logo
عالم جزر غالاباغوس الفريد تحت وطأة التغير المناخي

عالم جزر غالاباغوس الفريد تحت وطأة التغير المناخي

الجزيرةمنذ 2 أيام

ينعكس ضوء الصباح الدافئ على بقايا قوس صخري طبيعي قرب جزيرة داروين، إحدى أكثر جزر غالاباغوس عزلة. في المياه الزرقاء الصافية العميقة، تتحرك آلاف الكائنات البحرية مثل أسماك وقرش المطرقة وإغوانات بحرية بحثا عن الطعام.
كان انهيار قوس داروين، الذي سُمي على اسم عالم الطبيعة البريطاني الشهير صاحب نظرية التطور، عام 2021 نتيجةً للتآكل الطبيعي. لكن زواله سلّط الضوء على هشاشة أرخبيل شاسع يتعرض لضغوط متزايدةٍ من تغيّر المناخ والأنواع الغازية.
يؤثر ارتفاع درجة حرارة المحيطات على مصادر الغذاء للعديد من الحيوانات البحرية في جزر غالاباغوس. تواجه الإغوانا البحرية، وهي من الأنواع العديدة المتوطنة أو الفريدة في جزر غالاباغوس، صعوبة في العثور على الطحالب الحمراء والخضراء التي تفضلها.
كما تجد السلاحف البحرية صعوبة في بناء أعشاشها في درجات الحرارة الأكثر ارتفاعا. وتزداد صعوبة تربية صغارها مع ارتفاع درجة حرارة المياه وقلة العناصر الغذائية المتاحة.
أضاف الاحترار الكبير الناجم عن تغير المناخ في السنوات الأخيرة ضغوطا على العديد من الأنواع في الجزر النائية قبالة سواحل الإكوادور.
تقول ناتاشا كابيزاس، وهي مرشدة طبيعية، "لدينا هنا شيء من كل شيء، ولهذا السبب يقول الناس إن جزر غالاباغوس متنوعة للغاية، ولكن لدينا عدد صغير من كل شيء".
لطالما كانت جزر غالاباغوس حساسة لتغيرات درجة حرارة المحيط. يقع الأرخبيل نفسه عند نقطة التقاء التيارات المحيطية الرئيسية، الباردة من الجنوب، والدافئة من الشمال، والتيار الصاعد البارد من الغرب. ثم هناك ظاهرة النينيو، وهي ارتفاع دوري وطبيعي في درجة حرارة المحيط الهادئ يؤثر على الطقس في جميع أنحاء العالم.
وبينما تتفاوت درجات الحرارة تبعا للفصول والأحداث المناخية الطبيعية الأخرى، فإن درجات حرارة المحيطات آخذة في الارتفاع بسبب تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان، إذ تمتص المحيطات الغالبية العظمى من الحرارة الزائدة في الغلاف الجوي.
وقد شهد المحيط أسخن عقد له منذ القرن الـ19 على الأقل خلال السنوات العشر الماضية، وكان عام 2024 أدفأ عام على اليابسة وفي المحيطات على الإطلاق.
مع بداية شهر يونيو/حزيران، يحل الشتاء في نصف الكرة الجنوبي، ويجلب تيار كرومويل أسماك قرش الحوت وأسماك المطرقة وسمك الشمس الضخم إلى السطح.
كما يوفر هذا التيار المغذيات لطيور البطريق والسحالي البحرية وأسود البحر بحثا عن الطعام. ومع ظهور المزيد من هذه الحيوانات هذا الموسم، يتتبع العلماء كيفية تأثرها بظاهرة النينيو العام الماضي.
قد يؤدي النينيو إلى نقص في الغذاء لبعض الأنواع، مثل الإغوانا البحرية والسلاحف البحرية، إذ يعني ارتفاع درجة حرارة المحيط تناقص مصادر الغذاء. وقد لاحظ العلماء الذين يراقبون هذه الأنواع انخفاضا كبيرا في أعدادها خلال أحداث النينيو.
تسبح الإغوانا البحرية كالأفاعي في الماء من صخرة إلى صخرة، في وقت تتلاطم فيه الأمواج على شاطئ جزيرة فرناندينا. وبينما تتشبث بالصخور تحت الماء لتتغذى على الطحالب التي تنمو هناك، تدور أسود البحر حولها كالجراء باحثة عن من تلعب معه.
وقال خورخي كاريون مدير هيئة الحفاظ على جزر غالاباغوس إن "الإغوانا كانت من أكثر الأنواع المتضررة من ظاهرة النينيو العام الماضي، وهي لا تزال تتعافى الآن".
مع تهديد ارتفاع درجات حرارة المحيطات للكائنات البحرية والمائية، تواجه اليابسة مشكلة مختلفة. فالحيوانات البرية مثل القطط البرية والكلاب والخنازير والماعز والأبقار -وهي ليست حيوانات محلية- تهدد الأنواع الفريدة في الجزر.
تُشكّل الحيوانات الدخيلة تهديدا خاصا للسلاحف العملاقة المرتبطة ارتباطا وثيقا بجزر غالاباغوس. انخفضت أعداد السلاحف بشكل كبير في القرن 19 بسبب الصيد الجائر، وقد سعت السلطات جاهدة لحمايتها من البشر. ويُحظر قتل السلاحف العملاقة منذ عام 1933.
وقال خورخي كاريون مدير هيئة الحفاظ على جزر غالاباغوس "في ليلة واحدة، يستطيع خنزير بري تدمير جميع مواقع التعشيش في منطقة ما.. يحاول حراس المتنزهات زيارة مواقع التعشيش مرة واحدة يوميا، ويقتلون الخنازير عند عثورهم عليها. لكن الخنازير يصعب الوصول إليها".
تتغذى القطط البرية على فقس الإيغوانا البحرية، كما يتنافس كل من الخنازير والقطط مع السلاحف على الطعام القليل.
وإذا لم تكن الأنواع الغازية وارتفاع درجة حرارة المحيطات كافيين، فهناك البلاستيك الذي يُمثل مشكلة واسعة الانتشار في محيطات العالم. وقد أفادت دراسة حديثة بوجود جسيمات بلاستيكية دقيقة في بطون طيور البطريق في جزر غالاباغوس. ويقول كاريون "لا يوجد حيوانات في جزر غالاباغوس لا يحتوي غذاؤها على جزيئات بلاستيكية دقيقة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل تساعد زراعة الأشجار حقا في تبريد الكوكب؟
هل تساعد زراعة الأشجار حقا في تبريد الكوكب؟

الجزيرة

timeمنذ 6 ساعات

  • الجزيرة

هل تساعد زراعة الأشجار حقا في تبريد الكوكب؟

يمكن أن تُسهم إعادة زراعة الغابات في تبريد الكوكب أكثر مما كان يعتقد بعض العلماء سابقا، وخاصةً في المناطق الاستوائية. ولكن حتى لو أُعيدت زراعة كل شجرة فُقدت منذ منتصف القرن 19 فإن التأثير الكلي لن يُلغي الاحتباس الحراري الناتج عن الأنشطة البشرية، ويبقى خفض الانبعاثات أمرا أساسيا. وفي دراسة جديدة نُشرت في مجلة "كوميونيكيشنز إيرث آند إنفيرونمنت"، أظهر باحثون في جامعة كاليفورنيا، ريفرسايد، أن استعادة الغابات إلى مستواها قبل الثورة الصناعية قد يُخفّض متوسط درجات الحرارة العالمية بمقدار 0.34 درجة مئوية. وهذا يُعادل تقريبا ربع الاحترار الذي شهدته الأرض بالفعل. تستند الدراسة إلى زيادة في مساحة الأشجار تُقدّر بحوالي 12 مليون كيلومتر مربع، وهي تُقارب تقديرات إمكانية استعادة الأشجار عالميا والبالغة تريليون شجرة. ويُعتقد أن الكوكب فقد ما يقرب من نصف أشجاره، أي حوالي 3 تريليونات شجرة، منذ بداية الثورة الصناعية. وقال بوب ألين، عالم المناخ في جامعة "كاليفورنيا ريفرسايد" والمؤلف الرئيس للدراسة: "إعادة التحريج ليست حلا سحريا. إنها إستراتيجية فعّالة، ولكن يجب أن تقترن بخفض كبير للانبعاثات". وبينما ركزت الدراسات السابقة بشكل كبير على قدرة الأشجار على إزالة الكربون من الغلاف الجوي، فإن هذا البحث يتضمن بُعدا بالغ الأهمية. فالأشجار تؤثر أيضا على التركيب الكيميائي للغلاف الجوي بطرق تُعزز تأثيرها المبرد. تُطلق الأشجار بشكل طبيعي مركبات تُعرف بالمركبات العضوية المتطايرة الحيوية (BVOCs). تتفاعل هذه المركبات مع غازات أخرى لتكوين جزيئات تعكس ضوء الشمس وتُشجع على تكوين السحب، وكلاهما يُساعد على تبريد الغلاف الجوي. ولا تُراعي معظم نماذج المناخ هذه التفاعلات الكيميائية. مع ذلك، لا تتوزع فوائد إعادة التحريج بالتساوي. فقد وجدت الدراسة أن الغابات الاستوائية تُنتج تأثيرات تبريد أقوى مع أضرار أقل. فالأشجار في هذه المناطق أكثر كفاءة في امتصاص الكربون وتُنتج كميات أكبر من المركبات العضوية المتطايرة. كما أن تأثيرها على تعتيم السطح، الذي قد يُسبب ارتفاع درجة الحرارة بفعل الأشجار في خطوط العرض العليا يكون أقل. خطوة نحو التعافي وإلى جانب تأثيرها على درجة الحرارة العالمية، يمكن لإعادة التشجير أن تؤثر أيضا على جودة الهواء الإقليمي. وقد وجد الباحثون انخفاضا بنسبة 2.5% في الغبار الجوي في نصف الكرة الشمالي في إطار سيناريو الاستعادة الذي وضعوه. أما في المناطق الاستوائية، فقد كان لزيادة انبعاثات المركبات العضوية المتطايرة تأثيرٌ متفاوت على جودة الهواء. فقد ارتبطت بتدهور جودة الهواء بناء على الجسيمات الدقيقة المرتبطة بزيادة تكوّن الهباء الجوي، بينما تحسّنت جودة الهواء بناء على قياسات الأوزون. ويرى الباحثون أن هذه التأثيرات المحلية تشير إلى أن جهود إعادة التحريج أو غراسة الأشجار لا تحتاج إلى أن تكون ضخمة لكي تكون ذات معنى. وقال أنتوني توماس، طالب الدراسات العليا في قسم علوم الأرض والكواكب بجامعة "كاليفورنيا ريفيرسايد" والمؤلف المشارك في الدراسة: "لا يزال بإمكان الجهود الصغيرة أن تُحدث تأثيرا ملموسا على المناخات الإقليمية. ليس بالضرورة أن يحدث التعافي في كل مكان دفعة واحدة لإحداث فرق". يُقرّ الباحثون بأن السيناريو المُقترح في الدراسة غير مُرجّح تحقيقه. فهو يفترض إمكانية إعادة زراعة الأشجار في جميع المناطق التي كانت تنمو فيها سابقا، الأمر الذي يتطلب استصلاح مشاريع تطويرية مثل الإسكان، بالإضافة إلى الأراضي الزراعية والمراعي. وهذا يُثير تساؤلات حول الأمن الغذائي وأولويات استخدام الأراضي. وقال ألين "هناك 8 مليارات شخص بحاجة إلى إطعامهم. علينا اتخاذ قرارات دقيقة بشأن أماكن زراعة الأشجار. أفضل الفرص تكمن في المناطق الاستوائية، ولكن هذه هي أيضا المناطق التي يستمر فيها إزالة الغابات حتى اليوم". وخلصت الدراسة إلى نتيجة متفائلة بحذر، تشير إلى أن استعادة الغابات تشكل جزءا مهما من حل المناخ، ولكنها لا تحل محل خفض استخدام الوقود الأحفوري. وقال توماس: "تغير المناخ واقع حقيقي وكل خطوة نحو التعافي، مهما كان حجمها، تُسهم في تحقيق ذلك".

دراسة: نحو 40% من الأنهار الجليدية ستختفي بسبب أزمة المناخ
دراسة: نحو 40% من الأنهار الجليدية ستختفي بسبب أزمة المناخ

الجزيرة

timeمنذ 8 ساعات

  • الجزيرة

دراسة: نحو 40% من الأنهار الجليدية ستختفي بسبب أزمة المناخ

توصلت دراسة إلى أن ما يقرب من 40% من الأنهار الجليدية الموجودة اليوم معرضة بالفعل للذوبان بسبب الانبعاثات المسببة لارتفاع درجة حرارة المناخ من الوقود الأحفوري. مما سيخلف آثارا عميقة في جميع أنحاء العالم. وتوقعت الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس" أن ترتفع الخسارة إلى 75% إذا وصل ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 2.7 درجة مئوية وهو المعدل الذي يسير عليه العالم حاليا. واستخدمت الدراسة 8 نماذج مختلفة للأنهار الجليدية، خضع كل منها لمعايرة من واقع التجارب. وقدّرت هذه النماذج فقدان الجليد في 200 ألف نهر جليدي حول العالم خارج غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية في ظل مجموعة من سيناريوهات درجات الحرارة العالمية، مع ثبات درجة الحرارة لآلاف السنين. وقال الباحثون إن الخسارة الهائلة للأنهار الجليدية من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع مستويات سطح البحر، مما يعرض ملايين البشر للخطر ويؤدي إلى الهجرة الجماعية، مما يؤثر بشدة على مليارات البشر الذين يعتمدون على الأنهار الجليدية لتنظيم المياه المستخدمة في زراعة الغذاء. مع ذلك، فإن خفض انبعاثات الكربون والحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى الهدف المتفق عليه دوليًا والبالغ 1.5 درجة مئوية من شأنه أن ينقذ نصف جليد الأنهار الجليدية. ويبدو هذا الهدف بعيد المنال بشكل متزايد مع استمرار ارتفاع الانبعاثات، لكن العلماء صرحوا بأن كل ارتفاع بمقدار عُشر درجة مئوية يتم تجنبه، سيوفر 2.7 تريليون طن من الجليد. ووجدت الدراسة أن الأنهار الجليدية في غرب الولايات المتحدة وكندا تأثرت بشدة، حيث إن 75% منها مُقدّر لها أن تذوب. أما تلك الموجودة في الجبال العالية الباردة في سلسلتي هندوكوش وكاراكورام، فهي أكثر مرونة، لكنها ستتقلص بشكل كبير مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية. نقطة تحول فارقة بخلاف الدراسات السابقة، يستخدم البحث نماذج متعددة للأنهار الجليدية لدراسة مصيرها بعد نهاية القرن. كان من المعروف بالفعل أن نحو 20% من الأنهار الجليدية محكوم عليها بالذوبان بحلول عام 2100، لكن النظرة طويلة المدى كشفت أن إجمالي خسارة الأنهار الجليدية، وهي خسارة حتمية بالفعل، تبلغ 39%. وبالإضافة إلى ارتفاع مستوى سطح البحر، فإن فقدان الأنهار الجليدية من شأنه أن يؤدي إلى انهيار البحيرات الجليدية، مما يدمر المجتمعات الواقعة في مجرى النهر، فضلا عن فقدان النظم البيئية البرية، في حين ستعاني المناطق التي تعتمد على السياحة الجليدية أيضا. وقال الدكتور هاري زيكولاري من جامعة بروكسل الحرة في بلجيكا، والذي شارك في قيادة البحث: "تُظهر دراستنا بوضوحٍ مؤلم أن كل جزء من الدرجة مهم. إن الخيارات التي نتخذها اليوم سيتردد صداها لقرون، وستحدد مقدار ما يمكن الحفاظ عليه من أنهارنا الجليدية". وسيكون الوضع قاتما مع ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 2.7 درجة مئوية، حيث ستفقد جميع مناطق الأنهار الجليدية الرئيسية الـ19 في العالم، باستثناء 7 منها، ما لا يقل عن 80% من الأنهار الجليدية، من وسط أوروبا إلى سلسلة جبال الهيمالايا الشرقية. من جهتها، قالت الدكتورة ليليان شوستر، من جامعة إنسبروك بالنمسا، والمؤلفة الرئيسية المشاركة: "تُعدّ الأنهار الجليدية مؤشرات جيدة لتغير المناخ، نظرا لتكيفها على مدى فترات زمنية أطول، ويبدو وضع الأنهار الجليدية في الواقع أسوأ بكثير مما نراه في الجبال اليوم". وكان عام 2020 هو العام المرجعي للتحليل في الدراسة، إلا أن الأنهار الجليدية كانت قد فقدت كميات هائلة من الجليد قبل ذلك بسبب الاحتباس الحراري خلال القرن الماضي. لكن تحديد حجم هذه الخسارة أمر صعب نظرا لندرة البيانات التاريخية، كما يقول زيكولاري، الذي أكد أن الأنهار الجليدية كانت أكبر بكثير في عام 1850 مما هي عليه اليوم.

الكربون الأسود يسرّع ذوبان ثلوج جبال الهيمالايا
الكربون الأسود يسرّع ذوبان ثلوج جبال الهيمالايا

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

الكربون الأسود يسرّع ذوبان ثلوج جبال الهيمالايا

أشار تقرير حديث إلى أن انبعاثات الكربون الأسود أدت إلى رفع درجات حرارة سطح الثلوج بمقدار 4 درجات مئوية على مدى العقدين الماضيين، مما أدى إلى تسريع عمليات ذوبان الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا، وخاصة الشرقية والوسطى. وأظهرت دراسة أجراها مركز أبحاث "اتجاهات المناخ" حللت قياسات الأقمار الصناعية للكربون الأسود والتغيرات في درجة حرارة الثلوج بين عامي 2000 و2023 أن مستويات الكربون الأسود في جبال الهيمالايا قد ارتفعت خلال معظم العقدين الماضيين، ما يُسهم في ارتفاع درجة حرارة الثلوج، ويزيد من خطر حدوث فيضانات غير موسمية ناجمة عن الأنهار الجليدية. ويعمل الكربون الأسود الذي يتشكل خلال عمليات الاحتراق غير الكاملة للكتلة الحيوية (الخشب والنفايات الخضراء) أو الوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز) كمصباح حراري على الثلج. فهو يُغمق السطح، ويُسرّع ذوبانه، ويُطلق حلقة تغذية راجعة خطيرة. وقالت الدكتورة بالاك باليان، المؤلفة الرئيسة للدراسة: "إن ذوبان الأنهار الجليدية يتسارع، مما يهدد موارد المياه العذبة لنحو ملياري شخص في اتجاه مجرى النهر". وأضافت أن منطقة شرق الهيمالايا تظهر باستمرار أعلى مستويات الكربون الأسود، ويرجع ذلك على الأرجح إلى قربها من المناطق المكتظة بالسكان ومناطق حرق الكتلة الحيوية. وتشير الدراسة أيضا إلى أن المناطق ذات الترسبات الأعلى بالكربون الأسود شهدت درجات حرارة سطح ثلج أعلى وعمق ثلجي أقل، ما يؤكد وجود ارتباط إيجابي قوي بين الكربون الأسود ودرجة حرارة سطح الثلج، وظاهرة الاحتباس الحراري السطحي. ويشكل الكربون الأسود المنتشر بكثافة في هواء بلدان آسيوية كثيرة وفي المحيطات والمسبّب بإذابة الأنهر الجليدية في جبال الهيمالايا والطبقة الجليدية في القطب الشمالي، "ملوّثا خارقا" غير معروف بشكل كبير، لكنّه موجود في كل مكان تقريبا. ويقول كزافييه ماري، المتخصص في البيولوجيا الكيميائية ومدير الأبحاث في معهد الأبحاث المتعلقة بالتنمية "آي آر دي" (IRD) في بانكوك "إنه أقدم ملوّث في العالم. أول إنسان أشعل النار في كهفه، تنفس الكربون الأسود". ويبقى الكربون الأسود في الغلاف الجوي 12 يوما فقط، لكنه يؤثر بشكل كبير على صحة السكان المعرّضين له، خصوصا في جنوب آسيا وأفريقيا، كما يتسبب بالاحترار أكثر ممّا يساهم به ثاني أكسيد الكربون بـ1500 مرة، بحسب التحالف المعني بالمناخ والهواء النقي للحدّ من ملوثات المناخ قصيرة العمر. وقد تفاقمت انبعاثات هذا الملوّث المنبعث من التدفئة المنزلية والطهي 10 مرات منذ بداية الثورة الصناعية. وانخفضت بشكل طفيف منذ وصولها إلى الذروة في أوائل عام 2010.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store