logo
'ثباتاً مع غزة.. سنصعد' وعدٌ يمنيٌّ يُكتب بنبض الملايين

'ثباتاً مع غزة.. سنصعد' وعدٌ يمنيٌّ يُكتب بنبض الملايين

يمني برسمنذ 4 ساعات

يمني برس | في لحظةٍ كادت فيها الشعوب أن تُقنع نفسها بالعجز، خرج اليمن، كما لم يخرج بلدٌ من قبل، في أكثر من ألف ساحة ومسيرة جماهيرية عمّت الجبال والسهول والمدن والقرى، تنبض باسم غزة، وتصرخ في وجه العالم: 'لن نكون شهود زور على مجازر الإبادة.. ولن نغفر تجويع الطفولة تحت صمت أممي خائن.'
لم تكن هذه الساحات مجرّد مظاهرات عابرة، بل كانت طوفانًا إيمانيًا وإنسانيًا وسياسيًا، جسّد وعياً جمعياً يستعصي على التدجين، ويُعبّر عن شعبٍ قرّر أن تكون بوصلته القدس، ودمه في كفّ الحق، ورايته فوق المتاريس، وجبهته مفتوحة في قلب البحر الأحمر، وفوق مدارج المطارات الصهيونية.
من صعدة شمالاً إلى لحج جنوبا، ومن عمران إلى الحديدة، ومن ذمار إلى إب، كان اليمنيون يخرجون من المساجد، والحقول، وحتى من خطوط التماس، لا ليرفعوا فقط أعلام فلسطين، بل ليجددوا بيعتهم لأرض الأنبياء، ويعلنوا بصوت عالٍ:'نحن في اليمن لا نكتفي بالصراخ.. نحن من نُحاصر العدو في موانئه، ومطاراته ونُحطم أوهامه بالصواريخ والطائرات، ونكتب في ليل الإبادة فجر الجهاد والمقاومة'.
لقد اختار الشعب اليمني أن يقف إلى جوار فلسطين لا بدافع العاطفة وحدها، بل من منطلق الإيمان بأن الوقوف مع غزة هو امتحان لمصداقية الإيمان، ومفترق الأخلاق، ومصير الأمة، وسرّ نجاتها.
هذا الاصطفاف الجماهيري العارم في أكثر من ألف ساحة وميدان وتجمّع شعبي هو ترجمة عملية لوعد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بأن 'اليمن لن يظل متفرجاً أمام مذابح غزة'.
وفي مشهد يختلط فيه بالهتافات وبالتكبير، وبالوفاء بالعهد، والأقدام الحافية بالإرادة الصلبة، كانت كل ساحةٍ في اليمن بمثابة كتيبة معنوية وجبهة مواجهة وردع، تصدح بلسان القلوب:
'قل للقوات اليمنية.. أنتم صوت الإنسانية'
'يا غزة واحنا معكم.. أنتم لستم وحدكم'
في قلب العاصمة اليمنية، في ميدان السبعين الذي لطالما احتضن أعراس الانتصار وأهازيج الصمود، خرج الشعب اليمني كالعادة بلهجة الإيمان الغاضب، والإنسانية المجروحة، والعهد الممهور بالدم.
لم تكن المسيرة مليونية فحسب، بل كانت طوفاناً من الروح، زحفًا إلهيًّا يُحاكي مشاهد يوم النشور، حشود لا تحصيها عين ولا تسعها عدسة، خرجت تحت شعار 'ثباتاً مع غزة.. سنصعد في مواجهة جريمة الإبادة والتجويع'، لتجعل من ميدان السبعين ميدانا للإباء والكرامة، يتقاطر إليه المؤمنون من كل فجّ يمني عميق.
ارتفعت الهتافات كأنها طلقات سماوية:
'لا ميناء ولا مطار.. حتى إنهاء الحصار'
'يا غزة واحنا معكم.. أنتم لستم وحدكم'
'الجهاد الجهاد.. كل الشعب على استعداد'
ورددت الجموع 'فوضناك يا قائدنا'، لتؤكد أن قرار الحرب بيد القيادة، وأن الشعب لا يبارك فحسب، بل يستنفر وينفر، ويقدّم الدم قبل الكلمة.
في ميدان السبعين، كانت الصورة أبلغ من كل خطبة، إذ وقف رجال الأمن وقوات التدخل السريع كتفاً إلى كتف مع المواطنين، في مشهد وطني قلّ نظيره، يحمل في تفاصيله أعظم ردّ على الأنظمة العربية التي وقفت متفرّجة على مذابح غزة.
ومن ساحة العاصمة، صدحت كلمات الجاليات الإفريقية كضوء يأتي من بعيد ليعانق صرخة الحق، مؤكدين أن فلسطين ليست وحدها، وأن غزة هي قلب أفريقيا كما هي قلب الأمة.
وفي البيان الرسمي للمسيرة، جاءت الكلمات كالسيف:
'لن نكون جزءاً من العار… بل نكتب موقفنا أمام الله وخلقه ودينه وكتابه الكريم… لن نقبل، لن نسكت، لن نتراجع، بل سنواصل حتى يُكتب لغزة النصر ويتحقق وعد الله'.
وهكذا دوّى الصوت اليمني من قلب عاصمة الصمود، ليقول للعالم كله:
'في زمن التخاذل… نحن نُهاجم، لا نستنكر. نحن نحاصر، لا نستنكر. نحن نؤمن أن الساكت عن المجازر قاتلٌ مشارك.'
صنعاء المحافظة.. 27 ساحة تنطق بالإيمان
في الحيمة ومناخة وصعفان، وفي السهول والقرى، خرج أبناء محافظة صنعاء في 27 ساحة يقولون:
'غزة جرحنا المفتوح، ونصرتنا لها دين لا يُؤجل'
حشود ترفع العلمين اليمني والفلسطيني، تبايع السيد القائد، وتؤكد أن الردع خيار مقدس، وأن العمليات اليمنية هي صلوات مدوية تُؤدى على هيئة نار.
عمران.. 77 ساحة تُجدد العهد: دمنا طريق القدس
من العاصمة إلى عمران، حيث تتحوّل التلال والوديان إلى أمواج بشرية وكأنها تمشي بثقة نحو القدس. في 77 مسيرة جماهيرية، خرج أبناء عمران ليعبروا عن موقفهم، فأشعلوا الأرض هتافاً وغضبًا، معلنين أن كل مديرية هنا هي كتيبة دعم لغزة.
تقدّمت المسيرات قيادات رسمية وشخصيات مجتمعية، لكن من تقدّم الصفوف فعلًا هو الوجدان الجمعي لشعب قرر أن يكون مؤمنًا بالفعل لا بالقول، ومقاتلًا ولو بكلمة الحق.
ارتفعت الهتافات تُدين العدوان، وتهدر ضد المجازر الصهيونية، وتلعن صمت المطبعين، وترفع السلاح بوجه قوى الطغيان.
وأكثر من ذلك، جدّد أبناء عمران استعدادهم للمشاركة بالمال والرجال في المعركة الكبرى 'الفتح الموعود والجهاد المقدس'.
قالها أبناء عمران بصوت واحد:
'صرخاتنا ليست شعارات.. بل صواريخ ومسيرات تقضّ مضاجع الصهاينة'.
وأكد البيان الصادر عن المسيرات:
'لن نقبل بأن نكون جزءًا من عار التخاذل.. بل سنواصل بثبات ويقين حتى يكتب الله النصر لغزة'.
ذمار.. من 45 مسيرة، ارتفعت أصوات الأحرار: 'دماؤنا سياجٌ لغزة'
في ذمار، لا شيء يعلو على صوت الكرامة. خرجت 45 مسيرة جماهيرية من شرايين الأرض، من الحارات والمزارع، من أطراف المديريات إلى الميادين والساحات المعدة لتؤكد أن غزة ليست وحدها، وأن الإيمان الحق لا يكتمل دون الجهاد في سبيل المستضعفين.
هنا في ذمار، كانت الهتافات أكثر من كلمات، كانت قسمًا جماعيًا يتلى على الهواء:
'لن نخذل أطفال غزة، لن نصمت على تجويعهم، لن نقبل أن نكون شهود زور على أبشع جريمة إبادة في العصر الحديث'.
المشاركون، وهم يسيرون صفوفاً كتلك التي تمضي إلى الجبهات، أعلنوا بملء إرادتهم تفويضهم الكامل لقيادة الثورة، وتأييدهم المطلق للعمليات اليمنية التي تمزق جدار الغطرسة الصهيونية، وتُربك موانئه ومطاراته.
ومن قلب الميدان، جاءت الرسالة أوضح من أي بيان:
'يا أمراء النفط، يا راقصي البلاط.. هنا شعبٌ لا يبيع القدس، بل يقاتل من أجلها ولو كان على خبزٍ يابس وماءٍ مقطوع'.
وفي البيان الرسمي الصادر عن المسيرات، كلمات بحجم اللهب:
'نُبارك كل ضربة توجهها قواتنا المسلحة على كيان العدو، وندعو إلى المزيد، والأشد، والأقسى… حتى يُكسَر غروره، ويتراجع عن دماء غزة'.
وهكذا، سجّلت ذمار حضورها في ساحة الشرف، لا كمؤيدة من بعيد، بل كمحرّضة للميدان، ومشعلٍ لنار لا تخبو حتى يتحقق وعد الله.
230 مسيرة خرجت من محافظة واحدة، لتمثل وحدها قارةً من الوعي، وصرخةً بمستوى الحريق.
لم تترك حجة مديرية ولا وادياً إلا وملأته حشودها، تحمل رايات فلسطين، وتلعن الصمت والخزي، وتُعلن أن هذا الشعب الذي قصف لسنوات، وجاع سنوات، لن يقبل أن يشاهد غزة تموت ويظلّ في صمته.
في مركز المحافظة والمديريات، تكررت العبارة على ألسنة الجميع:
'نحن قوم لا ننتصر بالأمم المتحدة.. بل بالله وبدمنا وبصواريخنا'.
جدد أبناء حجة تفويضهم للسيد القائد، وباركوا بملء الصوت والوجدان كل ضربة يُنفذها سلاح الجو اليمني، وكل صاروخ يطرق أبواب موانئ الاحتلال.
لقد قالت حجة كلمتها، ووقّعتها بالدم:
'لسنا مع فلسطين بالكلام.. نحن جنودها في البحر والبر والساحات'.
في ريمة، خرج رجالها كجبالها الشامخة في65 ساحة صارت كأنها سور واحد عالٍ يحمي فلسطين.
قالوها بصوت نقيّ كما هواء جبالهم:
'غزة ليست نشرة أخبار.. غزة في أعماق عقيدتنا، في سويداء إيماننا'.
المتحدثون أكدوا أن ريمة تبايع خط الجبهة، وتفخر بالضربات اليمنية، وتمنح القائد تفويضًا أوسع من حدود المحافظة:
'افعل ما تشاء، فنحن درعك وذخيرتك وحصنك'.
ريمة لم تكن محافظة نائية هذا اليوم، بل كانت في قلب فلسطين.
إب.. 177 ساحة تتنفس من رئة غزة
في إب، خرجت 177 مسيرة كأنها براكين من لهب، تفيض غضبًا في مختلف المدن والمديريات والقرى، وفي المقدمة عاصمة المحافظة التي احتشد فيها أبناء إب في ساحة الرسول الأعظم، حيث انطلقت صرخة الجماهير تندد بمجازر المغتصبين الصهاينة، وتبارك وتفوض وتستعد.
ومن عزل القرى ومديريات العدين ومذيخرة وحبيش والسياني وبعدان والرضمة وغيرها، تدفقت الجماهير بهتاف واحد:
'نحن مشروع شهادة.. ولسنا أوراق استنكار'.
وأكد أبناء إب: الاستعداد لمواجهة أي تصعيد إسرائيلي ضد اليمن، ومواصلة دعم غزة بكل السبل والإمكانيات المتاحة.
وأكد المشاركون في المسيرات، تأييدهم المطلق للخيارات التي يتخذها قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي نصرة لغزة ودفاعًا عن حرية وسيادة اليمن.
الحديدة، محافظة البحر والصبر والثورة، خرجت في 213 ساحة.
التهاميون كانوا اليوم عاصفة من العزة.
من المدن إلى الأرياف، من السواحل إلى الشعاب، كانت الأصوات تؤكد على أنهم سيظلون في مقدمة الصفوف لإسناد الجبهات، ومواصلة الحشد والتعبئة، والمشاركة الفاعلة في كل الفعاليات المساندة للقضية الفلسطينية.
وعبّر المشاركون عن الاعتزاز بمعادلات الردع التي فرضتها القوات المسلحة اليمنية، وأربكت حسابات العدو، وأعادت رسم المعادلة الإقليمية، من خلال الحظر البحري والجوي على العدو، والتهديد المباشر لمواقعه الحيوية.
كما أكدوا استمرار عمليات التحشيد الشعبي، والدفع بمزيد من الطاقات إلى جبهات المواجهة، مع رفع مستوى التأهيل والتدريب، بما يعزز من قدرة اليمن على مواصلة معركة الدفاع عن السيادة، ونصرة قضايا الأمة. رفعوا الأعلام، وهتفوا لفلسطين، وجددوا التفويض للقائد.
صعدة.. 36 ساحة وحكاية البدء
في صعدة، خرج الناس من التاريخ، خرجوا من الجراح، من الحصار، من ألف غارة، ليقولوا:
'نحن أصل الثورة وسند فلسطين'.
36 ساحة نطقت من مركز المحافظة إلى أقصى الحدود، والكل ردّد الهتاف ذاته:
'غزة بوصلتنا، والقدس دربنا، والعدو وجهتنا'.
صعدة التي خاضت معاركها وحيدة منذ سنين، خرجت اليوم لتقول:
'لن نترك غزة.. نحن معكم حتى النصر'.
لحج.. القبيطة الصغيرة بصوتٍ كبير
رغم أنها مسيرتان فقط خرجتا في مديرية القبيطة بمحافظة لحج، إلا أن صوتهما ارتفع كأنه قادم من عشرة ملايين.
في هتافهم طعنات للصمت العربي، وفي خطبهم شرارات تكفي لإشعال كل الساحات.
قالوا:
'لا يهم كم نحن.. المهم كيف نقف ومع من نقف'.
البيضاء والضالع.. حيث تتكلم الأرض
رغم غياب أرقام دقيقة، فإن المشهد في البيضاء والضالع لا يقل عن باقي المحافظات.
في البيضاء، حملوا الرايات وامتلأت الساحات، مرددين:
'لن نتراجع، لن نساوم، حتى لو اجتمع علينا العالَمُ كله'
أما في دمت وقعطبة والحشاء وجبن، فرفرف علم فلسطين في سماء الضالع، يعلن أن المقاومة لا تعرف الجغرافيا، بل تعرف الشرف والدم.
ما يقارب ألف ساحة، هكذا سطر اليمنيون أعظم موقف شعبي عابر للحدود، يجمع بين الدافع الديني والإنساني والسياسي.
هنا، لم تكن المسيرات مهرجانات خطابية، بل منصات تفويض للقتال، وميادين حشد للمعركة، ومعسكرات صبرٍ وكرامةٍ وأمل.
هنا، كتب اليمن بيانه للعالم:
'نحن من يهاجم لا يندب، من يقاتل لا يتفرج، من يصنع النصر لا ينتظره'
وفي ختام هذه الملحمة، نقول للعالم:
إذا أردتم أن تروا شكل الوفاء.. فاذهبوا إلى اليمن.
'غزة.. لستِ وحدك'

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رئيس الحكومة اللبنانية يعلق على التقارير حول صفقة تبادل الأسرى
رئيس الحكومة اللبنانية يعلق على التقارير حول صفقة تبادل الأسرى

الجمهورية

timeمنذ 39 دقائق

  • الجمهورية

رئيس الحكومة اللبنانية يعلق على التقارير حول صفقة تبادل الأسرى

وقال سلام: "لم نتوقف يوما عن المطالبة بتسليم ال أسرى ال لبنان يين والانسحاب ال إسرائيل ي الكامل من النقاط التي تحتلها إسرائيل". وأضاف: "مهما أُعطينا من ضمانات إسرائيل ية لا يُمكن أن نثق بها ونشكر الله أن الانتخابات حصلت من دون أي تصعيد إسرائيل ي". وتابع سلام: "لا أحد ينكر الشوائب التي حصلت خاصة في انتخابات الشمال وتعلمنا منها وبعد هذه الانتخابات سنبدأ العمل على التحضير للانتخابات النيابية بعد سنة. وسنعد مشروع قانون انتخاب يسد الشوائب الموجودة". وأكد: "من جهتنا وعدنا ووفينا بأن تتم الانتخابات بموعدها وجهوزية وزارة الداخلية كانت عالية جدا". وأشار إلى أن الحكومة ال لبنان ية تسعى مع البنك الدولي والجهات المانحة لحشد ما هو مطلوب لإعادة الإعمار ومستمرون بالسعي مع الدول الصديقة لتأمين مساعدات أكبر. وتداولت وسائل إعلام في وقت سابق "أنباء عن اتفاق لتبادل سجناء بين العراق وإيران و إسرائيل في ظل تقدّم في المفاوضات النووية بين أمريكا وإيران". وأشارت إلى أن "التبادل يشمل أعضاء من " حزب الله" ال لبنان ي وقبطانا بحريا لبنان يا وأكاديمية إسرائيل إسرائيل ية روسية اختطفت في العراق عام 2023".

عدن تنزف وتُباد تحت سلطة محتل ومؤسسة الفساد
عدن تنزف وتُباد تحت سلطة محتل ومؤسسة الفساد

يمرس

timeمنذ 40 دقائق

  • يمرس

عدن تنزف وتُباد تحت سلطة محتل ومؤسسة الفساد

منذ متى أصبحت الأوطان تُباع وتُشترى على موائد اللصوص؟ منذ متى أصبحت دماء الشهداء وقوداً لسلطةٍ غاشمة، وآهات الجرحى أنشودةً يرقص عليها الجلادون؟ لقد صعدوا على أكتاف المقاومين الشرفاء، وارتقوا على أنين الثكالى، وبنوا عروشهم على رمال الوعود الكاذبة. واليوم، لم يتبقَ من كل ذلك سوى سراب، سرابٌ يخنق أرواحنا ويسلبنا ما تبقى من كرامة. المدارسُ أغلقت أبوابها في وجه أبنائنا، لتُغتال أحلامهم وتُجَهَّل عقولهم عن عمدٍ وقصد، العملةُ المحلية تنهارُ كأوراق الخريف، لتدهسُ ما تبقى من قوتِ يومٍ، والأسعارُ تشعلُ النيران في جيوب الفقراء، والموظفون وهم عصب الحياة، ينتظرون رواتبهم في سراديب اليأس، بينما الفسادُ يرتعُ في وضح النهار، لا حسيبَ ولا رقيب. أما الخدمات، فحدّث ولا حرج، كهرباءٌ غائبة، ماءٌ مقطوع، في صيفٍ يلفحُ الوجوه بلهيبٍ لا يرحم، ورطوبةٍ تخنق الأنفاس، والصحةُ انكشفت عورتها، وظهرت على حقيقتها.. مؤسساتٌ مهترئة، تعجزُ عن مواجهة الحُمِّيَّات والأمراض المعدية التي تحصدُ الأرواح كل يوم بصمتٍ مخيف. الناسُ تموتُ، نعم تموتُ، ليس من رصاص الأعداء، بل من إهمال حكومةٍ أصبحت رمزاً للصوصية والعار. أي سلطةٍ هذه؟ أي حكومةٍ وأي رئاسةٍ تلك التي تتربع على عرش الخيانة والجحود؟ إنهم عارٌ على كل جنوبي، بل عارٌ على كل يمني في جنوبه و شماله وشرقه وغربه. لقد نفدت منّا الكلمات، وجفّت الأقلام، وصارت الحناجر مبحوحةً من كثرة الصراخ. فهل أصبحت قلوبهم من حجر؟ أم أنهم باعوا ضمائرهم في سوق النخاسة؟ أيها المسؤولون، يا من شيّدتم الفلل الفخمة في الداخل من مال الشعب المكلوم، وتغرّبتم وتنصلتم من مسؤولياتكم، وهجرتم وطنكم لتسكنوا الفنادق والأجنحة الفاخرة، يا من تجلسون خلف المكاتب الوثيرة، وتنعمون بالراحة والبذخ والرفاهية، بينما شعبكم يتجرع مرارة العيش، ويصارع الموت كل ليلة: إعلموا أن التاريخ لا يرحم، وأن دماء الأبرياء لن تذهب سدى، وليعلم القاصي والداني أن هذا النظام فاسدٌ من رأسه حتى أخمص قدميه، وأن كل من يدعمه، وكل من يملي عليه ويوجهه، شريكٌ في الجريمة. و لولا أن الفساد هو فساد المنظومة برمتها، لكان لابد من محاكمتكم محاكمةً ميدانية، ليكون مصيركم عبرةً لمن يعتبر. لكن السؤال المرير يبقى: ماذا نفعل؟ وإلى من نشتكي؟ وهل حتى رحيلهم وإقالتهم أصبح حلماً بعيد المنال؟ ولكن.. لا تظنّوا أن اليأس سيقتل فينا الأمل، فمن رَحِمِ المعاناة يولد الصمود، ومن قلب الظلام ينبثق الفجر، ومن تحت الرماد ستنفض عدن عنها غبار الموت لتولد من جديد كطائر الفينيق، يقرع آذانكم بصوت كزلزلة مدوية، وغضب كحمم بركانية، وستظل صرخاتنا تتعالى، وأقلامنا كالسيف تُنَكّل بفسادكم، حتى يأتي اليوم الذي نرى فيه عدن بإذن الله وقد استعادت بريقها، وعادت إليها الحياة، وشعبها ينعم بالكرامة والعيش الكريم، وإنه لآت لامحالة، عاجل غير آجل، لتقرّ أعيننا بعد مخاض عسير، وظلم وآلام ليس مثلها نظير، ولينتظر أولئك العابثون ما ينالهم من مصير، ولا نامت عين كل جبان، خائن، حقير.

السيد القائد صوت الحق في زمن الانهيار… ودور محوري في معركة الأمة مع الكيان الصهيوني
السيد القائد صوت الحق في زمن الانهيار… ودور محوري في معركة الأمة مع الكيان الصهيوني

يمني برس

timeمنذ ساعة واحدة

  • يمني برس

السيد القائد صوت الحق في زمن الانهيار… ودور محوري في معركة الأمة مع الكيان الصهيوني

يمني برس | تقرير | عبدالمؤمن جحاف في زمنٍ تتكالب فيه قوى الشر، وتغرق الأنظمة في مستنقعات التطبيع والتخاذل، يبرز صوت السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي كمرجعية قرآنية وموقفية صلبة، حاملةً لواء الوعي والبصيرة، وقائدةً لمسيرة الأمة نحو التحرر والعزة. وفي خطابه الأخير، قدم السيد القائد رؤية شاملة وعميقة تكشف حقائق العدوان على غزة، وتفضح المستور من خيانات الأنظمة، وتثبّت دعائم الموقف اليمني المقاوم في سياق مشروع قرآني متكامل. مرجعية قرآنية في قراءة المشهد بخطابه الهادئ الواثق، الذي لا يغيب عنه الاستناد إلى القرآن كمصدر للهداية والتشخيص والتحرك، أكد السيد القائد أن ما يجري في غزة هو جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، تُنفذ بإجرام إسرائيلي وغطاء أمريكي غربي، وسط صمت عربي رسمي يشكل شراكة فعلية في الجريمة. لكنه، في ذات الوقت، يضع ذلك ضمن السياق الأكبر: صراع الأمة مع المشروع الصهيوني الأمريكي الذي يستهدف قِيَمها، دينها، كرامتها ووجودها الحر. كشف الحقائق وإبراز حجم المأساة تفوّق السيد القائد في فضح أبعاد المجازر التي يرتكبها العدو في غزة، حيث قدّم بالأرقام والتوصيفات صورة مروعة للمأساة الإنسانية: أكثر من 3000 شهيد وجريح خلال أسبوع واحد فقط، بينهم نسبة عالية من الأطفال والنساء. تحدث عن الجثث المتناثرة في الطرقات وتحت الركام، واستهداف المستشفيات والمراكز الطبية والمساجد والمصليات، مبرزاً أن العدو لا يفرّق في قصفه بين مكان عبادة أو مركز إيواء، وكل ذلك في ظل تعمّد حرمان المدنيين من أبسط حقوق الحياة. بصيرة في تحليل الواقع العربي والدولي تميز خطاب السيد القائد بجرأة استثنائية في تشريح موقف الأنظمة العربية، حيث وصفها بأنها تخلت عن دينها ومبادئها وقيمها وإنسانيتها، وشاركت العدو في جريمته من خلال المواقف السياسية، أو عبر مدّه بالإمدادات عبر البحر الأبيض المتوسط. وقد وجّه انتقادات صريحة ومباشرة لبعض الدول العربية، منها المغرب، التي شاركت في تدريبات جوية إلى جانب سلاح الجو الصهيوني، معتبراً ذلك خيانة صريحة للقضية الفلسطينية وللأمة الإسلامية. قائد المقاومة الممتدة… من صنعاء إلى غزة ليس السيد القائد مجرّد مُشخّص للواقع، بل هو في صميم المعركة، يقود جبهة متقدمة هي الجبهة اليمنية، التي باتت تُرعب العدو بعملياتها النوعية. وقد جاءت إشادته بالقوات المسلحة اليمنية لتؤكد أن التحرك اليمني هو واجب ديني وإنساني وقرآني، مشيداً بثماني عمليات نفذتها قوات صنعاء في أسبوع واحد، بينها ثلاث ضربات دقيقة إلى مطار اللد، تسببت في حالة من الهلع والشلل داخل الكيان. إن السيد القائد نموذج القائد الميداني والروحي الذي لا يكتفي بالتحليل والخطابة، بل يوجّه، ويعبئ، ويؤسس لمواقف ومراحل. وموقفه في مواجهة العدوان الإسرائيلي على موانئ الحديدة كان درساً في الثبات: 'الضربات لن ترهبنا ولن تثنينا عن موقفنا'، داعياً إلى الصبر والثقة بالله، ومشيداً بالعاملين والمرابطين في الموانئ بوصفهم مجاهدين في سبيل الله. خطاب الوعي والاستنهاض إن أبرز ما في خطاب السيد القائد ، هو أنه خطاب يُحيي الوعي الميت في الأمة، ويوقظ الشعور بالمسؤولية في زمن التبلد. فقد وجّه دعوة واضحة إلى النخب الدينية والثقافية والإعلامية للتحرك المكثف، ودعا إلى حملة تعبئة ووعي لتقوية الموقف الشعبي والأممي، قائلاً: 'ما يجري في غزة لا يجوز السكوت عنه… وهو مسؤولية شرعية على كل مسلم'. دور قيادي يمتد إلى ما بعد الحرب لم يكن الخطاب مرتبطاً بلحظة، بل وضع أسساً للتحرك في المرحلة القادمة، في ظل فشل العدو الإسرائيلي على مختلف الجبهات، وافتضاح هشاشته النفسية والعسكرية، مقابل صمود المقاومة في غزة والضفة ولبنان واليمن. لقد وجّه السيد القائد الأمة نحو معركة وعي طويلة المدى، مبنية على فهم قرآني للصراع، وعلى مشروع تحرري مقاوم، لا تعزله الجغرافيا ولا تثنيه التحديات. خاتمة: في وقتٍ يتوارى فيه كثير من الزعماء والرؤساء والملوك عن مشهد العزة، يظهر ويبرز السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي كقائد استثنائي في مرحلة استثنائية، يضطلع بدور ديني، وثقافي، وعسكري، وميداني، وإعلامي، ومبدئي، يربط بين ما هو محلي وعربي وإسلامي، واضعاً اليمن في قلب معادلة الردع، ورافداً أساسياً في مشروع تحرير فلسطين والقدس. إنه صوت الحق في زمن الهزيمة، وراية الكرامة في زمن الانكسار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store