logo
الساعة الصفر تقترب... هل تشعل أميركا حربًا كبرى في الشرق الأوسط؟

الساعة الصفر تقترب... هل تشعل أميركا حربًا كبرى في الشرق الأوسط؟

الأنباط -
الساعة الصفر تقترب... هل تشعل أميركا حربًا كبرى في الشرق الأوسط؟
المشهد في الشرق الأوسط لا يشبه أي لحظة سابقة. القصف لم يعد على الأطراف، ولا التحذيرات تقتصر على بيانات.
إسرائيل قصفت عمق إيران، وطهران ردّت بعنف. تل أبيب اهتزّت تحت وابل من الصواريخ والمسيّرات، وإحدى القذائف سقطت قرب السفارة الأميركية. وبين تهديدات متبادلة ومناورات بحرية، بات العالم يتساءل بصوت مرتفع:
هل تتدخل الولايات المتحدة؟ وإذا فعلت، فهل نكون أمام حرب كبرى قد تعيد تشكيل النظام الدولي؟
إيران تهاجم… وأميركا تستنفر
كل شيء بدأ مع هجوم إسرائيلي نوعي داخل إيران. طائرات إسرائيلية اخترقت المجال الجوي الإيراني في ١٣ حزيران، واستهدفت منشآت نووية تحت الأرض ومراكز قيادة للحرس الثوري. الرد الإيراني لم يتأخر. أكثر من ٢٠٠ صاروخ ومسيّرة ضربت أهدافًا في إسرائيل، من مطار بن غوريون إلى مواقع عسكرية في النقب، وأوقعت قتلى وجرحى، وأعادت مشهد "تل أبيب تحت النار'.
لكن الحدث الأخطر وقع حين أصابت إحدى المسيّرات الإيرانية محيط السفارة الأميركية في تل أبيب. كان ذلك تحولًا نوعيًا، لأنه يعني صراحة أن إيران باتت تعتبر واشنطن طرفًا مباشرًا في الحرب، لا مجرد داعم لإسرائيل.
البيت الأبيض: في قلب الإعصار
الرد الأميركي لم يأت عسكريًا بعد، لكن مؤشراته تتصاعد بسرعة مقلقة. وزارة الدفاع أعلنت تعزيز وجودها في الشرق الأوسط، وأرسلت حاملتي طائرات إلى الخليج والبحر الأحمر. كما تم نشر منظومات دفاع جوي إضافية في قواعد أميركية في قطر والسعودية والأردن.
الرئيس الاميركي دونالد ترامب، الذي يواجه معارضة داخلية متزايدة لأي تورط خارجي جديد، خرج بتصريح لافت: "إيران تلعب بالنار، وإذا استمرت، فستشاهد غضبًا لم ترَ مثله من قبل'. التصعيد اللفظي ترافق مع تحركات عسكرية فعلية، وأوامر بوضع القواعد الأميركية في حالة تأهب قصوى.
في الوقت نفسه، تشهد واشنطن صراعًا داخليًا بين "صقور' الحزب الجمهوري، الذين يدفعون نحو تدخل مباشر "لردع إيران وضمان أمن إسرائيل'، وبين جناح "أميركا أولًا'، الذي يرى في أي تورط جديد "خطأ كارثيًا يعيدنا إلى مستنقعات العراق وأفغانستان'.
الشرق الأوسط على فوهة بركان
أي تدخل عسكري أميركي في هذه اللحظة لن يكون عملية جراحية محدودة. بل سيفتح الباب أمام حرب متعددة الجبهات:
•في العراق، الميليشيات الموالية لإيران بدأت التهديد بمهاجمة القواعد الأميركية.
•في اليمن، الحوثيون قد يستهدفون حلفاء واشنطن في السعودية والإمارات.
•في سوريا، الوجود الأميركي في الشمال الشرقي سيكون عرضة للهجمات.
•في الخليج، مضيق هرمز – الشريان الحيوي لنقل النفط العالمي – قد يُغلق، ولو مؤقتًا.
النتيجة المباشرة؟ ارتفاع أسعار النفط بشكل غير مسبوق، وربما وصولها إلى أكثر من ١٥٠ دولارًا للبرميل. الأسواق العالمية، التي لا تزال متعبة من آثار الحرب في أوكرانيا وتباطؤ الاقتصاد الصيني، ستتلقى ضربة قاسية.
العالم منقسم… والعواقب أبعد من الشرق الأوسط
في حال دخلت أميركا فعليًا على خط المواجهة، فإن الصراع لن يبقى إقليميًا. روسيا ستجد في الحرب فرصة لتقوية تحالفها مع طهران، وقد تقدم دعمًا استخباراتيًا أو لوجستيًا.
الصين، بدورها، ستراقب كيف تواجه واشنطن أزمة مزدوجة في أوروبا والشرق الأوسط، وقد تستغلها لتوسيع نفوذها في آسيا.
أوروبا تبدو ممزقة: بعض العواصم تدعم واشنطن بالكامل، والبعض الآخر يخشى موجة لجوء جديدة وانفجارًا أمنيًا يطال المتوسط بأكمله.
وفي الخلفية، هناك تهديد نووي يلوح في الأفق. إيران ألمحت إلى أنها قد تعيد النظر في التزاماتها بالاتفاق النووي، وتشير التقارير إلى أن منشآت كـ'فوردو' و'نطنز' بدأت ترفع وتيرة التخصيب بشكل مقلق. هل نحن أمام سباق نووي مفتوح في المنطقة؟ وماذا لو ردّت إسرائيل بسلاحها الأشد فتكًا؟
الداخل الأميركي... هل تتحمل واشنطن حربًا جديدة؟
داخل الولايات المتحدة، الضغط يتصاعد. الرأي العام متعب من الحروب، والاقتصاد يتأرجح بين التضخم والركود. كلّ قرار حربي اليوم سيكون له ثمن داخلي باهظ، سياسيًا واجتماعيًا. وحتى لو اختار البيت الأبيض ضربة محدودة، فإن احتمال الانزلاق إلى نزاع مفتوح يبقى قائمًا.
ثم هناك البعد الانتخابي. ترامب يعرف أن أي فشل أو انتكاسة في هذه الحرب قد تطيح بفرصه في البقاء في السلطة. لكنه يعلم أيضًا أن إظهار الحزم في وجه إيران قد يعزز صورته كزعيم "لا يساوم'.
القرار الأخطر منذ غزو العراق
بين الضغوط الإسرائيلية، واستفزازات إيران، والانقسامات الداخلية، تقف أميركا اليوم أمام قرار مصيري:
هل تتدخل في حرب قد تغيّر شكل الشرق الأوسط والنظام العالمي؟ أم تكتفي بالردع والدعم دون انزلاق مباشر؟
في كلتا الحالتين، ما يحصل اليوم هو لحظة فارقة. لحظة تُعاد فيها كتابة قواعد القوة، وحدود الردع، ومفهوم "التحالف' نفسه.
إنه زمن القرارات الكبرى، وواشنطن الآن في قلب العاصفة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: أريد رضوخا إيرانيا كاملا
ترامب: أريد رضوخا إيرانيا كاملا

الوكيل

timeمنذ ساعة واحدة

  • الوكيل

ترامب: أريد رضوخا إيرانيا كاملا

الوكيل الإخباري- أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء أنه يريد "نهاية حقيقية" للنزاع بين إسرائيل وإيران وليس مجرد وقف إطلاق النار، قبل اجتماع مخصص لهذا الموضوع في البيت الأبيض، نافيا عقد محادثات سلام مع طهران بعد بدء المواجهة. اضافة اعلان

الدويري: أميركا قد تتدخل عسكريا وإيران وإسرائيل تصعدان كما ونوعا
الدويري: أميركا قد تتدخل عسكريا وإيران وإسرائيل تصعدان كما ونوعا

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ ساعة واحدة

  • سواليف احمد الزعبي

الدويري: أميركا قد تتدخل عسكريا وإيران وإسرائيل تصعدان كما ونوعا

#سواليف قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء #فايز_الدويري إن احتمال دخول الولايات المتحدة على خط المواجهة بين #إيران وإسرائيل عسكريا بات واردا في ضوء التطورات الأخيرة، خاصة مع تحركات الرئيس الأميركي دونالد #ترامب وعودته المفاجئة من كندا إلى واشنطن لمتابعة الملف الإيراني. وأضاف في تحليل للمشهد العسكري أن #المواجهة بين إيران وإسرائيل تشهد تصعيدا متسارعا من الطرفين، يتسم بالاتساع الجغرافي والتعقيد النوعي، مما يهدد بتوسّع الصراع إقليميا. وفور عودته من كندا، أمر ترامب فريقه للأمن القومي بالانعقاد في غرفة العمليات، بعدما كان قد حذّر طهران من العواقب، داعيا سكان العاصمة الإيرانية إلى الإخلاء الفوري، وقال عبر منصة 'تروث سوشيال': 'كان يجب على إيران أن توقّع الاتفاق حين طلبتُ ذلك. لا يمكن لإيران امتلاك #سلاح_نووي'. وكانت إسرائيل قد طلبت من إدارة ترامب تقديم دعم مباشر في استهداف #مفاعل_فوردو، الواقع تحت الأرض، بوصفه هدفا حاسما في حال تعذّر وقف المشروع النووي الإيراني بالطرق الدبلوماسية. توسيع بنك الأهداف وحتى مساء الاثنين، لم يكن قد صدر عن البيت الأبيض قرار نهائي بالمشاركة في الحرب، غير أن المؤشرات السياسية والعسكرية كانت تميل باتجاه تدخل أميركي ولو جزئيا. ويرى الدويري أن نمط العمليات الإسرائيلية يكشف نية لتوسيع بنك الأهداف على امتداد الجغرافيا الإيرانية، حيث لم تعد الضربات تقتصر على مراكز القيادة أو منشآت الحرس الثوري، بل امتدت نحو مواقع حيوية تشمل منشآت صناعية وعسكرية وأمنية من تبريز إلى بوشهر. واستهدفت موجات القصف الإسرائيلي الأخيرة عشرات المواقع المرتبطة بتخزين وإطلاق #الصواريخ_الباليستية والطائرات المسيّرة، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل رئيس أركان الحرب في الحرس الثوري علي شادماني، في عملية نفذت وسط طهران. ومن جهته، أعلن الجانب الإيراني عن شن موجة هجمات قوية بأسلحة دقيقة، وقال الحرس الثوري إن سلاح الجو الإيراني أطلق دفعة جديدة من الصواريخ وهاجم مراكز حساسة في تل أبيب، من بينها مقر استخبارات الجيش الإسرائيلي ومركز تخطيط عمليات الاغتيال. توجه مزدوج ويلفت الدويري إلى أن التصعيد الحالي يعكس توجها مزدوجا من طرفين: أحدهما لتثبيت قواعد اشتباك جديدة، والآخر لاختبار حدود الخصم وقدرته على الاستنزاف، معتبرا أن طبيعة الأهداف وتنوعها تمثل تحولا من ضربات رمزية إلى عمليات إستراتيجية واسعة النطاق. وشملت الضربات الإيرانية استخدام طائرات مسيّرة هجومية ذات قدرة تدميرية عالية، استهدفت مواقع إسرائيلية وصفها الإعلام الرسمي بأنها 'حيوية ومفصلية'، في حين اعتقلت الشرطة الإيرانية عنصرا قالت إنه يتبع للموساد وكان يعمل في تصنيع وتجريب متفجرات في مدينة كرج غربي طهران. وبحسب الدويري، فإن واشنطن معتادة تاريخيا على الدخول في الحروب، لكنها في معظم الحالات تخرج دون تحقيق أهداف واضحة، مما يُثير التساؤلات حول مدى استعدادها لمواجهة إيرانية مفتوحة. ويؤكد الخبير العسكري أن العقيدة القتالية التي تحكم سلوك الإدارة الأميركية الحالية، لا سيما في ظل نفوذ جماعات اليمين المسيحي المتطرف داخل الدائرة الضيقة المحيطة بترامب، تجعل خيار الحرب مطروحا بشدة، وإن بقي مرهونا بردود الأفعال الإيرانية في الأيام القليلة المقبلة.

ترامب: أريد رضوخا إيرانيا كاملا
ترامب: أريد رضوخا إيرانيا كاملا

الوكيل

timeمنذ 2 ساعات

  • الوكيل

ترامب: أريد رضوخا إيرانيا كاملا

الوكيل الإخباري- أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء أنه يريد "نهاية حقيقية" للنزاع بين إسرائيل وإيران وليس مجرد وقف إطلاق النار، قبل اجتماع مخصص لهذا الموضوع في البيت الأبيض، نافيا عقد محادثات سلام مع طهران بعد بدء المواجهة. اضافة اعلان

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store