
شركة مايكروسوفت تفصل مهندسة مغربية بعد احتجاجها على دعمها لإسرائيل
أفادت وسائل إعلام أميركية بأن شركة مايكروسوفت أقدمت على فصل مهندسة البرمجيات المغربية ابتهال أبو السعد وزميلتها فانيا أغراوال، على خلفية احتجاجهما العلني ضد تزويد الشركة لإسرائيل بأنظمة ذكاء اصطناعي تُستخدم في العمليات العسكرية الجارية في قطاع غزة.
وبحسب ما نقلته وكالة "أسوشيتد برس" مساء الإثنين، فإن قرار الفصل جاء بعد مشاركة الموظفتين في وقفة احتجاجية داخل مقر الشركة، تزامناً مع احتفال مايكروسوفت بالذكرى الخمسين لتأسيسها، والذي شهد حضور مؤسسها الشهير بيل غيتس.
وأضافت الوكالة أن ابتهال أبو السعد تلقت اتصالاً عبر الفيديو من قسم الموارد البشرية بالشركة، حيث تم إبلاغها رسميًا بإنهاء عملها بشكل فوري.
ولم تصدر شركة مايكروسوفت أي تعليق رسمي على الواقعة حتى الآن، رغم محاولات "أسوشيتد برس" للحصول على تصريح.
وقد آثار موقف المهندسة المغربية في شركة مايكروسوفت ابتهال أبو السعد تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد مقاطعتها الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في الشركة مصطفى سليمان، احتجاجاً على "تورط الشركة في عقود تكنولوجية مع الجيش الإسرائيلي"، خلال احتفال مايكروسوفت بمرور 50 عاماً على تأسيسها.
وفي مقطع مصوّر انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل، ظهرت أبو السعد وهي تقترب من منصة الاحتفال، وتقول بصوت مرتفع أمام الحضور: "عار عليك"، في إشارة إلى سليمان، البريطاني من أصل سوري.
وتابعت: "تزعم أنك تستخدم الذكاء الاصطناعي من أجل الخير، لكن مايكروسوفت تبيع أسلحة ذكاء اصطناعي للجيش الإسرائيلي .. 50 ألف إنسان قتلوا، ومايكروسوفت تساهم في الإبادة الجماعية في منطقتنا".
وبينما حاولت إحدى المنظّمات إخراجها من الفعالية، تابعت القول: "أنتم تجار حرب، أوقفوا استخدام الذكاء الاصطناعي لارتكاب الإبادة في منطقتنا".
"الدم على أيديكم، أيدي كل مايكروسوفت، كيف تجرؤون على الاحتفال.. عار عليكم"، خرجت وهي تلوّح بهذه الكلمات للحاضرين.
وألقت الموظفة الكوفية الفلسطينية، رمز التضامن مع الشعب الفلسطيني، على المسرح قبل إخراجها من الفعالية، بينما اكتفى مصطفى سليمان بشكر ابتهال.
لم تكن ابتهال أبو السعد الموظفة الوحيدة التي احتجت خلال الفعالية على دعم الشركة لإسرائيل في تقنيات الذكاء الاصطناعي، بل في وقت لاحق قاطعت موظفة أخرى، تُدعى فانيا أغراوال، فقرةً ضمت الرئيس التنفيذي السابق بيل غيتس، والرئيس التنفيذي السابق ستيف بالمر، والرئيس التنفيذي الحالي ساتيا ناديلا، وكان ذلك أول ظهور علني مشترك لهم منذ عام 2014.
وأصدرت مايكروسوفت بياناً أكدت فيه التزامها بتوفير سبلٍ للموظفين للتعبير عن مخاوفهم، لكنها أشارت إلى ضرورة تجنب تعطيل العمليات التجارية.
ولم تؤكد الشركة ما إذا كانت ستتخذ إجراءات تأديبية، لكن كلا الموظفتين المحتجتين فقدتا إمكانية الوصول إلى حسابات عملهما عقب الحادث.
"لم أجد خياراً أخلاقياً آخر"
ولاحقاً، بعثت أبو السعد رسالة إلكترونية لعدد كبير من موظفي الشركة، أوضحت فيها دوافعها، قائلة: "عبرت عن رأيي بعد أن علمت أن مؤسستي تقوم بالمساهمة في إبادة شعبي في فلسطين.. لم أجد خياراً أخلاقياً آخر".
وقالت في الرسالة التي كشف عنها موقع "ذا فيرج" المختص بالصحافة الإلكترونية: "تعرض مجتمعنا العربي والفلسطيني والمسلم في مايكروسوفت للإسكات والترهيب والمضايقة والتشهير، دون أي عقاب من مايكروسوفت. في أحسن الأحوال، لم تُجدِ محاولاتي للتحدث آذاناً صاغية، وفي أسوأ الأحوال، أدت إلى فصل موظفين لمجرد تنظيمهما وقفة احتجاجية".
أوضحت أبو السعد كيف أن حماسها للعمل في مجال الذكاء الاصطناعي كان يهدف إلى المساهمة في تطوير تقنيات تخدم الإنسانية، مثل منتجات تسهيل الوصول وخدمات الترجمة وأدوات تمكين الأفراد.
لكنها اكتشفت لاحقاً أن عملها في مايكروسوفت قد أسهم في "تجسس الجيش الإسرائيلي على المدنيين، بما في ذلك الصحفيين والأطباء وعُمّال الإغاثة".
وقالت أبو السعد: "لم أُبلَغ بأن مايكروسوفت ستبيع عملي للجيش والحكومة الإسرائيليين، بهدف التجسس على الصحفيين والأطباء وعُمّال الإغاثة وعائلات مدنية بأكملها وقتلهم. لو كنتُ أعلم أن عملي سيساعد في التجسس على المكالمات الهاتفية ونسخها لاستهداف الفلسطينيين بشكل أفضل، لما انضممتُ إلى هذه المنظمة وساهمتُ في الإبادة الجماعية. لم أوقع على كتابة شيفرة تنتهك حقوق الإنسان."
وقالت في رسالتها نقلاً عن تحقيق لوكالة أسوشييتد برس إن هناك "عقداً بقيمة 133 مليون دولار بين الشركة ووزارة الدفاع الإسرائيلية لتزويد الأخيرة ببرامج ذكاء اصطناعي، من بينها تقنيات للتجسس على صحفيين وأطباء".
واختتمت بأسئلة وجهتها لموظفي الشركة: "بغض النظر عن مواقفكم السياسية، هل هذا هو الإرث الذي نريد أن نتركه وراءنا؟ هل العمل على أسلحة الذكاء الاصطناعي الفتاكة أمرٌ يمكنكم إخبار أطفالكم عنه؟ هل نريد أن نكون على الجانب الخطأ من التاريخ؟".
الشركة عطّلت حساب أبو السعد بعد الحادثة، ولم تعد المهندسة المغربية قادرة على تسجيل الدخول مرة أخرى، وهذا قد يشير إلى فصلها من العمل.
ومن المرجح أن تكون أبو السعد قد كتبت رسالتها قبل وقوع الحادثة، لترسلها للموظفين قبل تعطيل حساباتها في الشركة.
انتشر فيديو ابتهال أبو السعد بشكل واسع بين المستخدمين على منصتي إكس وفيسبوك، ولاقى تفاعلاً غير مسبوق لا سيما أنه يأتي في وقت تستأنف فيه إسرائيل هجماتها على قطاع غزة، بعد خلافات بشأن مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني، إثر حرب استمرّت 15 شهراً في القطاع.
وثمنت حركة حماس "الموقف البطولي" لابتهال أبو السعد، وقالت في بيان لها على تلغرام إن "رفضها المشاركة في جرائم هذه الشركات، وانحيازها لقيم الإنسانية والعدالة التي تمثلها قضية شعبنا الفلسطيني، يجسد نقاء الضمير الإنساني، وقوة المبدأ الأخلاقي".
وعلى منصة إكس، يصف حمدي شفيق المهندسة المغربية بأنها "مثال مشرف للشجاعة والبطولة ويقظة الضمير"، ويقول إنها "ضّحت بوظيفتها المرموقة في مايكروسوفت في سبيل كلمة حق".
ويرى أحمد العمري في تغريدة على إكس أن صرخة ابتهال أبو السعد "كسرت الصمت الجبان"، معبراً عن استيائه من دعم شركات التكنولوجيا الكبرى للأنظمة العسكرية.
وقال: "تزويد الجيش الإسرائيلي بآلة قتل فعّالة فتّاكة ليس تطوراً، بل قتال جنباً إلى جنب، وسقوط أخلاقي وإنساني مدوٍ".
إيمان فريد، قالت إن وقفة أبو السعد في وجهة "آلة عملاقة" في إشارة إلى مايكروسوفت، ليست مجرد موقف "شجاع"، بل "تاريخ".
وقالت إن "دعم القضية يبدأ من كلمة، من موقف، من شخص قرر قول (لا) وهو يعرف أن الثمن كبير".
وأشادت ولاء محمد بما فعلته أبو السعد، وخاطبت بالقول "أنت متخيل تستثمر مذاكرتك واجتهادك ونجاحك وكل اللي عملته في حياتك في كلمة حق"، وقالت إن موقف أبو السعد "لم يقدر عليه من هم أكبر نفوذاً منها".
أما على صعيد الدعم الفلسطيني المؤسسي، فنشر الحساب الرسمي لمركز "صدى سوشال" المختص في حماية المحتوى الفلسطيني عبر منصات التواصل الاجتماعي، تغريدة على إكس دعم فيها المهندسة المغربية، وقال إن موقفها "يُسلّط الضوء على شراكة شركات التكنولوجيا الكبرى- وعلى رأسها مايكروسوفت وغوغل وأمازون- في توفير أدوات وتقنيات تُستخدم في العدوان المستمر على غزة، وهو ما قد يرقى إلى مستوى التواطؤ في ارتكاب جرائم حرب".
انتقل هذا التفاعل إلى شبكة "لينكد إن" الموجهة بشكل خاص للأعمال والتوظيف، حيث أصبح حديث المستخدمين في الساعات الأخيرة. بعد محاولات البحث عن حساب "ابتهال أبو السعد" على المنصة، لاحظنا انتشار العديد من المنشورات التي استنكرت اختفاء الحساب بشكل مفاجئ.
وقد أثار هذا الحذف تساؤلات عديدة بين المستخدمين، الذين عبروا عن استغرابهم وقلقهم بشأن المسؤول عن هذا الإجراء.
كما طالب البعض شركة "لينكد إن"، التي أصبحت منذ ديسمبر/كانون الأول 2016 مملوكة بالكامل لشركة "مايكروسوفت"، باعتماد "الشفافية" وتوضيح أسباب حذف الحساب والأسباب الكامنة وراءه.
كانت وكالة أسوشيتد برس قد نشرت تحقيقاً في 18 فبراير/شباط الماضي، أكدت فيه أن "تقنيات الذكاء الاصطناعي المطورة من قبل مايكروسوفت وأوبن إيه آي- OpenAI استخدمت في برنامج عسكري إسرائيلي لاختيار أهداف القصف في غزة ولبنان"، ما أثار موجة غضب داخل وخارج الشركة.
وأشار التحقيق إلى "غارة جوية إسرائيلية خاطئة في عام 2023" استهدفت سيارة مدنية، وأدت إلى مقتل ثلاث فتيات وجدتهن في جنوب لبنان.
واستند التحقيق إلى وثائق وبيانات ومقابلات مع مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين، بينهم 3 ضباط استخبارات في الاحتياط، وكذلك مقابلات مع موظفين حاليين وسابقين في شركات مايكروسوفت وأوبن إيه آي وغوغل وأمازون.
وأشار التحقيق إلى طفرة كبيرة في استخدام إسرائيل لتقنيات شركتي "مايكروسوفت" و"أوبن إيه آي" في تلك الأنشطة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ونقلت الوكالة عن ضابط استخبارات إسرائيلي قوله إن الضباط الشباب يتعرضون لضغوط للعثور على الأهداف بسرعة فيقعون في أخطاء.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، نشرت صحيفة غارديان البريطانية تحقيقاً قالت فيه إن "شركة مايكروسوفت الأمريكية عززت علاقاتها مع إسرائيل لتقديم الدعم التكنولوجي للجيش خلال حرب غزة".
وأوضحت الصحيفة أن منتجات مايكروسوفت كانت تستخدمها وحدات في القوات الجوية والبرية والبحرية الإسرائيلية، كما كانت وزارة الدفاع الإسرائيلية تكلف مايكروسوفت بالعمل في مشاريع حساسة وسرية للغاية.
وأظهر التحقيق أن اعتماد الجيش الإسرائيلي على تكنولوجيا السحابة والذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت تزايد خلال ما وصف بالمرحلة الأكثر كثافة من قصف غزة، كما جرى إبرام صفقات بقيمة لا تقل عن 10 ملايين دولار لتوفير آلاف الساعات من الدعم الفني.
هذا وواجهت شركات ومؤسسات عالمية أخرى احتجاجات على علاقاتها مع إسرائيل في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، جراء الحرب المستمرة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
شركة مايكروسوفت تُقرر وقف تطبيق الاتصال عبر سكايب اعتباراً من مايو 2025

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأيام
منذ 2 أيام
- الأيام
لماذا يستمر البعض في استخدام أجهزة كمبيوتر قديمة الطراز؟
BBC رغم أنها تنطوي على قدر كبير من الصعوبة، لا يزال البعض يستخدم أجهزة كمبيوتر عتيقة مشغَّلة بنظم ويندوز قد تستمر في الضغط على هذه المفاتيح، CTRL+ALT+DEL، للأبد. فمع تقدم التكنولوجيا، يقع البعض في فخ الاستمرار في استخدام برمجيات وأجهزة كمبيوتر عفا عليها الزمن. إليكم نظرة على عالم أجهزة ويندوز القديمة والغريبة. في وقت سابق من هذا العام، كنتُ في طريقي لإجراء فحص طبي في عيادة في مدينة نيويورك. وبينما كنت أصعد إلى الطابق الرابع عشر، لفتت انتباهي شاشة مدمجة في جانب المصعد. كانت تلك لمحةً من تاريخ الحوسبة. هناك، في مستشفىً فاخرٍ مليءٍ بأحدث الأجهزة، ظهرت رسالة خطأ من نظام تشغيلٍ صدر قبل ربع قرنٍ تقريباً. كان المصعد يعمل بنظام ويندوز إكس بي. يصادف هذا العام الذكرى الخمسين لتأسيس مايكروسوفت. قد لا تتمتع الشركة بالمكانة الثقافية التي كانت تتمتع بها عند تركيب مصعد المستشفى، ولكن بعد عقدين من محاولة اللحاق بالركب، عادت مايكروسوفت إلى الصدارة. كان عملاق التكنولوجيا أول أو ثاني أكثر الشركات قيمة على وجه الأرض لما يقرب من خمس سنوات. واليوم، تراهن مايكروسوفت على الذكاء الاصطناعي لنقلها إلى الجيل التالي من الحوسبة. ومع ضخها عشرات المليارات من الدولارات في أحدث التقنيات، يرى البعض أن أحد أهم مكونات تركة مايكروسوفت التي ربما تبقى للأبد – قد يكون الآثار التي خلفتها في المجتمع منذ زمن بعيد. منذ إطلاقها عام 1975، تغلغلت مايكروسوفت في البنية التحتية الرقمية بشكل كامل لدرجة أن جزءاً كبيراً من عالمنا لا يزال يعتمد على برامج وأجهزة كمبيوتر ويندوز قديمة، بل عفا عليها الزمن أحياناً، تعمل ببطء، وتراكم عليها الغبار بعد فترة طويلة من تشغيلها. وبالنسبة لمن يستخدمون هذه الأجهزة، تُعد أشباح ماضي ويندوز سمة دائمة الحضور في حياتهم اليومية. وقال الأستاذ المشارك في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا في الولايات المتحدة لي فينسيل، الذي يدرس صيانة وإصلاح التقنيات القديمة: 'بطريقةٍ ما، يُعد ويندوز البنية التحتية المثالية. ويمكن القول إن هذا هو سبب ثراء بيل غيتس'. وأضاف: 'نظم التشغيل التي يطورونها موجودة في كل شيء حولنا، ووجود كل هذه النماذج القديمة بين أيدينا هو سر نجاح الشركة بشكل عام. هذا هو سر تميز مايكروسوفت. لطالما كان ويندوز هو الوسيلة الوحيدة لإنجاز الأعمال'. يقول إلفيس مونتيرو، وهو فنيّ صرّاف آلي ميداني يعمل في نيوآرك، في ولاية نيو جيرسي الأمريكية: 'لا تزال العديد من أجهزة الصرّاف الآلي تعمل بأنظمة ويندوز القديمة، بما في ذلك ويندوز إكس بي وحتى ويندوز إن تي'، الذي أُطلق عام 1993. ويضيف مونتيرو: 'يكمن التحدي في تحديث هذه الأجهزة في التكاليف الباهظة المرتبطة بتوافق الأجهزة، والامتثال للوائح التنظيمية، والحاجة إلى إعادة برمجة برامج الصرّاف الآلي الخاصة'. أنهت مايكروسوفت الدعم الرسمي لنظام ويندوز إكس بي في 2014، لكن مونتيرو يقول إن العديد من أجهزة الصرّاف الآلي لا تزال تعتمد على هذه الأنظمة البدائية بفضل موثوقيتها واستقرارها وتكاملها مع البنية التحتية المصرفية. وهناك الكثير من التطبيقات المدهشة لمنتجات مايكروسوفت القديمة والتي تختبئ بين العناصر المكونة لحياتنا اليومية. ففي عام 2024، كان نظام التشغيل ويندوز وراء جدل واسع النطاق على الإنترنت في ألمانيا. بدأ ذلك بالإعلان عن وظيفة شاغرة لشركة السكك الحديد الألمانية (دويتشه بان). كان المنصب الشاغر هو مسؤول أنظمة تكنولوجيا المعلومات، مسؤول عن صيانة نظام عرض كابينة السائق في القطارات فائقة السرعة والقطارات الإقليمية. وكانت المشكلة في المؤهلات اللازمة لشغل هذه الوظيفة. كان من المتوقع أن يتمتع المتقدمون بخبرة في نظامي التشغيل ويندوز 3.11 ومايكروسوفت دوس، وهما نظامان صدرا قبل 32 و44 عاماً على الترتيب. وفي بعض مناطق ألمانيا، تعتمد وسائل النقل على نظم تشغيل تفوق في عمرها أعمار الكثير من الركاب. وقال متحدث باسم شركة السكك الحديدية الألمانية (دويتشه بان) إن هذا أمر متوقع. وأضاف: 'قطاراتنا تتمتع بعمر خدمة طويل، وتصل مدة خدمتها إلى 30 سنة أو أكثر'. 'دويتشه بان تُحدّث قطاراتها بانتظام، لكن نظُم التشغيل التي تُلبي معايير السلامة وتُثبت كفاءتها يستمر تشغيلها'، بحسب المتحدث الذي أكد أن 'نظام ويندوز 3.11 يستخدم حصرياً في عدد قليل من القطارات لتشغيل شاشات العرض فقط'. BBC لا تزال بعض المؤسسات الحكومية ووسائل النقل في الولايات المتحدة تستخدم القرص المرن في تشغيل نُظمها ولا يقتصر الأمر على النقل العام الألماني فحسب. فعلى سبيل المثال، لا تبدأ قطارات مترو سان فرانسيسكو الخفيف (موني مترو) في سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة – عملها صباحاً إلا بعد إدخال قرص مرن في جهاز الكمبيوتر الذي يُحمّل برنامج 'DOS' على نظام التحكم الآلي في القطارات (ATCS) الخاص بالسكك الحديدية. وفي العام الماضي، أعلنت هيئة النقل المحلي في سان فرانسيسكو (SFMTA) عن خططها لإيقاف هذا النظام خلال العقد المقبل، لكن الأقراص المرنة لا تزال تعمل حتى اليوم. (لم تستجب هيئة النقل المحلي في سان فرانسيسكو لطلب التعليق). في غرفة شديدة الإضاءة في سان دييغو في كاليفورنيا الأمريكية، هناك اثنتان من أكبر الطابعات التي يمكن أن تراها في حياتك، وكل منهما متصلة بخوادم تعمل بنظام ويندوز 2000، وهو نظام تشغيل سُمّيَ نسبةً إلى عام إصداره. وقال جون واتس، الذي يتولى الطباعة عالية الجودة ومعالجة الصور لمصوري الفنون الجميلة: 'نسميهما مرساة القارب'. الطابعتان من نوع 'LightJets'، وهي آلات عملاقة تستخدم الضوء، بدلاً من الحبر في الطباعة على ورق فوتوغرافي بأحجام كبيرة، مضيفاً أن النتيجة تكون صورة بجودة لا مثيل لها. وبعد توقف إنتاجها منذ فترة طويلة، تعتمد طابعات LightJet القليلة المتبقية على أنظمة تشغيل ويندوز التي كانت متوفرة عند بيع هذه الطابعات. وقال واتس: 'قبل فترة، بحثنا أمر ترقية أحد أجهزة الكمبيوتر (المشغّلة لتلك الطابعات إلى (ويندوز فيستا) Windows Vista. وعند محاولة حساب المبلغ اللازم لشراء تراخيص جديدة لجميع البرمجيات، تبيّن أن التكلفة ستتراوح بين 50,000 و60,000 دولار أمريكي. لا أطيق أجهزة ويندوز، لكنني عالقٌ بها'. إنها مشكلة شائعة مع الأجهزة المتخصصة. سكوت كارلسون، نجار في لوس أنجلوس لديه خبرة بمنتجات مايكروسوفت بسبب تعامله مع آلات التحكم الرقمي بالكمبيوتر، وهي أدوات روبوتية تستخدم في تقطيع وتشكيل الخشب ومواد أخرى بتعليمات من الكمبيوتر. وقال كارلسون: 'جهازنا العملاق يعمل بنظام ويندوز إكس بي لأنه أقدم. إنه مثل الدبابة'، لكن ما قاله عن الجهاز لا ينطبق على نظام التشغيل. وأضاف: 'اضطررنا لنقل الكمبيوتر من أجل إعادة بنائه بالكامل قبل بضع سنوات لأن نظام إكس بي كان يُظهر الكثير من الأخطاء'، مؤكداً أن الجهاز 'أصبح شبه معطل'. وبالنسبة لمستخدمي هذه التقنية القديمة، قد تكون الحياة شاقة. فعلى مدار أربع سنوات، كان الطبيب النفسي إريك زابريسكي يذهب إلى عمله في وزارة شؤون المحاربين القدامى الأمريكية ويبدأ يومه بانتظار تشغيل جهاز الكمبيوتر. وقال زابريسكي: 'كنت أضطر للوصول إلى العيادة مبكراً لأن تسجيل الدخول إلى الكمبيوتر كان يستغرق أحياناً 15 دقيقة. بمجرد دخولك، تحرص على ألا يؤدي أي شيء مهما كان إلى خروجك. كنت أتمسك بالحياة بشدة بينما كانت وتيرة التشغيل بطيئة للغاية'. عندما يتعلق الأمر بنظم تشغيل الكمبيوتر القديمة في الشركات والمؤسسات الكبرى، فإن السبب الرئيسي في استمرار استخدامها هو 'تأجيل الصيانة'. سكوت فورد، مطوّر برمجيات متخصص في تحديث النظم القديمة. يقول: 'تُركز المؤسسات كل اهتمامها على إضافة ميزات جديدة بدلاً من استثمار تلك الموارد في تحسين أساسيات النظم الحالية'، مما يؤدي إلى تراكم الكثير من هذه الأجهزة والبرمجيات داخل هذه المؤسسات واستمرار العمل بها. BBC يستخدم سكوت كارلسون جهاز كمبيوتر عتيق بنظام تشغيل ويندوز قديم في تشكيل الأخشاب، وغالباً ما تتعرض أعماله لأخطاء بسبب تقادم التكنولوجيا تُدير معظم المرافق الطبية التابعة لوزارة شؤون المحاربين القدامى السجلات الصحية باستخدام مجموعة من الأدوات التي أطلقتها الحكومة الأمريكية عام 1997 وتُسمَّى نظام سجلات المرضى المُحَوْسَب (CPRS). إلا أن هذا النظام يعمل على نظام أقدم يُسمى VistA – وهو نظام تشغيل مختلف عن نظام ويندوز فيستا – والذي ظهر لأول مرة عام 1985، وكان مبنياً في الأصل على نظام التشغيل MS-DOS. تُجري وزارة شؤون المحاربين القدامى الآن محاولتها الرابعة لإصلاح هذا النظام بعد سلسلة من المحاولات المتقطعة التي استمرت قرابة 25 عاماً. وتهدف الخطة الحالية إلى استبداله بنظام سجلات صحية تستخدمه وزارة الدفاع الأمريكية بحلول عام 2031. وصرّح بيت كاسبروفيتش، السكرتير الصحفي لوزارة شؤون المحاربين القدامى، قائلاً: 'لا تزال وزارة شؤون المحاربين القدامى ملتزمة بتطبيق نظام فيدرالي حديث وقابل لتبادل البيانات (للسجلات الصحية الإلكترونية) لتحسين تقديم الرعاية الصحية والتأثير إيجاباً على رعاية المرضى'. وأضاف أن النظام مُفعَّلٌ في ستة مواقع تابعة لوزارة شؤون المحاربين القدامى، وسيُنشر في 19 من أصل 170 منشأة بحلول عام 2026. وقال زابريسكي: 'إن نظام CPRS يعمل، ولكن في بعض الأحيان كان [استخدامه] تجربة محبطة للغاية'. فبينما تعتمد أنظمة السجلات الصحية الحديثة على واجهات بسيطة تعمل بنظام الضغط على مفاتيح افتراضية، كان زابريسكي يُضطر إلى كتابة 'c://' ومسار الملف الكامل لعرض مستند. وقال: 'نظام CPRS نصيٌّ بالكامل، وجميع أحرفه كبيرة. ويبدو كأنه معالج نصوص من التسعينيات أثناء التشغيل – كما يشبه استخدامه تعلم قيادة سيارة قديمة. وعليك أيضاً حفظ جميع هذه الأوامر، ودائماً ما تخطئ. فما يُفترض أن يستغرق دقيقة واحدة، قد ينتهي به المطاف إلى أن يستغرق نصف ساعة لأنك نسيت كتابة شرطة (—) في مكان ما'. BBC هناك الكثير من إصدارات ويندوز القديمة لا تزال تستخدم في أماكن ومؤسسات هامة يُعدّ هذا مثالاً رئيسياً على مشكلة نقل المعرفة التي تظهر مع تقادم التكنولوجيا، وفقاً لفينسل. يقول: 'في كثير من الأحيان، عندما لا نُحدّث البنية التحتية ونحافظ على سلامتها، ينتهي بنا الأمر في وضع لا يوجد فيه سوى شخص واحد في ولاية أخرى يعرف كيفية الحفاظ على تشغيل النظام'. وأضاف فينسيل أن المنشآت الحكومية، على وجه الخصوص، تتمسك أحياناً بالبرمجيات القديمة لأن بساطتها تُسهل الحفاظ على أمنها. وتابع: 'لكن فرص الفشل واردة هنا، خاصةً مع ازدياد تعقيد الأنظمة المتصلة بالإنترنت وتوقف الشركات عن دعم البرمجيات القديمة. ويُشكل الأمن السيبراني مصدر قلق بالغ في هذا الصدد'. في بعض الحالات، يعد تشغيل أجهزة الكمبيوتر القديمة عملاً نابعاً من الحب. ففي الولايات المتحدة، تقضي دين غريغار، مديرة مختبر الأدب الإلكتروني في جامعة ولاية واشنطن في فانكوفر أيامها في غرفة مليئة بأجهزة كمبيوتر قديمة (تعمل بكامل طاقتها) يعود تاريخها إلى عام 1977. وقالت غريغار: 'بمجرد أن حصل الناس على هذه الأجهزة، بدأوا في إنتاج الفن'، وهي ملتزمة بالحفاظ عليها. وفي بدايات استخدام الكمبيوتر، كان الفنانون والكُتّاب مع برمجيات الكمبيوتر هم من يحددون معنى الفن ورواية القصص في العالم الرقمي الجديد. وغيرت عناوين مثل 'حديقة النصر' لستيوارت مولثروب أو 'ظهيرة مايكل جويس'، وهي قصة من عالم الخيال، متحدية تعريف الأدب، من خلال عرض القصص عبر روابط إلكترونية، مما أتاح نوعاً جديداً من الكتابة التي تُشبه 'اختر مغامرتك الخاصة'، والتي أرست قواعد جديدة للعصر الرقمي، وفقاً لغريغار. ولم يقتصر اهتمام غريغار على الكتب الإلكترونية التجريبية التي صدرت في بدايات استخدام الكمبيوتر. ويجمع مختبرها كل شيء من ألعاب الفيديو إلى مجلات إنستغرام. BBC ترى دين غريغار، الأستاذة في الأدب، أن تجربة الفن الرقمي لن تكون ممتعة إذا لم تكن عبر أجهزة الكمبيوتر التي صُنعت منذ عشرات السنوات لهذا الغرض وتقول غريغار: 'أستخدم اختصاراً لشرح ما يميز هذا البرنامج: Pie. إنه برنامج تفاعلي وتجريبي. لا يمكنك فصله عن الكمبيوتر وطباعته أو تعليقه على الحائط'. وهناك برمجيات محاكاة – 'Emulators' – تتيح لك تشغيل بعض البرمجيات القديمة على أجهزة كمبيوتر جديدة، لكن غريغار تقول إن ميزات مهمة للنُّسَخ القديمة تختفي أثناء هذه العملية. وأكدت: 'إنها ببساطة تجربة مختلفة تماماً'. يحتفظ مختبر غريغار للأدب الإلكتروني بـ61 جهاز كمبيوتر لعرض مئات الأعمال الإلكترونية وآلاف الملفات في المجموعة، والتي تحافظ عليها في حالة ممتازة. تبدو العديد من هذه الأجهزة وكأنها شُيّدت بالأمس، مع القليل من اصفرار العلب البلاستيكية التي قد تتوقعها من عصر الإلكترونيات ذات اللون البيج. الشيء الوحيد الذي ينقص مجموعة غريغار هو جهاز كمبيوتر يقرأ أقراصاً مرنة قياس خمس بوصات ورُبع. فرغم انتشارها على نطاق واسع، ينطوي العثور على أحد هذه الأجهزة على صعوبة بالغة. وقالت مديرة المختبر: 'أبحث عنها على إيباي وكريغزلست، وأصدقائي يبحثون من أجلي، لكن دون جدوى. أبحث عنها منذ ست سنوات'. إذا كان لديك أحد هذه الأجهزة القديمة، ولا يزال يعمل، فستسعد غريغار بسماع رأيك. وقال فورد إنه منذ البداية، كانت إحدى استراتيجيات الأعمال الرئيسية التي ميزت أبل عن غيرها هي ضرورة شراء أجهزة ماك في أغلب الأحيان لاستخدام برمجياتها. وأضاف فورد أن أبل أيضاً متشددة في التخلص من المنتجات القديمة. لكن مايكروسوفت اتبعت نهجاً يسمح للمؤسسات بالاستفادة من الأجهزة التي تمتلكها بالفعل، ويسعى للحصول على تراخيص البرمجيات. كما أنها تميل إلى توفير فترة زمنية طويلة جداً لتوفير الدعم لتلك الإصدارات'. ومنح هذا النهج مايكروسوفت ميزة كبيرة في استقطاب عملاء من قطاع الأعمال. وأضاف فورد أن هذا أحد أسباب بقاء أجهزة ويندوز القديمة هذه لفترة طويلة، 'مايكروسوفت مجرد شيء نَعْلق به'.


المغرب اليوم
منذ 4 أيام
- المغرب اليوم
غوغل تتصدر براءات اختراع الذكاء الاصطناعي عالميًا في 2024
تصدرت جوجل قائمة الشركات الرائدة في براءات الاختراع المتعلقة ب الذكاء الاصطناعي التوليدي، عالمياً، كما تصدرت قائمة الذكاء الاصطناعي الوكيل، وهو مجال ناشئ، وفقاً لبيانات من IFI Claims، وهي شركة لإدارة قواعد البيانات، وذلك في الفترة من فبراير 2024 إلى أبريل 2025. وبحسب موقع "أكسيوس"، تشير طلبات براءات الاختراع، على الرغم من أنها ليست مؤشراً مباشراً على الابتكار، إلى مجالات ذات اهتمام بحثي كبير، وقد ارتفعت طلبات براءات الاختراع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التوليدي في الولايات المتحدة بأكثر من 50% في الأشهر الأخيرة. وقالت ليلي إياكورسي، المتحدثة باسم IFI Claims، إن "الارتفاع الكبير في طلبات براءات الاختراع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي هو علامة على سعي الشركات بنشاط لحماية تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، مما يؤدي إلى زيادة المنح أيضاً". وفي تصنيفات براءات الاختراع للوكلاء في الولايات المتحدة، تتصدر جوجل و"إنفيديا" القائمة، تليهما IBM وإنتل ومايكروسوفت، وفقاً لتحليل صدر الخميس. كما تصدرت جوجل وإنفيديا قائمة براءات الاختراع على الصعيد العالمي، لكن ثلاث جامعات صينية أيضاً ضمن المراكز العشرة الأولى، مما يُبرز مكانة الصين كمنافس رئيسي للولايات المتحدة في هذا المجال. وفي التصنيف العالمي للذكاء الاصطناعي التوليدي، تصدرت جوجل أيضاً القائمة، لكن 6 من المراكز العشرة الأولى عالمياً كانت من نصيب شركات أو جامعات صينية. واحتلت مايكروسوفت المركز الثالث، بينما احتلت "إنفيديا" وIBM أيضاً المراكز العشرة الأولى. وحددت مؤسسة IFI Claims، براءة اختراع واحدة فقط مرتبطة ببرنامج DeepSeek الصيني، وهي براءة اختراع لطريقة بناء بيانات التدريب. وفي التصنيف الأميركي للذكاء الاصطناعي التوليدي، تصدرت جوجل ومايكروسوفت قائمة طلبات براءات الاختراع الأميركية، متجاوزتين بذلك شركة IBM، التي كانت المتصدرة سابقاً. وكانت من بين العشرة الأوائل أيضاً شركات "إنفيديا" و"كابيتال ون" و"سامسونج" و"أدوبي" و"إنتل" و"كوالكوم". وظهرت العديد من تلك الأسماء في قائمة طلبات براءات الاختراع الأميركية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، إذ احتلت جوجل المركز الأول، تلتها مايكروسوفت وIBM وسامسونج وكابيتال ون. عالمياً، تصدّرت جوجل القائمة، تلتها هواوي وسامسونج. ولم تُصنّف ميتا ولا OpenAI ضمن العشرة الأوائل، على الرغم من أن OpenAI كثّفت جهودها في مجال براءات الاختراع خلال العام الماضي، وفقاً لتحليل معهد IFI. ركّزت ميتا جهودها على تطوير البرمجيات مفتوحة المصدر، بينما تُصرّح OpenAI بأنها تنوي استخدام براءات اختراعها "دفاعياً" فقط. إجمالاً، ارتفع عدد طلبات براءات الاختراع الأميركية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التوليدي بنسبة 56% العام الماضي، ليصل إلى 51 ألفاً و487 طلباً. كما ارتفعت براءات الاختراع الممنوحة في الولايات المتحدة بنسبة 32%. شكّل الذكاء الاصطناعي التوليدي، 17% من طلبات براءات الاختراع الأميركية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، بينما شكّل الذكاء الاصطناعي الوكيل 7% عالمياً.


المغرب اليوم
منذ 7 أيام
- المغرب اليوم
ترامب يصل أبوظبي في ختام جولته الخليجية وسط استقبال رسمي
وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، في إطار ختام جولته الخليجية عقب زيارتين إلى السعودية، وقطر، فيما كان رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد في مقدمة مستقبليه. إلى ذلك، تصف وكالة أنباء الإمارات الزيارة بأنها تمثل محطة بارزة في مسار العلاقات الإستراتيجية الثنائية، وتعزيزها في المجالات المختلفة، بما يحقق مصالحهما المشتركة في التنمية والازدهار، وتجسد الزيارة "عمق العلاقات التاريخية الممتدة لنحو نصف قرن بين البلدين، إذ حافظت على متانتها وتطورها المستمر، فيما تعد الإمارات أكبر شريك تجاري لأميركا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفقاً لوزارة الاقتصاد الإماراتية". وتأسست العلاقات الدبلوماسية الثنائية عقب فترة وجيزة من قيام اتحاد دولة الإمارات في عام 1971، إذ جرى تدشين سفارة الإمارات في واشنطن عام 1974، كما افتُتحت سفارة أميركا في أبوظبي في العام نفسه، فيما يشمل التنسيق الإماراتي - الأميركي جوانب عدة أبرزها التنموية، والسياسية، والأمنية، والاقتصادية، والتجارية، والعسكرية، والشراكات المرتبطة بإعلان الاتفاقية الإبراهيمية للسلام. في حين، يرتبط البلدان بعلاقات اقتصادية واستثمارية، إذ بلغت قيمة التجارة الخارجية غير النفطية للإمارات مع أميركا في العام 2024 نحو 32.8 مليار دولار، فيما تعد الولايات المتحدة الشريك التجاري الـ6 عالمياً للإمارات في 2024 والأول عالمياً خارج آسيا، إذ استأثرت بنسبة 4% من تجارة الإمارات غير النفطية خلال 2024. في إطار اقتصادي، تعد الإمارات من المستثمرين الرئيسيين في أميركا، إذ تقدر قيمة الاستثمارات بـ1 تريليون دولار، تتوزع في قطاعات التجارة، والطيران، والتصنيع، والطاقة، والتكنولوجيا المتقدمة، والذكاء الاصطناعي. وعلى صعيد التعاون الفضائي، شهد التعاون الإماراتي - الأميركي في ملف الذكاء الاصطناعي، تطوراً لافتاً إذ تجسد في توسيع إطار البنى التحتية الرقمية، بما يتواكب مع توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في صياغة مستقبل البشرية، إذ وقع البلدان في العام 2024 اتفاقيات الشراكة والاستثمار في المجال التكنولوجي، والذكاء الاصطناعي، ففي أبريل 2024 أعلنت كل من G42، الشركة القابضة في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الإمارات، ومايكروسوفت عن استثمار إستراتيجي قدره 1.5 مليار دولار من مايكروسوفت في G42. وأدى إطلاق دولة الإمارات مسبار الأمل في عام 2021، إلى تعزيز التعاون العلمي في استكشاف الفضاء بين الإمارات وأميركا، الذي ظهر بوضوح عبر مهمة الإمارات الجديدة إلى حزام الكويكبات بالتعاون مع جامعة كولورادو بولدر، في السياق ذاته، تؤدي الإمارات دورا رئيسا في مشروع NASA,s Lunar Gateway، إذ ستطور وحدة مخصصة لإقفال الهواء الخاصة بالطاقم والعلماء، كما سترسل أول رائد فضاء إماراتي إلى مدار القمر، ومن المقرر إطلاق الوحدة التي تعد ضرورية لأمان الرواد وعمليات المهمة بحلول عام 2030.