logo
صعوبات جمة تواجه مرضى السرطان باللاذقية السورية

صعوبات جمة تواجه مرضى السرطان باللاذقية السورية

الجزيرةمنذ يوم واحد

يواجه مرضى السرطان في محافظة اللاذقية بسوريا صعوبات في الحصول على العلاج بسبب تردي الوضع الصحي بالمحافظة، وتأخر التجهيزات، وغياب أنواع من الأدوية بشكل مستمر.

المصدر : الجزيرة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عادة يومية تطيل العمر.. 5 فوائد مذهلة للمشي بعد الوجبات
عادة يومية تطيل العمر.. 5 فوائد مذهلة للمشي بعد الوجبات

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

عادة يومية تطيل العمر.. 5 فوائد مذهلة للمشي بعد الوجبات

الشعور بالخمول بعد الأكل أمر شائع، فما إن نفرغ من طعام العشاء، حتى يشعر معظمنا بصعوبة في النهوض من مكانه؛ وهو ما فسرته دراسة أجريت عام 2021، بأن "حوالي 30% من الناس، يعانون من انخفاض سكر الدم بعد الأكل، مما يؤدي إلى الشعور بالخمول وتقلبات المزاج". "لكن الخمول بعد الأكل ليس أمرا يجب الاستسلام له"، كما تقول بريدي ويلكنز، مديرة اللياقة البدنية في مؤسسة صحة المرأة البريطانية، في مقالها على موقع "وومن هيلث"؛ مؤكدة أن "المشي بعد الأكل غيَّر صحتها في 30 يوما". فمع أن المشي قد يبدو آخر ما نرغب بفعله، إلا أن دراسات مختلفة أشارت إلى أن "المشي لمسافات قصيرة بعد الأكل، يمكن أن يُثبّت مستويات الأنسولين وسكر الدم". وللوقاية من تراكم المشاكل الصحية ببطء على مدى فترة طويلة، يوصي الدكتور إلروي أغويار، أستاذ علم التمارين الرياضية المساعد في بجامعة ألاباما؛ بتحويل "المشي بعد الوجبات" إلى عادة صحية ثابتة، قد تكون مناسبة لمعظم الناس، كأحد الحلول الموفرة للوقت، "حيث لا تستغرق 15 دقيقة، كما أنها غير شاقة للغاية ". وينصح قائلا: "إذا كنت ترغب في اتخاذ خطوات لحماية صحتك في المستقبل، فإن المشي لمدة 15 دقيقة بعد الوجبات، يُعدّ بداية ممتازة". المستفيدون من المشي بعد الوجبات رغم أن المشي بعد الأكل يُنصح به بشكل خاص للأشخاص الذين يُعانون من مقاومة الأنسولين، أو مُقدمات الإصابة بالسكري، أو ارتفاع ضغط الدم، فإن الدكتور أغويار يُؤكد أنه "لا ينبغي أن يقتصر على هذه الفئات، ويمكن لأي شخص الاستفادة منه". ويوضح أن المشي بعد الأكل مفيد للجميع، لأنه يقلل من الجهد الذي يبذله البنكرياس للتعامل مع تلك الكمية الزائدة من السكر في مجرى الدم. ويخفض ضغط الدم ومستوى السكر في الدم، مما يمنع أمراض قاتلة تشمل متلازمة التمثيل الغذائي وداء السكري وارتفاع ضغط الدم، من أن تتراكم ببطء على مدى فترة طويلة من الزمن، قبل أن تُصبح مشكلة. أيضا، بمرور الوقت، سيُحسّن ذلك مستويات الكوليسترول الجيد (إتش دي إل)، ويُخفّض الكوليسترول السيئ (إل دي إل)، كما يُؤدي إلى تغيير في الوزن وانخفاض في محيط الخصر. المدة المناسبة للمشي بعد الأكل توصلت ويلكنز إلى أن المدة المثالية هي 10 – 15 دقيقة؛ وهو ما أكدته الدكتورة ريبيكا روبنسون، استشارية الطب الرياضي والتمارين، بقولها "إن هذه المدة مثالية للحصول على نتائج، لكن إذا طالت عن ذلك، فقد تبدأ المشاكل الهضمية". وحذرت روبنسون من "المشي السريع بعد الأكل"، ونصحت بدلا من ذلك بجعل التمرين خفيفا بوتيرة معتدلة وثابتة ولطيفة لمدة 10 – 15 دقيقة، من 3 إلى 5 مرات أسبوعيا، للسماح للجسم بهضم وجبته تدريجيا، وتجنب تقلصات المعدة. الوقت المناسب للمشي بعد الأكل تقول الدكتورة روبنسون، "إن وقت المشي اليومي لا يؤثر بشكل كبير على الفوائد، طالما بدأ في غضون 30 دقيقة من تناول الطعام". وأوضحت ويلكنز أن السر يكمن في "تكييف روتين المشي اليومي ليناسب نمط حياتك"، فإذا كان المشي بعد الإفطار يناسبك أكثر، فافعل ذلك، وإذا كان المشي بعد العشاء أفضل، فليكن. فوائد المشي بعد الأكل تقول ويلكنز "إن للمشي بعد الأكل فوائد قد تُغري الجميع بتجربته"؛ ومن أهم فوائده، بحسب الخبراء: إعلان يُخلصك من الشعور بالخمول وانخفاض الطاقة أكدت ويلكنز أنها تخلصت تماما من الخمول بعد الأكل، وأصبحت تشعر بتجدد نشاطها، كلما أعقبت وجباتها بالمشي لمدة 10 – 15 دقيقة فقط. وهو ما أرجعته الدكتورة روبنسون إلى دور انقباضات العضلات أثناء المشي في زيادة امتصاص الجلوكوز للحصول على الطاقة، وتقليل كمية السكر في مجرى الدم، والتي تقف وراء الشعور بالخمول والتعب. يقضي على أي انتفاخ المشي بعد الأكل يمكن أن يساعد على التخلص من الانتفاخ، فقد وجدت أبحاث نُشرت عام 2020، أن "التمشية حول المبنى بعد الوجبات، تحفز عملية الهضم، وتُساعد على تحريك الطعام عبر الجهاز الهضمي بشكل أسرع، مما يخرج الغازات المحتبسة". كما أوضحت الدكتورة روبنسون، أن التمشية مفيدة لتحفيز حركة الأمعاء، والتخلص من الفضلات، مما يساعد الجسم على الاسترخاء. بمرور 3 أيام من المشي بعد الأكل، لاحظت ويلكنز أنها تستيقظ مرة واحدة فقط خلال الليل، بدلا من مرتين قبل البدء في المشي؛ وبعد حوالي أسبوع، كانت تنام طوال الليل. تقول الدكتور روبنسون "إن المشي بعد الأكل يُنظّم جهازنا العصبي اللاإرادي، ويعزز النشاط المهدئ في الغدد الصماء العصبية، التي تنظم استجابة الجسم للتوتر وتقلل إنتاج الكورتيزول؛ مما يمكن الجسم من النوم بشكل أعمق". يساعد في ضبط الوزن فقد أشارت دراسة صغيرة نُشرت عام 2011، إلى أن "المشي بعد تناول الطعام مباشرة، أكثر فعالية في إنقاص الوزن من المشي لمسافات طويلة لنفس المدة لاحقا"، وقال الباحثون إن هذا قد يكون له علاقة بقدرة المشي بعد الأكل على تنظيم مستويات الجلوكوز في الدم. "إن ممارسة الرياضة لفترة قصيرة يخفض ضغط الدم ومستوى السكر في الدم على الفور"، كما يقول الدكتور أغويار، مستندا إلى دراسة نُشرت عام 2013، وبحثت في ما إذا كان من الأفضل المشي لمدة 15 دقيقة مباشرة بعد الوجبات 3 مرات يوميا، أو المشي في أوقات أخرى من اليوم. ووجدت أن الذين مشوا مباشرة بعد الوجبات "كانت لديهم أدنى استجابة لجلوكوز الدم على مدار اليوم"، وقال الباحثون "إن سحب الجلوكوز إلى العضلات أثناء ممارسة الرياضة لاستخدامه كطاقة، يخفض مستوى السكر في الدم، ويساعد في الحفاظ على مستويات طاقة أكثر ثباتا". وأوضح أغويار، أننا عندما نتناول وجبة ونمارس نشاطا بدنيا لمدة 15 دقيقة بعد تناولها، "فهذا يقلل من ارتفاع سكر الدم، ويحافظ على مستواه من 24 إلى 48 ساعة؛ من دون الحاجة إلى الجري لمدة ساعة والتعرق بغزارة".

أسرة عادل إمام توضح حقيقة تدهور حالته الصحية
أسرة عادل إمام توضح حقيقة تدهور حالته الصحية

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

أسرة عادل إمام توضح حقيقة تدهور حالته الصحية

نفت أسرة الممثل المصري عادل إمام صحة ما تم تداوله مؤخرا بشأن تدهور حالته الصحية أو نقله إلى المستشفى إثر وعكة صحية. وأكدت -في بيان رسمي- أن جميع الشائعات المتعلقة بمرض "الزعيم" أو وفاته عارية تماما من الصحة، معربة عن استيائها من تكرار الزج باسمه في أخبار كاذبة، وواصفة هذا السلوك بأنه غير مسؤول أو مقبول. وأشارت أسرة إمام إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها "الزعيم" لمثل هذه الشائعات، حيث تكررت مرات عدة خلال السنوات الماضية، وكان آخرها منتصف العام الماضي، وقد تم نفيها آنذاك بشكل قاطع. ومن جانبه، أكد نقيب المهن التمثيلية الدكتور أشرف زكي أن الصورة المتداولة حول إمام مزيفة ومعدلة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. وأوضح في تصريحات محلية أن إمام لا يمر بأي مشكلة صحية كما يشاع، وأن هذه الأخبار ما هي إلا شائعات تلاحقه من فترة لأخرى. وأشار زكي إلى أن الهدف من نشر مثل هذه الأخبار الكاذبة هو إثارة البلبلة والقلق بين جمهور "الفنان الكبير". وجاء ذلك ردا على صورة انتشرت عبر مواقع التواصل لإمام وهو مستلقٍ على سرير المستشفى، مرفقة بتعليق يؤكد معاناته من أزمة صحية خطيرة، مما أثار الذعر بين محبيه الذين سارعوا للتحقق من صحة الصورة. صور مزيفة تداول عدد من الناشطين صورة إمام على سرير المستشفى، وقد سبق أن انتشرت هذه الصورة عام 2024 وأُعيد تداولها مؤخرًا، وثبت عدم صحتها مما يكشف عن محاولة متعمدة لإثارة البلبلة. وكانت أسرة إمام قد احتفلت بعيد ميلاده الـ85 يوم 17 مايو/أيار الجاري، في حفل اقتصر على أفراد العائلة وأصدقائه المقربين. يُذكر أن آخر ظهور فني لإمام كان من خلال مسلسل "فلانتينو" الذي عُرض عام 2020، وشاركه في بطولته الممثلة الراحلة دلال عبد العزيز. وكان من المقرر أن يشارك في فيلم سينمائي بعنوان "الواد وأبوه" برفقة نجله محمد، لكنه تأجل. وقد أعلن نجله رامي خلال حفل تكريم والده -في جوائز الجوى آورد 2023- أن "الزعيم" قرر عدم خوض تجارب جديدة والاكتفاء بما قدمه طوال مسيرته، مفضلاً قضاء وقته وسط عائلته وأحفاده. وبعد مسيرة فنية امتدت لأكثر من 60 عاما استطاع إمام أن يتصدر المشهد الفني في السينما والمسرح والتلفزيون، ويصبح صاحب المسيرة الأكبر في الفن المصري.

مشروع "الهيئة": أن تعرف ما تريد خلال الطريق
مشروع "الهيئة": أن تعرف ما تريد خلال الطريق

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

مشروع "الهيئة": أن تعرف ما تريد خلال الطريق

"المجزرة التي تُنسى محكوم عليها بالتكرار، النعمة التي تُنسى مصيرها الأفول" ((كتبت هذه المادة بناء على العديد من المقابلات التي أجراها الكاتب في سوريا وإضافة إلى الاطلاع على مصادر عدة، اختار صياغة هذا كله في قالب درامي، ووضع الخلاصات على لسان شخصية متخيلة تماما)). نجلس هنا أسفل الجبل، قال لي -أبو دجانة- وهو يطلق بصره نحو جبل قاسيون. قلت: ولماذا لا نصعد الجبل؟ صعود الجبل يحتاج إلى كلمة سر. ظننته يمزح، فضحكت، لاحقًا تبين لي أن صعود الجبل فعلًا يحتاج إلى كلمة سر! تجري فيه العديد من الإصلاحات، ويغلقه رجال هيئة تحرير الشام (الأمن حاليًّا) ولا يمكن عبور الحاجز إلا بكلمة سر شفاهية. بدا لي ذلك منسجمًا مع شخصية الجبل، كلمة سر تفتح لك الطريق. قاسيون المهيب يجلس فوق دمشق وكأنه شاهد عليها، يحمل فوقه "الصخرة الحمراء" في "مغارة الدم"، أداة الجريمة الأولى في التاريخ، صخرة قابيل التي قتل بها شقيقه هابيل فشهق الجبل من هول الجريمة وتجمد فمه ناحتًا مدخل المغارة، هكذا تقول الأسطورة. هذا البلد مثقل بالتاريخ إلى حدّ التعب، لا تخطو قدماك في مكان إلا وقد عبرته إمبراطوريات وقادة وعلماء، وهو كذلك محملٌ بالمستقبل (دابق، الأعماق، الغوطة.. أسماء مواجهات لم تأت بعد)، وهنا "المنارة البيضاء شرقي الجامع الأموي حيث موعدنا مع نزول سيدنا ابن مريم" قال القيم على الجامع الأموي وهو يحكي لنا مستقبل المكان أيضًا. أما ضيفنا أبو دجانة فهو كالآخرين، تخلى عن كنيته "القاسية" ولبس بدلة أنيقة وربطة عنق، وكالآخرين أيضًا تعلم التحدث بلغة وزراء الخارجية "انطلاقًا من الأراضي السورية -الدول الشقيقة – دول الجوار – التنوع الثقافي في سوريا".. وهكذا، تحتاج أن ينقضي الجزء الأول من الحوار لكي تلج بعدها في أعماق كوادر الهيئة وربما (بل غالبًا) لا تفلح، فالطبقة التي تكثفّت على السطح من الخطاب تبدو متشابهة وكأنها تعميم مكتوب؛ تعد بحلم الدولة وتبشر بالاستقرار، وتتكلم وكأن هناك كاميرا خفية في مكان ما تصور الإجابات. الحقائق الملثمة: في المفترقات لا يأتي الحق على حصان أبيض، بل أحيانًا يستقل حافلة خضراء، يسلّم منطقة، ينسحب من أخرى ويقاتل رفاقه، أحيانًا يكون الحق ملثمًا، وفي مفترقات معينة يقف الباطل بعيدًا عن الحق مقدار خطوة واحدة، ثم يتمايز، أحيانًا أخرى يكون الخيار الوحيد بين باطل وباطل أقل، لكن المشكلة أن عليك أن تقرر قبل أن تفكر، الوقت الذي تقضيه في التفكير كافٍ لخسارة معسكر. ليست الحقيقة بهذا الوضوح الذي نتوهمه، ولا مصممة على مقاس الشعراء كي يمدحوها، الفتنة دائمًا عمياء، وحين تكون في داخلها نادرًا ما تميّز طبيعة الشيء الذي تواجهه، حتى إذا أدبر أسفر لتتبين حينها موضع قدميك، وكثيرًا ما تزل قدمٌ بعد ثبوتها. "تسألني عما تعلمته؟" قال أبو دجانة فيما يشبه الخلاصة. ثم أكمل بشيء من الأسى: "كم كنت أتمنى أن أعرف قبل أن أبدأ. كم كانت تصوراتنا مثالية وساذجة. كنا مع كل مفترق طرق نتخلى عن شيء من هذه المثالية ونتحلى بدرجة أعلى من الواقعية، لقد عبر بنا الشيخ (أبو محمد الجولاني) كل هذه المفاوز ولهذا نثق فيه اليوم، أنتم لا تعرفونه، نحن نعرفه. نعرفه جيدًا." (الحقيقة ليست بالوضوح الذي تصوره برامج الكرتون وقصص الأطفال، هذا صحيح، لكنها ليست بالغموض الذي عادة ما يتذرع به، ذاك التذرع الذي يتوسع في كل مرة حتى يجد الإنسان نفسه يدوس الحقيقة بحثا عنها!) وبدأ أبو دجانة يسرد القصة من البداية: "منذ دخل الشيخ أرض الشام أواخر عام 2011 بصحبة ستة مقاتلين من العراق (وخمسين ألف دولار شهريًّا من البغدادي) كي يؤسس جبهة النصرة، كان يحلم بفتح دمشق، ويبشّر بذلك اليوم، يتحدث عنه كأنه يراه واقعًا، كان يقرأ لنا رواية كتبها بنفسه عن فارس أنقذ التاريخ، فك وثاقه من آسريه الذين أحكموا تقييد يديه كي لا يكتب شيئًا، آمنّا أنه الوحيد القادر على فعل ذلك، وآمن هو أيضًا بذلك، وفعله حقًّا!" "لم يكن هذا ليحدث بسهولة، لقد أعدّنا الله عبر مفترقات كثيرة وصعبة لهذا اليوم، مفترقات قاسية وأحيانًا كانت شديدة الالتباسات، حدّث المرء نفسه خلالها طويلًا وغمرته الشكوك، رغم أننا نادرًا ما كنا نجد وقتًا حتى للشك، في بيئة مثل التي أحاطتنا كان الانتظار يعني الموت." المفترق الأول: إخوة الغلوّ واجههم المفترق الأول في أبريل/نيسان عام 2013، حين أعلن أبو بكر البغدادي قيام دولة العراق والشام وحل جبهة النصرة ، فقفز الجولاني إلى حضن تنظيم القاعدة، مستفيدًا من مظلتها في حماية تجربته الوليدة أمام زحف "الدولة"، خسر الكثير من الكوادر الذين فضلوا جاذبية الدولة على جبهة النصرة، وحتى يوليو/تموز 2014 بدت النجاة خطة كافية وقتها، كان تنظيم الدولة يلتهم الأراضي والفصائل، وشهدت دير الزور أشد المعارك التي قادها "أبو ماريا القحطاني" عن جبهة النصرة، الرجل القوي الذي سيُعذب لاحقًا في سجون الهيئة ثم يُقتل بتفجير يُعتقد أن تنظيم الدولة وراءه عام 2024. :تنظيم الدولة هو الذي انشق عنّا!"، قال أبو دجانة، "لقد ذهب بعيدًا في تطرفه، حينها اختبرت الالتباس الأول، لقد قاتلت إخوة بدؤوا معنا المسيرة بعد أن اختاروا الانضمام لتنظيم الدولة، لم يكن الأمر سهلًا بعض الفصائل تورّعت وتأخرت في قتالهم لذلك تمددوا سريعًا، فضلًا عن عقائدية المقاتل عند تنظيم الدولة، إنهم بالفعل طلاب موت، كادت تجربتنا تفنى حينما تدخلت أحرار الشام لمساندتنا، وعبر بنا الشيخ هذه الأزمة." (ظهور تنظيم الدولة في سوريا كان حدثًا مزلزلًا، لقد أخذ المكونات السلفية في الفصائل وذهب بها لأقصاها، مُسببًا صدمة حقيقية تُنفّر اليوم من أي تشابه مع هذه المكونات، وبدلًا من البحث عن الوسط فإن ظهور غلو متشدد يمهّد لظهور غلو متساهل نقيضًا له، لاحقًا، يصبح التخويف من النموذج المتشدد تنظيرًا بحد ذاته وبرنامجًا للعمل). – ما الذي ميز طريقة عملكم في البداية؟ سألتُه "أسلوبنا وقتها كان العمليات العسكرية ضد نظام الأسد. تجنبنا حروب الاستنزاف ونموذج الرباط الذي يحتاج إلى مقاتلين كثر، ولم نجد أنفسنا مضطرين إلى المحافظة على مناطق محررة ثابتة. بدلًا من ذلك، انصبّ تركيزنا على بناء قوات هجومية بعقيدة قتالية عالية وفاعلية عملياتية قادرة على إحداث فارق على الأرض، وركزّنا على آلية اختيار الكوادر بدقة، أصبحت شروطنا أقل حدة لصالح إدماج قطاع واسع من الفصائل الصغيرة معنا، وغيرنا أسلوبنا في العمل وفق ذلك. وقتها، لم يكن "المشروع" قد تبلور في أذهاننا، كنا نظن أن ما نعتقده هو المشروع بحد ذاته وهذا كافٍ، لكنه لم يكن كذلك، لقد اتضحت الأمور مع الوقت." (كلمة "المشروع" تتردد كثيرًا على ألسنة شباب الهيئة بوصفها رديفًا للـ"حكم"، لكن في الواقع الحكم بذاته وسيلة ضرورية لتبليغ "المشروع"، إذن -مجددا- ما هو المشروع؟ يجري الإحالة إلى ما في عقل الرجل أكثر من الإحالة إلى أفكار محددة، مما يشي بأن المشروع جرى اختصاره في شخص القائد) المفترق الثاني: الأم العجوز في الثامن والعشرين من يوليو/تموز 2016، كانت الحركة الأم "القاعدة" قد شاخت تمامًا، ولم تعد مظلّتها تمنع الأمطار بل هي نفسها أصبحت مصدرًا للبلل، لم تعد "القاعدة" جذابة وشيخها الظواهري أصبح بعيدًا معزولًا وغارقًا في الشعور بالخذلان، أعلن الجولاني بعد أن أماط اللثام عن وجهه فك الارتباط مع تنظيم القاعدة وولدت بذلك "جبهة فتح الشام"، لكن الكوادر التي ظلت وفية للقاعدة انشقت معلنة عن تنظيم "حراس الدين". كانت ضرورة، قال أبو دجانة، الكثير من الفصائل كانت تمتنع عن التحالف معنا بسبب عبء اسم "القاعدة" فهي كما تعلم مصنفة حركةً إرهابية دوليًّا، المهم في النهاية هو الأهداف وليس الوسائل، عليك أن تفكر في الأمر وكأنه سباق رالي طويل، كل مئة متر علينا أن نبدّل العجلات بأخرى أكثر ملاءمة للمرحلة القادمة، لذلك بعد سنة واحدة أسسنا "هيئة تحرير الشام" سعيًا لإدماج أكبر قدر من الفصائل التي نتفق معها، لقد قسمنا الفصائل وقتها إلى نوعين: نوع ليس لديه مشروع وهذا كان من السهل إدماجه وترتيب وضعه، ونوع لديه مشروع مغاير لا يصب في مصلحة الحالة الجهادية وهذا عرضنا عليه التحالف، ثم قاتلناه حين أصرّ على التمسك بخيار تفتيت الساحة. المفترق الثالث: إخوة الطريق في 21 يوليو/تموز 2014 بدأنا بحملة "ردع المفسدين"، كان الفساد قد استشرى -للأسف- على يد فصائل الجيش الحر، وبدأ السكان يستنجدون بنا، لم يكن لدى هذه الكوادر انضباط فردي ولا مشروع للحكم. الحملة طالت أحرار الشام التي حمتكم من تنظيم الدولة في إدلب، أليس كذلك؟. قلتُ مستدركا. أسرع مجيبًا: "دعني أوضح لك، في النهاية يجب أن نلتف حول مشروع واحد، لقد عانينا طويلًا من تشرذم المشاريع، الكثير من الفصائل كان لديها ارتباطات دولية، وعدم وجود مشروع جامع كانت تكلفته باهظة. لقد سبق هذه الحملة إطلاقنا أول تصور لمشروع إقامة إمارة إسلامية وتطبيق الشريعة، في هذه المرحلة بدأنا نفكر في ضرورة السيطرة على الجغرافيا، الانتقال من العمل الأمني وحرب العصابات إلى تجربة الإدارة والحكم. وانطلاقًا من ريف إدلب في جبل الزاوية تحديدًا بدأنا في تأسيس تجربة السيطرة على الجغرافيا وتفعيل القضاء الشرعي. قاتلنا جبهة ثوار سوريا التابعة للجيش الحر، وخلال عامي 2014 و2016 تمدد مشروعنا وبدأنا نُحكم السيطرة على مناطق واسعة من ريف حلب وإدلب وحماة، في 2017 بدأت أحرار الشام تجمع حولها فصائل الجيش الحر، وشكلّت مشروعًا لإدارة المناطق المحررة، مما مثّل تهديدًا حقيقيًّا لنا، وفي ظل امتناعها عن الاتحاد معنا لم يكن معقولًا قبول أكثر من مشروع في نفس المنطقة، فقاتلناهم." كان قتالًا على مساحات النفوذ وتوحيد المشاريع وهذا في العمل السياسي يمكن فهمه، ولكن لماذا كنتم تصيغونه صياغات تكفيرية؟ لم يكن هناك تكفير لهذه الفصائل أبدًا.كان هناك مزاج عام يفضي إلى التكفير؟ بمعنى يكفي تعبيرات من نوع "هؤلاء يحالفون الكفار"، "لديهم تنسيق مع أجهزة مخابرات"، "يعملون ضد الدين"، حتى تتلقّاها القيادات الوسيطة والدعاة بوصفها مبررًا للتكفير لاحقًا (القضايا التي فعلتموها واحدة تلو الأخرى بعد تسلّم الحكم). ابتسم الرجل، وأكمل حديثه بعيدًا عن هذه النقطة. "لم تكن فترة سهلة، ولم يكن لدينا سيطرة على كل الخطابات داخل الجماعة، في النهاية أفضى هذا الاقتتال إلى ما فيه مصلحة الجميع، سيطرنا على باب الهوى (مصدر الدخل الأساسي للفصائل حينها)، ومن هذه اللحظة أصبح مشروع حكم إدلب ناضجًا، تشكلت حكومة الإنقاذ في عام 2017، استمرت الاشتباكات مع الفصائل حتى عام 2019 ، كان آخرها قتال أحرار الشام وحركة نور الدين زنكي في ريف حلب الغربي، وبعدها بسط المشروع سيطرته، كانت فترة خسر فيها الجميع ما بقي من مناطق نفوذ خارج الشمال السوري، فأصبح ريف حلب وإدلب مركز التنافس الوحيد." (ثم جاءت الحملة الروسية عام 2019 لتهز كيان من بقي من حاملي سلاح، وتهدد باقتلاع التجربة من جذورها. خسرت الفصائل نحو نصف مساحة سيطرتها، وجرى تثبيت خطوط وقف إطلاق النار باتفاق سوتشي بين الرئيسين أردوغان وبوتين في مارس/آذار 2020). المفترق الرابع: إنه الحكم (بذور الحكم بدأت عام 2017، (البعض يعتبرها بدأت قبل هذا التاريخ)، وتدريجيًّا كانت الوقائع تدفع "المشروع" تلك الكلمة الغامضة لتقمُّص شكل الطريق، حيث بدأت تقل قيمة الأدبيات، والروافد، والتوجهات الفكرية، ويحل مكانها كاريزما القائد وسلطة الإنجاز وشبكات المصالح، كانت الصيرورة تتكفل بصياغة الشكل، وكان الشكل نفسه يعيد صياغة الجوهر أيضًا). بدأ أبو دجانة يشرح تفاصيل هذه المرحلة. "في أسلوب الحكم، أخذت طريقة العمل في البداية طابعًا قريبًا من جبهة النصرة، يمتاز باللامركزية النسبية، وإتاحة صلاحيات واسعة للإدارة المحلية، وهذا نظام كان يصلح لتلك المرحلة. أسميناه نظام الكتل "القوات"، تخضع كل وحدة إقليمية لأمير وهو القائد العسكري ويصحبه "الشرعي" في حين كانت الأحكام المحلية متروكة بشكل كبير لتقدير القضاة المحليين وهم الشرعيون. في عام 2018، ذهب الشيخ لتفكيك هذه البنى، فهذا النمط يصلح للتنظيمات العسكرية لكنه يتناقض مع بناء حكم مركزي موحد، حينها شكلنا ما يعرف بإدارة المناطق المكونة من 350 عضوًا مُنظّمين في أقسام محلية عبر مناطق إدلب السبع، التي كانت حلقة وصل بين "حكومة الإنقاذ" و"هيئة تحرير الشام"، وعوضت النقص الموجود في الحكومة وحلت مكان العصب القديمة في المناطق." (هكذا أصبح هناك حكومة مقربة وحكومة ظل موالية، تعمل على سحب النفوذ تدريجيًّا من المكونات والعناصر الجهادية السابقة لتشكل طبقة حكم جديدة، لم تستوعب الوجهة الجديدة للمشروع. لقد حرصت تجربة إدلب على تخليص نفسها تدريجيًّا من أي مظاهر قد تفزع المانح الدولي أو المراقب العالمي الذي لديه قائمة قصيرة ومختزلة للمظاهر التي تشعره بالقلق. على سبيل المثال سعت مؤسسة "سواعد الخير" و"الخلاص"، لبث سمت إسلامي عام في الأماكن العامة، بما في ذلك التضييق على الاختلاط بين الجنسين في الأماكن العامة، فأغلقتهما الهيئة. وحين بدأت مظاهر الانفتاح تكسو المدينة بعد 2020، حاول بعض الدعاة والهيئات تنظيم قانون ينظم هذا الوضع، لكن الهيئة لم تؤيد القانون ولم تعارضه بل جمدّته.كان التحول يسير تدريجيًّا نحو استجلاب شرعية خارجية ولكن بهدوء يضمن عدم انفلات الفئات المحافظة والمتدينة ضد "المشروع"). "لم نستفرد بإدارة البلد، كان نموذجنا تشاركيًّا" أوضح أبو دجانة، ثم أكمل "انضمت لحكمنا نخب التكنوقراط داخل الجسم الحكومي وأتحنا لمنظمات غير حكومية الدخول في قطاعات الصحة والتعليم، كان دعمنا يزداد بين النخب المحلية، من مهنيين ورواد أعمال وشخصيات قبلية، في حين كان السخط على التجربة يتصاعد من النشطاء والصحفيين وكوادر حزب التحرير. كيف جرى التعامل مع التوجه المعارض؟ كثيرًا ماكنا نسمع عن تعذيب في السجون مثلًا، إلى أي درجة جرى ضبط التغول الأمني على الناس؟انظر، لقد وقعت تجاوزات كثيرة، خصوصًا عندما تعرضنا لـ"فتنة خلية العملاء"، فتنة كادت تودي بنا، (وهنا صمت الرجل قليلا وسرقته الخيالات إلى مكان غامض من الذكرى) ثم قال: تخيل أن يُعتقل أكثر من 170 شخصًا بتهمة العمالة، بعضهم قيادات صف أول، لم يكن الأمر سهلًا، ثم لاحقًا يتبين أن ثمة مكيدة أو خطأ جرى داخل مسار التحقيق من البداية، لقد كانت فترة قاسية وشديدة الصعوبة، بل دعني أقل ربما كانت هذه أصعب محنة مررنا بها." فضائل المأسسة عملنا بجدّ على مأسسة أنفسنا، كنا نقرأ ما يحدث معنا، نتعلم من أخطائنا، من خصومنا، لكن كنا نفتقر إلى قوة التنظيم. كانت الألوية تقاتل بدون فكر عملياتي، وأحيانا تنسحب بعض الكوادر من القتال إذا سقطت قُراهم، مشروع التحرير كان يشغل الشيخ لذا أردنا إعادة بناء كل شيء على أسس متينة، بدأنا بتوحيد القوات العسكرية عبر إطلاق برامج جديدة للتدريب بعقيدة قتالية موحّدة لكل القوات، وأنشأنا غرفة عمليات "الفتح المبين"، التي ساهمت في التنسيق العسكري بين الفصائل (من بينها أحرار الشام وفيلق الشام)، كما أسسنا أكاديمية عسكرية عملت على رفع الجنود إلى مصاف المقاتلين النظاميين القادرين على تشكيل نواة لعمل جاد وحقيقي. كما أدخلنا العديد من التخصصات مثل: قوات النخبة "العصائب الحمراء"، ووحدات القتال الليلي التي جاءت استجابة لتحدي قتال النظام ليلًا عام 2019 مما أفقدنا الكثير من المناطق. طورّنا مشروع مسيّرات شاهين، التي شكلّت رعبًا حقيقيًّا لقوات النظام حين بدأت عملية ردع العدوان، في حين كثفت أجهزة استخباراتنا عملها في جمع معلومات عن العدو. وحين حانت الظروف المناسبة للانقضاض على النظام كان الشيخ موجودًا ليقرر ذلك، ودعني أخبرك أن هذه إحدى أهم فضائله، الجرأة في موضعها، كان يمكن أن يفشل الهجوم، أن يحدث شيء آخر غير ما حدث، لم نكن على يقين من نجاح العملية لذلك أسميناها "ردع العدوان"، ولم يكن مداها في أكثر العقول خيالًا يتجاوز حلب، لكن الله وحده هو الذي منّ علينا بهذا الفتح. (فات الرجل أن يقول إن فتح الجبهات كان أحد المطالب الأساسية التي رفعها "الحراك" الذي خرج ضد حكم الجولاني في إدلب قبل العملية بوقت قصيرة، وهو ما يعني أن المزاج الثوري والشعبي كان قد وصل لحالة من الغليان جعلت قرار المواجهة حتميًّا، وإن كانت كتابة التاريخ تخفي اليوم دور الفصائل والكتل والأفراد وتحصرها في قصة شخص) ودّعت الرجل بعد مقابلة استمرت أربع ساعات ولم يعرف كلانا بأي انطباع خرج الآخر، نظر إليّ محاولًا الاستكشاف، وقال: "القادمون من الخارج، يأتون على هيئة رجلين: الأول يريد أن يعرف هل تغيرنا حقًّا أم ما زلنا "وحوشًا" ليرفع تقارير للغربيين والجهات المانحة، والثاني يريد أن يعرف لأي درجة تغيرنا كي يعود إلى أمتنا ويطمئنها أننا لسنا خونة؟!".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store