
تسعة اختراعات لا نعلم أن وراءها نساء
إذا سألت عن مخترعين بارزين، قد تتبادر إلى أذهاننا شخصيات مثل توماس إديسون (مخترع المصباح الكهربائي) وألكسندر غراهام بيل (مخترع الهاتف) والعبقري الإيطالي ليوناردو دافنشي.
لكن ماذا عن النساء المخترعات مثل ماري أندرسون أو آن تسوكاموتو؟
قد تجهلون هذين الاسمين، لكن هاتين السيّدتين هما اثنتان فقط من المخترعات اللواتي ابتكرن بعض الأجهزة وحقّقن إنجازات علمية نستخدمها في حياتنا اليومية.
ولأجل الحصول على المزيد من المعلومات ما عليكم إلا النظر إلى تسعة اختراعات ما كنا سنحصل عليها لولا النسوة اللاتي ابتكرنها.
للاستمتاع بمجموعة متنوعة من المقالات والمعلومات الشيقة والملهمة، انضم إلى قناتنا على واتساب (
1: برمجيات الكمبيوتر - غريس هوبر
بعد التحاق غريس هوبر بالبحرية الأمريكية في الحرب العالمية الثانية، كُلّفت بالعمل على إنتاج كمبيوتر جديد أطلق عليه اسم "مارك 1".
ولم يمض وقت طويل قبل أن تصبح، هوبر، في طليعة مبرمجي الكمبيوتر في خمسينيات القرن الماضي، إذ كان لها الفضل في ابتكار نظام ترجمة التعليمات إلى لغة تتمكن أجهزة الكمبيوتر من فهمها وقراءتها، مما جعل عملية البرمجة أسرع بكثير وأحدث ثورة في عمل الكمبيوتر.
وواصلت هوبر العمل في مجال الكمبيوتر حتى تقاعدها من البحرية في سن الـ 79، وكانت حينها أكبر ضباط هذا السلاح عمراً.
2: التعرّف على هوية المتكلم والمنتظر على الخط - شيرلي آن جاكسون
BBC
شيرلي آن جاكسون عالمة أمريكية متخصصة في الفيزياء النظرية، كانت بحوثها التي أجرتها منذ سبعينيات القرن الماضي مسؤولة عن ابتكار أنظمة التعرف على هوية المتكلم في المكالمات الهاتفية، وهوية المنتظر على الخط الهاتفي أثناء إجراء مكالمة هاتفية أخرى.
ومكّنت ابتكاراتها في عالم الاتصالات الهاتفية آخرين من اختراع أجهزة الفاكس والأسلاك البصرية وخلايا إنتاج الطاقة الكهربائية الشمسية.
وكانت جاكسون أوّل أمريكية سوداء تحصل على شهادة الدكتوراة من معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا، كما كانت أول أمريكية سوداء تدير جامعة بحثية ذات مستوى عالٍ.
3: ماسحة زجاج السيارات - ماري أندرسون
وفي يوم شتوي بارد عام 1903، كانت ماري أندرسون في زيارة لمدينة نيويورك. وأثناء تلك الزيارة، لاحظت ماري أن سائق السيارة التي كانت تستقلها اضطر لفتح شباكه الجانبي من أجل إزالة الثلج من على زجاج السيارة الأمامي.
وكل مرة كان يفتح شباكه، يزداد الشعور بالبرد لدى ركّاب السيارة.
فألهمت هذه التجربة، ماري، لابتكار ماسحات من المطاط يمكن تشغيلها من داخل السيارة. وفي عام 1903 حصلت على براءة اختراع بذلك.
لكن اختراع ماري لم يحظ بدعم صانعي السيارات آنذاك، إذ ظنوا أنه سيؤثر سلباً على انتباه السائقين أثناء القيادة.
ولم تحقق ماري أي ربح مادي من اختراعها حتى بعد أن أصبحت ماسحات الزجاج جزءاً أساسياً في السيارات.
4: بطاريات المحطة الفضائية الدولية - أولغا غونزاليز سانابريا
تعد بطارية النيكل والهيدروجين طويلة العمر التي تزود المحطة الفضائية الدولية بالطاقة من الابتكارات المهمة حقاً.
وتمكنت أولغا غونزاليز سانابريا، المنحدرة من بورتوريكو، من تطوير تقنية أسهمت في إنتاج هذه البطاريات في ثمانينيات القرن الماضي.
وعملت أولغا مديرة لقسم الهندسة في مركز غلين للأبحاث التابع لوكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا).
5: غسالة الصحون - جوزفين كوكران
لطالما حلمت جوزفين كوكران - التي كانت تقيم مآدب طعام بشكل دوري - بجهاز يمكنه غسل صحونها بأسرع مما يتمكن خدمها من ذلك، ولا يكسر هذه الصحون.
وكان الاختراع الذي أنجزته، والذي كان يشتمل على محرك يدير عجلة داخل مرجل نحاسي، أول غسالة صحون تستخدم ضغط الماء في عملها.
وكان زوج كوكران، السكير، قد ترك لها ديوناً ثقيلة عقب وفاته، مما دفعها إلى تسجيل براءة اختراعها في عام 1886 وإلى تأسيس أول مصنع لهذه الغسالات.
6: نظام الأمن المنزلي - ماري فان بريتان براون
كانت ماري فان بريتان براون تعمل ممرضة، وكثيراً ما تبقى في بيتها بمفردها، مما دفعها إلى التفكير في ابتكار يجعلها أكثر أماناً في مسكنها.
وبمعية زوجها ألبرت، طورت براون أول نظام للأمن المنزلي رداً على ارتفاع معدلات الجريمة وضعف أداء الشرطة في ستينيات القرن الماضي.
وكان النظام الذي ابتكرته براون معقداً بعض الشيء، إذ كان يتضمن آلة تصوير تعمل بمحرك يرفعها ويخفضها حول باب بيتها الأمامي للتعرف على وجود أي شخص يحاول اقتحام البيت.
وكان النظام يضمّ أيضاً شاشة في غرفة نومها تبثّ الصور التي تلتقطها آلة التصوير إلى جانب زر للإنذار.
7: فصل الخلايا الجذعية - آن تسوكاموتو
سجّلت، آن تسوكاموتو، براءة اختراع طريقة عزل وفصل الخلايا الجذعية في عام 1991، ومنذ ذلك الحين أدت البحوث التي أنجزتها إلى تطوّرات عظيمة في مجال فهم عمل جهاز الدوران لدى مرضى السرطان، وهي تطورات قد تؤدي في نهاية المطاف إلى ابتكار علاج لهذا المرض.
وأجرت تسوكاموتو أبحاثاً إضافية في نمو الخلايا الجذعية، وشاركت في تسجيل براءات اختراع سبعة اختراعات أخرى.
8: مادة الكيفلار - ستيفاني كفوليك
واخترعت الكيميائية، ستيفاني كفوليك، مادة الكيفلار، وهي نسيج خفيف الوزن يستخدم في السُّتَر المقاومة للطلقات النارية.
ومنذ نجاحها في تطوير هذه المادة في عام 1965، أنقذ الكيفلار، الذي تبلغ متانته خمسة أضعاف متانة الفولاذ، حياة العديد من البشر، ويستخدمه الملايين يومياً.
ويوجد الكيفلار في العديد من المنتجات منها القفازات المنزلية والهواتف المنقولة والطائرات والجسور المعلّقة.
9: لعبة المونوبولي - إليزابيث ماجي
رغم أن كثيرين يقولون إن تشارلز دارو هو الذي ابتكر المونوبولي، وهي واحدة من أشهر الألعاب في التاريخ، لكن قوانين اللعبة كانت من بنات أفكار إليزابيث ماجي.
أرادت ماجي إظهار مخالب الرأسمالية، وذلك عن طريق لعبة مبتكرة يتبادل فيها اللاعبون الأموال والأملاك.
وكانت اللعبة التي سجلتها في عام 1904 تدعى "لعبة أصحاب الأملاك".
أما لعبة المونوبولي المعروفة اليوم، فقد أنتجت للمرة الأولى في عام 1935 من قبل الأخوة باركر الذين اكتشفوا أن دارو لم يكن مخترعها الوحيد، بل كان قد اشترى حقوق نشرها من ماجي بـ 500 دولار فقط.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأيام
منذ 3 أيام
- الأيام
كيف يفسر العلم التشابه المذهل في سلوكيات توائم لا يعيشون مع بعضهم؟
Getty Images التوائم دائماً يثيرون الفضول. وأي توأمين يعرفان تماماً الأسئلة المعتادة التي لا تتوقف. "هل لديكما قدرات خارقة؟" "هل تشعران بألم بعضكما؟" "هل تبادلتما الأدوار من قبل؟" فجاذبيّة وغموض شخصين مستقلين ومع ذلك متشابهين إلى حد كبير ألهمت الأساطير القديمة، كما ألهمت الموسيقى والأفلام والأدب. لكن التوائم كانوا أيضاً محور اهتمام كبير في الأوساط العلمية، إذ يُتيحون فرصة فريدة لدراسة تأثير العوامل الوراثية والبيئية على صفاتنا وسلوكياتنا البشرية. فهل تُشكلنا العوامل الوراثية أم البيئة التي ننشأ فيها؟ BBC يميل التوائم المتطابقون إلى مشاركة جميع جيناتهم تقريباً ويبدون متشابهين جداً هناك نوعان من التوائم. التوأمان غير المتطابقين أو الشقيقين، اللذان ينشآن من بويضتين منفصلتين أُطلقتا في نفس الوقت، وخُصِّبتنا بحيوانين منويين مختلفين. يتشاركان بنحو 50 في المئة من مادتهما الوراثية، تماماً كما هو الحال مع الأشقاء العاديين (غير التوأمين). أما التوأمان المتطابقان، فينشآن من حيوان منوي واحد وبويضة مخصّبة واحدة تنقسم إلى جنينين، مما يعني أنهما يتشاركان جميع جيناتهما تقريباً، وغالباً ما يبدوان متشابهين للغاية. ويُعد هذا النوع من التوائم نادراً، إذ لا يتجاوز معدل ولادتهما ثلاث حالات لكل ألف ولادة. البروفيسورة نانسي سيغال، وهي توأم غير متطابق، كرّست حياتها المهنية بالكامل لدراسة هذا المجال، تعمل أستاذة في علم النفس وعلم الوراثة السلوكي في جامعة ولاية كاليفورنيا بفوليرتون، حيث تدير مركز أبحاث التوائم. تقول البروفيسورة نانسي: "التوائم تتيح لنا فرصة استثنائية لفهم تأثير الوراثة والبيئة على أي سمة، من الذكاء إلى سرعة الجري، ومن الشخصية إلى الطول والوزن". وعادة ما تقارن الأبحاث بين التوائم المتطابقة، التي تتشارك الجينات، والتوائم غير المتطابقة. وإذا أظهر توأمان متطابقان تشابهاً أكبر في سمة معينة، فإن ذلك يُعدّ مؤشراً قوياً على وجود تأثير وراثي في تلك السمة. وربما لا يُفاجئك أن الجينات تؤثر على أشياء مثل الطول أو الوزن أو حتى الذكاء، لكن اللافت أن دراسات التوائم أظهرت أن الجينات تؤثر أيضاً في تكوين بعض من أكثر سماتنا وسلوكياتنا خصوصية. وتوضح نانسي: "التوائم استُخدموا لدراسة العديد من السلوكيات المختلفة، مثل التدين والمواقف الاجتماعية، والإيمان بعقوبة الإعدام، واستخدام المواد المخدرة، وحتى أساليب إدارة الشؤون المالية". فعلى سبيل المثال، أظهرت دراسات في الولايات المتحدة وهولندا وأستراليا أن التوائم المتطابقين يميلون لتبني مواقف متشابهة تجاه الدين أكثر من التوائم غير المتطابقين، خاصة في مرحلة البلوغ. وهذا يشير إلى وجود أثر للجينات في التوجهات الدينية. وتبيّن البروفيسورة نانسي أن هذا الأمر لا يعني أن الجينات تتحكم في مسألة الإيمان، بل يعني أنها تؤثر في مجموعة معقدة من السمات، مثل الذكاء أو الحساسية، التي قد تهيئ الفرد لتبنّي موقف ديني أو روحي معين. Leonard Ortiz/Digital First Media/Orange County Register via Getty Images انفصلت إليزابيث هامل (يسار) وآنا هانت (يمين) لمدة 78 عاماً قبل أن تجتمعا مرة أخرى، مما أعطى البروفيسور نانسي سيجال (وسط) دراسة حالة مثالية لأبحاثها. توأمان منفصلان من بين أكثر ما توصلت إليه البروفيسورة نانسي سيغال إثارةً للدهشة، تلك النتائج المستخلصة من دراسة حالات نادرة لتوأمين متطابقين نشأ كلٌّ منهما في بيئة مختلفة. تقول نانسي: "أحد الجوانب اللافتة يخص الشخصية. فمن المثير حقاً أن نجد أن سمات مثل العدوانية ومدى التمسك بالتقاليد، تظهر لدى التوأمين المتطابقين بدرجة التشابه ذاتها، سواء نشآ معاً أم في بيئتين منفصلتين. وهذا يدل على أن التشابه بين الأقارب الذين يعيشون سوياً لا ينتج بالضرورة عن البيئة المشتركة، بل تدفعه العوامل الجينية بالدرجة الأولى". وواحدة من أشهر الدراسات التي أجرتها البروفيسورة نانسي كانت عن التوأمين آن هانت وإليزابيث هامل، اللتين انفصلتا تقريباً منذ الولادة. وسجل هذان التوأمان رقماً قياسياً في موسوعة غينيس كأطول توأمين انفصلا زمنياً؛ لمدة 78 عاماً. وتم لمّ شملهما في الولايات المتحدة حيث كانت إليزابيث تعيش، بعد ما بدأت آن -التي وُلدت وتعيش في المملكة المتحدة-، بالبحث عنها. وأظهرت نتائج الدراسة أنَّ آن وإليزابيث تشتركان في عدد من الصفات الشخصية، حتى إن كلاهما تزوج من رجل اسمه "جيم". لكن الحالات الأغرب ظهرت في دراسات أخرى؛ إذ وُجد أن بعض التوائم المتطابقين ممن نشأوا في بيئات منفصلة كانوا يطوّرون سلوكيات متماثلة على نحو يصعب تفسيره بالصدفة. وتضيف سيغال: "حتى العادات والسلوكيات غير المألوفة تتكرر. فعلى سبيل المثال، استخدمت مجموعة من التوائم المتطابقة نوعاً سويدياً محدداً من معجون الأسنان. والتقى توأمان متطابقان آخران -نشأ كل منهما منفصلاً عن الآخر- في مطار مينيسوتا، وكان كلاهما يرتدي سبعة خواتم وثلاثة أساور وساعة". لكن التشابه لم يتوقف عند هذا الحد. وتابعت: "مجموعة أخرى من التوائم المتطابقة اعتادت وضع أشرطة مطاطية حول معاصمها، وغسل يديها قبل وبعد استخدام الحمام. ربما هم حساسون جداً تجاه الجراثيم ويهتمون بالنظافة بشكل كبير". وتشير إلى "توأمين اسكتلنديين متطابقين تربيا منفصلين، كان كل منهما يقطع شريحة التوست إلى أربعة مربعات، ثم يأكل ثلاثة منها فقط. وهذا يوحي بالرغبة في ضبط الشهية أو عدم إنهاء كل الطعام في الطبق". وتضيف البروفيسورة نانسي: "هذه الأمور... توحي بأن الصدفة ليست الفاعل هنا. فجميعنا لديه عادات غريبة وغير معتادة، وهذه العادات لا تظهر من فراغ، بل تعكس جزءاً منا إلى حد ما". japatino via Getty Images يقول الخبراء إن السمات الشخصية المشتركة بين التوائم هي نتيجة لمزيج من البيئة والجينات توأما "جيم" تُعد حالة "توأمي جيم" من ولاية مينيسوتا الأمريكية مثالاً فريداً على ما يُعرف بـ"التزامن التوأمي" اللافت. فقد وُلد التوأمان، وكلٌّ منهما يحمل اسم جيم، وانفصلا منذ الولادة وتربّى كل منهما في أسرة مختلفة، ولم يلتقيا سوى في سن الـ39، ليكتشفا حجم التشابه المدهش في حياتيهما. كلاهما تزوج امرأة تُدعى ليندا، ثم انفصل كل منها عن زوجته، ثم تزوج كل منها مرة أخرى امرأة تُدعى بيتي. كلاهما امتلك كلباً اسمه توي، وأنجب ابناً اسمه جيمس آلان. ولم يتوقف التشابه عند ذلك؛ بل كانا يقضيان عطلتهما في الشاطئ نفسه، ويقضمان أظافرهما بالطريقة ذاتها. وكان التوأمان جزءاً من دراسة أجراها الدكتور توماس بوتشارد من جامعة مينيسوتا، وجدت أن نتيجتهما في اختبارات الشخصية كانت متشابهة بشكل ملحوظ، على الرغم من أنهما لم يتواصلا مطلقاً. وتطرح هذه الأمثلة الغريبة سؤالاً: هل نتمتع حقاً بالقدر من الإرادة والاختيار في قراراتنا وسلوكياتنا كما نعتقد؟ تُجيب البروفيسورة نانسي: "كون سلوك معين يتأثر بالعوامل الوراثية لا يعني غياب الإرادة الحرة. خذ مثلاً الطلاق. قد تلعب بعض السمات الجينية دوراً في قرارات من هذا النوع - كالشخصية الصعبة أو العناد - لكن الجينات لا تُصدر قرار الطلاق نيابة عنك. إنها خصائص تؤثر في القرار، لا تحسمه". وتشير البروفيسورة نانسي إلى أن الأمر الأهم هو عدم الارتهان للأحكام المطلقة. فبالنسبة لشخصياتنا وسماتنا، لا يوجد مصدر وحيد ونهائي شكّلنا وجعلنا ما نحن عليه اليوم. وتختتم قائلةً: "يميل الناس إلى الاعتقاد بأن البيئة هي التي شكلتنا بالكامل. لكنني أرى أن هذا فهم خاطئ".


الأيام
٢٠-٠٧-٢٠٢٥
- الأيام
تسعة اختراعات لا نعلم أن وراءها نساء
Getty Images إذا سألت عن مخترعين بارزين، قد تتبادر إلى أذهاننا شخصيات مثل توماس إديسون (مخترع المصباح الكهربائي) وألكسندر غراهام بيل (مخترع الهاتف) والعبقري الإيطالي ليوناردو دافنشي. لكن ماذا عن النساء المخترعات مثل ماري أندرسون أو آن تسوكاموتو؟ قد تجهلون هذين الاسمين، لكن هاتين السيّدتين هما اثنتان فقط من المخترعات اللواتي ابتكرن بعض الأجهزة وحقّقن إنجازات علمية نستخدمها في حياتنا اليومية. ولأجل الحصول على المزيد من المعلومات ما عليكم إلا النظر إلى تسعة اختراعات ما كنا سنحصل عليها لولا النسوة اللاتي ابتكرنها. للاستمتاع بمجموعة متنوعة من المقالات والمعلومات الشيقة والملهمة، انضم إلى قناتنا على واتساب ( 1: برمجيات الكمبيوتر - غريس هوبر بعد التحاق غريس هوبر بالبحرية الأمريكية في الحرب العالمية الثانية، كُلّفت بالعمل على إنتاج كمبيوتر جديد أطلق عليه اسم "مارك 1". ولم يمض وقت طويل قبل أن تصبح، هوبر، في طليعة مبرمجي الكمبيوتر في خمسينيات القرن الماضي، إذ كان لها الفضل في ابتكار نظام ترجمة التعليمات إلى لغة تتمكن أجهزة الكمبيوتر من فهمها وقراءتها، مما جعل عملية البرمجة أسرع بكثير وأحدث ثورة في عمل الكمبيوتر. وواصلت هوبر العمل في مجال الكمبيوتر حتى تقاعدها من البحرية في سن الـ 79، وكانت حينها أكبر ضباط هذا السلاح عمراً. 2: التعرّف على هوية المتكلم والمنتظر على الخط - شيرلي آن جاكسون BBC شيرلي آن جاكسون عالمة أمريكية متخصصة في الفيزياء النظرية، كانت بحوثها التي أجرتها منذ سبعينيات القرن الماضي مسؤولة عن ابتكار أنظمة التعرف على هوية المتكلم في المكالمات الهاتفية، وهوية المنتظر على الخط الهاتفي أثناء إجراء مكالمة هاتفية أخرى. ومكّنت ابتكاراتها في عالم الاتصالات الهاتفية آخرين من اختراع أجهزة الفاكس والأسلاك البصرية وخلايا إنتاج الطاقة الكهربائية الشمسية. وكانت جاكسون أوّل أمريكية سوداء تحصل على شهادة الدكتوراة من معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا، كما كانت أول أمريكية سوداء تدير جامعة بحثية ذات مستوى عالٍ. 3: ماسحة زجاج السيارات - ماري أندرسون وفي يوم شتوي بارد عام 1903، كانت ماري أندرسون في زيارة لمدينة نيويورك. وأثناء تلك الزيارة، لاحظت ماري أن سائق السيارة التي كانت تستقلها اضطر لفتح شباكه الجانبي من أجل إزالة الثلج من على زجاج السيارة الأمامي. وكل مرة كان يفتح شباكه، يزداد الشعور بالبرد لدى ركّاب السيارة. فألهمت هذه التجربة، ماري، لابتكار ماسحات من المطاط يمكن تشغيلها من داخل السيارة. وفي عام 1903 حصلت على براءة اختراع بذلك. لكن اختراع ماري لم يحظ بدعم صانعي السيارات آنذاك، إذ ظنوا أنه سيؤثر سلباً على انتباه السائقين أثناء القيادة. ولم تحقق ماري أي ربح مادي من اختراعها حتى بعد أن أصبحت ماسحات الزجاج جزءاً أساسياً في السيارات. 4: بطاريات المحطة الفضائية الدولية - أولغا غونزاليز سانابريا تعد بطارية النيكل والهيدروجين طويلة العمر التي تزود المحطة الفضائية الدولية بالطاقة من الابتكارات المهمة حقاً. وتمكنت أولغا غونزاليز سانابريا، المنحدرة من بورتوريكو، من تطوير تقنية أسهمت في إنتاج هذه البطاريات في ثمانينيات القرن الماضي. وعملت أولغا مديرة لقسم الهندسة في مركز غلين للأبحاث التابع لوكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا). 5: غسالة الصحون - جوزفين كوكران لطالما حلمت جوزفين كوكران - التي كانت تقيم مآدب طعام بشكل دوري - بجهاز يمكنه غسل صحونها بأسرع مما يتمكن خدمها من ذلك، ولا يكسر هذه الصحون. وكان الاختراع الذي أنجزته، والذي كان يشتمل على محرك يدير عجلة داخل مرجل نحاسي، أول غسالة صحون تستخدم ضغط الماء في عملها. وكان زوج كوكران، السكير، قد ترك لها ديوناً ثقيلة عقب وفاته، مما دفعها إلى تسجيل براءة اختراعها في عام 1886 وإلى تأسيس أول مصنع لهذه الغسالات. 6: نظام الأمن المنزلي - ماري فان بريتان براون كانت ماري فان بريتان براون تعمل ممرضة، وكثيراً ما تبقى في بيتها بمفردها، مما دفعها إلى التفكير في ابتكار يجعلها أكثر أماناً في مسكنها. وبمعية زوجها ألبرت، طورت براون أول نظام للأمن المنزلي رداً على ارتفاع معدلات الجريمة وضعف أداء الشرطة في ستينيات القرن الماضي. وكان النظام الذي ابتكرته براون معقداً بعض الشيء، إذ كان يتضمن آلة تصوير تعمل بمحرك يرفعها ويخفضها حول باب بيتها الأمامي للتعرف على وجود أي شخص يحاول اقتحام البيت. وكان النظام يضمّ أيضاً شاشة في غرفة نومها تبثّ الصور التي تلتقطها آلة التصوير إلى جانب زر للإنذار. 7: فصل الخلايا الجذعية - آن تسوكاموتو سجّلت، آن تسوكاموتو، براءة اختراع طريقة عزل وفصل الخلايا الجذعية في عام 1991، ومنذ ذلك الحين أدت البحوث التي أنجزتها إلى تطوّرات عظيمة في مجال فهم عمل جهاز الدوران لدى مرضى السرطان، وهي تطورات قد تؤدي في نهاية المطاف إلى ابتكار علاج لهذا المرض. وأجرت تسوكاموتو أبحاثاً إضافية في نمو الخلايا الجذعية، وشاركت في تسجيل براءات اختراع سبعة اختراعات أخرى. 8: مادة الكيفلار - ستيفاني كفوليك واخترعت الكيميائية، ستيفاني كفوليك، مادة الكيفلار، وهي نسيج خفيف الوزن يستخدم في السُّتَر المقاومة للطلقات النارية. ومنذ نجاحها في تطوير هذه المادة في عام 1965، أنقذ الكيفلار، الذي تبلغ متانته خمسة أضعاف متانة الفولاذ، حياة العديد من البشر، ويستخدمه الملايين يومياً. ويوجد الكيفلار في العديد من المنتجات منها القفازات المنزلية والهواتف المنقولة والطائرات والجسور المعلّقة. 9: لعبة المونوبولي - إليزابيث ماجي رغم أن كثيرين يقولون إن تشارلز دارو هو الذي ابتكر المونوبولي، وهي واحدة من أشهر الألعاب في التاريخ، لكن قوانين اللعبة كانت من بنات أفكار إليزابيث ماجي. أرادت ماجي إظهار مخالب الرأسمالية، وذلك عن طريق لعبة مبتكرة يتبادل فيها اللاعبون الأموال والأملاك. وكانت اللعبة التي سجلتها في عام 1904 تدعى "لعبة أصحاب الأملاك". أما لعبة المونوبولي المعروفة اليوم، فقد أنتجت للمرة الأولى في عام 1935 من قبل الأخوة باركر الذين اكتشفوا أن دارو لم يكن مخترعها الوحيد، بل كان قد اشترى حقوق نشرها من ماجي بـ 500 دولار فقط.


الأيام
٠٤-٠٧-٢٠٢٥
- الأيام
هل سمعت من قبل عن 'أيام الكلب'؟ إنها أكثر حرارة مما تتخيل!
Getty Images في كل صيف، ومع ارتفاع درجات الحرارة إلى ذروتها، يظهر في الإعلام الغربي تعبير يعود إلى قرون مضت: "Dog Days of Summer"، أو ما يُعرف تقليدياً بـ"أيام الكلب". وراء هذه العبارة تاريخ طويل يجمع بين الرصد الفلكي والموروث الشعبي وتغيرات الطقس، وهي ظاهرة ما تزال تثير الفضول حتى اليوم، خاصة مع تزايد الحديث عن الاحتباس الحراري وطول فترات الحر. مصطلح "أيام الكلب" لا يُشير إلى الحيوانات الأليفة، بل إلى نجم "الشعرى اليمانية"، ألمع نجم في السماء، والذي يظهر في كوكبة تُدعى "الكلب الأكبر" (Canis Major). منذ آلاف السنين، لاحظ الإغريق والرومان أن هذا النجم يظهر فجراً في توقيت يتزامن مع أشد أيام الصيف حرارة، وبما أن ظهوره كان يقترن بموجات الحر، فقد ارتبط في أذهانهم بالأمراض، والتوتر، وفترات اللااستقرار، ومن هنا وُلد المصطلح الذي ما زال يُستخدم في اللغة الإنجليزية حتى اليوم، رغم أن الارتباط بين النجم والحرارة لم يثبت علمياً. في الثقافات القديمة، أخذت هذه الظاهرة معاني متباينة، ففي مصر القديمة، كان طلوع الشعرى إشارة إلى فيضان النيل، وهو حدث موسمي كان مؤشر على موسم خصب. أما في الموروث الإغريقي والروماني، فقد كانت هذه الأيام تُعد نذير شؤم، وكان الناس يتجنبون اتخاذ قرارات كبيرة أو بدء الحروب خلالها. Getty Images العرب بدورهم لم يستخدموا مصطلح "أيام الكلب"، لكنهم قسّموا الصيف إلى مراحل مثل "القيظ" و"جمرة القيظ" التي تشير إلى أكثر فترات فصل الصيف ارتفاعاً في درجات الحرارة، وكان طلوع نجم الشعرى محسوباً في تقاويمهم الفلكية والزراعية. فلكياً، يُعد ظهور نجم الشعرى اليمانية حدثاً دقيقاً، لكن تحديد فترة "القيظ" منها لم يسهل تحديده بدقة علمياً، ففي التقويم الغربي، تمتد تقليدياً بين 3 يوليو/تموز و11 أغسطس/آب، إلا أن هذه الفترة تختلف من مكان لآخر بحسب خطوط العرض والظروف المناخية. وفي الشرق الأوسط، مثلاً، تبدأ موجات الحر الشديد في يونيو/حزيران، وغالباً ما تستمر حتى سبتمبر/أيلول، دون أن يُطلق عليها اسم خاص مشابه. ومع تصاعد حدة التغير المناخي العالمي، باتت هذه الفترة أكثر من مجرد ذكرى موسمية. وفقاً للبيانات المناخية، فإن "أيام الكلب" باتت تمتد أطول، وتتسم بدرجات حرارة أعلى، مع زيادة في الرطوبة وركود الرياح، هذه الظروف تخلق بيئة مناسبة لارتفاع استهلاك الكهرباء، وتراجع جودة الهواء، وزيادة احتمالات الحرائق، ما يضع الحكومات أمام تحديات إضافية كل عام. ولا يقتصر تأثير هذه الظاهرة على الطقس فقط، فبحسب دراسات حديثة، تزداد خلال هذه الفترة معدلات الضغط النفسي، والتوتر، ونوبات الغضب. كما لوحظ ارتفاع في معدلات الجريمة في بعض المناطق، خاصة تلك التي تفتقر إلى وسائل التبريد أو تعاني من تردّي الخدمات الأساسية. Getty Images في المدن الكبرى، يُسجل ارتفاع ملحوظ في حالات الطوارئ الصحية، نتيجة ضربات الشمس أو الإجهاد الحراري، لا سيما بين كبار السن والعُمّال والمشردين. على المستوى الثقافي، كانت لهذه الأيام مكانة خاصة في الأدب والفولكلور، ففي المسرحيات الإنجليزية الكلاسيكية، كُرّست "أيام الكلب" كرمز لفوضى الصيف واختلال المزاج العام. وتُستخدم عبارة "The dog days are over" في الإنجليزية الحديثة للدلالة على نهاية فترة صعبة. أما في الثقافة العربية، فلا يوجد مقابل لغوي مباشر، لكن تُستخدم تعبيرات مثل "حرّ لافح" أو "جمرة القيظ"، وتظهر في الأمثال والتحذيرات الشعبية خلال مواسم الصيف القاسية. التعامل الشعبي مع هذه الفترات يختلف من منطقة لأخرى، حيث يلجأ الناس في الشرق الأوسط إلى تجنّب الحركة في ذروة النهار، وارتداء ملابس خفيفة، والإكثار من السوائل، أما في المدن، فتزداد الحركة في الليل، بينما تعتمد الحكومات على نشرات التوعية الصحية، وتُصدر تحذيرات دورية، وتنصح بتجنب التعرّض الطويل للشمس. لكن رغم هذه الإجراءات، تظل "أيام الكلب" تمثّل تحدياً متجدداً، خاصة مع تصاعد التغير المناخي، الذي جعل الصيف أكثر شدّة، وغير متوقع في بعض المناطق. لقد تحوّلت هذه الظاهرة من مؤشر فلكي موسمي إلى مرآة تعكس واقعاً بيئياً متقلّباً، يتطلب مراجعة سياسات التكيّف مع الطقس، لا سيما في الدول التي تعاني من بنية تحتية ضعيفة. ورغم أن المصطلح قد يبدو غريباً في السياق العربي، إلا أن الظاهرة ذاتها مألوفة لكل من عاش في منطقة حارة، فما تُسمّيه بعض الثقافات "أيام الكلب"، يعرفه سكان الخليج، وبلاد الشام، وشمال أفريقيا، كفصل طويل من التكيّف والتحمّل، وهو ما يجعل هذه الظاهرة فرصة لفهم أعمق للعلاقة المعقّدة بين الطقس والتاريخ والثقافة والإنسان.