
بعد اشتباكات طرابلس وصبراتة.. هل ينزلق غرب ليبيا إلى حرب مفتوحة؟
شهد غرب ليبيا خلال الأسبوع الأخير تصعيدًا خطيرًا في حدة المواجهات المسلحة بين لميليشيات، في مشهد يُنذر بانزلاق الأوضاع إلى صدام مفتوح لا تحمد عقباه، وسط عجز واضح من حكومة الوحدة الوطنية.
في العاصمة طرابلس، تجدّدت الاشتباكات بين عناصر من جهاز الردع وجهاز الأمن العام، حيث اندلعت مواجهات استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة، ما تسبب في ترويع السكان وإغلاق الطرقات وتوقف الحركة بشكل كلي.
وأظهرت لقطات متداولة انتشارًا كثيفًا للآليات المسلحة وسط الأحياء السكنية، في مشهد أعاد للأذهان فوضى الاشتباكات في مايو الماضي، والتي اندلعت عقب مقتل عبد الغني الككلي، الملقب بـ'غنيوة'، القائد السابق لجهاز دعم الاستقرار.
أما في مدينة صبراتة، فقد تحوّلت أول أيام عيد الأضحى إلى ساحة حرب، بعد هجوم شنّته ميليشيات من مدينة الزاوية على مقرات تابعة للقيادي أحمد الدباشي المعروف بـ'العمو'، أبرزها مصيف 'ليبرتون'، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى واندلاع حرائق وذعر واسع بين الأهالي.
الهجوم جاء، وفق مصادر محلية، على خلفية اتهام 'العمو' بالتورط في مقتل أحد شباب الزاوية، وظهر مهاجرون غير قانونيين يفرّون من مقرات تُتهم تشكيلات العمو بإدارتها.
الاشتباكات التي اندلعت خلال أيام العيد، أدت إلى تدمير ممتلكات خاصة وترويع السكان، ما دفع المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان إلى تحميل حكومة الوحدة كامل المسؤولية عن الأحداث، معتبرة أن تكرار هذه الاشتباكات يمثل فشلًا ذريعًا في ضمان الأمن.
من جهتها، دانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا هذه التطورات، مشيرة إلى خروقات للهدنة خلال عيد الأضحى، وخصوصًا في طرابلس، حيث جرى اعتداء مسلح على مقر المفوضية الوطنية العليا للانتخابات.
البعثة الأممية حثت جميع الأطراف على احترام التهدئة والابتعاد عن المناطق المأهولة بالمدنيين، كما أعادت التذكير بضرورة محاسبة المسؤولين عن الهجمات على المدنيين.
عضو مجلس النواب الليبي، علي التكبالي، علّق على هذه الأحداث بالتأكيد أن الميليشيات ما تزال تمتلك زمام السيطرة على الواقع اليومي، وتخوض معارك بلا رادع حقيقي، محمّلاً الأمم المتحدة جانبًا من المسؤولية، وداعيًا إلى تحرك دولي حاسم يفرض الاستقرار على ليبيا.
يأتي هذا المشهد في وقت يعيش فيه الغرب الليبي حالة من الفوضى الأمنية التامة، وتفاقم الانقسامات بين الكتائب المسلحة التي تموّلها الحكومة، وسط تحركات سياسية لم تسفر حتى الآن عن نتائج ملموسة في طريق توحيد السلطة أو إجراء الانتخابات، وهو ما يثير المخاوف من تصاعد العنف وتحول غرب ليبيا إلى ساحة اشتباك طويلة الأمد، في ظل غياب أي أفق لحل جذري يعالج اختلال البنية الأمنية من جذورها.
يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبار ليبيا
منذ 21 دقائق
- أخبار ليبيا
ستيفاني ويليامز تكشف لأول مرة سبب ترك منصبها كمبعوثة أممية لليبيا
وصفت المبعوثة الأممية السابقة ستيفاني ولياميز أن توقيع عائلتي حفتر والدبيبة اتفاقية سرية في أبوظبي خلال شهر يوليو 2022 انتهت بتغير إدارة مؤسسة النفط، بالزلزال السياسي والمؤسساتي الداخلي في ليبيا، مؤكدة أن ذلك تسبب في تدمير استقلالية المؤسسة وسلامتها. وقالت وليامز أن حادثة تغيير إدارة مؤسسة النفط كانت بضوء أخضر من الولايات المتحدة وهي السبب الذي دفعني لترك منصبي في يوليو 2022.


أخبار ليبيا
منذ 33 دقائق
- أخبار ليبيا
ضبط شخص بحوزته 20 شريط ترامادول في جردس العبيد
ألقت وحدة التحري التابعة لفرع مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية بمنطقة الساحل وجردس العبيد، القبض على «س. أ. س»، بعد ضبطه وبحوزته 20 شريطاً من أقراص الترامادول المخدرة. وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتهم، تمهيداً لإحالته إلى النيابة المختصة.


أخبار ليبيا
منذ 33 دقائق
- أخبار ليبيا
المرعاش: الدبيبة انتهى سياسيًا والمغادرة أو إشعال الحرب هما السيناريوهان المطروحان
الوطن| متابعات قال المحلل السياسي كامل المرعاش إن رئيس الحكومة المنتهية عبد الحميد الدبيبة انتهى سياسيًا، ولم يعد أمامه سوى مسارين لا ثالث لهما؛ إما المغادرة، أو الهروب إلى الأمام بإشعال الحرب في طرابلس عبر تمويل المرتزقة والميليشيات، مشيرًا إلى أن كلا المسارين يسيران بخطين متوازيين، لكن وقتهما بدأ ينفد. وأوضح المرعاش في تصريحٍ له أن تركيا، التي تُعد الداعم الأمني الأبرز للدبيبة، أبلغته عبر رئيس مخابراتها إبراهيم كالن خلال زيارته الأخيرة إلى طرابلس بعدم تقديم أي دعم إضافي في حال اندلاع صراع، ووفقًا له، فإن كالن حذّر الدبيبة من إشعال القتال، ونصحه بمغادرة السلطة، مع تقديم ضمانات له بالإقامة في إسطنبول كملاذ آمن له ولعائلته. وأشار المرعاش إلى أن الدبيبة يواجه ضغوطًا إضافية من البعثة الأممية وسفراء الدول الغربية، خصوصًا بعد أن أصبحت حكومته شبه مشلولة نتيجة استقالة أكثر من نصف أعضائها، وعجزها عن تصريف شؤون الدولة. وأكد المرعاش على أن الأسبوعين القادمين سيكونان حاسمين في تحديد مصير حكومة الدبيبة، في ظل تصاعد التحديات الأمنية في العاصمة.