
"شات جي بي تي".. بين التسهيل والاعتماد المفرط
منير بن محفوظ القاسمي
في عصرنا الحالي، أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وأحد أبرز أدواتها هو الذكاء الاصطناعي، الذي غيّر طريقة تفكيرنا وعملنا، خاصة تقنية الذكاء الاصطناعي (IA) لمعالجة اللغة الطبيعية للتفاعل مع النصوص والإجابة على الأسئلة. وعلى وجه الخصوص، أثار جدلًا كبيرًا حول تأثيره على الإبداع والتفكير البشري: هل هو عدو للإبداع أم محفز له؟
خلال مشاركتي في برنامج تدريبي عن أهمية التخطيط في بيئة العمل، دُعينا كفريق عمل لصياغة أهداف ذكية تساهم في تحقيق الخطط العامة. كان البرنامج يهدف إلى إثارة التفكير الجماعي والعصف الذهني، لكن المفاجأة كانت عندما لجأ معظم المشاركين إلى هواتفهم وفتحوا تطبيق شات جي بي تي للحصول على أمثلة جاهزة.
عندما حان وقت مشاركة النتائج، ظهرت الإجابات متشابهة إلى حد كبير، بل ومتطابقة أحيانًا. هنا توقف النقاش الإبداعي الذي كنا نتطلع إليه، وبرز سؤال كبير في ذهني: هل أصبح الذكاء الاصطناعي يقتل التفكير الجماعي ويغري الناس باختيار الطرق السهلة بدلًا من بذل الجهد العقلي؟
لا شك أن شات جي بي تي يُعد أداة قوية تساعد في توفير الوقت والوصول إلى معلومات دقيقة بسرعة، لكنه في الوقت نفسه قد يكون سلاحًا ذا حدين؛ فإذا اعتمدنا عليه بشكل مفرط، قد نفقد جوهر التفكير الإبداعي الذي ينبع من الحوار والتفاعل البشري.
قبل ظهور مثل هذه الأدوات، كان الناس ينخرطون بحماس في النقاشات، يطرحون أفكارًا مختلفة، ويتعلمون من بعضهم البعض. أما الآن، فإن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي أحيانًا يحل محل هذه التفاعلات، ويقلل من قيمة التفكير الجماعي.
الذكاء الاصطناعي ليس بالضرورة عدوًا للإبداع. إذا استُخدم بحكمة، يمكن أن يكون محفزًا قويًا، خاصة عندما نعتبره شريكًا في العملية الإبداعية وليس بديلًا عنها.
في النهاية، نجيب على سؤال الافتتاح: "هل شات جي بي تي عدو الإبداع أم محفزه؟"
الإجابة تعتمد علينا نحن؛ فالأداة بحد ذاتها ليست جيدة أو سيئة، وإنما تعتمد قيمتها على كيفية استخدامها. إذا استخدمناها بحكمة، يمكن أن تصبح رفيقًا يدفعنا نحو الإبداع، أما إذا اعتمدنا عليها بشكل كامل، فإننا نخاطر بفقدان جوهر التفكير الإنساني.
وأخيرًا.. كيف ترى أنت دور الذكاء الاصطناعي؟ عدو أم شريك؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الرؤية
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- جريدة الرؤية
"شات جي بي تي".. بين التسهيل والاعتماد المفرط
منير بن محفوظ القاسمي في عصرنا الحالي، أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وأحد أبرز أدواتها هو الذكاء الاصطناعي، الذي غيّر طريقة تفكيرنا وعملنا، خاصة تقنية الذكاء الاصطناعي (IA) لمعالجة اللغة الطبيعية للتفاعل مع النصوص والإجابة على الأسئلة. وعلى وجه الخصوص، أثار جدلًا كبيرًا حول تأثيره على الإبداع والتفكير البشري: هل هو عدو للإبداع أم محفز له؟ خلال مشاركتي في برنامج تدريبي عن أهمية التخطيط في بيئة العمل، دُعينا كفريق عمل لصياغة أهداف ذكية تساهم في تحقيق الخطط العامة. كان البرنامج يهدف إلى إثارة التفكير الجماعي والعصف الذهني، لكن المفاجأة كانت عندما لجأ معظم المشاركين إلى هواتفهم وفتحوا تطبيق شات جي بي تي للحصول على أمثلة جاهزة. عندما حان وقت مشاركة النتائج، ظهرت الإجابات متشابهة إلى حد كبير، بل ومتطابقة أحيانًا. هنا توقف النقاش الإبداعي الذي كنا نتطلع إليه، وبرز سؤال كبير في ذهني: هل أصبح الذكاء الاصطناعي يقتل التفكير الجماعي ويغري الناس باختيار الطرق السهلة بدلًا من بذل الجهد العقلي؟ لا شك أن شات جي بي تي يُعد أداة قوية تساعد في توفير الوقت والوصول إلى معلومات دقيقة بسرعة، لكنه في الوقت نفسه قد يكون سلاحًا ذا حدين؛ فإذا اعتمدنا عليه بشكل مفرط، قد نفقد جوهر التفكير الإبداعي الذي ينبع من الحوار والتفاعل البشري. قبل ظهور مثل هذه الأدوات، كان الناس ينخرطون بحماس في النقاشات، يطرحون أفكارًا مختلفة، ويتعلمون من بعضهم البعض. أما الآن، فإن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي أحيانًا يحل محل هذه التفاعلات، ويقلل من قيمة التفكير الجماعي. الذكاء الاصطناعي ليس بالضرورة عدوًا للإبداع. إذا استُخدم بحكمة، يمكن أن يكون محفزًا قويًا، خاصة عندما نعتبره شريكًا في العملية الإبداعية وليس بديلًا عنها. في النهاية، نجيب على سؤال الافتتاح: "هل شات جي بي تي عدو الإبداع أم محفزه؟" الإجابة تعتمد علينا نحن؛ فالأداة بحد ذاتها ليست جيدة أو سيئة، وإنما تعتمد قيمتها على كيفية استخدامها. إذا استخدمناها بحكمة، يمكن أن تصبح رفيقًا يدفعنا نحو الإبداع، أما إذا اعتمدنا عليها بشكل كامل، فإننا نخاطر بفقدان جوهر التفكير الإنساني. وأخيرًا.. كيف ترى أنت دور الذكاء الاصطناعي؟ عدو أم شريك؟


جريدة الرؤية
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- جريدة الرؤية
تقنية الشات جي بي تي بين التسهيل والاعتماد المفرط
منير بن محفوظ القاسمي في عصرنا الحالي، أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وأحد أبرز أدواتها هو الذكاء الاصطناعي، الذي غيّر طريقة تفكيرنا وعملنا، خاصة تقنية الذكاء الاصطناعي (IA) لمعالجة اللغة الطبيعية للتفاعل مع النصوص والإجابة على الأسئلة. وعلى وجه الخصوص، أثار جدلًا كبيرًا حول تأثيره على الإبداع والتفكير البشري: هل هو عدو للإبداع أم محفز له؟ خلال مشاركتي في برنامج تدريبي عن أهمية التخطيط في بيئة العمل، دُعينا كفريق عمل لصياغة أهداف ذكية تساهم في تحقيق الخطط العامة. كان البرنامج يهدف إلى إثارة التفكير الجماعي والعصف الذهني، لكن المفاجأة كانت عندما لجأ معظم المشاركين إلى هواتفهم وفتحوا تطبيق شات جي بي تي للحصول على أمثلة جاهزة. عندما حان وقت مشاركة النتائج، ظهرت الإجابات متشابهة إلى حد كبير، بل ومتطابقة أحيانًا. هنا توقف النقاش الإبداعي الذي كنا نتطلع إليه، وبرز سؤال كبير في ذهني: هل أصبح الذكاء الاصطناعي يقتل التفكير الجماعي ويغري الناس باختيار الطرق السهلة بدلًا من بذل الجهد العقلي؟ لا شك أن شات جي بي تي يُعد أداة قوية تساعد في توفير الوقت والوصول إلى معلومات دقيقة بسرعة، لكنه في الوقت نفسه قد يكون سلاحًا ذا حدين؛ فإذا اعتمدنا عليه بشكل مفرط، قد نفقد جوهر التفكير الإبداعي الذي ينبع من الحوار والتفاعل البشري. قبل ظهور مثل هذه الأدوات، كان الناس ينخرطون بحماس في النقاشات، يطرحون أفكارًا مختلفة، ويتعلمون من بعضهم البعض. أما الآن، فإن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي أحيانًا يحل محل هذه التفاعلات، ويقلل من قيمة التفكير الجماعي. الذكاء الاصطناعي ليس بالضرورة عدوًا للإبداع. إذا استُخدم بحكمة، يمكن أن يكون محفزًا قويًا، خاصة عندما نعتبره شريكًا في العملية الإبداعية وليس بديلًا عنها. في النهاية، نجيب على سؤال الافتتاح: "هل شات جي بي تي عدو الإبداع أم محفزه؟" الإجابة تعتمد علينا نحن؛ فالأداة بحد ذاتها ليست جيدة أو سيئة، وإنما تعتمد قيمتها على كيفية استخدامها. إذا استخدمناها بحكمة، يمكن أن تصبح رفيقًا يدفعنا نحو الإبداع، أما إذا اعتمدنا عليها بشكل كامل، فإننا نخاطر بفقدان جوهر التفكير الإنساني. إذن، كيف ترى أنت دور الذكاء الاصطناعي؟ عدو أم شريك؟


وهج الخليج
١٣-٠٤-٢٠٢٥
- وهج الخليج
بعد تحديثها .. ما المميزات الجديدة في "شات جي.بي.تي" ؟
وهج الخليج – وكالات أعلنت شركة الذكاء الاصطناعي الأمريكية أوبن أيه.آي بدء إطلاق خاصية ذاكرة جديدة في منصة محادثة الذكاء الاصطناعي شات.جي.تي تسمح للمنصة بإعداد الإجابات على أسئلة المستخدم الجديدة استنادا إلى تاريخ المحادثات السابقة بينهما. وقالت الشركة إن هذه الخاصية التي تظهر في إعدادات شات جي.بي.تي باسم 'ارجع إلى الذكريات المحفوظة' تستهدف جعل المحادثات مع شات جي.بي.تي أكثر ملائمة للمستخدم. وأضافت الشركة أن التحديث سيضيف سياقا حواريا إلى خصائص إنتاج النصوص وتوليد الصور في شات جي.بي.تي. وتعتزم الشركة إطلاق خاصية الذاكرة الجديدة لمستخدمي الإصدار المدفوع الأجر شات جي.بي.تي برو، وشات جي.بي.تي بلس، باستثناء المستخدمين في بريطانيا والاتحاد الأوروبي وأيسلندا وليختنشتاين والنرويج سويسرا، لآن هذه المناطق تحتاج إلى مراجعات خارجية إضافية لكي تتوافق مع التشريعات والقواعد المحلية في تلك الدول. لكن الشركة ملتزمة بإتاحة هذه الخاصية في تلك الدول فيما بعد. في الوقت نفسه قال متحدث باسم أوبن أيه.آي إن الشركة لم تحدد حتى الآن موعد توفير هذه الخاصية لمستخدمي الإصدار المجاني من شات جي.بي.تي مضيفا 'نركز على توفير الخاصية لمشتركي الإصدارات المدفوعة الآن'. وتهدف ميزة الذاكرة الجديدة إلى جعل شات جي.بي.تي أكثر سلاسةً وشخصيةً ، وعدم تكرار المعلومات التي سبق تقديمها للمستخدم في محادثات سابقة. وفي فبرايرطرحت جوجل خاصية ذاكرة مماثلة في منصة محادثة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها جيمني. وأشار موقع تك كرانش المتخصص في موضوعات التكنولوجيا إلى أن هذه الخاصية قد لا تعجب جميع مستخدمي المنصة لأنها تنطوي على السماح لشركة أوبن أيه.آي بالاستحواذ على المزيد من معلومات المستخدم والاحتفاظ بها. لذلك تتيح الشركة إمكانية إلغاء الاشتراك في الخاصية من خلال إعدادات شات جي.بي.تي، حيث يمكن للمستخدمين اختيار إيقاف خاصية الذاكرة الجديدة، بالإضافة إلى إدارة ذكريات محددة محفوظة. تقول أوبن أيه.آي إنه يمكن للمستخدم سؤال شات جي.بي.تي عما تتذكره من معلومات المستخدم، أو الانتقال إلى وضع المحادثة المؤقتة التي لا يتم تخزين بياناتها. مقالات ذات صلة