
«من خلال عيون الشباب» يروي قصص كاميرا فتية ومبدعة
وعلى وقع موسيقى صاخبة تملأ المكان تبدأ جولتك في المعرض، وتتعرّف عبره إلى أسماء 10 فنانين يشاركون فيه. كما تلفتك صور كل من أندريه جاهل، وباسل رمضان، وبرين كلاود، كذلك تستوقفك أعمال أخرى، منها لكريس نصار، وشارلي زغيب، ولوانا طبارة، وسيريل حرب. ومع لوحات نديم نصّار، ومنال سلامة، وسيرج الحليّل تغوص في الفن الفوتوغرافي القديم والحديث.
معرض «من خلال عيون الشباب» في غاليري «آرت ديستريكت» (الشرق الأوسط)
يحرص صاحب المعرض ماهر عطار، في كل مرة ينظم فيها حدثاً من هذا النوع، على التأكيد على قناعة تسكنه، مفادها أن الفن الفوتوغرافي هو كناية عن رسوم تشكيلية ريشتها الضوء. أما هدفه فهو إعادة إحياء هذا الفن الذي التهمت قواعده وأسراره كاميرا «الموبايل». فلا «السيلفي»، ولا «الريل»، ولا أي منشور إلكتروني يتضمن صورة ما يمكن أن يحل مكان الصورة الفوتوغرافية الحقيقية.
واحدة من محطات المعرض تشير إلى ذلك بوضوح، فباسل رمضان، وتحت عنوان «أصداء الأزرق» التي دمغ بها لوحاته الفوتوغرافية الثلاث، يقولها بصراحة: «أردت من خلال استرجاع هذه التقنية إعادة وهج الصورة الحقيقية، وبذلك نضع حدّاً لاجتياح الذكاء الاصطناعي للفنون على اختلافها».
باسل رمضان يصوّر بتقنية قديمة تناقض الذكاء الاصطناعي (الشرق الأوسط)
تقنية رمضان تعتمد على عملية كيميائية وليست الطباعة. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «أصنع المادة يدوياً بعد أن ألتقط صورة ضمن فيلم (النيغاتيف) القديم. وبعد أن أمزج المواد الكيميائية مع بعضها بعضاً تصبح حساسة أمام الضوء، فأضعها على الصورة، ومن ثم أعرّضها للشمس كي تجفّ. هذه التقنية قديمة وتعود لعام 1942، إلى أول أيام اختراع الفن الفوتوغرافي».
تتألّف مجموعة باسل رمضان من 3 صور مختلفة، تحكي عن مدينة الملاهي في منطقة المنارة، وعن المنارة نفسها، وهي أحد الرموز المعروفة في المنطقة أباً عن جدّ.
نديم نصّار من ناحيته يقدّم في المعرض مجموعته بعنوان «أين كنت؟»، ويشعر ناظرها بأنها كناية عن لوحات مصنوعة بفعل طبقات تقنية «الميكسد ميديا».
ويشرح الفنان الكندي اللبناني الأصل أن أعماله تمثّل لحظة عابرة، ويوثّقها برؤية وأسلوب خاصين به: «أحاول في أعمالي تصوير لحظات عابرة لا نعيرها عادة أي اهتمام، فأتوقّف عندها وأحضّ مشاهدها على التدقيق بها لوقت طويل. فإن كلاً من إطار الصورة ومحتواها الدافئ بالأحمر يزودها بالعمق بعيداً عن السطحية، ويدفع ناظرها إلى تفكيك ألغازها ليحلّل المشهد».
وبالفعل يكتشف مشاهد صور نديم نصّار أنها لقطات تصوّر بحيرات مياه صغيرة في فصل الشتاء. وقد عمد إلى إبراز انعكاس أغصان الأشجار عليها، فتحوّلت إلى مرايا تذكرنا بوقفاتنا أمامها عندما كنا أطفالاً، وهي اللحظات نفسها التي رغب نصّار في توثيقها في أعماله.
تكمل جولتك في معرض «من خلال عيون الشباب» لتصل إلى لوحات برين كلاود التي يهدف فيها إلى إبراز جمالية الضوء في 4 صور يعرضها. وفي ركن آخر تروي منال سلامة بعدستها قصصاً تعود بنا إلى حقبات ماضية، صوّرتها بالأبيض والأسود كي تشكل شاهداً حياً من ذلك الزمن. وتطلق على مجموعتها المؤلفة من 4 صور فوتوغرافية أسماء تترك أثرها فينا: «من الشرفة»، و«ماذا بقي لنا؟»، و«للإيجار»، و«هل مشينا على نفس الأحجار؟»، فتأخذنا في رحلة حنين إلى ماضٍ قريب، فنلاحظ ستارة الشرفة الممزقة التي تغطي معظم شرفات بيوت بيروت للوقاية من الشمس، وشقة معروضة للإيجار، ومساراً من البحص، وبيتاً فارغاً من سكانه.
لوحات المصورة منال سلامة (الشرق الأوسط)
وفي لوحات سيرج الحليّل نلحظ ميله إلى الشرائط السينمائية، فصوره هي كناية عن أفلام قصيرة يركن فيها إلى تقنية تصويرية معقّدة. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أعمل بواسطة أفلام التصوير القديمة وبكاميرا غير حديثة. وتكمن تقنيتي بلقطات مزدوجة للصورة نفسها، فأقلبها رأساً على عقب حسب رؤيتي، وهو ما يزوّدها بأبعاد عدة ونظرة مختلفة لا تشبه غيرها». والتقط سيرج في مجموعته صوراً هندسية لمشروعات عمرانية في مدينة نيويورك.
أما كريس نصّار فبدأ هوايته مع التصوير من خلال الجهاز الخلوي، ومن ثم طوّرها لينتقل إلى التصوير بعدسة كاميرا عادية. واستخدم في لوحاته التي التقط صورها في اليونان وباريس تقنية التباين بين الأبيض والأسود، وركّز فيها على الظلال والضوء، وضخّ فيها حركة يتمازج فيها التوتر مع المشاعر العاطفية في آنٍ واحد. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «تختلف الصور التي أقدمها اليوم عن تلك التي تضمنتها بداياتي، ونلاحظ أنها صارت أكثر عمقاً وتختلط فيها خطوط كثيرة».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ 28 دقائق
- مجلة سيدتي
زينة تظهر بدور المذيعة على الشاشة في السينما والدراما
زينة بشخصية المذيعة فى فيلم الشيطان شاطر - الصورة من حسابها على انستغرام تخوض الفنانة زينة خلال الفترة المقبلة تجربة فنية جديدة من نوع خاص، حيث تستعد للظهور بدور مذيعة في عملين مختلفين، أحدهما سينمائي والآخر درامي، لتقدم شخصية إعلامية بحسَين متناقضين لاسيما وأن كل شخصية تحمل طابعاً مختلفاً عن الآخر، إذ تُراهن زينة في العملين على تقديم شخصية المذيعة من زاويتين مختلفتين. في الدراما.. مذيعة تنقلب حياتها رأساً على عقب تقدم زينة شخصية مذيعة على الشاشة الصغيرة وذلك خلال مسلسل" في رواية أحدهم – ورد وشوكولاتة" المكوّن من 10 حلقات والذى يجمعها بالفنان محمد فراج للمرة الأولى، حيث يتواصل تصوير أحداث العمل للعرض على منصة yango play في الربع الأخير من العام الجاري 2025، حيث تتعرض زينة خلال الأحداث لمواقف مفاجأة وغير متوقعة. قد تحب قراءة.. كرارة وفهمي وياسر وزينة وكندة أبرز نجوم دراما المنصات قريباً مسلسل " في رواية أحدهم - ورد وشوكولاتة" مستوحى من قصة حقيقية شغلت الرأي العام فترة طويلة، ومن تأليف محمد رجاء وإخراج ماندو العدل، وإنتاج شركة العدل جروب للمنتج جمال العدل، ويشارك في بطولة العمل إلى جانب زينة ومحمد فراج كل من: مها نصار، مريم الخشت، صفاء الطوخي، عمرو مهدي، وعدد آخر من الفنانين وضيوف الشرف. في السينما.. زينة مذيعة تخوض صراعات مع الشيطان تظهر زينة مجدداً بدور المذيعة وهذه المرة في السينما خلال أحداث فيلم " الشيطان شاطر" بمشاركة أحمد عيد، حيث تجسد دور إعلامية ومقدمة برامج على شاشات التلفزيون، وتدخل في صراعات مع أحمد عيد الذي يلعب دور شيطان يقوم بالعديد من التصرفات غير المتوقعة وسط حيرة من باقي الشخصيات وذلك في إطار من الكوميديا السوداء. View this post on Instagram A post shared by Norhan Amr نورهان عمرو (@by_norhanamr) اقرئي أيضاً.. فيلمان ومسلسل لـ زينة في 2025.. تعرفوا إلى أعمالها الجديدة فيلم " الشيطان شاطر" من بطولة أحمد عيد، زينة، محمود حميدة، محمد أنور، عبد العزيز مخيون، ياسر الطوبجي وعدد آخر من الفنانين، والفيلم من تأليف لؤي السيد وإخراج عثمان أبو لبن وإنتاج أيمن يوسف الذي يتعاون مع زينة للمرة الأولى، فيما يكرر عمله مع الفنان أحمد عيد بعدما قدما سوياً في فيلم "ياباني أصلي" عام 2017 نجاحاً لافتاً وقت عرضه. بنات الباشا فيلم مرتقب عن قضايا المرأة زينة تنتظر عرض فيلم " بنات الباشا" الذى تتصدر بطولته، والمأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتبة نورا ناجي، ويعتمد على البطولة النسائية ويناقش عدداً من قضايا المرأة في المجتمع، وحسب الرواية تدور الأحداث داخل مركز تجميل يضمّ حكايات عدد من النساء يتحدثن عن القهر والكبت، والمرض والموت، والحب والخيانة وغيرها. View this post on Instagram A post shared by Red Star Films (@redstaregypt) فيلم "بنات الباشا" بطولة زينة ، صابرين ، ناهد السباعي ، أحمد مجدي، مريم الخشت، تارا عبود وضيفة الشرف سوسن بدر، سيناريو وحوار محمد هشام عبية، ومن إخراج ماندوالعدل ومدير التصوير نانسي عبدالفتاح، ومهندس الديكور أحمد شاكر خضير، والملابس منية فتح الباب ومونتاج داليا الناصر. لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
ريم السويدي بإطلالة صيفية نابضة بالألوان مستوحاة من أجواء السفر والاسترخاء
ظهرت الفاشينستا السعودية ريم السويدي بإطلالة لافتة حملت بصمة فنية مفعمة بالحياة، حيث اختارت تنسيقاً صيفياً من دار Alemais عبر متجر Elegant Moon، جمع بين الأسلوب العملي وروح العطلة. تمحورت الإطلالة حول طقم مطبّع برسومات مستوحاة من المشاهد الاستوائية والتفاصيل المستلهمة من أجواء السفر والبحر، بألوان حيوية كالأزرق الفيروزي والأصفر والأحمر والأخضر. أكملت ريم الإطلالة بحقيبة صغيرة باللون الأصفر المشرق أضافت لمسة مرحة، إلى جانب نظارات شمسية عصرية واكسسوارات بسيطة عزّزت حضورها الأنيق. هذه الإطلالة تأتي كامتداد لأسلوب ريم الجريء في التعبير عن شخصيتها من خلال الموضة، حيث تمزج بين الفن والستايل في كل ظهور. أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
في عمره الـ 84.. ماذا لو لم يمت طلال مداح قبل ربع قرن؟
قبل 25 عاماً انطفأ الصوت الذي كان يشبه نافذة مشرعة على اتساع السماء. رحل طلال مداح، لا كفنان عابر في سجل الأغاني، بل كأب روحي للفن السعودي، وملهم لجيل لم يكن يكتفي بسماع أغنياته، بل كان يتعلّم منها كيف يكون الفن حياةً، وكيف تكون الحياة فناً. ولو قُدّر له أن يعيش بعمره الافتراضي اليوم لكان قد بلغ الرابعة والثمانين، وربما كان لا يزال قادراً على صوغ ألحان جديدة تُربك اليقين، وتفتح أفقاً آخر للأغنية السعودية. كان طلال مداح أكثر من مجرد حنجرة ذهبية؛ كان عقلاً موسيقياً يسبق زمنه، وقلباً يرى في النغم لغةً لتوحيد الناس على اختلاف أمزجتهم. امتلك قدرة نادرة على جعل الأغنية السعودية تنفتح على العالم، دون أن تفقد لهجتها الدافئة، أو أصالتها الضاربة في عمق الصحراء والبحر. لم يكن يغني ليمضي الوقت، بل ليعيد تشكيله؛ يختصر الحكايات في لحن، ويزرع العاطفة في كل وتر يعزفه. ماذا لو لم يمت طلال مداح قبل ربع قرن؟ ربما كان المشهد الغنائي السعودي قد تبلور على نحو آخر؛ أكثر تنوعاً، أكثر منافسة، وأكثر احتشاداً بالمدارس والأصوات. وربما لم يبق محمد عبده وحيداً في القمة بلا منافس، وربما كان أداؤه سيبقى في حالة استنفار دائم، مدفوعاً بوجود الندّ الذي يراقب خطواته ويشعل في داخله التحدي. فمنذ غياب طلال فقد المشهد تلك المعادلة الذهبية التي كانت تشعل الإبداع، وتضع كل نجم في امتحان دائم أمام الجمهور وأمام نفسه. لقد كان طلال مداح بمثابة الجسر الذي عبرت عليه الأغنية السعودية من المحلية إلى رحابة العالم العربي. رؤاه الفنية كانت أكبر من محيطه، وقراءته لمستقبل الموسيقى كانت أشبه بنبوءة لم يكتمل نصها. لذلك، بقي فراغه شاسعاً؛ لا لأن أحداً لم يجرؤ على ملء مكانه، بل لأن ذلك المكان لم يُخلق ليملأه سواه. رحل طلال، لكن صوته ما زال يأتينا من مسافة زمنية بعيدة، كأنه يسأل: هل ما زلتم تؤمنون أن الفن أكبر من الشهرة، وأطول عمراً من الجسد؟ سؤال يبقى معلقاً في الأفق، حيث يقيم طلال مداح أبديته. أخبار ذات صلة