنتجة ومشرفة السيناريو ديمة عازر، إلى جانبا لمخرج حكيم بالعباس، حيث تمت مناقشة مجموعة من النصوص غير المنفذة، في سياق يهدف إلى صقلها إبداعيًا، وتفعيلها إنتاجيًا ضمن بيئةنقدية حوارية.
كما واصل برنامج "لقاء مع الخبراء" جلساته الفردية، التي تتيح لصنّاعالأفلام تقديم مشاريعهم ومناقشتها مع متخصصين من خلفيات فنية وإنتاجية مختلفة، في مساحة تفاعلية تعزز من فرص التوجيه المهني والتطوير العملي.
وفي مسرح السوق، أقيمت ورشة "ريادة الأعمال والابتكار في صناعةالأفلام"، التي استعرضت نماذج جديدة في الإنتاج والتوزيع، وقدّمت أدوات عملية لفهم الاقتصاد الإبداعي، وتطوير نموذج مستدام في صناعة السينماالمحلية.
وشهدت القاعة الكبرى ندوة بعنوان "من الفكرة إلى العالمية"، تحدّث خلالها المدير التنفيذي لمهرجان "كان" السينمائي عن مسارات وصول الأفلام المستقلة إلى المهرجانات الكبرى وأسواقها، مستعرضًا تحديات التوزيع المستقل وفرص التوسّع في الجمهور. وأدارت الجلسة نورس الرويسي،بحضور لافت من المنتجين والمخرجين والمهتمين بالتسويق السينمائي.
أما الختام، فكان مع ماستر كلاس بعنوان "توزيع وتسويق الأفلام الفنية"،قدّمه المنتج محمد حفظي، الذي شارك الحضور تجربته الممتدة في المشهدالسينمائي العربي والدولي، متناولًا عناصر النجاح في التسويق، وأهمية بناء هوية للفيلم المستقل. أدارت الجلسة ندى اللحيدان، في حوار اتسمبالانفتاح والمهنية.
إصدارات جديدة من الموسوعة السعودية للسينما
واختُتم اليوم بجلسة توقيع لكتابين جديدين من إصدارات الموسوعة السعوديةللسينما، التي أطلقتها جمعية السينما، وذلك في جلسة أدارها الإعلامي عبدالوهاب العريض، بحضور جمع من السينمائيين والمهتمين. حيث وقّع:
طارق خواجي كتابه "عيون محدثة باتساع"
بلال البدر كتابه "الطريق إلى الضوء.. مبادئ التصوير السينمائي".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 2 أيام
- البلاد البحرينية
"المسار المفقود" تستطلع مستقبل الألعاب الإلكترونية
باعتبار أن برمجة وتصميم الألعاب الإلكترونية باتت وسيلة تعليمية ومسلية في آنٍ واحد، إلا أن مشروع "المسار المفقود " وهو أحد المشاريع التي حازت على دعم مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) وبالشراكة مع الصندوق الثقافي، ضمن مبادرة إثراء المحتوى العربي، استطاع تحديد ملامح تصميم الألعاب الإلكترونية مع الحرص على التوازن بين التسلية والتعلم، في الوقت الذي بحث المشروع كيفية الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة عبر ألغاز وتحديات وصولًا إلى محتوى هادف بحسب ما تستند عليه المبادرة. تجربة فريدة فمن بوابة إحداث التغيير والدخول إلى عوالم التقنيات المتقدمة، انطلق كلًا من حمزة وقصي وهما صاحبان فكرة مشروع المسار المفقود، حيث حرصا على تطوير فكرتهما ضمن هدف معين، بحسب تعبيرهما، موضحين "ونحن في سن العاشرة نطمح بأن نكون رواد ومبرمجين في الألعاب الإلكترونية"، مشيران إلى أن التصميم هو أحد أهم العوامل في نجاح أي لعبة لذلك قاموا بتخصيص الوقت الأكبر له حيث استغرق العمل عليه قرابة الثمانية أشهر، وذلك حتى يخوض اللاعب تجربة فريدة من نوعها وممتعة في الوقت أنه، مضيفين أن معظم التحديات في ألعاب الألغاز تتجلى في الموازنة بين الصعوبة والمتعة، ولذلك قاموا بتطوير المراحل بشكل متدرج الصعوبة بالإضافة إلى تقديم أدوات اختيارية تسهل التجربة مثل التلميحات حتى تتناسب مع جميع فئات اللاعبين. ثلاثية الأبعاد "المسار المفقود" وهي لعبة ألغاز ثلاثية الأبعاد تحكي قصة محقق اختطف من قبل عصابة مجهولة ويلزم على المحقق حل الألغاز للخروج، والهدف من اللعبة إعطاء اللاعب تجربة فريدة ومميزة لذلك قاموا بتطوير نظام لعب مختلف يعطي اللاعب الحرية في بناء الحل وليس محدودًا بطريقة معينة وذلك ما أعطى اللعبة تجربة مختلفة ومميزة لكل لاعب، مضيفين أنه يجب على المطورين المحليين بذل جهود عالية تمثل ثقافتنا الفريدة ونشرها للعالم. إثراء المحتوى الإلكتروني ويرويان أن المشاركة في مبادرة إثراء المحتوى العربي كان بمثابة نقلة كبيرة للفريق، حيث تعلموا الكثير خلال الرحلة وأصبحوا على استعداد أكبر لبناء المزيد من الألعاب وتقديم التجارب المميزة لإثراء المحتوى الإلكتروني، حيث ساهمت المبادرة في دعم مسيرتهم من خلال زيادة الخبرات والمعرفة في التعامل مع التحديات والتعاون كفريق لتقديم منتجات ذات جودة عالية. تسارع القطاع وعن التطلعات المستقبلية لواقع الألعاب الإلكترونية يرى كلًا منهما أن الصناعة في هذا القطاع تتطلب مزيد من التسارع في الوقت الحالي، لاسيما أنها تنمو بشكل متزايد ما قد يجعلها واحدة من أكثر الصناعات تأثيرًا في المستقبل، أما عن تأثيرها لبقية الصناعات فهي تجمع العديد من الأدوار والوظائف مثل: البرمجة والتسويق، والرسم، والتصميم، وغيرها. جاذبية الألعاب ويذكران بأن الكثير من الشركات أصبحت تستخدم الألعاب الإلكترونية للوصول إلى أهدافها وذلك لجاذبية الألعاب وسهولة وصولها للمستخدمين عن طريق كافة الأجهزة، كما يعتبر الكثيرون أن الألعاب هي أفضل أداة لصناعة المحتوى الهادف لأنها تتفاعل مع المستخدم بالسمع والبصر والمحتوى التفاعلي بصورة عامة. يشار إلى أن لعبة (المسار المفقود) كانت إحدى المشاريع الفائزة بالدورة الثانية من مبادرة إثراء المحتوى العربي، ضمن مسار ألعاب الجوال حيث تدعم المبادرة مشاريع الألعاب على تلك الأجهزة وهي في مراحل ما قبل الإنتاج أو الإنتاج ويقدم منحًا تصل إلى 200,000 ريال سعودي كحد أقصى لكل مشروع. الجدير بالذكر أن مبادرة إثراء المحتوى ينظمها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) بالشراكة مع الصندوق الثقافي وتعد من أبرز مبادرات المركز التي تهتم بالمشاريع الإبداعية بهدف تطويرها وتقديمها للمجتمع بأفضل صورة.


البلاد البحرينية
منذ 6 أيام
- البلاد البحرينية
الجناح المصري يستضيف جلسة نقاشية حول فرص التصوير
استضاف الجناح المصري في مهرجان كان السينمائي جلسة نقاشية حاشدة، أدارتها ماريان خوري، العضو المنتدب لشركة مصر العالمية للسينما فى مصر والمدير الفني لمهرجان الجونة السينمائي. سلطت الجلسة الضوء على إمكانات مصر كوجهة رئيسية للإنتاج السينمائي الأجنبي. مصر وجهة مفضلة لصناع الأفلام، حيث استضافت العديد من الإنتاجات السينمائية الهامة، بما في ذلك "Death on the Nile" و"Fortunes of War" و"Malcolm X" و"Transformers". أكد أحمد بدوي، مدير عام لجنة مصر للافلام، على دور الهيئة في تعزيز مصر كوجهة رئيسية للتصوير السينمائي، مشيرًا إلى تسهيل 70 مشروعًا منذ إنشائها في عام 2019. وقال بدوي إن الهيئة تعمل على توفير الدعم اللازم لصناع الأفلام، وتسهيل الإجراءات اللازمة لتصوير مشاريعهم في مصر. تناولت الجلسة جوانب رئيسية من التصوير في مصر، بما في ذلك دور الهيئة العامة للسينما المصرية، والمبادرات الفعالة لجذب المنتجين الدوليين، وتجربة فيليبا نوتجن في تصوير "Fountain of Youth" في مصر. وتحدث تامر مرتضى، مؤسس مجموعة أروما ستوديوز ومنتج تنفيذي لفيلم "Debriefing the President"، عن تجربته في تصوير فيلم أجنبي بالكامل في مصر، حيث تم تصوير مشاهد تمثل العراق والولايات المتحدة الأمريكية في مصر، بالإضافة إلى تنفيذ مرحلة ما بعد الإنتاج في مصر أيضًا. ضم الفريق المتميز فيليبا نوتجن، وأمين المصري، وكزافييه دولينز، وتامر مرتضى. سيستمر الجناح المصري في استضافة مناقشات مختلفة في مهرجان كان السينمائي حتى 25 مايو 2024.


البلاد البحرينية
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- البلاد البحرينية
هيئة الأفلام السعودية تشارك في مهرجان كان السينمائي
تشارك هيئة الأفلام السعودية في الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي الدولي، الذي يقام في مدينة كان الفرنسية خلال الفترة من 13 إلى 24 مايو 2025. ويُعد هذا المهرجان، الذي انطلق عام 1946، أحد أهم المحافل السينمائية في العالم، ويستقطب سنويًا مشاركة دولية واسعة من رواد صنّاع الأفلام. وتتضمن مشاركة هيئة الأفلام جناحًا سعوديًّا يبرز تطورات قطاع الأفلام المحلي، إلى جانب وفد رسمي من موظفي الهيئة، وعددٍ من الشركاء الرئيسين، من بينهم وزارة الاستثمار، وفيلم العلا، ونيوم، وصندوق التنمية الثقافي، واستوديوهات إم بي سي، وإثراء (مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي)، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، إضافة إلى ركنٍ مخصص لشركات الإنتاج والتوزيع من القطاع الخاص، وذلك دعمًا لحضورها الدولي واستعراضًا لفرص التعاون والاستثمار. وتشمل المشاركة تنظيم عدد من الجلسات الحوارية والنقاشية التي تستقطب نخبة من صنّاع القرار والمؤثرين في الصناعة السينمائية, وتضمنت الجلسات الحوارية جلسة بعنوان 'طرق الرواد.. دور صنّاع الأفلام في خلق فرصهم'، وأخرى 'أفلام في طور الإبداع'، التي تستعرض مشاريع الأفلام قيد الإنتاج، إلى جانب نقاش الطاولة المستديرة 'الجانب التجاري في إنتاج الأفلام'، الذي يتناول الأبعاد الاقتصادية لصناعة السينما. وتتضمن الفعاليات جلسة تواصل بعنوان 'لقاء صنّاع الأفلام السعوديين'، وفعالية غداء التواصل بعنوان 'التبادل السينمائي'، التي تجمع ممثلي الهيئة بالقطاع الخاص؛ لاستعراض أبرز إنجازات القطاع السينمائي المحلي وتعزيز فرص التعاون المشتركة. وتُعد هذه المشاركة خطوة إستراتيجية ضمن جهود الهيئة في تطوير القطاع محليًّا، وتمكين المواهب السعودية، وبناء شبكة علاقات فاعلة تسهم في دعم الحراك السينمائي السعودي وتمثيله في أهم المحافل العالمية.