
في ذكرى تفجير جامع دار الرئاسة .. من اغتيالات ما قبل الأديان إلى خيانة الإخوان وتواطؤ الخارج
في ذكرى تفجير جامع دار الرئاسة .. من اغتيالات ما قبل الأديان إلى خيانة الإخوان وتواطؤ الخارج
قبل 1 دقيقة
في يوم، الثالث من يونيو 2011، اهتز ضمير اليمنيين على وقع أبشع خيانة سياسية في تاريخ الجمهورية، تفجير جامع دار الرئاسة أثناء صلاة الجمعة، في محاولة اغتيال مدبّرة استهدفت الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح وكبار قيادات الدولة
.
جريمة لم ترتكبها يد فردٍ مضطرب، بل نفّذتها منظومة انقلابية مكوّنة من الداخل الإخواني، والدعم القطري، والرعاية الدولية الناعمة، ضمن مشروع إسقاط الدولة الجمهورية من داخلها، باسم الدين والثورة.
الاغتيال السياسي.. سلاح الخائفين عبر التاريخ
منذ فجر الحضارات، كانت الاغتيالات السياسية أداة الجبناء للانقضاض على السلطة حين تعجزهم المواجهة أو يسقط مشروعهم أمام صلابة الدولة.
في العهد الوثني، اغتيل يوليوس قيصر طعنًا في 'مجلس الشيوخ'، ورفع قاتلوه شعار "إنقاذ الجمهورية"، تمامًا كما فعل من حاولوا اغتيال صالح تحت غطاء 'إنقاذ الثورة'.
في التاريخ اليهودي، اغتيل الملك يوآش من داخل قصره، مثلما استهدف الغدر الإخواني رأس الدولة في بيت من بيوت الله.
وفي السياق الإسلامي، لا تُذكر الفتنة الكبرى إلا ومعها اغتيال عمر، وعثمان، وعلي، في مناخ تسمم ديني وشحن سياسي، أعاد الإخوان إنتاجه في نسخته اليمنية، ولكن هذه المرة عبر قنوات فضائية وأموال قطرية وفتاوى مسيّسة.
تفجير دار الرئاسة: لحظة الانكشاف القذر
تفجير الجامع لم يكن مجرد فعل إرهابي، بل نقطة تحوّل خطيرة تدشّن انقلابًا منظّمًا ضد الجمهورية والدولة، وليس فقط ضد الرئيس.
جاءت الجريمة في ذروة ما سُمّي بـ"الربيع العربي"، لكنها لم تكن انتفاضة شعب، بل أداة تثوير خارجي جرى إعدادها منذ 'منتدى المستقبل' في قطر (2006) بدعم أمريكي-قطري، واستثمر فيها تنظيم الإخوان كقوة اختراق ناعمة.
نفّذ حزب الإصلاح الجريمة، بينما كان يتلقى دعمه الإعلامي من قناة الجزيرة، وأدواته المحلية من قنوات مثل يمن شباب وبلقيس، ثم انضمت إليهم لاحقًا قناة المهرية التي أصبحت الذراع الأبرز لإعادة إنتاج خطاب "الضحية" وتبييض دور الإخوان بعد أن تلوث بالدم اليمني.
من المسجد إلى المبعوثين.. الغدر لا يأتي منفردًا
بعد تفجير دار الرئاسة، لم تُفتح تحقيقات شفافة، ولم تتم محاسبة من خطط وموَّل ونفّذ، بل جرى تدوير الجريمة في دواليب المبادرات السياسية، بإشراف مبعوثين أمميين مثل جمال بن عمر الذي هندس اتفاقات ظاهرها تسليم سلمي، وباطنها إعادة تموضع الإخوان وتفريغ الدولة من مضمونها.
جمال بن عمر كان أول من بارك صفقة "المبادرة الخليجية المعدّلة"، مفرغًا القرار الأممي 2014 من جوهره، ليمنح خصوم الدولة فرصة للبقاء، رغم ضلوعهم في الجريمة.
لاحقًا، تابع المبعوثون الأمميون — من ولد الشيخ إلى غريفيث، ثم هانس غروندبرغ — سياسة تبييض المليشيات، عبر مساواة الضحية بالجلاد، وتسويق "الحوار" مع من فجروا المساجد وخانوا الوطن.
المشروع القطري الإخواني: من التثوير إلى التمزيق
ما جرى في اليمن لا يمكن فصله عن الطموح القطري لبناء محور نفوذ جديد يرتكز على التنظيم الدولي للإخوان المسلمين. فالدوحة رعت شبكة كاملة من الناشطين، ومنظمات المجتمع المدني، والمنصات الإعلامية التي مهّدت للانقلاب تحت راية 'الثورة'.
حزب الإصلاح، باعتباره الأداة المحلية، لم يكن حزبًا وطنيًا، بل ذراعًا أيديولوجيًا عابرًا للحدود، ينفذ توجيهات التنظيم الدولي ولا يحترم السياق اليمني.
وعبر قنوات مثل الجزيرة والمهرية، جرى اغتيال صالح إعلاميًا قبل محاولة اغتياله جسديًا، ثم شيطنة كل من نجا من تلك الجريمة، في حملة ممنهجة للتدمير السياسي والأخلاقي.
ما بعد التفجير: الدولة تنهار والحوثي ينهض
تفجير دار الرئاسة مثّل لحظة انكسار للدولة، وفتح الباب أمام الحوثيين للزحف نحو صنعاء، بعد أن ضعفت القيادة، وتحوّل الشارع إلى فوضى، والنخب إلى مرتزقة في بلاط السفراء والمبعوثين.
لم يكن الحوثي ليحقق تقدمه لولا الفراغ الذي خلقه الإخوان، والتواطؤ الذي وفره الإعلام القطري.
وأكملت الأمم المتحدة — تحت غطاء "التسويات السياسية" — مهمة شرعنة الانقلاب الحوثي، كما شرعنت من قبلُ وجود الإصلاح في مفاصل الدولة رغم جريمة تفجير الجامع.
خلاصة وطنية: لا شراكة مع من غدر
الجريمة التي ارتُكبت في الثالث من يونيو 2011 ليست ذكرى سياسية فقط، بل علامة فارقة في تاريخ الخيانة اليمنية. لقد أثبتت أن:
الإخوان لا يؤمنون بالجمهورية، بل بالخلافة المؤجلة.
قطر لا تريد دولة في اليمن، بل مسرحًا لصراع دائم يخدم مصالحها.
الإعلام الذي ترفع شعاره الجزيرة والمهرية ليس إلا غرفة عمليات حرب نفسية، تستهدف العقل والوعي اليمني.
في هذه الذكرى، يجب أن نُجدّد العهد بأن دم الزعيم صالح ليس ثأرًا شخصيًا، بل مسؤولية وطنية. وأن من فجّر في المسجد، وخان في السياسة، وسمّم الإعلام، لا يُؤتمن على حاضر اليمن ولا مستقبله.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 12 دقائق
- وكالة الأنباء اليمنية
وقفات في تعز إسناداً لغزة وتنديداً بالعدوان الصهيوني
تعز - سبأ: أقيمت في مديريات محافظة تعز، اليوم، عقب صلاة عيد الأضحى وقفات إسناداً لأبناء غزة وتنديداً بالعدوان الصهيوني على القطاع. وأشاد المشاركون في الوقفات، بما سطرته المقاومة الفلسطينية في ردع العدو الصهيوني. وحملوا الجميع مسؤولية مواجهة العدوان والتحرك المجتمعي ضمن محور الجهاد والمقاومة. وأعلن بيان صادر عن الوقفات الدعم الكامل والمناصرة الدائمة للشعب الفلسطيني. وأدان البيان استخدام أمريكا للفيتو دعما لكيان العدو الصهيوني ورفضا لوقف الحرب الظالمة على الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن هذا دليل واضح وشاهد على أن أمريكا هي الداعم والشريك لإسرائيل في كل جرائمها. ودعا شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى القيام بمسؤوليتها تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني والأقصى الشريف والنبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم من انتهاكات وإساءات شبه يومية من قبل الكفار الصهاينة الغاصبين محذراً الجميع من العقوبات الإلهية المؤكدة بحق المتربصين والمتخاذلين. وحث البيان الجميع في هذا اليوم المبارك على مواساة الفقراء والمساكين وصلة الأرحام والإحسان إلى المحتاجين.


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 12 دقائق
- وكالة الأنباء اليمنية
تفقد أحوال المرابطين في جبهة بني حسن بمحافظة حجة
حجة - سبأ : تفقد مدير مديرية حرض في محافظة حجة حسين حيران، اليوم أحوال المرابطين في جبهة بني حسن. وتبادل حيران مع المرابطين التهاني بمناسبة عيد الأضحى المبارك.. ناقلا لهم تهاني القيادة الثورية الحكيمة والقيادة السياسية وقيادة المحافظة بهذه المناسبة الدينية الجليلة. وأشاد ببطولات وتضحيات المرابطين والملاحم التي يسطرونها في سبيل الله والدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره. كما زار ومعه عدد من الشخصيات الاجتماعية روضة الشهداء في مديرية عبس وقرأوا الفاتحة إلى أرواح الشهداء.. مؤكداً السير على دربهم والحفاظ على المكتسبات التي حققها الشهداء.


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 12 دقائق
- وكالة الأنباء اليمنية
تدشين مشروع توزيع الأضاحي على أسر الشهداء في ريمة
ريمة - سبأ : دشن فرع مؤسسة الشهداء بمحافظة ريمة اليوم، مشروع توزيع أضاحي العيد على أسر الشهداء الأشد فقراً. وأكد المحافظ فارس الحباري في التدشين بحضور وكيل المحافظة حافظ الواحدي، أهمية توزيع الأضاحي على أسر الشهداء الأشد فقراً بما يجسد الوفاء لتضحياتهم في الدفاع عن الوطن وسيادته واستقلاله. وحث الجميع على تعزيز التكافل والتراحم ومساعدة الأسر الفقيرة والمحتاجة وفي مقدمتها أسر الشهداء وتلبية احتياجاتها، سيما في ظل الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد جراء العدوان والحصار. واعتبر المحافظ الحباري توزيع الأضاحي أقل ما يمكن تقديمه لهذه الأسر التي قدمت التضحيات في مواجهة العدوان وإفشال مخططاته. فيما أوضح مدير فرع هيئة رعاية الشهداء بالمحافظة عبدالاله حامد أن المشروع يتضمن توزيع الأضاحي على أسر الشهداء الأشد فقراً، مشيراً إلى أنه يعكس اهتمام قائد الثورة والمجلس السياسي الأعلى بأسر الشهداء تقديراً لما قدمته من تضحيات في سبيل الله وإفشال المؤامرات التي تستهدف الوطن وأمنه واستقراره. حضر التدشين مدير أمن المحافظة العميد حاشد الحباري وعدد من القيادات الأمنية .