logo
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قد يقلص عمر الإنسان

اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قد يقلص عمر الإنسان

Independent عربية٢٧-٠١-٢٠٢٥

أظهرت دراسة جديدة أن البالغين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD قد توافيهم المنية قبل ما يصل إلى 11 عاماً مقارنة بغير المصابين، في وقت يطالب الخبراء بزيادة الاستثمار في العلاجات.
يقول هنري شيلفورد، الرئيس التنفيذي لـ"مؤسسة فرط الحركة البريطانية الخيرية" (أي دي أتش دي يو كي) ADHD UK الذي شُخص باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في سن البلوغ، إن التقرير يجب أن يعتبر دعوة عاجلة إلى التحرك من قبل خدمات الصحة الوطنية (أن أتش أس) NHS والحكومة، مضيفاً "التغيير ضروري، ومن دونه تدمر حيوات الناس".
ووجدت الدراسة الجديدة أن المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قد يعيشون أقل من 4.5 إلى 9 سنوات بالنسبة للرجال، ومن 6.5 إلى 11 سنة بالنسبة للنساء، كما لاحظت "وجود نقص كبير في الخدمات المتخصصة لدعم البالغين المصابين في المملكة المتحدة".

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال جاش سكوت، أستاذ علم النفس في جامعة "كولدج لندن" (UCL) وكبير مؤلفي الدراسة، إن الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب يمكنهم الحياة بهناء إذا تلقوا الدعم والعلاج المناسبين، لكن هذا الدعم غالباً ما يكون غير متوافر، مضيفاً "من المقلق أن يعيش بعض البالغين المصابين باضطراب فرط الحركة حياة أقصر من المفترض."
ويقدر "المعهد الوطني للتميز في الصحة والرعاية" National Institute for Health and Care Excellence بأن نحو ثلاثة إلى أربعة في المئة من البالغين في المملكة المتحدة، أي ما يعادل نحو 2.6 مليون شخص، يعانون اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
وعلى رغم أن المصابين بالاضطراب يمكنهم التركيز بصورة كبيرة على الأشياء التي تثير اهتمامهم، فإنهم يجدون صعوبة في التركيز على المهمات الروتينية. كما أن الاضطراب قد يؤدي إلى زيادة الاندفاع والقلق وصعوبة في إدارة الوقت، مما يجعل العمل والتعلم المدرسي أمراً صعباً.
وقامت الدراسة التي نشرت في "المجلة البريطانية للطب النفسي" The British Journal of Psychiatry، بفحص بيانات طبية مجهّلة لـ30029 بالغاً في المملكة المتحدة شُخصوا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وقارنتها مع بيانات 300390 بالغاً غير مصابين.
وأفاد الخبراء بأن هذا الاضطراب يعالج بصورة أقل بين البالغين في المملكة المتحدة مقارنة بالدول ذات الدخل المرتفع، وأكدت الدراسة أن أقل من واحد من كل تسعة بالغين مصابين بالاضطراب تم تشخيصهم.
وأكد السيد شيلفورد أنه انتظر ثلاثة أعوام للحصول على موعد في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وكانت أوقات الانتظار في جميع أنحاء البلاد مروعة. وفي العام الماضي، أُبلغ بعض المرضى بأن فترة الانتظار تصل إلى 10 سنوات قبل التشخيص.
وأضاف "كانت تجربتي مع الاضطراب صعبة جداً، ويُظهر هذا البحث كيف أننا نتحمل بصورة مباشرة كلفة هذا الإهمال".
ومن جانبها، أشارت الدكتورة ليز أونيونز، المؤلفة الرئيسة للتقرير من جامعة "كولدج لندن" قسم علم النفس وعلوم اللغة ومعهد برادفورد لأبحاث الصحة، إلى أن نسبة صغيرة فقط من البالغين المصابين بالاضطراب شُخصوا، مما قد يؤدي إلى مبالغة الدراسة في تقدير الفجوة بالعمر المتوقع للأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
وأوضحت "على رغم أن كثيراً من الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يعيشون حياة طويلة وصحية، فإن اكتشافنا بأنهم يعيشون بصورة عامة حياة أقصر مما ينبغي يشير إلى عدم تلبية حاجات الدعم".
وأكدت "من الضروري أن نفهم أسباب الوفيات المبكرة لكي نتمكن من وضع استراتيجيات لمنعها في المستقبل".
وبدوره أوضح أوليفر هاوز، أستاذ الطب النفسي الجزيئي في معهد الطب النفسي وعلم النفس وعلم الأعصاب في "كينغز كوليج لندن" King's College London، أن "الدراسة تسهم في دعم كثير من الأدلة الأخرى التي تشير إلى أن الأشخاص المصابين بأمراض نفسية يعيشون حياة أقصر من غير المصابين"، مضيفاً "تظهر هذه النتائج الحاجة الماسة لزيادة الاستثمار في خدمات الصحة النفسية، ليتمكن المصابون من الحصول على الدعم اللازم".
فيما شرح زميله فيليب آشيرسون، أستاذ الطب النفسي الجزيئي في معهد الطب النفسي وعلم النفس وعلم الأعصاب في "كينغز كوليج لندن"، أنه "على رغم أن الدراسة لم تحدد أسباب الوفيات المبكرة بصورة قاطعة، فإن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يرتبط بمعدلات أعلى من التدخين والسمنة وأمراض القلب والسرطان، إلى جانب مشكلات صحية أخرى".
وقال متحدث باسم وزارة الصحة البريطانية "أوضح تقرير اللورد دارزي مدى تفاقم التراكمات في نظام خدمات الصحة الوطنية بالنسبة إلى الأشخاص الذين ينتظرون التشخيص. ومن خلال خطة التغيير، ستعمل الحكومة على إعادة بناء النظام الصحي وتقليص قوائم الانتظار".
وأضاف "يعمل فريق اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في خدمات الصحة الوطنية على جمع الخبرات من مجالات الصحة والتعليم والنظام القضائي لفهم التحديات التي يواجهها المصابون بالاضطراب، بما في ذلك تحسين الوصول السريع إلى الخدمات والدعم".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نوف بنت محمد : "إشراق" تنطلق من المعرفة والعلم لتمكين المشخّصين بفرط الحركة
نوف بنت محمد : "إشراق" تنطلق من المعرفة والعلم لتمكين المشخّصين بفرط الحركة

سعورس

timeمنذ يوم واحد

  • سعورس

نوف بنت محمد : "إشراق" تنطلق من المعرفة والعلم لتمكين المشخّصين بفرط الحركة

وبدأ الحفل بالسلام الملكي، أعقبه كلمة الأميرة نوف بنت محمد بن عبدالله آل سعود رئيس مجلس إدارة جمعية إشراق، التي أكدت فيها أن شركاء النجاح كانت لهم بصمة مضيئة في مسيرة الجمعية، حيث أسهموا في تمكين الأفراد المشخّصين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، وكل ما يتصل بخدماتهم. وأشارت الأميرة نوف إلى أن جمعية إشراق منذ انطلاقتها تبنّت منهجًا يرتكز على المعرفة والعلم، متخذة من شعار "المعرفة بداية الحل" نهجًا استراتيجيًا لتقديم خدمات نوعية، بأسس علمية، واستجابة دقيقة لاحتياجات المجتمع، مبينة أن الجمعية أصبحت اليوم واحدة من أبرز الجهات المرجعية في مجال اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ضمن القطاع غير الربحي؛ حيث تعتمد على منظومة متكاملة من البحث العلمي، والإحصاءات الدقيقة، والبيانات الموثوقة، مع تعزيز الشراكات العلمية مع أبرز المؤسسات والمتخصصين في المجال. وفي ختام كلمتها رحّبت بأعضاء مجلس الإدارة الجدد، مقدمة شكرها وتقديرها للأستاذ فواز عبدالرحمن القصيبي، على دعمه وجهوده المخلصة التي كان لها بالغ الأثر في دعم مسيرة الجمعية ومبادراتها. من جهتها، أكدت نوال بنت محمد الشريف، المدير التنفيذي لجمعية إشراق، في كلمتها أن الجمعية تميزت بمشاريعها النوعية المقدَّمة للمشخّصين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في مختلف مناطق المملكة، وذلك بفضل الله أولًا، ثم الشراكات الناجحة في تقديم الخدمات التخصصية، وتطويرها، والتوسع بها في كافة أنحاء الوطن، مبينة أن هناك شراكات متميزة مع جهات وأفراد اختاروا أن يكون لهم دور فاعل في دعم المشخّصين من أبنائنا ومناصرتهم في مختلف مناطق المملكة. وقدمت المدير التنفيذي شكرها لشركاء النجاح الداعمين لمسيرة الجمعية، وكذلك للخبراء المتعاونين من الاستشاريين، والأطباء، والمختصين في كافة المجالات، مما جعل الجمعية تحقق إنجازات ملموسة في هذا الإطار. ويأتي هذا الحفل تقديرًا للدور الفاعل الذي يقدمه الشركاء في تعزيز جهود الجمعية وتحقيق أثر مستدام على مستوى الأفراد والمؤسسات والمجتمع، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في رفع جودة الحياة وتعزيز الشراكات بين القطاع غير الربحي والقطاعات الأخرى. وفي ختام الحفل، تم تكريم شركاء النجاح، الذين عبّروا عن تقديرهم للجهود التي تقوم بها جمعية إشراق، ودورها في تمكين الأفراد المشخّصين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، والعمل على رعايتهم.

فنانة هوليوود تواجه الموت.. تشارلي تتحدى أخطر ورم دماغي!
فنانة هوليوود تواجه الموت.. تشارلي تتحدى أخطر ورم دماغي!

عكاظ

timeمنذ 2 أيام

  • عكاظ

فنانة هوليوود تواجه الموت.. تشارلي تتحدى أخطر ورم دماغي!

تابعوا عكاظ على روت فنانة المكياج البريطانية تشارلي هونسلو، البالغة من العمر 41 عاماً، والتي عملت مع نجوم هوليوود مثل بول ميسكال وجلين باول، تجربتها المؤلمة بعد تشخيصها بأخطر أنواع أورام الدماغ، «الورم الأرومي الدبقي»، رغم عدم ظهور أعراض واضحة سوى صداع مفاجئ. هذه القصة تسلط الضوء على المخاطر الصامتة لهذا المرض الذي يودي بحياة 75% من المصابين خلال عام واحد. وفقاًً لموقع Mail online ، شعرت تشارلي، التي كانت تتمتع بصحة جيدة، بصداع شديد قبل يومين من تشخيصها، فاعتقدت أنه مجرد صداع نصفي وتناولت مسكنات للألم، لكن في صباح اليوم التالي، استيقظت الساعة الخامسة فجراً وهي تعاني من قيء حاد، مما دفع أصدقاءها لنقلها إلى قسم الطوارئ في مستشفى واتفورد بمقاطعة هيرتفوردشاير. وكشف فحص طارئ عن نزيف دماغي ناتج عن ورم، ليتم نقلها فوراً إلى المستشفى الوطني للأعصاب والجراحة العصبية في لندن. وأكدت الفحوصات إصابتها بورم أرومي دبقي من الدرجة الرابعة، وهو نوع قاتل لا يتجاوز 5% من المصابين به خمس سنوات. وخضعت تشارلي هذا الشهر لعملية جراحية دقيقة تُعرف بـ«الجراحة الواعية»، حيث بقيت مستيقظة خلال العملية لمراقبة وظائفها الإدراكية، وطُلب منها تخمين أسماء الأغاني أثناء الجراحة لضمان عدم إتلاف أجزاء حيوية من دماغها. ورغم عرض الخدمة الصحية الوطنية ( NHS ) علاجاً تقليدياً بالكيميائي والإشعاعي، قررت تشارلي السعي لجمع 300 ألف دولار (224 ألف جنيه إسترليني) من خلال حملة تبرعات عبر الإنترنت للحصول على علاج خلايا دندريتية في ألمانيا، وهو علاج يعزز جهاز المناعة لمهاجمة الخلايا السرطانية، وغير متوفر كعلاج قياسي في بريطانيا. وتلقت تشارلي دعماً كبيراً من نجم هوليوود جلين باول، الذي عملت معه في فيلم The Running Man ، حيث روج لحملة التبرعات عبر 'إنستغرام'، واصفاً إياها بـ«الصديقة المخلصة ذات الضحكة المعدية». أخبار ذات صلة وأفاد شقيقها نيك، أنها خرجت من المستشفى مؤخراً، لكنها تعرضت لنوبة صرع طفيفة أثناء إقامتها في فندق قريب، وهي الآن تتناول أدوية مضادة للنوبات وتتعافى بشكل جيد. وحتى الآن، جمعت الحملة أكثر من 228 ألف دولار (170 ألف جنيه إسترليني). ويُشخص سنوياً حوالى 3000 بريطاني و12000 أمريكي بالورم الأرومي الدبقي، الذي أودى بحياة شخصيات بارزة مثل السياسية تيسا جويل عام 2018 ومغني فرقة The Wanted توم باركر عام 2022. وتشمل الأعراض الشائعة الصداع، النوبات، الغثيان، النعاس، وتغيرات في الشخصية، وتنجم عن زيادة الضغط داخل الجمجمة. العلاجات التقليدية مثل الجراحة والإشعاع والكيميائي غالباً ما تكون مؤقتة في السيطرة على المرض. وأثارت قصة تشارلي تعاطفاً واسعاً، مع دعوات لزيادة التمويل لأبحاث علاج السرطان، كما أشاد الجمهور بشجاعتها وإصرارها على البحث عن علاجات بديلة، مما يعكس روحها القتالية في مواجهة المرض. /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;}

هل يمكن للأسبرين منع عودة السرطان؟
هل يمكن للأسبرين منع عودة السرطان؟

الشرق الأوسط

timeمنذ 3 أيام

  • الشرق الأوسط

هل يمكن للأسبرين منع عودة السرطان؟

في عالم الطب، حيث تتطلب العلاجات الحديثة ملايين الدولارات وتكنولوجيا معقدة، قد يكون من المدهش أن عقاراً بسيطاً وشائعاً، لا يتجاوز حجمه حبة العدس الصغيرة، يحمل مفتاحاً لمواجهة أحد أخطر الأمراض في العالم، وهو السرطان. لطالما عُرف الأسبرين بقدرته على تخفيف الألم، وتقليل الالتهابات، لكن الأبحاث الحديثة تشير إلى أنه قد يكون أكثر من مجرد مسكن للأوجاع، بل يعد سلاحاً واعداً ضد انتشار السرطان، وانتكاسه بعد العلاج. فهل يمكن لهذا الدواء الذي لا تتجاوز تكلفته بضعة ريالات أن يغير قواعد اللعبة في محاربة الأورام؟ هذا ما يحاول العلماء في جامعة يونيفرسيتي كوليدج لندن (UCL) وجامعة كمبردج اكتشافه، من خلال دراسات سريرية وتجارب مخبرية تكشف كيف يمكن للأسبرين تعطيل بعض المسارات الجزيئية التي تساعد السرطان على الانتشار. ومع النتائج الأولية المشجعة، يبدو أن العلم يقف على أعتاب اكتشاف جديد قد يفتح باباً أمام علاجات أكثر سهولة، وأقل تكلفة لملايين المرضى حول العالم. وسوف نستعرض هنا كيف يمكن للأسبرين أن يساعد في منع انتشار السرطان، وما توصلت إليه أحدث الأبحاث حول دوره في تقليل فرص انتكاسة المرض بعد العلاج، وما إذا كان بإمكانه أن يصبح جزءاً من استراتيجية عالمية لمكافحة السرطان في المستقبل. منع عودة السرطان رغم التقدم الكبير في العلاجات الحديثة، لا يزال الانتكاس (أي عودة السرطان بعد العلاج) يُعد من أكبر التحديات في علم الأورام. فعندما يخضع المرضى للعلاج الكيميائي، أو الجراحي، قد يتبقى بعض الخلايا السرطانية غير المكتشفة، ما يزيد من خطر عودة الورم، وانتشاره إلى أعضاء حيوية مثل الرئتين، أو الكبد. وهذا لا يؤثر فقط على فرص النجاة، بل يُعقد أيضاً خيارات العلاج، ويجعلها أقل فعالية مقارنة بالعلاج الأولي. لكن التبعات لا تقتصر على التأثيرات الطبية فقط، إذ إن عودة السرطان تحمل أعباءً نفسية، واقتصادية، واجتماعية هائلة على المرضى، وعائلاتهم. - التبعات الصحية: مع كل انتكاسة، يصبح الجسم أكثر إرهاقاً نتيجة العلاج، وقد تتراجع فعالية العلاجات المتاحة، ما يزيد من خطر المضاعفات الحادة، وتدهور الصحة العامة. كما أن بعض أنواع السرطان تصبح أكثر عدوانية عند عودتها، ما يقلل من فرص السيطرة عليها. - التبعات النفسية والاجتماعية: تشخيص السرطان وحده يُمثل صدمة نفسية للمرضى، وأسرهم، فما بالنا بتكراره؟ يشعر العديد من المرضى بالإحباط، والقلق، والاكتئاب عند انتكاس المرض، مما يؤثر على جودة حياتهم، وقدرتهم على ممارسة حياتهم اليومية. كما أن المرض قد يؤدي إلى فقدان القدرة على العمل، ما يؤثر على الاستقلالية المالية، والدور الاجتماعي للمريض. علاوة على ذلك، فإن التكرار المستمر للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي يؤدي إلى إضعاف الجهاز المناعي، ما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، والأمراض المصاحبة. وقد يعاني المرضى الذين يواجهون انتكاسة متكررة أيضاً من تلف في الأعضاء الداخلية، مثل الكبد، أو الكلى، بسبب الآثار الجانبية السامة للعلاجات القوية. مع مرور الوقت، يصبح التحكم في الألم وإدارة الأعراض أكثر تعقيداً، ما يستلزم جرعات أعلى من المسكنات، والمثبطات المناعية التي قد تؤثر سلباً على نوعية الحياة. كما أن الآثار الجانبية للأدوية، مثل التعب المزمن، وفقدان الشهية، واضطرابات النوم، قد تجعل المرضى أقل قدرة على تحمل العلاجات المستقبلية. إضافةً إلى ذلك، قد يضطر الأطباء إلى تجربة خيارات علاجية أكثر عدوانية، مثل العلاجات المناعية، أو المستهدفة، والتي رغم فعاليتها قد تحمل مضاعفات غير متوقعة، وتؤثر على التوازن الكيميائي في الجسم. لهذا السبب، فإن البحث عن طرق جديدة لمنع انتكاسة السرطان، مثل استخدام الأسبرين، أصبح أولوية طبية لإنقاذ حياة المرضى، وتحسين جودة حياتهم. - التبعات الاقتصادية: تكلفة علاج السرطان مرتفعة، وعند انتكاس المريض تتضاعف التكاليف بسبب الحاجة إلى علاجات أكثر تعقيداً، مثل العلاجات المناعية، والعلاجات المستهدفة، فضلاً عن نفقات المستشفيات، والمتابعة المستمرة. هذه الأعباء المالية قد تُنهك المرضى، وعائلاتهم، بل وحتى أنظمة الرعاية الصحية، خصوصاً في البلدان ذات الموارد المحدودة. لذلك، أصبح البحث عن استراتيجيات فعالة لمنع عودة السرطان أولوية قصوى في الأبحاث الطبية، ليس فقط لتحسين فرص النجاة، ولكن أيضاً لتخفيف المعاناة الجسدية، والنفسية، وتقليل الأعباء الاقتصادية، والاجتماعية. وهنا يأتي دور الدراسة التي سوف نتطرق إليها في هذا المقال، والتي تهدف إلى تحديد المرضى الذين يمكن أن يستفيدوا من وسائل منع انتكاسات السرطان، مع التركيز على الأسبرين كونه أحد العلاجات المحتملة التي قد توفر حلاً بسيطاً وفعالاً لمشكلة طبية معقدة. دراسات حديثة • دراسة سريرية. في إطار سعي العلماء المستمر لفهم آليات انتشار المرض، وإيجاد حلول فعالة لمنع عودته بعد العلاج، يجري فريق بحثي بقيادة البروفسورة روث لانغلي (Ruth Langley) من (UCL) تجربة سريرية تهدف إلى تقييم تأثير الأسبرين في تقليل خطر عودة السرطان في مراحله المبكرة. تعتمد هذه الدراسة (Langley et al...2025) التي نشرت في 5 مارس (آذار) 2025، في مجلة «Nature»، على فرضية تدعمها نتائج بحثية حديثة تشير إلى أن الأسبرين، إلى جانب خصائصه المعروفة في تخفيف الألم وخفض الالتهابات، قد يلعب دوراً في تعزيز استجابة الجهاز المناعي ضد الخلايا السرطانية المنتشرة، وبالتالي تقليل فرص انتكاسة المرض بعد العلاج الأولي. وبينما يبحث الفريق الطبي في تأثير الأسبرين على المرضى، وجد علماء آخرون أدلة تدعم هذه الفرضية من خلال التجارب المخبرية على الفئران. • دراسة كمبردج. حيث كشفت دراسة حديثة أجريت في جامعة كمبردج عن آلية جديدة قد تفسر كيفية تأثير الأسبرين على انتشار السرطان. وفي هذه الدراسة، قام الباحثون بفحص 810 جينات في الفئران وحددوا15 جيناً لها تأثير مباشر على انتشار الخلايا السرطانية. ومن بين هذه الجينات، اكتشف العلماء أن الجين المسؤول عن إنتاج بروتين (ARHGEF1) يلعب دوراً رئيساً في تعزيز قدرة السرطان على الانتشار إلى أعضاء حيوية مثل الرئتين، والكبد. كانت هذه الدراسة تتركز على دور الأسبرين في تعطيل المسار الجيني المرتبط بالسرطان، وكانت المفاجأة في اكتشاف أن بروتين (ARHGEF1) يقوم بتثبيط نوع من الخلايا المناعية يسمى «الخلايا التائية «(T cells)، وهي الخلايا المسؤولة عن التعرف على الخلايا السرطانية المنتشرة، وقتلها. ولكن ما لم يكن متوقعاً هو أن تنشيط هذا البروتين يرتبط بعامل تخثر الدم المعروف باسم «ثرمبوكسانA2 (Thromboxane A2 (TXA2))» والذي تفرزه الصفائح الدموية في الدم. وهنا يأتي دور الأسبرين، حيث من المعروف أنه يقلل من إنتاج (TXA2)، ما يؤدي إلى تعطيل هذا المسار الجيني الذي يُضعف الجهاز المناعي، وبالتالي تقليل قدرة السرطان على الانتشار. وعند إعطاء الفئران المصابة بالسرطان جرعات من الأسبرين، وجد الباحثون أن معدل انتشار السرطان إلى الأعضاء الأخرى قد انخفض بشكل ملحوظ مقارنة بالفئران التي لم تتلقَ الأسبرين. ونشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة «Nature»، بتمويل من مجلس البحوث الطبية البريطاني(MRC)، ومؤسسة «Wellcome Trust». ووصف الدكتور جي يانغ (Jie Yang)، الباحث في جامعة كمبردج والمشارك في الدراسة، هذه النتائج بأنها «لحظة يوريكا (Eureka Moment)»، إشارة إلى أنها لحظة الإلهام، أو الاختراق الفكري، التي سوف تغير طريقة فهمنا لهذا الموضوع، وأضاف أن هذا الاكتشاف لم يكن متوقعاً، لكنه فتح أمامنا طريقاً جديداً لفهم كيفية تأثير الأسبرين على الخلايا السرطانية. يساعد في منع انتشار المرض بتعطيل بروتين يؤثر على جهاز المناعة تطبيقات عملية هل يمكن للأسبرين أن يصبح علاجاً وقائياً؟ رغم أن هذه النتائج مشجعة، فإنها لا تعني أن الجميع يجب أن يبدأ في تناول الأسبرين يومياً، حيث تحذر البروفسورة لانغلي من أن الأسبرين قد يسبب آثاراً جانبية خطيرة لدى بعض الأشخاص، بما في ذلك: النزيف الداخلي، والتقرحات في المعدة. لذلك، تؤكد لانغلي على ضرورة تحديد الفئات التي يمكن أن تستفيد من العلاج بالأسبرين بشكل آمن، حيث إن هذا الاكتشاف سيساعد على تفسير نتائج التجارب السريرية الجارية، وتحديد المرضى الأكثر استفادة من الأسبرين بعد تشخيص السرطان. هل يصبح الأسبرين علاجاً عالمياً منخفض التكلفة؟ في حال أكدت التجارب السريرية فعالية الأسبرين في منع انتشار السرطان أو عودته، فقد يمثل ذلك اختراقاً طبياً في مجال علاج السرطان، حيث يمكن أن يكون الأسبرين بديلاً منخفض التكلفة للعلاجات البيولوجية المعقدة والمكلفة. يأمل الباحثون في أن توفر هذه الدراسات استراتيجيات علاجية أكثر سهولة للوصول، خاصة في البلدان التي لا تتوفر فيها علاجات السرطان الحديثة بشكل كافٍ. إذا كنت تفكر في تناول الأسبرين كإجراء وقائي، فيجب أخذ الاستشارة الطبية المتخصصة من طبيبك، أولاً، وعدم تناول الأسبرين بانتظام دون استشارة طبية بسبب مخاطره المحتملة. وإذا أثبتت الدراسات السريرية فعالية الأسبرين، فقد يصبح هذا العقار الشائع جزءاً من استراتيجية عالمية لمكافحة انتشار السرطان، مما قد يفتح الباب أمام خيارات علاجية أكثر سهولة وأقل تكلفة! • استشاري طب المجتمع

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store