logo
«نه تشا 2» بالعربية قريباً... خطوة جديدة في التقارب الثقافي بين الصين والكويت

«نه تشا 2» بالعربية قريباً... خطوة جديدة في التقارب الثقافي بين الصين والكويت

يشهد فيلم «نه تشا 2» الصيني، الذي يحكي قصة شخصية أسطورية صينية شهيرة من التراث الأدبي الصيني، نجاحا باهرا على الصعيدين المحلي والعالمي، حيث تجاوزت إيراداته الإجمالية (بما في ذلك الحجوزات المسبقة والإيرادات الخارجية) 14 مليار يوان صيني (1.92 مليار دولار أميركي)، مستحوذا على أكثر من 70 في المائة من إيرادات شباك التذاكر لشهر فبراير في الصين.
وبعد النجاح الباهر الذي حققه فيلم «نه تشا 2» داخل البلاد وخارجها، تجري الاستعدادات للعمل على النسخة العربية من الفيلم، في مسعى يهدف إلى تعزيز فهم الجمهور العربي للثقافة الصينية وتعزيز معرفته بها.
أثناء مشاهدتي لهذا الفيلم، جذبني بشدة مفهوم العائلة، حيث يتطرق فيلم «نه تشا 2» في أحداثه إلى صراع الصبي «نه تشا» مع والديه ووفاقه معهما، مبرزاً عمق المسؤوليات العائلية وروابط القرابة في الثقافة الصينية. وبالمثل، تحتل العائلة مكانة محورية في الحضارة العربية، التي تؤمن بأهمية الترابط العائلي، واحترام كبار السن، وتقاسم الأعباء والمسؤوليات. وهذا التقدير المشترك لقيم العائلة يعزز التفاهم الثقافي بين الحضارتين، ويخلق جسرا عاطفيا يقرب بينهما.
ويرى يانغ بين، الأستاذ في قسم التاريخ بجامعة هونغ كونغ سيتي، أن الحضارات المختلفة تتلاقى في الرموز الثقافية والمضامين الروحية، حيث تأثرت الحضارتان الصينية والعربية وتفاعلتا في المجالات المادية والفكرية، وهذا ساهم في تحقيق تناغم ثقافي امتد عبر الحدود الجغرافية.
واليوم، يشهد هذا التناغم الثقافي انتعاشا جديدا. فخلال السنوات الأخيرة، اكتسبت علاقات التعاون بين الصين والدول العربية ومنها الكويت، زخما كبيرا من حيث التبادل الثقافي والتفاهم المشترك. فليس مفهوم العائلة سوى جزء صغير من هذا التفاعل العميق. ومع تزايد التبادلات في مجالات مثل الفنون التقليدية، أصبح التفاعل بين الحضارتين أكثر حيوية وإلهاما.
في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين الصين والكويت تطورا ملحوظا في مجال التبادل الثقافي وأثمرت التفاعلات الثقافية عن نتائج متميزة. ويواصل «الشغف بالصين» ازدياده في الكويت، حيث تم تنظيم دورتين تدريبيتين ناجحتين لتعليم اللغة الصينية، ما جذب العديد من الكويتيين من مختلف المجالات بما في ذلك موظفو الحكومة الكويتيين للمشاركة فيهما. علاوة على ذلك، بدأ أول مركز ثقافي صيني في منطقة الخليج عمله في الكويت، ليصبح نافذة مشرقة لفهم الثقافة الصينية ومنصة هامة لتعزيز التبادل الثقافي.
في نوفمبر 2024، تمت دعوة وفد من خبراء الآثار الصينيين للمشاركة في منتدى «البعيد كالجار - طريق الحرير يربطنا» في الكويت، لمناقشة تاريخ التبادل الثقافي بين الصين والعالم العربي وآفاقه المستقبلية. وفي عام 2021، احتفالا بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والكويت، تم إطلاق معرض «أعمال يدوية حاملة دلالات فكرية ـ المعرض الافتراضي للتراث الثقافي غير المادي من الصين والكويت»، الذي عرض جماليات التراث الثقافي غير المادي للبلدين عبر الإنترنت.
بالإضافة إلى ذلك، أرسلت الصين عدة مرات فرقا فنية إلى الكويت، لتقديم عروض غنائية ورقصات استعراضية إلى جانب فقرات رائعة أخرى تزخر بالطابع الصيني. وفي عام 2019، أقيم حفل «ليلة الصين» في الكويت، حيث تألقت ملامح الثقافة الصينية في أبهى صورها من خلال المعارض المتميزة والمأكولات التقليدية والعروض الفنية.
كما أقيمت فعاليات عن الثقافة الصينية في الجامعات الكويتية، لتعزيز فهم الشباب الكويتي للثقافة الصينية عبر أنشطة متنوعة مثل مسابقات الخط والمعارض. ويعمل الجانبان الصيني والكويتي إلى توطيد التواصل من خلال ترجمة الأعمال الأدبية ودراستها، ما ساهم بشكل إيجابي في تعميق التبادلات الثقافية بين البلدين.
خلال هذه السنوات أيضا، شهدت الدول العربية الأخرى تبادلات ثقافية متزايدة مع الصين. ففي دولة الإمارات العربية المتحدة، تعد «المدرسة الصينية في دبي»، أول مدرسة صينية بدوام كامل خارج الصين.
وفي بكين، استضاف متحف القصر الإمبراطوري معرض «العلا: واحة العجائب في الجزيرة العربية» في عام 2024، ليتيح للجمهور الصيني فرصة لاكتشاف عمق ثقافة المملكة العربية السعودية وتاريخها. كما شهدت الدورة السادسة من المهرجان المسرحي الدولي التي أقيمت عام 2024 في داليانغشان بالصين تمازجا رائعا بين الفنون الصينية والعربية. ومنذ 11 عاما، تستضيف الصين فعالية «التقاء الفنانين في طريق الحرير»، حيث يزور فنانون عرب الصين، ويتفاعلون مع نظرائهم الصينيين من خلال أعمالهم الإبداعية.
واستجابة للتغيرات التي تواجه تنمية الحضارة العالمية، طرحت الصين مبادرة الحضارة العالمية، التي تدعو إلى احترام تنوع الحضارات العالمية وتعزيز القيم الإنسانية العالمية والتركيز على تراث الحضارة والابتكار فيها وتعزيز التبادلات الثقافية والشعبية الدولية.
إن التفاهم الثقافي بين الحضارات لا يعني بالضرورة التشابه، بل يكمن في اكتشاف روعة التنوع وجماله. كما أن جوهر التفاعل بين الحضارتين الصينية والعربية يكمن في إيجاد القيم والرموز الثقافية المشتركة عبر التبادل والتفاعل.
وأنا على يقين بأن التعاون الثقافي بين الصين والدول العربية ومنها الكويت سيزداد ازدهارا، ليشمل مجالات أوسع، محققا نتائج مثمرة. فمثل هذه التبادلات لا تساعد فقط في فهم ماضينا، بل تسهم أيضًا في ازدهار، بل تسهم أيضًا في ازدهار الثقافة العالمية وتعزيز التواصل بين الحضارات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

1000 اعتذار من زعيم عصابة مجوهرات كاردشيان
1000 اعتذار من زعيم عصابة مجوهرات كاردشيان

الرأي

timeمنذ 9 ساعات

  • الرأي

1000 اعتذار من زعيم عصابة مجوهرات كاردشيان

قدم زعيم العصابة، التي هاجمت كيم كارداشيان، تحت تهديد السلاح عام 2016 في باريس، «ألف اعتذار» لنجمة تلفزيون الواقع، وذلك قبل أن تنسحب هيئة المحلفين للتداول في الحكم في شأن قضية سرقة مجوهراتها. وقال عمار آيت خدش، البالغ من العمر 69 عاماً، والذي يعاني من ضعف شديد في السمع والنطق بسبب تدهور حالته الصحية، إنه يشعر بـ«ندم عميق»، وكتب على ورقة صغيرة: «لا أجد الكلمات التي أعبّر بها عن أسفي... أقدم ألف اعتذار»، وقد تم عرض كلماته على شاشة داخل قاعة المحكمة التاريخية «فولتير» في العاصمة الفرنسية. ويُحاكم في القضية عشرة متهمين (تسعة رجال وامرأة) أمام محكمة الجنايات في باريس، بتهم من بينها «السرقة المسلحة» و«الاختطاف ضمن عصابة منظمة». وفي أكتوبر 2016، فقدت كارداشيان، البالغة من العمر الآن 44 عاماً، مجوهرات بقيمة 10 ملايين دولار خلال عملية السطو، من بينها خاتم خِطبة من زوجها السابق، مغني الراب كانييه ويست، بقيمة 4 ملايين دولار، لم يُعثر عليه حتى اليوم. وقالت المدعية العامة آن-دومينيك ميرفيل إن آيت خدش، الذي يمتلك سجلاً حافلاً بالإدانات في قضايا المخدرات والسرقة، يجب أن يُسجن لمدة عشر سنوات. وأضافت أنه «رغم تقدمه في السن وعدم خطورته على المجتمع اليوم، إلا أنه يجب أن يدفع ثمن جرائمه». وكانت كارداشيان ترتدي تنورة سوداء خلال حضورها إلى المحكمة، وقد أدلت بشهادتها الأسبوع الماضي، وقالت إنها كانت مقتنعة تماماً بأنها ستموت أثناء الهجوم. ورداً على سؤال القاضي ديفيد دي باس: «هل اعتقدتِ أنك ستموتين، سيدتي؟»، أجابت: «بكل تأكيد، كنت مقتنعة أنني سأُقتل»، بحسب ما تناوله موقع «سكاي نيوز».

6.7 مليون دولار لإخلاء سبيل مغنٍ أميركي
6.7 مليون دولار لإخلاء سبيل مغنٍ أميركي

الرأي

timeمنذ 3 أيام

  • الرأي

6.7 مليون دولار لإخلاء سبيل مغنٍ أميركي

أخلى قاض في لندن سبيل المغني الأميركي كريس براون، الذي يُحاكَم في المملكة المتحدة بتهمة الاعتداء والضرب في ملهى ليلي، بكفالة قدرها خمسة ملايين جنيه إسترليني (6.7 مليون دولار). وسيتمكن النجم البالغ 36 عاماً من إحياء الحفلات المقررة كجزء من جولته الدولية التي من المقرر أن تبدأ في 8 يونيو في أمستردام وتشمل مواعيد عدة في المملكة المتحدة، حسب حكم القاضي في محكمة ساوثوورك الجنائية. وبعد اتهامه بالضلوع في ممارسات عنيفة في الماضي، ألقي القبض على براون الخميس الماضي في فندق في مانشستر (شمال إنكلترا)، ثم وُجهت إليه تهمة الاشتباه في ارتكابه اعتداء في نادٍ ليلي بحي راقٍ في لندن في 19 فبراير 2023. ويُتهم براون بضرب المنتج الموسيقي أبراهام «آبي» دياو بشكل متكرر بزجاجة في ملهى «تايب» الليلي. وقال القاضي إن كريس براون الذي لم يكن حاضراً في جلسة الاستماع، سيتعين عليه تقديم عنوانه إلى المحكمة ولن يُسمح له بالذهاب إلى الملهى الليلي المعني. ومن المقرر أن يمثل مجدداً أمام القضاء في العشرين من يونيو، إلى جانب رجل أميركي آخر هو أومولولو أكينلولو (38 عاماً) اتُهم بالاعتداء الخطير والضرب. وكان المغني، الذي أصبح من نجوم موسيقى «ار اند بي» في سن 19 عاماً فقط، وباع عشرات الملايين من الأسطوانات، في جولة في المملكة المتحدة حينها. ومن المقرر أن يطلق المغني الأميركي جولة عالمية جديدة في الثامن من يونيو، بدءاً بهولندا وألمانيا، قبل إحياء نحو عشر حفلات في يونيو ويوليو في المملكة المتحدة.

جائزة المعلوماتية تطلق النسخة العاشرة لمسابقتها الثقافية شفت الكويت.. بالتعاون مع بيت السدو
جائزة المعلوماتية تطلق النسخة العاشرة لمسابقتها الثقافية شفت الكويت.. بالتعاون مع بيت السدو

كويت نيوز

timeمنذ 5 أيام

  • كويت نيوز

جائزة المعلوماتية تطلق النسخة العاشرة لمسابقتها الثقافية شفت الكويت.. بالتعاون مع بيت السدو

أطلقت جائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية النسخة العاشرة لمسابقتها الثقافية الرائدة (شفت الكويت) بالتعاون مع بيت السدو تحت عنوان (الكويت مدينة عالمية لحرفة نسيج السدو) بمناسبة احتفاء الجائزة بيوبيلها الفضي. وقال عضو مجلس أمناء الجائزة بسام الشمري اليوم الثلاثاء إن النسخة العاشرة للمسابقة تتجسد بأسئلة مشوقة تطرح لمدة عشرة أيام على حسابات الجائزة وبيت السدو على منصتي (إنستغرام) و(فيس بوك) يتفاعل معها الآلاف من داخل الكويت وخارجها. وأضاف الشمري أن آلية المسابقة تعتمد على الإجابة عن ستة أسئلة تتمحور حول حرفة السدو ويتأهل من يجيب بشكل صحيح لدخول قرعة الفوز فيما تبلغ قيمة جوائز المسابقة هذا العام 50 ألف دولار توزع على خمسين فائزا بحيث يحصل كل منهم على ألف دولار. من جانبه قال المشرف العام على المسابقة الشيخ سالم عذبي السالم الصباح إن شراكة جائزة المعلوماتية وبيت السدو شكلت إضافة جوهرية إلى المسابقة وتجسيدا رائعا للتكامل بين الثقافة والتكنولوجيا. وأضاف الشيخ سالم الصباح أن هذا التعاون يسلط الضوء على حرفة السدو باعتبارها إرثا كويتيا عريقا بطريقة تفاعلية جذابة تستقطب اهتمام الأجيال الجديدة. وذكر أن هذه الشراكة تعكس ما تمتاز به الكويت من مؤسسات ثقافية راسخة تتكامل فيما بينها لتقديم مبادرات وطنية تعزز مكانة البلاد إقليميا وعالميا. وأشار إلى أن الجائزة تتطلع إلى مزيد من التعاون في مشاريع مستقبلية تصب في خدمة الثقافة الرقمية والتراث الكويتي الأصيل. يذكر أن مسابقة (شفت الكويت) انطلقت في رحاب جائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية منذ عام 2010 على شبكات التواصل الاجتماعي وقدمت خلال مسيرتها جوائز مادة تشجيعية ومازالت مسيرتها طامحة إلى مزيد من نشر الثقافة والمعرفة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store