على أبرسي.. وتبقى المآثر (2/2)
لم يكن طريق أبرسي سهلاً ولا ميسوراً، فقد حكى لي صديقه وقريبه عوض كرار أنه التقى بأبرسي في ستينيات القرن الماضي في مجاهل دارفور، أشعث أغبر، يطارد رزقه هناك ويقود لاندروفر قديمًا.
يحكي أبرسي عن أيامه تلك في غرب السودان:
"كنا جميعًا بإحساس مشترك أبناء هذا البلد، نشق بجمالنا الأرياف والحلال، حلة حلة، وفريق فريق، نبيت ليالينا تحت الجميزة، ونصطاد الغزلان برفرف اللوري، ونشويها تحت القمر. كنا نصطاد دجاج الوادي ببندقية الخرطوش، وما زلت أتذكر ليلة رأس السنة في عام 1962، ونحن تحت جميزة، ومعي ابن عمي نشرب الشاي في ليل بهيم، إلا صوت المرفعين."
2
بدأ أبرسي حياته التجارية بين الدويم ونيالا وزالنجي وبورتسودان، ثم عاد إلى أم درمان وأسس شركةً لاستيراد الشاي،الدقيق والاقمشه ثم اتجه إلى مجال تصدير زيت الزيوت إلى السعودية ولبنان وهولندا. وحين قدم أبرسي إلى العاصمة، كان قد أسس نفسه واسمه كتاجر ذكي يعرف أصول المهنة، وبدأت ثروته تنمو، وكذلك طموحه الذي لم يهدأ حتى آخر لحظات حياته.
بنى أبرسي لنفسه ولبلده إمبراطورية تجارية داخل السودان وخارجه. أسس في بدايته كرجل في العاصمة شركة "أبرسي للنقل"، وله حكاية معها.
يقول أبرسي:
"كنت أحلم بامتلاك (لوري) وفتح دكان، وبفضل الله امتلكت 30 (قندران)، وعمري لم يتجاوز ال24 سنة."
ويحكي قصة بداية إمبراطورية "أبرسي للنقل" قائلًا:
"لاحظت أن هناك فجوة في النقل، حيث بدأت السكك الحديدية في التدهور، والبضائع تتكدس في الميناء، ففكرت في تأسيس شركة نقل، لكن لم يكن لدي ما يكفي من رأس المال. طرقت عدة أبواب، ولكنني لم أفلح في إيجاد مصدر للتمويل. ألهمني الله فكرة التعامل مع البنك، فذهبت إلى عمي عمر عبد السلام وطرحت عليه الفكرة، وطلبت منه أن يضمنني لدى البنك، فنظر إليّ وقال لي: 'أضمنك بماذا؟'. واخذت علي خاطري وخرجت من عنده، لكنه لحق بي وأوضح لي أنه أراد فقط أن يختبر مدى تصميمي على الفكرة. وبالفعل، وفر لي كل الضمانات للبنك دون أي ضمان من جانبي، إذ كانت سمعتي في السوق ممتازة. استوردت 30 شاحنة ماركة فيات الايطاليه(إيفكو)، مما جعلني أحصل لاحقًا على توكيل الشركة في السودان."
من هنا كانت بداية إمبراطورية علي أبرسي، الذي ولج مجالات عديدة، وكلها ناجحة، فلم يبدأ عملًا أو استثمارًا إلا وأتمه على أكمل وجه.
حينما اندلعت الحرب في 15 أبريل، كان موجودا بالاراضي المقدسه لاداء العمره غادر البلاد تاركًا وراءه كل ما امتلكه من ثروة جمعها بالكفاح عبر سنوات طويلة، وشيد بها المصانع التي دمرها الجنجويد كليًا. حين يروي لك مأساة تدمير مصنع أبرسي لاسطوانات الغاز بالمنطقة الصناعية بحري، تحس بالأسى؛ فقد تم تدمير المصنع تمامًا، وتحولت عشرات الملايين إلى رماد بين يوم وليلة، كما نُهبت أكثر من 70 ألف أسطوانة غاز. لكن أبرسي لم يبالِ بما دمره الجنجويد، وكان يقول لي: "المهم أن يتعافى السودان."
3
عندما وقعت كارثة الحرب، لم يلبث إلا قليلًا حتى واصل أعماله واستثماراته بالخارج، فعزز استثماراته القائمة في أوغندا في مجال إنتاج البن والقهوة، ثم افتتح مصائد الأسماك للتصدير.
كان يحلم بتأسيس شركة طيران عملاقة في السودان "أبرسي للطيران"، وقد بدأ خطواتها بالفعل. أرجو أن يوفق الله أبناءه لإكمال ما بدأه والدهم.
4
ويُضاف إلى رصيده التجاري، ممارسته للعمل السياسي الراشد. يقول د. أبوشوك:
"سطع نجم أبرسي عندما كان رئيسًا لبلدية أم درمان ، وأصدر قرارًا شهيرًا في مطلع الثمانينيات يقضي بإغلاق البارات (حانات بيع الخمور) ومنع بيع الخمور بمدينة أم درمان ، الأمر الذي أغضب الرئيس نميري ودفعه إلى إلغاء القرار، قبل أن يتخذ نميري نفسه القرار ذاته لاحقًا."
لعب أبرسي أدوارًا سياسية متعددة منذ سبعينيات القرن الماضي، وظل دائم الحضور في الساحة السياسية، عضوًا في عدة برلمانات ومجالس شعب، وكان صوته عاليًا في نقد السياسات الاقتصادية التي انتهجتها الإنقاذ.
5
حين وقعت كارثة الحرب، كان أبرسي أول من مدّ يده لدعم القوات المسلحة بمليارات الجنيهات، التي لم يفصح عنها لأحد.
يروي لي أحد قادة الجيش المرابطين بمنطقة جبل سركاب:
"كان لعلي أبرسي مزرعة ضخمة في تلك المنطقة بها كل أنواع الفواكه ومئات من الأبقار والدواجن والبيض وكل شيء. كنا في أمسّ الحاجة للغذاء لإطعام آلاف الجنود، فقررنا الاتصال بأبرسي لشراء كل ما في المزرعة على أن يدفع الجيش له بعد انتهاء الحرب. وعندما تحدثنا إليه، صمت قليلًا ثم قال: 'يا ولدي، أنتم تقدمون أرواحكم فداءً للسودان، فمزرعة شنو البتشتروها مني؟ هي لكم بكل ما فيها، ولا تتحدثوا معي عن قروش، نحن كلنا وأموالنا فداء للسودان.' فأغلقنا الهاتف وبكينا جميعًا."
6
قبل وفاته بأسبوع، تبرع أبرسي بحفر عشرات من آبار المياه في مناطق المسلمين بأوغندا ، كما تكفل بمئات الأسر التي شردتها الحرب، وعشرات الطلاب، وكل ذلك دون أن تعرف يمينه ما فعلت شماله.
7
بإمكاني أن أكتب عشرات الصفحات عن علي أبرسي، حياته ومآثره وأعماله، وشخصيته الحبيبة، إلا أن ذلك لن يوفيه حقه. فهو رجل له بصماته في خدمة الشعب، سياسيًا واقتصاديًا، وله في خدمة الإسلام أيادٍ بيضاء ممتدة داخل السودان وخارجه، سواء عبر الطريقة الختمية التي أفنى عمره في خدمتها أو غيرها.
اللهم إني أشهد بأن صديقي علي أبرسي كان كريمًا، فأكرمه، وكان صادقًا مع نفسه ووطنه والناس، فاجعله مع الصديقين والشهداء، وكان محبًا لرسول الله، فانزله بقربه، واجعل الجنة مثواه.
العزاء لكافة أسرة الكوارتة الممتدة داخل وخارج السودان، وأولاده وبناته وأصهاره وأصدقائه وكل من عرفه.
أعزي فيه الشعب السوداني الذي رحل عنه وهو في أمسّ الحاجة إليه، في وقت تتكاثر فيه الزعاع، وتتناقص فيه أوتاد البلد.
لا حول ولا قوة إلا بالله. وداعًا أيها الحبيب.
عادل الباز
script type="text/javascript"="async" src="https://static.jubnaadserve.com/api/widget.js" defer data-deferred="1"
إنضم لقناة النيلين على واتساب
مواضيع مهمة
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى الالكترونية
منذ 18 دقائق
- صدى الالكترونية
مستشار : أفضل طريقة لاستثمار الأموال المدخرة الصكوك المحلية .. فيديو
قال سالم باشميل، مستشار مؤسسة ريالي غير الربحية، إن الموازنة بين الادخار والاستمتاع بالحياة أمر صعب ولكن ليس بالمستحيل. وأكد أن الإنسان الواعي هو من لا ينفق كل ما يمتلكه للاستمتاع باللحظة، مضيفا أن من ينفق دون الادخار سيندم في المستقبل، وذلك بحسب ما ذكره خلال حديثه بقناة 'روتانا خليجية'. ونصح بالموازنة بين الاستمتاع بالحياة والادخار من أجل المستقبل، ويتم ذلك عبر التخطيط الصحيح للمستقبل، مستشهدا على ذلك بقول الله تعالى:'لا تجعل يدَك مغلولة إلى عنقِك ولا تبسطْها كلَّ البسط فتقعد ملوماً محصورًا'. وأضاف أن غاية الادخار هي تمكين الإنسان من وقت الاستمتاع اليوم وفي المستقبل، لافتا إلى أن من يريد الحصول على المال عليه أن يسعى له ولا ينتظره. وأكد أن أفضل طريقة للاستثمار حتى لا تضيع قيمة المال المدخرة هي الصكوك الحكومية، وهذه الصكوك تعطي نسبة 5% وهي أعلى من التضخم كما أنها استثمار آمن ومضمون وتحقق الاستدامة المالية.

سعورس
منذ ساعة واحدة
- سعورس
أمير تبوك يكرّم 30 فائزاً بجائزة سموّه للمزرعة النموذجية في عامها ال 34
وقال: "اليوم نعيش مسيرة أخرى للتطور والنماء، في هذه الجائزة دعماً للمزارعين، وشحذاً للهمم، لما يخدم هذا الوطن الغالي والمواطن، وضماناً للغذاء، وتنمية ورخاء، فمنذ أن امرتم بها ياسمو الأمير والزراعة في تطور، حيث رفعت الجائزة كفاءة استخدام النظم الإلكترونية للري، وترشيد الاستهلاك، والتخطيط السليم للمزارع، ومواكبة المعايير العالمية للإنتاج والسلامة، ضمان الأمن الغذائي، ودعم الاقتصاد، وصولاً إلى الاكتفاء الذاتي - بمشيئة الله -.عقب ذلك ألقى رئيس اللجنة الإشرافية على الجائزة المهندس سعد بن محمد السواط كلمة قدّم في مستهلها الشكر والامتنان لسمو أمير منطقة تبوك ، على دعمه ورعايته للمزارعين بالمنطقة، حتى أضحت الجائزة مجالاً للتنافس، وأستفاد منها منذ تأسيسها وحتى اليوم أكثر من 1000 مزرعة، وكان لها بالغ الأثر في رفع مستوى الوعي لدى المزارعين، وتوجيههم نحو استخدام الأساليب الحديثة والنظم المتقدمة لتشغيل مزارعهم، منوهاً بالدعم غير المحدود الذي أولته القيادة الرشيدة - أيدها الله - للزراعة والمزارعين، مقدماً في ختام كلمته الشكر لسمو أمير منطقة تبوك الشكر على دعمه المتواصل للجائزة، كما قدم التهنئة للمزارعين الفائزين هذا العام. بعد ذلك سلَّم أمير منطقة تبوك الشهادات والجوائز النقدية للفائزين بالجائزة. وفي الختام أدلى سموه بتصريح صحفي، أكّد فيه أن التنافس بين المزارعين أمر محمود، يهدف في جوهره إلى تطوير القطاع الزراعي ورفع مستوى الأداء والخدمة، مشيراً إلى أن ما تشهده منطقة تبوك اليوم من تطور في الزراعة بمختلف محافظاتها، يُعد ثمرة من ثمار الدعم الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة - حفظها الله - لهذا القطاع الحيوي. وقال سموه:" التنافس موجود في كل المجالات، لكن الغاية الحقيقية منه هي الارتقاء بمستوى الزراعة وخدمة المزارعين والعاملين في هذا المجال. والحمد لله، نرى الآن مزارع ناجحة ومتميزة تنتشر في جميع أنحاء منطقة تبوك ، وهو ما يتماشى مع ماحث عليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي العهد – أيدهما الله – في دعم هذا القطاع وفق رؤية 2030. وأضاف سموه:"لقد أكدت رؤية 2030 على أهمية تنويع المصادر في شتى المجالات، وكان للزراعة نصيب وافر من هذا التوجه، بوصفها ركيزة أساسية لتحقيق الأمن الغذائي والاستدامة. وبلادنا – ولله الحمد – تملك كل المقومات التي تجعل منها بيئة مثالية للزراعة على مدار العام، من تنوع في التضاريس والمناخ إلى توافر الموارد والدعم. وأعرب سموه في ختام تصريحه عن سعادته بما تحقق من إنجازات في مجال الزراعة بالمنطقة، مؤكداً أن الطموح لا يزال كبيراً، والتطور مستمر – بإذن الله – بدعم القيادة وتفاني أبناء المنطقة، سائلاً الله تعالى أن يمن على هذا الوطن الغالي بمزيد من الخير والنماء.

سعورس
منذ ساعة واحدة
- سعورس
أمير منطقة تبوك يكرم 30 فائزاً بجائزة سموه للمزرعة النموذجية في عامها الرابع والثلاثون
كرم صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك ، مساء اليوم، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سعود بن عبدالله الفيصل بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة، الفائزين بجائزة سموه للمزرعة النموذجية في موسمها الرابع والثلاثون، البالغ عددهم 30 مزارعًا، وذلك بمقر شركة تبوك الزراعية. وفور وصول سموه مقر الحفل عزف السلام الملكي، ثم بدأ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بآيات من القرآن الكريم، بعدها ألقى المزارعين الفائزين بالجائزة كلمة، ألقاها بالنيابة عنهم أنس بن حسن العلي، عبَّر فيها عن شكره وتقديره لسمو أمير منطقة تبوك على رعايته حفل الجائزة، منوهاً بما يقدمه سموه من دعم وتشجيع لأبناء المنطقة. وقال: "اليوم نعيش مسيرة أخرى للتطور والنماء، في هذه الجائزة دعماً للمزارعين، وشحذاً للهمم، لما يخدم هذا الوطن الغالي والمواطن، وضماناً للغذاء، وتنمية ورخاء، فمنذ أن امرتم بها ياسمو الأمير والزراعة في تطور، حيث رفعت الجائزة كفاءة استخدام النظم الإلكترونية للري، وترشيد الاستهلاك، والتخطيط السليم للمزارع، ومواكبة المعايير العالمية للإنتاج والسلامة، ضمان الأمن الغذائي، ودعم الاقتصاد، وصولاً إلى الاكتفاء الذاتي – بمشيئة الله -. عقب ذلك ألقى رئيس اللجنة الإشرافية على الجائزة المهندس سعد بن محمد السواط كلمة قدّم في مستهلها الشكر والامتنان لسمو أمير منطقة تبوك ، على دعمه ورعايته للمزارعين بالمنطقة، حتى أضحت الجائزة مجالاً للتنافس، وأستفاد منها منذ تأسيسها وحتى اليوم أكثر من 1000 مزرعة، وكان لها بالغ الأثر في رفع مستوى الوعي لدى المزارعين، وتوجيههم نحو استخدام الأساليب الحديثة والنظم المتقدمة لتشغيل مزارعهم، منوهاً بالدعم غير المحدود الذي أولته القيادة الرشيدة – أيدها الله – للزراعة والمزارعين، مقدماً في ختام كلمته الشكر لسمو أمير منطقة تبوك الشكر على دعمه المتواصل للجائزة، كما قدم التهنئة للمزارعين الفائزين هذا العام. بعد ذلك سلَّم أمير منطقة تبوك الشهادات والجوائز النقدية للفائزين بالجائزة. وفي الختام أدلى سموه بتصريح صحفي، أكّد فيه أن التنافس بين المزارعين أمر محمود، يهدف في جوهره إلى تطوير القطاع الزراعي ورفع مستوى الأداء والخدمة، مشيراً إلى أن ما تشهده منطقة تبوك اليوم من تطور في الزراعة بمختلف محافظاتها، يُعد ثمرة من ثمار الدعم الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة – حفظها الله – لهذا القطاع الحيوي. وقال سموه:" التنافس موجود في كل المجالات، لكن الغاية الحقيقية منه هي الارتقاء بمستوى الزراعة وخدمة المزارعين والعاملين في هذا المجال. والحمد لله، نرى الآن مزارع ناجحة ومتميزة تنتشر في جميع أنحاء منطقة تبوك ، وهو ما يتماشى مع ماحث عليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي العهد – أيدهما الله – في دعم هذا القطاع وفق رؤية 2030. وأضاف سموه:"لقد أكدت رؤية 2030 على أهمية تنويع المصادر في شتى المجالات، وكان للزراعة نصيب وافر من هذا التوجه، بوصفها ركيزة أساسية لتحقيق الأمن الغذائي والاستدامة. وبلادنا – ولله الحمد – تملك كل المقومات التي تجعل منها بيئة مثالية للزراعة على مدار العام، من تنوع في التضاريس والمناخ إلى توافر الموارد والدعم. وأعرب سموه في ختام تصريحه عن سعادته بما تحقق من إنجازات في مجال الزراعة بالمنطقة، مؤكداً أن الطموح لا يزال كبيراً، والتطور مستمر – بإذن الله – بدعم القيادة وتفاني أبناء المنطقة، سائلاً الله تعالى أن يمن على هذا الوطن الغالي بمزيد من الخير والنماء.