
باراك: امنعوا 'الحزب' من التدخّل في الحرب
لا يُفهم وصف المبعوث الأميركي توماس باراك دخول حزب الله في الحرب «الإيرانية – الإسرائيلية» بانه «قرار سيئ للغاية»، إلّا كرسالة ضغط موجهة إلى الحزب قصدا من على منبر الأخ الأكبر رئيس مجلس النواب نبيه بري، بما يجعل هذا التصريح وفقا لمصادر قيادية في «الثنائي الوطني» بمثابة تهديد مباشر غير قابل للتأويل…
على ان هذا التوصيف لا يأتي من فراغ، إذ تدرك الإدارة الأميركية جيداً أن دخول حزب الله الحرب سيعني تفعيل الجبهة الشمالية لإسرائيل، وهو ما سيؤدّي إلى انخراط أطراف محور المقاومة من اليمن إلى العراق في المواجهة، وهو ما يشكّل سيناريو كارثياً لا قدرة لإسرائيل على تحمّله، ولا قدرة لواشنطن على السيطرة عليه.
وبهذا التصريح، تكون واشنطن قد اعترفت باستمرار قدرة حزب الله على الردع والقتال، وبأهميته في ميزان القوى الإقليمي، رغم عدوان أيلول وخسارته لكبار قادته وفي مقدمهم أمينه العام السيد حسن نصرالله، وما يعزّز هذا الانطباع، ما كشفته معلومات موثوقة عن أن زيارة باراك ستليها زيارة موفد أميركي آخر خلال الأسبوعين المقبلين، ما يؤشر إلى حراك سياسي أميركي مكثف باتجاه لبنان، تحسّبا لما هو آتٍ.
ومن تحت الطاولة، كشفت المعلومات ذاتها عن ان واشنطن مرّرت لقيادي لبناني كبير، عبر مبعوثها، وعودا باستثمارات اقتصادية ضخمة في لبنان وبإعادة الإعمار، وكلاما عن جهود ووساطات لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ووقف العدوان في المرحلة المقبلة، ولكن على حد تعبيره، قال باراك «أرجوكم… امنعوا حزب الله من التدخّل في الحرب»…
على ان ما لم تقله واشنطن علنا، ردّ حزب الله عليه رسميا عبر أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، حين أعلن بوضوح ان الحزب لا يقف على الحياد في الحرب «الإيرانية – الإسرائيلية»، في رسالة مزدوجة المعنى، تبعا لما كشفته المصادر القيادية في الثنائي، المقرّبة من الحزب:
أولا: إن أي رهان أميركي أو إسرائيلي على التزام حزب الله الحياد في حال تعرّضت إيران لضربة كبرى هو رهان ساقط.
ثانيا: إن قرار الرد موجود وهو خاضع لحسابات الميدان… فالحزب لا يهوى الحرب، لكنه لا يخشاها ومستعد لها.
وعلى الرغم من عدم إعلان حزب الله عزمه على الدخول الفوري في الحرب، لكنه في المقابل أغلق الباب أمام أي توقعات بالتزامه الصمت ووقوفه على الحياد، وهو موقف يُربك واشنطن والعدو الإسرائيلي معاً، لأن أخطر ما في معادلة حزب الله اليوم هو «غموض توقيت وآلية الدخول في الحرب، مقابل وضوح القرار بالتصرف وفقا لما يراه مناسبا في اللحظة المناسبة».
واللافت كما تقول المصادر ان كلا من واشنطن وحزب الله، رغم التباعد الجذري في المواقف، يتفقان على توصيف المرحلة بأنها شديدة الحساسية والخطورة، وبأن لبنان بات ساحة مركزية في الحرب الدائرة حاليا.
منال زعيتر- "اللواء"
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صوت بيروت
منذ 42 دقائق
- صوت بيروت
مصادر حكومية "تهوّن" من كلام قاسم... "ما بيقدر يقول إلا هيك"!
قبل أن يتقدّم 'حزب الله' على خطّ إسناد غزة، وقبل أن يبدأ عقد 'المحور' بالتفكك حبّة حبّة، كانت عين التينة أشبه بمحجّ دائم للمبعوث الأميركي السابق آموس هوكستين. مرّات ومرّات، بدت واشنطن وكأنها سلّمت بأن ثنائية 'أمل' – 'حزب الله' هي حجر الزاوية في البيت اللبناني، فيما الودّ الفاقع الذي أبداه كبير المفاوضين الأميركيين تجاه نبيه بري، أغرى كثيرين بالاعتقاد أن الشيعية السياسية قد كُتب لها أن تحكم لبنان لقرنٍ مقبل. لكن، ما إن لمحت واشنطن إشارات تجاوزٍ للدور، حتى تبدّل المزاج. سُحب 'الصديق الظرفي' بهدوء من دائرة الضوء، وصعد إلى الخشبة بطل آخر. وفي الوقت المستقطع، تتصاعد المخاوف من انزلاق 'حزب الله' إلى جبهة إسناد. التصريحات المتفجّرة التي تخرج من الضاحية الجنوبية، وتُلاقيها نبرات عالية من طهران، توحي بأنّ الحرب قد تطرق أبواب لبنان في أيّ لحظة. ما يفتح الباب أمام سؤال بديهي: هل يملك لبنان الرسمي ضمانات فعلية من 'حزب الله'؟ مصادر حكومية توضح لـ 'نداء الوطن' أنّه مع اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران، نُقلت رسالة عبر الجيش اللبناني إلى 'حزب الله'، تحذّره من مغبّة الانخراط في أي مواجهة خارج قرار الدولة. وتُضيف المصادر: 'المؤشّرات الآتية من 'الحزب' حتى اللحظة، تدل على أنه ليس في وارد التورط'. لكن ماذا عن تصريح الأمين العام لـ 'حزب الله' الشيخ نعيم قاسم، الذي قال بوضوح: سنتصرّف بما نراه مناسباً في مواجهة العدوان الأميركي – الإسرائيلي على إيران؟ المصادر الحكومية تُهوِّن من وطأة التصريح، معتبرة أن كلام قاسم لا يمكن أن يكون مختلفاً في العلن، لكنه لا يعني بالضرورة قراراً بالتحرّك، وتضيف: 'ما بيقدر يقول غير هيك'. ما تقوله مصادر السرايا، يتقاطع مع ما يقوله مصدر بارز. يخبر المصدر أنّه مع بدايات التصعيد ضدّ إيران، وصلت إلى 'حزب الله' رسالة إسرائيلية، محمولة على جناح الحمام الأميركي الزاجل، تحذّر من مغبّة الانخراط في جبهة إسنادٍ جديدة. 'الحزب'، بحسب المصدر، لم يغلق الباب، بل ردّ على الطلب بطلب ضمانة من إسرائيل بالكفّ عن خرق اتفاق الهدنة، في مقابل ضمانة بعدم التدخّل. عندما وصل الجواب إلى الوسيط الأميركي تساءل بدهشة: وهل يملك 'حزب الله' فعلاً القدرة على التدخّل؟ فعاجله حامل الجواب: لماذا إذاً تسأل عن ضمانات؟ وهنا السؤال الذي يُطرح: إذا كانت واشنطن مقتنعة بأن 'حزب الله' لا يملك من الإسناد إلاّ ما يُقال، لا ما يُفعل، فلماذا أرسلت المبعوث الأميركي توم براك إلى بيروت؟ تجيب المصادر الحكومية، أنّ زيارة براك إلى بيروت كانت مقرّرة قبل بدء الحرب بين إسرائيل وإيران، وهي لا تُقرأ من بوابة التخوّف الأميركي أو الإسرائيلي من دخول 'حزب الله' على خطّ إسناد إيران، بل من زاوية أكثر هدوءاً. فالمسألة ليست جبهات وإسناد، بقدر ما هي فراغ في إدارة الملفّ اللبناني، دفع واشنطن إلى إعادة الإمساك بالخيوط المتروكة، ألا وهي حصر السلاح بيد الدولة وترسيم الحدود البرية. وإن كان برّاك لم يغفل احتمال دخول 'حزب الله' على الخطّ بين إسرائيل وإيران، بحيث مرّر رسالة حول ضرورة تحييد لبنان.


صوت بيروت
منذ 42 دقائق
- صوت بيروت
إسرائيل تستهدف موقع أصفهان النووي في إيران
حريق يشتعل في مستودع نفط شهران في طهران بعد هجوم إسرائيلي. رويترز ذكرت وكالة فارس للأنباء السبت أن إسرائيل استهدفت موقع أصفهان النووي في إيران، مضيفة أنه لا يوجد تسرب لمواد خطيرة جراء ذلك. وفي وقت سابق قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الجمعة إن مديرة المخابرات الوطنية تولسي جابارد أخطأت في الإشارة إلى عدم وجود أدلة على أن إيران تصنع سلاحا نوويا. وسبق أن نفى ترامب هذا العام صحة تقييمات نقلتها مديرة المخابرات والتي أفادت بأن طهران لا تعمل على تطوير سلاح نووي، وذلك خلال حديثه مع صحفيين بمطار موريستاون بولاية نيوجيرزي. وقال ترامب 'إنها مخطئة'. وأدلت جابارد بشهادتها أمام الكونجرس في مارس آذار مشيرة إلى أن تقييمات أجهزة المخابرات الأمريكية لا تزال تشير إلى أن طهران لا تعمل على تطوير رأس نووية. وجاءت تصريحات ترامب متزامنة مع قوله إنه سيقرر في غضون أسبوعين ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى إسرائيل في الهجمات على إيران. وفي تبريره لشن غارات جوية على أهداف نووية وعسكرية إيرانية على مدار الأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن طهران على وشك امتلاك رأس نووية. وكان مكتب جابارد أشار سابقا إلى تصريحات قالت فيها إنها وترامب 'على توافق' فيما يتعلق بوضع البرنامج النووي الإيراني. وتنفي إيران تطوير أسلحة نووية وتؤكد أن برنامجها لتخصيب اليورانيوم مخصص للأغراض السلمية فقط. وقال مصدر مطلع على تقارير المخابرات الأمريكية لرويترز إن التقييم الذي قدمته جابارد لم يتغير. وأضاف المصدر أن تقديرات أجهزة المخابرات تشير إلى أن إيران تحتاج لما يصل إلى ثلاث سنوات لبناء رأس حربية بإمكانها إصابة هدف من اختيارها.


ليبانون 24
منذ ساعة واحدة
- ليبانون 24
خارطة طريق دقيقة و"مبكّلة"
وصف كثيرون ممن التقوا الموفد الرئاسي الاميركي توماس باراك بان الاقتراحات التي قدمها كحلول للأوضاع الراهنة، بانها خارطة طريق للتوجهات الاميركية في المرحلة المقبلة وهي وإن كانت متنوعة إلا انها تتميز بانها دقيقة و" مبكلة".