#أحدث الأخبار مع #«البعيدكالجارالجريدة٠٥-٠٣-٢٠٢٥ترفيهالجريدة«نه تشا 2» بالعربية قريباً... خطوة جديدة في التقارب الثقافي بين الصين والكويتيشهد فيلم «نه تشا 2» الصيني، الذي يحكي قصة شخصية أسطورية صينية شهيرة من التراث الأدبي الصيني، نجاحا باهرا على الصعيدين المحلي والعالمي، حيث تجاوزت إيراداته الإجمالية (بما في ذلك الحجوزات المسبقة والإيرادات الخارجية) 14 مليار يوان صيني (1.92 مليار دولار أميركي)، مستحوذا على أكثر من 70 في المائة من إيرادات شباك التذاكر لشهر فبراير في الصين. وبعد النجاح الباهر الذي حققه فيلم «نه تشا 2» داخل البلاد وخارجها، تجري الاستعدادات للعمل على النسخة العربية من الفيلم، في مسعى يهدف إلى تعزيز فهم الجمهور العربي للثقافة الصينية وتعزيز معرفته بها. أثناء مشاهدتي لهذا الفيلم، جذبني بشدة مفهوم العائلة، حيث يتطرق فيلم «نه تشا 2» في أحداثه إلى صراع الصبي «نه تشا» مع والديه ووفاقه معهما، مبرزاً عمق المسؤوليات العائلية وروابط القرابة في الثقافة الصينية. وبالمثل، تحتل العائلة مكانة محورية في الحضارة العربية، التي تؤمن بأهمية الترابط العائلي، واحترام كبار السن، وتقاسم الأعباء والمسؤوليات. وهذا التقدير المشترك لقيم العائلة يعزز التفاهم الثقافي بين الحضارتين، ويخلق جسرا عاطفيا يقرب بينهما. ويرى يانغ بين، الأستاذ في قسم التاريخ بجامعة هونغ كونغ سيتي، أن الحضارات المختلفة تتلاقى في الرموز الثقافية والمضامين الروحية، حيث تأثرت الحضارتان الصينية والعربية وتفاعلتا في المجالات المادية والفكرية، وهذا ساهم في تحقيق تناغم ثقافي امتد عبر الحدود الجغرافية. واليوم، يشهد هذا التناغم الثقافي انتعاشا جديدا. فخلال السنوات الأخيرة، اكتسبت علاقات التعاون بين الصين والدول العربية ومنها الكويت، زخما كبيرا من حيث التبادل الثقافي والتفاهم المشترك. فليس مفهوم العائلة سوى جزء صغير من هذا التفاعل العميق. ومع تزايد التبادلات في مجالات مثل الفنون التقليدية، أصبح التفاعل بين الحضارتين أكثر حيوية وإلهاما. في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين الصين والكويت تطورا ملحوظا في مجال التبادل الثقافي وأثمرت التفاعلات الثقافية عن نتائج متميزة. ويواصل «الشغف بالصين» ازدياده في الكويت، حيث تم تنظيم دورتين تدريبيتين ناجحتين لتعليم اللغة الصينية، ما جذب العديد من الكويتيين من مختلف المجالات بما في ذلك موظفو الحكومة الكويتيين للمشاركة فيهما. علاوة على ذلك، بدأ أول مركز ثقافي صيني في منطقة الخليج عمله في الكويت، ليصبح نافذة مشرقة لفهم الثقافة الصينية ومنصة هامة لتعزيز التبادل الثقافي. في نوفمبر 2024، تمت دعوة وفد من خبراء الآثار الصينيين للمشاركة في منتدى «البعيد كالجار - طريق الحرير يربطنا» في الكويت، لمناقشة تاريخ التبادل الثقافي بين الصين والعالم العربي وآفاقه المستقبلية. وفي عام 2021، احتفالا بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والكويت، تم إطلاق معرض «أعمال يدوية حاملة دلالات فكرية ـ المعرض الافتراضي للتراث الثقافي غير المادي من الصين والكويت»، الذي عرض جماليات التراث الثقافي غير المادي للبلدين عبر الإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، أرسلت الصين عدة مرات فرقا فنية إلى الكويت، لتقديم عروض غنائية ورقصات استعراضية إلى جانب فقرات رائعة أخرى تزخر بالطابع الصيني. وفي عام 2019، أقيم حفل «ليلة الصين» في الكويت، حيث تألقت ملامح الثقافة الصينية في أبهى صورها من خلال المعارض المتميزة والمأكولات التقليدية والعروض الفنية. كما أقيمت فعاليات عن الثقافة الصينية في الجامعات الكويتية، لتعزيز فهم الشباب الكويتي للثقافة الصينية عبر أنشطة متنوعة مثل مسابقات الخط والمعارض. ويعمل الجانبان الصيني والكويتي إلى توطيد التواصل من خلال ترجمة الأعمال الأدبية ودراستها، ما ساهم بشكل إيجابي في تعميق التبادلات الثقافية بين البلدين. خلال هذه السنوات أيضا، شهدت الدول العربية الأخرى تبادلات ثقافية متزايدة مع الصين. ففي دولة الإمارات العربية المتحدة، تعد «المدرسة الصينية في دبي»، أول مدرسة صينية بدوام كامل خارج الصين. وفي بكين، استضاف متحف القصر الإمبراطوري معرض «العلا: واحة العجائب في الجزيرة العربية» في عام 2024، ليتيح للجمهور الصيني فرصة لاكتشاف عمق ثقافة المملكة العربية السعودية وتاريخها. كما شهدت الدورة السادسة من المهرجان المسرحي الدولي التي أقيمت عام 2024 في داليانغشان بالصين تمازجا رائعا بين الفنون الصينية والعربية. ومنذ 11 عاما، تستضيف الصين فعالية «التقاء الفنانين في طريق الحرير»، حيث يزور فنانون عرب الصين، ويتفاعلون مع نظرائهم الصينيين من خلال أعمالهم الإبداعية. واستجابة للتغيرات التي تواجه تنمية الحضارة العالمية، طرحت الصين مبادرة الحضارة العالمية، التي تدعو إلى احترام تنوع الحضارات العالمية وتعزيز القيم الإنسانية العالمية والتركيز على تراث الحضارة والابتكار فيها وتعزيز التبادلات الثقافية والشعبية الدولية. إن التفاهم الثقافي بين الحضارات لا يعني بالضرورة التشابه، بل يكمن في اكتشاف روعة التنوع وجماله. كما أن جوهر التفاعل بين الحضارتين الصينية والعربية يكمن في إيجاد القيم والرموز الثقافية المشتركة عبر التبادل والتفاعل. وأنا على يقين بأن التعاون الثقافي بين الصين والدول العربية ومنها الكويت سيزداد ازدهارا، ليشمل مجالات أوسع، محققا نتائج مثمرة. فمثل هذه التبادلات لا تساعد فقط في فهم ماضينا، بل تسهم أيضًا في ازدهار، بل تسهم أيضًا في ازدهار الثقافة العالمية وتعزيز التواصل بين الحضارات.
الجريدة٠٥-٠٣-٢٠٢٥ترفيهالجريدة«نه تشا 2» بالعربية قريباً... خطوة جديدة في التقارب الثقافي بين الصين والكويتيشهد فيلم «نه تشا 2» الصيني، الذي يحكي قصة شخصية أسطورية صينية شهيرة من التراث الأدبي الصيني، نجاحا باهرا على الصعيدين المحلي والعالمي، حيث تجاوزت إيراداته الإجمالية (بما في ذلك الحجوزات المسبقة والإيرادات الخارجية) 14 مليار يوان صيني (1.92 مليار دولار أميركي)، مستحوذا على أكثر من 70 في المائة من إيرادات شباك التذاكر لشهر فبراير في الصين. وبعد النجاح الباهر الذي حققه فيلم «نه تشا 2» داخل البلاد وخارجها، تجري الاستعدادات للعمل على النسخة العربية من الفيلم، في مسعى يهدف إلى تعزيز فهم الجمهور العربي للثقافة الصينية وتعزيز معرفته بها. أثناء مشاهدتي لهذا الفيلم، جذبني بشدة مفهوم العائلة، حيث يتطرق فيلم «نه تشا 2» في أحداثه إلى صراع الصبي «نه تشا» مع والديه ووفاقه معهما، مبرزاً عمق المسؤوليات العائلية وروابط القرابة في الثقافة الصينية. وبالمثل، تحتل العائلة مكانة محورية في الحضارة العربية، التي تؤمن بأهمية الترابط العائلي، واحترام كبار السن، وتقاسم الأعباء والمسؤوليات. وهذا التقدير المشترك لقيم العائلة يعزز التفاهم الثقافي بين الحضارتين، ويخلق جسرا عاطفيا يقرب بينهما. ويرى يانغ بين، الأستاذ في قسم التاريخ بجامعة هونغ كونغ سيتي، أن الحضارات المختلفة تتلاقى في الرموز الثقافية والمضامين الروحية، حيث تأثرت الحضارتان الصينية والعربية وتفاعلتا في المجالات المادية والفكرية، وهذا ساهم في تحقيق تناغم ثقافي امتد عبر الحدود الجغرافية. واليوم، يشهد هذا التناغم الثقافي انتعاشا جديدا. فخلال السنوات الأخيرة، اكتسبت علاقات التعاون بين الصين والدول العربية ومنها الكويت، زخما كبيرا من حيث التبادل الثقافي والتفاهم المشترك. فليس مفهوم العائلة سوى جزء صغير من هذا التفاعل العميق. ومع تزايد التبادلات في مجالات مثل الفنون التقليدية، أصبح التفاعل بين الحضارتين أكثر حيوية وإلهاما. في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين الصين والكويت تطورا ملحوظا في مجال التبادل الثقافي وأثمرت التفاعلات الثقافية عن نتائج متميزة. ويواصل «الشغف بالصين» ازدياده في الكويت، حيث تم تنظيم دورتين تدريبيتين ناجحتين لتعليم اللغة الصينية، ما جذب العديد من الكويتيين من مختلف المجالات بما في ذلك موظفو الحكومة الكويتيين للمشاركة فيهما. علاوة على ذلك، بدأ أول مركز ثقافي صيني في منطقة الخليج عمله في الكويت، ليصبح نافذة مشرقة لفهم الثقافة الصينية ومنصة هامة لتعزيز التبادل الثقافي. في نوفمبر 2024، تمت دعوة وفد من خبراء الآثار الصينيين للمشاركة في منتدى «البعيد كالجار - طريق الحرير يربطنا» في الكويت، لمناقشة تاريخ التبادل الثقافي بين الصين والعالم العربي وآفاقه المستقبلية. وفي عام 2021، احتفالا بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والكويت، تم إطلاق معرض «أعمال يدوية حاملة دلالات فكرية ـ المعرض الافتراضي للتراث الثقافي غير المادي من الصين والكويت»، الذي عرض جماليات التراث الثقافي غير المادي للبلدين عبر الإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، أرسلت الصين عدة مرات فرقا فنية إلى الكويت، لتقديم عروض غنائية ورقصات استعراضية إلى جانب فقرات رائعة أخرى تزخر بالطابع الصيني. وفي عام 2019، أقيم حفل «ليلة الصين» في الكويت، حيث تألقت ملامح الثقافة الصينية في أبهى صورها من خلال المعارض المتميزة والمأكولات التقليدية والعروض الفنية. كما أقيمت فعاليات عن الثقافة الصينية في الجامعات الكويتية، لتعزيز فهم الشباب الكويتي للثقافة الصينية عبر أنشطة متنوعة مثل مسابقات الخط والمعارض. ويعمل الجانبان الصيني والكويتي إلى توطيد التواصل من خلال ترجمة الأعمال الأدبية ودراستها، ما ساهم بشكل إيجابي في تعميق التبادلات الثقافية بين البلدين. خلال هذه السنوات أيضا، شهدت الدول العربية الأخرى تبادلات ثقافية متزايدة مع الصين. ففي دولة الإمارات العربية المتحدة، تعد «المدرسة الصينية في دبي»، أول مدرسة صينية بدوام كامل خارج الصين. وفي بكين، استضاف متحف القصر الإمبراطوري معرض «العلا: واحة العجائب في الجزيرة العربية» في عام 2024، ليتيح للجمهور الصيني فرصة لاكتشاف عمق ثقافة المملكة العربية السعودية وتاريخها. كما شهدت الدورة السادسة من المهرجان المسرحي الدولي التي أقيمت عام 2024 في داليانغشان بالصين تمازجا رائعا بين الفنون الصينية والعربية. ومنذ 11 عاما، تستضيف الصين فعالية «التقاء الفنانين في طريق الحرير»، حيث يزور فنانون عرب الصين، ويتفاعلون مع نظرائهم الصينيين من خلال أعمالهم الإبداعية. واستجابة للتغيرات التي تواجه تنمية الحضارة العالمية، طرحت الصين مبادرة الحضارة العالمية، التي تدعو إلى احترام تنوع الحضارات العالمية وتعزيز القيم الإنسانية العالمية والتركيز على تراث الحضارة والابتكار فيها وتعزيز التبادلات الثقافية والشعبية الدولية. إن التفاهم الثقافي بين الحضارات لا يعني بالضرورة التشابه، بل يكمن في اكتشاف روعة التنوع وجماله. كما أن جوهر التفاعل بين الحضارتين الصينية والعربية يكمن في إيجاد القيم والرموز الثقافية المشتركة عبر التبادل والتفاعل. وأنا على يقين بأن التعاون الثقافي بين الصين والدول العربية ومنها الكويت سيزداد ازدهارا، ليشمل مجالات أوسع، محققا نتائج مثمرة. فمثل هذه التبادلات لا تساعد فقط في فهم ماضينا، بل تسهم أيضًا في ازدهار، بل تسهم أيضًا في ازدهار الثقافة العالمية وتعزيز التواصل بين الحضارات.